ديسمبر 22. 2024

بانوراما مارس: مواصلة قصف الشهباء وإقرار روسي بتغيير ديموغرافي في عفرين.. جلب المزيد من المستوطنين وقطع الأشجار.. توثيق 17 حالة سلب و53 حالة اختطاف و55 عملية استيلاء

Photo Credit To عفرين بوست

عفرين بوست-خاص

تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي انتهاكاتها بحق المدنيين في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً، وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حدثت خلال آذار\مارس العام 2020، (مع الإشارة إلى أن هذه التجاوزات لا تمثل إلا ما تمكنت “عفرين بوست” من توثيقه، وهي جزء يسير من واقع الاحتلال).

ملخص شهر مارس:

  • مواصلة الاحتلال قصف مناطق الشهباء عقب مجزرة راحت ضحيتها عائلة كاملة في الشهباء، في قرية آقيبيه، وسقط خلال مارس ثلاث جرحى على الأقل في القصف التركي بينهم طفل ورجل مسن، وسط مصاعب كبيرة يعاني منها مهجرو عفرين في المخيمات خاصة ضمن فئة كبار السن ممن يقيمون بمفردهم، مع إصرار المهجرين على تحدي ظروف التهجير بمشاريع ضمن الإماكانت المتوفرة لديهم.
  • الاحتلال التركي ومسلحوه حاولوا خداع أهالي عفرين وإبراز كونهم يؤيدون الاحتلال التركي لإدلب، كما كان لخداع الاحتلال التركي القامئة على استغلال مآسي السوريين من بوابة الاتجار بهم ومساومة أوروبا على ارسالهم لها ثمن دفعه طفل كردي من عفرين، غرق جراء المتاجرة التركي باللاجئين وتهديد أوروبا بهم.. فيما أقرت روسيا للمرة الأولى بتغيير ديموغرافي عفرين من قبل الاحتلال التركي، وصدرت العديد من التقارير التي تؤكد أن عفرين هي نموذج حي للتطهير العرقي الذي مارسه الأتراك بحق الكُرد والأرمن وكثير من الشعوب والملل التي كانت تعيش على أرضها التاريخية وتم تهجيرها بالقوة المسلحة والترهيب التركي.
  • استغلال الاحتلال التركي ومسلحيه للحرب في إدلب لجلب المزيد من المستوطنين إلى عفرين، خاصة وأن نصف المساحة التي كانت بيد مسلحي الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين قد ذهبت لقوات النظام السوري، فيما قام الاحتلال ومسلحوه بإعادة توزيع السكان الفارين من المناطق التي سيطر عليها النظام السوري نتيجة حملته العسكرية، ضمن قرى عفرين ومركزها ومراكز نواحيها، مما رفع تعداد المستوطنين في عفرين بشكل أكبر بكثير مما كانت عليه الحال قبل ذلك بعدة شهور.
  • مواصلة قطع أشجار الزيتون في مختلف مناطق عفرين، وتوثيق أربعة حالات منها.
  • استمرار عمليات السطو والنهب والسلب المسلح وفرض الأتاوات، وتوثيق 17 حالة لنهب ممتلكات خاصة عامة تشمل مرافق وخيرات الإقليم من قبل المحتل التركي.
  • مواصلة عمليات قوات تحرير عفرين ضد الاحتلال التركي ومسلحيه، بغية إلحاق أكبر خسارة ممكنة به على تخوم عفرين، وفي رسالة إلى القوات المحتلة بأن بقائها في الإقليم مسألة وقت وأن الحق لا بد وأن يعود إلى أصحابه، ما دام هناك من يطالب به.
  • استمرار عمليات الاختطاف بحق المواطنين الكُرد، سكان عفرين الأصليين، وتوثيق اختطاف 53 مواطن، بينهم سيدتان على الأقل.
  • مواصلة عمليات الاستيلاء على منازل السكان الأصليين الكُرد سواء الذين هجروا من أرضهم، أم الذين لا يزالون يقيمون في عفرين تحت سطوة الاحتلال ومسلحيه، إضافة إلى بين المسلحين لأبنية وشقق إلى مستوطنين قادمين حديثاً أو إلى مليشيات أخرى، علماً إنها عمليات باطلة قانونياً كونهم لا يملكون أياً من تلك العقارات وهم يحتلونها بالقوة المسلحة المرتبطة بالمحتل التركي، والغريب أن من يدعي (الثورة وإنه ثائر) خاصة من معارضة الخارج، لا يكلف خاطره حتى بإدانة عمليات الاستيلاء والاحتلال التي يمارسها مسلحوهم والتي لا طال ولا فائدة منها سوى المنفعة الشخصية لمتزعمي المليشيات المسلحة، التي لا تعير اهتماماً لقضية السوريين ولا ببناء وطن يجمعهم، ويقتصر همهم على جمع أكبر قدر ممكن من الاموال، والفرار بها إلى تركيا لإنشاء المصانع وبناء المولات والمشاريع السياحية من الأموال التي ينهبوها على جراح السوريين وعمالتهم للمحتل التركي، وجرى في هذا السياق، توثيق الاستيلاء وبيع وشراء 55 عقار، يتضمن شقق وأبنية كاملة.
  • مواصلة حفر وتخريب التلال الأثرية والحفر تحت المواقع الأثرية كجامع في مركز ناحية شيه مما أدى إلى انهيار مأذنته.
  • مواصلة الاحتلال التركي إرسال المسلحين للقتال في خدمة مشروعه الاحتلالي ومنه تواصلت عمليات اعتقال المسلحين الرافضين للتوجه إلى ليبيا، كما وصلت العديد من الجثث

وفيما يلي الاعداد التي جرى توثيقها:

مسلحون اعتقلوا نتيجة رفضهم للذهاب إلى ليبيا: 9

مسلحون جرى إرسالهم إلى ليبيا: 853

مسلحون قتلوا في ليبيا وعادت جثثهم إلى عفرين: 29

  • استمرار اقتتال مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين ممن يسمون أنفسهم بـ “الجيش الوطني السوري” نتيجة اختلافهم على السرقات والحواجز والمال والسطوة والنفوذ والولاء أمام الاحتلال التركي، حيث جرى توثيق 5 حالات اقتتال بين مسلحي المليشيا نفسها أو بين مسلحي مليشيتين مختلفتين.
  • تنفيذ إجراءات نوعية في مناطق شرق الفرات والشهباء، وأحياء الشيخ مقصود والأشرفية التي تتولى “الإدارة الذاتية” إدارة الحياة فيها، لمنع انتشار فيروس كورونا، خاصة في ظل المخاوف من تعمد الاحتلال التركي أو النظام السوري لإرسال مصابين بالوباء إلى مناطقها بغية إلهائها عن تأدية مهامها الرئيسية وإتاحة الفرصة أمام التنيظمات الإرهابية للتسلل وتنفيذ عمليات تخريبية في مناطقها، في ظل إدراك المواطنين باهمية الإلتزام بالحجر الصحي الشامل، ريثما يتم إيجاد علاج ناجع للفيروس القاتل.

مهجرو عفرين..

في الأول من آذار\مارس، وعقب مجزرته المرتكبة في قرية “آقيبه” التابعة لناحية شيراوا بريف إقليم عفرين الكردي المحتل، واصل جيش الاحتلال التركي ومسلحو المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، قصف مناطق ينتشر فيها أهالي عفرين المهجرون قسراً في شيراوا والشهباء. وفي الصدد، قال مراسل “عفرين بوست” في الشهباء، إن القوات المحتلة قصفت بالاسلحة الثقيلة مساء التاسع والعشرين من فبراير، قرى شيخ هلال وكفرنايا ومحيط بلدة تل رفعت وديرجمال بمتاطق الشهباء، و”بينيه\أبين”، وآقيبيه التابعتين لناحية شيراوا.

في الثاني من آذار\مارس، أغلقت بعض المدارس في ناحية شيراوا أبوابها، حرصاً على سلامة وحياة الأطفال، وفق ما نقلته وكالة هاوار للأنباء، بسبب استمرار عمليات القصف التي تطال الشهباء وشيراوا من قبل الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين. ويتوجد في ناحية شيراوا عشرة مدارس، موزعة على 11 قرية في الناحية، حيث تستقبل أكثر من 1800 طالب/ـة متلقين فيها تعليمهم، بالإضافة إلى طلبة مخيم العودة في قرية الزيارة، ومخيم الشهباء في قرية كشتعار. وبحسب لجنة التدريب للمجتمع الديمقراطي أنه وخوفاً على حياة الطلبة، بسبب قصف جيش الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، فقد أُغلقت المدارس.

في الثالث من آذار\مارس، جاء في تقرير لـ “عفرين بوست”: يعيش مسنان من سكان إقليم عفرين الكُردي المُحتل في مخيمات التهجير القسري بمناطق الشهباء بشدة قاسية وحدتهما، إذ لا يزالان ينتظران بفارغ الصبر خروج المحتل التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين وأنصاره من عوائلهم، من أرضهم كي يتمكنوا من العودة لديارهم. جملةٍ لا يختلف عليها اثنان، أن كل خيمةٍ تُخبئ بداخلها قصةٍ مؤثرة لعائلة عفرينية في المخيمات الواقعة بمناطق الشهباء، وحياة المسنين “خليل محمد” و”فاطمة عثمان” اللذين يبلغان من العمر أكثر من 60 عاماً وكانا قاطنين في مدينة عفرين، وهجرا منذ ما يقارب العامين لمُخيم سردم في الشهباء. ويقول العم المسن “خليل محمد” أنهم خرجوا بمأساة وصعوبة كبيرة من عفرين آثر اشتداد قصف الطائرات الحربية على المدنيين، أذ أنه قد عانى على الطرقات من قريةٍ إلى أخرى كثيراً إلى أن استطاع الوصول إلى بر الأمان في الشهباء. ويصف “خليل” المشهد ذاك قائلاً: “كنا نسعى للاحتماء من القصف العشوائي بالاختباء تحت ظل شجرة الزيتون على طريق جبل الأحلام، كنت أذهب من شجرةٍ لأخرى وفي كل مرة أنظر لفوقي أرى الطائرة مرة أخرى في السماء إلى أن ظننت أنها تلاحقني قصداً، وهذا ما جعلني اتابع رحلة خروجي من عفرين زحفٍ بين الأراضي الزراعية”. ويعاني “خليل” من أوجاع وآلام شديدة في ساقه لما واجه من مصاعب أثناء الخروج من عفرين وهو يتلقى العالج في هذه الفترة إلا أنه في ظل ضعف المواد والإمكانيات في المنطقة، لم يستفيد من العلاج بما فيه الكافية وبات عاجزاً عن الحركة والمشي براحة لوحده ويحتاج دائماً لمن يستند عليه. ويؤكد “خليل” أن لا رغبة ومطلب له بعد هذا العمر الطويل والمليئ بالمصاعب والهموم سوى العودة إلى أرضه عفرين ورؤية زيتونها وشم رائحة ترابها، عقب خروج المحتل التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيش الوطني السوري\الجيش الحر)، من أراضيهم في عفرين والخلاص من العيش داخل المخيمات التي لم يعتادوا عليها. من جانبها تقول المسنة “فاطمة عثمان” زوجة “خليل” التي وضعها ليس بأفضل من زوجها بكثير، أنهم واجهوا الكثير من الصعوبات والعوائق وهم يحاولون الفرار من الاحتلال التركي، حيث لم يكونوا على علم إلى أين يتوجهون وماذا ينتظروهم، وإلى متى سيبقون بعيدين عن وطنهم. وتابعت فاطمة أنهم في طريقهم على طريق قرية كرزيلة صادفوا إحدى السيارات التي كانت تتسع لهم، بحيث أن حينها جميع السيارات الخارجة من المنطقة كانت مكتظة بالمدنيين، وخرجوا بفضلهم إلى قرى ناحية شيراوا، ومن هناك استأجروا سيارة ليصلوا إلى منطقة تل رفعت. ومع مرور عدة أشهر، وإنشاء المخيمات في مقاطعة الشهباء، توجه المسنان من تل رفعت صوب مخيم سردم بقرية تل سوسين بمناطق الشهباء، وهما يقطنان فيه منذ ما يقارب العامان. وتؤكد فاطمة أنهما يعانيان في ظل حياة المخيمات من الكثير من المصاعب والعوائق، حيث أن الشتاء بات طويلاً عليهم لشدة برده وقسوته، كما أن الحرارة في الصيف لا ترحمهم من الأمراض والأوجاع، وتطالب أن يخرج الاحتلال التركي من أرضهم وأرض أجدادهم، ليعودوا إلى منازلهم بين ممتلكاتهم التي لم يترك الغزو التركي ومسلحو الإخوان المسلمين شيئاً منها.

في الرابع من آذار\مارس، أفاد مراسل “عفرين بوست” أن جيش الاحتلال التركي وميليشياته قصفوا بالأسلحة قرى (كالوتية وباشمرة وكوندي مزن/الذوق الكبير) التابعة لناحية شيراوا بالاسلحة الثقيلة. موضحاً أن أربعة عدة قذائف سقطت على قرية “الذوق الكبير\كوندي مازن” وأربع قذائف أخرى على طريق قرية زيارة وديرجمال، بالقرب من محطة الأحمر للمحروقات. وأكد المراسل أن القذائف الصاروخية أصابت منزلين في “كوندي مزن”، وألحقت بهما دماراً كبيراً، مشيراً إلى أن المنزلين يعودان لكل من المواطنين  (خليل محمد عليوي وحسن محمد إبراهيم).

في الخامس عشر من آذار\مارس، جرح الطفل “أحمد عثمان” من سكان قرية “شيخ عيس” بمناطق الشهباء، آثر استهداف الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، القرية بالرصاص الحي. وقد تعمد جيش الاحتلال التركي ومسلحوه إلى رشق قرية “شيخ عيس” في مناطق الشهباء المجاورة لمارع المحتلة، بالرصاص الحي المباشر. وجرحى على آثرها الطفل أحمد عثمان البالغ من العمر 6 أعوام في قدمه اليسرى جراء الاستهداف، حيث نُقل إلى مشفى آفرين في بلدة فافين لتلقي العلاج، فيما أوضح الفريق الطبي لمراسل “عفرين بوست” في الشهباء، بأن وضع الطفل الصحي لا يزال غير مستقراً.

في السادس عشر من آذار\مارس، قال تقرير لـ “عفرين بوست”: بعد تهجيرهم قسراً من عفرين المحتلة، لم يسمح للظروف وعراقيلها أن تصبح عائقاً أمامه، فإفتتح محمد كدرو الباغ من العمر 35عاما، وهو مهجّر كُردي من أهالي قرية “كفرصفرة” التابعة لناحية جنديرس، مشتلاً في ناحية الأحداث بمناطق الشهباء، ووقف على أقدامه ثانية رغم ظروف التهجير القاسية.  وحول إصراره على مواصلة الحياة رغم عنادها في وجه أهالي عفرين، قال “محمد كدرو” لـ “عفرين بوست”: “هجرتنا تركيا منذ عاميين من أرضنا، كنا في عفرين نعمل بزراعة الزيتون، هاجمتنا واحتلت تركيا أرضنا تحت اسم غصن الزيتون وقطع جميع أشجارها، ومنذ 30 عاماً ونحن نعمل بين زراعة الزيتون وكان أجدادنا يزرعونها من قبلنا، إلى جانب الاهتمام بزراعة أشجار الجوز، والعنب، التين والفستق”. متابعاً: “”وبعد تهجيرنا للشهباء، نستمر في هذا المجال بزراعة شتل الزيتون، ونوزعه على باقي المناطق السورية، حيث قمنا ببيع ما يقارب 60 ألف شتل من أشجار الزيتون، أرسل 20 ألف منها لمقاطعة الجزيرة و5 آلاف بينهم زرع في الشهباء، ونملك الآن 25 آلف في مشتلنا المتواضع، ويتواجد ايضاً 20 آلف من مزروعات مختلفة”. ويوضح كدرو إنه تربطهم بأشجار الزيتون علاقة قوية، متمنياً العودة إلى عفرين، والعودة لزراعة أرضها بالزيتون، الذي دمره واقتطعه الاحتلال التركي، لتصبح أكثر وأفضل مما كانت عليه في السابق. وشرح “كدرو” كيفية عملهم بالزراعة، فقال: “هنا شتل الزيتون، زرعناه منذ ما يقارب الشهرين، ويتطلب الاهتمام به بالأدوية والسقاية حتى 3 أشهر، ويتضمن حالياً ألف وخمسون شتل، وهو من أنواع عديدة من الزيتون مما يعرف بالزيتي، الخالو، الصوران والنباتي، وبعد مرور 3 أشهر نضعهم في الأكياس الزراعية ونهتم بها حتى عام وأن تطلب لعامين”.

في الثالث والعشرين من آذار\مارس، أشار المراسل إلى إصابة مواطن من أهالي قرية “أم حوش” في مناطق الشهباء، بجراح نتيجة قصف جيش الاحتلال التركي ومسلحيه على المنطقة. وأوضح المراسل إن المواطن المصاب يدعى “محمود العبود” ويبلغ من العمر 83 عاماً، وهو من أهالي القرية الأصليين، وقد نقل على أثرها إلى “مشفى آفرين” في المنطقة، لتلقي العلاج.

في الخامس والعشرين من آذار\مارس، خضعت المناطق التي ينتشر فيها مهجرو إقليم عفرين الكردي المحتل، إلى حظر التجوال الذي أقرته الإدارة الذاتية، لمدة أسبوعين، وذلك بعد سلسلة من الإجراءات لمواجهة انتشار فيروس “كورونا”. ووضعت هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية في عفرين، حواجز على المداخل الرئيسية لمناطق الشهباء، لفحص الوافدين إلى المنطقة، كما تم فرض حظر للتجوال على الأهالي في المنطقة. وينتشر عشرات الآلاف من مهجري منطقة عفرين في 5 مخيمات و نحو 42 قرية في مناطق الشهباء، بما فيها مدينة تل رفعت المحاذية لإقليم عفرين من جهة الجنوبية الشرقية. ودخلت جميع مناطق الإدارة الذاتية أول أمس الاثنين، لحظر كامل للتجوال، على أن يستمر ذلك مبدئياً لـ15 يوماً، مع امكانية تمديده أن استعدت الضرورة. واستثنت الإدارة الذاتية في قرار حظر التجوال، المستشفيات والمراكز الصحية العامة والخاصة والمنظمات الدولية والصليب والهلال الأحمر والصيدليات ولجان التعقيم والأفران ومحلات بيع المواد الغذائية، وسيارات نقل المواد الغذائية وحليب الأطفال وصهاريج نقل المحروقات والفيول. وكانت قد أصدرت في التاسع عشر من مارس، عدد من مؤسسات الإدارة الذاتية في الشهباء، بياناً في صدد المخاطر الصحية التي يمكن أن يخلقها انتشار فيروس كورونا، وذكرت الحاجيات التي تنقصها في سبيل مواجهة أي انتشار محتمل للفيروس. وتضمنت مختلف التجهيزات الطبية التنفسية، وقالت إن هذا النداء هو باسم نازحي عفرين في الشهباء (ريف حلب الشمالي) وقد أعده الهلال الأحمر الكردي، بتنسيق ودعم: -الادارة الذاتية الديمقراطية في الشهباء -أدارة المخيمات في الشهباء -ادارة مشفى آفرين -هيئة الصحة في الشهباء -حقوق الانسان في الشهباء -الهلال الأحمر الكردي في الشهباء. في سياق التدابير الوقائية من فيروس كورونا القاتل، أغلق أهالي وقاطنو حيّي الشيخ مقصود والأشرفية (وهما معروفان بأنهما ذو غالبية كردية، إضافة إلى تواجد باقي المكونات السورية)، جميع المحلات التجارية والأسواق، فيما تتولى حمايتهما قوات الأسايش بمدينة حلب. وتفاديآ لعقد التجمعات ومنعاً من انتشار فيروس كورونا القاتل في المنطقة، أغلق أهالي حيّي “الشيخ مقصود” في القسم الغربي والشرقي ومعروف والأشرفية جميع المحلات التجارية.

في السادس والعشرين من آذار\مارس، أشار المراسل إلى إصابة مواطن من مهجري عفرين في بلدة تل رفعت بمناطق الشهباء، بجروح، جراء قصف جيش الاحتلال التركي ومسلحيه على المنطقة، حيث قصفت بلدة تل رفعت بمجموعة من القذائف والاسلحة الثقيلة. ونوّه المراسل أن المواطن المصاب يدعى “عبد الرحمن ابراهيم” ويبلغ من العمر٣٣ عاماً، وهو من أهالي عفرين المهجرين قسراً الى مناطق الشهباء، حيث تم نقله إلى نقطة الهلال الاحمر الكُردي في تل رفعت.

في التاسع والعشرين من مارس، عاود الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، قصف قرى ناحيتي شيراوا و”شرا\شران” في الريف الشرقي لإقليم عفرين الكُردي المحتل، مسفراً عن أضرار مادية كبيرة في ممتلكات الأهالي.  وقال مراسل “عفرين بوست” في المنطقة أن الاحتلال التركي وميليشياته أطلقت عشرات القذائف على قرى كفر أنطون وارشادية والعلقمية والمالكية ومرعناز وشوارغة وتنب وكشتعار وتات مرش وعقيبة في الريف الشرقي لعفرين المحتلة. وأضاف المراسل أن خمسة قذائف سقطت على قرية “سوغانكيه/صوغانة” في ناحية شيراوا، مسبباً نفوق أربعين رأساً من المواشي العائدة للمواطنين “كولين صبري بركات” و”عيسو جميل بركات”، إضافة لتضرر عدد من المنازل في القرية.  كما طال القصف التركي مدينة تل رفعت  في مناطق الشهباء.

مخططات الاحتلال..         

في الأول من آذار\مارس، أوضح مراسل “عفرين بوست” في الناحية أن المسلحين الذين يحتلون بلدة بعدينا، دعوا الأهالي من سكان أصليين ومستوطنين إلى التجمع في ساحة البلدة بذريعة توزيع معونات إنسانية عليهم، إلا المسلحين قاموا بإجبارهم على ركوب الحافلات للتوجه إلى مركز ناحية راجو والمشاركة في تظاهرات نظمت من قبلهم لشكر الاحتلال التركي وتأييده. وأضاف المراسل أن عدد من تم إجبارهم من أهالي للبلدة بلغ نحو 80 شخصاً، أغلبهم من النساء، مشيراً إلى ترجيح قيام المسلحين بتنفيذ الحيلة ذاتها على قرى أخرى في الناحية. ويأتي ذلك بالتوازي مع التصعيد العسكري التركي ضد قوات النظام السوري، حيث أنتهت اليوم المهلة التي منحها رئيس الاحتلال التركي للنظام السوري بغية الانسحاب خلف ما تسمى نقاط المراقبة التركية. ويشير النظام السوري أن اتفاقات سوتشي والاستانة مؤقتة والهدف منها كان سحب السلاح من المنظمات الإرهابية، لكن الاحتلال التركي قد حولها إلى نقاط إمداد للإرهابيين بالعتاد والسلاح، ويسعى إلى تحويلها إلى وضع دائم.

في الثاني من آذار\مارس، وفي سياق الإتجار التركي باللاجئين، وعقب فتح البوابات التركية نحو أوروبا، أحتشد الآلاف متوجهين صوب اليونان، التي أعلنت سابقاً أنها لن تتهاون في التصدي للمهاجرين الغير شرعيين، ليتحول اللاجئون إلى ضحايا الابتزاز التركي لأوروبا. وفي الصدد، توفي طفل كردي صغير يبلغ من العمر 5 سنوات، في المياه أثناء العبور لليونان، ويدعى “سيدو قاسم قاسم” من قرية “كاخرة” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، بريف إقليم عفرين الكردي المحتل. وقالت المصادر لـ “عفرين بوست” إن الطفل الكردي كان مع والدته في البلم “سفينة مطاطية”، عندما لجئ حرس الحدود اليوناني لإطلاق النار على البلم وإغراقه، حيث تم فيما بعد إنقاذ جميع الركاب بإستثناء الطفل الذي توفي، فيما ترقد أمه حالياً بالمشفى. وتؤكد المصادر من المنطقة الحدودية بين تركيا واليونان، أن الأخيرة قد أغلقت حدودها بشكل كامل، وأن القرار التركي هدفه ابتزاز أوروبا لدفعها على إقرار مخططات التغيير الديموغرافي التي نفذها المحتل التركي عبر تنظيم الإخوان المسلمين ومسلحيه ممن يعرفون بـ (الجيش الوطني السوري\الجيش الحر)، وذويهم ممن تركوا أرضهم في أرياف دمشق وحمص وحماه وإدلب ودير الزور، بحجة معارضة النظام، وإنجروا خلف المخططات التركية الرامية لضرب السوريين ببعض.

في الثالث من آذار\مارس، اتهمت وزارة الدفاع الروسية للمرة الأولى، منذ احتلال إقليم عفرين الكُردي شمال سوريا، على لسان رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، اللواء بحري أوليغ جورافلوف، سلطات الاحتلال التركي بأنها تقوم بتوطّين التركمان في مناطق طردت منها الأكراد، مما أدى إلى تغيير جذري في التركيبة الديمغرالفيى لتلك المناطق. ولفت مركز المصالحة أن عدد المهجرين قسراً من سكان عفرين الأصليين نتيجة الغزو التركي المسمى بـ “غصن الزيتون”، قد بلغ نحو 250 ألف شخص، معظمهم أكراد، إضافة إلى تهجير أكثر من 135 ألف شخص، غالبيتهم أكراد أيضاً، نتيجة الغزو التركي المسمى بـ عملية “نبع السلام”، والتي احتلت عبرها قوات الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، القطاع الممتد بين مدينتي سريه كانيه\رأس العين وكري سبي\تل أبيض. كما أقر البيان بأن الاحتلال التركي ينقل غالبية اهالي إدلب باتجاه عفرين بغية الاستيطان في أراضي السكان الاصليين الكرد عقب تهجيرهم، فقالت: “وفق بيانات مركز المصالحة فإن عدد سكان مناطق إدلب الخاضعة لسيطرة الجماعات الإرهابية بحلول 1 يناير عام 2020 لم يتجاوز 1,8 مليون نسمة، بينهم نحو 210 آلاف في المناطق التي سيطر عليها النظام السوري جراء عملياته العسكرية في يناير وفبراير الماضيين، وما لا يزيد عن 50 ألفاً في منطقة العمليات الواقعة جنوب الطريق M4”. وأشارت لذلك الاستيطان بالقول: “وسائل المراقبة الموضوعية، منها طائرات مسيرة، وشهادات السكان المحليين تكشف ما يلي من التنقلات السكانية في المنطقة، وهي وفق له تتم إلى:  1- إلى الأراضي التركية انتقل ما لا يزيد عن 35 ألف شخص، وهم أفراد عائلات جماعات إرهابية كـ”هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة” سابقا) و”حزب الإسلام التركستاني”، و”حراس الدين”. 2- إلى ما تسمى بـ منطقة “غصن الزيتون” (عفرين) – نحو 50 ألف شخص (رغم أن العدد أقل بكثير من تقديرات أهالي عفرين ومراسلي “عفرين بوست”). 3- إلى المناطق المحاذية للحدود التركية – نحو 100 ألف شخص. 4- إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري – حوالي 50 ألف شخص. ومن المعروف بأن روسيا كان لها الدور الأبرز في عملية التنازل عن عفرين ضمن اجتماعات الاستانة مع تركيا، مقابل إخلاء مناطق بأرياف دمشق وحمص وحماه وإدلب من المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ولطالما تظاهر المهجرون قسراً من عفرين في مناطق الشهباء، أمام النقاط الروسية خاصة في قرية الوحشية، مطالبين موسكو بتصحيح خطأها وإعادة عفرين إلى أهلها، والسماح لهم بحكم أنفسهم بأنفسهم ضمن سوريا لامركزية، مؤكدين أن ذلك سيضمن حياة كريمة لهم دون تسلط أحد عليهم. ويؤكد أهالي عفرين أن الهم الأول لهم حالياً، يتمثل في العودة إلى قراهم ومدنهم التي غزاها المسلحون وذووهم المستوطنون من أتباع تنظيم الإخوان المسلمين، والذين عاثوا في الإقليم فساداً لم تعهده على مدار مئات السنين. وقام المسلحون خلال فترة احتلالهم القصيرة مع الغزاة الأتراك، بخطف المدنيين الكُرد وتعذيبهم والحصول على فدى مالية منهم، والاستيلاء على أملاكهم واستيطان بيوتهم وقراهم ومنعهم من العودة إليها، والتمييز العنصري بحقهم وحرمانهم من المساعدات، وسرقة أملاكهم وبيوتهم وسياراتهم ومزارعهم ومواسم الزيتون ومختلف المواسم الزراعية التي يُعرف بها الإقليم. كما قام المسلحون وذووهم المستوطنون بانتهاك حرمات الإقليم، فدمروا المزرات المقدسة وقطعوا الأشجار المعمرة ودنسوا مزارات الشهداء، كما كانت لهم اليد الطولى في تبرير الغزو التركي للإقليم، من خلال الإفتراء والإدعاء بأن الكُرد يريدون تقسيم سوريا، لتثبت سنوات الحرب التسع وطنية الكُرد وعمالة تنظيم الإخوان المسلمين وتبعيته للمحتل التركي الساعي لاقتطاع الأراضي السورية واستعادة ما تسمى بـ “الخلافة العثمانية” البائدة. وكان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، قد أكد في الأول من فبراير، خلال تصريحات نقلتها صحيفة “أوزكور بوليتيكا”، أن عملية تحرير عفرين لن تستغرق وقتاً طويلاً، وتابع إن “الوقت حان لإعادة تحرير مناطق عفرين”، مشيراً إلى ذلك سيحصل “حينما يسمح الوقت والظروف”، وأن تلك المناطق ستعود لأصحابها الحقيقيين”، وأن تركيا ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين “لم يستطيعوا كسر قواتنا”، مشيراً إلى أنهم ما زالوا يشكلون “الهاجس للقوات التركية”.

في الرابع من آذار\مارس، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، إن مليشيا “صلاح الدين” التابعة لما يعرف بمليشيا “الفيلق الثالث”، وينحدر أغلب مسلحيها من ريف الباب والسفيرة، قد أقاموا مظاهرة بالقرب من “شعبة التجنيد التابعة لقوات الحماية الذاتية سابقاً”، على طريق جنديرس لتأييد الغزو الرابع للاحتلال في سوريا والمسمى بـ “درع الربيع”، إضافة إلى تنظيم تظاهرة أخرى في “ساحة آزادي” في السياق ذاته. وأشار المراسل إنه قد ألقيت في جوامع عفرين يوم الجمعة الماضية، مجموعة من الخطب الدينية التي حاولت أن تتحدث عن “التآخي الكردي العربي”، مدعيةً أن الانتهاكات الحاصلة في عفرين هي أعمال فردية، كما تمت تلاوة سورة الفتح للدعاء لجيش الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيش الوطني السوري\الجيش الحر)، بالانتصار على قوات النظام في إدلب. وفي الوقت الذي حارب فيه الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، المكون الكُردي في عفرين وسريه كانيه والمكونين العربي والكُردي في كري سبي\تل أبيض، بحجة أنهم “أنفصاليون”، يتبين بجلاء زيف وكذب تلك الادعاءات التركية الإخوانية، من خلال هجومهم على النظام السوري بحجة حماية المدنيين، علماً أن الاحتلال والإخوان قد هجروا بعملياتهم العسكرية أكثر من مليون إنسان في عفرين و رأس العين وتل أبيض. ويتوضح كذلك أن الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين لن يعجزا عن خلق الاتهامات والأكاذيب التي قد يبررون من خلالها غزوهم واحتلالهم لمختلف المناطق السورية، سعياً إلى ضمها للاحتلال التركي واقتطاعها من الوطن السوري. ويؤكد أهالي عفرين بأنه لا حل في سوريا، بدون طرد الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين من مختلف المناطق السورية، كونهم أثبتوا عمالتهم بإمتيازلأنقرة، وهو ما يستوجب سحب الجنسية السورية منهم، خاصة أن الكثير منهم بات يتفاجر بالجنسية التركية التي حصل عليها، ويشدد أهالي عفرين على ضرورة تكاتف مختلف السوريين في مناطق “النظام” ومناطق “الإدارة الذاتية”، لمُواجهة الغزو والعدوان التركي، لأنه لن يقف عند حدود إدلب، وقد يتوسع أكثر لاحقاً لو لم يتفق الطرفان بأسرع وقت.

في الحادي عشر من آذار\مارس، تداول ناشطون انباءاً عن مساعي روسية لنقل مهجري إقليم عفرين الكُردي المُحتل، من الشهباء الى شرق الفرات وتحديداً “الرقة”، مما أثار لغطاً وريبة حول ما قد ينتظر المهجرين ومستقبل عفرين لاحقاً، فيما لو تم إبعاد المهجرين عن مدينتهم، بدلاً من العمل على إعادتهم إليها وطرد الاحتلال ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين وذويهم من المستوطنين منها. ولأستيضاح حقيقة ذلك، تواصلت “عفرين بوست” مع السيدة “إلهام أحمد” الرئيسة التنفيذية لـ “مجلس سوريا الديمقراطية”، والتي قالت إن “ما يتداوله الناشطون من أخبار عن طلب الروس بنقل مهجري عفرين الى الرقة، يدخل ضمن إطار الحرب الخاصة التي تمارسها الدول المحتلة للاراضي السورية”. متابعةً: “عفرين لها أصحابها الحقيقيون، وهم مهجرون قسراً الآن من قبل الدولة التركية ومرتزقتها، وحتى الآن صدر العديد من التقارير التي تشير الى الاوضاع المأساوية والمعاناة الكبيرة التي يعانيها سكان عفرين، الذين لم يتركوا بيوتهم وممتلكاتهم”، (في إشارة إلى الكُرد المُتبقين في عفرين). مردفةً: “إضافة لمأساة من هجروا، ومن هم الآن مقيمون في مخيمات مُؤقتة بمدينة تل رفعت والشهباء، وقسم كبير مُقيم حالياً في حلب ومنبج وقامشلو والحسكة وكوباني والجميع ينتظر العودة الى مكانه الاصلي عفرين”. مؤكدةً: “لم يصلنا أي مَطلب من هذا القبيل من الطرف الروسي، وإن حصل فهذا يدخل ضمن إطار التطهير العرقي، مثله مثل المجازر التي أرتكبت بحق الأرمن”. وأستطردت “أحمد” لـ “عفرين بوست”: “ما أعرفه من الاتفاق الروسي التركي، إنه مُؤقت، أي هدنة لتهيئة الظروف لمعارك أخرى، فـ تركيا تحاول بشتى الوسائل لتحويل الاتفاق إلى دائم في عمق ٣٠ كم، لكن هذه المسافة توصل المخطط إلى حدود حلب، بالتالي تكون حلب قد دخلت ضمن خطة خفض التصعيد وبالتالي تحت تأثير النفوذ التركي”. منوهةً أن “تركيا تريد كل سوريا، وليس ٣٥ كم، فهي تدعي أن دمشق هي ملك للسلاطين الأتراك”، متابعةً: “لذلك أقول أن اتفاقيات خفص التصعيد لا تفيد السوريين وسوريا، إنما هي تفاهمات لعمليات تهجير وإخلاء سوريا من مواطنيها، وتحويلها إلى ساحات معارك مستمرة”.

الاستيطان في عفرين..

في الخامس من آذار\مارس، تواصل توافد المزيد من موجات الفارين من مناطق ادلب نحو الإقليم الكُردي المُحتل، حيث تم انشاء مخيم للفارين في قرية “كتخ” على طريق الواصل بين ناحية موباتا ومركز عفرين. وحسب المراصد الإخبارية والنشطاء العاملين في الإقليم المحتل، وصلت أكثر من 850 عائلة إلى ناحية بلبل، وحوالي 1850 عائلة إلى ناحية شرا/شرّان و750 عائلة إلى ناحية راجو، و652 عائلة إلى ناحية جنديرس، و357 عائلة إلى ناحية شيه\شيخ الحديد، وحوالي 470 عائلة إلى ناحية معبطلي و400 عائلة إلى ناحية شيراوا. بينما وصلت أعداد كبيرة جداً إلى مركز الإقليم، حيث يشهد اكتظاظاً غير مسبوق بالآليات والقادمين الجدد، في ظل انتشار العديد من المخيمات العشوائية في محيط حي الأشرفية والزيدية وعلى الطرقات الرئيسية خارج المركز.

كذلك، علمت “عفرين بوست” من مصادرها داخل مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل، أن الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، تواصل استغلال الفارين من محافظة إدلب وريف خلب الغربي، من خلال الاستيلاء على العقارات العامة والخاصة وإيجارها لهم. وأكدت المصادر أن جماعة “استقم كما أمرت” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية” قامت بالاستيلاء على ساحة البازار الجديد “سوق الأربعاء” وتستثمرها من خلال السماح للفارين من إدلب وريف حلب الغربي بنصب خيام فيها مقابل مبالغ مالية، مشيرةً أن الجماعة المسلحة تتقاضى مقابل كل خيمة مبلغ عشرة آلاف شهرياً كإيجار للأرض. إلى ذلك حصلت “عفرين بوست” على صورة خاصة تؤكد تحول ساحة البازار الجديد، وكذلك أحراش حي المحمودية في المدينة إلى مخيمات، وخاصة في حرش المحمودية الذي تحول لمخيم كبير بعد أن قام مسلحو الميليشيات بالقضاء على أشجار الصنوبر بشكل واضح.

في الحادي عشر من آذار\مارس، أبلغت مصادر خاصة “عفرين بوست” أن مدير شركة المياه في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، وهو المستوطن “عبد القادر الحافظ”، أقدم مؤخراً على تحريك دعوى قضائية ضد عدد من العاملين في شركة المياه، الذين تم فصلهم من العمل بذريعة تورطهم في اختلاس مالي مزعوم، رغم أن السبب الحقيقي لفصلهم هو إحلال المستوطنين بدل الموظفين من أهالي المنطقة الأصليين. وحصلت “عفرين بوست” على نسخة من الدعوى القضائية التي تقدم بها المدعو “الحافظ” ضد الموظفين المفصولين لدى محكمة الاحتلال في المدينة، حيث كان الأشخاص المفصولون يعملون في قسم الجباية بشركة مياه عفرين. وأكدت المصادر أن المستوطن “الحافظ” المُنحدر من مدينة مارع، عَيّن مُباشرة إحدى قريباته وتدعى “أسمهان جاسم”، في إدارة قسم الجباية للتغطية على فساده، علماً أن السبب الحقيقي الذي يقف وراء فصل الموظفين الكُرد هو امتلاكهم لوثائق وأدلة تدينه بتورّطه في قضايا فساد مالي وأخلاقي، وهذا ما يدفعه إلى الإصرار على إلحاق الأذية بالمفصولين الكُرد، الذين غادروا بعضهم عفرين المحتلة، بينما لا يزال عدد آخر منهم مُتواجد في الإقليم. وحسب تلك المصادر، يقوم المدعو “الحافظ ” باستيراد بضائع من تركيا عبر معبر باب السلامة، عبر كتابات خطية باسم شركة “مياه عفرين”، رغم أن تلك المواد تصب في محله الخاص الموجود في مدينة مارع الخاص ببيع الغطاسات!

في الرابع والعشرين من آذار\مارس، نقل موقع أحوال تركية المعارض، تقريراً أعده الصحفي الغربي بول إيدن، حول الاوضاع في إقليم عفرين الكردي المحتل، التابع للإدارة الذاتية في شمال سوريا سابقاً، (قبل أن يغزو جيش الاحتلال التركي ومسلحو تنظيم الإخوان المسلمين ممن يسمون أنفسهم بـ “الجيش الوطني السوري” على الإقليم ويحتلونه بالقوة العسكرية، ويعمدوا إلى تهجير سكانه الأصليين، وتنفيذ أكبر عملية تغيير ديموغرافي في الحرب السوري، عبر إستجلاب مئات آلاف المستوطنين من ذوي المسلحين من أرياف دمشق وحمص وحماه ودير الزور وإدلب وغيرها). وجاء في التقرير: ((قال محللون أكراد إن الغزو التركي لمنطقة عفرين الواقعة في شمال غرب سوريا قبل عامين أسفر عن تطهير عرقي واسع النطاق لسكانها الأكراد ليحل محلهم العرب السوريون النازحون فرارا من القتال في أماكن أخرى بالبلاد. سيطرت القوات التركية، المدعومة بميليشيات معظمها من الإسلاميين العرب السوريين، على بلدة عفرين في الثامن عشر من شهر مارس في العام 2018، بعد حملة استمرت شهرين جرى شنها لمحاربة ما وصفته تركيا بالتهديد الذي تشكله وحدات حماية الشعب على أراضيها، وهي جماعة كردية سورية كانت تسيطر على المنطقة منذ انسحاب القوات التابعة للحكومة السورية منها في العام 2012. وتسببت العملية العسكرية في نزوح ما يقرب من 180 ألف كردي، مما أدى في الأساس إلى تغيير التركيبة السكانية القائمة في المنطقة منذ فترة طويلة. فقبل الغزو، كانت عفرين موطنا للسوريين بمختلف خلفياتهم. أما بعد الغزو، سارع وكلاء تركيا إلى إعادة توطين العرب السوريين النازحين في منازل الأكراد الخاوية. يقول سينغ ساغنيك المحلل المعنى بشؤون الأكراد المقيم في واشنطن: “يمكن وصف حالة عفرين بأنها أحدث مثال على التطهير العرقي شهده عصرنا الحديث”. قبل اندلاع الصراع السوري في العام 2011، كان عدد سكان عفرين يقدر بنحو 400 ألف نسمة، لكن هذا العدد زاد كثيرا حين لجأ ما يتراوح بين 200 ألف و300 ألف نازح سوري إلى المنطقة. وقال مسؤولون أكراد سوريون إن 85 في المئة من سكان عفرين كانوا من الأكراد قبل الغزو، ولكن بعد مرور عامين قالوا إن نسبة السكان الأكراد هناك تقلصت إلى 20 في المئة. وقال محمد صالح، طالب الدكتوراه والزميل لدى بيري وورلد هاوس بمعهد الشؤون الدولية في جامعة بنسلفانيا، إن غزو واحتلال عفرين دمر منطقة كانت حتى ذلك الوقت واحدة من أكثر المناطق أمانا وتنوعا في سوريا. كانت الأقليات في عفرين قبل الغزو التركي تشمل المسيحيين، بل وتضم عددا صغيرا من الإيزيديين. أما الآن، فقد اختفت تلك الفئات إلى حد كبير ونزح معظم الإيزيديين من عفرين ليعيشوا بمخيمات في تل رفعت المجاورة، خائفين مما سيحدث لهم على أيدي وكلاء تركيا إذا حاولوا العودة إلى قراهم. كما وردت تقارير أيضا عن عمليات اختطاف لأهالي عفرين من الإيزيديين وتدنيس مقدساتهم على يد الميليشيات الموالية لتركيا. ويقول صالح: “من الصعب استيعاب تنفيذ مشروع احتلال استعماري وتطهير عرقي كهذا في القرن الحادي والعشرين”. عشية الغزو، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن 55 في المئة من سكان عفرين من العرب، و35 في المئة منهم أكراد، ومعظم البقية من التركمان، وهي أرقام فندها بشدة المسؤولون الأكراد السوريون. وأعلن الرئيس مرارا عن نيته إعادة عفرين إلى ما وصفهم بأصحابها الحقيقيين. وقال نامو عبد الله، مدير مكتب شبكة رووداو الإعلامية الكردية في واشنطن: “يقصد بأصحابها الحقيقين العرب على وجه التحديد، كما لو أن الأكراد الذين عاشوا في المنطقة لأكثر من ألف عام هم مجرد كائنات فضائية جاءت من كوكب آخر”. وأضاف أن أردوغان لم يخف قط حقيقة ما يضمره “حين يتحدث عن نواياه بشأن التطهير العرقي في سوريا… في عفرين، التي لم يكن يقطنها أي سكان أتراك، غيّرت تركيا لافتات الطرق وأسماء المستشفيات والمدارس المكتوبة باللغة الكردية، لتحل محلها أخرى باللغتين التركية والعربية”. صحيح أن الغزو قد تسبب في تغييرات كبيرة للتركيبة الديمغرافية في عفرين، لكن “لا أحد يعلم مداها بدقة شديدة”، وفقا لما ذكره كايل أورتون، المحلل المستقل المعني بشؤون الشرق الأوسط. وتنفي تركيا ووكلاؤها أي تطهير عرقي متعمد أو أي نية في طرد السكان الأكراد، بيد أنهم يقولون إن النزوح من الآثار الجانبية المترتبة على القتال. ويقول أورتون: “لكن عند الحيلولة دون عودة المشردين، وإدخال العرب النازحين من مناطق أخرى في سوريا، تكون النتيجة واحدة”. وتقول الحكومة التركية إن وحدات حماية الشعب جزء من حزب العمال الكردستاني الذي يحارب من أجل الحكم الذاتي في المنطقة الجنوبية الشرقية ذات الأغلبية الكردية في تركيا منذ العام 1984، لكن أنقرة لم تقدم أدلة تذكر تثبت صحة ادعائها بأن وحدات حماية الشعب استخدمت عفرين كمنصة إطلاق لشن ما يربو على 700 هجوم على تركيا خلال عام واحد. غير أن أورتن أشار إلى أن إعادة تشكيل التركيبة الديمغرافية تساعد تركيا في السيطرة على المنطقة. وأضاف: “تغيير التركيبة السكانية يقلص قاعدة الدعم التي يحظى بها حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب لتمرده ومواجهة الوجود التركي”. شنت قوات تحرير عفرين، التي تأسست مباشرة بعد الاستيلاء على المنطقة، سلسلة من الهجمات الخاطفة على القوات التركية والقوات السورية المتحالفة معها في عفرين وأماكن أخرى في محافظة حلب. وكان رد الفعل الدولي على عملية عفرين وما تلاها من انتهاكات خافتا، خصوصا إذا ما قورن بحالة الغضب التي أثارها الغزو التركي لمنطقة شمال شرق سوريا التي يهيمن عليها الأكراد في شهر أكتوبر من العام 2019. وقال صالح إن السبب في ذلك يرجع إلى عدم رغبة أوروبا في مواجهة تركيا، وسط مخاوف من أن يرسل أردوغان مجددا مئات الآلاف من اللاجئين السوريين تجاه الدول الأوروبية، ونظرا لأن روسيا سلمت عفرين لأردوغان كي يتسنى لقوات النظام السوري استعادة مناطق أخرى من قبضة المعارضة السورية المسلحة. وأضاف: “مجمل القول، إن ذلك يصب في صالح أردوغان على حساب مئات الآلاف من الأكراد الذين فقدوا حياتهم وسبل عيشهم بين عشية وضحاها”. علاوة على ذلك، وبينما دعمت الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب في شمال شرق سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، إلا أنها لم تقم قط بالتنسيق أو العمل مع وحدات حماية الشعب المتمركزة في عفرين. وتوقع ساغنيك أنه إذا لم تضع روسيا نهاية للوجود التركي في عفرين، فلربما تصبح مثل شمال قبرص، التي تتمركز فيها القوات التركية منذ غزوها في العام 1974. إن الأكراد السوريين غير قادرين على استعادة عفرين بمفردهم، لكن روسيا يمكن أن تمارس ضغوطا كبيرة على تركيا لمغادرة المنطقة في نهاية المطاف والسماح لقوات الرئيس السوري بشار الأسد بالعودة، وفي إطار هذا السيناريو، من المستبعد جدا أن تعود عفرين إلى الحكم الذاتي الكردي، بل ستخضع على الأرجح لسيطرة دمشق المركزية. وفي حين أن هذه النتيجة تظل غير مرغوبة لهم، إلا أن صالح يعتقد أن معظم الأكراد سيفضلون ذلك على الاحتلال التركي، فيقول صالح: “نظام الأسد يضطهد الأكراد، ولكن عند الاختيار بين نظام قمعي وآخر عازم على تطهيرهم عرقيا، سيفضل الأكراد الخيار الأول بالتأكيد”)).

في الخامس والعشرين من آذار\مارس، قال تقرير لـ “عفرين بوست”: تواصل ميليشيا “فرقة الحمزة” التي يتزعمها المدعو “معتز”، التحكم بأسباب وطرق معيشية أهالي قرية “ماراتيه” التابعة لمركز عفرين، منذ نحو ثلاثة أشهر، عبر فرض حصار على سكانها وإلزامهم بالتزود بمادة الخبز ذات النوعية الرديئة جداً، حسبما قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل. وأفاد المراسل أن بعض السكان يضطرون لجلب احتياجاتهم من الخبز عبر طرق وعرة بعيداً عن رقابة الحاجز الأمني التابع للميليشيا، الذي يصنف مادة الخبز كسلعة ممنوعة من إدخالها للقرية، إذ يهين المسلحين كل من يتم ضبط الخبز معه حين عودتهم من عفرين، ويعملون على مصادرته. وأكدت المصادر أن الميليشيا شددت مؤخراً الرقابة على جلب مادة الخبز وهددت بمعاقبة من يحاول التزود بغير الخبز الذي تقرّه الميليشيا، إذا جرى توقيف بعض سكان القرية وإهانتهم بسبب عدم التزامهم بمزاج وشروط الحياة التي يفرضها المدعو “معتز” ومسلحوه.  وأشار مراسل مركز عفرين، إلى أن المدعو “معتز” وأتباعه يعتزمون افتتاح سوق للخضار في موقع “المخبز الآلي” العائد للصيدلاني كاميران إحسان، والذي تم نهبه بشكل كامل من قبلهم، ويستخدم حالياً كمركز لتجميع الحطب وبيعه! للتحكم بالسكان واستغلالهم. وتتكون قرية “ماراتيه/معراتة” من نحو 700 منزل، وكان يقطنها نحو خمسة آلاف نسمة قبل العدوان التركي على الإقليم، واضطر نحو 10% من سكانها الأصليين للتهجير عن ديارهم بسبب ظروف الحرب والتنكيل التي فرضها الاحتلال التركي ومسلحو الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين بحق عموم سكان الإقليم الأصليين. وجلبت الميليشيا مؤخرا نحو 4000 مستوطن من ريفي إدلب وحلب، جراء المعارك التي اندلعت بين الميليشيات الإسلامية بدعم تركي وقوات النظام السوري بدعم روسي في أريف إدلب وريف حلب الغربي. حيث قامت الميليشيا بإسكان قسم من المستوطنين في منازل السكان الأصليين وخاصة في منازل الكبار بالسن منهم بالإجبار والإكراه، وأسكنت البقية في الخيام التي تم نصبها في ساحة المعصرة، ويبلغ عددها 50 خيمة تقريباً، كما جرى إسكان بعض العائلات المستوطنة في الكهوف المجاورة للقرية، وهم من الرعاة. وينحدر المدعو “معتز” من بلدة الهبيط بريف إدلب، ويتمركز منذ ثلاثة أشهر في منزل المواطن “رحيم” الكائن في “قرية مزن”، بعد أن جلب عائلته من إدلب، حيث قام بتزويد المنزل بتحصينات أمنية قوية من حراسة وتركيب كاميرات المراقبة، ولديه قطعان من الأغنام تقدر بـ400 رأس، إلى جانب غزالين إثنين، وطيور الطاووس في المزرعة المحيطة بالمنزل، والتي يرعاها متخصصون في رعاية المواشي، كما يشارك صاحب المعصرة الفنية في القرية بالأرباح دون أن يكون له أي رأسمال. ويحتل مسلحو الميليشيا، عشرة قرى (كازيه، مزن، ماراتيه، كفرشيل، ساتيا، كفرديليه فوقاني، كفردليه تحتاني، فقيرا، كاوركا وجولاقا)، وقد أقدموا على قطع نحو ألفي شجرة زيتون بشكل كلي، تعود ملكيتها لمهجري القرية بينهم (كمال بطال/400 شجرة ومحمد كنج أبو دليل/300شجرة)، كما قام المسلحون بقطع غابة “كازيه أوميه” الصنوبرية الواقعة بين قريتي “مزن” و”ماراتيه” وحولوا مساحة 4 كليومتر مربع بالكامل لمنطقة جرداء. إلى جانب تنفيذ عمليات سرقة ونهب نفذها مسلحو الميليشيا بحق ممتلكات الأهالي من معدات زراعية ومستلزمات حياتية، حيث عمدوا إلى سرقة محولتين كهربائيتين في القرية، إحداها في القرية والأخرى في منطقة “كورتيه كر” الخاصة بالمياه، إذ قام المسلحون بتفكيكها لاستخراج النحاس منها ويبلغ سعر كل واحدة منها “7 ملايين ليرة سورية\أكثر من 7000 دولار”. كما قامت الميليشيا طيلة العامين الماضيين بتنفيذ عمليات اختطاف بحق أبناء القرية للحصول على فدى مالية، كان آخرها اختطاف المسن “أحمد حيدو/72عاماً”، إذ جرى تعريضه للضرب والتعذيب، ما تسبب في فقدانه البصر في إحدى عينيه. وفي آخر انتهاك صارخ لميليشيا “فرقة الحمزة”، تعتزم المليشيا جمع مبلغ مليوني ليرة سورية لبناء مقر أمني على سطح معصرة حج فؤاد، وذلك عبر فرض أتاوة على رؤوس الماشية، وأصحاب المنازل الذين يركبون ألواح الطاقة الشمسية، إذ من المقرر أن يتم فرض 1000 ليرة سورية على كل رأس ماشية، و4000 آلاف ليرة سورية على منزل مزوّد بألواح الطاقة الشمسية.

في السابع والعشرين من مارس، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “بلبلة\بلبل” أن شجاراً وعراكاً بالعصي اندلع بين عائلة من السكان الأصليين الكُرد من جهة، ومستوطنين من جهة أخرى، بسبب قيام المستوطنين بالتعدي على حقول الزيتون ورعيهم للأغنام بينها. وأوضح المراسل أن الرعاة المستوطنين والذين ينحدرون من حمص، يقدمون بشكل متكرر على رعي قطعان الأغنام في حقول الزيتون والكروم في قرية “قرنيه” التابعة لناحية “بلبلة\بلبل”، مما دفع بأفراد عائلة زينكل الكُردية للتصدي لهم وطردهم من بين الحقول. إلا أن المستوطنين بادروا إلى تحديهم ورفض الخروج منها، ما أدى لاندلاع عراك بالأيدي والعصي بين الطرفين موقعاً إصابات بين الطرفين.

قطع أشجار عفرين..

في الاول من آذار\مارس، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم أن ميليشيا “فرقة السلطان مراد” قامت بقطع مئة شجرة زيتون واقتلاع جذورها أيضاً، وذلك في حقل عائد للمواطن الكُردي “رؤوف مصطفى”، وهو من أهالي قرية “جوقيه/جويق”. وأكد المراسل أن صاحب الحقل تقدم بشكوى لدى ميليشيا “الشرطة العسكرية”، إلا أنها تنصلت من مسؤليتها مُدعية عدم تخصصها في الدعوى، ما دفعه إلى التوجه إلى ميليشيا “الشرطة المدنية” التي قامت بتدوين ضبط فحسب، دون أن تتخذ إجراءات التحقيق في الدعوى المقدمة.

في الخامس من آذار\مارس، أفاد مراسل “عفرين بوست” أن مسلحي ميليشيا “فرقة الحمزة” أقدموا مؤخراً على قطع 160 شجرة زيتون من حقل عائد للمواطن الكُردي “أكرم حج علي”، وهو من أهالي قرية “جوقيه/جويق” التابعة لمركز عفرين، مشيراً إلى أن الميليشيا باعت أحطابها في حي الأشرفية. إلى ذلك أقدم مستوطنون من مخيم مقام في محيط قرية “جومكيه” التابعة للمركز، على قطع 20 شجرة زيتون عائدة لنائب رئيس (المجلس المحلي) في مدينة عفرين، “محمد شيخ رشيد”، إلى جانب قطع 20 شجرة أخرى عائدة للمواطن “شيخ يعقوب” من أهالي قرية “جلبريه\جلبل” التابعة لناحية شيراوا. ويقع الحقلان المستهدفان في مفرق قرية “جومكيه” الكائن في المدخل الشرقي لمركز مدينة عفرين.. كذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في “موباتا\معبطلي”، إن مليشيا “سمرقند” عمدت إلى قطع مئات الأشجار الحراجية، والتي يصل عمرها إلى أكثر من 50 عام، وبعد علمية القطع، عمدوا إلى نقل الأحطاب إلى تركيا لتباع هناك.

في السادس عشر من آذار\مارس، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين المُحتل أن ميليشيا “الجبهة الشامية”، أقدمت على اقتلاع جذوع أشجار الزيتون التي قاموا بقطعها سابقاً، وذلك في الحقول العائدة لمهجري عفرين بالمنطقة الواقعة بالقرب من قناة المياه بحي الأشرفية. وأكد المراسل أن الميليشيا أقدمت على اقتلاع جذوع أشجار الزيتون المقطوعة في الحقول العائدة لكل من (فاروق نجار، وحيدر شيخ حسين) وذلك بواسطة جرافة. إلى ذلك يقوم الرعاة المستجلبون حديثاً من أرياف إدلب وحلب، والذين يخيمون بالقرب من قرية جومكيه التابعة لمركز عفرين برعي قطعان أغنامهم بين حقول الزيتون والكروم دون رقيب أو حسيب، مسببين أضرار بالغة بالزيتون والكروم العائدة لأهالي القرية.

في الثامن من آذار\مارس، قالت مصادر إعلامية وحزبية كردية متقاطعة، إن غابة “بطال” الحراجية التي يبلغ طولها /1/ كم، وتقع بين قريتي “مسكة فوقاني” شرقاً و “جوبانا” غرباً في ناحية جنديرس، وتُقدر مساحتها بـ /30/ ألف م2، وكانت مُغطاة بأشجار الصنوبريات والسنديان والمعمرة منها، قد اختفت، وأضحت أثراً بعد عين! وأشار النشطاء أنه ومنذ اجتياح الإقليم وإقامة الجيش التركي لقاعدة عسكرية بالقرب منها، تم جرف قسم من الغابة، وإزالة برج وقاعدة لشبكة اتصالات “سيريتل” الخليوية منها، وكان قد تم تدمير خزان يزود ست قرى بمياه الشرب موجود فيها بالقصف، وجرف أساسات الخزان لدى توسيع الطريق المؤدي إلى جبل “حبيبا” المار بالغابة، لا سيما وأنه خلال العامين الفائتين تم استكمال قطع أشجار الغابة بالكامل.

السرقات والأتاوات في عفرين..

في الأول من آذار\مارس، أقدم مُسلح من الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنيظم الإخوان المسلمين، على خطف وتشليح مسن كُردي أثناء توجهه من مدنية عفرين إلى حقل للزيتون يقع على طريق عفرين – كفرشيليه، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وأوضح المراسل أن المواطن الكُردي حسن ناصر\80عام، من أهالي قرية “كورزيليه/قرزيحل” كان قد توجه قبل نحو أربعة أيام، مشياً على الأقدام إلى حقله الواقع على طريق طريق عفرين – قرية كفرشيليه\كفر شيل، حيث استوقف مسلحاً يستقل دراجة نارية، طالباً منه إيصاله إلى الحقل، لكن المُسلح خطفه وساقه إلى منطقة نائية، ونهب على كل ما يقتنيه من أموال ولم يبق له حتى ساعة اليد!

في السابع من آذار\مارس، أبلغ المكتب الاقتصادي التابع لمليشيا “الفيلق الثالث”، أصحاب المحال والحرفيين في المنطقة الصناعية في مدينة عفرين، بدفع مبلغ خمسة آلاف ليرة سورية كأتاوة شهرية، في مقره الواقع مقابل مخبز “جودي”، والذي يديره المدعو “أبو صالح” المُنحدر من مدينة إعزاز، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وأكد المُراسل أن ما تسمى بـ “تجمع أبناء دير الزور” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية” تفرض من جهتها “أتاوة” مُماثلة، تُقدر بعشرة آلاف ليرة سورية بذريعة قيامها بتوفير الأمن والحماية للحرفيين وممتلكاتهم، فيما تتألف المنطقة الصناعية في عفرين ومن ضمنها سوق الهال، من أكثر من ألف محل صناعي وتجاري.

في التاسع من آذار\مارس، قال مراسل “عفرين بوست” إن الحواجز الأمنية التابعة للميليشيات الإسلامية، تواصل منذ نحو أسبوع فرض أتاوات على المواطنين الكُرد، بحجة جمع التبرعات لصالح الفارين من إدلب وريف حلب الغربي. وأوضح المراسل أن الحواجز المقامة على مداخل مدينة عفرين من الجنوب والشرق (ترنده والقوس)، وكذلك حاجر مفرق قرية “متينا\ماتنلي”، تفرض على المواطنين الكُرد حصراً مبالغ مالية تتراوح بين 200 – 500 ليرة سورية، كأواة تحت ذريعة التبرعات.. كذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، إن مسلحي الاحتلال في قرية استير، اقدموا على سرقة محطة المياه التي كانت تضخ المياه إلى القناة الرئسية. ونوه المراسل أن أهمية المحطة، تكمن في كونها تغذي الأراضي الزراعية في المنطقة بمياه الري، حيث كانت تحوي المحطة مضخات مياه ضخمة، والعديد من المولدات التي كانت تقوم بعملية تشغيل المضخات، وقد أكد المراسل بإنه لم يبقى في المحطة شيء، سوى المبنى، حيث تم سلب حتى الأبواب والنوافذ.

في الثاني عشر من آذار\مارس، أصيب مواطن كُردي جراء تعرضه لإطلاق الرصاص من قبل مجموعة مسلحة ملثمة حاولت السطو المسلح على السيارة التي كان يستقلها على الطراق الواصل بين قرية “جوقيه/جويق” ومدينة عفرين، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وفي التفاصيل، كان المواطن الكُردي “إدريس محمد أحمد/37عام”، برفقة شاب آخر يدعى “جوان” في طريقهما إلى مدينة عفرين بهدف جلب مادة “الخبز” ومواد غذائية أخرى لأهالي قريتهما “جوقيه/جويق”، إلا أن مجموعة مسلحة ملثمة اعترضتهما وحاولت السطو على ما يملكانه من أموال وسيارة. متابعاً أن المواطنين الكُرديين قاوما العملية، وعمدا إلى تشغيل المركبة التي كانا يستقلانها والإنطلاق بها بشكل سريع، ما دفع بالمسلحين إلى إطلاق الرصاص على السيارة، وهو ما أدى إلى إصابة الشاب “إدريس” برصاصة في قدمه، علاوة على تلقي السيارة عدة رصاصات. وأشار المراسل أن المجموعة المسلحة التي اعترضت المواطنين الكُرديين، كانت متوقفة في منطقة قريبة من الحاجز الأمني التابع للميليشيات الإسلامية والمقام بين قريتي “جوقيه\جويق” ومدينة عفرين.

كذلك، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن ميليشيا “أحرار الشرقية” بدأت بفرض أتاوة جديدة بالعملة الصعبة، على مَن تبقى من السكان الأصليين الكُرد في قرية بريف جنديرس. وأكدت المصادر أن الميليشيا فرضت على المزارعين الكُرد في قرية “حمام\حماميه” الحدودية التابعة لناحية جنديرس، أتاوة مالية وقدرها دولارين أمريكيين عن كل شجرة زيتون يمتلكونها، حتى إن لم يكن هناك موسم، إذ يثمر الزيتون كل عامين مرة واحدة، وأوضحت المصادر أن الاتاوة المفروضة ستطال المقيمين في القرية، ومهجريها على حد سواء. وتمكنت “عفرين بوست” عبر مصادرها، من تسجيل بعض المزارعين الكُرد الذين فرضت عليهم الاتاوة وبينهم ( حسين صبري 350 دولار – خليل قشقو 300 دولار – مصطفى قشقو 300 دولار).

في الخامس عشر من آذار\مارس، علمت “عفرين بوست” بأن ميليشيا “فرقة الحمزة” تفرض دولاراً أمريكياً واحداً على كل شجرة زيتون يملكها المزارعون الكُرد في قرى (كفردليه- بابليت – كوكبة – كوندي مزن – ماراتيه)، تحت طائلة التهديد بقطع الأشجار لمن يرفض دفع الأتاوة المالية. وفي السياق، وفي قرية “معملا\معمل أوشاغي” التابعة لناحية راجو، فقد فرضت مليشيا “السلطان محمد الفاتح” على كل شخص لديه قريب في أوروبا، أو قام بتركيب طاقة شمسية في منزله، أتاوة قدرها 25 ألف ليرة سورية شهرياً.

في السابع عشر من آذار\مارس، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية راجو، بأن ميليشيا “السلطان محمد الفاتح”، فرضت على سكان قرية “معملا\معمل أوشاغي” سحب أمبيرات الكهرباء، رغم أن أغلبيتهم يمتلكون ألواح الطاقة الشمسية. وأكد المراسل أن الميليشيا تفرض على كل صاحب منزل 1500 ليرة سورية أسبوعياً، لقاء سحب الأمبير الواحد من الكهرباء، كون أن المولدة عائدة لمتزعم الميليشيا في القرية، التي يبلغ عدد منازلها 350 منزلاً، رغم أن الأغلبية يستولد الكهرباء من الطاقة الشمسية. وأضاف المراسل أن الميليشيا اختطفت نجل المواطن “مصطفى بكو” وتطلب مبلغ ميلون ليرة سورية، بعد سماعهم نبأ قيام الوالد ببيع سيارته الـ “ميكرو باص”. وأشار المراسل إلى أن الميليشيا تمنع أهالي القرية من شراء الخبز من خارج “معملا”، وكل شخص يضبط معه خبزاً جلبه من الخارج، يُغرم بعشرة آلاف ليرة سورية، مُؤكدا أن الخبز الذي تجلبه الميليشيا غير صالح للأكل، نظرا لردائة نوعيته.

كذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه ومع مرور نحو عامين على احتلال الجيش التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين لإقليم عفرين الكُردي، فإن تلك المليشيات تواصل وبضوء أخضر تركي جميع أنواع الانتهاكات بحق أهالي عفرين سواء من تبقى ورفض التهجير أو الذين هجروا عبر التصرف بممتلكاتهم وسلبها ونهبها. وفي سياق ذلك، علم المرصد السوري أن مليشيا “الجبهة الشامية” عمدت إلى ترقيم المحال التجارية في ناحية “موباتا\معبطلي” بريف عفرين، وذلك بغية تحصيل أتاوات شهرية، بمبالغ متفاوتة. كما أكد أن مسلحي المليشيا ذاتها، قد عمدوا إلى تجريف التربة والحفر بالآليات ثقيلة في مواقع آثرية واقعة بين قريتي “شيتكا” و “كاخرة” بالناحية، وذلك بحثاً عن الآثار.

في الثاني والعشرين من آذار\مارس، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، إن ميليشيا “فرقة الحمزة” تواصل التضييق على مَن تبقى من السكان الأصليين الكُرد في قرية “جوقيه/جويق” التابعة لمركز عفرين، عبر فرض المزيد من الاتاوات. وقال المراسل أن مسلحي الميليشيا هددت عدداً من العائلات الكُردية التي تقطن في منازل أقرباء لها، بالطرد من المنازل التي يقطنونها في حال عدم دفع 15 ألف ليرة سورية شهرياً لها. ومن المعروف أنه توجد في عفرين عوائل تقطن في منازل تعود ملكيتها لأقرباء لهم، عقب تهجير ملاكها الأصليين إلى خارج الإقليم، إبان الغزو التركي آذار العام 2018، أو هجروا خلال فترة الاحتلال الممتدة منذ عامين، نتيجة الانتهاكات الواسعة التي طالت السكان الأصليين الكُرد، على يد مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين.

كذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين المحتل، أن مستوطنا يعمل صيدلانياً، اختفى يوم الخميس في ظروف غامضة، مرجحاً اختطافه من قبل الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، خاصة أن اختفائه يأتي عقب تلقيه تهديدات من تلك الميليشيات عقب نشره منشوراً على وسائل التواصل الاجتماعي، يتهم فيها إحدى الميليشيات بالاستيلاء على صيدليته. وأوضح المراسل أن المستوطن “سامي البوش” المنحدر من الغوطة بريف دمشق، اختفى بعد تلقيه تهديدات من ميليشيا “الشرقية” و”الجبهة الشامية”، قبل نحو أسبوع، في حال إصراره على إبقاء منشوراته المتعلقة بقيام الميليشيات بالاستيلاء على صيدليته بعد تغيير قفل بابها. وكان المستوطن البوش قد نشر في 20 مارس 2020، منشورين على صفحته الشخصية على الفيس بوك، قال فيهما إنه “يجب تفعيل دور الإعلام ليبق المسؤول بخوف مستمر، يعني بنحكي عليه بنور الله”.

في الثامن والعشرين من آذار\مارس،  قال تقرير لـ “عفرين بوست”: أقدمت ميليشيات الاحتلال التركي الأسبوع الماضي، على سرقة قطيع من الأغنام العائدة لراعي من محيط قرية “مياسة” بناحية شيراوا، وتوجهوا به إلى قرية براد المجاورة، حسب مصادر من المنطقة. وأوضحت المصادر أن الميليشيات المتمركزة في “قرية براد” وهي “فرقة الحمزة”، قد أقدمت على سرقة قطيع من الأغنام “85 رأساً” تعود للمواطن “أحمد فرج”، من أهالي قرية مياسة بينما كان يرعى بها في منطقة التماس الواقعة بين قريته وبراد المجاورة، مشيراً إلى أن المسلحين بعدها بأيام، أعادوا خمسين رأساً إلى المنطقة التي سرقوا منها القطيع واحتفظوا بالبقية. يأتي ذلك في وقت لم تنقطع فيها حركة التهريب والتجارة بين ميليشيات الاحتلال التركي والميليشيات التابعة للنظام السوري في بلدتي نبل والزهراء، منذ أن تم احتلال إقليم عفرين في أواسط آذار عام 2018.

كذلك، أقدمت ميليشيا “الجبهة الشامية” التي يتزعمها المدعو “أبو تراب” في قريتي “بريمجة” و”حج قاسمو” التابعين لناحية “موباتا\معبطلي”، على فرض مبلغ 10 الاف ليرة سورية، على كل صاحب بيت من السكان الأصليين الكُرد، بحجة تبرع لـ “النازحين”، في إشارة إلى المستوطنين الذين جلبهم الاحتلال التركي لإحداث التغيير الديموغرافي المُطبق حالياً على الإقليم الكُردي. وأوضح مراسل “عفرين بوست” في مركز الناحية أن متزعم المليشيا المدعو “أبو تراب” قد عمد إلى تكليف مختار القريتين بجمع الأتاوة الجديدة.

في الثلاثين من مارس، اعتدى مسلحون من ميليشيا “الجبهة الشامية” على بقّال كُردي وأبنائه، بسبب رفضهم الخضوع لعملية سلب مواد غذائية من محله، حاول المسلحون القيام بها، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وأوضح المراسل أن مسلحاً من جماعة “الأوسو” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية”، حاول سلب مواد غذائية (بدون مقابل مالي)، من بقالية المواطن الكُردي “أبو شوكت” الكائنة في محيط ساحة آزادي، إلا أنه أقدم على طرد المسلح، الذي قام فيما بعد بجلب عدد من المسلحين وانهالوا عليه وعلى ولديه (شوكت وعلي) بالضرب. ويسعى مسلحو المليشيات الإسلامية إلى خلق جو من الترهيب حول أنفسهم لدى السكان الأصليين الكُرد، عبر تنفيذ عمليات تعدّي جماعية عليهم، بغية منعهم من الرد على تجاوزاتهم وانتهاكاتهم المستمرة والمتنوعة بين سرقة وسلب ونهب واستيلاء وسلبطة واستحواذ مواد دون مقابل مالي.

كذلك، حصلت “عفرين بوست” على صورة توضح وصول إمتلاء السد واقتراب المياه من المعبر الذي افتتحه الاحتلال التركي في قرية حمام الحدودية في ناجية جنديرس، وعلى حساب سد ميدانكي الذي يتم تفريغه لهذا الغرض دون مراعاة أن يشهد الإقليم نقصاً كبيراً في مياه الشرب وبقاء أراض شاسعة محرومة من الري في هذا الموسم. وكان والي هاتاي التركية محمد إكنجي صرح في بيان نشر على الاعلام التركي، أن سد الريحانية هو أحد أكبر السدود في البلاد ويبلغ طول القمة 9 آلاف و271 مترًا ويبلغ حجم التعبئة حوالي 21 مليون متر مكعب، مشيراً إلى أن السد لديه مهمة منع الفيضانات في سهل العمق وكذلك الري. وأكد اكينحي سرقة مياه عفرين عندما أوضح أن مصدر تزويد السد بالمياه هما نهرا عفرين و”آفا رش” (النهر الأسود)، منوهاً أن المنفعة السنوية حوالي مليار ومائة مليون جنيه. وبالتزامن مع ذلك عاود جيش الاحتلال التركي إيقاف محطة علوك لضخ المياه بريف مدينة سري كانيه، مجدداً يوم السبت، ليحرم أكثر من ميلون نسمة من المياه في وقت يواجه فيه العالم مخاطر تفشي وباء كورونا وقلق الأهالي من الوصول للمنطقة. وتقع محطة علوك /5/كم شرقي سري كانيه، التي احتلتها القوات التركية ومليشيات تنظيم الإخوان المسلمين المعروفة بـ “الجيش الوطني السوري”، في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، فيما كانت تغذي المحطة مناطق واسعة تبدأ من ريف منطقة زركان/أبو راسين شمالاً، مروراً ببلدة تل تمر ومدينة الحسكة، وصولاً إلى الهول وحتى مركده، وانتهاء ببلدة صور جنوباً على امتداد نحو 200 كلم، وفق مصادر الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

في الواحد والثلاثين من مارس، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية جنديرس، أن ميليشيا “فرقة الحمزة” قد فرضت أتاوة جديد على أهالي قرية “كفردليه فوقاني” التابعة للناحية، بذريعة حماية ممتلكاتهم. وأوضح المراسل أن ميليشيا “لواء صقور الكُرد” المنضوية في صفوف مليشيا “فرقة الحمزة”، والتي يقودها المدعو “أبو دجانة الكُردي”، المُنحدر من منطقة الباب، قد فرضت اتاواة وقدرها “4500 ليرة سورية” على كل عائلة كُردية في قرية “كفردليه فوقاني” بحجة حماية ممتلكات أهالي القرية. وأشارت المصادر أن الميليشيا تعتزم فرض أتاوة أخرى وقدرها 7000 ليرة سورية، على قرية “كفر دليه تحتاني” بالذريعة ذاتها، مُؤكدةً أنه جرى تكليف مخاتير القريتين بجمع الأتاوة من أهالي القرتين.

مقاومة الاحتلال ومسلحي الإخوان المسلمين..

في الثاني من آذار\مارس، أعلنت “قوات تحرير عفرين” التي تعتبر قوات المقاومة التي شكلها أبناء عفرين بغية الانتقام من مسلحي الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ “الجيش الوطني السوري” أو “الجيش الحر”، قضائها على 3 مسلحين في ناحية “شرا\شران بعفرين”، إضافة لتدمير عربة عسكرية لهم. وأصدرت القوات، بياناً للرأي العام في صدد عملياتها التي تنفذها ضد جيش الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، في إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا. وأشارت خلال بيانها إنها نفذت عملية بتاريخ الأول من مارس\آذار الجاري، المسلحين في قرية مرعناز بناحية شرا\شران مسفرةً عن مقتل 3 مسلحين وتدمير عرية عسكرية . وذكرت القوات أن جيش الاحتلال ما يزال مستمراً في قصفه على قرى ناحتي شرا\شران وشيراوا وقرى مناطق الشهباء، مستخدماً الصواريخ وقذائف الهاون.

في الثالث من آذار\مارس، أصدرت “قوات تحرير عفرين” بياناً إلى الرأي العام، أعلنت من خلاله تنفيذ عملية عسكرية ضد مليشيات المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يطلقون على أنفسهم مسميات عدة كـ(الجيش الوطني السوري، الجيش الحر، جبهة النصرة) وغيرها. وقالت القوات إنها نفذت في الاول من آذار/مارس عملية نوعية ضد تحصينات “مرتزقة الاحتلال التركي في محيط بلدة مارع، أدت إلى مقتل اثنين من المرتزقة والاستيلاء على كمية من الأسلحة والذخيرة”. وأشارت إلى الأسلحة والذخيرة التي أستولت عليها، وهي كالتالي: (عدد 1M16 سلاح + مخزن عدد 1AK- 47 سلاح، منظار مع ملحقاته، جهاز طوبوغرافي عدد 1، جهاز كاميرا عدد 1، بطاقات شخصية ومَحافِظ). ونوهت القوات أن “جيش الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابية، مازالوا مستمرين بالقصف العشوائي الكثيف واليومي على قرى وبلدات شيراوا وشران ومقاطعة الشهباء”.

في الثامن من آذار\مارس، جاء في تقرير لـ “عفرين بوست”: ليس كالمعتاد، حين كان إقليم عفرين الكُردي محكوماً من قبل أبنائه وبناته، فقد مر الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، صامتاً دون أدنى صخب، ولم تحتفي فيه المرأة بتحررها من نير الاستبداد والإقصاء كما كانت تفعل كالمعتاد في أرضها، فقد عاد الفكر الإنكاري الذي يحمله الاحتلال التركي وعملائه من التنظيمات الراديكالية المتطرفة كتنظيم الإخوان المسلمين، ومسلحوها ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، وجرد عفرين وأهلها من مختلف الحقوق التي تمتعوا بها إبان حقبة الإدارة الذاتية. وفي السياق، تقول السيدة “أم جانيار” التي تقيم في إحدى القري القريبة من مركز مدينة عفرين، وتبلغ من العمر 45 عاما ولديها ثلاثة أولاد لـ”عفرين بوست”: “بتعرف أتغير كتير الوضع، واتقلبت 180 درجة، كل شي انقلب رأساً على عقب، من الطلعه ومن الاحتكاك بالمجتمع ومن الأمان ومن الخوف الي مزروع بقلب كل واحد مفكر عمل شي بزمان الإدارة الذاتية” (في إشارة إلى العمل ضمن مؤسساتها)”.  وتستكمل “أم جانيار”: “أما عن التعامل، الي عندو شوية إرادة ومقتنع بقضيتو رح يتقبل هالوضع بنوع من المنطق، لأنو الي أجو كانو ناس مالن صلة بالثورة ولا الحقوق ولا السلام، ناس همج.. لهيك منفضل نبتعد عنن.. ونضل محبوسين بسجن كبير متل البيت، أحسن من أنو نختلط مع همج رح يتهموك عاجلاُ أم آجلا بغرض الفدية”. وحول أوضاع النساء من السكان الأصليين في عفرين، تقول: “وضعنا لا يطاق بكل معنى الكلمه.. فقدنا الاحساس بشي اسمو حياة، أمان، رفاهية، راحة، بس من ناحيتي وما بعرف عن غيري، بستمد القوة من النظر على الجبال والسهول وزيتون عفرين.. صح هي مبتورة هلق، بس أكيد رح تداوي جرحها”. وحول نسوة المستوطنين ممن جلبهم الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين لاستبدال سكان عفرين الأصليين بهم، فتشير: “وحدة ساكنة جنبي ما بشوف منها غير عيونها.. هيئتها داعشية، حابة تفوت على بيتي، ما عم أعطيها وج.. يعني كرمالا بطلت أطلع برا البيت.. بدها من الله قلا فوتي، وإذا فاتت على البيت بدها تراقب كل شي لحتى تكتشف نقطة الضعف، وبس عرفتو رح تمسكني من الإيد ألي بتوجعني، وتعى بقى أتورط.. كلن هيك بيتورطو”. أما هيفي، ذات الـ35 عام، والتي تقيم في عفرين وكانت تعمل سابقاً معلمة، لكنها تلتزم المنزل حالياً، وترفض العمل في مؤسسات الاحتلال التربوية، فتقول لـ “عفرين بوست”: “كتيير في فرق بين قبل وهلق، والفرق فاضح وواضح بس بالظاهر طبعاً بمعنى، نحن منغير اللبس، بالنهاية شقفة قماش ونحن ما رح نطلع ونظهر حالنا، إلا لضرورة القصوى حفاظاً على قدسيتنا وبس”. متابعةً: “منتحمل ننحرم من الطبيعة، لأنه الطبيعة بقدسنا وبقدس كرديتنا، ومنعرف هاشي مؤقت تماماً وقد ما طول، فحتماً راح نرجع أقوى من قبل، وعم نحاول بشتى الوسائل نثقف ولادنا بثقافتنا، وبكل شي بخص كرديتنا وحريتنا، ألي فيزيولوجياً صارت بدمنا، حتى لو بدنا نخسر مستقبل اولادنا علمياً، بس ثقافياً متشبثين فيها لعند ربك، وأي علم بخص المحتل ما منقبله، ومنقاوم لحتى ولا فكرة من أفكارون تعشعش فينا، وقد ما طولوا”. متابعةً: “وعلى فكرة المحتل دائماً خايف ومرعوب، وعنده خوف من المرأة الكُردية أكتر من الرجل الكُردي، وهاشي بخلينا نقوى أكتر ونقاوم أكتر، لأنه شمينا ريحة الخوف منن، وهاد شي لصالح كل الأمة الكُردية، لأنه بالنهاية عندون رعب من الحرية الموجودة بتفاصيل وتفكير المرأة الكُردية”. مستطردةً: “بالإضافة لهاد الشي، الشباب والبنات بتزوجو، والهدف أنه ما رح نلتغى، وح نجيب ولاد ونربيون ترباية أهلنا وأجدادنا، ورغم أنه طقوس الزواج محرومين منها، ومحرومين من أبسط حقوقون الطبيعية بالزفة والزلاغيط والذي منه، بس ما منأجل هاشي، لأنه الهدف أكبر من أنه نوقف الإنجاب، لمجرد المحتل الفاشي والغاشم موجود حالياً، وركز على كلمة (حالياً)، لأنه عنا ثقة وإيمان قوي كتير، أنه ماله مكان بيناتنا، ولا على ترابنا، ولو بعد حين، والمحتل وخاصة التركي والعثماني هدفه واضح، ونحن منعرف هاد الشي، بنشر الفقر… منتحمل ما عنا أي مشكلة.. وتفشي الجهل.. بمنظوره الجهل يعني عدم التعلم، ونحن بغنى عن تعليمون، ألي كله تطرف وأفكار بدائية مريضة، وألي بدو يرجعنا 1400 سنة، وهاد شي من سابع المستحيلات”. وتابعت هيفي: “وتفشي الجوع.. الجوع آخر همنا والكل بيعرف هاد الشي لأننا مالنا مرتزقة، وتفشي الظلم.. ونحن واثقين أنو الظلم ما بيدوم طول ما في شاب أو بنت كُردي عم يتنفس، وقبل كل هاشي ربك ما بيرضى، وتفشي الفوضى.. منحمي حالنا بإرادتنا، وتفشي الرذيلة.. والرذيلة من شيم المُحتل، وهاد معروف بكل العالم”. أما خول اهم المشكلات التي تعاني منها المرأة الكُردية في ظل الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين في إقليم عفرين المحتل، فهي وفق هيفي تكمن في “حصر الحرية، والكبت الشديد، كل شي مهضوم من ناحية المرأة هون، لسبب بسيط لأنه المحتل داخل بأفكار داعشية ومتطرفة فأبسط كلمة بتسمع للمراة ( أنتي حرمة.. أو حريمة) للاسف، وكل شي بخص المراة الموجودة هون ممنوع ومنبوذ وأنتي شقفة مرأة، يعني بيتعاملوا مع كل النساء متل ما عم ينظرو لغنمة، هي للتلقيح وبس، هي بالداخل وبالخارج عندون مجرد سلعة رخيصة، وهاد الشي بيخدش أصغر صفة موجودة هون بالمرأة الكُردية للاسف، هاد شي كله عم نشوفه ونسمعه ونلمسه ورغم هاد شي، عم نعتز بقدسية كرديتنا أكتر، وعم نفتخر بحالنا أكتر وأكتر، وعم نوعى أكتر وأكتر، ومنعرف شو يعني تتحمل شي لمجرد ما تحصل على حريتك”. مردفةً: “من أبشع وأفظع المشاكل هي نظرة كل مرتزق مُحتل الغريزية لأي إمرأة موجودة بنفس المنطقة، وانا ما بسمح حتى حط المرأة الكردية بنفس هالصف لانه كرامتها بتسوى أكبر مرتزق فيهم، وامالنا في الوقت الراهن والمستقبل نفس الطلب، ونفس الأمنية، ونفس الحلم، إنو نخلص من كل هالأوبة بلمح البصر، وبالوقت الراهن الصمود والمقاومة وقدرة التحمل يزداد عنا أكتر وأكتر، لأننا واثقين وعنا إيمان قوي كتير، إنه راح نحصل بالأخير على كل شي بخصنا وغصبن عن الكل، وغصبن عن المحتل، والمستقبل كله إلنا لانه نحن المظلومين والمنبوذين، ومو حكي أبداً، عم قول وراح نعيش وندوق الحرية لي عم نتحمل كل هاد الشي لحتى ترجعلنا مو نحصل عليها، نحن حاصلين عليها وصارت بدمنا، والمستقبل لكل إمرأة كردية، وثقافتها إلي حافظت عليها، وأخلاقها ألي ما تنازلت على ولا خصلة، وعلى تمسكها وتشبثها برأيها وأهدافها وآمالها وأمنياتها، وبالنهاية الحرية رح تكون إلها!”.

في الرابع عشر من آذار\مارس، قال تقرير لـ “عفرين بوست”: استشهد قبل ساعات من ولادة فلذ كبده الأول الذي لطالما كان بانتظار قدومه، فكانت مراسم والده أول واقعة يشهدها الطفل العفريني “مُسلم”، حينما فتح عينيه للحياة، وكان موقف العائلة مؤلماً بين الفرح لقدوم الطفل أو الحزن باستشهاد أبيه الذي حارب في سبيل خلاص عفرين، وأهلها الأصليين المتبقين في الداخل على أرضهم. وشهدت الشهباء التي يُصمم فيها أهالي عفرين على طريق تحرير أرضهم، حادثة مؤلمة باستشهاد مُقاتل في صفوف “قوات تحرير عفرين” بالتزامن مع ولادة أبنه الأول. وكان الشاب “مسلم كروجي” والذي حمل اسماً حركياً هو زنار آمد المقاتل في قوات تحرير عفرين، قد إنضم للقوات مع بدايات تشكيلها، في سبيل محاربة الاحتلال التركي وتحرير أرضه، وتزوج منذ ما يقارب العام وكانت تقطن عائلته في قرية بابنس بمقاطعة الشهباء. وبينما كان المقاتل زنار على رأس مهامه العسكرية في حماية أرضه والدفاع عنها، استهدفته قذيفة لجيش الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الغخوان المسلمين، ليرتقي  على إثرها لمرتبة الشهادة. في اليوم ذاته، وعقب عدة ساعات من خبر استشهاده، رزق “مسلم” بطفل كان ينتظره بفارغ الصبر، إلا أن عدوان الاحتلال التركي حرمه من تلك الفرحة، حيث جرى تيتيم الطفل قبل والدته حتى، فقتلت فرحة العائلة بقدوم الطفل الأول، لتكون الحادثة فاجعة مؤلمة أصابت قلوب جميع أهالي عفرين في مواقع التهجير القسري وفي داخل عفرين. وشُيع الخميس\الثاني عشر من مارس، الشهيد “مسلم كروجي”، من قبل الآلاف من أهالي عفرين والشهباء وسط هيمنة مشاعر الحزن والأسى على جميع المشاركين، ممن أختطلت لديهم الدموع بالأمل مع قدوم المولود الجديد، فيما جرت تسميته باسم أبيه “مسلم”، حيث كان من بين أول الحاضرين لمراسم أبيه.

في الثامن عشر من آذار\مارس، جددت الإدارة الذاتية في إقليم عفرين، عهدها على مواصلة النضال والمقاومة، كما ناشدت الشعب الكُردي بالالتفاف حول “الإدارة الذاتية” للوصول إلى الديمقراطية والسلام والحرية. وجاء ذلك بالتزامن مع النكبة الثانية لاحتلال عفرين، حيث أصدرت “الإدارة الذاتية في اقليم عفرين” بيانا إلى الرأي العام، دعت فيه القوى الإقليمية والدولية الخروج من صمتها والعمل على إيقاف عمليات الإبادة بحق البشر والطبيعة والاثار والقيم والمعتقدات، وضمان العودة الآمنة لأهالي عفرين. واستنكر البيان الهجوم والاحتلال التركي لـ عفرين وما رافقها من مجازر ودمار “وحرقها الأخضر واليابس وسرقة آثارها وتدمير طبيعتها ومحاولات القضاء على ارثها وتاريخها والتنكيل بمقدساتها”. وأكد البيان على الإصرار والتمسك بالمقاومة ضد الاحتلال وأشاد بمقاومة أهالي عفرين ضد الاحتلال، وأضاف “مقاومة شعبنا ضد هذا العدوان بشكله الجديد مدة 58 يوماً، أبدى خلالها بطولة وتضحية، باتت مثالاً للتاريخ من حيث التمسك بالأرض والقيم والتاريخ والطبيعة جسّدها شبابنا ونساءنا وأطفالنا عامة في مقاومتهم”. وتابع البيان “إننا اليوم ما زلنا ورغم ظروف الحرب وعدم التوازن في العتاد، فإننا ما زلنا على العهد مع شهداءنا وإن مقاومتنا مستمرة وتتطور في كافة المستويات السياسية والدبلوماسية والشعبية والعسكرية وأثبتت هذه المقاومة أن عجلة التاريخ لن تعود للوراء وأن بحث تركيا عن تاريخها الأسود في مناطقنا خاصة وسوريا عامة انما هو ركض خلف السراب”. وناشدت الإدارة الذاتية أطراف عدة فقالت: نناشد “جماهير شعبنا الكردي خاصة وسوريا عامة الالتفاف حول الإدارة الذاتية ونهج الامة الديمقراطية التي اثبت وخلال عمرها القصير بانها الشكل الأمثل للحياة والتعايش والتطور لكل الشعوب والاقوام والأمم والأديان للوصول الديمقراطية والسلام والحرية”. نناشد “الأحزاب والمنظمات الكردية والمحلية، الانضمام لجموع المناضلين وترسيخ مبدأ الاخوة والديمقراطية من خلال عقد مؤتمر وطني عام”. نناشد “القوى الإقليمية والدولية الخروج من صمتها المخزي والعمل على إيقاف عمليات الإبادة بحق البشر والطبيعة والاثار والقيم والمعتقدات التي تنتهجها حكومة العدالة والتنمية مستعملة أسلحة الناتو وخاصة المحرمة دولياً وإعادة المجرمين لأوكارهم”. وأكدت على ضرورة ضمان حق “العودة الآمنة لأهالي عفرين”. وطالبت “المنظمات الدولية والاممية والحقوقية العمل على تطبيق مواثيقها وقراراتها وتعهداتها الإنسانية والحقوقية وخاصة ما يتعلق بالنساء والأطفال والطبيعة والمعتقدات والحياة”.

في الخامس والعشرين من آذار\مارس، نفذت “قوات تحرير عفرين” سلسلة عمليات نوعية ضد قوات الاحتلال التركي ومسلحي المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، مُسفرةً عن مقتل أحد المسلحين، وإصابة 3 آخرين، بالإضافة إلى تدمير مركبة. وقالت “قوات تحرير عفرين” في بيان صادر عنها إن نقاط العمليات شمل إقليم عفرين ومدينة إعزاز المحتليّن من قبل الاحتلال التركي ومسلحي الإخوان، حيث شمل البيان عمليات جرت على مدار ثلاث أيام. وفيما يلي نص البيان كاملاً: “يوم ٢٠ آذار: قامت قواتنا بعملية تفخيخ ضد مرتزقة الجيش التركي في قلب مدينة عفرين، في المحصلة قُتل مرتزق، وجُرح اثنان آخران، وقامت قواتنا في مدينة عفرين وعلى طريق ناحية راجو بعملية تفخيخ ضد مرتزقة الجيش التركي، في المحصلة دُمرت مركبة، وجُرح مرتزق”. وفي “يوم ٢١ آذار: قامت قواتنا في قرية كفر خاشر التابعة لمدينة إعزاز بعملية استهداف ضد مرتزقة الجيش التركي، في المحصلة قُتل مرتزق”. وفي “يوم ٢٣ آذار: قامت قواتنا في ساحة آزادي بعملية تفخيخ ضد مرتزقة الجيش التركي في قلب مدينة عفرين، لكن لم نستطع معرفة محصلة العملية”. وختم البيان بالإشارة إلى “قيام جيش الغزو التركي وفصائله الإرهابية، وخاصة في الآونة الأخيرة، بقصف قرى ونواحي منطقة عفرين والشهباء باستمرار، مع استمرار حركة الطائرات المُسيّرة على المنطقة”.

الاختطاف في عفرين..

في الأول من آذار\مارس، اعتقلت استخبارت الاحتلال التركي، المواطن الكردي “إسماعيل وزيرو” البالغ من العمر 65عاماً، من منزله الكائن بالقرب من “دبستانا ره ش” أو مدرسة (سليمان الحلبي)، بتهمة العمل ضمن مؤسسات الإدارة الذاتية. وأشار المراسل بأنه جرى سابقاً اعتقال المسن الكُردي مرتين على يد مسلحي ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، والتي ينحدر معظم مسلحيها من ريف حلب الشمالي.

في الثاني من آذار\مارس، لا زال المجهول يلف مصير ثلاثة مواطنين كُرد، كانوا اختطفوا قبل نحو عامين في ناحية راجو، من قبل الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بتهمة العمل لدى مؤسسات الإدارة الذاتية السابقة، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وأوضح المراسل أن كل من المواطنين محمد شيخو (67عاماً) ومصطفى أحمو (40عاماً) والسيدة حكمت بكو (60عاماً)، من منازلهم في قرية جقماقيه مزن/جقماق كبير)، اختطفوا قبل نحو سنة وعشرة أشهر من قبل الميليشيات الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الوطني السوري”، وذلك تهمة العمل في كومين القرية (مجلس محلي خدمي). وأكد المراسل أن المسن “محمد شيخو” كان قد أفرج عنه لفترة وجيزة، وشهد خلال فترة اختطافه التعذيب الشديد، إلا أن الميليشيات عاودت اختطافه رغم وضعه الصحي السيء. وأضاف المُراسل أن مقربين من المختطفين يرجحون تواجدهم في سجن داخل الأراضي التركية، بموجب أحكام قضائية مدتها خمسة أعوام دون التمكن من تأكيد هذه الأنباء.

في الرابع من آذار\مارس، تواصلت حملات الاختطاف التعسفية ومداهمة منازل المدنيين وطلب الفدى، حيث قال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، بأنه قد تم الإفراج عن مواطن كردي يبلغ من العمر ٥٢ عاماً، عقب عملية خطف دامت أربعة أيام. وأشار المراسل أن المفرج عنه ويدعى “أبو دارا\اسم مستعار لضرورات أمنية”، قال له: “قام مسلحو الاحتلال التركي المتواجدون في جنديريس والمعرفون بمسمى العمشات (السلطان سليمان شاه) بإختطافي ثلاثة مرات تحت ذريعة التعامل مع الإدارة الذاتية”. مضيفاً: “كانوا يقومون بتعذيبي وضربي وقد تم نقلي إلى عدة سجون، منها سجن (ماراتيه\معراتي) وسجن عفرين، كما قمت بدفع الفدية عدة مرات منها ٤٠٠ ألف ليرة سورية من أجل الإفراج عني، ومن ثم ٣٠٠ ألف ليرة من أجل فك سيارتي المغلقة التي تعرف بالفان”. متابعاً أنه “في الآونة الأخير وضمن مداهمة ليلية لمنزلي، تم اعتقالي وزجي في السجن وتعذيبي لأكثر من أربعة أيام، مع العلم بأنني بت معروفاً لدى المسلحين، ويعلمون إنني أعاني من مرض القلب وإنسداد في الشرايين، ثم جرى إطلاق سراحه لاحقاً”.

كذلك، أقدمت ميليشيا “أحرار الشرقية” على اختطاف مواطن كُردي في مدينة جنديرس، بتهمة تحضيره مُفخخات وتفجيرها. وقال مراسل “عفرين بوست” في ناحية جنديرس، أن مجموعة مسلحة من ميليشيا “أحرار الشرقية” يتزعمها المدعو “أبو حبيب”، أقدمت على اختطاف المواطن “هوري هوري”، ومن ثم سلمته لميليشيا “الشرطة العسكرية” في المدينة. وينحدر المواطن هوري البالغ من العمر 30عاماً، من قرية آشكان غربي، ويعمل في محل لتصليح الدراجات النارية.

في السابع من آذار\مارس، أقدمت مليشيا “السلطان سليمان شاه” المعروف بـ(العمشات)، على خطف ثلاثة مواطنين من أهالي قرية “كاخرة” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، وهم كل من “محمد حسين عبو”، “سمير فائق” و”منان عبو”، حيث لا يزال مصيرهم مجهولاً.

كذلك، وثقت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” قيام المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يعرفون بـ “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، باختطاف ما لا يقل عن 73 شخصاً بينهم 5 نساء وطفل في إقليم عفرين الكُردي المحتل شمال سوريا، وذلك خلال شهر شباط/فبراير 2020 بتهم وأسباب مختلفة. وذكرت المنظمة بأنه جرى الإفراج عن 38 شخصاً منهم بما فيهم 4 نساء، بعد أن قام بعضهم و/أو ذويهم بدفع مبالغ مالية على سبيل الكفالة/الفدية، وقد تراوحت تلك المبالغ ما بين 100 و400 ألف ليرة سورية عن الشخص الواحد، وتم توثيق أخذ بعض المبالغ بالليرة التركية في هذا الشهر. فيما يزال مصير 35 معتقل/ة مجهولاً بما فيهم امرأة وطفل (دون سنّ الثامنة عشر). وبحسب شهادات الأهالي ومشاهدات الباحثين الميدانين التابعيين للمنظمة، فإنّ مليشيا “الشرطة المدنية” كانت مسؤولاً عن تنفيذ العدد الأكبر من الاعتقالات، إضافة إلى جهات أخرى؛ منها مليشيات “الشرطة العسكرية” و“أحرار الشرقية” و“فيلق الشام” و“السلطان مراد” و“لواء الشمال” و“لواء السمرقند” و“فرقة الحمزة” و“مجموعة النخبة”.

في الثامن من آذار\مارس، شنت دورية مشتركة من استخبارات الاحتلال التركي وميليشيا “الشرطة المدنية” التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، حملة اعتقالات في قرية “ترنده\الظريفة”، طالت عدد من المواطنين الكُرد، بذريعة أداء واجب الدفاع الذاتي ضمن “قوات الحماية الذاتية” سابقا، وفقاً للمراسل. وأكد المراسل أن الحملة التي شنتها قوات الاحتلال التركي أسفرت عن اعتقال أربعة مواطنين كُرد، عرف منهم كل من (ناصر محمد حمكة وحنان قدو)، مشيراً إلى أنه تم الافراج عن أحدهم والاحتفاظ بالبقية.

في العاشر من آذار\مارس، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شيه/شيخ الحديد” أن مسلحين من ميليشيا “لواء الوقاص” التابع لتنظيم الإخوان المسلمين، أقدموا قبل نحو شهر ونيف على اختطاف القاصر الكُردي “حسن نصرو شكري” البالغ من العمر 16 عاماً، من منزله في قرية “آنقليه”، لتفرج عنه بعد أسبوع من الاختطاف، وذلك بعد تلقيها فدية مالية من ذويه، تُقدر بـ 3 ملايين ليرة سورية. وأشار المراسل أن الشاب القاصر “حسن” تعرض خلال فترة اختطافه للتعذيب الشديد، ما أدى لفقدانه البصر في إحدى عينيه، علاوة على إصابات أخرى في مختلف أنحاء جسده، ما أجبره على التزام الفراش حتى الوقت الحاضر.

كذلك، أقدمت ميليشيا “الأمن السياسي” على اختطاف الشاب “جوان جميل إيبش” على حاجزها المُقام في المدخل الشرقي لمدينة عفرين (القوس) بتهمة أداء واجب الدفاع الذاتي إبان عهد “الإدارة الذاتية” في الإقليم المحتل، حيث جرى اقتياده إلى جهة مجهولة. وونوه المراسل إن المواطن جوان يبلغ من العمر /27عاماً/، وهو من أهالي قرية “كفرجنة” التابعة لناحية شرّا\شران، بريف عفرين الشرقي. إلى ذلك، تعرض المواطن الكُردي “أبو رشيد” قبل نحو أسبوع، في منطقة “دوار كاوا” وسط مدينة عفرين، لعملية اختطاف من قبل مليشيا إسلامية، ولا يزال مصيره مجهولاً. وينحدر المواطن الكُردي أبو رشيد من قرية عمارا التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، ويعمل سائقاً على سيارة أجرة في المدينة، قبل أن يسلبها الخاطفون في العملية ذاتها.

كذلك، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن مصير الشاب الكُردي “محمد حمليكو”، من أهالي قرية “حسيه\ميركان” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، لا يزال مجهولاً رغم مرور أكثر من سنة وتسعة أشهر على اختطافه. وأكدت المصادر أن ذوي محمد بذلوا جهودا كبيرة للكشف عن مصيره، علاوة على التكاليف الكبيرة التي دفعوها للميليشيات على شكل رشاوي في رحلة البحث عنه في سجون إعزاز والباب والراعي، إلا أنهم لم يستطيعوا معرفة أب نبأ مؤكد عن أبنهم المفقود.

في الثاني عشر من آذار\مارس، كلا لا يزال مصير المواطن “حسن كالو” من قرية “كفر زيتيه\كفرزيت” مجهولاً، عقب أكثر من ستة أشهر على أختطافه من قبل مليشيا “الجبهة الشامية” وتحديداً من قبل “جماعة البيانوني”، الذين احتلوا بيته أيضاً. كذلك أوضح المراسل أنه قد تم اختطاف المواطن الكُردي “عابدين عطنة” من “قرية حبو\كوندي حبو” صباح أمس الأربعاء، من منزله في الاشرفية بمركز عفرين، وسط معلومات أولية بأن مليشيا “الشرطة العسكرية” من نفذت تلك العملية.

في الرابع والعشرين من آذار\مارس، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، أن مسلحين من جماعة “أبو الليث” التابعة لميليشيا “فرقة الحمزة” يستقلون ثلاث مركبات بيضان اللون، أقدموا الخميس\الثاني عشر من مارس، على اختطاف المواطن الكُردي حسن حسن “أبو شكري” /35عاما/، من منزله الكائن في حي الأشرفية، وذلك بعد فرض طوق أمني على الشارع الذي يقع في محيط مقر “النعيم” التابع لميليشيا “الجبهة الشامية”. وأضاف المراسل أن مسلحي مليشيا “الحمزة”، اقتادوا المواطن حسن إلى مدينة إعزاز، حيث يطالبون ذويه بدفع فدية مالية قدرها ألفا دولار أمريكي، لقاء الافراج عنه. إلى ذلك، كانت ميليشيات الاحتلال، أقدمت بتاريخ التاسع من مارس، على اختطاف المواطن الكردي صلاح إيبو “أبو ميرفان” /40عاماً/ أثناء توجهه من قريته “كورزيليه\قرزيحيل” إلى المنطقة الصناعية في مدينة عفرين، واقتادته إلى جهة مجهولة. وكان المواطن أبو ميرفان قد اختطف سابقاً في الأيام الأولى لإطباق الاحتلال التركي على الإقليم الكُردي، وتم سلبه جراراً زراعي، علاوة على محصول الرمان، وأفرج عنه حينها بعد دفعه فدية مالية، فيما يعمل صلاح حالياً في جمعية “بهار” الاغاثية. كما تعرض المواطن “شيرو صالح” في العاشر من مارس، للاختطاف من منزله في قرية “كورزيليه/قرزيحيل”، ولا يزال مصيره مجهولاً لحد الآن.

في السابع عشر من آذار\مارس، قالت “منظمة حقوق الإنسان – عفرين” إن مليشيا “سعد بن ابي وقاص” أقدمت على اختطاف المواطن “بكر أحمد حجي” الملقب بـ(زينو) من قرية “انقلة” التابعة لناحية “شيه\شيخ الحديد”، والبالغ من العمر /٣٥/ عاماً. ونوهت المنظمة أن الخاطفين على تواصل مع ذويه من اجل دفع فدية مالية قدرها /٢٠٠٠/ دولار اميركي، لاطلاق سراحه، علماً بأنه تعرض للخطف سابقاً، ودفع الفدية لمرتين متتاليتين، كما وأن مسلحي المليشيا قاموا بأعمال الحفر والتجريف، بحثاً عن الكنوز واللقى الاثرية تحت أسفل المنازل القديمة في قرية “انقلة” كونها قرية ذات طابع أثري قديم.

في التاسع عشر من آذار\مارس، أقدمت ميليشيا “لواء سعد بن أبي وقاص” على اختطاف المواطن الكُردي “رشيد أحمد” من منزله الكائن في قرية “آنقليه” التابعة لناحية “شيه\شيخ الحديد” واقتادته لجهة مجهولة، وفقاً لمراسل عفرين بوست في الناحية. وأكد المراسل أن المواطن “رشيد” يعمل راعياً للمواشي في قريته، إلا أن الميليشيا تواصلت مع ذوي المختطف وطلبوهم بألفي دولار أمريكي كفدية مالية  للإفراج عنه. وكانت الميليشيا ذاتها اختطفت قبل ثلاثة أيام المواطن الشاب شاب “بكر حجي أحمد” البالغ من العمر ٢٣ عاماً، وأفرجت عنه بعد دفعه فدية مالية تقدر بـ 500 ليرة تركية.

في الواحد والعشرين من آذار\مارس، اختطفت ميليشيا “الجبهة الشامية”، شاباً كُردياً في المنطقة الصناعية في مركز إقليم عفرين الكُردي، واقتادته إلى جهة مجهولة، وفقا للمراسل. وأوضح المراسل أن الشاب الكُردي والذي يدعى “بهجت حبش” من أهالي قرية “عربا/عرب اوشاغي” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، قد اختطف من قبل مسلحي ميليشيا “الجبهة الشامية” بواسطة سيارة فان رصاصية اللون، بينما كان يقف مع عدد من باعة المازوت في المنطقة الصناعية في مدينة عفرين.

كذلك، اختطفت ميليشيا “فرقة السلطان مراد” يوم السبت\الواحد والعشرين من مارس، مواطنا كُردياً في ريف إقليم عفرين المحتل، واقتادوه إلى جهة مجهولة، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وأوضح المراسل أن مجموعة مسلحة من ميليشيا “السلطان مراد” التي تحتل قرية “جما\جمانلي” التابعة “شرا\شرّان”، قد اقتحمت منزل المواطن الكُردي “فخري أبو علي” واختطفته إلى جهة مجهولة، بعد أن قامت بسلب أجهزة الهاتف من جمع أفراد أسرته. وكان المواطن “فخري” البالغ من العمر 34 عاماً، قد اختطف في فترة سابقة، وجرى الإفراج عنه بعد دفع فدية مالية وقدرها ألف دولار أمريكي.

كذلك، وبتاريخ الواحد والعشرين من مارس، أقدمت مليشيا مسلحة يتزعمها المدعو “عرابا إدريس”، تتبع لميليشيا “فرقة السلطان مراد” على مداهمة منازل ثلاثة مواطنين في قرية “جما\جمان” التابعة لناحية “شرا\شران”، وقامت بسرقة الهواتف من أفراد أسرهم وخطفهم بتهم وحجج واهية (التعامل مع الإدارة السابقة، زرع الألغام) وتم اقتيادهم إلى المقر الأمني، بغية ابتزاز ذويهم لاستحصال فدى مالية لقاء إطلاق سراحهم وهم كل من (جوان رشيد حجي، عماد رشيد، فخري جمال حج ياسين).

في الثالث والعشرين من آذار\مارس، اختطفت المخابرات التركية قبل يومين الشابة الكردية “شيرين محمد” البالغة من العمر 21 عاماً، وهي من أهالي قرية “كاخرة” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، وليدها رضيع صغير، وذلك بعد الإفراج عن زوجها “حمودة وقّاص” قبل فترة. وقال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي المحتل، إنه جرى اعتقال الشابة الكردية من منزلها في محيط “دوار ماراتيه”. هذا ولا تزال حملات التضييق والاختطاف مستمرة بحق من تبقى من السكان الأصليين في المدينة، حيث كانت مليشيا “سعد بن أبي وقاص” اختطف في شهر فبراير\شباط الماضي، عائشة خليل كدرو من أهالي قرية كفرصفرة بحجة التعامل مع “الإدارة الذاتية” كما اختطفت المخابرات التركية قبل أيام، أربعة نساء أيزيديات من قريتي “برج عبدالو” وكيمار التابعتين لناحية شيروا.

في الرابع والعشرين من آذار\مارس، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن المخابرات التركية استحدثت مؤخراً سجناً جديداً خاصاً بالنساء الكُرد، في وقت تكتظ سجون الاحتلال التركي وكذلك مراكز الاختطاف التابعة للميليشيات الإسلامية، بالمئات من المعتقلين والمختطفين الكُرد رجالاً ونساء، حيث يقضون حياتهم في ظروف صحية وإنسانية سيئة للغاية، في ظل تعتيم وتجاهل كامل من المنظمات الحقوقية الدولية. وحصلت “عفرين بوست” على معلومات من بين أوساط مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، والمعروفة باسم “الجيش الوطني السوري”، تفيد بإقدام المخابرات التركية وميليشيا “الأمن السياسي” على استحداث سجن خاص بالنساء في مقر “مطبعة روناهي” سابقاً، بجانب مشفى آفرين وسط مدينة عفرين. وأشارت تلك المصادر أن ثلاث من الفتيات الكُرد الأيزديات اعتقلن مؤخراً بحي المحمودية في سياق حملة أمنية شنتها تلك الجهات، تم سوقهن إلى السجن المستحدث، فيما تنحدر الفتيات من إحدى قرى جنديرس، ولكن “عفرين بوست” تتكتم عن نشر أسمائهن بناءاً على طلب ذويهن.  ويُشار إلى أن ميليشيا “الشرطة العسكرية” و”الشرطة المدنية” لديهما أقسام خاصة للنساء في سجونها، والتي تحوي المئات من المعتقلين والمعتقلات الكُرد، وخاصة في السجن المقام في قبو “الثانوية التجارية” و”سجن ماراتيه” التابعين لـمليشيا “الشرطة العسكرية”. كما يوجد بالقرب منه سجن آخر تديره ميليشيا “الشرطة المدنية”، ويحوي قسماً خاصاً بالنساء، علماً أن لكل ميليشيا من ميليشيات “الجيش الوطني السوري” مراكز اختطاف خاصة بها، مُنتشرة في كافة القطاعات الأمنية التي تتبع لها، علاوة على تلك الموجودة في مدن الراعي وإعزاز والباب المحتلة، وكذلك يتم سوق البعض من المعتقلين الكُرد إلى سجون داخل الأراضي التركية. وأكدت مصادر متقاطعة استناداً لإفادات معتقلين سابقين لمراسل “عفرين بوست” أن “سجن ماراتيه” لوحده، يحوي 950 معتقلاً ومعتقلة، بينما يحوي السجن المقام في مبنى “الثانوية التجارية” والتي تديره مليشيا “الشرطة العسكرية” على أكثر من 110 معتقلاً حالياً. إلى ذلك علم مراسل “عفرين بوست” من مصادره داخل أوساط المسلحين، أن المخابرات التركية تعكف حالياً، على استحداث فرع جديد تحت مسمى “أمن المعلومات”، والذين سيتخذ من مبنى البريد في مدينة عفرين مقراً له، حيث يتم تحضيره وتجهيزه لهذا الغرض.

كذلك، تشن ميليشيا “لواء المنتصر بالله” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، منذ ثلاثة أيام متواصلة، حملة اختطاف وحجز للممتلكات بحق مَن تبقى الأهالي الكُرد الأصليين في قرية “عُمَرا” التابعة لناحية راجو، بذريعة “التهرب من أداء الصلاة”، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وأكد المراسل أن الميليشيا التي يتزعمها المدعو “حج كمال” اختطفت مواطنين كُرديين في الثاني والعشرين من مارس الجاري، وهما كل من (نذير جعفر وأحمد جعفر) بذريعة التهرب من أداء الصلاة في جامع القرية، مطالبةً ذويهما بمبلغ ألف دولار أمريكي للإفراج عنهما، فيما تواصل ملاحقة آخرين لاختطافهم بالذريعة ذاتها. وأضاف المراسل أن مسلحي الميليشيا قامت بحجز ثلاثة جرارات زراعية أثناء توجه أصحابها إلى العمل في حقولهم، بذريعة “العمل في أوقات الصلاة” وتطلب منهم دفع مبلغ 500 ألف ليرة سورية لفك الحجز على الجرارات الثلاثة والتي تعود ملكيتها لكل من (حنيف حمو ومحمد ايبش ورمزي بكر). وأشار المراسل أن الميليشيا تفرض مبلغ ألف ليرة سورية على كل مواطن يتخلف عن أداء الصلاة في جامع القرية، كما أجبرت الميليشيا في وقت سابق، المسن الكُردي حميد بلال على دفع اتاوة تقدر بـ 500 “تنكة\عبوة” زيت الزيتون (سعة كل منها 16 كيلوغرام) ، بذريعة أن أحد أبنائه كان يعمل قاضياً إبان عهد “الإدارة الذاتية” السابقة. ويأتي الإجبار على الصلاة، رغم أن دائرة الإفتاء والأوقاف والشؤون الدينية التابعة للاحتلال التركي كانت أصدرت في التاسع عشر من مارس، تعميماً دعت فيه المواطنين إلى تعليق الصلاة بما فيه أيام الجمعة، في كافة المساجد بالإقليم المحتل، وذلك في إطار الإجراءات المتبعة للوقاية من فيروس كورونا المستجد.

كذلك، وأكد المراسل أن المسلحين اختطفوا لاعب نادي عفرين الرياضي السابق، “رياض حنان حسن” من مكان عمله (محل لتركيب صحون الاستقبال\الدش) ولا يزال مصيره مجهولاً. ويبلغ المواطن رضوان من العمر 50 عاماً، وينحدر من قرية “مسكيه/مسكانلي” التابعة لناحية جنديرس، وهو متزوج ولديه ولدين، وكان يلعب مع نادي عفرين الرياضي في تسعينات القرن الماضي.

كذلك، اختطفت ميليشيا “لواء سعد بن أبي الوقاص” شابين كُرديين في قرية بريف إقليم عفرين المحتل بتهمة اشعال النيران في “ليلة نوروز\شافيه آرا”، بتاريخ العشرين من مارس. وقال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شيه/شيخ الحديد” أن ميليشيا “الوقاص” أقدمت على اختطاف كل من الشابين “عارف كيلو” و”كانيوار رشيد\19عاماً”، بسبب احتفالهما بحلول عيد النوروز وايقاد شعلتها، مشيراً إلى أن الميليشيا سلمت الشابين إلى ميليشيا “الشرطة العسكرية” في مدينة جنديرس. وفي سياق متصل، قال ناشطون أن مسلحين اختطفوا في السابع عشر من مارس، المواطن “شيخموس علي ابن محمد” من أهالي قرية “عربا\عرب أوشاغي” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي” أثناء تواجده ضمن محطة الحافلات في مدينة عفرين، التي يديرها شقيق أبو رجب البناوي المنضوي ضمن مليشيا “الجبهة الشامية”، بعدما أستلم حوالة مالية قدرها 15 ألف ليرة سورية، وجرى أقتياده إلى جهة مجهولة. كذلك أختطفت مليشيا “الجبهة الشامية” و المخابرات التركية في الثامن عشر من مارس، المواطن “حبش بهجت حبش” المنحدر من عائلة (حبوكة حمشلك)، أثناء تواجده في محله (طورنجي) في المنطقة الصناعية، بحجة أداء واجبه ضمن صفوف “قوات الحماية الذاتية” إبان عهد “الإدارة الذاتية”. ونوه الناشطون كذلك إلى اختطاف مخابرات الاحتلال التركي في التاسع عشر من مارس، الشاب “شيار سليمان حلاق\25 عاما”، من أهالي قرية “قره كول” التابعة لناحية “بلبلة\بلبل” والمقيم في مدينة عفرين، أثناء القيام بعمله في معبر جنديرس كمترجم منذ ثمانية أشهر تقريباً، متنقلاً بين عدة معابر أخرى (معبر غزاوية) مع العلم بأنه كان مقيماً في تركيا لمدة تتجاوز سبعة أعوام.

كذلك، أقدمت الاستخبارات التركي على اعتقال مواطنة كُردية يوم الثلاثاء الماضي الموافق في الرابع والعشرين من مارس، من منزلها الكائن في حي المحمودية في مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل، واقتادوها إلى جهة مجهولة، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وأوضح المراسل أن الاستخبارات التركية اعتقلت المواطنة الكُردية “كيبار محمد كولش/35عاماً”، وهي سيدة متزوجة ومن أهالي بلدة موباتا/معبطلي.

في الخامس والعشرين من آذار\مارس، قال تقرير لـ “عفرين بوست”: لا يزال المواطن الكُردي فرهاد بيرم عكيد يقبع منذ نحو عام في سجن ماراتيه الخاضع لميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، بريف إقليم عفرين المحتل دون توجيه أي تهمة له. واختطفت ميليشيا “السلطان مراد” المواطن فرهاد، من أهلي قرية حبو/معبطلي، في أوائل نيسان 2019 لمدة عشرين يوما لتفرج عنه بعد دفع مبلغ 900 ألف ليرة سورية. ثم عاودت الاستخبارات التركية اعتقاله الشاب عكيد بعد فترة وجيزة بذريعة امتلاكه معلومات حول حادثة أقدام الشاب “خوشناف فائق حنان” على الانتحار كونهما كانا يقيمان في المنزل ذاته ولا يزال يقبع في السجن لحد اليوم دون توجيه أي تهمة له أو تقديمه لمحاكم الاحتلال. ويشار إلى أن الشاب الكٌردي “خوشناف فائق حنان” كان أقدم على الانتحار شنقا ليلة الخميس الموافقة لـ السابع من فبراير عام 2019، في منزله بحي المحمودية في مركز إقليم عفرين التابع للإدارة الذاتية، في ظروف غامضة، علما أن “خوشناف” كان يتعرض للتهديد من قبل الميليشيات الإسلامية، بسبب اختلافه معهم حول مبلغ الفدية الذي كان يدفعه في كل مرة، بشكل دوري.

في السادس والعشرين من آذار\مارس، تناقلت وسائل إعلام موالية للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أخباراً عن إلقاء مليشيا “الشرطة العسكرية” القبض على ما تسميها بـ “عصابة” تقوم باستدراج الأطفال وخطفهم، في مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل، التابع للإدارة الذاتية في شمال سوريا سابقاً. وزعمت تلك الوسائل الإعلامية أن الميليشيا المذكورة تمكنت من “تحرير 6 أطفال كانوا مخطوفين”، مدعيةً أن العصابة مؤلفة من 5 أشخاص، دون أن تنشر أسماء أفراد العصابة، وتكتفي فقط بتسريب أسماء الأطفال الذين تم (تحريرهم) على حسب زعمها. بدورهم، تابع مراسلو “عفرين بوست” عبر مصادرهم في حي الأشرفية بمركز الإقليم تلك القضية، ليتضح أن الأطفال الذين زعمت ميليشيا “الشرطة العسكرية” بأنهم كانوا مختطفين وأنها قامت تحريرهم، هم أطفال متسولين وسلمهم المصلى للميليشيا. وأوضحت المصادر أن أحد الأشخاص عمد إلى إيصالهم إلى مصلى واقع خلف معمل زيتوني في حي الأشرفية، الذي بادر بدوره إلى تسليمهم للميليشيا، فما كان من الأخيرة الإ أن تحاول إخراج مسرحية عنوانها “القبض على عصابة خطف أطفال” لإظهارهم على أنهم الجهة التي ترعى الأمن والأمان في عفرين (وفق محاولتها). وأشار مراسلو “عفرين بوست” إن الخطوة تهدف إلى التشويش على حملات الاختطاف التي تشنها مليشيات الاحتلال التركي، وتطال مَن تبقى من السكان الأصليين الكُرد في الإقليم، بتهم واهية مُختلقة هدفها التهجير القسري، وفقاً لخطة موضوعة من قبل استخبارات الاحتلال التركي لتغيير التركيبة السكانية في الإقليم المحتل.

في السابع والعشرين من آذار\مارس، اختطفت ميليشيا “فيلق الشام” المواطن حافظ بركات، أثناء قيامه برعي أغنامه في قريته “كباشين” التابعة لناحية شيراوا، بحجة تواجده في منطقة التماس المحظورة واقتادته إلى جهة مجهولة. كما أقدم مسلحون من جماعة المدعو “أبو شقرا” التابعة لميليشيا “فرقة السلطان مراد” على خطف المواطن ” لقمان عبدو شيخ موس/ ٤١ عاماً/ من منزله في قرية “قستليه كيشك” التابعة لناحية شرّا/شران، وذلك بتهمة انتمائه لحزب الاتحاد الديمقراطي واقتادوه إلى جهة مجهولة، علما أن السبب الحقيقي هو رفضه إخلاء منزله بناء على طلب المسلحين، الذين يريدون تحويله لمقر عسكري نطراً لموقعه. وفي ناحية جنديرس، أقدمت استخبارات الاحتلال التركي الأسبوع الماضي، على اعتقال المواطن “علي شيرو” وعائلته كاملة وهم من المكون العربي، وذلك من منزله في حي الزيدية بمدينة عفرين، حيث تم اقتحام المنزل وتفتيشه بواسطة الأجهزة الخاصة بالمتفجرات والكلاب البوليسية، ومن ثم أطلقت الاستخبارات التركية سراح زوجته وأولاده، وينحدر المواطن “علي شيرو/65عاما” من قرية كوكبة، ويعاني من وضع صحي سيء إذ أنه مُصاب بالسكري وبمرض في القلب. كما اعتقلت استخبارات الاحتلال التركي المواطن احمد رشيد في مدينة عفرين بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة، والمواطن أحمد من أهالي قرية “عين حجر” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”. إلى ذلك اختطفت جماعة المدعو “وليد كدرو” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية” يوم أمس الجمعة، المواطن الكُردي “محمد عزت خليل” من منزله في قرية “معرسكة التابعة لناحية شرا\شران، مطالبةً بفدية مالية قدارها ثلاثة آلاف دولار أمريكي للإفراج عنه.

في الثلاثين من مارس، قال مراسلوا “عفرين بوست” إن ميليشيا “فرقة السلطان مراد” قد خطفت المواطن الكُردي شكري حنان عثمان/ ٥٥ عاماً”، برفقة سيارته، وذلك من محل للمرطبات في “دوار وطني” وسط مدينة عفرين. وينحدر المواطن شكري من قرية عين الحجر التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، كما جرى خطف آخرين من القرية ذاتها من داخل القرية، ومنهم (عثمان عزت عثمان البالغ من العمر ٢٧ عاماً، دجوار أحمد شيخو البالغ من العمر ٢٥ عاماً، مظلوم احمد رشيد، والمواطن “محمد صبري شيخو” البالغ من العمر ٣٥ عاماً). وفي قرية “آفرازيه\آفراز”، تم اختطاف كل من (خالد شيخ نعسان، صلاح معمو، سيدو أمين أحمد) من قبل مليشيا “الشرطة المدنية”، منذ عشرة أيام تقريباً. وفي قرية كفرجنة التابعة لناحية “شرا\شران”، تم اختطاف المواطن “محمد أنور حمدوش”، من على طريق عفرين – كفرجنة، من قبل مسلحين مجهولين ومن المرجح أن تكون جماعة “وليد كدرو” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية” واقفة وراء خطفه.

في الواحد والثلاثين من مارس، أفرجت ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، عن مواطن كُردي بعد قضائه خمسة أيام من الاختطاف في مقرها الكائن في معسكر كفرجنة، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وأوضح المراسل أن ميليشيا “الجبهة الشامية” أفرجت عن المواطن “محمد خليل نوري حمو” المُلقب بـ “مامو”، بعد إجباره على دفع فدية مالية وقدرها ألف دولار أمريكي. وكان “مامو” قد اختطف في 27 مارس الجاري، من منزله الكائن في قرية “حسيه/ميركان” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، بتهمة العمل لدى “الإدارة الذاتية” السابقة، كسائق لحافلة تقل المُدرسات إلى المدارس. دورها، كانت قد قالت “منظمة حقوق الانسان في مقاطعة عفرين” في تقرير لها أن “مامو” البالغ من العمر”46عاماً”، الأب لثلاثة أطفال، قد تعرض للضرب والتعذيب بشكل “وحشي”، ومن ثمّ تم ربطه وسحله خلف عربة عسكرية أمام مرأى أهالي قريته.

الاستيلاء على أملاك وبيوت العفرينيين..

في الثاني من آذار\مارس، علم مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل، أن ميليشيا “أحرار الشام” أقدمت على شراء مبنيين سكنيين عائدين لسكان عفرين الأصليين الكُرد المهجرين، يقعان في القطاع الأمني لميليشيا “أحرار الشرقية”.  وأكد المراسل أن المبنيين السكنين، الذين اشترتهما ميليشيا “أحرار الشام” من ميليشيا “أحرار الشرقية” تم مقابل ثلاثة آلاف دولار لكل مبنى، حيث يقعان على الأوتوستراد الغربي في مدينة عفرين، وتحديداً في نهاية الطريق المار من أمام “مشفى آفرين”.

في الثالث من آذار\مارس، عمدت مليشيا “رجال الحرب” المنضوية ضمن مليشيا “الجبهة الشامية” إلى بيع منزل المواطن الكردي “حسن عمو” من أهالي قرية “ترنده\الظريفة” لأهالي إدلب، بمبلغ 1500 دولار بموجب عقد عقاري مُصدق من قبل المجلس المحلي التابع للاتحلال التركي، ويقع المنزل في محيط حديقة الأشرفية. كذلك، عمدت مليشيا “المنتصر بالله” التابعة لمليشيا “أحرار الشرقية” إلى طرد الشاب الكُردي (ش.ح) من أهالي قرية “ديكيه” من منزله الكائن الشارع المقابل للملعب البلدي بـ عفرين، واستولت على منزله، علاوة على محال تجاري في المنطقة ذاتها، حيث تم تأجيرها للمستوطنين، تحت طائلة التهديد بالصاق تهمة الانتماء لـ “وحدات حماية الشعب” به.

كذلك، قال المراسل إن مسلحين من مليشيا “لواء سمرقند” تجولوا، في محيط فرن الذرة بحي المحمودية بحثاً عن المنازل التي يقطنها الكُرد بالإيجار أو الرهنية. وأضاف المراسل إن المسلحين قاموا بإنذار مواطنين كُرد لإخلاء المنازل التي يقيمون فيها، عرف منهم “محمد بلال” من قرية “جيا” و”يوسف عيسى” من أهالي “جوقيه”. وأشار المراسل إن عملية الإنذار بالإخلاء رافقها اعتداء جسدي بسبب مقاومة أبداها المواطنان الكُرديان في وجه مُحاولة الاستيلاء على المنزلين اللذين يقيمان فيهما (إذ يقيم بعض العفرينيين في منازل أقارب لهم ممن هجروا من عفرين)، ما دفع بالمسلحين إلى الاعتداء عليهما بالضرب وتم تهديدهما بإخلاء المنزلين بهدف تأجيرها للفارين من إدلب مقابل مبالغ مالية تعود لمتزعمي المليشيا.

في السابع من آذار\مارس، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم إن جماعة المدعو أبو حسن الديري التابعة لمليشيا “الجبهة الشامية”، قد قامت ببيع منزل في محيط البازار بحي الأشرفية، قرب “جامع بلال”، تعود ملكيته لإمرأة كُردية تنحدر من قرية “برج القاص”، تدعى “زينب”، وهي متزوجة من رجل في “شيه\شيخ الحديد”، وذلك بمبلغ 2500 دولار، حيث جرى بيعها لعائلة من قبتان الجبل. كما قامت الجماعة ذاتها ببيع شقة غير مكسية لعائلة من إدلب، تعود ملكيتها للمواطن الكردي “جلال” المنحدر من قرية “أحرص”، حيث يقع مقر المليشيا في البناء ذاته، كما قامت الجماعة ببيع محل تجاري في البناء ذاته بمبلغ 1500 دولار. وبجانب “جامع بلال” ضمن “بناء الأستاذ رشيد “ الذي كان يعمل متعهداً، تم بيع محلين تجاريين من قبل “تجمع أبناء دير الزور” التابعة لمليشيا “الجبهة الشامية” بمبلغ 3 آلاف دولار، وافتتح فيها مركز لبيع معدات الطاقة الشمسية والاكسسوارات، وينحدر المشتري من سرمدا. وفي محيط مدرسة ميسلون، تم بيع منزل المواطن الكُردي المهجر في تل رفعت، “نظمي باكير” من أهالي قرى الميدانيات التابعة لناحية راجو، من قبل مليشيا “لواء المعتصم”، لمستوطنين من إدلب بمبلغ 2500 دولار. كذلك، تم بيع مركز كومين “الشهيد فراس” أسفل حديقة الأشرفية، لمستوطنين من إدلب، من قبل جماعة النعيم التابعة لمليشيا “الجبهة الشامية”. وفي الأثناء، علم مراسل “عفرين بوست” أن جماعة أحمد الهاشم التابعة لمليشيا “الجبهة الشامية”، تعتزم بيع بناء مكسي في المنطقة الواقعة على طريق قرية ترنده/الظريفة، تعود ملكيته لـ (حمودة سباكة) بمبلغ 14 ألف دولار، حيث يتكون البناء من 8 شقق سكنية مكسية وعائدة لمهجري عفرين.

في العاشر من آذار\مارس، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، أن مسلحين من جماعة “القوة 55 ” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية”، أقدموا على بيع منزل المواطن الكُردي “بركات بركات” الكائن في محيط حديق الأشرفية، وذلك للمرة الثالثة على التوالي، موضحا أن المنزل ذاته تم بيعه في المرة الأولى بـ 7500 دولار، وفي المرة الثانية بملبغ 500 دولار، وفي المرة الثالثة بمبلغ 900 دولار.

في الحادي عشر من آذار\مارس، أقدم مسلحو الميليشيات الإسلامية على استغلال فترة غياب مواطنة كُردية عن منزلها، وقاموا بكسر باب منزلها وإسكان عائلة مستوطنة فيه، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”.  وأكد المراسل أن مسلحين من جماعة “نضال البيانوني” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية”، أقدموا على كسر قفل باب المنزل العائدة للمواطنة الكُردية “الماز رشيد” (أم وحيد)، أثناء فترة غيابها عن المنزل، وأسكنوا فيه عائلة مستوطنة تنحدر من بلدة البيانون بريف حلب الغربي. وأضاف المراسل أن المنزل يقع في محيط دوار القبان بحي الأشرفية، مشيراً إلى أن المواطنة “ألماز أم وحيد” كانت في رحلة علاج لأحد المشافي، وعند عودتها إلى منزلها تفاجأت باحتلاله من قبل العائلة المستوطنة. وقد قامت “جماعة البيانوني” بسرقة بطاريات البيت وعددها 2، وألواح الطاقة الشمسية، وبعد عدة محاولات من المرأة استطاعت استرجاع منزلها من الجماعة، وهناك بعض المصادر تقول أن “أم وحيد” تعرضت للضرب من قبل جماعة بيانوني.

في الخامس عشر من آذار\مارس، أستولى مسلحو ميليشيا “فرقة السلطان مراد” على بناء لا يزال على الهيكل، مؤلف من 8 شقق سكنية، عائد لمواطن من قرية شيتكا التابعة لناحية “موباتا/معبطلي”، حيث قاموا بتجهيزه بالقواطع والتمديدات الصحية، وباعوها للمستوطنين بمبلغ 600 دولار لكل شقة. كما قامت أيضاً بإيجار 4 محال تجارية في البناء ذاته، بمبلغ 10 آلاف ليرة سورية لكل محل تجاري، حيث يقع البناء في محيط جامع الشيخ شواخ بحي الزيدية بعفرين.

في السابع عشر من آذار\مارس، قال المراسل إن متزعماً في مليشيا “لواء السلطان محمد الفاتح” قد قام ببيع منزلين عائدين للمواطن الكُردي “محمد شيخكا” من أهالي قرية “معملو\معمل أوشاغي”، واقعين على منظقة طريق جنديرس جانب “كراج القرى” بمبلغ 6000 دولار. وأوضح المراسل أن المتزعم غادر المنزلين المُباعين، وانتقل للسكن في شقة أخرى يستولي عليها بمنطقة الأوتوستراد الغربي، تعود ملكيتها لمواطن من قرية جومكه.

في الثامن عشر من آذار\مارس، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، إن مسلحي مليشيا “فرقة الحمزة” ممن يحتلون قرية “باسوتيه\الباسوطة”، قد أقدموا على أجبار أحد المستأجرين لبستان فاكهة ويدعى “حسن مامد”، والذي يستأجر بستاناً من “يوسف خليل”، وعقب الافشاء عليه، بأن البستان لا تعود ملكيته إليه، قام مسلحو مليشيا “الحمزة” بالضغط على المستاجر “مامد” لكي يقوم بدفع ما تم اخذه من مال خلال الموسمين السابقين، كما تم تخيير المستأجر بين تسليم البستان للمليشيا، أو العمل فيها كعامل ليدهم، ثم يقوم بتسليم الموسم للمسلحين. وكانت ذات المليشيا قد عمدت قبل فترة وجيزة إلى قطع أكثر من ٤٠٠ شجرة دراق في قرية “كرزيليه\قرزيحيل” تعود ملكيتها للمواطن الكردي “محمد ايبش فيو”، وتم بيعه كحطب في السوق كما تم الاستلاء على بستان الإجاص العائد له.

في التاسع عشر من آذار\مارس، رصد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، إقدام مستوطن منحدر من الغوطة بريف دمشق، على بيع شقة سكنية في حي الأشرفية بمبلغ 1500 دولار، رغم أن مالك المنزل الحقيقي وهو المواطن الكُردي “أبو علي”، من أهالي قرية براد التابعة لناحية شيراوا، كان يُسكن المستوطن في منزله دون مقابل. كما أقدم مستوطن منحدر من إدلب ويدعى “أبو يزن” على بيع محتويات منزل كان يستأجره من صاحبه، وهو المواطن “محمد أبو جوان”، من أهالي قرية “قورتقلاق”، حيث يقع المنزل في محيط حديقة حي الأشرفية. إلى ذلك قام مسلح منحدر من بلدة حيان بريف حلب الشمالي وهو من جماعة ” احمد هاشم” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية”، ببيع منزل المواطن الكُردي “حنان حمو”، وهو من أهالي قرية “ديكيه” التابعة لناحية “بلبلة\بلبل”، بألف وخمسمئة دولار أمريكي، حيث يقع المنزل في محيط معمل الزيتوني بحي الأشرفية. كذلك، شهد حي الشرفية اشتباكاً بالسلاح الأبيض بين مستوطنين منحدرين من الفوطة الشرقية، بسبب صراعهم على تأجير منزل المواطن المهجّر “عزيز أبو محمد”، ما أسفر عن إصابة شخصين طعناً بالسكاكين، فيما ينحدر المواطن “عزيز” من قرية مزن التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، ويقع منزله في طلعة فرن “جودي” بحي الأشرفية.

كذلك، علمت “عفرين بوست”، من مصادرها في مركز إقليم عفرين المحتل، أن مسلحي ميليشيا “فرقة السلطان مراد” أقدموا على طرد مسنة كُردية من منزلها في حي عفرين القديمة، موجهين إليها شتائم وإهانات، ثم استولوا على منزلها بما فيه من محتويات وأثاث. وأكدت المصادر أن مجموعة من المسلحين تتراوح أعمارهم بين 18-19 عاماً، ينتمون لميليشيا “السلطان مراد”، أخرجوا بقوة السلاح المسنة الكُردية “أم حنان” البالغة من العمر ستين عاماً، من منزلها الكائن في محيط مشفى جيهان بعفرين القديمة، موجهين إلها شتائم واهانات وسط ذهول الناس المتواجدين في الشارع دون المقدرة على التدخل لحمايتها. وأشارت المصادر أن المسلحين استغلوا وضع المسنة كونها أرملة تقيم بمفردها في المنزل، فيما يقيم ابنها “حنان” في دمشق، ومن ثم استولوا على منزلها بما يحتويه من أثاث منزلي وممتلكات، والمسنة الكُردية هي ابنة المواطن “حنان أوديك” من أهالي قرية جلمة، ومتزوجة من رجل من المكون العربي من أهالي حلب.

في العشرين من آذار\مارس، أصيب ثلاثة مسلحين، جراء اندلاع اشتباكات بين مسلحي ميليشيا “فرقة الحمزة” بسبب الصراع على العقارات العادة لمهجري إقليم عفرين الكردي المحتل، في حين تستمر ميليشيات الاحتلال الاتجار بمنازل المهجرين الكُرد، وفقاً لما رصده مراسل “عفرين بوست”. وشدد المراسل أن خلافاً نسب بين مسلحين من ميليشيا “فرقة الحمزة” ليتطور إلى اشتباك مسلح في قرية “باسوتيه\باسوطة”، بسبب الصراع على بناية شاهين، ومن ثم انتقل الاشتباك إلى مدينة عفرين أيضاً، مشيراً إلى أن الجرحى نقلوا إلى مشفى “الشهيد فرزندا العسكري” (الذي جرى الاستيلاء عليه من قبل القاوت المحتلة). من جهة أخرى هددت ميليشيا “أحرار الشرقية” مدير مستوصف “شرا\شران” المدعو “رشاد” بالاستيلاء على منزله الكائن على طريق الأوتوستراد في عفرين، إن لم يدفع خسمين ألف ليرة سورية شهرياً للميليشيا، رغم أن المنزل ملكه الخاص، ما دفعه للرضوخ للأمر. إلى ذلك قام مسلح من ميليشيا “الجبهة الشامية” ببيع منزل المواطن الكُردي المهجر “أحمد بلو” لمستوطن من إدلب، بمبلغ 1500 دولار أمريكي، علماً أن المنزل يقع في حي الأشرفية على طريق قرية “ترنده\الظريفة”. كما أقدم مستوطن ينحدر من مدينة حمص ويدعي “أبو صدام” على تجهيز مبنيين سكنيين كانا على الهيكل، ويقعان بالقرب من بناية الحكيم بحي الأشرفية، وباع كل شقة منها بمبلغ ألف دولار أمريكي.

في الثالث والعشرين من آذار\مارس، حصل مراسل “عفرين بوست” على مجموعة صور تبين مجموعة من الأبنية والعقارات التي جرى الاستيلاء عليها مؤخراً، أو بيعها من قبل المسلحين للمستوطنين الفارين حديثاَ للإقليم. ومن الصور التي حصل عليها المراسل: بيت لمواطن كردي من قرية “قيباريه\عرش قيبار” بحي الاشرفية، جرى بيعه لمستوطنين من الغوطة بمبلغ 1000 دولار. وكذلك مقر عسكري لإحدى المليشيات الإسلامية (وهو منزل مستولى عليه)، حيث جرى بيعه منذ قرابة الأسبوعين بمبلغ 2500 دولار. وأيضاً قبو مستولى عليه جرى بيعه بمبلغ 1500 دولار. وكذلك تم الاستيلاء على بناء من مواطن كردي يدعى اسماعيل، وهو يملك محلاً لبيع الدراجات النارية، وتم الاستيلاء على المبنى بالقوة، فيما فرّ اسماعيل منهم، تفادياً لخطفه ومطالبة ذويه بفدية للإفراج عنه. وأيضاً جرى الاستيلاء على “محل مولدة هشام”، إضافة إلى منزله، حيث جرى الاستيلاء عليهما من قبل مليشيا “أحرار الشرقية” بالقوة والإكراه، من قبل مجموعة المدعو “أبو محمد شرقية”، كما جرى سلب هشام مولدة الكهرباء. وأخيراً، حصل مراسلنا على صورة لسيارة مسروقة من قبل مليشيا “الجبهة الشامية”، حيث جرى سلبها من إدلب خلال المعارك الأخيرة التي دارت هناك مع قوات النظام السوري وروسيا.

في الثلاثين من مارس، أطلقت ميليشيا “فيلق شام” الرصاص الحي على مواطن كُردي، بعد رفضه إخلاء منزله في قرية باصوفان التابعة لناحية شيراوا، لصالح مسلح من الميليشيا، وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في الناحية. وأوضح المراسل أن الميليشيا طلبت من المواطن “دلبرين عربو” إخلاء منزله الكائن على طريق باصوفان – بعية، لصالح أحد مسلحيها، إلا أنه رفض الخروج من منزله، ليطلق أحد المسلحين طلقتين من بندقيته، وتصيبه بإصابات خطيرة، جرى على إثرها إسعافه إلى مشفى “باب الهوى” في إدلب، بعد رفض المليشيا اسعافه لمشافي عفرين. وأكد المراسل أن الوضع الصحي للمواطن دلبرين حرج للغاية نتيجة تلقيه طلقتين في منطقة البطن.

آثار عفرين..

في الرابع من آذار\مارس، واصل المحتل التركي سرقة وتدمير المواقع الأثرية في إقليم عفرين، حيث تم توثيق أكثر من عشرين موقع أثري تم تخريبه عن طريق المحتل التركي ومسلحي الغخوان المسلمين، وهي تلال وكنائس وقلاع مثل ( تل ميدانكي – تل شيه -تل قيباريه – تل مارساوا – تل قطمة – دير بلوط – تل ديرمية- تل جنديرس – تل باسرقة – تل أرندة ـ  تل ترندة\الظريفة – تل حلوبية – تل زرافكة – تل عين دارة أو معبد عين دارة – تل ديرصوان – تل استير – تل جلمة – تل بربعوش – تل شوربة –  كما تم سرقة وتدمير آثار قرية علبسكة منها لوحات فسيفسائية). كما تم توثيق تخريب قلعة نبي هوري ومغارة دودارية وكنيسة مار مارون، وفي يوم الأربعاء\الرابع من مارس، قال مراسل “عفرين بوست” إن مسلحي الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد بدأوا بتخريب “تل عنديب” القريب قرية استير، بأربعة اليات حفر من نوع التركس والباكر، بالإضافة إلى طاقم مكون من عمال وفنيين من خبراء آثار أتراك، مزودين بأجهزة البحث عن الذهب ولازال الحفر مستمر. وبلغ عدد القطع التي تم سرقتها وتهريبها إلى تركيا من عفرين  أكثر من ١٦ ألف قطعة، منها تماثيل ونقود وأختام ورقم طينية عليها كتابات مسمارية والكثير من التحف، منها لوحات جدارية وتماثيل ضخمة وغيرها الكثر من القطع، كما تم سرقة جميع اللقى الأثرية التي تعود لمتحف معبد عين دارة التي تم إخراجها من قبل البعثات الأثرية التي عملت في موقع تل عين دارة وما حولها، كما تم اخراج صندوقين كبيرين من قلعة نبي هوري لم يتم معرفة محتواهما، وجرى نقلهما مباشرة الى تركيا. ويشير مراقبون أن الاحتلال التركي يهدف من وراء تلك الأعمال، تدمير الهوية الثقافية للإقليم الكردي، الذي تعتبر من أقدم المناطق التي استوطن فيها البشر، منذ الآلاف السنين، بعد سلسلة الهجرات التي قاموا بها من القارة السمراء بتجاه منطقة الهلال الخصيب، حيث تعتبر “مغارة دودارية” التي تم اكتشاف هيكل عظمي فيها لطفل النياندرتال الذي يرجع تاريخه الى أكثر من ٦١ ألف عام قبل الميلاد من قبل البحثة اليابانية للآثار في عام ١٩٩٤، واحداً من الأدلة على تلك الفرضية.

في الخامس من آذار\مارس، قال مراسل “عفرين بوست” بأن المليشيات الإسلامية أقدمت على نبش “تل الحوبية” الواقع بين قريتي “كمروك” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي” و”ميدانكي” التابعة لناحية “شرا\شران”، بالإضافة لنبش تل قرية “كتخ” في ناحية موباتا. ومنذ إطباق الاحتلال العسكري التركي، استخدم جيش الاحتلال التركي ومسلحوه اجهزة متطورة للكشف عن الاثار والمعادن، وسبق أن أكد أهالي أن جيش الاحتلال اخرج كميات من الذهب المدفون في قرية بعرافا على الاقل، إضافة للحديث الدائم عن التنقيب في تلال عفرين الاثرية، والتي يؤكد خبراء الاثار تضمينها طبقات عدة، وبالتالي احتواء اثار من حقب مختلفة تعود لحضارات تعاقبت على المنطقة.

في العاشر من آذار\مارس، انهارت مئذنة جامع في مركز ناحية “شيه/شيخ الحديد”، مؤخراً نتيجة أعمال الحفر التي تنفذها سلطات الاحتلال التركي بآليات ثقيلة منذ نحو شهرين، بهدف البحث عن الدفائن والكنوز الأثرية في موقع الجامع. وأكد سكان محليون من داخل البلدة لـ “عفرين بوست”، أن ميليشيا “السلطان سليمان شاه” المعرفة بالعمشات، كانت قد فرضت طوقاً أمنياً حول موقع الجامع منذ نحو شهرين، فيما كانت تتواصل داخل المواقع أعمال الحفر بإشراف عنصر تركي، بذريعة إجراء أعمال ترميم في الجامع، لكنها كانت تهدف للبحث عن الآثار. وأضافت المصادر أن أعمال الحفر تركزت أسفل الجامع ما أدى لانهيار مأذنته (ارتفاعها 25 م) بشكل كامل، منوهة أن تاريخ بناء الجامع في ساحة النبعة وسط البلدة، يعود لنحو 150 عاماً. وأشارت المصادر أنه تم تدمير المحال التجارية أيضاً، المقامة في أرض الجامع، والتي كانت تستثمر لصالح إمام الجامع في الفترة السابقة، وأردفت تلك المصادر أن أعمال حفر مشابهة تطال جامع “النبي هوري” أيضاً.

في السادس عشر من آذار\مارس، وبعد  قيام الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، بتخريب وتدمير التلال في إقليم عفرين المحتل، بدأ هؤلاء مجدداً العمل في العديد من المواقع، ومنها تلال وجوامع. وقد طالت آخر عمليات الحفر والبحث عن الآثار أسفل جامع “شيه\شيخ الحديد”، مما أدى إلى انهيار مئذنته، التي تعتبر إحدى المعالم الثقافية في الناحية ويصل عمرها إلى قرابة 150 عام. وبعد تخريب وتدمير “تل عنديب”، عاود الاحتلال التركي في “تل زرافكي”، حيث يقومون بتخريب التل من جديد بالآليات الضخمة التي تقوم بقلب التل مستخدمين آليات ضخمة كالتركس والبلدوزر بالحفر. ووفق مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “موباتا\معبطلي”، فإن الخبراء (الأتراك) الذين يقومون بالعمل في موقع “تل زرافكي” هم نفس الطاقم الذي يعمل في “تل عنديب”، حيث تتمحور مهمتهم في سرقة آثار عفرين وتدمير وإخفاء الهوية التاريخية للإقليم.

نشر التطرف..

في الثاني من آذار\مارس، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين، إن استخبارات الاحتلال التركي، اعتقلت 8 مستوطنين من مخيم الأشرفية القريب من (خزان المياه)، بسبب فرارهم من معارك إدلب، وهم مسلحون من “جبهة النصرة”.

في الثالث من آذار\مارس، قام مسلح تركماني متنفذ من إعزاز، بطرد فريق قناة تي ري تي 6 الحكومية من المستوصف المقام في حي الزيدية بسبب إعداد التقرير باللغة الكردية. وقال مراسل “عفرين بوست” أن المسلح يتبع لمليشيا “فرقة السلطان مراد” التي ينحدر غالبية مسلحيها من المكون التركماني.

في السابع من آذار\مارس، علمت “عفرين بوست” من مصادر في أوساط مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أن المخابرات التركية أشركت عناصر من تنظيم داعش الإرهابي، في معركة السيطرة على بلدة “الشيخ عقيل” بريف حلب الغربي مؤخراً. وأكدت المصادر أن العناصر كانوا معتقلين في سجن “ماراتي\معراتيه” وتم إخراجهم من السجن بهدف المشاركة في معارك السيطرة على قرى وبلدات ريف حلب الغربي، مُشيرةً إلى إنه بعد الانتهاء من السيطرة على البلدة، تم إعادة العناصر إلى السجن، وأن قسماً منهم لقوا حتفهم في تلك المعارك. وكانت قد عرضت “سكاي نيوز عربية” في الخامس من مارس الجاري، مقاطع فيديو لمسلحين ينتمون إلى تنظيم داعش الإرهابي، وهم يقاتلون إلى جانب جيش الاحتلال التركي في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، في أحدث إشارة إلى استغلال تركيا للتنظيمات الإرهابية. وظهر المسلحون الذين يضعون أعلام داعش فوق زيهم العسكري باستعراض أمام جثة جندي من قوات النظام السوري، وكانت تقارير كثيرة أكدت أن أنقرة تعتمد على التنظيمات المصنفة إرهابية في عملياتها العسكرية وتقدم لها الدعم الجوي والبري، وهو ما تكرر خلال غزو واحتلال كل من عفرين و”سريه كانيه\رأس العين”، و”كري سبي\تل أبيض”. وبحسب مراقبين، يتخذ شكل الانصهار المباشر بين الدواعش والجيش التركي المحتل أشكالا عدة، إن كان على شكل مرتزقة في ليبيا، أو إلباس المتطرفين البزة العسكرية التركية والقتال تحت غطاء المدافع والطائرات الهجومية المسيرة، والتحرك في الآليات التي أرسلتها أنقرة لتعزيز نقاطها وعمليتها العسكرية في إدلب السورية. واتهمت موسكو تركيا صراحة بانتهاك القانون الدولي، وبأنها دمجت نقاط تمركز جنودها في إدلب مع المناطق المحصنة للتنظيمات التي يصنفها العالم إرهابية، وهي هيئة تحرير الشام والحزب التركستاني وتنظيم حراس الدين وغيرها. وباتت هذه التنظيمات ركيزة الجيش التركي المحتل في أي هجوم بري في سوريا، وقد قامت بارتكاب جرائم حرب في جميع المناطق التي حاربت فيها مع الغزو التركي إن كان ضد قوات سوريا الديمقراطية والمكون الكُردي حين نفذوا إعدامات ميدانية، أو ما يقومون به من قتل على الطريقة الداعشية لمن يقع في أيديهم من أسرى. والأخطر من كل ذلك هو تحقق المخاوف الدولية من بث الروح في جسد داعش وأمثاله على يد الجيش التركي، الذي بدد جهوداً دولية مضنية امتدت لسنوات للقضاء على أخطر التنظيمات الإرهابية في التاريخ الحديث. وأكدت وقائع عديدة وجود علاقات بين تركيا وتنظيم داعش الإرهابي منذ سنوات طويلة، على الرغم من إنكار أنقرة علناً لوجود هذه العلاقة، وفي نوفمبر 2019، قالت وزارة الخزانة الأميركية إن هناك كيانات وأشخاص يمولون تنظيم داعش الإرهابي داخل تركيا ويقدمون له الدعم اللوجستي.

في الثامن من آذار\مارس، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن مخابرات الاحتلال التركي، عمدت إلى إخراج ثلاث من المسلحين من سجن “مارتيه\معراتيه” التابع لميليشيا “الشرطة العسكرية” وأرسلتهم إلى ليبيا، رغم أنها أدانتهم في جريمة قتل مواطن كُردي قبل نحو عام. وأوضحت المصادر أن المخابرات التركية أفرجت قبل نحو أسبوعين، عن ثلاثة مسلحين من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” والذين ينحدرون من محافظة حمص، وأرسلتهم إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الوطني الإخوانية، ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. وأكدت المصادر أن المُفرج عنهم كانوا قد سجنوا من قبل ميليشيا “الشرطة العسكرية”، لإقدامهم على قتل المواطن الكُردي “عدنان رشيد أمير” في قرية ميدانكي التابعة لناحية “شرا\شران”، وذلك أثناء تصديه لعملية سرقة كان المسلحون يعتزمون القيام بها ضد محال تجارية في البلدة. إلى ذلك، أفادت مصادر خاصة من داخل مقر ميليشيا “الشرطة العسكرية” أن عدداً من السجناء الموقوفين على خلفية ارتكاب جرائم، رفعوا طلباً إلى المدعو “محمد حمادين” المكنى بـ” أبو رياض”، وهو متزعم في الميليشيا في مدينة عفرين، للإفراج عنهم للرحيل إلى ليبيا، والمشاركة في القتال هناك كمرتزقة لدى قوات الاحتلال التركي، ضد الجيش الوطني الليبي، مُشيرة إلى أن طلبهم قيد الدراسة حالياً.

في التاسع من آذار\مارس، دفن 4 من قتلى ميليشيا “فرقة السلطان مراد” في مقبرة كرسانه بمركز عفرين، من بينهم المسلح باسل محمد، فيما يوجد 47 جثة أخرى على الطريق من ليبيا إلى عفرين، حيث يتم جلبها على دفعات من ليبيا. وفي الأثناء، يستكمل الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، التحضيرات لسوق 600 مُسلح من مليشيا “أحرار الشرقية” ومليشيا “لواء المعتصم”، إلا أن خلافات حول الرواتب أخرت خروج الدفعة، حيث تطالب الميليشيات تركيا تسليمهم دفعة مُسبقة من الرواتب، لكن الأتراك يرفضون تسليمهم الرواتب حتى دخول الأراضي التركية.

كذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، أن دفعة جديدة من المسلحين التابعين لميليشيا “فرقة السلطان مراد”، إنطلقوا من مركز إقليم عفرين، صوب معبر باب السلامة القريب من مدينة إعزاز المحتلة، في طريقها إلى ليبيا. وأكد المراسل أن ثلاث حافلات بيضاء اللون، يتسع كل منها لـ 28 راكباً، انطلقت من أمام مبنى “هيئة الزراعة” في عهد الإدارة الذاتية سابقاً، والتي تتخذه ميليشيا “السلطان مراد” مقراً لها، وتوجهت صوب معبر “باب السلامة” الحدودي، وذلك بإشراف المدعو “أبو طيار” الذي كان يستقل سيارة “سنتافيه” بيضاء اللون. وأشار المراسل أن أعداد المسلحين كان يقارب المئة مُسلح، نظراً لامتلاء الحافلات ووقوف قسم منهم بين الكراسي.

في العاشر من آذار\مارس، أكد مراسل “عفرين بوست” أن ميليشيا “جيش النخبة” المتمركزة في بلدة ميدانكي، أرسلت عشرين مسلحاً تابعاً لها إلى لبيبا، فيما ترفض أعداد أخرى إطاعة الأوامر الصادرة عن متزعميها، بضرورة الالتحاق بالمعارك في ليبيا بناء على الأوامر التركية. وأشار المراسل أن مسلحي الميليشيا في قرى (شيخوتكا وعمارا وشوربه) يرفضون الذهاب إلى ليبيا، ما دفع بمتزعميها إلى تهديدهم بالفصل وقطع الراتب في حال عدم الالتزام بالأوامر الصادرة عنهم.

في الحادي عشر من آذار\مارس، قال المراسل إن ثلاثة جثث تابعة لمسلحين من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” وصلت إلى عفرين، ممن كانوا قتلوا في المعارك الدائرة في ليبيا، موضحاً أن مراسم التشييع بدأت من مقر الميليشيا في حي عفرين القديمة المعروف بـ”مقر أبو قاسم الحمصي”. كما علم المراسل بوصول 3 جثث لمسلحي ميليشيا “لواء المعتصم” إلى مدينة مارع من بينهم المدعو ” أحمد ناصر” وهو من عشيرة العميرات في مارع. كذلك، قال المراسل أن ميليشيا “السلطان محمد الفاتح ” التركمانية، دفنت، جثث أثنين من مسلحيها، في مقبرة  كرسانة جنوب مركز عفرين، ممن كانوا قد قتلوا في المعارك الدائرة في ليبيا.

في الرابع عشر من آذار\مارس، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً، أن المزيد من جثث قتلى الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يشاركون في المعارك الدائرة بليبيا، تصل بشكل شبه يومي إلى المشفى العسكري “الشهيد فرزندا”، لتدفن في مقابر الإقليم. وأكد المُراسل أن سيارات إسعاف تركية جلبت، أربع جثث موضوعة في أكياس سوداء إلى المشفى العسكري، لتُحمّل فيما بعد بسيارات ترفع راية ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، ويُصار إلى دفنها في إحدى المقابر. وأكد المراسل أن معلومات تفيد بوجود أكثر من 30 جثة لمسلحي الميليشيات الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الوطني السوري” في إحدى مشافي مدينة كلس التركية، حيث تعمد السلطات التركية لدفن عدد منها درأ لحدوث بلبلة في صفوف الميليشيات والمستوطنين في الإقليم.

في الخامس عشر من آذار\مارس، افتتحت المخابرات التركية مؤخراً مكتباً لتجنيد الفارين من إدلب إلى إقليم عفرين الكردي المحتل، مهمته زيادة عدد “مرتزقتها” الذين يقاتلون إلى جانب حكومة “فائز السراج” في الحرب الدائرة في ليبيا. وأكدت مصادر خاصة لـ “نورث برس” أن الاستخبارات التركية افتتحت مكتباً بإدارة المدعو “أبو ثروت التركماني” لتسجيل المتقدمين للقتال في ليبيا، وذلك من بين أبناء النازحين في منطقة عفرين، مشيرةً إلى أن المكتب يقع بجانب مكتب الهرم للحوالات المالية في حي الأشرفية شرقي عفرين. وأضافت المصادر أن كل متقدم مدني للتسجيل يحصل على مبلغ 800 ليرة تركية، وقطعة سلاح من طراز “كلاشينكوف” لدعم عوائلهم المقيمة في الإقليم، على أن يحصلوا الرواتب بعد دخولهم الأراضي الليبية. ولفتت المصادر إلى أن المكتب يشهد أقبالاً كبيراً نظرا للظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها النازحون، مؤكدة أن الدفعة الأولى سيتم تجميعها في مقر الشرطة المدنية الكائن في مدرسة “أمير الغباري” وسيتم إرسالها نهاية الأسبوع القادم إلى ليبيا.

في السادس عشر من آذار\مارس، قال المراسل أن ميليشيا “لواء المعتصم” قامت بدفن ثلاثة من مسلحيها الذين قتلو في المعارك الليبية في مقبرة “زيارة حنان”، قرب قرية “مشاليه/مشعلة” التابعة لناحية “شرا\شران”، بينهم كل من المدعو “أبو مناف”، و”أبو يزن” الذي كان يعمل سجاناً في سجن الميليشيا الكائن في قرية “قيباريه\عرش قيبار”.

في التاسع عشر من آذار\مارس، انطلقت الدفعة الأولى من “المستوطنين\المدنيين”، الذين جنّدتهم الاستخبارات التركية لخدمة مخططاتها الاستيطانية في مركز إقليم عفرين المحتل، نحو الأراضي التركية، ومنها إلى ليبيا للمشاركة في القتال إلى جانب ميليشيات حكومة الوفاق الليبية ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وأوضح المراسل أن الدفعة الأولى والتي تتكون من “75 مدنياً\مستوطن” تم تجنديهم في أوساط المسلحين، قد توجهوا إلى الأراضي التركية ليلتحقوا بدورة تدريبية مدتها عشرون يوماً، تجري في مدينة مرسين التركية، وبعد الانتهاء منها سيتوجهون إلى ليبيا.

في الواحد والعشرين من آذار\مارس، أكد مراسل “عفرين بوست” مقتل “أبو حسين الهنداوي”، المتزعم في مليشيا “فرقة الحمزة”، حيث دفن في إعزاز وينحدر من قرية “تل جبين” بريف حلب الشمالي، وكان متمركزاً في قرية “باسوتيه\باسوطة” قبل التحاقه بالقتال في ليبيا، ومقتله هناك. كما دفن في ذات اليوم المسلحان “مطشر جار الله” و”باسل جار الله” المنحدران من المنطقة الشرقية ضمن مليشيا (تجمع أبناء دير الزور)، وكانا يتمركزان في حي الأشرفية بمركز عفرين، حيث جرى دفنهم في مقبرة “الرفعتية” التابعة لناحية جنديرس. وأيضاً، جرى دفن المسلّحين “علي عيشة” و”عدي قلاع” من مليشيا “الجبهة الوطنية للتحرير” (الزنكي سابقاً)، حيث كانا يتمركزان في قرية “ترنده\الزظريفة”، وتم دفنهم في قراهم بمنطقة “كري سبي\تل أبيض”. ووصل 28 مسلحاً يوم أمس الأحد، إلى برادات مشفى منظمة الهلال الأزرق التركية، في معبر باب السلامة بإعزاز المحتلة، وأغلبهم من ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، فيما يعمد الاحتلال التركي إلى دفنهم على دفعات منعاً لنشوب البلبلة في صفوف عائلات المسلحين.

في الثاني والعشرين من آذار\مارس، وصلت، جثتا مسلحين أثنين من ميليشيا “جيش النخبة” إلى إقليم عفرين المحتل، كانا قد قتلا في المعارك الدائرة بليبيا، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وأوضح المراسل أن ميليشيا “جيش النخبة” دفنت جثة المدعو “أبو جنة العراقي” في مقبرة قرية ميدانكي التابعة لناحية “شرا\شران”، كما دفنت الميليشيا ذاتها، الخميس\التاسع عشر من مارس، جثة المدعو “ابو محمد العراقي” في قرية عمارا التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، مشيراً إلى الميليشيا كانت تجند في صفوفها المُسلحين الداعشيين المنحدرين من العراق، قبل أن ترسلهما إلى ليبيا ليقتلا هناك.

كذلك، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن العنصر الداعشي المدعو “ابو البراء”، لا يزال يعمل كشرعي في صفوف ميليشيا “أحرار الشرقية”، ويقيم حالياً في مقر “أبو محمد شرقية”، الكائن في حي الأشرفية بمركز عفرين. وأكدت المصادر أن المدعو “أبو البراء” متزوج من ثلاث نساء إحداهن من تونس، ويختص في تجنيد العناصر المتشددة لصالح الاستخبارات التركية بهدف إرسالهم إلى ليبيا، والقتال هناك إلى جانب حكومة الوفاق الاخوانية الليبية.

في السادس والعشرين من آذار\مارس، علمت عفرين بوست من مصادرها أن الأمني السابق في تنظيم داعش، الذي جندته الاستخبارات التركية في صفوف ميليشيا “أحرار الشرقية” يعمل حاليا في مدينة عفرين كمسؤول أمني لدى الميليشيا في الأوتوستراد الغربي بالمدينة.  وأكدت المصادر أن المدعو “أبو حسنة” استولى على عشرات المنازل العائدة لمهجري عفرين والواقعة على الأوتوستراد وهذه بعض الأسماء (ابراهيم حورش من كوبك وفوزي محمد من خلنير وخليل عثمان من سنارة ورشيد محمد من قربه. كما يشتهر الداعشي أبو حسنة بممارسة “السلبطة/السلب” على الكُرد من أصحاب البقالات، إذ يأخذ ما يريده من البضائع دون أن يدفع أثمانها دون أي رادع أخلاقي، علاوة على استيلائه على حقول الزيتون الواقعة بمحيط قناة المياه في حي المحمودية. إلى جانب ذلك يقوم المدعو “أبو حسنة” بسرقة السيارات من مناطق الاشتباكات في إدلب وبيعها في إقليم عفرين، حيث يفتتح مكتبا في شارع المركز الثقافي، إضافة لفرع آخر مختص ببيع الأثاث المنزلي.  ولا يعد ” أبو حسنة” سوى واحداً من بين الكثير من عناصر تنظيم داعش الذين انضموا ، أو غيروا أسماءهم بالأحرى، إلى ما يسمى ب” الجيش الوطني السوري” بترتيب من استخبارات الاحتلال التركي ، وخصوصاً فصيل” أحرار الشرقية” الذي يحوي العدد الأكبر من الدواعش السابقين ، وقد نشرت عفرين بوست تقارير عديدة عن مثل هذه الحالات.

كذلك، أكد مراسل “عفرين بوست” إن ميليشيا “فرقة الحمزة” قد دفنت، جثث اثنين من مسلحيها الذين قتلا في المعارك الدائرة بليبيا، وذلك في مقبرة قرية “ماراتيه\معراتة” التابعة لمركز عفرين. وأكد المراسل أن مراسم الدفن قد صاحبها إطلاق غزير للرصاص، مشيراً إلى أن أحد المسلحّين يدعى “باسل”، وكان يعمل على حاجز مدخل القرية قبل التحاقه بالمعارك في ليبيا إلى جانب حكومة الوفاق الليبية.

في الثامن والعشرين من آذار\مارس، أفاد ضابط بالجيش الليبي، بأن القوات المسلحة قتلت قياديا بارزا لـ“المرتزقة السوريين“ الموالين لتركيا، في المعارك الجارية بضواحي العاصمة طرابلس، يدعى ”سفاح عفرين“. وقال المقدم بالجيش الليبي سليمان الشارف لـ“إرم نيوز“، إن قوات الجيش نفذت قصفا مدفعيا على غرفة عمليات تابعة للضباط الأتراك في محور الساعدية، أسفر عن مقتل 7 عناصر، بينهم ضابطان. وأشار الشارف إلى أن من بين ”القتلى الأتراك أحد العناصر المهمة بصفوف المرتزقة، وذو تاريخ حافل في سوريا والعراق، وفي مناطق الأكراد، يدعى مراد بولات، الشهير بـ“سفاح عفرين“. كما تداولت عدة حسابات ليبية وأخرى موالية للمرتزقة السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، أنباء مقتل مراد بولات وستة من رفاقه في طرابلس.

في التاسع والعشرين من مارس، كشف المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة بالجيش الوطني الليبي، عن مقتل المرتزق المعروف بـ”سفاح عفرين” فى طرابلس. وأوضح المركز، في بيان، أن الإرهابي مراد بولات “أحد مرتزقة تركيا فى ليبيا” والمشهور بـ”سفاح عفرين” قتل الجمعة، إثر تصدى الجيش الوطني الليبي لهجوم شنته مليشيا مرتزقة أردوغان، وأوضح البيان أنه تم إفشال هجوم المليشيات والمرتزقة على مواقع الجيش الليبي. وأردف: “تم دحر المليشيات ونتج عن التصدى للهجوم خسائر كبيرة، من بينها هذا المرتزق الذى كان يقاتل فى السابق بشمال اللاذقية السورية”. ورغم أن المصادر الليبية ذكرت أنه سوري، لكنها ذكرت في الوقت عينه معلومات قد تشير إلى احتمالية أن يكون تركي الأصل، دون توضح تلك الجزئية بشكل جلي، خاصة أن الاحتلال التركي أرسل العديد من ضباط مخابراته لقيادة المليشيات الإسلامية الإخوانية في سوريا، في حربها ضد “قوات سوريا الديمقراطية”، أو قوات النظام السوري. وقالت المصادر الليبية إنه يعرف عن المرتزق “بتومبا مراد” واسمه الحقيقى “مراد كانبولات باكي”، إنه يبلغ من العمر 25 عاماً، من سكان مقاطعة “كازيمار” فى مدينة كرشياكا – إزمير فى تركيا، ويتبع لمليشيا “الذئاب الرمادية”، ويسمى أيضاً “الشباب المثالي” ويعرف رسميا بـ”Ülkü Ocakları”، الذى يؤمن بالتفوق للعرق والشعب التركي واستعادة أمجاده وتاريخه، وهنا يقصد “العثمانية”. وانخرطت المنظمة فى عمليات إرهابية كبيرة منذ تأسيسها فى الستينيات من القرن الماضي، وشارك المرتزق التركمانى قبل وجوده فى ليبيا بجبل التركمان بمحافظة اللاذقية فى سوريا فى مهام قتالية لصالح الحكومة التركية. وقدم بولات إلى ليبيا فى يناير الماضي، وأُعلن مقتله من قبل على حسابات إلكترونية تركية فى 26 مارس 2020.

كذلك، قالت مصادر محلية لـ “عفرين بوست” أن 5 سجناء من تنظيم داعش، قد فروا من سجن تابع لمليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين في راجو بريف إقليم عفرين الكردي المحتل. وذكرت المصادر لـ “عفرين بوست” أن مليشيا “الشرطة العسكرية” عمدت إلى نصب حواجز بالطرق الرئيسية في راجو، للتدقيق في المارة، بحثاً عن الدواعش الفارين. وقالت المصادر أنه من المرجح أن جهة ما ساهمت في تهريب عناصر داعش، بغية إيصالهم إلى تركيا وسوقهم من هناك باتجاه ليبيا، ولا تعد تلك طريقة جديدة لدى الاحتلال التركي، إذ سبق واستخدم الدواعش في غزو عفرين ومناطق شرق الفرات وأخيراً ليبيا.

في الثلاثين من مارس، أكد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شيه\شيخ الحديد”، أن الاحتلال التركي قد أدخل، عبر بوابة في قرية قرمتلق الحدودية التابعة للناحية، جثث خمسة مسلحين من ميليشيا “سليمان شاه”، كانوا قتلوا في المعارك الدائرة بليبيا. وأوضح المراسل أن الاحتلال التركي أدخل عبر بوابة غير رسمية في الجدار الاسمتني بمحيط قرية قرمتلق انطلاقاً من قرية انجرلي التركية، إلى داخل الأراضي السورية، مشيراً إلى أن ثلاثة منهم دفنوا في مقبرة قرية قرمتلق، واثنتين دفنتا في قرية جقلا وواحدة في بلدة شيه. وكان قد نشر مقاتلون في “الجيش الوطني الليبي” مقطعاً مصوراً لأسير من ميليشيا “العمشات” في طرابلس، وخلال التحقيق معه يقول المسلح السوري أنه تم إغراؤه بالمال “2000”دولار أمريكي” وأنه جرى تجنيده من مخيم “دير حسان” قبل نحو شهر، واعترف المسلح أنه كان هناك 1500 مسلح جرى تجميعهم في مدينة جنديرس، وتم سوقهم فيما بعد إلى الأراضي التركية ومنها جواً إلى طرابلس الليبية.

في الواحد والثلاثين من مارس، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن ميليشيا “أحرار الشرقية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد أقدمت على طرد أحد متزعميها من بين صفوفها، ولجأت إلى تجريده من أسلحة وعربات كانت مفروزة له، بسبب رفضه الالتحاق بالمعارك الدائرة في ليبيا. وأكدت المصادر أن دورية عسكرية قدمت من بلدة راجو إلى مدينة عفرين، وحاصرت مقر المدعو “أبو محمد الشرقية” الواقع بجانب خزان المياه في حي الأشرفية، وقامت بطرده من المقر وجردته من منصبه وما بحوزته من سيارات وأسلحة، بعد أن رفض الذهاب إلى ليبيا والمشاركة في القتال إلى جانب ميليشيات “فائز السراج”. وسبق أن اعتقلت مليشيا “أحرار الشرقية” المتزعم ذاته في الثاني والعشرين من يناير الماضي، نتيجة تصارعهم على المال والنفوذ والسلطة وتقاسم السرقات، حيث أشار مراسل “عفرين بوست” في راجو وقتها، أن أسباب اعتقال المدعو “أبو محمد الشرقية” تعود إلى إتهامه من قبل قيادة الميلشيا بتنفيذ السرقات في المناطق المحتلة من شرق الفرات على نحو شخصي، وعدم تقاسمها مع قيادة المليشيا. فيما كان المدعو “أبو محمد الشرقية” قد أرسل في وقت سابق، ثلاثين مسلحاً من جماعته إلى ليبيا للقتال الى جانب حكومة فائز السراج الإخوانية، ضد قوات “الجيش الوطني الليبي”، وهو ما يثبت كيفية تعامل المتزعمين مع مسلحيهم على كونهم أدوات لتنفذ مآربهم، فيما يستحوذون هم على السرقات والأتاوات، ويرسلون المسلحين للموت في ليبيا.

مجالس الاحتلال.. 

في الخامس من آذار\مارس، قال مراسل “عفرين بوست” إن الفساد الإداري مستشري في مجلس الاحتلال المحلي التابع للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين في عفرين، حيث يعمل موظفوه على التكسب من المساعدات المقدمة من بعض الجهات كــ قطر والمؤسسات الإغاثية التركية! وفي السياق، أوضح المراسل إن موظفاً إدلبياً يعمل في غرفة الدعم الزراعي التابعة للمجلس المحلي بـ عفرين، قام ببيع 150 كيس سماد لتاجر من “أبناء حج علي الدرعوزي” بمبلغ 9 آلاف ليرة سورية للكيس الواحد.

في الخامس عشر من آذار\مارس، أشار مراسل “عفرين بوست” إن الاحتلال التركي أقدم مؤخراً على تغيير طاقم موظفيه (الأتراك) في المجلس المحلي والمشفى العسكري، بسبب الرشاوي والفساد الأخلاقي الذي نشروه. إلى ذلك أقدم نائب رئيس المجلس المحلي المدعو “محمد شيخ رشيد” على بيع كميات من الأعلاف (لم يجري التأكيد من وزنها) لأبناء الدرعوزي وأبو رشيد البناوي، حيث كان من المفترض أن تقدم تلك الكميات على شكل معونات من قبل الاحتلال التركي للفلاحين، في قرى “ماراتيه\معراتيه” و”ترندة\الظريفة” و”كورزيليه\قرزيحيل” و”قيباريه\عرش قيبار” و”قره تبة” و”جومكي” و”كوكبة” و”بابليت”.

في السادس عشر من آذار\مارس، وفي الوقت الذي يواصل المحتل التركي بانتهاكاته التعسفية والغير الاخلاقية، مثل القتل المتعمد بحق الأهالي المدنيين واحتجاز واختطاف الآلاف من أهالي عفرين، والقيام بعمليات السطو المسلح وطلب الفدى مقابل الإفراج عن المختطفين، يحاول الاحتلال شرعنة وجوده في الإقليم. وفي هذا السياق، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، إنه وكنوع من أساليب الحرب الخاصة التي تقدم عليها تركيا في غش وخداع الأهالي، قامت مليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، في الرابع عشر من مارس الجاري، باستدعاء مخاتيره لقرى عفرين والمركز ونواحيها. ووفق المراسل، فقد طلب الاحتلال من مخاتيره، بدعوة أهالي عفرين (الذين هجروا قسراً من عفرين نتيجة الغزو التركي على الإقليم في آذار العام 2018، وما تلاها من عمليات تنكيل واسعة إضطرت العائدين إلى مُعاودة مُغادرتها)، بغية العودة للإقليم، زاعمين للمخاتير بأنهم سوف يفتحون لهم الطريق دون تعرضهم لأي مسائلة (على حد تعبير الاحتلال). ويشكك مراقبون بتلك الادعاءات التركية، ويؤكدون أنها في سبيل خلق الريبة في نفوس المهجرين من عفرين، فمنذ إطباق الاحتلال العسكري التركي على إقليم عفرين الكُردي شمال سوريا، سعى الاحتلال عبر مسلحيه من تنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيش الوطني السوري\ الجيش الحر)، إلى خطف جميع السكان الكُرد من فئة الشباب، بحجج واتهامات جاهزة كالانتساب إلى قوات سوريا الديمقراطية او مناصرة الإدارة الذاتية، لدفعهم للتهجير القسري عن أرضهم، وهو ما نجحت سلطات الاحتلال في تطبيقه مع صمت العالم عن جريمة الغزو ثم الاحتلال ثم الانتهاكات المستمرة منذ عامين.

في العشرين من آذار\مارس، أقدمت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ليلة الجمعة (ليلة نوروز\شافيه آرا) على اختطاف مواطن كُردي في ريف إقليم عفرين الكُردي المحتل، بسبب إقدامه على إشعال النيران في قريته، بعد الاعتداء عليه بالضرب وسوقه إلى جهة مجهولة، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وأكد المراسل أن ميليشيا “فيلق الشام” التابعة لتنظيم الاخوان المسلمين، أقدمت في ليلة نوروز على اعتقال الشاب محمد اينجه، في قرية “جلمة” التابعة لناحية جنديرس، بعد احتفاله بقدوم عيد النوروز القومي الكُردي عبر إيقاد شعلة النوروز، مشيراً إلى أن المواطن المختطف تعرض للضرب والتنكيل قبل سوقه إلى جهة مجهولة. ويأتي ذلك في وقت نشر فيه الائتلاف الاخواني السوري بياناً صحفياً بمناسبة قدوم عيد النوروز، وجاء في نصه” يتوجه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بخالص تهانيه لجميع أبناء الشعب السوري بعيد النوروز، عيد اليوم الجديد، كما يخص بالذكر السوريين الكُرد، الذين يمثل هذا العيد بالنسبة لهم مناسبة عزيزة ذو أهمية ثقافية واجتماعية بالغة”، حسب البيان. وفي تعليقه على البيان الإخواني، كتب الدكتور “سربست نبي” في صفحته على الفيس بوك قائلاً: ” دمّروا تمثال كاوا في عفرين وقتلوا أحفاده في كلّ مكان وصلت إليه أيديهم، هجروهم، سطوا على بيوتهم، أحرقوا مزارعهم، ذبحوا مواشيهم، استباحوا أملاكهم ونهبوها، وبكل فجور يباركون لهم بعيد النوروز، عيد كاوا الحداد”. وأضاف نبي: “البيان يحاول تجريد العيد من كل معانيه القومية والسياسية، يسعى إلى سلب دلالاته كي يتجنب الإقرار بوجود قضية قومية كوردية في سوريا”. وكانت الميليشيات الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الوطني السوري” توجهت فور احتلالها لمركز إقليم عفرين إلى تحطيم نصب كاوا الحداد في مشهد انتقامي واضح لأهم رمز من رموز القومية الكُردية، وعملت بعدها على تعريب وتتريك أسماء الساحات والمعالم في محاولة منها لمحو كل ما يشي لهوية الإقليم الكُردي الثقافية والحضارية.

كذلك، للنوروز الثالث على التوالي، يخيم الحزن على أهالي عفرين الأصليين، إذ يحرمون من الابتهاج به والتغني بمعانيه وايقاد شعلته، بسبب الحزن على تشتت العائلة بين باق على أرضه يعاني الأمرين منذ عامين بسبب الجرائم التي يرتكبها الاحتلال التركي وميليشياته بحقهم، وقسم آخر هجّر من أرضه وهو يعاني ظروف التهجير القاسية في المخيمات والمنافي، فيما جاء فيروس كورونا ليزيد حزناً على حزنهم المستمر منذ عامين كاملين. ويعاني أهال الإقليم منذ عامين من الاحتلال التركي، أوضاعاً أمنية متردية نتيجة التفجيرات المتواترة والاشتباكات المفتعلة والقصف المشبوه الذي يطال الإقليم المحتل، بفترات متقاربة موقعاً المزيد من الضحايا والشهداء، ما يدفع الأغلبية العظمى من الأهالي ملتزمين منازلهم في ظل ظروف معيشية بائسة وقاهرة، انتفت معها الظروف المناسبة للاحتفال بالمناسبات الاجتماعية والقومية على حد سواء، علما أن هناك محاولات من قبل بعض الأهالي لتكييف تلك المناسبات مع الظروف الحالية. و تعليقاً على أجواء نوروز هذا العام، قال الخمسيني “أبو دلو\اسم مستعار لضرورات أمنية” لــ “عفرين بوست”: “منذ عامين بالتمام والكمال نحن ملتزمون بمنازلنا ولا نستطيع الخروج إلى أحضان الطبيعة خشية التفجيرات والاختطاف”. متابعاً: “نحن ملتزمون بالحجر الصحي منذ عامين، لأن من ينتظر فرصة الانقضاض علينا في الخارج أخطر من كورونا! (في إشارة إلى مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، المعروفة باسم “الجيش الوطني السوري”). ويضيف “أبو دلو” بحرقة بادية على صوته قائلاً: “تصور أنا موجود في مدينة عفرين وأنا مشتاق لشلالات كمروك وبحيرة ميدانكي، ولا أستطيع زيارتها لا في الأيام العادية ولا في المناسبات”. ووفقاً لما رصده مراسلو “عفرين بوست” في ليلة نوروز، فإن أغلبية الأهالي لجأوا إلى اختصار شعلة نوروز بإيقاد شمعة في المنزل، كما عمد البعض من أهالي الاقليم إلى تحدي حالة الرعب الذي نشرته ميليشيات الاحتلال التركي في طول الإقليم وعرضه، وقاموا بإشعال النوروز كما جرى في قرية “مسكيه\مستكانلي” التابعة لناحية جنديرس، في حين قام مسلحوا ميليشيا “فيلق الشام” بالاعتداء على المواطن الكُردي “محمد اينجه” في قرية جلمة واختطافه إلى جهة مجهولة بسبب إقدامه على ايقاد شعلة نوروز في قريته. وفي قرية بريمجة التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، نشرت ميليشيا “الجبهة الشامية” عناصرها في القرية ومنعت الأهالي من اشعال النيران بمناسبة حلول عيد النوروز منعاً باتاً بناءاً على تعليمات متزعمها المدعو “أبو تراب” الذي أصدر تعميماً يقضي بمنع إشعال النيران مهما كان السبب، حتى ولو كان لأجل الشواء. وفي حالة استثنائية احتفل عددٌ من أهالي قرية “باسوتيه\باسوطة” في ناحية شيراوا بالعيد، وأشعلوا النيران وعقدوا الدبكات ورفعوا أعلاماً كُردية في منطقة قريبة من القرية، في مشهد يتكرر للعام الثاني على التوالي. وخلال عهد الإدارة الذاتية التي أعلنت بشكل رسمي في التاسع عشر من يناير العام 2014، اعتاد الأهالي على الاحتفال بعيد النوروز بشكل جماهيري مكثف، حيث كانت “الإدارة الذاتية” تعلن عطلة رسمية لثلاث أيام عادة، كي يتمكن جميع الأهالي من المشاركة الفعالة في الاحتفالات. ونوروز عيد قومي كردي يرمز إلى التجدد والربيع والامل ومواجهة الطغيان، ولعل المفاهيم التي تستدل نوروز عليها، كانت السبب الأبرز الذي دفع الاحتلال التركي ومسلحيه إلى منع الاحتفال به، ويُرجح أن خوف المسلحين من تحول ليلة النيران أو صباح يوم عيد النوروز الذي يصادف الواحد والعشرين من آذار، إلى مظاهرات للأهالي الأصليين الكُرد، قد دفعهم للضغط في سياق منع الاحتفال به. وهددت العام الماضي، الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي من تبقى من السكان الكُرد الأصليين في إقليم عفرين الكُردي، بالمحاسبة والاختطاف في حال أقدموا على الاحتفال بأي شكل من الأشكال بعيد النوروز، كون الميليشيات الإسلامية عموما تعتبر “النوروز” عيداً للكفرة والمجوس (حسب زعمها). ويتجسد النوروز في شخصية البطل “كاوا الحداد” الذي يرمز للانعتاق من العبودية والاستغلال والظلم ويدل على اشراق شمس الحرية مهما طال أمد الظلم وطال ليله، وهي أيضاً معاني كفيلة بمنع الاحتلال ومسلحيه للعيد، كونهم يدركون انهم قوات محتلة بالقوة المسلحة. وكان مسلحو المليشيات الإسلامية عمدوا في أول يوم لهم من اطباق الاحتلال العسكري على مركز مدينة عفرين في الثامن عشر من آذار\مارس العام 2018، إلى تدمير نصب البطل كاوا الحداد، حيث جرى إطلاق عشرات العيارات النارية على النصب، وهو ما بين كم البغض الذي يحمله هؤلاء في نفوسهم تجاه الشعب الكردي ومعتقداته وثقافته وتاريخه. كما عمد الاحتلال التركي إلى تغيير اسم دوار نوروز إلى مسمى خاص به، في حين أزيلت الشعلة التي كانت قد جهزت في عهد “الإدارة الذاتية” في “دوار نوروز”، حيث كان مسؤولو “الإدارة الذاتية” وعموم الأهالي يعمدون إلى ايقاد الشعلة التي تتوسط الدوار ايذاناً ببدء الاحتفالات به، في ليلة العشرين من آذار\مارس من كل عام.

التفجيرات في عفرين..

في الخامس من آذار\مارس، انفجرت دراجة نارية مفخخة، وسط مدينة جنديرس بريف إقليم عفرين الكُردي المحتل، مسفراً عن سقوط جريحين في صفوف المستوطنين، إضافة لتحطم واجهات المحال التجارية في موقع التفجير. وقالت مصادر لـ “عفرين بوست” أن التفجير وقع بالقربة من محطة “بركات” للمحروقات والواقعة على طريق جنديرس – حمام، مُضيفةً أنه أعقب التفجير محاولة عدد من مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية” سرقة محل مجوهرات يفتتحها مستوطن قادم من بلدة أطمة بريف إدلب، حيث أفشل القائمون عليه عملية السرقة. ورجحت المصادر أن يكون التفجير مُفتعلا، ويبدو أنه كان يهدف لسرقة محل المجوهرات المُفتتح في المحل التجاري العائد للمواطن الكُردي المُهجر “أبو عوني”، الذي كان يعمل صائغ ذهب أيضاً.

في الثامن من آذار\مارس، قتل خمسة مسلحين من الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، جراء ثلاث عمليات تفجير تم تنفيذها بواسطة دراجات نارية مفخخة في مدينة عفرين وريفها، وفقا لمراسلي “عفرين بوست”. وأوضح المراسل في مركز عفرين، أن التفجير الأول حصل صباح يوم أمس الأحد، بواسطة دراجة نارية مُفخخة أمام مقر ميليشيا “لواء درع الحسكة” التابعة لمليشيا الفيلق الثالث، وهو كان مركز جباية الكهرباء في احدى تفرعات شارع السياسية وسط المدينة، مسفراً عن مقتل مُسلح من الميليشيا، وإصابة ستة أشخاص آخرين، بينهم مدنيان كُرديان من أهالي الإقليم. وأضاف المراسل أن التفجير الثاني وقع أمام مبنى الجمارك “مطاعم كبصو”، بواسطة دراجة نارية مُفخخة، وأسفر عن مقتل أربعة مسلحين من جماعة “كبصو” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية”، في حين حدث تفجير مُماثل في مركز ناحية “شرا\شران” دون أن يسفر عن سقوط قتلى من المسلحين.

في الرابع عشر من آذار\مارس، نفجرت عبوة لاصقة بسيارة مركونة وسط مركز إقليم عفرين المحتل، دون وقع خسائر بشرية، بالتزامن مع بدأ حملة أمنية كبيرة تقودها استخبارات الاحتلال التركي، ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، ضد مَن تبقى من السكان الكُرد الأصليين، وهو ما أكد مراسل “عفرين بوست” أنه ليس بمحض الصدفة، وأن الغاية من تفجيرها، هو تقديم مُبرر للاحتلال ومسلحيه لشن حملات دهم واختطاف للكُرد. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مدينة عفرين أن عبوة لاصقة انفجرت بسيارة مركونة بالقرب من مخبز “أبو عماد” الواقع على شارع طريق راجو وسط المدينة دون أن يسفر عن خسائر بشرية. وأكد المراسل أن هذه الانفجار يتزامن مع حملة أمنية كبيرة أطلقتها المخابرات التركية، وبمشاركة مسلحين من ميليشيا “الشرطة المدنية” و”الشرطة العسكرية”، إضافة لمسلحين من ميليشيات “الجيش الوطني السوري”، مشيرا إلى أن الحملة بدأت حاليا في حيي الأشرفية والمحمودية دون التمكن من تحديد ما أسفرت عنه لحد الآن.

في الثالث من آذار\مارس، أشار مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم إلى وقوع انفجار عبر دراجة نارية مفخخة، في سوق للخضرة جرى وضعه أمام مسرح الشبيبة وسط مدينة عفرين، مما أسفر عن إصابة ثلاثة مستوطنين من باعة الخضار.

اقتتال المليشيات وذويهم المستوطنين..

في العاشر من آذار\مارس، علم مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين المُحتل، أن الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي تواصل الاعتداء على الفارين من إدلب وتسطو على ممتلكاتهم، علاوة على قيامها باستغلال حاجتهم للمساكن بعد فرارهم من مناطقهم الأصلية في إدلب وريف حلب الغربي، من خلال تأجيررهم منازل ومحال الكُرد المهجرين بمبالغ خيالية. وأكد المراسل أن جماعة “أبو محمد” التابعة لميليشيا “أحرار الشرقية” أقدمت على سلب 4 رؤوس أغنام من أهالي إدلب، الذين يخيمون في محيط حي الأشرفية، علاوة على التزود باللبن والحليب منهم دون أن يدفعوا لهم ثمنها، بحجة أنها أمّنت لهم المأوى ولا يحق لهم المطالبة بثمن منتوجاتهم الغذائية من ألبان وأجبان! إلى ذلك، اعتدى مسلحون من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” أمس الاثنين، على رُعاة غنم فارين من إدلب، ويقطنون حالياً في مخيمات في ناحية “شرا/ شران” بسبب تجرؤهم على المطالبة بأثمان الأجبان والألبان التي يأخذها المسلحون من هؤلاء الرُعاة. من جهة أخرى، بدأت قوافل الفارين من قرى وبلدات إدلب بالعودة إلى ديارهم عبر معبر دير بلوط، في وقت دخل فيه الاتفاق الروسي التركي حول وقف إطلاق النار في مناطق خفض التصعيد بإدلب، حيز التنفيذ.

في الثامن عشر من آذار\مارس، قال تقرير لـ “عفرين بوست”: يعمد الاحتلال التركي في إطار إذلال وإخضاع الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، والمعروفة باسم “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر” لأجنداته الخاصة، والبعيدة عن مصلحة السوريين، وفي السياق، قطع الرواتب عن بعضها وخفضها عن أخرى، بينما لا تزال الميليشيات الإسلامية التركمانية تتمتع بحظوة وامتيازات ومنافع إضافية لضمان ولائهم وإخلاصهم في معاركها في خارج تركيا سواء في سوريا أو في ليبيا. وحصل مراسل “عفرين بوست” على معلومات تفيد بإقدام الاحتلال التركي هذا الشهر على حرمان مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية” من الرواتب، بينما قام بتخفيض رواتب مليشيا أخرى إلى النصف، حيث قبض مسلحو ميليشيا “فرقة الحمزة” و”الجبهة الشامية” على مئتي ليرة تركية، في حين لا يزال مسلحو الميليشيات الإسلامية التركمانية يحصلون على كامل مرتباتهم والبالغة 800 ليرة تركية شهرياً، علاوة على المعونات الغذائية، وكذلك تمتعها بالسطوة والنفوذ في المؤسسات التي أنشأها الاحتلال التركي في المناطق المحتلة وبينها إقليم عفرين. إلى ذلك وردت لـ “عفرين بوست” أنباء عن أن الاحتلال التركي ينوي نقل قسم مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية” إلى المناطق المحتلة في شرقي الفرات ما بين “سريه كانيه\رأس العين” و”كري سبي\تل أبيض”، وقسم آخر بإتجاه ليبيا، ما يشير إلى أن قطع الراتب عن تلك الميليشيا قد جاء في سياق الضغط عليها للرضوخ للتعليمات التركية.

كذلك، قتل عشرة أشخاص وأصيب 14 آخرين، جراء سقوط خمسة قذائف صاروخية على مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل، دون أن تتبنى أي جهة عسكرية مسؤوليته حتى لحظة إعداد التقرير، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وأوضح المراسل أن إحدى القذائف سقطت على مقر ميليشيا “أحرار الشرقية” الكائن في بناية “محمد حسن” بجوار مقهى “شو كافيه” في شارع الفيلات، وأسفرت عن مقتل ستة مسلحين، فيما قتل أربعة مستوطنين نتيجة قذائف سقطت في منتصف طريق ماراتيه بينهم طفل. مشيراً إلى أن القصف الصاروخي تسبب بإصابة 14 أشخاص آخرين بينهم مواطنين كرديين يعملان في محل سمانة في المنطقة ذاتها، وجراح أحدهم خطيرة. وأضاف المراسل أن القصف الصاروخي خلّف أضرار مادية في المحال التجارية والشقق السكنية الواقعة في مواقع سقوط القذائف، منوهاً بأن المصابين تم اسعافهم إلى مشفيي “آفرين” و”الشهيد فرزندا العسكري”. وكان مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، قد استحوذ سابقاً، على معلومات من مصادر مدنية، تفيد بإن مليشيات إسلامية تستغل بعض التواريخ كاليوم (الثامن عشر من مارس)، الذي يصادف النكبة الثانية لاحتلال عفرين، بغية تمرير غاياتهم الانتقامية من باقي المليشيات. وذكر أنه قد جرى سابقاً، قصف مركز عفرين من تلة قريبة من قرية “كورزيليه\قرزيحيل”، حيث تتمركز مليشيا “أحفاد الرسول”، وأصابت مقر مليشيا في منتصف عفرين، بدقة كبيرة نتيجة قرب المسافة، وهو ما يمكن أن يُرجح عليه الحال في القصف المُنفذ اليوم. ووفق عسكريين، لا يمكن استهداف مركز عفرين بالدقة التي تتم مؤخراً من مسافات بعيدة، حيث يرجح أن القصف يتم من مسافات قريبة من داخل مناطق الاحتلال التركي، وضد مقرات لمليشيات أخرى.

في التاسع عشر من آذار\مارس، أقدمت ميليشيا “أحرار الشرقية”، على قتل مستوطن ينحدر من مدينة “معرة النعمان” التابعة لمحافظة إدلب، بذريعة عدم امتثاله للأوامر أثناء عبوره من إحدى حواجزها بريف جنديرس، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وقال المراسل أن المستوطن “إبراهيم إسماعيل” قُتل على يد مسلحي ميليشيا “أجرار الشرقية”، أثناء عبوره من حاجز الميليشيا في طريق جنديرس – قرية “حماميه\حمام”، ومن ثم ألقوا جثته بين أشجار الزيتون على طريق عفرين – جنديرس. كذلك، سجل مراسل “عفرين بوست” إن اشتباكات اندلعت، بين ميليشيا “أحرار الشرقية” وميليشيا “الجبهة الشامية” في المنطقة الوقعة على طريق قرية “ترنده\الظريفة” بحي الأشرفية، في إطار الصراع على ممتلكات مهجرين إقليم عفرين المحتل، دون ورد معلومات عن الخسائر. وكانت اشتباكات مماثلة حصلت مساء يوم أمس الأربعاء، في المنطقة ذاتها بين مسلحي الفصيلين نفسيهما، ما أسفر عن سقوط جريحين في صفوفها.  في الأثناء، تلقت “عفرين بوست” معلومات من أوساط مسلحي ميليشيا “الشرطة المدينة”، أفادت بأن القذائف الصاروخية التي سقطت يوم أمس، على مركز مدينة عفرين، وأسفرت عن مقتل 6 من مسلحي مليشيا “أحرار الشرقية”، قد انطلقت من مقر ميليشيا “الجبهة الشامية” الواقع في محيط قرية قيباريه\عرش قيبار. وقتل أمس الأربعاء، عشرة أشخاص وأصيب 14 آخرين، جراء سقوط خمسة قذائف صاروخية على مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل، حيث أوضح مراسل “عفرين بوست” بأن إحدى القذائف سقطت على مقر ميليشيا “أحرار الشرقية” الكائن في بناية “محمد حسن” بجوار مقهى “شو كافيه” في شارع الفيلات، وأسفرت عن مقتل ستة مسلحين، فيما قتل أربعة مستوطنين نتيجة قذائف سقطت في منتصف طريق ماراتيه بينهم طفل.

كذلك، أصيب طفلين، جراء سقوط قذيفتين على مدينة عفرين، إحداها سقطت في شارع الخياط ريفولي، والأخرى سقطت بجانب المؤسسة الاستهلاكية، وفقا لمراسل عفرين بوست. وأكد سكان محليون يقيمون في مناطق متفرقة داخل المدينة لعفرين بوست أن الفارق الزمني بين انطلاق القذائف وسقوطها لا يتعدى عدة ثوان، مرجحين خروج القذائف من موقع في غربي المدينة وتحديدا من تلة كفرشيل التي تتمركز فيها قاعدة تركية. إلى ذلك أقدم جيش الاحتلال التركي على قصف قرى مناطق الشهباء بالأسلحة الثقيلة بينها قرية شيخ هلال وكفرنايا وطريق تل رفعت ديرجمال وبلدة ديرجمال. ويرجح مراقبون أن الاحتلال التركي يقوم بنفسه قصف مدينة عفرين ليتهم قوات تحرير عفرين به، بهدف تبرير قصف مناطق شيراوا والشهباء التي تحتضن عشرات الآلاف من مهجري إقليم عفرين.  

في الثامن والعشرين من آذار\مارس، تم العثور على جثة قاصر مقطوعة الرأس، يدعى “محمد عناد مرعي” 14 عاماً، من أهالي ريف حلب، وقد عثر على جثته مرمية قرب إحدى حاويات القمامة بمحيط دوار النوروز في حي الزيدية بمدينة عفرين، ذلك في مشهد صادم يعيد للأذهان ممارسات تنظيم داعش، دون أن تتوضح بعد ظروف قتل القاصر والجهة التي تقف ورائه. وأمس الجمعة، شهد حي الأشرفية اقتتالاً بين مسلحي ميليشيا “اللواء 51″، وجماعة “كبصو” التابعتين لميليشيا “الجبهة الشامية”، باستخدام الأسلحة الثقيلة في حي الأشرفية، بسبب تنافسها على ممتلكات المهجرين، مسببة حالة من الذعر والهلع بين في صفوف الآمنين من سكان المدينة. حيث أدت المواجهات المسلحة إلى مقتل المسلح “أحمد زكريا هلال” من “بيانون”، وإصابة 3 مسلحين بجراح، في حين أقدمت جماعة “النعيم/الشامية” إلى إطلاق الرصاص الطائش لمساندة جماعة “كبصو” والتي أصابت المباني السكنية في الحي. وأول أمس الخميس، شهدت بلدة راجو مواجهات مسلحة بين جماعة “أبو جمو” التابعة لميليشيا “أحرار الشرقية” وميليشيا “لواء الشمال” بسبب خلافات تتعلق بمحاولة كل منها توسيع نفوذها في الناحية، وفجّرتها مشكلة صغيرة تتعلق ببيع دراجة نارية بين مسلحي الطرفين، ما أدى لإصابة المواطن الكردي “أبو شيخو” الذي يفتتح بقالية في سوق البلدة، حيث توقفت المواجهات بعد تدخل جيش الاحتلال التركي. كما شهد اليوم نفسه مقتل ثلاثة مسلحين من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” بعد استهداف مقرهم في مفرق بلدة “شرا\شران” بقنبلة يدوية من قبل مجهولين.

كذلك، قالت مواقع إعلامية موالية للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين اليوم السبت، إن اشتباكات إندلعت بين مسلحي مليشيا “أحرار الشرقية”، وبين مليشيا “الشرطة المدنية” داخل مدينة الباب، بسبب محاولة الأخيرة إزالة البسطات ومنع التجمعات، مما أدى لمواجهات أدت إلى وقوع قتلى وجرحى ومحاصرة مستشفى الباب. وذكرت عدد من تلك الوسائل إنّ الخلافات بدأت عقب قيام مليشيا “الشرطة المدنية”، بمحاولة فضّ التجمعات، في شارع النوفوتيه، لتقوم مليشيا “الشرقية” والتي تمتلك بسطات البيع في الحي، بالاشتباك مع مليشيا “الشرطة” على طول امتداد الحي إلى مشفى المدينة. وأضافت تلك المواقع أنّ الاشتباكات أدت إلى مقتل أحد المارّة، ومسلحين أثنين من مليشيا “أحرار الشرقية”،عُرف منهم المتزعم “أبو رسول”، وإصابة ٣ أشخاص، أحدهم من “الشرقية” وقد تم إلقاء القبض عليه. ولا تزال الأوضاع متوترة مع محاصرة مستشفى الباب، وسط هلع في صفوف الكوادر بداخله، حيث استولت مليشيا “أحرار الشرقية” على حواجز مليشيا “الشرطة الحرة”، مع انسحاب الأخيرة من المنطقة. وفي السياق، حصلت “عفرين بوست” على معلومات مغايرة لتلك التي عرضتها الوسائل الموالية للاحتلال التركي، تقول أن سبب الاشتباك بين مليشيا “الشرقية” من جهة، وجيش الاحتلال التركي ومليشيا “الشرطة المدنية” من جهة أخرى، قد جاء نتيجة قتل الجنود الاتراك لـ3 مسلحين من “الشرقية”. وأشارت المعلومات أن مليشيا الشرقية بدأت في حشد المؤازرات من عفرين، حيث تتوجه نحو الباب، إنطلاقاً من مقرهم على طريق قرية “ترندة\الظريفة”، وكذلك من حنديرس. وقالت المعلومات أيضاً أن مليشيا “الشرقية” باتت تسيطر على طريق “اعزاز-الراعي”، كما عمدت إلى أسر مجموعة من مسلحي مليشيا “الشرطة المدنية”، وسط حالة تخوف لدى المليشيا الأخيرة في عفرين.

في الثلاثين من مارس، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو، إنه قد اندلعت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة بين مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية” من جهة، ورُعاة مستوطنين من جهة أخرى، كان مسرحها قرية “قيسم\قاسم” بناحية راجو، بسبب تمادي المسلحين في التزود من انتاجهم من الألبان بدون مقابل. وأضاف المراسل أن الميليشيا أقدمت على طرد عدد من العوائل من القرية، وصادرت قطعان الأغنام العائدة لهم. وكانت الميليشيا تتيح لهؤلاء الرعاة المستوطنين اطلاق ورعي قطعان المواشي في الحقول والكروم العائدة لأهالي القرية دون أي عراقيل، رغم تسببها بأضرار بالغة في الحقول الزراعية، مقابل أن يزودوا المسلحين بحاجتهم من الألبان والأجبان وغيرها.

النظام السوري..

في السادس من آذار\مارس، قالت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إن لغة تناول رئيس النظام السوري، المدعو بشار الأسد، حول القضية الكردية في سوريا تتناغم مع سياسات الاحتلال التركي وتغازلها، وهذا يدل على أن النظام غير جاد بالحل الديمقراطي في البلاد، وشددت على أن مشروع الإدارة الذاتية لا يمس بقيم سوريا ووحدتها. وقلل المدعو بشار في مقابلة مع قناة روسيا ٢٤، أول أمس الخميس، من شأن الكُرد في سوريا ونفى وجود “قضية كُردية” في البلاد، فيما ردت “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” في بيان، الجمعة، بالتاكيد على أن اللغة التي تناول بها “بشار” القضية الكردية التاريخية في سوريا “تتناغم مع سياسات تركيا وتغازلها” رغم كل ما تقوم بها الأخيرة من “ممارسات وانتهاكات وخرق للسيادة السورية التي لطالما يتحدث النظام عن أنه لن يسمح لأحد بخرقها”. وتابعت الإدارة الذاتية في البيان إلى أن هذا التناول” يقوض جهود الحل ويدل على أن النظام غير جاد بموضوع الحوار والانفتاح على الحلول الديمقراطية في سوريا”، حيث تعتبر الإدارة الذاتية أن القضية الكردية هي جزء مهم من الحل السوري، وحلها ضمن الإطار السوري يساهم بتحقيق التقدم والتغيير في سوريا. بحسب بيان الإدارة. واستنكر البيان تهم الانفصالية التي توجه للإدارة الذاتية، وأكد أن مناطق شمال وشرق سوريا هي الأكثر دفاعاً حتى الآن عن سوريا وتنوعها ووحدتها. وتضمن البيان أن “المقاومة التي ظهرت في عفرين لمدة /58/ يوماً ضد عدوان الطورانية التركية، وكذلك في رأس العين/ سري كانية وتل أبيض/ كري سبي، وسنوات من المقاومة ضد داعش، لم تكن إلا لمنع تحول سوريا لولاية تركية (…) في ذات الوقت الذي كان النظام السوري يلزم الصمت وكأن ما يجري في عموم هذه المناطق هو خارج الإطار السوري”. ونوه البيان، أن مشروع الإدارة الذاتية مشروع وطني سوري لا يمس بقيم سوريا ولا وحدتها، “على عكس عقلية النظام وسياساته وتجاهله للخطر التركي على وجه الخصوص”، وأن هذه المشروع أثبت أنه يحافظ على التعددية والتنوع في شمال وشرق سوريا. ولفتت الإدارة إلى أن أي استهداف بأي شكل لمناطقها هو “للنيل من هذه المكاسب الوطنية السورية، ولا تصب إلا في مصلحة من يريد الفوضى لسوريا والتناحر بين مكوناتها والتقسيم لوحدتها”. وكان قد لام النظام السوري الاحتلال التركي في الخامس من فبراير الماضي، بسبب كذبه وعدم تطبيقه اتفاقية أضنة، مما أظهر حينها أن النظام السوري لم يستفد من الدروس والعبر خلال السنوات التسعة المنصرمة، من تمويل أنقرة وتسليحها المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، حيث لا يزال  باحثاُ عن تطبيق ذلك الأتفاق المشؤوم الذي كان هدفه الأساس النيل من الشعب الكردي في سوريا، ومحاربته من قبل النظامين معاً، في سبيل منعه من استحواذ حقوقه المشروعة ضمن سوريا واحدة لا مركزية، لا تتسلط فيها فئة على أخرى. وعقب احتلال أرضهم، منع النظام السوري أهالي عفرين من التوجه الى مدينة حلب، على الرغم من أن الجميع أهالي عفرين يحملون الجنسية السورية، كما أنه معظمهم يمتلك منازل فيها. ورصد ناشطون كُرد في العام 2018، ممارسات عديدة صدرت عن أنصار النظام السوري خاصة على صفحات التواصل الاجتماعي، تمثلت في تحريضها على عفرين كونها رفضت من وجهة نظرهم “دخول الدولة”، علماً أن “الإدارة الذاتية” طالبت النظام بنشر قواته على الحدود لسحب الحجة التركية التي تتحدث عن انفصاليين، لكن النظام السوري رفض ذلك مشترطاً حل “الإدارة” وعودة سلطاته المركزية وأجهزته الأمنية والمخابراتية كما سابق عهدها! كما رصد مواطنون كُرد مجموعة انتهاكات مارستها أجهزة النظام الأمنية والإدارية، وفي هذا السياق ذكرى أحد المواطنين تعرضه لإهانة من قبل أحد موالي النظام في حلب، عندما قال له: ” خرجكم الله لا يقيمكم، مو أنتو بدكم تعملوا دولة!”. ولم يسبق أن طالبت الأحزاب الكُردية أو “الإدارة الذاتية” بالانفصال عن سوريا أو تشكيل كيان مستقل، حيث يسعى الكُرد حسب مشروعهم السياسي إلى توزيع السلطات وإقامة نظام لامركزي، مؤكدين أن إعادة انتاج النظام السابق، ستعني صراع متجدد لاحقاً. وفي الثلاثين من نوفمبر العام 2018، قال المواطن (س، ع) من أهالي عفرين لـ “عفرين بوست” أن موظفاً حكومياً رفض أعطاه راتبه التقاعدي بحجة أنه يتوجب عليه الحصول على مرتبه من أمريكا (في إشارة الى تعاون الكُرد مع التحالف الدولي لمحاربة داعش)، وهو ما تسبب في تأخير حصوله على راتبه لعدة شهور، قبل أن يتمكن من إعادة الحصول عليه. وعقب احتلال إقليم عفرين، واصلت أجهزة النظام الأمنية مُلاحقة السياسيين الكُرد في حلب ضمن مناطق سيطرته، وفي هذا السياق ذكر مواطن كُردي ينتمي لإحدى الأحزاب الكُردية ويبلغ من العمر 60 عاماً، انه تعرض الى التوقيف والإهانة من قبل حاجز تابع لما يسمى “الأمن العسكري” على مدخل مدينة حلب، حيث تم اعتقاله لأكثر من 10 أيام، وجرى تعذيبه بحجة أنهم كانوا يقومون بوضع الخطط لـ “وحدات حماية الشعب”! وتمكنت كل من روسيا وتركيا من تحقيق صفقة على حساب إقليم عفرين، ومناطق في ريف دمشق وحمص، عندما جرى الموافقة من جانب روسيا على اجتاح عفرين، مقابل إخلاء تركيا لمناطق تسيطر عليها مليشيات مدعومة من قبلها في محيط دمشق، ونقلها إلى عفرين بغية تغيير ديمغرافيتها والقضاء على كُردية المنطقة. ووفرت الصفقة التركية الروسية مكسباً كبيراً للنظام من خلال إفراع (الحاضنة السنية) في محيط العاصمة دمشق، حيث تمكن رئيس النظام السوري بشار الأسد من زيارة الغوطة الشرقية يوم الثامن عشر من آذار مارس المنصرم، أي في يوم احتلال تركيا لإقليم عفرين الكُردي، وهي زيارة لم يتمكن أحد من مسؤولي النظام القيام بها خلال سنوات خلت، نتيجة سيطرة المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين عليها. ومنذ احتلال عفرين آذار\مارس العام 2018، لا يسمح النظام السوري للمواطنين الكُرد الذين تنتمي قيودهم إلى عفرين بالتوجه إلى حلب، حيث سبق وأعيد المئات من المواطنين المسنين والسيدات من على حواجزه في مشارف حلب إلى مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي أو مناطق الشهباء، في حين كان يتم اعتقال الشبان ممن هم في عمر الخدمة الاحتياطية أو الإلزامية لصالح قوات النظام.

في الحادس عشر من آذار\مارس، أصدرت جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة ومقرها في ألمانيا، بيانا حول الاشاعات المتعلقة بوجود صفقات سرية بين الرئيس الروسي بوتين ونظيره اتركي اردوغان بعد توقيع بروتوكول موسكو في الخامس من مارس\آذار الحالي. وقالت المنظمة إن الرئيس التركي يريد توطين المهجرين والنازحين من عفرين الكُردية الموجودين في شمال حلب في محافظة الرقة العربية حسب وصفها، واعتبرت المنظمة الأمر بـ “الخطير” مُؤكدة أن “أهل عفرين يريدون العودة إلى بيوتهم في عفرين وليس إلى الرقة”. وفي تصريح خاص لـ “عفرين بوست” قال رئيس قسم الشرق الأوسط في الجمعية، الدكتور “كمال سيدو”: “إن حدثت فهذه عملية تغيير ديموغرافي مزدوجة: التغيير الديموغرافي في عفرين الكردية وفي الرقة العربية”. وأضاف “سيدو” أن هذا الأمر يعد تحريضاً على صراع قومي بين العرب والكُرد، مشيراً إلى أن الإدارة الذاتية قامت بإفشال هذا الصراع، عبر إتباع سياسة مناهضة للحقد والكراهية بين المكونات القومية والدينية في سوريا. وأكد المسؤول في جمعية الشعوب المُهددة، أن لتركيا والنظام السوري مصلحة مباشرة في مثل الصراع. وتأسست جمعية الشعوب المهددة في 1968 وتتمتع بصفة مراقب في كل من الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة.

الكورونا في عفرين

في الرابع عشر من آذار\مارس، قالت مصادر طبية من مشفى “الشهيد فرزندا” العسكري في مركز إقليم عفرين المحتل، لـ “عفرين بوست” أن المشفى تلقى أول إصابتين بفيروس كورونا وتم نقلها إلى المشافي التركية. وأكدت المصادر أن المصابين (امرأة ورجل) من المستوطنين الذين جلبهم الاحتلال التركي إلى الإقليم، ويقطنان في المخيمات العشوائية المتواجدة بين أحراش حي المحمودية في المدينة، مشيرة إلى أنه قد تم نقل المصابين إلى المشافي التي جهزتها الحكومة التركية في ولاية هاتاي خصيصاً للسوريين. وأضافت المصادر أن حالات مشابهة ظهرت في مدينة الباب المحتلة، ولكن الاحتلال التركي وسلطاته يمتنعون عن الإعلان عنها، ما يُهدد بتفشي الوباء أكثر.

في التاسع عشر من آذار\مارس، أصدرت عدد من مؤسسات الإدارة الذاتية في الشهباء، بياناً في صدد المخاطر الصحية التي يمكن أن يخلقها انتشار فيروس كورونا، الذي يات الشغل الشاغل للعالم، مع تفشيه في بقاع مختلفة من العالم، وحصده للآلاف من الأرواح. وجاء في البيان: “باسم نازحي عفرين المتواجدين في الشهباء الى منظمة الصحة العالمية، لقد أصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسٌق الشإون الانسانٌة (OCHA) بالتعاون مع منظمة الصحة العالمٌة (WHO) تقريراً فيما يخص داء كورونا المستجد )19-COVID، وذكر التقرير أن وزارة الصحة السورية أكدت سلبٌية جمٌيع الحالات التًي تم الشك فٌيها و لا ٌيوجد مصابٌين. ولمواجهة التهديد تقدم منظمة الصحة العالمية جميع وسائل الدعم و المساعدة لوزارة الصحة السورية لرفد قدرتها وجاهزتيها على التصدي لهذا الوباء عن طريق تأمين معدات الكشف و المراقبة وتدريب الكوادر الصحية في عدة محافظات وتجهيز مراكز الحجر الصحية اضافة الى عقد ورشات العمل الهادفة لتعزيز الوعي وفهم مخاطر الوباء. وأضافت: من خلال التقرير نرى جهوداً كبيرة لمساعدة السوريين في درء خطر هذا الوباء ولكن من الواضح جدا نسيان بقعة جغرافية شاسعة جدا يتواجد فيها آلاف النازحين و الذي وصل فترة تواجدهم الى السنتين وسط تجاهل كبير من منظمة الصحة العالمية و الحكومة السورية أيضاً. تعاني مناطق تواجد النازحين من مدينة عفرين السورية ، والذين تم تهجيرهم قسراً من مناطقهم على أٌيدي الجيش التركي و الفصائل الاسلامية المتشددة التابعة لها، من ضعف كبير في توفير الخدمات وخاصة الخدمات الصحٌة. وأرجغت المؤسسات الأسباب التي تجعل هذه الجغرافية ( الشهباء) أكثر عرضة لخطر الاصابة بالفيروس في: تقع مناطق الشهباء في ريف حلب الغربي و الشمالي و تتوضع بين مدينتي الباب و أعزاز وهي منطقة سهلية معروفة بآراضيها الزراعية الواسعة وخصوبة ترابتها وكثرة تلالها. تتؤلف من البلدات الرئيسية التالٌية ( تل رفعت- تل قراح- تل شعير- الأحداث- فافين- ديرجمال- كفرنايا- أحرص) ولكن هذه الجغرافية غير مناسبة للعيش السلٌيم الصحي، وذلك للأسباب التالٌية: 1.تعد مناطق الشهباء من المناطق المحررة من داعش بتاريخ 2016، بعد حرب دامت سنتين وخلفت ورائها الخراب في جميع البنى التحتية من بيوت ومدارس ومحطات تزويد المياه و الأفران و المراكز الصحية. .تعد جغرافية الشهباء جغرافية موبوءة ومكان مناسب لانتشار الأمراض وانتقالها نتيجة اهمالها لسنوات عديدة وهً أٌيضاً مشهورة كبؤرة أمراض منذ زمن بعيد وزاد الأمر سوءا بعد الحرب الشرسة على آراضيها وبقاء الجثث تحت الأنقاض. وللأسف أضطر نازحو عفرين العيش في هذه البيئة رغما عنهم كونها آمنة نسبيا حيث ستجدون نازحين يعيشون في بيوت نصف مهدمة تنعدم فيها الشروط الصحية للعيش السليم. وهنا نريد أن نذكر أنه بالوقت الذي لم يعد العالم يذكر المرض الجلدي اللشمانيا هناك مئات المصابين بها في هذه البقعة الجغرافية الموبوءة يتلقون العلاج بصعوبة كبيرة بسبب نقص الأدوية و المصل الخاصة باللشمانيا. فتخيلوا معنا ماذا سيحدث لو اصيبت المنطقة بهذا الفيروس الخطير؟؟!! 3.هناك حصار شديد على هذه الجغرافية من جهة من قبل الفصائل المسلحة والمتواجدة على تخوم الشهباء ومن جهة من قبل حواجز الحكومة السورية التي تزرع عوائق كثيرة أمام انتقال وتحرك النازحين مما يجعل الأمر خطٌرا في حال انتشر الفيروس ويسأل المواطن العفريني كيف سيتمكن من الذهاب لحلب كأقرب منطقة لتلقي العلاج 4. بالنسبة للنازحين المتواجدين في خمسة مخيمات فالأمر كارثي حقا كون المخيمات تكون أولى الأماكن التي تستقبل الأمراض وتزيد نسبة وسرعة انتشارها وخاصة في غياب التعقيم ورش المبيدات الحشرية. وذكرت المؤسسات الحاجيات التي تنقصها في سبيل مواجهة أي انتشار محتمل للفيروس، وهو يتضمن مختلف التجهيزات الطبية التنفسية، وقالت إن هذا النداء هو باسم نازحي عفرين في الشهباء (ريف حلب الشمالي) وقد أعده الهلال الأحمر الكردي، ولكن المؤسسات الموقعة أدناه تدعم وتساند هذا النداء وتضم صوتها الى أصوات النازحين، وهي: -الادارة الذاتية الديمقراطية في الشهباء -أدارة المخيمات في الشهباء -ادارة مشفى آفرين -هيئة الصحة في الشهباء -حقوق الانسان في الشهباء -الهلال الأحمر الكردي في الشهباء.

في الثالث والعشرين من آذار\مارس، وفي سياق التدابير الوقائية من فيروس كورونا القاتل، أغلق أهالي وقاطنو حيّي الشيخ مقصود والأشرفية (وهما معروفان بأنهما ذو غالبية كردية، إضافة إلى باقي المكونات السورية)، جميع المحلات التجارية والأسواق، فيما تتولى حمايتهما قوات الأسايش بمدينة حلب. وتفاديآ لعقد التجمعات ومنعاً من انتشار فيروس كورونا القاتل في المنطقة، أغلق أهالي حيّي “الشيخ مقصود” في القسم الغربي والشرقي ومعروف والأشرفية جميع المحلات التجارية. واقتصر العمل على بعض محلات البقالية ومحل الخضروات، والأفران والمخابز التي هي من أساسيات حياة الأهالي، فيما تحرص إدارة تلك الأحياء، على منع تجمع في أي منها. وفي السياق ذاته، خرجت “بلديات الشعب” في تلك الأحياء، بدوريات بين محلات المفتوحة لضبط الأسعار ومنع فرص الاستغلال من قبل التجار، في حين أغلقت جميع المعابر بين تلك الأحياء، ومناطق سيطرة النظام السوري، كما أغلقت جميع المدارس والمعاهد الدراسية والحدائق العامة. ولاقت الإجراءات استحسان الأهالي، والتزام الغالبية منهم، حيث تشهد الشوارع خلاءها من الأهالي، وقدر حجم التجاوب بنحو ٨٠%، فيما من المزمع أن تنفذ هذه التدابير حتى إشعار أخر.

في الرابع والعشرين من آذار\مارس، قال تقرير لـ “عفرين بوست”: يعيش الأهالي في إقليم عفرين المحتل ظروفا معيشية صعبة، نتيجة الاتاوات وأعمال النهب والسلب التي تطال ممتلكاتهم ومصادر رزقهم وشح فرص العمل، لتتفاقم أكثر مع اكتظاظه بالمستوطنين الذين جلبهم الاحتلال التركي من مناطق الصراع في سوريا، ما يثير المخاوف من حدوث كارثة أكبر إن تفشى فيروس كورونا المستجد في الإقليم. كما شهدت أسعار مواد التطهير والتعقيم والمنظفات ارتفاعا بنسبة تفوق 50% نتيجة ازدياد الطلب عليها، مع اتساع رقعة انتشار فيروس كورونا. ورصد مراسل عفرين بوست في مركز الإقليم أسواق الاحتياجات الأساسية وأسعارها مشيرا إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية والأدوية وفقدان بعض مواد التنظيف والتعقيم. أسعار الخضروات: بندورة: 600 ل.س – بطاطا:475 ل.س – كوسا: 2000ل.س – ليمون:2500 ل.س – الثوم: 5000ل.س – خيار 2500 ل.س – بصل:800 ل.س – فليلفه: 4000 ل.س – جرز نعناع: 300ل.س – فجل: 500 ل.س. أسعار الفاكهة: برتقال 650 ل.س – تفاح: 750 ل.س – موز:750 ل.س – كريفون: 600 ل.س. أسعار المحروقات: أسطوانة الغاز: 11000 ل.س – بنزين: 850 ل.س – مازوت: 800 ل.س

في السادس والعشرين من آذار\مارس، قال تقرير لـ “عفرين بوست”: في الوقت الذي أضحى فيه فيروس كورونا القاتل الشغل الشاغل للعالم، في ظل إجراءات الحجر الصحي الذي بدأت بلاد العالم بتطبيقه، يقول أهالي إقليم عفرين الكُردي المحتل، التابع للإدارة الذاتية في شمال سوريا سابقاً، إنه لم يختلف عليهم شيء، كونهم يعيشون ذلك الحجر منذ عامين!، نتيجة انتهاكات وتجاوزات الاحتلال التركي ومسلحي المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، واصفين ذلك بـ “الفيروس الحقيقي”. وفي السياق، قال المواطن الكُردي المقيم في عفرين “أبو ستير\أسم مستعار لضرورات أمنية” أنهم كأهالي عفرين، يشعرون بالعدالة للمرة الاولى منذ عامين، منذ أن أطبق الاحتلال العسكري التركي على أنفاس أهالي الإقليم، وحرمانهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، عندما جرت سرقة ممتلكاتهم، والاستيلاء على بيوتهم، وتهجير أقربائهم ومنعهم من العودة، والتنكيل بالمتبقين للتهجير من أرضهم. ويضيف “أبو ستير”: “عامان ونحن نصرخ، والعالم المنافق صامت، ويُشاهد كيف يتم انتهاك حرماتنا، وقطع اشجارنا، وخطف شبابنا، وحصارنا في لقمة عيشنا، خطفنا ونهبنا، حرماننا من أبسط حقوقنا، ومنعنا من زيارة قرانا أو التنقل بين مناطق عفرين، مكتفين بسجن ذاتي لأنفسنا درئاً لعمليات الخطف والتعذيب التي تطال كل كُردي هنا، عامان ونحن نستصرخ العالم لعل ضميره يستفيق، لكن لا حياة لمن تنادي”. ويتابع: “المصيبة أن العالم بأسره يدرك بأن الغزو التركي لمناطقنا هو غزو عنصري، وغرضه الإبادة العرقية، وتطهير المناطق الكُردية في سوريا من سكانها الأصليين، عبر توطين عملاء الاحتلال وأذنابه من أنصار تنظيم الإخوان المسلمين، ورغم ذلك يحاولون خداعنا وخداع شعوبهم بالقول أن تركيا لها مخاوف أمنية”. مستدركاً: “أي مخاوف أمنية يمكن أن تكون لدولة تمتلك ترسانة تمكنها من مهاجمة روسيا أو أوروبا، من شعب يعيش بشكل مسالم على أرضه، ولم يُطلق طلقة باتجاهه.. أنهم يكذبون على أنفسهم، ويسترضون الاحتلال التركي على حساب مستقبلنا ومستقبل أطفالنا”. ويشير “أبو ستير” أن هدف الاحتلال التركي واضح بالنسبة لهم كعفرينيين، ويتمثل في “منع الكُرد في سوريا من تثبيت حقوقهم دستورياً، عبر إخلاء المناطق الكُردية مثل ما جرى في عفرين من سكانها، من خلال شن هجمات حربية عليها، وبالتالي إنهاء الوجود الكُردي في سوريا، وتشتيت شملهم، وتوزيعهم على مناطق بعيدة عن مناطقهم الأصلية، والقضاء على (الإدارة الذاتية)، لمنع بروز الهوية الكُردية في سوريا، كثاني قومية في البلاد”. ويقول “أبو ستير”: ربما غداً، أو بعد أسبوع وربما شهر أو ثلاث، سيُنتج العالم علاجاً لفيروس كورونا، لكن فيروس الاحتلال التركي ومسلحيه، مَن يمكن أن يوجد علاجاً له وينقذ عفرين”. متسائلاً: “هل يستفيق العالم من ثباته العميق، وهل يمكن أن يحيا ضميرهم الميت من جديد!، هل يمكن أن يفهم التركي أن الظلم نهايته وخيمة، وأنهم مهما أمتلكوا من سلاح وقوة، فإن ذلك لن يغطي حقيقة وجود الكُرد على أرضهم، وحقهم في إدارة أنفسهم، هل سيدرك الأتراك أنه لا توجد شجرة للسماء وأن الله أكبر من جميع الظالمين، وأنه سينتقم لابد في النهاية من الطواغيت الذين يزهقون أرواحنا؟”. وينهي “أبو ستير” حديثه بالقول: “الكورونا مصيبة كبيرة تحل على العالم، لكنها في الوقت عينه أثبات لكل الطغاة حول العالم أن حساب الله عسير، وأنهم مهما بلغوا من قوة وترهيب للشعوب المضطهدة والمحتلة، فلن يكونوا بمنئ عن العقاب التي سيأتي لابد في يوماً ما، كما كانت نهاية نيرون وهتلر وغيرهم كثيرين، وهو ما سيكون عليه نهاية الطاغية التركي بإذن الله، ونهاية كل من شدّ على يديه من عملاء وأذناب للاحتلال من باقي المناطق السورية، ممن أرتضوا أن يحتلوا أرضنا، وإنشالله ستلاحقهم لعنة الزيتون جميعهم!”.

في الثامن والعشرين من آذار\مارس، خضعت المناطق التي ينتشر فيها مهجرو إقليم عفرين الكردي المحتل، في مناطق الشهباء، إلى حظر التجوال الذي أقرته الإدارة الذاتية، لمدة أسبوعين، وذلك بعد سلسلة من الإجراءات لمواجهة انتشار فيروس “كورونا”. وفي السياق، قال مراسل “عفرين بوست” إنه جرى تعليق لافتات في قرى ونواحي مقاطعة الشهباء، لتحذير الأهالي وحمايتهم من وباء كورونا. وضمن إجراءات الحماية والوقاية من انتشار فيروس كورونا، علقت “بلدية الشعب” التابعة لـ “الإدارة الذاتية” في الشهباء، لافتات تبين كيفية حماية الأهالي لأنفسهم من الفيروس، عبر الوقاية والحذر وتعريف الأهالي بمسؤوليتهم أمام الوباء. وجرى نشر اللافتات في أرجاء المنطقة من مخيمات وقرى ونواحي الشهباء. وينتشر عشرات الآلاف من مهجري منطقة عفرين في 5 مخيمات و نحو 42 قرية في مناطق الشهباء، بما فيها مدينة تل رفعت المحاذية لإقليم عفرين من جهة الجنوبية الشرقية.

في التاسع والعشرين من مارس، افتتح الهلال الأحمر الكردي في الشهباء، مركزاً لتصنيع الكمامات الطبية، كخطوة في إطار التحضيرات الوقائية في ظل المخاوف من وصول فايرس كورونا إلى المنطقة. وفي السياق، قالت مجدولين زينو من الهلال الأحمر الكردي لـ “عفرين بوست”: “نشهد حاليا انتشار عالمي لفيروس معدي، وللوقاية وحماية المدنيين الأهالي بحاجة لكمامات وعليه تعمل ورشة خياطة في الشهباء لصنع ٥٠٠٠ حتى ٦٠٠٠ كمامة في اليوم”. مضيفةً: “من المخطط صنع ٥٠ ألف كمامة وذلك حسب الحاجة، وذلك لتوزيعه على جميع الأهالي، وعدم خروج الأهالي من منازلهم ونشر فيروس بين الشعب”. ولفتت “زينو” أن “تجاهل المنظمات الدولية لتقديم المساعدات جعلنا نبادر في صنع هذه الكمامات، وهي غير معقمة إلا أنه حسب إمكانيات المنطقة وسط النزوح القسري، وأننا نوزع هذه الكمامات بالمجان على الشعب وحتى النهاية سنساند الشعب من الناحية الصحية”.

كذلك، قالت إلهام أحمد، رئيس الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، اليوم الأحد، إن الاحتلال التركي لا يتوقف عن قصف مناطق الشمال السوري، وهي غير ملتزمة بمبادرة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، في ظل مواجهة العالم لفيروس “كورونا”. ويأتي حديث أحمد عقب نداء أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين الماضي، من أجل “وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء العالم” لحماية المدنيين الأكثر ضعفاً في الدول التي تشهد نزاعات، مع انتشار وباء فيروس “كورونا” المستجد. وذكرت أحمد، في تغريدة على حسابها في موقع تويتر، “لا تكاد تركيا تتوقف ولو ليوم واحد عن قصف المدنيين بدءاً من عفرين إلى تل أبيض وعين عيسى وتل تمر في الحسكة”. مشيرةً انه “في الوقت الذي ينشغل العالم كله بمكافحة فيروس “كورونا”، “تقوم تركيا بقصف أهلنا”، ولفتت إلى أن أنقرة لا تلتزم بنداء الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في سوريا، وأن قوات سوريا الديمقراطية “ملتزمة به بشكل كامل”. وكانت قد أبدت الأمم المتحدة ترحيبها بالبيان الصادر عن “قوات سوريا الديمقراطية” في 24 آذار/مارس، والذي أبدى دعمه لنداء الأمين العام الداعي إلى وقف عالمي فوري لإطلاق النار لتسهيل الاستجابة العالمية لكوفيد-19، المعروف أيضاً بـ كورونا. وأشار المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك في الخامس والعشرين من مارس، إلى بيان “قوات سوريا الديمقراطية” وإعلانها عن الالتزام بتجنب الانخراط في عمل عسكري، فيما جدد دعوة الأمين العام الأطراف الأخرى في الصراع السوري إلى دعم ندائه. وقال المتحدث في المؤتمر الصحفي اليومي، بأن الأمم المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء التأثير المحتمل لفيروس كورونا على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء سوريا، خاصة على أكثر من 900،000 شخص الذين ما زالوا نازحين بسبب الأعمال العدائية التي اندلعت منذ 1 من كانون الثاني/ديسمبر في شمال غرب البلاد.

فاجعة الاحتلال في عامها الثاني

في الثامن عشر من آذار\مارس، قال تقرير لـ “عفرين بوست”: تمكنت قوات الاحتلال التركي عبر مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيش الوطني السوري\الجيش الحر) في الـ 18 من آذار 2018 من إطباق احتلالهم العسكري على إقليم عفرين الكردي الذي كان يتمتع بإدارة ذاتية لشؤونه من خلال أبنائه وشعبه، حيث لم يطيب للاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، أن يستحوذ الشعب الكردي حقوقه المشروعة أسوة بباقي المكونات السورية في مختلف أرجاء البلاد، فشنوا عملية عسكرية غادرة، كان هدفها الأساس حرمان الكُرد من تجربتهم الرائدة في تنظيم أمورهم وتأسيسهم مؤسساتهم الخدمية والحياتية، وصولاً إلى تهجير الكُرد من أرضهم، وتغيير ديموغرافية إقليمهم، من خلال استجلاب مئات آلاف المستوطنين ممن يتشكلون من عوائل عشرات آلاف المسلحين، الذين احلتوا عفرين. ومنذ إطلاق الاحتلال العسكري التركي المرافق بمسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، هُجر قرابة 350 ألف كردي من سكان عفرين الأصليين، فيما يقاسي الباقون من سكان الإقليم الأصليون على أرضهم والذين تختلف التقديرات حول أعدادهم، ويلات الاحتلال وانتهاكات مسلحي تنظيم الإخوان. ويصادف اليوم الثامن عشر من آذار\مارس، واقعة يوم الجراد، حيث توجه آلاف من مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيش الوطني السوري\الجيش الحر)، صوب عفرين التي كانت خالية على عروشها، عقب أن هجر منها مئات الآلاف من سكانها الأصليين على وقع تقدم القوات الغازية، نتيجة القوة العسكرية الكبيرة التي أستخدمت ضد الآلاف من شبان الإقليم ممن كانوا يحمون كرامة أهلهم من تدنيسها من قبل مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين على مدار سبع سنوات من عمر تمردهم المسلح المستتر تحت مسمى (الثورة)، حيث صورت عدسات الكميرات آلاف المسلحين وهم يقومون بسرقة الجرارات ومحتويات المحال التجارية ومركبات الزراعية وأثاث المنازل، والمشاغل والمعامل، في مشهد يوحي تماماً بمفهموم الغزو والغنيمة، ما أكد بما لايدع مجال لدى المتشككين بحقيقة كون هؤلاء مجموعات من اللصوص التي باعت وطنها في سبييل المال، ورفعت العلم التركي في سبيل خدمة أجنداته والحصول على الغنائم، من سرقة باقي المناطق السورية وخاصة الكردية منها، بتشجيع واضح من قبل الاحتلال التركي. وإلى جانب السرقة، شكل تدمير تمثال كاوا الحداد نقطة فارقة في عملية الاحتلال، اذ عرت عملية تدمير التمثال الذي يصور شخصية كُردية تاريخية، مدى الحقد والعنجهية التي يحملها المسلحون ومن ورائهم، إذ تم إطلاق مئات الأعيرة النارية نحو كاوا الكردي، وهو عاري الصدر، شامخ، مصر على تحدي جلاديه، وجلاوذة العثمانية الجديدة، دون أن يدركوا أن كاوا لن يسقط، وأن السقوط الحقيقي سيكون من نصيب من حاول النيل منه، وهي حتمية لا بد وأن تأتي يوماً مهما طالت، يقول أحفاد كاوا في كل مكان. وبالتزامن مع خروج مواكب المهجرين قسراً من عفرين، من سكان الإقليم الأصلين، بدأت تتوارد تباعاً قوافل المستوطنين ممن تركوا أرضهم في أرياف حمص وحماه ودمشق وحلب ودير الزور، وارتضوا أن يكونوا رهائن للعبث التركي بالدماء السورية، وقبلوا أن يكونوا محتلين لأراضي غيرهم بحجة أنها سورية، غير مدركين أنهم تنازلوا بذلك عن كل ما كانوا قد يملكونه من كرامة، فكيف يمكن أن يكون للغازي والمحتل كرامة، وكيف يمكن أن يكون للعميل الذي يقاتل مكونات سورية أخرى لمنعها من استحواذ حقوقها كرامة، وهي أفعال وصفها العفرينيون بالخسة، متعهدين على النيل ممن ساهم فيها، مهما طال زمن الثأر لـ عفرين وأهلها. فيما تحولت مناطق الشهباء وشيراوا إلى حاضنتين للمئات آلاف المهجرين من عفرين ومختلف قراها الـ366، فكانت شاهدة على ملايين الدموع المنهمرة كالمطر من عيون العفرينيين قبل العفرينيات، وهم كانوا شهوداً على نفاق العالم وكذب ما يدعيه من احترام حقوق الشعوب ومنحها الحق في الحياة الكريمة، فشهد قرابة مليون إنسان في عفرين، أكبر عملية تهجير قسري شهدتها الحرب السورية، وأكبر عملية استيطان وتغيير دميوغرافي. ولا يزال العفرينيون في الشهباء وشيراوا وحلب وكوباني والجزيرة، على انتظار للحظة التي سيتم في تحرير أرجهم من رجس المحتلين الأتراك وعملائهم من تنظيم الإخوان المسلمين، في ظل تآمر دولي على عفرين، نتيجة المصالح التي تربط موسكو وواشنطن مع عاصمة الاحتلال في أنقرة، دون أن يكون ذلك مبرراً للأستكانة، حيث تحتاج عفرين إلى عهد دائم من أبنائها بالسعي إلى خلاصها من نير المحتلين، وبشتى الطرق المتاحة لهم، ليبقى السؤال: متى يحقق العفرينيون عهدهم لأرضهم التي تستصرخهم، ومتى ينقذون زيتونهم من بين الأيدي الغادرة التي تنالها، ومتى تعود مئات الرفات لآباء وأمهات لم يقبلوا أن يدفنوا في ديار الغربة إلا في توابيت قابلة للنقل، في انتظار لحظة العودة وراحة الروح بين ثنايا تراب عفرين!

كذلك، بالتزامن مع النكبة الثانية لاحتلال عفرين، عمد العشرات من أبناء إقليم عفرين الكردي المحتل، ممن هجرو قسراً إلى كوباني، إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام تمثال المرأة الحرة. وتمكنت قوات الاحتلال التركي عبر مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيش الوطني السوري\الجيش الحر) في الـ 18 من آذار 2018، من إطباق احتلالهم العسكري على إقليم عفرين الكردي الذي كان يتمتع بإدارة ذاتية لشؤونه من خلال أبنائه وشعبه. ولم يطب للاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، أن يستحوذ الشعب الكردي حقوقه المشروعة أسوة بباقي المكونات السورية في مختلف أرجاء البلاد، فشنوا عملية عسكرية غادرة، كان هدفها الأساس حرمان الكُرد من تجربتهم الرائدة في تنظيم أمورهم وتأسيسهم مؤسساتهم الخدمية والحياتية. وتم إثرها تهجير الكُرد من أرضهم، وتغيير ديموغرافية إقليمهم، من خلال استجلاب مئات آلاف المستوطنين ممن يتشكلون من عوائل عشرات آلاف المسلحين، الذين احلتوا عفرين. ومنذ إطلاق الاحتلال العسكري التركي المرافق بمسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، هُجر قرابة 350 ألف كردي من سكان عفرين الأصليين، فيما يقاسي الباقون من سكان الإقليم الأصليون على أرضهم والذين تختلف التقديرات حول أعدادهم، ويلات الاحتلال وانتهاكات مسلحي تنظيم الإخوان.

Post source : خاص

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons