سبتمبر 21. 2024

أخبار

لماذا استدعت مليشيا “الشرطة العسكرية” مخاتير الاحتلال.. وعلى ماذا ينوون؟

عفرين بوست-خاص

في الوقت الذي يواصل المحتل التركي بانتهاكاته التعسفية والغير الاخلاقية، مثل القتل المتعمد بحق الأهالي المدنيين واحتجاز واختطاف الآلاف من أهالي عفرين، والقيام بعمليات السطو المسلح وطلب الفدى مقابل الإفراج عن المختطفين، يحاول الاحتلال شرعنة وجوده في الإقليم.

وفي هذا السياق، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، إنه وكنوع من أساليب الحرب الخاصة التي تقدم عليها تركيا في غش وخداع الأهالي، قامت مليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، في الرابع عشر من مارس الجاري، باستدعاء مخاتيره لقرى عفرين والمركز ونواحيها.

ووفق المراسل، فقد طلب الاحتلال من مخاتيره، بدعوة أهالي عفرين (الذين هجروا قسراً من عفرين نتيجة الغزو التركي على الإقليم في آذار العام 2018، وما تلاها من عمليات تنكيل واسعة إضطرت العائدين إلى مُعاودة مُغادرتها)، بغية العودة للإقليم، زاعمين للمخاتير بأنهم سوف يفتحون لهم الطريق دون تعرضهم لأي مسائلة (على حد تعبير الاحتلال).

ويشكك مراقبون بتلك الادعاءات التركية، ويؤكدون أنها في سبيل خلق الريبة في نفوس المهجرين من عفرين، فمنذ إطباق الاحتلال العسكري التركي على إقليم عفرين الكُردي شمال سوريا، سعى الاحتلال عبر مسلحيه من تنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيش الوطني السوري\ الجيش الحر)، إلى خطف جميع السكان الكُرد من فئة الشباب، بحجج واتهامات جاهزة كالانتساب إلى قوات سوريا الديمقراطية او مناصرة الإدارة الذاتية، لدفعهم للتهجير القسري عن أرضهم، وهو ما نجحت سلطات الاحتلال في تطبيقه مع صمت العالم عن جريمة الغزو ثم الاحتلال ثم الانتهاكات المستمرة منذ عامين.

ولا يزال مصير الكثير من الشبان الكُرد ممن قرروا العودة إلى عفرين عقب إطباق الاحتلال العسكري التركي عليها مجهولاً، ومنهم من بات له عامان مجهول المصير، دون أن يعلم ذووه أكانوا لا يزالون خلف قطبان الاحتلال أسرى، أم باتوا شهداءً تحت سوط الجلادين من المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين.

وكان رئيس الاحتلال التركي أردوغان قد قال في الأيام الأولى من الغزو التركي الإخواني على إقليم عفرين الكُردي، أن نسبة الكُرد في عفرين تعادل 35% من مجموع السكان، وأن العرب يشكون 55% من السكان، وذلك في إطار مساعيه لتغيير ديموغرافية الأقليم الكُردي، وضرب المكونات العرقية السورية ببعضها.

واستغل الاحتلال التركي ضعاف النفوس، ممن أنجروا خلف أجنداته الساعية لضرب الوجود القومي الكردي في سوريا لقاء بعض الامتيازات، كتلك التي يتم بها حالياً إغراء مسلحي الإخوان المسلمين ممن يسمون “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر” لترك إدلب والتوجه إلى ليبيا، والقتال فيها لصالح توسع العثمانية الجديدة التي تسعى لها أنقرة.  

ويقيم في قرى الشهباء وشيراوا عشرات الآلاف من المهجرين العفرينيين، الذين خرجوا من أرضهم تحت وابل القصف التركي والجرائم التي يقوم بها مسلحو المليشيات الإسلامية، حيث يتحملون في مهاجرهم القسرية مختلف المصاعب التي لا تنتهي عند فقدان الأعمال وتهالك المنازل التي يقيمون فيها، وقصف الاحتلال بين الفينة والأخرى، عاقدين العزم على العودة إلى عفرين عقب تحريرها من براثن المحتلين.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons