عفرين بوست – خاص
تواصل الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي عمليات الخطف بحق مَن تبقى من السكان الأصليين الكُرد في إقليم عفرين المحتل، مُمارسةً بحقهم شتى صنوف التعذيب، بغية إجبارهم على دفع فدى مالية كبيرة، وذلك في سياق خطة التهجير التي تشرف عليها مخابرات الاحتلال التركي.
وفي السياق، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شيه/شيخ الحديد” أن مسلحين من ميليشيا “لواء الوقاص” التابع لتنظيم الإخوان المسلمين، أقدموا قبل نحو شهر ونيف على اختطاف القاصر الكُردي “حسن نصرو شكري” البالغ من العمر 16 عاماً، من منزله في قرية “آنقليه”، لتفرج عنه بعد أسبوع من الاختطاف، وذلك بعد تلقيها فدية مالية من ذويه، تُقدر بـ 3 ملايين ليرة سورية.
وأشار المراسل أن الشاب القاصر “حسن” تعرض خلال فترة اختطافه للتعذيب الشديد، ما أدى لفقدانه البصر في إحدى عينيه، علاوة على إصابات أخرى في مختلف أنحاء جسده، ما أجبره على التزام الفراش حتى الوقت الحاضر.
وتعتمد المليشيات الإسلامية على الخطف وسيلةً للحصول على الأموال، وهي إحدى الأساليب التي اتبعوها منذ بدء احتلال عفرين، في حين يُشرف الاحتلال التركي على تلك العمليات باعتبارها إحدى أساليب تهجير الكُرد، ومنع المُهجرين من العودة.
وفي هذا السياق، كان مراسل “عفرين بوست” قد أكد في التاسع من يناير، إن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد أفرجت عن شاب كردي مختطف وهو في حالة مزرية يرثى لها، وقال المراسل أن الشاب الكردي “دلوفان عصمت ابراهيم” من أهالي قرية جومزنا التابعة لناحية “موباتا/معبطلي” والبالغ من العمر ثمانية عشر عاماً كان قد اختفى في ظروف غامضة، وذلك بعد تلقيه مكالمة هاتفية في الثاني عشر من ديسمبر العام 2019، حيث خرج مباشرة من منزلة في حي الأشرفية وسط مركز عفرين المحتل، ولم يعد بعدها.
وبعد اسبوع من خطف الشاب دلوفان، تواصل مسلحون مع ذويه وطالبوا بفدية مالية وقدرها ست ملايين ليرة سورية للإفراج عنه، حيث تمكن ذووه من تأمين المبلغ وجرى تسلميه لوسيط، الذي قام بدوره بتسليم المبلغ إلى الميلشيا (دون تمكنه من تحديد هوية الوسيط والمليشيا)، ونوه المراسل إنه بتاريخ السادس من يناير، قام المسلحون بالإفراج عن الشاب “دلوفان”، حيث تم إنزاله من سيارة للمسلحين بالمنطقة الصناعية وهو في وضع صحي ونفسي سيئ جداً.
وأشار المراسل إنه لدى لقاء أهله بإبنهم، وجدوه بوضع غير طبيعي نتيجة إجباره على تعاطي كميات كبيرة من حقن الهلوسة، فيما بدت آثار التعذيب بشكل واضح على جسده نتيجة الضرب المبرح، لكن الأنكى أن الشاب “دلوفان” قد فقد ذاكرته.