عفرين بوست-خاص
يواصل المسلحون التابعون للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، العبث بآثار عفرين بهدف تدميرها ومحوها، في إطار مساعيهم لإزالة الدلائل والآثار الدالة على شعوب المنطقة الأصلية، إضافة للتنفع المالي من بيع القطع الاثرية للاحتلال التركي.
وفي السياق، رصد مراسلو “عفرين بوست” في إقليم عفرين المحتل، عمليات تجريف ونبش لثلاثة مواقع أثرية في ناحيتي “شرا\شران” و”موباتا\معبطلي” على يد فرق مُختصة من مسلحي الميليشيات الإسلامية وبإشراف الاستخبارات التركية.
ففي ناحية شرا، أقدمت ميليشيا “فرقة السلطان مراد” على تجريف ونبش موقع تل “سري كركيه” المحاذي لقرية “بعرافا” من الجهة الشمالية، وذلك باستخدام آليات ثقيلة مملوكة لعائلة “عبد ربه” المُنحدرة من منطقة الليرمون بحلب، رغم أن التل مزروع بكروم العنب والزيتون.
وحسب المراسلين، فإن أعمال التجريف استمرت لمدة 3 أيام متواصلة خلال الأسبوع الماضي.
وفي قرية “حابو” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، قام مسلحون من الميليشيات الإسلامية بأعمال حفر في موقع بمحيط بئر روماني، يوجد فيها كهوف أثرية، بحثاً عن الدفائن والكنوز الأثرية، وسط أنباء عن عثورهم على تابوت فخاري أثري.
كما شهدت المنطقة الواقعة في الوادي المؤدي إلى ناحية “شيه/شيخ الحديد”، أعمال حفر ونبش في موقع نبعة (قستليه كه لا) القريبة من قريتي “كه لا” التابعة لـ “موباتا/معبطلي” وقرية “مستكا” التابعة لناحية “شيه\شيخ الحديد”، من قبل مسلحين تابعين للميليشيات الإسلامية.
ومنذ إطباق الاحتلال العسكري التركي، استخدم جيش الاحتلال التركي ومسلحوه اجهزة متطورة للكشف عن الاثار والمعادن، وسبق أن أكد أهالي أن جيش الاحتلال اخرج كميات من الذهب المدفون في قرية بعرافا على الاقل، إضافة للحديث الدائم عن التنقيب في تلال عفرين الاثرية، والتي يؤكد خبراء الاثار تضمينها طبقات عدة، وبالتالي احتواء اثار من حقب مختلفة تعود لحضارات تعاقبت على المنطقة.
وبداية نوفمبر العام 2019، عرض مستوطن يدعى “محمد العلوش” وينحدر من محافظة ادلب، صوراً للوحات فسيفسائية، لم يعلق عليها بشيء على صفحته في الفيسبوك، لكنه رد على تعليقات أصدقاء له استفسروا عن موقع اللوحات، حيث أجاب إنها في النبي هوري.
ويسعى الاحتلال التركي إلى سرقة كافة الاثار التي تعود للتراث الإنساني العالمي، أو تدميرها، كما فعل عندما قصف خلال غزو عفرين يناير العام 2018، تلال اثرية كتل عين دارة الاثري، وهو ذات التل الذي حوله مسلحو المليشيات التابعة للاخوان المسلمين إلى ساحة للتدريب العسكري، دون أدنى اعتبار لأهمية تلك المواقع التاريخية للبشرية جمعاء.
وتؤكد الوقائع على الارض في عفرين، أن المستوطنين والمسلحين يقومون بالتنقيب العشوائي في عفرين، حيث لا يخشون تعقبهم من قبل الاحتلال التركي كونهم يعملون لصالحه، فيما كان استعراض المستوطن للآثار التي تم العثور عليها في النبي هوري، دليلاً آخر على مدى اللامبألاة التي ينظرون بها للمجتمع الدولي ومؤسساته، الصامتة عن كل الجرائم المرتكبة بحق أهالي عفرين وحجرها وشجرها، وهو ما بات يدفعهم للكشف عن أنفسهم ونشاطاتهم دون خشية من أي مُلاحقة.