ديسمبر 22. 2024

عقب شهرين من الحفر أسفله.. انهيار مئذنة جامع عمره 150 عام في “شيه”

عفرين بوست – خاص

تواصل الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، انتهاك حرمة المقابر والمزارات الدينية المنتشرة في إقليم عفرين الكُردي المحتل، عبر عمليات نبش وتجريف، تطال جميع المواقع القديمة والتاريخية، دون أن تردعهم أي قيم إنسانية أو شرائع دينية.

وفي السياق، انهارت مئذنة جامع في مركز ناحية “شيه/شيخ الحديد”، مؤخراً نتيجة أعمال الحفر التي تنفذها سلطات الاحتلال التركي بآليات ثقيلة منذ نحو شهرين، بهدف البحث عن الدفائن والكنوز الأثرية في موقع الجامع.

وأكد سكان محليون من داخل البلدة لـ “عفرين بوست”، أن ميليشيا “السلطان سليمان شاه” المعرفة بالعمشات، كانت قد فرضت طوقاً أمنياً حول موقع الجامع منذ نحو شهرين، فيما كانت تتواصل داخل المواقع أعمال الحفر بإشراف عنصر تركي، بذريعة إجراء أعمال ترميم في الجامع، لكنها كانت تهدف للبحث عن الآثار.

وأضافت المصادر أن أعمال الحفر تركزت أسفل الجامع ما أدى لانهيار مأذنته (ارتفاعها 25 م) بشكل كامل، منوهة أن تاريخ بناء الجامع في ساحة النبعة وسط البلدة، يعود لنحو 150 عاماً.

وأشارت المصادر أنه تم تدمير المحال التجارية أيضاً، المقامة في أرض الجامع، والتي كانت تستثمر لصالح إمام الجامع في الفترة السابقة، وأردفت تلك المصادر أن أعمال حفر مشابهة تطال جامع “النبي هوري” أيضاً.

فيما كان قصف تركي قد أدى لتدمير جامع قرية قدا في راجو بشكل كامل، وجرت تسويته بالأرض خلال فترة العدوان على إقليم عفرين المحتل.

وبداية يناير الماضي، أشارت مصادر حزبية كردية إلى قيام مليشيا “السلطان سليمان شاه- العمشات” بالحفر داخل المسجد القديم – التحتاني في مركز ناحية “شيه\شيخ الحديد”، منوهةً بأن موقع الحفر قد تمت تغطيته بالشوادر لإخفاء ما يجري فيه، وذلك بحثاً عن اللقى والكنوز الثمينة، حيث من المعروف أن أرض الجامع والمنازل التي تقع جنوبه تحوي آثار قديمة.

ومنذ إطباق الاحتلال العسكري التركي، استخدم جيش الاحتلال التركي ومسلحوه اجهزة متطورة للكشف عن الاثار والمعادن، وسبق أن أكد أهالي أن جيش الاحتلال أخرج كميات من الذهب المدفون كما في قرية بعرافا، إضافة للحديث الدائم عن التنقيب في تلال عفرين الاثرية، والتي يؤكد خبراء الاثار تضمينها طبقات عدة، وبالتالي إحتواء آثار من حقب مختلفة تعود لحضارات تعاقبت على المنطقة.

وبداية نوفمبر العام 2019، عرض مستوطن يدعى “محمد العلوش” وينحدر من محافظة ادلب، صوراً للوحات فسيفسائية، لم يعلق عليها بشيء على صفحته في الفيسبوك، لكنه رد على تعليقات أصدقاء له استفسروا عن موقع اللوحات، حيث أجاب إنها في النبي هوري.

ويسعى الاحتلال التركي إلى سرقة كافة الاثار التي تعود للتراث الإنساني العالمي، أو تدميرها، كما فعل عندما قصف خلال غزو عفرين يناير العام 2018، تلال أثرية كتل عين دارة الاثري، وهو ذات التل الذي حوله مسلحو المليشيات التابعة للاخوان المسلمين فيما بعد إلى ساحة للتدريب العسكري، دون أدنى اعتبار لأهمية تلك المواقع التاريخية للبشرية جمعاء.

وتؤكد الوقائع على الارض في عفرين، أن المستوطنين والمسلحين يقومون بالحفر والبحث عن الآثار في عفرين بإشراف الاحتلال التركي، فيما كان استعراض المستوطن للآثار التي تم العثور عليها في النبي هوري، دليلاً آخر على مدى اللامبألاة التي ينظرون بها للمجتمع الدولي ومؤسساته، الصامتة عن كل الجرائم المرتكبة بحق أهالي عفرين وحجرها وشجرها، وهو ما دفعهم للكشف عن أنفسهم والآثار التي قاموا بإيجادها بغية عرضها للبيع عبر مواقع التواصل الإجتماعي دون خشية من أي مُلاحقة.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons