ديسمبر 23. 2024

مليشيا “لواء الوقاص” تُحاول التملص من جريمة قتل مُسنة كُرديّة في ناحية “شيه”

عفرين بوست-خاص

انصدم بعد عصر السبت\الثامن عشر من أبريل، أهالي قرية هيكجة التابعة لناحية “شيه/شيخ الحديد” بريف إقليم عفرين الكردي المحتل من قبل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بخبر استشهاد المواطنة المسنة “فاطمة كنه” في مسكنها، أثناء غياب أبنائها للعمل في زراعة الغراس بأراضيهم، وقد طالت الجريمة موجة استنكار واسعة على صفحات التواصل الاجتماعي.

ووفق مراسل “عفرين بوست” في مركز الناحية، فإن فاطمة كنه /80 عاماً/، وهي أرملة المرحوم “صبري طونا”، كانت تعيش في منزل أبنها البكر “محمد”، بعد أن طردتها المليشيات من منزلها الأساسي الكائن وسط القرية منذ عامين، وعثرت عليها زوجة حفيدها فوزي “إلفات”، في تمام الساعة الخامسة من السبت، بعد عودتها من العمل، وهي جاثية على كرسي ومعلقة من رقبتها بواسطة سلك هاتف إلى شجرة في فناء المنزل، حيث أسرعت لتخبر نجلي السيدة المغدورة وهما (سعيد  وحسن) بالحادثة، واللذين سارعا لإسعافها إلى مدنية جنديرس.

وأكد المراسل أن الشهيدة “فاطمة” فقدت حياتها جراء تعرضها لعملية خنق، ومن ثم تم تعليقها من رقبتها إلى الشجرة، للإيحاء بأنها أقدمت على الانتحار!  حيث كانت على رقبتها آثار الخنق، إضافة إلى وجود كدمات على أطرافها السفلية وظهرها، وقد تم دفنها يوم أمس الأحد، في مقربة القرية بمشاركة أهاليها وتواجد عدد من مسلحي ميليشيا “لواء الوقاص”، حسب مقطع فيديو منشور على صفحات التواصل الاجتماعي.

وأشار المراسل إلى أن الشهيدة “فاطمة” كانت تحتفظ ببضع قطع ذهبية وبعض النقود بغية صرفها يوم وفاتها، لتغطية نفقات الدفن والعزاء، وذلك كعادة اجتماعية لدى كبار السن في المنطقة، خاصةً النساء منهم، إلا أنها لم تكن تعلم أن ذلك الادخار سيكون وبالاً عليها ودافعا لقتلها على يد من يترصدون بكبار السن وميسوري الحال.

وقد سارعت ميليشيا “الوقاص” التي تتخذ من منزل مقابل لمسكن الشهيدة فاطمة مقراً لها، بُعيد وقوع الجريمة إلى اختطاف (نجلها محمد صبري طونا\62 عاماً، وزوجته “مقبولة” وحفيدها فوزي محمد طونا\23عاماً وزوجته “إلفات”، ونجلها الآخر حسن طونا\46عاماً، وكذلك سعيد طونا) بحجة التحقيق في ملابسات القضية.

 وأضاف المراسل أن الميليشيا أفرجت اليوم الاثنين، عن كل من “حسن طونا” و”سعيد طونا” و”إلفات”، فيما تؤكد كل المؤشرات والدلائل أن مسلحي ميليشيا “لواء الوقاص” التي يتزعمها المدعو “محمد عبدو” المنحدر من مدينة “مارع” بريف حلب الشمالي، والمحتلة لقرية هيكجة، هي التي أقدمت على ارتكاب تلك الجريمة بقصد سرقة مصاغ ونقود السيدة الكُردية.

ووفقاً لمراسل “عفرين بوست” في “شيه\شيخ الحديد”، تُحاول المليشيا الترويج لروايات مزيفة للتنصل من الجريمة التي إرتكبها مسلحوها، بينها الانتحار تارة، واتهام زوجة أبن المغدورة وزوجة حفيدها بقتلها تارة أخرى، ولكن الرواية الأغرب، أن الشهيدة “فاطمة” حاولت الجلوس على الكرسي، لكنها سقطت مع معاناتها من مرض الضغط والوزن الزائد، من على الكرسي وتوفيت بقضاء الله وقدره (وفق مليشيا الوقاص)!

ويشهد الاقليم الكُردي المحتل، جرائم وعمليات سطو مُسلح شبه يومية تقوم بها الميليشيات الإسلامية، وما المسنة “فاطمة” إلا ضحية جديدة من ضحايا الاجرام الذي تمارسه المليشيات الإخوانية، وفي ذاك السياق، كان قد استشهد المسن سليمان حمكو، بداية نوفمبر 2019، متأثراً بالإصابة البليغة التي تعرض لها أثناء عملية سطو مسلح على منزله من قبل مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية” وفرقة “الحمزة” التابعتان للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، في قرية “كعنيه كوركيه” التابعة لناحية جنديرس بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل.

وفي الرابع من أكتوبر 2019، استشهد مدني كُردي في قرية ميدانكي التابعة لناحية “شرا\شران” بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، نتيجة تصديه لعملية سطو مسلح للميليشيات الإسلامية على مجموعة محلات تجارية، حيث قتلت مجموعة مسلحة من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” المدني “عدنان رشيد أمير”، الساعة الرابعة فجراً، بطلقة واحدة مباشرة في الرأس، بعد محاولته اعتراض المسلحين وثنيهم عن سرقة عدد من المحال التجارية العائدة لعائلة (عيسى ملكسور) المجاورة لمنزله.

وفي نهاية اغسطس\آب 2019، استشهد المسن “محي الدين اوسو\77 عام”، عند تعرضه للضرب المبرح من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية، الذين عمدوا لسرقة منزله في حي الاشرفية، في منطقة قريبة من مقر لمليشيا “الجبهة الشامية”، وهو ما أكد الاتهام لمسلحي المقر الذي يقوده المدعو “زاهي”، وبعد قرابة اثني عشر يوماً من استشهاد المسن “محي الدين”، استشهدت زوجته المسنة “حورية محمد بكر\74 عام” في السادس من سبتمبر\أيلول 2019، نتيجة الضرب المبرح الذي تعرضت له في منطقة القفص الصدري، مما تسبب بنزيف داخلي مُستمر إلى أن فارقت الحياة.

ولا تقتصر جرائم القتل على المسنين، بل تطال الشبان والقُصّر كذلك، ففي الثامن من يونيو\حزيران العام 2019، أطلق النار على كل من المواطنين الكرديين “حنان حنان بن حسين\34 عام” و”عبد الرحمن شيخ احمد بن علي\36 عام”، حيث كانا يعملان في تجارة وتوزيع الخضراوات بين القرى بواسطة سيارة متنقلة، وتم ايقافهما بجانب مفرق “موباتا\معبطلي” من قبل مسلحين يستقلان دراجات نارية وتم استهدافهما بطلقات نارية في الراس، ليستشهدا إثرها، فيما لاذ المسلحان بالفرار، عبوراً من حاجز مليشيا “فرقة السلطان مراد” التابعة للاحتلال التركي، على مفرق “موباتا\معبطلي”، رغم أنه لا يبعد عن مكان الجريمة سوى مئات الامتار!

وفي الصدد، لا يزال الغموض يلف مصير الطفل المختطف “محمد خليل” البالغ من العمر 11 عاماً، حيث كانت الخاطفون في اعزاز، قد نفذوا وعيدهم بتصفية والده “رشيد حميد خليل” والقاء جثمانه في الثاني والعشرين من مايو\أيار 2019، في المنطقة الواقعة بين قريتي “قسطل جندو” و”عرب ويران” التابعتين لناحية شرا\شران، وذلك بعد أن عجزت العائلة عن تأمين فدية مالية تبلغ مئة ألف دولار كشرط للإفراج عنه.

ويستقوي مسلحو المليشيات الإسلامية على العفرينيين بالسلاح والعدة التركية، مدركين أنهم قوة غاصبة للإقليم الكُردي، وأنهم ساهموا في قتل ما يقارب من 4 آلاف مُقاتل ومدني كُردي من أبناء الإقليم، مع تقمص الغزاة الرواية التركية بكون الكُرد انفصاليين، ليبرروا غزوهم للإقليم، لتثبت الأيام عمالتهم للاحتلال التركي، وارتزاقهم الذي تخطى الحدود السورية ووصل إلى ليبيا.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons