ديسمبر 22. 2024

خلال فبراير: 9 شهداء مدنيين في عفرين.. أحدهم بعملية خطف.. 5 بقصف المُهجرين بالشهباء.. و3 بتفجير وسط الإقليم!

عفرين بوست-خاص

تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي انتهاكاتها بحق المدنيين في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً، وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حدثت خلال يناير\كانون الثاني، (مع الإشارة إلى أن هذه التجاوزات لا تمثل إلا ما تمكنت “عفرين بوست” من توثيقه، وهي جزء يسير من واقع الاحتلال).

الملخص بجملة:44  مُختطف بجانب عملية قتل واحدة.. “النصرة” تنتشر في عفرين.. استيطان واستيلاء مُضاعف على أملاك الكُرد لتوطين القادمين من إدلب.. قصف الشهباء يسفر عن 5 شهداء بجانب 3 بتفجير وسط  عفرين.

الاختطاف..

في الأول من فبراير، قالت “عفرين بوست”: اختطف مسلحون من مليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، الثلاثاء\الثامن والعشرين من يناير، مواطناً كُردياً، أثناء مروره من أمام المقر الأمني للميليشيا في محيط دوار كاوا وسط مدينة عفرين، ولا زال مصيره مجهولاً حتى اليوم. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في المدينة أن المواطن “دلو سمو”، من أهالي قرية “معملا\معمل أوشاغي” التابعة لناحية راجو، كان يمر بسيارته “هونداي” من أمام أمنية ميليشيا “الشامية” المتمركزة في مبنى هيئة الإدارة المحلية سابقاً، فاستوقفه مسلحو المقر وخطفوه مع سيارته إلى جهة مجهولة. وأكد المُراسل أن الميليشيا اختطفته بحجة الاتجار بالحطب بشكل غير مشروع، مشيراً إلى أن الموقع ذاته شهد قبل نحو سبعة أشهر حادث خطف مواطن من أهلي قرية “قره كول” التابعة لناحية “بلبلة\بلبل”، وإجباره على دفع مبلغ ثلاثمئة ألف ليرة سورية مقابل الافراج عنه.. كذلك، اعتقلت ميليشيا “الشرطة المدنية” برفقة عناصر من مخابرات الاحتلال التركي، عضواً في المجلس المحلي لناحية “موباتا\معبطلي” بريف إقليم عفرين الكردي المُحتل، وذلك بتهمة العمل لدى الإدارة الذاتية السابقة، وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في الناحية.  وأوضح المراسل أن الحاجز المُقام في المدخل الغربي للمدينة (طريق راجو) اعتقل بتاريخ الثامن والعشرين من يناير، المواطن “شيار يوسف” عضو المجلس المحلي التابع للاحتلال التركي، واقتادوه إلى جهة مجهولة، حيث لا يزال مصيره غير معروف حتى اليوم.

في الثاني من فبراير، أكد مراسل “عفرين بوست” في المركز أن مسلحين من ميليشيا “أحرار الشرقية” أقدموا على اختطاف الشابين الكُرديين (هيثم معمو وأيهان معمو) من أهالي قرية هياما التابعة لناحية بلبلة\بلبل، من منزلهما في حي المحمودية، بعد رفضهما تسليم منزليهما. وأضاف المُراسل أن الميليشيا طردت بعد اختطاف الشابين، عائلتيهما من تلك الشقتين، وقامت بتوطين عائلتين من المستوطنين الفارين من أرياف إدلب.

كذلك، في الثاني من فبراير، استعاد المواطن الكُردي محمد عثمان حبو، من أهلي قرية حسن التابعة لناحية راجو، ابنته زليخة /19عاماً في التاسع والعشرين من يناير، بعد نحو شهر من اختطافها على يد مجموعة مسلحة، وهي حالة نفسية وصحية متدهورة نتيجة الاعتداء عليها وتعذيبها من الخاطفين المنتمين لمليشيا “فرقة الحمزة” التي تحتل القرية. وأكدت مصادر مقربة من العائلة أن الموطن عثمان عثر على ابنته زليخة في بلدة الدانا بريف إدلب، وأسعفها إلى مشفى في مدينة عفرين، ومن ثم عاد بها إلى منزله في القرية، مشيراً إلى أن الفتاة منهارة نفسياً وصحياً ومُصابة بفقدان الذاكرة نتيجة الصدمة والاعتداء الوحشي عليها. وأضافت المصادر أن ذوي الفتاة الكُردية على علم بهوية الخاطفين، الذين أخبروا والدها بمكان تواجدها بعد أن كان مصيرها مجهولاً. ويأتي الكشف عن هذه القصة في ظل التكتم على قصص كثيرة غيرها، حيث تكثر حالات التحرش اللفظي التي يمارسها مسلحو الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، وكذلك المستوطنون المنحدرون من بيئات اجتماعية متشددة، حيث تتعرض الفتيات في عفرين للمضايقات بشكل يومي في الشوارع المدينة، وكذلك في المنازل أثناء اقتحام المسلحين لحرمات المنازل بحجة البحث عن مطلوبين أو التفتيش والذي يكون غالباً دافعه السرقة، علاوة على نعت المسلحين للنساء الكُرد بالسافرات وغيرها من الالفاظ النابية. وعقب إطباق الاحتلال التركي على إقليم عفرين الكُردي، وتحديداً في الـ 29 مارس 2018، وخلال تغطية مباشرة لقناة “خبر تورك” من وسط عفرين، قال مواطن مسن للمذيع: “نطالب بإخراج كل المسلحين من عفرين لأن الميليشيات الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الحر” هم لصوص ومخربين وإرهابيون”ـ مضيفاً “لقد اغتصبوا ليلة أمس ثلاث فتيات يبلغن من العمر 15 عاماً”، ليقوم مترجم القناة بتحوير كلام الرجل واستبدال اسم “الجيش” الحر بـ ” وحدات حماية الشعب” في الترجمة من الكردية إلى التركية!!

في الثالث من فبراير، قالت “عفريتن بوست”: أقدمت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، في الثلاثين من يناير الماضي، على خطف شاب كُردي في محيط “دوار كاوا” بمركز إقليم عفرين الكُردي المحتل، بتهمة التخابر مع “وحدات حماية الشعب”. وأوضح مراسل “عفرين بوست” أن مسلحين من ميليشيا “الجبهة الشامية” اختطفوا المواطن “عزالدين أبو علي/ 35عام”، وهو من أهالي قرية حسن التابعة لناحية راجو، بينما كان يجري اتصالاً هاتفياً داخل سيارة الأجرة التي يعمل عليها. وأشار المراسل أن الميليشيات الإسلامية كانت في حالة استنفار أمني، وقامت باختطاف “عز الدين” بذريعة التخابر مع وحدات حماية الشعب.

في الخامس من فبراير، أقدمت ميليشيا “فرقة الحمزة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، على اعتقال مواطن كُردي في قرية بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، بسبب رفضه تشغيل مولدته الكهربائية، احتجاجا على رفض المستوطنين دفع الاشتراكات المستحقة. وأوضح مراسل عفرين بوست في جنديرس أن مسلحي ميليشيا “الحمزات” اعتقلوا صاحب مولّدة كهربائية في قرية تابعة للناحية وأخضعوه للضرب والتعذيب بسبب رفضه تشغيل المولدة الكهربائية بسبب تراكم الديون عليه نتيجة رفض المستوطنين الذي يحتلون ستون منزلا في القرية، دفع اشتراكاتهم الأسبوعية الواجب دفعها لقاء تزوديهم بالأمبيرات الكهربائية. هذا ويمتنع المسلحون وذويهم من المستوطنون في القرى والبلدات والمدن في كافة أرجاء الإقليم عن دفع المستحقات المترتبة عليهم من فواتير المياه والكهرباء والخدمات البلدية، ومن جهتها تعمد مؤسسات الاحتلال المعنية بجباية الفواتير مما تبقى من السكان الكُرد فقط.

في السادس من فبراير، قالت “عفرين بوست”: أقدمت ميليشيا فرقة “السلطان مراد” على مداهمة قرية “سيمالكا” في ناحية “موباتا/معبطلي”، يوم الأحد الموافق للثاني من فبراير الجاري، واختطفت سبعة مواطنين كٌرد، بينهم كبار في السن. ووفق ناشطين، فإن المختطفين هم كل من: (عصمت مصطفى محمد، إبراهيم مصطفى محمد، محمد إبراهيم مصطفى، محمد مصطفى محمد، عدنان حميد محمد، محمود حميد محمد، أحمد حميد محمد)، حيث تم إطلاق سراح الأخوة الثلاثة “عدنان حميد محمد، محمود حميد محمد، أحمد حميد محمد” في نفس اليوم بعد التحقيق معهم. وأضاف النشطاء أن المواطن “عصمت مصطفى محمد” تعرّض للاعتداء الجسدي، وتمّ إطلاق سراحه يوم الرابع من فبراير، بعد دفعه فديةً مالية، في حين لا يزال مصير المواطنين الثلاثة البقية مجهولاً حتى الآن.

كذلك، في السادس من فبراير، قالت “عفرين بوست”: لا يزال المصير المجهول يلف المئات من أبناء وبنات إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، في أقبية ومعتقلات الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، حيث اختفى معظمهم في ظروف بعيدة عن القيم الإنسانية والحقوقية، في ظل تعامي المنظمات الدولية والحقوقية عن ملف المفقودين والمختطفين والمعتقلين في على أراضي الإقليم، ومحيطه وكذلك تلك الموجودة داخل تركيا. وفي الصدد تعيد “عفرين بوست” تسليط الضوء على القهر الذي تكابده عائلة كُردية جرت اختطاف رب أسرتها المسن، مع اثنتين من بناته في ظروف غامضة قبل نحو عام وثمانية أشهر في قلب مدينة عفرين، حيث اتهم نشطاء حينها مسلحي ميليشيا “فرقة الحمزة” باختطاف المواطنين الثلاثة واقتيادهم إلى جهة مجهولة، في ظل توفر معلومات ضئيلة توصل إليها مراسلنا عبر المتابعة والتواصل مع مصادر مقرّبة من المُختطفين. وذكر المصدر للمراسل أن مسلحين ملثمين اقتحموا ليلة الخامس والعشرين من حزيران العام 2018، منزل المواطن “محمد خليل عبدو” من مواليد 1968 في قرية “دُمليا” التاعبة لناحية “موباتا/معبطلي”، واختطفاه مع ابنته “لونجين” من مواليد 1995، واقتادوهما إلى جهة مجهولة. مشيرا إلى أن تهمة الوالد كانت حينها، جباية الضرائب في المنطقة الصناعية في عفرين لصالح الإدارة الذاتية السابقة، لمجرد أنه يمتلك ورشة لصيانة الجرارات الزراعية في صناعية المدينة، بينما جاء اختطاف ابنته لونجين بتهمة حيازتها لشهادة سواقة صادرة عن “الإدارة الذاتية” السابقة. وأضاف المصدر أنه بعد اختطاف لونجين ووالدها بتسعة أيام بالضبط، أي في بداية تموز 2018، عاد المسلحون الملثمون ليتخطفوا الأبنة الأخرى وهي “روجين عبدو” من مواليد 2001، وعمها “كمال خليل عبدو” من مواليد 1966، من منزلهما في حي عفرين القديمة. منوها أن الخاطفين أطلقوا سراح العم “كمال” بعد ستة أشهر في حالة صحية سيئة نتيجة التعذيب خلال فترة الاختطاف لدرجة أنه لم يكن يتذكر شيئاً، دون أن يتجرأ فيما يبدو على كشف عن سبب خطفه وهوية الخاطفين وظروف اختطافه ومكانه أو كيفية الافراج عنه، في سلوك ناجم عن تهديده من قبل الخاطفين فيما لو أباح بمعلومات لأحد على الأرجح. ويتبع مسلحو ميليشيات ما يعرف بـ “الجيش الوطني السوري” التالع لتنظيم الاخوان المسلمين بفرعه السوري، أسلوب التهديد والوعيد مع ضحاياه من المختطفين الكُرد، إن قاموا بتسريب معلومات للإعلام، أو حتى لأقرب المقربين منهم، للتغطية على جرائمهم المتواصلة منذ احتلالهم للإقليم الكُردي أواسط آذار 2018.

في الثامن من شباط\فبراير، داهمت دورية مشكلة من مخابرات الاحتلال التركي وميليشيا “الشرطة المدنية” منزل مواطن كُردي بقرية في ريف عفرين، وقامت باعتقاله واقتياده إلى مركزها في مركز ناحية “بلبلة\بلبل”. وأكد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “بلبلة\بلبل” أن مسلحين من ميليشيا “الشرطة المدنية” برفقة عناصر من الاستخبارات التركية، إضافة لعناصر نسائية، قامت صباح اليوم السبت، بمداهمة منزل المواطن حسين محمد حسو، من مواليد 1982، الكائن في قرية “كيلا\السمحة”، وأخضعته للتفتيش ومن ثم اقتادت المواطن حسين إلى مركزها في بلدة “بلبلة\بلبل”.  ويشار إلى أن المواطن حسين، متزوج ولديه طفلين، وقد جرى اعتقاله سابقاً في أواسط نيسان 2018، وقضى في سجن “الراعي” السيء الصيت والواقع بريف إعزاز، مدة ستة أشهر، تعرض خلالها لشتى صنوف التعذيب. وشهدت قرية “كيلا/السمحة” عقب إطباق الاحتلال العسكري على إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، حملة اعتقالات واسعة في صفوف العائدين إلى ديارهم، ولا زال مصير الشابين “أحمد دادو” و”شيخو بيرم” مجهولاً منذ ذلك الوقت.

كذلك، أقدمت دورية مشتركة من جنود الاحتلال التركي وميليشيا “الشرطة المدنية” التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، يوم أمس الجمعة\السابع من فبراير، على اعتقال شاب كُردي في قرية تابعة لناحية راجو، بتهمة الانتماء إلى القوات الأمنية “الأسايش” التابعة للإدارة الذاتية سابقاً، في إقليم عفرين الكُردي المُحتل. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو، أن الدورية المشتركة، اقتحمت قرية “جلا” وأقدمت على مداهمة منزل المواطن الشاب “محمد رشيد حسن” واعتقاله، ومن ثم واقتادته إلى مركزها في بلدة راجو، بذريعة التحقيق معه حول اتهامه بالانتماء لقوات الأسايش في حقبة الإدارة الذاتية السابقة. وأشار المراسل إت عملية الاعتقال جاءت بذريعة عدم مروره على محاكم الاحتلال التركي، رغم اعتقاله لأشهر في وقت سابق من قبل الميليشيات التابعة للاحتلال، حيث أمضى محمد سابقاً مدة ثلاثة أشهر في سجن القرية، وأفرج عنه مقابل فدية مالية، عقب تعرضه خلال فترة اعتقاله لشتى صنوف التعذيب.

في العاشر من شباط\فبراير، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي المحتل، أن شاباً كردياً قد جرى أختطافه أثناء عودته من حفل زفاف، خلال الأسبوع الماضي. وأشار أن المواطن هو “إدريس عمر” من أهالي قرية “قره تبه” التابعة لمركز عفرين، إذ تم اختطافه من على حاجز القوس، أثناء توجهه مع عائلته إلى قريته، للمشاركة في حفل زفاف هناك. ويقيم “إدريس” في حي الاشرفية بمركز عفرين، ومن غير المستبعد أن تكون المليشيا التي أختطفته قد قامت بذلك بحجة أنو يريد أن يشارك في حفل زفاف فيما يتم قصف إدلب التي باعها ضامنهم التركي.

في الحادي عشر من شباط\فبراير، قالت وكالة هاوار للأنباء ، أن جيش الاحتلال التركي ومسلحيه، خطفوا مواطنين من أهالي ناحية “موباتا\معبطلي” بريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، ولايزال مصير أحدهم مجهولاً. وأشار المصدر أن القوات المحتلة خطفوا في السابع من فبراير\شباط الجاري، مواطنين من قرية “كمروك” التابعة للناحية، وهما كل من “جهاد حسن ابراهيم” و”شيار محمد شوتو”. وأفاد المصدر بأن مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين أطلقوا سراح المواطن “جهاد حسن ابراهيم”، فيما لا يزال مصير المواطن “شيار محمد شوتو” مجهولاً.

في الثاني عشر من شباط\فبراير، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “موباتا\معبطلي”، أن المصير المجهول لا يزال يكتنف منذ عام ونصف، المواطن الكُردي “عزالدين جمال شيخو” من أهالي قرية “أومو” التابعة للناحية، عقب إختطافه من قبل مسلحي مليشيا “فرقة السلطان مراد”. ويأتي ذلك عقب أن قررت نسبة جيدة من العفرينيين العودة والمحافظة على الإقليم من المخططات التركية الرامية لتغيير ديموغرافيتها ومحو هويتها الأثنية، عبر استجلاب الآلاف من عوائل المسلحين. بيد أن مساعي العفرينيين الذين قرروا أن يخوضوا مقاومة بيضاء بطعم الإكراه على الحياة في ظل الاحتلال لم تنجح، نتيجة استخدام الاحتلال التركي لكل الآليات والخطط الممكنة لمنع المهجرين من العودة، وتهجير من عاد، بغية إطباق تغيير ديموغرافي خَطط له الاحتلال قبل أشهر من شن الغزو العسكري التركي الإخواني على الإقليم الكُردي.

في السابع عشر من فبراير\شباط، قال مراسل عفرين بوست إن إحدى الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، اختطفت يوم الجمعة\الرابع عشر من فبراير، مواطنيين كُرديين إثنين من قرية بريف إقليم عفرين، واقتادتهما إلى جهة مجهولة، بهدف استحصال فدية مالية من ذويهما. وقال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شيه\شيخ الحديد” أن ميليشيا “سعد بن أبي وقاص” اختطفت كل من “عزت محمد بكر” و”عزت بكر”، وهم أولاد عمومة، من منزلهما في قرية “آنقليه” التابعة للناحية، واقتادتهما إلى جهة مجهولة. وأشار المُراسل أن الخاطفين يتواصلون مع ذوي المواطنيين الكُرديين، ويطلبون منهم دفع مبلغ خمسة آلاف دولار أمريكي لكل منهما، مقابل إطلاق سراحهما.

كذلك، اختطفت ميليشيا “فرقة السلطان مراد” بتاريخ السابع عشر من فبراير، مواطنين كُرديين في قرية من ناحية “شرا\شران”، واقتادتهما إلى مركزها الأمني في قرية “دير صوان”. وأكد المراسل أن مسلحين من أمنية ميليشيا “فرقة السلطان مراد” اختطفوا كل من الشابين الكُرديين “أحمد حمو” و”أحمد محمد” من منزلهما في “شيلتعتيه/شلتاح” التابعة لناحية “شرا\شران”، بتهمة العمل في التهريب عبر الحدود، رغم أنهما كانا يعملان مع المسلحين ذاتهم في تهريب الأشخاص عبر الحدود إلى الأراضي التركية، وتم اقتيادهم إلى مركز الميليشيا في قرية “دير صوان”.

في الثامن عشر من فبراير\شباط، أقدمت المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، على أعتقال أثنين من المواطنين من المكون العربي في عفرين، في سياق ترهيب المواطنين وسعيهم إلى استحواذ الفدى المالية منهم. وقال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، أن المسلحين التابعين لتنظيم الإخوان المسلمين، خطفوا شيخ عشيرة العميرات “حمود الغزال” الذي يبلغ من العمر 55 عام، ومختار القرية عبدالله المحمد والذي يبلغ من العمر 50 عام، وهم من اهالي قرية “بابليتيه\بابليت” التابعة لمركز عفرين، بتهمة التعامل مع النظام السوري.

في التاسع عشر من فبراير\شباط، نفذت ميليشيا “فليق الشام”، حملة مداهمات وتفتيش في بلدة بريف إقليم عفرين الكُردي المحتل، طالت عدد من المنازل، بذريعة البحث عن أسلحة، أسفرت عن اختطاف قاصر كُردي. وأفاد مراسل عفرين بوست في راجو أن مجموعة من مسلحي ميليشيا “فيلق الشام” بينهم كل من المدعو ( مرهب وصليل الخالدي، أبو حسن، أبو عرب الفاعوري) حملة مداهمات وتفتيش طاليت نحو عشرين منزلا في بلدة ميدان أكبس الحدودية، وأسفرت عن اختطاف القاصر (زياد هورو بن مصطفى” 17 عاما “) بحجة العثور على بندقية صيد وبزّة عسكرية في منزل العائلة، واتهامه بكونه مقاتلا في صفوف وحدات حماية الشعب!  وتم سوقه إلى مركز للاختطاف في مدينة عفرين.

كذلك، أقدمت الاستخبارات التركية على اعتقال المواطن آزاد سليمان من منزله في رقية كوليا تحتاني/راجو، بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة. وقبل نحو أسبوع من الآن، اعتقل الاحتلال التركي المواطن الكُردي عمر وقاص/22عاما/ من منزله الكان بالقرب من حديقة الشرعية في مدينة عفرين، ليفرج عنه بعد ذلك بعد إجباره على دفع مبلغ ألف دولار أمريكي، رغم أنه اعتقل سابقا لمدة شهرين في بدايات احتلال الإقليم، حينها حصل على وثيقة براءة ذمة من الاحتلال التركي بعد الإفراج عنه. كما اختطفت ميليشيا “جيش النخبة” يوم الجمعة الفائتة، المواطن روهلات محمد الملقب بـ “جيلو”، الذي يعمل سانق نقل عام على خط دير صوان – عفرين، وهو من أهالي قرية درويش التابعة لناحية شرا/ شران. الجدير بالذكر أن جيلو اختطف سابقا متانة العلاقة التي تربطه مع المسلحين. وفي يوم السب 23/2/2020 أقدم مسلحي ميليشيا “لواء الشمال” التي يتزعمها المدعو “أبو حيدر” على اقتحام قرية “كوليكا” التابعة لناحية موباتا/معبطلي، ومداهمة منازل القرية ومصادرة عدد من الأجهزة الخلوية من سكانها ومن ثم قاموا باختطاف عددا من المواطنين، وعرف منهم (مصطفى محمد سليمان – إبراهيم محمد مصطفى)، وبتاريخ 20/02/2020 شنت الاستخبارات التركية وميليشيا “الشرطة المدنية” حملة دهم و اعتقال نفذتها في قرية ماراتيه/معراته التابعة لكرز إقليم عفرين المحتل. وأسفرت الحملة عن اعتقال ثلاثة مسنين كُرد وهم كل من( أحمد مصطفى حيدر 80 عاماً- خليل سعيد أيوبي 75 عاماً- مصطفى محمد آلو 65 عاماً ) بحجة العمل لدى مؤسسات الادارة الذاتية السابقة، دون أي مراعاة لأعمارهم الكبيرة ومعاناتهم من الأمراض.

في الرابع والعشرين من فبراير\شباط، شنت ميليشيا “الشرطة المدنية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، حملة مداهمات واعتقال في قرية “دالا” التابعة لناحية “موباتا/معبطلي”، مُسفرة عن اعتقال 3 مواطنين كُرد من الكبار بالسن بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة، وفقا لمراسل “عفرين بوست” في الناحية. وأوضح المراسل أن ميليشيا “الشرطة المدنية” استكملت اليوم الأثنين، حملة الاعتقالات لتطال ثلاثة مواطنين وهم كل من (أحمد عزو/75 عاما، وأمين حمودي/ 75 عاماً، ولوند/ 70 عاماً).

كذلك، أكد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، أن مسلحي مليشيا “أحرار الشرقية” اختطفت القاصر الكُردي “شيار محمد” في إحدى شوارع حي الاشرفية، وساقته إلى مقرها الكائن بالقرب من جامع “بلال”. وأشار المراسل أن والد “شيار” تمكن عبر وسطاء من مسلحي مليشيا “الفرقة 23” من التوصل إلى مكان اختطاف ابنه، وقام بدفع مبلغ 300 ألف ليرة سورية للمسلحين، حتى تمكن من إطلاق سراحه وذلك بعد مرور عشر ساعات من قضائه في مكان الاختطاف، حيث تعرض خلالها للضرب والتعذيب. وأضاف المُراسل أن المسلحين قاموا بسلب الشاب القاصر جهاز هاتف من طراز (آي 50، سامسونغ)، علاوة على مبلغ 7 آلاف ليرة سورية كانت بحوزته، منوهاً أن المسلحين هددوا والده بالخطف في حال تقدمه للشكوى لدى أي جهة عسكرية.

في الخامس والعشرين من فبراير\شباط، قال مراسل عفرين بوست أنه لا يزال مصير الكثير من الشبان الكُرد ممن قرروا العودة إلى عفرين عقب إطباق الاحتلال العسكري التركي عليها مجهولاً، ومنهم من بات له عامان مجهول المصير، دون أن يعلم ذووه  أكانوا لا يزالون خلف قطبان الاحتلال أسرى، أم باتوا شهداءً تحت سوط الجلادين من المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين. ومن تلك الحالات، الشاب “زياد خليل كالو” والدته “سولية” من أهالي قرية “كورزيليه\قرزيحيل”، حيث لا يزال مصيره مجهولاً منذ سنة وتسع شهور.

كذلك، اختطفت ميليشيا “فيلق الشام” في الخامس والعشرين من فبراير، الشاب الكُردي “موسى موسى ابن قنبر” من مواليد 1995، من منزله الكائن في بلدة “ميدان أكبس” الحدودية والتابعة لناحية راجو، بتهمة العثوار على طلقة في منزله بعد مداهمته وتفتيشه، وفقاً لمُراسل “عفرين بوست”. وأكد المراسل أن مسلحين من ميليشيا “فيلق الشام” داهموا منزل الشاب وقموا بقلبه راساً على عقب، ومن ثم ادعوا أنهم عثروا على طلقة رصاص في المنزل، ليبرروا اختطافه وسوقه إلى مركز الاختطاف الكائن في مبنى البلدية في البلدة، مشيراً إلى أن “موسى” من أهالي قرية “كووسا/كوسانلي”، ولكنه يقيم في “ميدان أكبس”. وأضاف المراسل أن الشاب “موسى” كان قد اعتقل في بداية احتلال الإقليم، وأمضى عاماً كاملاً في معتقلات الميليشيا، بتهمة الخدمة لدى “قوات الدفاع الذاتي” في حقبة “الإدارة الذاتية” السابقة. إلى ذلك أفاد المُراسل أن ميليشيا “فيلق الشام” أقدمت في بتاريخ الثاني والعشرين من فبراير، على اختطاف كل ثلاثة مواطنين معاقين من عائلة “حيشو” من منازلهم في بلدة “ميدان أكبس”، وهم كل من “مصطفى هورو” له ساق مبتورة “زكريا هورو” لديه ثلاثة أطراف مبتورة” وحمو هورو” له ساق مبتورة.

في السابع والعشرين من شباط\فبراير، قالت “منظمة حقوق الانسان في مقاطعة عفرين”، إن مليشيا “جيش الشرقية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد أقدمت على اختطاف الشاب “لاوند محمد نور حسن/25 عام”، وهو متزوج. وكان “لاوند” يعمل في تركيا وهو من قرية “مسكيه جورن\مسكة فوقاني” التابعة لناحية جنديرس” حيث تمت عملية الاختطاف بحجة التعامل مع الادارة الذاتية السابقة، حيث تم اقتياده إلى جهة مجهولة.

نشر التطرف..

في الأول من فبراير، رصد مراسلو “عفرين بوست” خلال الأسبوع الفائت، وصول العشرات من جثث مقاتلي الميليشيات الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الوطني السوري” التابعين للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ممن قتلوا في المعارك الدائرة في ليبيا، إلى مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا. ففي يوم أمس الجمعة\الأول من فبراير، وصلت أربع جثث لقتلى ميليشيا “جيش النخبة” إلى مشفى “الشهيد فرزندا” العسكري في عفرين، وتم دفنها في مقبرة بلدة ميدانكي التابعة لناحية شرّا/شران، حيث يقع المقر الرئيسي للميليشيا، علماً أن المسلحين القتلة ينتمون للمجموعة التي تحتل قرية “شيخوتكا” التابعة لناحية موباتا\معبطلي. كما وصلت الخميس\الثلاثين من يناير، 12 جثة من قتلى ميليشيا “فرقة السلطان مراد” إلى المشفى “الشهيد فرزندا” العسكري، قادمة من معبر باب السلامة القريب من مدينة اعزاز المحتلة، بواسطة سيارات تابعة لـ “الهلال الأحمر التركي” ومن بينها سيارة عائدة لمنظومة الإسعاف التركية “إس دي آر” التركية، ليتم دفنها فيما بعد في إحدى المقابر المجاورة لمدينة عفرين وسط سرية تامة. وفي منتصف ليلة الخميس–الجمعة، دفنت كل من ميليشيا “أحرار الشرقية” و”نور الدين الزنكي”، 30 جثة من قتلاها في تل جنديرس الأثري، وأقيمت مراسم التعزية في حي الرفعتية بمدينة جنديرس، علاوة على دفن جثتين لقتلى إحدى الميليشيات في مقبرة الزيدية في مدينة عفرين، لم يتمكن مراسلو “عفرين بوست” من تحديد هوية الميليشيا التي ينتميان إليها.

في التاسع من شباط\فبراير، أبلغت مصادر محلية “عفرين بوست” أن الاحتلال التركي يواصل إرسال مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، إلى ليبيا للالتحاق بالمعارك الدائرة بين حكومة الوفاق الاخوانية والجيش الوطني الليبي. وأكدت المصادر أن بعض المسلحين الكُرد المنضوين في صفوف الميليشيات الإسلامية، غادروا أراضي إقليم عفرين الكُردي المحتل متوجهين إلى طرابلس الليبية بينهم المدعو “أبوعبدالله الكردي” المنحدر من الحسكة وهو منضوي ضمن صفوف ميليشيا “الجبهة الشامية”، والمدعو “أبو خليل” من ميليشيا “فرقة الحمزة” وهو ينحدر من قرية “آقيبة\عقيبة”، وهناك عدد آخر من قريتي “جلمة” و”قُلكة” التابعتين لريف جنديرس. وفي الأثناء، قال مُراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية راجو، أنه لم يتبقى سوى مسلحين إثنين في قرية علمدار، حيث جرى إرسال نحو 8 مسلحين إلى ليبيا للقتال هناك.

في الثالث عشر من شباط\فبراير، رصد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، ظهوراً علنياً لمسلحي “جبهة النصرة” (الفرع السوري للقاعدة) الذين يتميزون عن أقرانهم من مسلحي الميليشيات الاسلامية بلباسهم وهندامهم وكذلك الشعارات التي يضعونها على أكتافهم. وأكد المراسل أن مسلحين بلباس مختلف يشتهر به جهاديو “جبهة النصرة” شوهدوا مؤخراً في شوارع عفرين برفقة عائلاتهم، ويحملون على أكتافهم شعارات سوداء تحمل عبارة “لا إله إلا الله” وعمامات سوداء يلفون بها رؤوسهم، في إطار جهود الاحتلال التركي إلى تحويل الإقليم الكُردي المُحتل، إلى مرتع للجهاديين التكفريين كإمارة إسلامية. وأضاف المُراسل أن الاحتلال التركي يُخطط لدمج تلك العناصر القاعدية مع ميليشيا “أحرار الشرقية”، تمهيداً لتوطينهم في المناطق التي تحتلها الميليشيا في الإقليم وخاصة في ناحية جنديرس. وتتقاطر قوافل الخارجين من مناطق الاشتباكات في محافظة ادلب إلى إقليم عفرين الكُردي المُحتل، على وقع المعارك العنيفة الدائرة بين القوات الروسية وقوات النظام من جهة والميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم جبهة النصرة من جهة اخرى.

في الثامن عشر من فبراير\شباط، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، أن الاحتلال التركي عمد إلى إرسال 600 مسلح من مناطق احتلاله في إعزاز وعفرين والباب، تابعين لمليشيا “فرقة السلطان مراد”، إلى “معبر السلامة” القريب من مدينة إعزاز، بغية إرسالهم إلى ليبيا. وفي سياق متصل، دفن مسلحو ذات المليشيا متزعماً في صفوفها، يسمى “أبو احمد” وهو ينحدر من تركمان حمص، حيث تم دفنه في مقبرة الزيدية بمدينة عفرين، عقب مقتله في ليبيا.

في التاسع عشر من فبراير\شباط، اعتقلت ميليشيا “الشرطة المدنية” برفقة عناصر من الاستخبارات التركية، تسعة مسلحين من “جبهة النصرة” في بناء سكني على طريق قرية “ترنده\الظريفة” بجانب صيدلية “الحياة” في حي الأشرفية، بسبب رفضهم الالتحاق بالمعارك الدارة في ليبيا، بحسب مراسل “عفرين بوست”. والمسلحون التسعة، بينهم متزعمون من عائلة عفش، ممن كانوا قد فروا مؤخراً من بلدة عندان بريف حلب الشمالي قبيل سيطرة قوات النظام عليها. وذكر المراسل أن المسلحين كانوا ينتمون لميليشيا “الجبهة الشامية”، إلا أنهم بقيوا في البلدة بعد سيطرة “جبهة النصرة” على بلدات ريف حلب الغربي، وانضموا لصفوف “النصرة” حتى سقوط تلك البلدات تحت سيطرة جيش النظام.

في العشرين من فبراير\شباط، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين إن المخابرات التركية أقدمت، على اعتقال المتزعم في ميليشيا “أحرار الشرقية” المدعو “أبو جندل شرقية” الذي كان يستحكم ومسلحوه في قطاع المركز الثقافي وشارع الفيلات، وأضاف المراسل أن الاعتقال جاء بذريعة قضايا الفساد المتعلقة بالاستيلاء على الشقق السكنية والمحال التجارية واستثمارها لصالحه، إلا أن المراسل أكد أن السبب الحقيقي وراء اعتقاله يعود لرفضه الالتحاق بالمعارك الدائرة في ليبيا.

في السادس والعشرين من فبراير\شباط، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين، إن الاحتلال التركي قد عمد إلى إستصدار تعميم بحق مليشيات “فرقة الحمزة” و”أحرار الشرقية” و”فرقة السلطان مراد”، هددهم من خلاله بقطع مرتباتهم في حال التأخر أو عدم الإلتحاق بالمعارك في ليبيا.

الاستيطان..

في الأول من فبراير، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً، أن الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، تواصل طرد المواطنين الكُرد من منازلهم، بهدف استيطان الفارين من أرياف إدلب عوضاً عنهم. وأكد المُراسل أن مسلحي ميليشيا “فرقة السلطان مراد” استغلوا فترة غياب المواطن الكُردي “عارف سليمان”، من أهالي قرية خليل التابعة لناحية “موباتا/معبطلي”، والذي كان في زيارة لأحد أقربائه في المدينة، ليقدموا على كسر باب شقته السكنية الكائنة في محيط دوار نوروز، وتأجيرها لأحد الفارين من إدلب مقابل مبلغ مئة دولار أمريكي. وأشار المُراسل أن المسلحين يمنعون المواطن الكُردي من استرداد منزله، رغم تقدمه بشكاوى لدى متزعمي الميليشيا.

كذلك، رصد مراسلو “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين المُحتل عدداً من حالات هروب عائلات مُستوطنة إلى تركيا أو مناطقها الأصلية لعقد مصالحات مع حكومة النظام السوري، في ظل انتشار انباء عن وصول الشرطة العسكرية الروسية إلى عفرين، وكذلك نتيجة الخسارات الكبيرة للميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين والمسماة بـ “الجيش الوطني السوري” وتنظيم القاعدة (جبهة النصرة) “، في أرياف إدلب وحلب لصالح جيش النظام. وأكد المُراسلون أن عدداً من العائلات المستوطنة المُنحدرة من مختلف المناطق السورية، بدأت بمغادرة مجموعة من مناطق عفرين، وبخاصة في مركز إقليم عفرين، بعد سعيها لعقد مصالحات مع مؤسسات النظام الأمنية بهدف العودة إلى مناطقها الأصلية، أو التوجه إلى داخل تركيا، مع تصاعد مخاوفهم من دخول روسيا إلى عفرين. وبالتزامن ألغت ميليشيا “الشرطة العسكرية” حاجزها الأمني المُقام في المدخل الشرقي لمدينة عفرين “القوس” دون أن تتوضح الأسباب التي دفعتها لتلك الخطوة، في ظل حالة من التراخي العام على الحواجز، حيث ما عدا المسلحون يدققون في هويات العابرين عليها، مع تصاعد مخاوفهم مما قد ينتظرهم، فيما لو شنت “قوات تحرير عفرين” أو قوات النظام وروسيا، هجوماً مباغتاً على عفرين خلال الفترة القادمة. وفي سياق منفصل، أقدم الاحتلال التركي على نقل كافة مسلحي ميليشيا “حركة نور الدين الزنكي” المتمركزين في قرى (ممالا ورمادية، عمارا، وكمروك) بريف عفرين إلى الريف الغربي لحلب، وخاصة في بلدات قبتان الجبل والمنصورة ودارة عزة، لمواجهة جيش النظام الذي يحاول التقدم في تلك المناطق وبدعم روسي.

في الثاني من فبراير، قالت “عفرين بوست”: قصص وروايات عديدة تحكي المآسي التي يعيشها السكان الأصليون في إقليم عفرين الكُردي المحتل شمال سوريا، على يد المستوطنين من ذوي المسلحين التابعين للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد تبدأ بالسرقة ولا تنتهي بالاستيلاء على منازل الكُرد أو أملاكهم وأشجارهم كالزيتون خاصة. وفي هذا السياق، قال المواطن “بيشواز” من أهالي ناحية راجو في حديثه لـ “عفرين بوست” أنه تعرض إلى موقف وصفه بـ المضحك المبكي، خلال موسم الزيتون نوفمبر المنصرم، جعلته يحسب حسابات جديدة عند التقدم بشكوى ضد المستوطنين. وأضاف “بيشواز”: توجهت أثناء موسم الزيتون إلى أرضي في محيط راجو، لأتفاجئ بقرابة خمسة عشرة مستوطناً ومستوطنة وهم يقومون بالجني من أشجاري، ولعلمي بأن المستوطنين هم في الغالب مسلحون، خاصة أن السرقة تتم في وضح النهار و(على عينك يا تاجر) كما يقول المثل الشعبي، قررت أن أتجنب التشاكل معهم، والتوجه إلى مقر الشرطة في راجو”. متابعاً: “توجهت إليهم، وجلبت معي دورية من المسلحين إلى حقلي، وكان مسلحو مليشيا الشرطة ينحدرون من المنطقة الشرقية، بمعنى أنهم من مسلحي أحرار الشرقية ضمن مليشيا الشرطة، حيث لكل مليشيا مجموعة من المسلحين ضمنها”، قائلاً: “وعقب وصولنا إلى الأرض، كانت المفاجئة والفاجعة”. مستطرداً: “لم أرى سوى أحد المسلحين التابعين للشرطة وهو يتوجه إلى مستوطنة كبيرة بالعمر، وهو يقول لها: (يما يما حدى حجى معج شي؟)، وهي باللكنة الخاصة بأهالي المنطقة الشرقية تعني: أمي هل تعرض لكم أحد بأي كلمة؟!”. ويستكمل “بيشواز” حديثه فيقول: “شعرت حينها بكأس ماء باردة وقد صُبت فوق رأسي، فالمسلح الذي جائت به لينصفني هو أبن المستوطنة التي تسرق زيتوني وأمام عيناي”، وأدركت حينها إني إن خرجت من الشكوى المقدمة ضدهم بسلامة ستكون أقصى ما يمكنني الحصول عليه. وأشار “بيشواز” بأنه وعقب تعرف المسلح على المستوطنين اللصوص، فقد تعرض هو إلى مُحاضرة في الأخلاق والوطنية من قبل المسلحين!، بحجة أن هؤلاء مهجرون من أرضهم، وعلى أهالي عفرين إستيعابهم وتقديم المساعدات لهم، لا الشكوى عليهم، حيث سلب المستوطنون ما تمكنوا منه ورحلوا”. وتتقاطر قوافل الخارجين من مناطق الاشتباكات في محافظة ادلب إلى إقليم عفرين الكُردي المُحتل، على وقع المعارك العنيفة الدائرة بين القوات الروسية وقوات النظام من جهة والميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم جبهة النصرة من جهة اخرى.

في الثالث من فبراير، ومع تصاعد العمليات العسكرية للنظام السوري وروسيا ضد المناطق الخاضعة للاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، بدا هؤلاء بتحسس رؤوسهم، مع شعورهم بأن ساعة النهاية قد أقتربت، وأن موعد الحساب قد يحين في أي وقت. وفي هذا السياق، رصد مراسلو “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، حالة من اليأس والندم على المستوطنين من ذوي المسلحين، الذين باتوا يعدون العدة ويغادرون المنازل التي استوطنوها على مدار عامين من إطباق الاحتلال العسكري التركي. وذكر السيد الكُردي “أبو باهوز” لـ “عفرين بوست” أن المسلحين يقومون بإخلاء البيوت التي استولوا عليها في حيهم بمركز عفرين، مضيفاً أن بعضهم قال بأنه سوف يتوجه إلى تركيا، كونها لا زالت تستقبل المسلحين وذويهم، أقله حتى الساعة. وأضاف على لسان المستوطنين بأنهم يشعرون بالندم كونهم ساهموا في غزو عفرين، حيث قال له بعض المستوطنين بإنه “قد قيل لهم بأن الكُرد ملاحدة وكفار ويريدون تقسيم سوريا”، (وهي الحجج التي زرعها الاحتلال التركي والاعلام الموالي لتنظيم الإخوان المسلمين في عقول متابعيهم، لحشد الضغائن على الكُرد، وجعلهم وقوداً في حربهم العنصرية عليهم). وتابع “أبو باهوز” إن “المستوطنين وعقب تعاملهم خلال العامين الماضيين مع الكُرد، أدركوا زيف تلك الإدعاءات، وباتوا يشعرون بالندم على مساهتهم مع الاحتلال التركي في غزو عفرين وتهجير سكانها والاستيطان عوضاً عنهم، وسرقة أموالهم وأملاكهم”. مؤكداً أنه رغم حالة الندم البادية على المسلحين وذويهم، فإن “أهالي عفرين يجمعون على أنها ليست وليدة طيب خلق منهم، بل هي نتيجة طبيعية لإحساسهم بقرب نهايتهم، مع تصاعد حدة المعارك في أرياف حلب وإدلب، وتقدم قوات النظام وسيطرتها على المدن التي كانت خاضعة لمسلحي الإخوان المسلمين”. مشيراً إلى “أنه لولا التقدم العسكري للنظام في إدلب، والمعلومات عن تحضيراته للهجوم مناطق أخرى كريف حلب الغربي وعفرين وشمال حلب، لما كان هؤلاء المستوطنون قد أبدوا أي ندم على أفعالهم بحق السكان الأصليين الكُرد في الإقليم المحتل”. وبالرغم من المحاولات الحثيثة من قبل الاحتلال التركي لإظهار نفسه بموقف المقاوم للتقدم الروسي مع النظام في ادلب وحلب، بيد أنه من غير المستبعد أن يكون كل ذلك في إطار التلاعب التركي بمسلحي الإخوان المسلمين، كونهم في النهاية أدواته للتوسع العثماني، مستغلاً العاطفة الدينية لدى هؤلاء. ويبدو أن القضاء على المسلحين التابعين للإخوان المسلمين، قد بات مصلحة مشتركة للروس وتركيا، حيث يسعى الاحتلال التركي الى التخلص من عبئهم، لكن من دون الإضرار بصورته التي حاول رسمها لنفسه في عقول المغيبين بالعاطفة الدينية. ومن المؤكد أن دعم الاحتلال التركي للمسلحين بالسلاح والذخيرة، يأتي في إطار دوره ذاك حيث يحاول إبراز نفسه كحامي للسنة، وهو في حقيقة الأمر يحرقهم بنيران سياساته التوسعية الرامية إلى اقتطاع الاراضي السورية، وإنشاء كيان تابع له في شمال سوريا، يحكمه تنظيم الإخوان. ويبدو أن نواياه تلك قد بائت بالفشل بشكل نهائي بعد رفضها بالكامل من الجانب الروسي، وعليه بدأ مسلحو الإخوان المسلمين بفتح جبهات عديدة على قوات النظام في الباب وتادف، وريف حلب الغربي وأحياء غرب حلب، وأخيراً في إدلب، ما يرجح توسع العمليات العسكرية لتطال كل تلك المناطق، ما قد يعني خسارة الاحتلال التركي لكل المناطق المحتلة بشكل متسلسل.

كذلك، أنذرت قوات الاحتلال التركي وميليشياتها الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، القاطنين في مخيم واقع على طريق جنديرس بالرحيل في غضون مهلة مدتها أربع وعشرين ساعة. وقال مراسل “عفرين بوست” في ناحية جنديرس أن دورية مشتركة من المخابرات التركية وميليشيا “الشرطة المدنية” أعطت مهلة يوم واحد للقاطنين في المخيم المُقام في مطار جنديرس الزراعي لاخلائه والرحيل إلى مناطق أخرى، دون التمكن من معرفة الأسباب المؤدية للقرار، مشيراً إلى أن المخيم يتألف من 200 خيمة عشوائية جلّ قاطنيه من الرعاة المستوطنين. وأضاف المُراسل أن قوة عسكرية قوامها 300 مسلحً من المخابرات التركية وميليشيات “الشرطة المدنية والعسكرية” مزودة بعربات مكافحة الشغب، أقدمت على إزالة مخيم مُشابه، كان مُقاما في مفرق قرية كفردليه “عنداريه” على طريف عفرين – جنديرس، رغم اعتراض قاطنيه. وأكد المراسل أن المخيم كان يتألف من 50 خيمة، وجميع قاطنيه من الفارين من أرياف إدلب، مشيراً إلى أن تلك المخيمات تُزال بداعي وقوعها على الطريق الرئيسي، ما يرفع احتمال تعرضها لأعمال تخريبية قد تُشكل خطراً على قاطنيها.

في الرابع من فبراير، استمر تدفق المزيد من قوافل الفارين من أرياف إدلب إلى إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، جراء تعرض تلك المناطق للقصف الروسي وتقدم جيش النظام فيها على حساب الميليشيات الإسلامية والجهادية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. بالصدد ناشد مجلس الاحتلال المحلي في ناحية “بلبلة\بلبل” المنظمات الإنسانية لتقديم يد العون لألاف الفارين من إدلب، لتضيف عبئاً جديداً على السكان الأصليين والضغط عليهم، معلناً عن وصول أكثر ثمانمائة عائلة إلى مركز الناحية والقرى التابعة لها. وحسب المراصد الإخبارية والنشطاء العاملون في الإقليم المحتل، وصلت أكثر من 850 عائلة إلى ناحية بلبل، وحوالي 1850 عائلة إلى ناحية شرا/شرّان و750 عائلة إلى ناحية راجو، و652 عائلة إلى ناحية جنديرس، و357 عائلة إلى ناحية شيه\شيخ الحديد، وحوالي 470 عائلة إلى ناحية معبطلي و400 عائلة إلى ناحية شيراوا. بينما وصلت أعداد كبيرة جداً إلى مركز الإقليم، حيث يشهد اكتظاظاً غير مسبوق بالآليات والقادمين الجدد، في ظل انتشار العديد من المخيمات العشوائية في محيط حي الأشرفية والزيدية وعلى الطرقات الرئيسية خارج المركز. ويعمد مسلحو الميليشيات الإسلامية إلى استغلال حاجة القادمين الجدد من خلال الإسراع في تجهيز المباني السكنية غير المكسية وغير مكتملة البناء، إلى تجهيزها بما تيسر واسكانهم فيها مقابل مبالغ مالية كبيرة، حيث يتم تأجير الشقة الواحدة بمبلغ مئة دولار أمريكي، كما يعمد العديد منهم إلى طرد السكان الكُرد من منازلهم تحت حجج واهية، وتوطين تلك العائلات فيها مقابل أجور عالية جداً.

كذلك، سقطت ست قذائف على مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، إحداها أصابت مدرسة الشرعية والأخرى مدرسة الاتحاد العربي، وواحدة في محيط جامع شيخ شواخ، وقذيفتين بالقرب من مقصف جين. وأضاف المراسل “عفرين بوست” إن السادسة سقطت بالقرب مع خزان المياه بحي الاشرفية دون أن تنفجر، فيما لم يتوضح تماماً الجهة التي نفذت القصف، والذي يأتي بالتزامن مع توتر تركي روسي، قد يمهد لمعارك أوسع، على شاكلة الأحداث الواقعة في إدلب وغرب حلب. ونوه المراسل إن القصف أسفر عن إصابة ثلاثة أطفال كُرد في مدرسة الاتحاد وهم: (ميرفان، ردوين، علي). كما أدى القصف إلى مقتل مستوطن في مدرسة الشرعية وهو (طالب بكالوريا) يدعى ياسين حمراوي وهو من مستوطني الغوطة في عفرين، وإصابة كل من: قتيبة القوتلي، عبود الميداني، ريان باشا وثلاثتهم من مستوطني الغوطة في عفرين. ويرجح مراقبون أن تشهد مناطق شمال سوريا المحتلة في الشريط الحدودي الممتد من منطقة جرابلس إلى إقليم عفرين الكردي، عمليات عسكرية في المرحلة المقبلة، فيما لو استمر التصعيد الروسي التركي، حيث قصف الاحتلال التركي مناطق الشهباء مما اسفر عن مقتل جندي لقوات النظام في دير جمال. ويأتي ذلك عقب قصف لقوات النظام في محيط سراقب على نقطة تركية مما أسفر عن مقتل 6 جنود لجيش الاحتلال التركي، يبدو أنهم كانوا الثمن لرسالة روسية إلى تركيا، بأن مدة صلاحية الوجود التركي في إدلب قد تجاوزت حدها، وأن على الأتراك حزم أمتعتهم والعودة إلى حيث أتوا. ويشير مراقبون أن الروس قد حسموا أمرهم كما تظهر الأحداث، بأنه قد حان الوقت لهم للإنفراد بالسيطرة كقوة دولية متحكمة بالملف السوري، خاصة بعد مقتل قاسم سليماني وتراجع الدور الإيراني، مما قد يشجع الروس للمواجهة مع أنقرة، لإجبارها على الخروج هي الأخرى. ومن المؤكد أن الاحتلال التركي ليس معنياً أو مُهتماً بإدلب وأهلها، لكنه حاول ولا يزال أن يحصل على تنازلات من روسيا، تسمح له باجتياح كوباني وعين عيسى، بالتزامن مع اجتياح النظام وروسيا لإدلب، وهو ما يبدو أن روسيا قد رفضته، بعد نجاحها في حشر الوجود التركي في زاوية ضيقة وغير استراتيجية في أقصى الشمال الغربي للبلاد. ويعتقد متابعون بأن الروس باتوا يمتلكون في قبضتهم جميع عوامل القوة في سوريا، أما الحرب التي يخوضها مسلحو تنظيم الإخوان المسلمين المعروفين بـ (الجيش الحر، الجيش الوطني، وجبهة النصرة) في إدلب، فهي في سبيل الأستماتة دفاعاً عن طموحات أنقرة التوسعية، ولكن لن يكون بمقدورهم مواجهة القوة العسكرية الروسية، مهما تلقوا من دعم تركي. ويشير هؤلاء بأن الدعم الأمريكي للمسلحين في إدلب بأسلحة نوعية كالتاو، ربما القصد منها خلخلة العلاقة بين روسيا وتركيا، وهو ما يبدو أن واشنطن قد نجحت فيه، مشبهين ذلك بحادثة إسقاط تركيا للطائرة الروسية في العام 2015، والتي عقبها تقهقر أردوغان واعتذاره لبوتين مقابل الصفح عنه، مرجحين تكرار ذات السيناريو، وأن يكون الثمن هذه المرة، إخراج الاحتلال التركي من كامل الشمال السوري بما فيه عفرين وسريه كانيه وكري سبي. 

في الخامس من فبراير، أكد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، إن ما يسمى بـ “المجلس المحلي” التابع للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد بدأ ببيع البيوت غير المكسية، والتي لا تزال على الهيكل، للمستوطنين القامين حديثاً من محافظة إدلب ومناطق غرب حلب وغيرهم. ونوه المراسل إن المعلومات التي حصل عليها تفيد بأنه تم بيع بيت سكني ع الهيكل يقع خلف مدرسة “صالح العلي\دبستانى راش” بمبلغ 1800 دولار، إضافة إلى آخر في محيط دوار قبان بـ 2800 دولار، إلى جانب شقتين أخريين على الهيكل بمبلغ 4000 دولار لكل منهما. وفي حي المحمودية، قامت مليشيا “أحرار الشرقية” ببيع 3 بيوت مبنية على الطراز المعروف بـ “العربي”، بمبالغ تتراوح بين 600- 800 دولار لكل بيت. وفي الأثناء، حذر أحد أصحاب المكاتب العقارية في عفرين المستوطنين من مغبة الإنجرار وراء تلك العمليات، واصفاً إياها بأنها عمليات “نصب واضحة المعالم”، قائلاً: “إن المنازل جميعها تمتلك أوراق وإثباتات تؤكد ملكيتها من قبل سكان عفرين الأصليين، وبالتالي فإن عمليات البيع تلك باطلة قانونياً، كونها لا تُثبت في محاكم الدولة السورية”. متابعاً: “ما دامت الثبوتيات غير موجودة، على أي أساس يقوم المجلس المحلي بتسجيل عمليات البيع، ومن ثم ما هي الضمانات التي يقدمها المجلس للشاري ببقاء العقار له، وماذا إن عاد مالك العقار الحقيقي، ما موقف المجلس حينها؟”. في السياق، أكد “أبو شيار” وهو مواطن مقيم في عفرين، أن المجلس المحلي الذي يقوم بتسجيل عمليات الشراء في محاكمه، يقوم بذلك على أساس أنه أصبح “سلطة دائمة في عفرين”، مستغرباً إنجرار المستوطنين لتلك “الخدعة” على حد وصفه. وتابع “أبو شيار”: “لا يمكن للعقل أن يتقبل بأن المستوطنين الذين يفرون من إدلب أو الذين بات لهم عام وعامين من الاستيطان في عفرين، كيف أنهم يصدقون المجلس المحلي أو المسلحين للقيام بشراء العقارات منهم، فهؤلاء سلطة غير شرعية، وغير ثابتة، وقد تتغيير الموازيين في أي لحظة، ويخرجوا من عفرين، حينها من سيعوض الشاري.. فلكل عقار مالك، وهذا المالك يمتلك الثبوتيات والأوراق جميعها، وسيعود حتماً”. ويأتي بيع المجلس المحلي للاحتلال التركي العقارات في عفرين، بالتزامن مع تصاعد العمليات العسكرية في إدلب وغرب حلب، إضافة إلى عفرين ذاتها، حيث طال القصف أمس، مركز الإقليم مسفراً عن مقتل مستوطن وإصابة 3 آخرين، إضافة إلى إصابة 3 أطفال من السكان الأصليين الكُرد. ويشير مراقبون أن المبالغ الزهيدة التي يشتري بها المستوطنون العقارات من المجلس المحلي أو المسلحين والتي قد لا تصل إلى ربع الثمن الحقيقي للعقار، يبدو أن لها هدفين أساسيين، يتلخص أولهما في رغبة مجلس الاحتلال وأعضائه في تكسب أكبر قدر ممكن من الأموال من الأملاك والعقارات التي تركها سكان عفرين الأصليون الكُرد خلف ظهورهم عنوة، أثناء تعرضهم للتهجير القسري من إقليمهم. فيما يبدو أن الهدف الثاني متمثل في بحث بعض المستوطنين عن مسكن يقيمون فيه ضمن عفرين بشكل دائم، ما دام الاحتلال العسكري  مطبقاً، دون أن يتعرضوا للمضايقات من المسلحين، حيث يتعرض المستوطنون أنفسهم في بعض الحالات لمضايقات من المسلحين، وابتزازات بقصد الحصول على الأموال والأتاوات. ويضيف المراقبون أن الأوضاع في عفرين لا تبدو بأنها ستحافظ على حالها لوقت طويل، خاصة لو تصاعد الصدام بين قوات النظام وروسيا من جهة، والاحتلال التركي ومسلحي الإخوان المسلمين من جهة أخرى، وهو ما قد يفتح الباب على قضية تحرير الإقليم من براثن القوى الغاضبة لها، وإعادته إلى أهله في وقت قريب.

في السادس عشر من فبراير\شباط، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “موباتا\معبطلي” بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، إن جيش الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، قد عمدوا إلى إنشاء مخيم جديد في الناحية لاستقبال المزيد من الفارين من إدلب، تمهيداً لإستيطانهم في عفرين. ووفق المراسل، تقطع المليشيات الإسلامية العشرات من الأشجار الحراجية والمعمرة بغية إنشاء ذلك المخيم، وهو ما دأبت عليه على الدوام، حيث تم القضاء على أكثر من 30% من غابات عفرين وأشجارها وفق إحصاءات تقديرية.

في السابع عشر من فبراير\شباط، أشار المراسل أن المنطقة الممتدة بين عفرين القديمة، انطلاقاً من الكراج ووصولاً لدوار نوروز، تشهد قيام المسلحين التابعين لأمنية ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، خلع الأقفال المحال التجارية، حيث يقومون بتأجيرها للفارين من إدلب وريف حلب الغربي بمبلغ 10 آلاف ليرة سورية لكل محل تجاري، سواء أكان أصحابها موجودين في عفرين أم لا، والدفع يكون لثلاثة أشهر سلفاً. ومن المعروف أن أمنية الميليشيا تتخذ من مبنى “مصرف التسليف الشعبي” في الإقليم مقراً لها. ومع توسع رقعة سيطرة النظام في حلب وإدلب، يستمر توافد المستوطنين إلى ريف عفرين، حيث وصلت عشرة عوائل من “دارة عزة” إلى قرية زفنكي التابعة لناحية “بلبلة\بلبل”، وهي تمثل مجموعة صغيرة من العدد الكلي للفارين من دارة عزة، مع إقتراب قوات النظام منها أمس. وفي السياق، طالب مسلحو “أحرار الشرقية” من المستأجرين في قطاعها بمركز عفرين برفع أجار المنازل التي يقيمون فيها إلى مئتي دولار، تحت طائلة الطرد، حيث كان الآجر السابق يعادل تقريباً الـ 100 دولار، وذلك بالتزامن مع مساعيهم لتأمين تجار سرمدا في المحال والمنازل. بدوره، خيّرت مليشيا “جيش الشرقية” المستوطنيين المنحدرين من الغوطة والمقيمين في مدينة جنديرس بين دفع أجار 100 دولار، أو إخلاء المنازل والتوجه لمخيم دير بلوط. وفي المنطقة الصناعية عمد ما يعرف بـ “تجمع أبناء دير الزور” إلى تأجير الشقق الموجودة فوق المحال الصناعية بمبلغ 20 ألف ليرة، إضافة إلى تأجير المحال الخالية بمبلغ 50 دولار كمستودعات للتجار. وبينما وصلت أعداد كبيرة جداً من الفارين إلى إقليم عفرين المحتل، يشهد الإقليم اكتظاظاً غير مسبوق بالآليات والقادمين الجدد، في ظل انتشار العديد من المخيمات العشوائية في محيط حي الأشرفية والزيدية وعلى الطرقات الرئيسية خارج المركز. ويعمد مسلحو الميليشيات الإسلامية إلى استغلال حاجة القادمين الجدد من خلال الإسراع في تجهيز المباني السكنية غير المكسية وغير مكتملة البناء، إلى تجهيزها بما تيسر واسكانهم فيها مقابل مبالغ مالية كبيرة، حيث يتم تأجير الشقة الواحدة بمبلغ مئة دولار أمريكي كحد أدنى، كما يعمد العديد منهم إلى طرد السكان الكُرد من منازلهم تحت حجج واهية، وتوطين تلك العائلات فيها مقابل أجور عالية جداً.

في الثامن عشر من فبراير\شباط، حصلت “عفرين بوست” على تسجيل مصور، يُظهر انتشاراً كثيفاً للخيام بين حقول الزيتون وعلى جانبي طريق عفرين- جنديرس، والتي أقامها الفارون من أرياف إدلب وريفي حلب الجنوبي والشمالي الغربي إلى الإقليم الكُردي المُحتل شمال سوريا. ويأتي ذلك في ظل اكتظاظ مركز إقليم عفرين وكافة البلدات والقرى والمزارع التابعة إدارياً لها، بحيث لم يتبقى سقف مرفوع إلا وتحول لمسكن لهؤلاء الفارين من القصف الروسي وجيش النظام على مناطقهم الأصلية، وذلك بالتنسيق مع الاحتلال التركي بغية توجيه المزيد من المستوطنن إلى الإقليم المحتل، بهدف ضرب الوجود الكُردي فيه وانهاء هويته الديموغرافية.

كذلك، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن سبعة من متزعمي ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد فرّوا مع عوائلهم إلى تركيا، بعد أن قامت ببيع المنازل التي كانوا يحتلونها في حي الأشرفية لعائلات من القادمين من إدلب. وأكدت المصادر أن هؤلاء المتزعمين باعوا المنازل الواقعة في محيط بناية “الحكيم” والعائدة لأصحابها من مهجري عفرين، لعائلات إدلبية أو من الريف الغربي لحلب، بمبالغ تتراوح ما بين 1000 – 1500 دولار، أمريكي، لتمنحهم بموجبها أحقية الأستيلاء عليها. وأوضحت المصادر أن أحد الفارين من بلدة “قبتان الجبل” اشترى منزلاً في المنطقة ذاتها بمبلغ 1000 دولار، بينما قام شخص آخر ينحدر من قرية “الحور” التابعة لـ “دارة عزة” بريف حلب الغربي، بشراء منزل يقع بالقرب من بناية الحكيم، من أحد متزعمي “الشامية” بمبلغ 1500 دولار. ويسلك المسلحون الفارون ومتزعموهم برفقة عوائلهم، طريق تهريب يمر بالقرب من قرية النسرية بريف جنديرس، وكذلك من قرية دير صوان التابعة لناحية “شرا\شران” وقرية “ميدان أكبس” الحدودية في راجو.

في التاسع عشر من فبراير\شباط، رصد مراسل “عفرين بوست” في جنديرس تدفقاً رهيباً للفارين من مناطق ريفي إدلب وحلب الغربي، بعد أن أخلاها مسلحو الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، تمهيداً لتسليمها لقوات النظام الذي يتقدم بشكل سريع في تلك المناطق دون أدنى مقاومة، كونه انسحابهم أتى بأوامر تركية. وأكد المراسل أن أرتال المركبات والسيارات المحملة بالفارين يتدفق دون انقطاع من معبر الغزاوية إلى عمق أراضي الإقليم المُحتل، إذ يحتاج المرء مدة يوم كامل لقطع المسافة الواصلة بين المعبر ومدينة عفرين.  وأضاف المراسل أن مدينة دارة عزة والقرى المجاورة لها أخليت تماماً من سكانها، بعد أن انسحبت منها مسلحي “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” بحجة أن أهلها أولى بالدفاع عنها. ووثق المُراسل توطين نحو 700 عائلة في قرية جلمة و1000 عائلة في آشكان شرقي و70 عائلة في قرية قلكيه و900 عائلة في ايسكا و200 في كفرزيت، منوهاً أن مدينة جنديرس تشهد اكتظاظاً مرعباً من المستوطنين الجدد والمركبات، مم انتشار المخيمات العشوائية على التلال والمنحدرات وأطراف الطرقات في كافة أرجاء ناحية جنديرس. وأشار المُراسل أن الاحتلال التركي طلب من المخاتير المعينين من قبله، بوجوب إعادة إجراء إحصاء سكاني دقيق لكل القاطنين في الإقليم من سكان أصليين ومستوطنين مع ملئ خانات تشير للأصل القومي للاسم المسجل، في خطوة تشير إلى رغبة المحتل التركي في التأكد من نسبة الديموغرافية الكُردية، على غرار ما تم توزيعه على مخاتير ناحية “بلبلة\بلبل” أيضاً. وبالصدد تواصلت “عفرين بوست” مع عدد من المطلعين على أوضاع الناحية من جهة أعداد المستقدمين الجدد، أن نسبة الكُرد في مركز جنديرس وقراها انخفضت إلى 3% فقط.

في العشرين من فبراير\شباط، قال مركز التوثيق المدني للاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري، بأن أعداد اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري قرابة الـ7500 لاجئ، هجّروا من مخيمات درعا وحمص وحلب واليرموك. وأشار مدير المركز أبو مهند إن العائلات الفلسطينية تتوزع على الشكل التالي؛ 1400- 1500 عائلة في الشمال السوري: 150 في مدينة إعزاز، 400 في إدلب، 120 في الباب، وحوالي 300 بقرية دير بلوط، بالإضافة لـ 200 في مدينة عفرين. وأضاف: “تشرف بعض الجمعيات الأممية والتركية على عدد من مخيمات اللاجئين كمخيمات دير بلوط والمحمدية في منطقة (غصن الزيتون\عفرين المحتلة) وتشرف عليهما منظمة الآفاد التركية وعدد من المنظمات الأممية الأخرى”. وأشار إلى أن هؤلاء يؤمن لهم صهاريج مياه، وسلال طوارئ غذائية وأدوات للطبخ وأقمشة وألبسة وصوبيات للتدفئة… وغيرها، فيما تشرف جمعية “الهلال التركي” على مخيم البل – الصداقة والذي يقع في منطقة (درع الفرات). ويقدم مركز التوثيق المدني للاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري، خدماته للاجئين الفلسطينيين الذين يقطنون مناطق تحتلها تركيا في الشريط الحدودي الممتد من جرابلس إلى إقليم عفرين الكردي المحتل، من ناحية تأمين أوراق ثبوتية وإخراج قيد، وتسجيل زواج وعقود خاصة أخرى. ويشير المدعو “أبو مهند” إلى أنه نتيجة لاحتدام المعارك شرقي مدينة إدلب، “تلجأ غالبية العائلات الفلسطينية إلى النزوح باتجاه مدينة عفرين”، واستطرد: تعتبر هذه المناطق ريفية ما يعني وجود أزمة في الإسكان، بسبب عدم وجود أبنية وعمارات يمكنها إيواء الأعداد الكبيرة اللاجئين”، مبينًا: كل منزل في عفرين يستضيف حوالي 3 أو 4 عائلات. واستدرك: فيما تقوم عائلات أخرى، إلى بناء مخيمات عشوائية، أو العيش في خيام في ظل تدن كبير في الحرارة، هذا دون ذكر أمر عدم وجود كهرباء وأن الإنارة يتم تأمينها عبر بطاريات أو قناديل، فيما البطالة تصل إلى 85% في صفوف اللاجئين الفلسطينيين. مؤكدًا أن الحياة في مخيمات اللجوء في الشمال السوري “بدائية”. بدوره، أوضح المستوطن الفلسطيني، فارس أحمد، أنه لم يعش النكبة الفلسطينية عام 48 إلا أنه اضطر أن يعيش فصول نكبة ثانية؛ “نكبة اللجوء من مخيم اليرموك إلى الشمال السوري، نتيجة لاقتتال قوات النظام السوري” مع المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. وأفاد بأنه خرج من مخيم اليرموك في أيار 2018 إلى الشمال السوري، وهو يعرف تمام المعرفة أنها لن تكون قصيرة، وأن الأمن والأمان التي عرفها اللاجئون الفلسطينيون في سورية لن تعود إلى ما كانت عليه، “وإن قريبًا حتى هذه اللحظة”. وصرّح لـموقع “قدس برس”، بأن “كل ما نتمناه كلاجئين فلسطينيين في الشمال السوري، هو إيجاد حل جذري لنكبتنا. نطالب المجتمع الدولي بنقلنا إلى مخيمات آمنة في تركيا، أو إعادتنا إلى بلادنا فلسطين”، في الوقت الذي يدعي فيه رئيس الاحتلال التركي بأنه فلسطيني أكثر من الفلسطينيين، ويعطي لنفسه الحق في رفض إقامة دولة فلسطينية ضمن ما عرف بصفقة القرن، والتي قد تجد حل للفلسطنيين، لكنه لا يرضى بأن تحل قضيتهم كي يستمر في الإتجار بها. وأوضح الحقوقي “أبو مهند” أنه “بالنسبة لوكالة الأونروا فلا تواجد لها على أراضي الشمال السوري، رغم تواجد منظمات أممية أخرى، والتي تدخل من الجانب التركي”. وتابع: “وجهنا لها عدة خطابات لضرورة التحرك وإنقاذ اللاجئين ومساعدتهم إلا أنها لم تتجاوب معنا”. وكان قد عمد الاحتلال التركي إلى إنشاء مخيمات عديدة في مناطق حدودية بين عفرين وتركيا، كما في قرية “سوركي” التابعة لناحية راجو، ومخيمات قرب قرى “دير بلوط” و”المحمدية”، وآخر بالقرب من مدينة جنديرس، في إطار خططه لإقامة حزام تركماني-إخواني على طول حدود عفرين مع تركيا، لتوطين أدواته فيها. وقام الاحتلال التركي بتغيير ديموغرافية إقليم عفرين الكردي، حيث تحدث أردوغان قبل بدء الغزو في خطاباته بأن نسبة الكُرد في عفرين تعادل 35%، من السكان، علما أن نسبتهم التاريخية تفوق الـ98%. وعمدت تركيا إلى تطبيق التغيير الديموغرافي عبر استجلاب عائلات المليشيات الإسلامية التي تتبع تنظيم الاخوان المسلمين، إضافة إلى استجلاب التركمان من مناطق في ريف حمص وريف اللاذقية بغية توطينهم في عفرين، حيث تسعى تركيا إلى استغلال المكون التركماني لضرب الكُرد في شمال سوريا، كما قامت بدعمهم سابقاً في مواجهة قوات النظام، حتى بات غالبيتهم مطلوبين من قبله. وكان قد نقل ناشطون في السابع من مايو \ أيار 2018، أخباراً عن استقدام المزيد من المستوطنين، القادمين من مناطق (ببيلا وبيت سحم ويلدا) بريف دمشق إلى مركز مدينة عفرين ومعسكر المحمدية بريف جنديرس، فيما روج الإعلام على أنه قد تم نقلهم إلى “الباب” ومناطق “درع الفرات”، فيما يستوطن في مخيم دير بلوط بريف عفرين نحو 600 عائلة من مستوطني جنوب دمشق، بينهم 325 عائلة فلسطينية.

في الثاني والعشرين من فبراير\شباط، استدعت استخبارات الاحتلال التركي قبل نحو أسبوع، المخاتير المعينين من قبله في أحياء مركز إقليم عفرين المُدي المحتل، وأبلغتهم بوجوب الموافقة على استصدار “سندات إقامة” للفارين من محافظة إدلب وريف حلب الشمالي الغرب، تمهيداً لمنحهم “البطاقات الشخصية\التعريفية”، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وأكد المراسل أن (المجلس المحلي) لمدينة عفرين كان توقف قبل نحو سبعة أشهر، عن اصدار “البطاقات الشخصية\التعريفية” للأشخاص غير المسجلين على قيود عفرين، إلا أن الاستخبارات التركية ألزمت المجلس مؤخراً على اصدار تلك البطاقات لهؤلاء الفارين من إدلب وريف حلب وتسجيلهم على قيود عفرين، في مسعى منه لاستكمال تغيير التركيبة السكانية للإقليم المُحتل وضرب الوجود الكُردي فيه. وأضاف المُراسل أن مبنى المجلس المحلي يشهد حالياً ازدحاماً شديداً من قبل المتقدمين للحصول على تلك البطاقة.

الاستيلاء على أملاك الكُرد العفرينيين

في الثامن عشر من فبراير\شباط، أشار المراسل بأن مليشيا “جيش الشرقية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد عمدت خلال الأيام القليلة الماضية، إلى الأستيلاء على 6 محال تجارية على طريق عفرين جنديرس، ضمن نقطة تجمع صناعية كانت تعرف بـ “مخرطة روجافا”. ونوه المراسل أن عدداً من تلك المحال كان مشغولاً من قبل مستوطنين من الغوطة الشرقية، لكن مليشيا “جيش الشرقية” وضعت يدها على جميع تلك المحال في ظل تهجير أصحابها الحقيقيين الكُرد، وتململ المستوطنيين المنحدرين من الغوطة من مسلحي المنطقة الشرقية، وهي حالة أصبحت معهودة بين المسلحين وذويهم، إذ تلجأ كل مليشيا إلى حماية أنصارها من المنطقة التي تنحدر منها بالأصل. ولفت المراسل بأنه قد جرى تحويل عدد من تلك المحال إلى مركز لتجميع ألبسة البالة، حيث تم تفريغ عدد من الشاحنات الكبيرة (قاطرة ومقطورة) فيها، ووصل عددها إلى قرابة العشرة شاحنات، وهي إشارة إلى نية المليشيا الإتجار بألبسة البالة أيضاً.

في العشرين من فبراير\شباط، نشب عراك بالأيادي بين أفراد من عشيرة البوبنا من المكون العربي، ومسلحين من ميليشيا “فرقة الحمزة”، على خلفية محاولة الميليشيا الاستيلاء على شقتين سكنيتين عائدتين لأبناء العشيرة. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل، أن مسلحين من ميليشيا “الحمزة” حاولوا الاستيلاء على منزلين واقعين في حي عفرين القديمة، بالقرب من (مؤسسة اللغة الكُردية) “الأمن العسكري” سابقاً، بهدف ايجارهما لعائلات فارة من إدلب، إلا أن أبناء العشيرة تصدوا للمسلحين، ونشب عقبه اشتباك مُسلح دون أن يرصد المُراسل وجود إصابات بين الطرفين من عدمه. وفي السياق، استولت ميليشيا “جيش الإسلام” على بناء سكني واقع على طريق قرية “ترنده\الظريفة”، مؤلف من أربع شقق سكنية تعود لمواطن عربي ينحدر من بلدة ماير بريف حلب الغربي، ويقيم في عفرين منذ عدة أعوام. وإلى ذلك، يواصل مسلحو الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، الاعتداء على الممتلكات الخاصة للمجهرين الكُردي، إذ تقوم ميليشيا “أحرار الشرقية” بيع الشقق السكنية في حي المحمودية بمبلغ يقدر بـ 2500 دولار لكل شقة للمستقدمين من أرياف إدلب وحلب، في وقت تنتعش فيه أعمال البناء والاكساء، بسبب قيام العائلات الإدلبية بشراء الشقق غير المجهزة من مسلحي الميليشيات، والعمل على تجهزيها والإقامة فيها، في ظل حدوث ازدحام كبير وغير مسبوق في بلدات وقرى إقليم عفرين المُحتل، نتيجة تعمُّد الاحتلال التركي توجيه معظم الفارين من أتون الحرب في إدلب وحلب نحو أراضي الإقليم الكُردي المحتل.

في الثالث والعشرين من فبراير\شباط، استولى مسؤول في ما تسمى “منظمة الدفاع المدني\الخوذ البيضاء” على مبنى سكني في حي الاشرفية، وعمد إلى تأجيرها للفارين من أهالي إدلب.  وأكد مراسل “عفرين بوست” أن مسؤولاً في منظمة “الخوذ البيضاء”، ينحدر من محافظة إدلب، قد استولى على بناء سكني غير مكسي وعائد لعائلة “جلعوط” من المكون العربي، مشيراً إلى أن المبنى يقع بالقرب من مبنى “أسايش الأشرفية\سابقاً” في مركز المدينة، وقام بتأجير الشقق لأهالي إدلب بعد إكسائها في حدودها الدنيا.

كذلك، سجل مراسل “عفرين بوست”، توتراً أمنياً بين مليشيا “جيش الإسلام” التي ينحدر غالبية مسلحيها من ريف دمشق، ومليشيا “الجبهة الشامية” التي ينحدر غالبية مسلحيها من ريف حلب الشمالي، بسبب الخلاف على أحقية أي المسلحين بالإستيلاء على “منزل عربي” يقع في حي الأشرفية ضمن نزلة السرفيس. وقال المراسل إن المنزل مستولى عليه من قبل مستوطن غوطاني تابع لمليشيا “جيش الإسلام”، فيما طالبته مليشيا “الجبهة الشامية” بإخلاء المنزل بحجة منحها لعائلة أحد قتلاها، حيث قاموا بطرده من المنزل الذي يعود لمواطن من قرية “قيباريه\عرش قيبار”، ليطلب المستوطن المؤازرة من مليشيا “جيش الإسلام”، ما أدى لحدوث اشتباك مسلح بين الطرفين، انتهى بطرد المستوطن من المنزل المستولى عليه، لصالح أستيلاء مليشيا “الجبهة الشامية” عليه.

كذلك، قال مراسل “عفرين بوست بأنه قد تم مُصادرة منزلين عائدين لـ “خليل علي جرتيه” من أهالي قرية “معملا/معمل أوشاغي”، يقعان في محيط الثانوية الشرعية في مركز عفرين. وفي قرية “بريمجه” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، فقد استولت جماعة “أبو تراب” التابعة لمليشيا “الجبهة الشامية” على منزل المواطن “يحيى علي” في القرية، علماً أن المواطن الكردي يقيم في مدينة عفرين، حيث قامت المليشيا بتأجيرها لعائلة هاربة من إدلب. وفي قرية “كوباكيه” التابعة لناحية “موباتا/معبطلي” كذلك، استولى مسلحو مليشيا “لواء الشمال” على منزل المواطن الكُردي “معمو كلكل”، وقاموا بتأجيرها لعائلة هاربة من إدلب، كونه يقيم في مدينة عفرين.

في السادس والعشرين من فبراير\شباط، قام مسلحون من ميليشيا “الجبهة الشامية”، ببيع منزل عائد للمواطن الكُردي”محمد أحمد” من أهالي بلدة “شيه/شيخ الحديد”، لعائلة قادمة من مدينة سراقب بريف إدلب وذلك بمبلغ ألفي دولار أمريكي، علماً أن المنزل يقع في البناء السكني المقابل لشركة “أونلاين” للأنترنت في حي الأشرفية. كما قام مسلح آخر ينتمي لميليشيا “فرقة الحمزة” ببيع مستودع يقع على طريق السرفيس في حي الأشرفية بمبلغ 1800 دولار، لتاجر قدم مؤخراً من بلدة سرمدا، وتعود ملكيته لمواطن كُردي. من جهتهم قام مسلحون من ميليشيا “لواء المعتصم” بإسكان عائلة إدلبية بالاكراه في منزل العجوز الكُردية “صباح محمد حسين” وبمقابل مادي، بحجة أن العائلة القادمة ستعتني بالعجوز كونها وحيدة. كما استولت ميليشيا “السلطان مراد” على صالة روز للخياطة والعادة ملكيتها لمنتج كُردي مُهجر، وقامت بايجارها لستة عوائل إدلبية، قامت بنصب الخيام داخلها والإقامة فيها مقابل أجرة تبلغ 15 ألف ليرة سورية لكل خيمة!  وفي بلدة “شرا\شران” استولت ميليشيا “السلطان مراد” على منزل المواطن الكُردي “رشيد دودخ” وقامت باجارها لعائلة مُستقدمة من إدلب.

كذلك، سجل مراسل “عفرين بوست” إصابة مسلحين من ميليشيا “الجبهة الشامية” جراء اشتباكات اندلعت مع مسلحي مليشيا “جيش الإسلام” عقب محاولة الأولى طرد عائلة غوطانية مُستوطنة من إحدى المنازل الكائنة في محيط مدرسة ميسلون بحي الأشرفية، بهدف تأجيرها لصالح الميليشيا. ولدى محاولة مليشيا “الشامية” طرد عائلة مُنحدرة من الغوطة الشرقية من منزل تحتله، استنجدت العائلة الغوطانية بميليشيا “جيش الإسلام” فاندلعت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة بين الطرفين، مما أدى لإصابة مسلحين ينحدران من بلدة “رتيان” بريف حلب الغربي، تابعين لمليشيا “الشامية”.

في السابع والعشرين من فبراير\شباط، استولى مسلح من ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، على منزل مواطن كُردي في مركز إقليم عفرين المحتل، مستغلاً غيابه عن المنزل، وقام بإيجاره لعائلة فارة من إدلب، وفقا لمراسل “عفرين بوست”. وأوضح المراسل أن المدعو “أبو أحمد شامية” وهو أحد مسلحي ميليشيا “الجبة الشامية” قد استغل فترة غياب المواطن “أحمد موسى” عن منزله، ليقوم بكسر باب المنزل وايجاره لعائلة فارة من ريف إدلب. وأشار المراسل أن المواطن قصد قريته بهدف زيارة أقاربه، إلا أنه بعد عودته تفاجئ بأناس غرباء يسكنون في منزله، ما اضطر للانصراف واتجه للسكن مع أحد أقربائه بعد تلقيه تهديداً من قبل المدعو “أبو أحمد شامية” الذي يدير برفقة أتباعه من المسلحين، قطاعاً أمنياً في حي الأشرفية.

في التاسع والعشرين من شباط\فبراير، قال المراسل أن المدعو “أبو بكري” المنحدر من قية تلالين بريف مارع، من ميليشيا “الجبهة الشامية”، قد أقدم على بيع منزل المواطن الكردي “جميل حسن” مؤلف من طابقين، بمبلغ 2500 لشخص من سراقب، حيث يقع المنزل مقابل فرن زاد الخير الآلي في الأشرفية. واشترى كذلك مستوطن محلاً تجارياً في محيط شعبة التجنيد القديمة، عائد لمواطن من عائلة “قلندر” المُنحدرة من ناحية “موباتو\معبطلي”، وقال المراسل إن المستوطن يعمل كتاجر ألبسة، وهو من إدلب، بمبلغ 3500 دولار، من أحد متزعمي مليشيا “فرقة السلطان مراد”، كما باعت مليشيا “فرقة السلطان مراد” مكتباً في مدخل شعبة التجنيد القديمة، بمبلغ 1500 دولار.

جرائم القتل..

في الأول من فبراير، عُثر على جثة المواطن سعيد رشيد مجيد\50 عاماً وهو يعمل كـ( تاجر الزيت )، وينحدر من قرية “عتمانا\عطمانلي” التابعة لناحية راجو بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، مرمياً في أحد التلال المحيطة بقرية “حسه\ميركان” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، وعلى جسده آثار تعذيب شديد، عقب أختطافه من قبل مسلحي الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. وقالت مصدار إخبارية بأنه خطف مجيد جاء عقب إستدعاء تجار الزيت في راجو من قبل المكتب الإقتصادي التابع لمليشيا “أحرار الشرقية” بقيادة المدعو “أبو حاتم” و شقيقه “أبو عمر”، والتي طالبوا فيها حصول التجار على رخصة مما يسمى “المكتب الإقتصادي” التابع للمليشيا، بعد دفع الرسوم المالية المقدرة بمبلغ 10 آلاف دولار أمريكي. إضافة إلى إلزام التجار عبر تعهد خطي بدفع ضريبة على كمية تنكات الزيت الصادرة من أراضي الناحية تعادل قيمتها بنسبة 20% من القيمة الإجمالية، وحصر عمليات بيع الزيت مع التاجر تامر كريدي ووكلائه في مدينة عفرين وناحية جنديرس، كما قامت المليشيا وفق الناشطين بتهديد التجار إن قاموا بمخالفة تلك التعليمات أو تقويم شكوى لدى سلطات الإحتلال. ووفق المعلومات المتوفرة، فإن سعيد أبدى إستيائه و رفضه لتلك الشروط، لتقوم مجموعة من مسلحي مليشيا “الشرقية” بقيادة المدعو “أبو النور” بخطفه بتاريخ السادس من نوفمبر 2019، وبحوزته مبلغ مالي قدره 20 ألف دولار أمريكي. في ما قالت صفحة قرية عتمانا على الفيسبوك أن المغدور تم خطفه بطريقة مدروسة مسبقاً، أثناء عودته من مدينة عفرين لبيته، فأوقفوه و خطفوه منذ أشهر  وبحوزته ٢٠ ألف دولار من رأسمال تجارة الزيت، حيث طالبوا أهله بفدية مادية أخرى ٢٠ ألف دولار، وتم دفعها لهم.

اشجار عفرين..

في الاول من فبراير، واصل مسلحو ميليشيا “الجبهة الشامية: قطع أشجار الزيتون من الحقول المجاورة لمدينة عفرين وبيعه كحطب تدفئة. وقال المُراسل أن مسلحين من “الشامية” يواصلون قطع أشجار الزيتون في محيط قرية تل طويل التابعة للمركز، وخاصة من الحقول العائدة للمواطن مراد، من أهالي قرية خلنيري/المركز، والمواطن محمد علي، من أهلي قرية “جيا” التابعة لناحية راجو. وفي ناحية شيراوا، قام مسلحو ميليشيا “الشامية” والتي يتزعمها المدعو” وليد كدرو” بقطع 120 شجرة زيتون من الحقل العائد للمواطن الكُردي المهجّر “محمد حمو طوبال”، وذلك في قرية معرسكة التابعة لناحية شرا\شران.

في الثالث من فبراير، وبالتزامن مع عمليات القطع الواسع التي تتعرض لها الأشجار في إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، على يد المسلحين وذويهم من المستوطنين الموالين للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين،  أطلق مُهجّرو عفرين في مخيم “برخدان” في الشهباء حملة تشجير داخل المخيم، رداً على انتهاكات الاحتلال التركي وجرائمه بحق الطبيعة. وأطقلت هيئة الزراعة و”بلدية الشعب في مقاطعة عفرين” المحتلة وبالتعاون مع أهالي مخيم برخدان التابع لناحية فافين في الشهباء بدأوا بحملة زرع أنواع مختلفة من أشجار السرو والزينة ، ووزعت على الكومينات الموجودة ضمن المخيم لزراعتها، ووفق القائمين عليها، تهدف الحملة إلى زراعة 600 شجرة، منها 250 شجرة شمسية ضمن المخيم، و 200 شجرة سرو في المحيط والشوارع الرئيسية، بالإضافة إلى 150 شجرة زينة، كما يحضّر الأهالي نحو 2000 شتلة لزراعتها لاحقاً في حديقة المخيم، وهي أنواع مختلفة من الورود مثل القرنفل والريحان والقره كوز وأنواع كثيرة غيرها. وحول ذلك، صرّح الإداري في بلدية “مخيم برخدان” وليد أحمد أن هذه الحملة جاءت رداً على انتهاكات الاحتلال التركي بحق الطبيعة في عفرين، وقال: “يواصل الاحتلال التركي حرق، وسرقة، وقطع كافة أنواع الأشجار في مقاطعة عفرين بهدف التجارة بها، ونحن أهالي عفرين نردّ على انتهاكات الاحتلال من خلال مشاركتنا بالمشاريع الزراعية ضمن مقاطعة الشهباء”. متابعاً: “بالنسبة لنا فالطبيعة هي حياتنا, نحن المجتمع العفريني نحب الطبيعة والبيئة, ولا نريد أن نتسبّب بأذى لها، لذلك قمنا بالتعاون مع الأهالي في المخيم بهذه الحملة لزراعة نحو 600 شجرة، و2000 شتلة مختلفة من الورد ضمن المخيم”. وكانت قد قالت منظمة حقوق الإنسان في إقليم عفرين في تقرير لها، أن الاحتلال التركي ومسلحي الغخوان المسلمين المعروفين بمسميات (الجيش الوطني السوري\الجيش الحر9)، قد أقدموا على قطع أكثر من 50 ألف شجرة مختلفة من الزيتون والأشجار الحراجية والأشجار المثمرة خلال عاين من الاحتلال، علماً أن هذه التقديرات تبدو اقل بكثير مما هو واقع الحال في عفرين، إذ لا يمر فيه يوم وإلا ويقطع المستوطنون الأشجار من عفرين.

في السادس من فبراير، قطعت المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، آلاف الأشجار في حراج المحموديّة بمدينة عفرين، منذ شتاء العام الماضي، إذ لم يسلم منها إلّا عددٌ قليل. وحصلت وكالة “نورث برس” على صور توثّق حجم مساحة القطع في حراج المحموديّة، حيث تمّ قطع الأشجار وتحطيبها وبيعها في مناطق أخرى، وأوضحت مصادر محليّة من إقليم عفرين أنّ نسبة الأشجار التي تمّ قطعها في الفترة الأخيرة تجاوزت /30/ بالمئة في عموم المنطقة. ومع بداية العام الجديد، قطعت المليشيات الإسلامية والمستوطنينمن ذويها، أكثر من ألف شجرة زيتون ورمّان في قرية “ترندة\الظريفة” التابعة لمركز عفرين، وتعود ملكيّتها للشيخ حيدر والمواطن الكردي رشيد مستو. وكانت منظمة حقوق الإنسان في عفرين قد وثّقت في تقريرٍ نشرته في السادس عشر من الشهر الفائت، قطع قوات الاحتلال ومليشياتها لأكثر من /180/ ألف شجرة زيتون والأشجار الحراجيّة، بالإضافة إلى قطع أكثر من /300/ شجرة معمّرة ونادرة و/15/ ألف شجرة سنديان بهدف التجارة. وقال مهندسٌ زراعيٌّ اكتفى بالتعريف عن نفسه بـ”أبو محيو” وهو من سكان مدينة عفرين، إنّ “ظاهرة قطع الأشجار لم تكن موجودةً سابقاً” في إشارة إلى عهد الإدارة الذاتية، وأوضح “أبو محيو” أنّ ظاهرة قطع الأشجار انتشرت في ظلّ احتلال القوات التركيّة ومليشياتها “نتيجة الفوضى وعدم المحاسبة”. وأقدمت مجموعة من مليشيا “فرقة السلطان مراد” في ناحية “شرا\شران” بإقليم عفرين خلال الشهر الماضي، على قطع أكثر من /40/ شجرة زيتون تعود ملكيتها لعبد الحنان علي وهو من أهالي قرية “ماتينا\ماتينلي”. وقال المهندس الزراعي “أبو محيو” إنّ المستوطنين من ذوي المسلحين لجئوا إلى قطع أشجار الصنوبر بغرض التدفئة، أو التجارة، حيث تحتكر المليشيت الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين مسؤولية قطع الأشجار في الإقليم، وبيع الأخشاب للتجار. وقال “أبو جواد” وهو أحد العاملين في مجال بيع الحطب إنّ معظم الذين يبيعونه الأخشاب هم من المستوطنين، لأنّ السكّان الأصليين للمنطقة يحافظون على الأشجار ويقدّرونها ويكتفون فقط بالتقليم. وقال “أبو بسام” أحد المتضرّرين من المشكلة، حيث قامت المليشيات الإخوانية بقطع /20/ شجرة زيتون ورمّان في أرضه، إنه “لم أستطع الاعتراض على قيام هؤلاء الأشخاص بقطع أشجاري، خوفاً من الضرب أو نَسبِ التهم، وقفت عاجزاً عن حماية أشجاري التي اعتنيت بها لأكثر من ثلاثين عاماً”. وشهدت عدّة قرى في ناحية “بلبلة\بلبل” بريف إقليم عفرين كـ (قوتا وكوتانا وشنكيلي) حالات مماثلة لقطع الأشجار، وتمّ قطع قرابة /200/ شجرة في محيط قرية “جوقيه\جويق” في ناحية “موباتا\معبطلي”، والتي تعود ملكيّتها للشيخ فخري من أهالي القرية، منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر الفائت.

في الثامن من شباط\فبراير، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل، أن الفارين حديثاً من أرياف إدلب، يواصلون استكمال ما بدأته الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، عبر قطع ما تبقى من الأشجار الصنوبرية في الأحراش الواقعة في حيي المحمودية والزيدية في المدينة. وأضاف المُراسل أن الفارين من إدلب أقاموا عدة مخيمات عشوائية بين الأحراش، ويعمدون إلى قطع الأشجار لاستخدامها كحطب تدفئة، ومن جهة أخرى تعمل مجموعات من المسلحين والمستوطنين على قطع العواميد الكهربائية الخشبية في حي الأشرفية لبيعها كحطب تدفئئة.

في السابع عشر من فبراير\شباط، أفاد مراسل “عفرين بوست” في جنديرس أن مسلحي ميليشيا “لواء الوقاص” قد أقدموا على قطع 400 شجرة زيتون بشكل جائر، وذلك في حقل عائد للمواطن “مصطفى محمد حسن دالو”، وهو من أهالي قرية “هيكجيه” التابعة لجنديرس. وحصلت “عفرين بوست” على شريط مصور يظهر الأضرار التي لحقت بحقل الزيتون المستهدف والعائد للمواطن “مصطفى دالو”.

في الثامن عشر من فبراير\شباط، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل شمال سوريا، أن مسلحي مليشيا “الجبهة الشامية” قد عمدوا إلى قطع 100 شجرة بشكل كامل، في قرية “ترنده\الظريفة” التابعة لمركز عفرين، تعود ملكيتهم للمواطن الكُردي “حيدر شيخ حس”.

في التاسع عشر من فبراير\شباط، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، أن مسلحين إسلاميين أقدموا على قطع 120 شجرة زيتون بشكل كلي، وذلك في حقل عائد للمواطن “مصطفى رشه”، من أهالي قرية “ترنده\الظريفة”، مشيراً إلى أن الحقل يقع بالقرب من قناة المياه المارّ بالقرب من حي الأشرفية.

الشهباء وشيراوا..

في الثالث من فبراير، استشهد مواطن كُردي وجرحى أخرون في قصف للاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين على شيراوا بريف إقليم عفرين الكردي، شمال سوريا. وجاء القصف التركي فجر اليوم الاثنين، على قرية “آقيبيه\عقيبة”، مسفراً عن استشهدا المواطن الكردي المسن “علي ملا” حياته وجرح آخرون، لم يتمكن مراسل “عفرين بوست” من تحديد عددهم النهائي. وأشار المراسل إن القصف تم بعشرات القذائف المدفعية، وبحسب مصدر من المنطقة، فغن هذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها منزل العائلة ذاتها للقصف التركي، حيث أصيبت قبل فترة أبنة الشهيد وتدعى “زينب ملا”.

في الرابع من فبراير، قال مراسل عفرين بوست في مناطق الشهباء، أن جنديا من جيش النظام السوري قُتل وأصيب آخر في قصف شنته قوات الاحتلال التركي مساء اليوم الثلاثاء، على بلدة دير جمال بمناطق الشهباءـ مشيرا إلى تعرض مقر عسكري روسي في قرية كشتعار للقصف.  وأوضح المٌراسل أن القتيل في صفوف جيش النظام هو المجند هنادي زعيتري ( حرس الجمهوري) وجرح الجندي حسين المحمد. وأضاف المُراسل أن مع القصف المدفعي من قبل قوات الاحتلال التركي لا يزال مستمرا على قرى وبلدات في مناطق الشهباء كالمالكية ومرعناز وعلقمية ومنع والشوارغة وكفرنايا وشيخ هلال ودير جمال وكذلك يتركز القصف على قرى سوغانكي وآقيبيه وبينيه وكشتعار في ناحية شيراوا. وأكد المُراسل أن القصف المدفعي التركي استهدف مقر القوات الروسية في قرية كشعتار بناحية شيراوا دون التمكن من معرفة وجود خسار في صفوف القوات الروسية أم لا.

في الخامس عشر من فبراير\شباط، أصيبت امرأة وطفلة كُرديين، في قصف مدفعي نفذته قوات الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، على قرية في ناحية شيراوا الواقعة في ريف إقليم عفرين الشرقي. وقال مراسل “عفرين بوست” في مناطق الشهباء أن جيش الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية، قصفوا قرية “باشمرة\باشمريه” التابعة لناحية شيراوا، ما أسفر عن إصابة المواطنة الكُردية “سيفين نبو” وطفلتها “حميدة قاسم/8 أعوام” بإصابات مختلفة، مؤكدا أن وضع الجرحى غير مستقر. وأشار المُراسل أن القصف بالأسلحة الثقيلة على القرية لا يزال مستمراً، بالتزامن مع قيام قوات النظام السوري بقصف المناطق المُحتلة في عفرين.

في السادس عشر من فبراير\شباط، واصل جيش الاحتلال التركي ومسلحو المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، قصف قرى مرعناز ومالكية ومطحنة فيصل بناحية شرا\شران بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، بالإضافة إلى سقوط قذائف عدة على محيط بلدات تل رفعت وكفرنايا وشيخ هلال وكفرانطون بمناطق الشهباء.

في السابع عشر من فبراير\شباط، قصف جيش الاحتلال التركي ومسلحو تنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيش الوطني السوري\الجيش الحر)، قرية “الزيارة\زاراتيه” التابعة لناحية شيراوا، بشكل مكثف بالأسلحة الثقيلة. وقال مراسل “عفرين بوست” إن جيش الاحتلال التركي قام بعملية القصف، مع اشتداد المعارك في شمال غرب حلب، عقب إصدار الاحتلال التركي تعليماته لمسلحي تنظيم الإخوان لمغادرة قرابة حوالي 30 بلدة، أهمها عندان، حريتان، بيانون، الليرمون، حيان، معارة الأرتيق، قبتان الجبل.

في العشرين من فبراير\شباط، قال تقرير لـ “عفرين بوست”: “في سن الـ 12 عام، عزف على الطبل والمزمار العفريني، إلى أن أصبح عمره 40 عاماً، إذ يتحلى بموهبة محترفة في العزف على مختلف الأغاني التراثية القديمة، لينقل تراثه معه عقب أن هُجر من أرضه، بغية الحفاظ على الفلكلور العفريني من الانحلال، ويؤكد أنه سيورثه لأبنائه لحمايته. المواطن حاج ناصر من سكان إقليم عفرين الكُردي المحتل شمال سوريا، يقول أن أجدادهم، وأباءهم كانوا من قبلهم يعزفون على الطبل والمزمار (داف وزرنا)، الذي يعد من التراث العفريني، وهو أتقن العزف على ألحانه وورث ذلك منهم. ويشير إلى أن تمسك الشعب الكُردي بفلكلوره وتراثه وثقافته الأم، وأن الشعب الكردي يعرف بثقافته العريقة ومنها العزف على الطبل والزمر في الأعراس التقليدية، ويؤكد أن عائلته من فترة اجداده يعرفون في الإقليم بحرفتهم في العزف على هذه الآلات الموسيقية التراثية. ويتابع حاج ناصر حديثه لـ “عفرين بوست” بالإشارة إلى الحرب والهجمات التي شنها الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين على عفرين، أجبرتهم على التهجير القسري عنها، حيث خرجوا وتركوا خلفهم الكثير من آلات (الطبل)، فيما تمكنوا من إخراج آلات المزمار، حيث اضطر إلى التخلي عن آلات الطبل لقسوة الهجمات وصعوبة الخروج من الإقليم. ويؤكد ناصر أنه بعدما هجر قسراً من دياره نحو قرى ناحية شيراوا والشهباء، لم يتخلى عن تراثه العفريني، وعليه تمكن من شراء آلات طبل جديدة، للاستمرار في عزفه على الطبل والزمر. وأشار حاج ناصر في حديثه إلى أن جميع أخوته يعزفون على المزمار، كما أنه يتحضر في الأوقات القادمة لتعليم أطفاله أيضاً العزف على المزمار والطبل، كونه من التراث والثقافة الكُردية العفرينية، ويتوجب الحفاظ عليها وحمايتها من الإندثار. وربط حاج ناصر تمسكه بثقافته والفن الأصيل بعد تهجيره من عفرين، مع سياسات الاحتلال التركي الساعية لطمس وإبادة الوجود الكردي، ويؤكد أن عزفهم وتمسكهم على آلالاتهم التراثية يزداد يوماً عن أخر، ولا يتأثر بسياسات التركية الشوفينية”.

في الثالث والعشرين من فبراير\شباط، أوضح المراسل أن مدفعية الاحتلال التركي تواصل قصف قرى آقيبيه/عقيبة/ناحية شيراوا، مخلفا تدمير منزلين في القرية وتضرر شبكات كهرباء الأمبيرات ما أدى لانقطاعها عن نصف منازل القرية، كما سقطت نحو عشر قذائف على الطريق العام في بلدة دير جمال ومحيط قرية كفرنايا، مشيرا إلى القصف ينطلق من مدينة مارع. وأكد المُراسل أن المدفعية الثقيلة التابعة لجيش النظام ترد على مصادر النيران.

في الرابع والعشرين من فبراير\شباط، استشهدت مسنة كُردية، في قصف نفذته مدفعية الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، على قرية في ناحية شيراوا، وفقا لمراسل “عفرين بوست” في الناحية. وأوضح المُراسل أن مدفعية الاحتلال التركي والإخوان، استهدفت قرية “كالوتة” بناحية شيراوا بثلاثة قذائف، ما أسفر عن استشهاد السيدة “أمون منصور عمر” البالغة من العمر 60 عاماً، مشيراً إلى مقتل جندي من قوات النظام في القصف أيضاً. ويواصل جيش الاحتلال التركي قصفه المدفعي على قرى “كالوتة” و”برج قاص” و”كوندي مزن” بناحية شيراوا، حيث أدى القصف المتواصل إلى فقدان الأم أمونة، وإصابة خليل بكري عمر (35 عاماً).

في الخامس والعشرين من فبراير\شباط، قال تقرير لـ “عفرين بوست”: “بعد تهجيرهم قسراً من عفرين المحتلة، لم يسمح للظروف وعراقيلها أن تصبح عائقاً أمام هوايته في رسم الفنون التشكيلية، لينحت على جدران الأماكن التي يقيم فيها المقاومة، شعارات حول صمود الشعب الكُردي، ورموز دينية إيزيدية وإسلامية. فعقب إطباق الاحتلال العسكري التركي على إقليم عفرين الكردي شمال سوريا، إلى جانب مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، واضطرار غالبية سكان عفرين الأصليين للخروج من الإقليم خشية انتهاكات وممارسات الغزو التركي، كان المواطن عصمت رشيد المعروف بأبو جورج واحداً من المهجرين. وينحدر عصمت من قرية كفرصفرة التابعة لناحية جنديرس في عفرين، ويناهز من العمر عقده السادس، حيث يقاوم في قرية “الوحشية” بمناطق الشهباء منذ أكثر من عاميين بجانب الآلاف من مهجري عفرين. ويقول عصمت إنه اكتشف موهبته في الفنون التشكيلية والنحت في سن صغيرة، وكان ذلك بتجربة بسيطة على “حبة بطاطا”، حينما كانت والداته تعد الطعام، حيث قام بالنقش باستخدام أداة حادة، وظهر أن بإمكانه نحت الوجوه بطريقة مميزة ومختلفة. وبعدما نقش أولى نتاجاته على “حبة البطاطا”، بات يتملك عصمت الرغبة لإبراز المزيد وإظهار موهبته بطريقة أوسع، فكان عبر السنين ينحت على الطين، وينقش على الجدران، ويشكل التماثيل من الأحجار، حيث بات له في ذلك المجال 45 عام. ويشير عصمت أن من إحدى أبرز نشاطاته، كان نحت لوحات دوار نوروز في مدينة عفرين، وغيرها من التماثيل والرسومات المتعددة والمتنوعة. وعند تهجيره قسراً للشهباء، وعقب 6 أشهر، بدأ بالنحت والرسم في البيت الذي يقطن فيه بأدوات بسيطة، مثل الطين الذي كان يصنعه بنفسه، فنقش بعض رسوماته التشكيلية المختلفة على الجدران كـ “رسمة لكاوا حداد وهو يحمل شعلة النصر وبجانبه نوروز التي كانت تساعده للوصل إلى الحرية ضد الظلم، وتمثال زاردشت، ونحت لوحات للتراث الكُردي، اليوناني، الحثيين، الروماني، السومري، الميدي، واللوحات الأسطورية، وأخرى تخيلية للنبي “إبراهيم عليه السلام”. ويؤكد عصمت أن النحت هواية تحتاج للصبر والإبداع، خاصةٍ لما اكتسبه من مهارة وخبرة في نحته على جدران الشهباء التي كانت قاسية أثناء النحت، ويذكر أنه افتتح عدة معارض في عفرين وحلب وبيروت. ويقول عصمت أن التهجير القسري لم يكن عائقاً أمام مهارته، وأنهم كعفرينين مقاومين لن يهزموا أمام ما يجري من سياسات إبادة وفتنة وتفرقة بين المكونات في المنطقة من قبل الاحتلال التركي بعد احتلال عفرين”.

في السادس والعشرين من فبراير\شباط، قالت مصادر إعلامية في الشهباء بأن فرق الإنقاذ والهلال الأحمر الكردي قد تمكنا من انتشال عائلة مؤلفة من ثلاثة أشخاص من تحت الأنقاض في قرية “آقيبة” التابعة لناحية شيروا في ريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا. ووفق الهلال الأحمر الكردي، فقد أدى القصف الذي نفده الاحتلال الاحتلال ومسلحو تنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيش الوطني السوري\الجيش الحر) إلى استشهاد كل من المواطن الكُردي “عزت حسن” وزوجته “فاطمة” وابنتهما “سروشت حسن” 12 عاماً. والعائلة الكُردية التي جرى استهداف منزلها، مُهجرة من عفرين، حيث تنحدر العائلة من قرية “بريمجة” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي” في عفرين، بعد احتلال مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين برفقة جيش الاحتلال التركي للإقليم الكردي.. كذلك، بعد المجزرة المروعة في قرية “آقيبه” التابعة لناحية شيراوا بريف إقليم عفرين شمال سوريا، والتي راحت ضحيتها عائلة المواطن الكردي “حسن حج عزت” المكونة من ثلاثة أفراد، عاود جيش الاحتلال التركي ومسلحو تنظيم الإخوان المسلمين قصف قرىً في الشهباء وشيراوا.  وفي هذا السياق، أوضح مراسل “عفرين بوست” في الشهباء، إن قصف الغزاة تجدد مساء اليوم الأربعاء، حيث قصفوا قرى (مرعناز، مالكية، الشوارغة وقلعة شوارغة) التابعة لناحية “شرا\شران” بإقليم عفرين، بواسطة الاسلحة الثقيلة.

في السابع والعشرين من فبراير\شباط، شيع الآلاف من أهالي إقليم عفرين المهجرين في الشهباء، وأهالي مناطق الشهباء، جثامين ثلاثة مدنيين استشهدوا بقصف من قبل مدفعية الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيش الوطني السوري\الجيش الحر)، على قرية أقيبه بناحية شيراوا، وذلك ضمن مراسم نُظمت اليوم الخميس. وتجمع الآلاف من أهالي إقليم عفرين أمام مستشفى آفرين في ناحية فافين لاستلام نعوش الشهداء الثلاثة (عائلة المواطن الكردي “عزت حسن” وزوجته “فاطمة” وابنتهما “سروشت حسن” 12 عاماً)، وبعد استلامها سار الموكب في الشارع أم الحوش- فافين  باتجاه مزار الشهداء في ناحية فافين، حيث كان في استقبال الموكب الآلاف من أهالي إقليم عفرين في مدخل ناحية فافين، لينضموا إلى الموكب. واستمر الموكب في مسيره ضمن ناحية فافين، حيث رفع فيها المشيعون صور شهداء مجزرة تل رفعت، ومجزرة آقيبة، بالإضافة إلى لافتات كُتبت عليها “تركيا تحتل أرضنا، تقتل أطفالنا وكبارنا وروسيا صامتة”. وردد المشيعون شعارات تستنكر الصمت الدولي حيال المجازر التي تحصل بحق أهالي عفرين المهجرين، وشعارات تحيّ الشهداء وتمجدهم وتعاهد بالسير على خطاهم. وفي السياق، أستنكرت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي لإقليم عفرين “شيراز حمو”، المجزرة وحمّلت الاحتلال التركي والمجتمع الدولي المسؤولية عن قتل المدنيين، مُشددة في تصريح خاص لـ “عفرين بوست” على أن أردوغان هو المسؤول عن المجازر التي تحصل لأهالي عفرين ومجزرة آقيبة خير مثال على ذلك. وأكدت “حمو” أن جيش الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين “لم يتوقفوا عن استهداف أهالي عفرين المُهجّرين قسراً من أراضيهم منذ احتلال عفرين وحتى اليوم”، وأضافت: “منذ فترة حدثت مجزرة في تل رفعت، وقبل أيام تم استهداف امرأة في ناحية شيراوا، واليوم ارتكبت مجزرة جديد في قرية آقيبة”. ونوهت “حمو” قالت “إن الهدف هو النيل من إرادة الأهالي و إجبارهم على النزوح”، مُضيفةً: ”الأهالي متمسكون بحق المقاومة ومواصلة النضال لمجابهة هذه المخططات”. وعقب وصول المشيعين إلى مزار الشهداء في ناحية فافين، تم وقوف دقيقة صمت على أرواحهم، ومن ثم تحدثت باسم مجلس مقاطعة عفرين نوروز عفرين التي عاهدت بالانتقام للشهداء، فيما قرأت عضوة لجنة التعليم المجتمع الديمقراطي لمقاطعة عفرين حكمت حسين وثيقة الشهداء، ليتم بعدها مواراة الشهداء في مزار الشهداء، وسط ترديد شعارات تنادي بوحدة الأراضي السورية وتحيّ الشهداء.

تآمر الاحتلال التركي..

في الرابع من فبراير، وفي إطار بحث الاحتلال التركي عن مبررات ومسوغات لتبرير عدوانه الهمجي على عفرين وتهجير أهلها وسكانها من أرضهم لمنعهم من التمتع بحقوقهم في سوريا المستقبل بشكل دستوري، لا يفتئ الاحتلال وهو يبحث عما قد يبرر به عدوانه، وآخرها أنه أكتشف بعد عامين بأن عفرين كانت ستتحول إلى بؤرة مخدرات. ومن المعروف بأن الأجهزة الامنية في عفرين كقوات “الاسايش”، كانت قد انشئ جهاز “مكافحة الجريمة المنظمة”، بهدف ملاحقة الخلايا العاملة في نقل المخدرات إلى عفرين من مناطق خاضعة لنفوذ الاحتلال التركي في ادلب واعزاز، ومن الجانب التركي للحدود، حيث كان الاحتلال يسعى إلى تمرير تلك المواد إلى عفرين بقصد إفساد شبانها وإبعادهم عن الطريق السوية للبشر الطبيعيين. وقد أتلفت قوات “الأسايش” في العديد من المرات، كميات كبيرة من المخدرات المضبوطة على يد تجار تابعين للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ممن كانوا يرغبون في تدمير عفرين عبر استهداف شبابها، الذين كانوا أوعى من محاولات الاحتلال تلك، فاختار شبان عفرين سبيل بناء الوطن بالعلم والمعرفة، مُدركين مُخططات الاحتلال الرامية إلى تدميرهم. وقال ما يسمى وزير الداخلية التركية المدعو “سليمان صويلو”، في الرابع والعشرين من يناير، أن بلاده منعت، بغزوة “غصن الزيتون”، تحويل “وحدات حماية الشعب” مدينة عفرين إلى أكبر مركز للمخدرات عالمياً. تلك الاداعات والافتراءات الكاذبة، رد عليها الكاتب التركي جنكير أكتار، في الخامس والعشرين من يناير، وقال فيها الكاتب التركي إن الأنباء التي استطاعت أن تتسرب من المنطقة (عفرين) الخاضعة لتعتيم إخباري أنباء مخزية؛ فوفقًا للمعلومات التي يجمعها باستمرار المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، تحولت عفرين الخاضعة لسيطرة تركيا إلى ساحة للجريمة المنظمة. مضيفاً: “وعلى حين كان تعداد السكان الأكراد في المنطقة التي يعيشون فيها منذ تاريخ طويل 92 في المئة قبل الاحتلال، فقد أصبح اليوم 18 في المائة. صارت جرائم الغصب والسلب والنهب وطلب الفدية والابتزاز والاغتصاب والدعارة والضرب والقتل والدمار البيئي جزءًا من الحياة اليومية”. ويستشهد الكاتب التركي بدراسة بعنوان “عفرين تحت السيطرة التركية: التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية”، نشرها في يوليو 2019، الباحث العربي السوري خير الله الحلو من جامعة فلورنسا الأوروبية. حيث يصف الباحث الأعمال غير القانونية في عفرين بأنها “فوضى منضبطة”. أي إن كل هذه الإجراءات، التي تُعتبر جريمة كاملة في أية دولة طبيعية، صارت شرعية في ظل عملية “غصن الزيتون” التركية، وأصبحت الوضع الطبيعي الجديد في عفرين. متابعاً: “ما يجب مراعاته بشأن الهندسة الديموغرافية هو أن عفرين أراض كردية منذ زمن طويل جدًا، على عكس كذبة أنقرة بأنها “محتلة من قبل الأكراد”. الاسم الآخر لعفرين هو “جبل الكرد” منذ عصور قديمة”. مختتماً بالقول: “دعونا نكرر الدعوة للخالق إزاء كل الوحشية والاضطهاد الذي تمارسه حكومة أنقرة في عفرين. ودعونا لا ننسى أنه إذا كانت دوامة العنف الدفين التي عصفت مع قتل هرانت تستطيع أن تلف البلاد وجيرانها اليوم بهذه السهولة؛ فذلك لأن جذورها تمتد إلى اقتلاع شعب هرانت من تلك الأرض. أجل، لم يفت الأوان بعد من أجل الخجل!”.

في الحادي عشر من شباط\فبراير، قالت مواقع إعلامية تابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، إن العاصمة التركية أنقرة، شهدت اجتماعاً أمنياً رفيعاً برئاسة رئيس الاحتلال التركي المدعو رجب طيب أردوغان، لبحث الخطوات التي ستتخذ رداً على هجوم قوات النظام السوري على الجنود الأتراك في محافظة إدلب. ويتخيل لقارئ الخبر أن إدلب محافظة تركية، وأن قوات النظام تسعى إلى غزوها، وهي دليل بسيط على قلب الحقائق والمفاهيم الذي إعتمده الاحتلال التركي لتبرير التخريب والإرهاب المدعوم من قبله على مدار سنوات في سوريا. قلبٌ للحقائق تحولت معه عفرين التي كانت منطقة آمنة على مدار سنوات الحرب السورية، بين ليلة وضحاها إلى “مركز مزعوم للإرهاب”، لتبرر أنقرة غزوها الإقليم وحرمان سكانه الاصليين الكُرد، من تثبيت حقوقهم ضمن سوريا لا مركزية، تعيش فيها كل المكونات سواسية. وأوضحت مصادر الاحتلال التركي في الرئاسة التركية، أنه تقرر خلال الاجتماع الذي عقد مساء الإثنين، الرد بالمثل على الهجوم، والانتقام لقتلى جيش الاحتلال الذين سقطوا في (هجوم) لا يمكن لوم النظام السوري عليه في أي من الأعراف المحلية أو الدولية، باعتبار أن القوات التركية تدخلت كاحتلال ضمن الدولة السورية، بقصد اقتطاع أجزاء من أراضيها، وضمها متذرعةً بحماية السوريين من النظام. ويتناسى الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين بأنهم قد هجروا أكثر من مليون إنسان في عفرين ورأس العين\سريه كانيه، وتل أبيض\كري سبي. ويأتي ذلك عقب إعلان الاحتلال التركي عن مقتل خمسة من جنوده، في قصف لقوات النظام السوري على مطار تفتناز، أمس الأثنين، حيث سعت قوات الاحتلال التركي إلى إقامة قاعدة له فيها، وكأنها أرض داشرة لا مالك لها، ويحق للاحتلال التركي إقامة ما يشاء فيها من قواعد، لتأتيه الضربة التأديبية على يد النظام السوري، لكنها بكل تأكيد رسالة روسية إلى أنقرة بأن تلزم حدها، وأن تاريخ صلاحيتها في الأراضي السورية قد إنتهى أقله في إدلب حالياً. رسالة لا تريد أنقرة سماعها، خاصة أنها تتخيل بأن واشنطن قد تدعمها في حرب تدق طبولها في إدلب وشمال سوريا عموماً، وهي ما أردات واشنطن إيهام أنقرة به، عبر زيارة أعلنت عنها وزارة الخارجية الأمريكية لممثل واشنطن المعني بشؤون سوريا والتحالف الدولي ضد “داعش”، وهو جيمس جيفري، حيث توجه أمس الإثنين، إلى تركيا لبحث التصعيد في منطقة إدلب السورية. وأوضح بيان للخارجية الامريكية أن جيفري “سيلتقي في أنقرة مسؤولين أتراكاً رسميين رفيعي المستوى، لمناقشة قضايا تثير اهتماماً متبادلاً”، ويبدو إنها إحتوت تعهداً أمريكياً بالوقوف إلى جانب أنقرة في أي مواجهة مع النظام وموسكو. ويرجح مراقبون أن يكون التعهد الأمريكي تكراراً لسيناريو إسقاط تركيا طائرة روسية وقتل طيارها في العام 2015، والتي عقبها إعتذار أردوغاني لبوتين للصفح عنه، ومن ثم تم إعداد مسرحية ما تسمى بـ “المحاولة الإنقلابية” المزعومة، والتي أراد أردوغان عبرها تحميل كامل مسؤولية التصعيد مع روسيا في عهدة الإنقلابيين المفترضين، وتبرئة نفسه منها، إضافة للقضاء على الأحزاب والمعارضين داخل تركيا، وبشكل خاص الاحزاب الكردية. وفي السياق، كشف خبراء موالون لأردوغان في تركيا لوسائل إعلام، أن الحوارات ما بين موسكو وأنقرة وصلت إلى نهايتها، ومن وجهة نظر أنقرة فإن روسيا كانت تماطل مع تركيا منذ فترة طويلة، في ظل ما أسموها بسياسة “الإلهاء” من أجل سيطرة النظام السوري على الطريق السريع “أم5”، ليترآئ للقارئ أن دمشق هي المعتدية على أنقرة في إدلب لا العكس، ويؤكد ذلك أن إتفاقية خفض التصعيد مع روسيا، كان الهدف منها تركياً تثبيت احتلال إدلب وضمها إلى أراضيها، عبر تشكيل مجالس احتلال ومسلحين تابعين لها، كما هو الحال في إقليم عفرين، الذي ينتظر هو الآخر مصيراً مشابهاً لإدلب في الغالب لو إستمر التعنت التركي في التشبث الباطل بأرض لا يملكها، ودخلها بموجب إتفاق روسي، يبدو أن عهده قد ولى. ويدعي المحللون الأتراك التابعون لأردوغان أن أنقرة بذلت كافة الجهود الدبلوماسية لمنح أي تصعيد محتمل بإدلب، ولكنها لم تلق أي تجاوب روسي، معتبرين أن “أنقرة من الآن فصاعداً ستعمل على تشكيل منطقة آمنة جنوب إدلب”، وهو ما يؤكد بأن المنطقة تتوجه إلى التصعيد بين الجانبين، ما لن يكون لأنقرة المقدرة على مواجهته، في ظل إعتمادها على المتطرفين من مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين في إدلب وباقي المناطق المحتلة من شمال سوريا، وعلى رأسها إقليم عفرين الكردي، إذ كان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، الجنرال “مظلوم عبدي” قد قال سابقاً، إن عملية تحرير عفرين لن تستغرق وقتاً طويلاً، فيما لو سمحت الظروف الدولية بشن عملية عسكرية لتحريرها. ويمكن لأي إتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام بضمانة روسية أن يجعل القوتين جبهة واحدة في مواجهة الاحتلال التركي، وهو أمر مرهون بجدية النظام السوري في التعاطي مع ملف إنهاء الاحتلال التركي من مناطق شمال سوريا. ويشير مراقبون بأن إقليم عفرين قبيل احتلاله تركياً كان يحوي جيشاً متكامل الأركان، ولو إتفق حينها النظام السوري مع “الإدارة الذاتية” في عفرين، من خلال اعتراف الطرف الاول بالثاني، لكانت قوات عفرين قد أضحت جزءاً من المنظومة الدفاعية السورية، ما كان سيمنح النظام  السوري قوة كبيرة لمواجهة كافة المليشيات المسلحة التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين. لكن تعنت النظام وإصراره على إخطاع عفرين دون منحها أي حقوق سياسية، دفع بالأمور نحو الأسوء، وسمح للاحتلال التركي بالتمدد في الإقليم عبر ضوء أخضر روسي، وهو ما عاد سلباً على القوى السورية في قسد ودمشق، مقابل أزدياد قوة الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. تجربة يدعو أهالي عفرين لعدم تكرارها من قبل السلطة السورية، خاصة مع إرسال “قوات سوريا الديقراطية” و”الإدارة الذاتية” للعديد من الإشارات الإيجابية، التي تؤكد جاهزيتها للعمل ضمن سوريا واحدة لامركزية، تُمنح فيها حقوق المكونات على اختلاف تلويناتها، بما يساهم في بناء سوريا جديدة على مبدأ التشاركية لا التسلط.   

في السادس والعشرين من فبراير\شباط، لم تستطع عناصر تنظيم “الإخوان” الإرهابي في سوريا إخفاء موقفهم الحقيقي من العدوان التركي على بلدهم وعدوه حقا لأنقرة وفق ما نقله موقع العين الإخبارية الإماراتي. وجاء في تقرير الموقع المذكور: بعبارة “حق الجار على الجار” أشار الأخوان عبر حسابهم الرسمي بموقع تويتر، إلى أن تركيا تمتلك حق التدخل في سوريا، ولديها الشرعية التي تبرر ممارستها في الشمال السوري وفقاً لحق يفرضه الجوار، بحسب تفسيرهم في التغريدة. وقال إخوان سوريا، في تغريدة نشرت أمس السبت، إن ” أول ما يؤكد مشروعية الدور التركي في سوريا، ويشرعن الحضور بل يستنكر الغياب، حق تفرضه الجيوسياسية بالآفاق المفتوحة للمصطلح، وتجلبه حسب معطيات العصر والصياغة بالتبسيط هو حق يفرضه الجوار، ونحن أبناء أمتنا في صميم ثقافتها حق الجار على الجار”. وينطبق مصطلح جيوسياسية على علاقة السياسية بالجغرافيا، ويستخدم في ربط بين الحيز الجغرافي والسلطة السياسية. ودفع جيش الاحتلال التركي، السبت، بمزيد من آلياته العسكرية إلى إدلب شمال غربي سوريا، رداً على تقدم النظام السوري في ريف حلب وسيطرته على مدن رئيسية في محافظة إدلب التي تعزز من سيطرته على الطريق الدولي بين حلب – حماة والطريق الدولي بين حلب – دمشق. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تركيا أرسلت رتلاً عسكرياً مؤلفا من 50 آلية عسكرية داخل إدلب وحلب، بهدف تأمين 13 نقطة مراقبة تابعة لها في الشمال السوري. ولا يعد موقف عناصر الإخوان المساند للاحتلال التركي في سوريا مستغرباً، فمنذ إعلان تركيا غزواتها العسكرية في الشمال السوري بغزوة “درع الفرات” في نهاية 2016، توالت التصريحات والمواقف المؤيدة لممارسات الجيش التركي بحق السوريين. ومع الغزو التركي لعفرين شمال سوريا في يناير/كانون الثاني 2018، أعلن تنظيم الإخوان تأييده لمشاركة عناصر مسلحة من سوريا بجانب جيش الاحتلال التركي ضد أبناء عفرين وتحديداً ضد قوات سوريا الديمقراطية. وفي بيان رسمي قالت الجماعة الإرهابية: “انطلاقاً من مبدأ وحدة التراب السوري، ومواجهة كل المشاريع الهادفة لتقسيم سوريا. فإن الجماعة تعلن تأييدها قرار مشاركة الجيش الوطني السوري وبإشراف الحكومة السورية المؤقتة، في عملية “غصن الزيتون” بدعم ومساندة الجيش التركي ضد التنظيمات الإرهابية ذات المشاريع الانفصالية في الشمال السوري”. وفي تحريض صريح دعا التنظيم إلى مساندة المليشيات المسلحة لتركيا ضد السوريين، داعمة لرئيس الاحتلال التركي رجب طيب أردوغان في خطواته للدفاع عن أمن بلاده القومي بحسب تعبيرها. وتكرر دعم تنظيم الإخوان لأردوغان في سوريا مرة أخرى، وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2019 حينما غزا الجيش التركي شمال شرق سوريا بآلياته العسكرية، حيث أبدى إخوان سوريا التأييد التام لتلك الغزوة العسكرية، زاعما أن هذه الممارسات توحد الأراضي السورية وتحارب المليشيات المسلحة هناك. وأكدوا في بيان أن تدخل تركيا يعد منعطفاً مهماً في شرق الفرات لمواجهة مشاريع (الإرهاب والانفصال)، ووجهوا تهم تهجير الأهالي إلى وحدات حماية الشعب، وهي تهم مردودة عليهم، حيث من المعروف أن ما يسمى بـ (الجيش الوطني السوري) التابع لتنظيم الإخوان المسلمين مؤلف في غالبه من بقايا داعش والنصرة. وفي الوقت الذي كان ولا يزال يدعو فيه الكُرد السوريون إلى حصر الحوار على الأطراف السورية، يصر تنظيم الإخوان على رفع العلم التركي من قبل مسلحيه، في دلالة واضحة على رغبتهم بتقسيم سوريا بعد فشلهم في إسقاط النظام والسيطرة على العاصمة دمشق، حيث إنسحب جميع مسلحو التنظيم بأوامر تركية، ليثبتوا بدون شك عمالتهم له، وتنفيذهم لأوامره وأجنداته التوسعية في المنطقة، وآخرها إرسالهم كمرتزقة إلى ليبيا، وهي حال لا تختلف عن حقيقتهم عندما هاجموا عفرين أو رأس العين، أو دمشق وحلب وحمص وغيرها، قبل تدميرها ثم الإنسحاب منها وهم يجرون ذيول الخيبة والهزيمة والعار. ويتفاقم الوضع في إدلب باستمرار الاشتباكات بين النظام السوري والقوات التركية الغازية، التي شنت هجوماً أسقط عشرات القتلى بمواقع للنظام السوري أول أمس الجمعة، بينما أعلن النظام السوري، سيطرته على ريف المهندسين الثاني ودوار الصومعة في ريف حلب الغربي، بعد أسبوعين من إعلان سيطرته على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في إدلب.

في السابع والعشرين من فبراير\شباط، طلبت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، من سكان قرى (خربة شمس وكباشين وبعية وباصوفان) في ناحية شيراوا، بإخلائها بالكامل بداعي تحولها لمناطق اشتباكات، بالتزامن مع قيام جيش النظام بشن هجمات على قرية الشيخ عقيل في ريف حلب الغربي. وقال مراسل “عفرين بوست” إن لوحظ فرار جماعي لمسلحي الزنكي من جبهة قرية أوروم الكبرى والصغرى مستخدمين المدنيين دروعاً بشرية حيث وصلوا إلى عفرين، وقاموا بإنزال الذخائر المؤلفة من “قذائف هاون” خلف كراج عفرين، في دار عربي، بالقرب من منزل المواطن زكريا علي بلكور، وهي ذخائر تعود إلى ما يعرف بـ “الجبهة الوطنية للتحرير” و”حركة نور الدين الزنكي”. ويشهد الإقليم دخول آلاف السيارات والمركبات المحملة بالعفش المنزلي هرباً من الحرب الدائرة في إدلب، وعلى كافة مفارق على طريق راجو وأمام مبنى المجلس التشريعي” السراي” بالتوازي مع توزع مسلحي ميليشيا “الشرطة المدنية” في كافة الشوارع. ويأتي ذلك عقب أن سقطت أمس الأحد، 30 بلدة وقرية بريف حلب الشمالي والشمالي الغربي كأحجار الدومينو، عقب قرار تركي لمسلحي الإخوان المسلمين بالإنسحاب من المنطقة، مما يؤكد عمالتهم له، وعدم إمتلاكهم أي قضية يدافعون عنها، لدرجة تخليهم عن كل بلداتهم دفعة واحدة دون مقاومة. وتمكنت قوات النظام السوري أمس الأحد، من السيطرة على كامل محافظة حلب للمرة الأولى منذ العام 2012، والذي ما لم يكن ليتحقق لولا إنجرار تنظيم الإخوان المسلمين خلف الأجندات التركية، ومعها باقي أطياف ما تسمى بـ المعارضة السورية، التي تحولت في أنظار غالبية السوريين إلى مرتزقة تعتاش على الدم السوري وسفكه. حيث رفضت تلك التنظيمات المتطرفة اللقاء مع المكونات الأثنية والدينية السورية على بناء سوريا جديدة لامركزية، وأصرت على إسقاط النظام المركزي واستبداله بآخر من طائفة أخرى، متجاهلين حقيقة أن الإشكالية تكمن في طبيعة النظام وليس الإثنيات أو الطوائف التي تحكم. ومع تقمص تنظيم الإخوان المسلمين للرواية التركية بحق المكون الكردي في سوريا، لم يجر هؤلاء إلا ذيول الخيبة والعار، بحجة منع الكُرد من الإنفصال، علماً بأنه لم يوجد أي طرف كردي سوريا طالب بالإنفصال، حتى أدرك العالم طبيعة المسلحين وتنظيم الإخوان المسلمين، القائمة على رفض المكونات العرقية والدينية، والساعية إلى استبدال استبداد بآخر، ما أدى لسحب غالبية الأطراف الدولية التي ساندت المسلحين الدعم الذي يقدم لهم، بعد تحولهم إلى أداة تركية للتقسيم وإقتطاع الأراضي السورية.  

في الثامن عشر من فبراير\شباط، رصد مراسل “عفرين بوست” في جنديرس خروج العشرات من الآليات العسكرية المحملة بجنود الاحتلال التركي، ليلة أمس الثلاثاء\الثامن عشر من فبراير، من أراضي إقليم عفرين الكُردي المحتل، متوجهة إلى داخل حدود الاحتلال. وأوضح المُراسل أن رتلاً عسكرياً مؤلفة من مئة عربة عسكرية (ناقلة جند)، خرجت باتجاه معبر “حمام” الحدودي ومنها إلى داخل الأراضي التركية، دون التمكن من معرفة السبب.

مجالس الاحتلال..

في الثامن من شباط\فبراير، استمرت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، في الاعتداء على أعضاء وموظفي المجالس المحلية التي أنشأها الاحتلال التركي بهدف إيهام الرأي العام أنها سلمت الإقليم المحتل لأهله، من أجل التملص من مسؤولياته القانونية والسياسية والأخلاقية امام المؤسسات والمنظمات الدولية بحجة أنها لا يدير المنطقة، علماً أن كل شاردة وواردة تدار من مسؤولين أتراك في الظل. وفي هذا السياق، أكد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم أن جماعة “أبو جندل” التابعة لميليشيا “أحرار الشرقية” تواصل اعتداءاتها على موظفي البلدية وشركة المياه التي يديرها مجلس الاحتلال المحلي، إذ أقدم مسلحو الميليشيا مؤخراً على الاعتداء على جابي المياه في منطقة الفيلات والاوتوستراد الغربي، وتمزيق دفتر الفواتير ومن ثم طرده من الأحياء التي يحتلها المستوطنون من ذوي مسلحي المليشيا. وأضاف المُراسل أن اعتداء مماثل حصل في وقت سابق، على عمال البلدية “النظافة” من الجُباة من الأحياء المحتلة من قبلهم، إذ تم طردهم من الحي أثناء قيامهم بجباية الفواتير الشهرية.

في التاسع والعشرين من شباط\فبراير، قالت مصادر إعلامية وحقوقية أن مجموعة من مسلحي مليشيا “أحرار الشرقية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد عمدت إلى سحل وضرب واعتقال أحد المتعاونيين مع الاحتلال التركي في راجو بريف إقليم عفرين الكردي المحتل. وأشارت المصادر أن مسلحي المليشيا بصحبة عناصر المكتب الإقتصادي التابع للمليشيا، قد اقتحموا مبنى “المجلس المحلي” التابع للاحتلال التركي في الناحية، يوم السادس والعشرين من فبراير، حيث دخلوا عنوة إلى غرفة ما يسمى “رئيس المجلس المحلي” المدعو “فاضل هورو” (محمد فاضل قرة بيك). وأشارت المصادر بأنهم قاموا بمصادرة سلاح (هورو) و ضربه و من ثم سحله على الدرج و تهديده بالسلاح بغية تلبية مطالبهم بالإستيلاء على الخيم المخصصة للقادمين من أرياف إدلب و تأجيرها لهم لقاء مبلغ مالي و فرض ضريبة على أصحاب المواشي بمبلغ مالي قدره 2500 ليرة سورية عن كل رأس ماشية و بيعهم السلل الغذائية و المساعدات الإنسانية والإستفادة منها مادياً.

اقتتال المليشيات التركية والإخوانية

في الخامس عشر من فبراير\شباط، قالت إحدى المواقع الإعلامية للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، إن مجموعة تتبع لمتزعم في مليشيا “جيش الشرقية” يدعى “أبو حبيب المني”، في ناحية جنديرس التابعة لإقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، قد قام بالاعتداء على أحد المستوطنين القادمين من “الغوطة الشرقية”. وأشارت إحدى تلك المواقع التي أيدت الاحتلال التركي لعفرين برفقة مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين بذريعة تحرير المنطقة من “الإنفصاليين”، (في إشارة إلى أبناء عفرين وسكانها الأصليين الكُرد، الذين يكفي الإنتماء القومي لهم ليكيل عبره “بقايا البعث والإخوان”، شتى الإتهامات، لتبرير غزوهم ومنعهم من استحواذ حقوقهم بشكل دستوري في سوريا)، أنَّ مسلحي المدعو “أبو حبيب المني”، قد اقتحموا صباح اليوم السبت\الخامس عشر من فبراير، منزل أحد المستوطنين، وقاموا بالإعتداء عليه بالضرب وإذلاله آمام عائلته، ومن بعدها قام المسلحون بطرد المستوطن، واستولوا على المنزل. ولا تتطرق تلك الوسائل الإعلامية لإنتهاكات مسلحي الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيش الوطني السوري\الجيش الحر)، إلا عندما يتعلق الأمر بالإنتهاكات الممارسة بحق المستوطنين. ففي السادس من يناير الماضي، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، أن مليشيا “جماعة الأوسو” التابعة لمليشيا “الجبهة الشامية” قد أقدمت على طرد المواطن الكردي المسن “نبي مراد/ 68 عام”، من منزله الكائن في حي الأشرفية، بمحيط فرن حمادة، وأضاف أن الكهل الكُردي كان يعيش بمفرده في المنزل، وقد جرى طرده من منزله بحجة أن أحد أبنائه منتمي لـ “وحدات حماية الشعب”، رغم أنه مُهجر ومُقيم في حلب حالياً. وأردف المراسل أن المسلحين قاموا بإسكان عائلة قادمة من محافظة إدلب فيه، لقاء آجار شهري بـ 100 دولار أمريكي، ورغم إستعراض “عفرين بوست” الإنتهاكات بشكل دوري ومستمر، لم تتجرأ الوسائل الإعلامية التابعة للاحتلال وتنظيم الإخوان على تتبع تلك الإنتهاكات ونفيها، نتيجة عملها بالمجمل وفق أجندات الغزو والاحتلال التركي القائمة على إرتكاب أكبر كمية ممكنة من التجاوزات بحق السكان الأصليين الكُرد، بغية تهجير مَن تبقى منهم.

في السابع عشر من فبراير\شباط، علمت “عفرين بوست” من مصادرها في أوساط الميلشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أن سرعة انهيار المسلحين في بلدات الريف الشمالي الغربي لحلب كـ (حيان وعندان وحريتان وبيانون وغيرها) أمام تقدم قوات النظام وحلفائه، يعود لأوامر تركية تقضي بإخلاء تلك المناطق خلال مهلة مدتها 3 ساعات فقط، للانسحاب بشكل كامل وتسليمها خلال تلك الفترة. وأكدت المصادر أن جيش الاحتلال قام بصرف خمسين دولار أمريكي و”سلة معونات” لكل مُسلح مُنسحب. وفي السياق، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، أن توتراً نشب بين مجموعات من ميليشيا “الجبهة الشامية” في محيط دوار كاوا وسط المدينة، وذلك على خلفية اتهامات بالتخوين وجهها مسلحو الميليشيا للمجموعة التي يقودها المدعو “الأوسو”، ما أدى لحدوث استنفار أمني في صفوف الميليشيا للسيطرة على الوضع المتأزم نتيجة الهزائم التي لحقت بهم على يد قوات النظام السوري بدعم روسي وموافقة تركية ضمنية. وبالتزامن ألقى مجهولون قنبلة صوتية على مقر جماعة البيانوني الواقع بالقرب من دوار القبان بحي الأشرفية، ويأتي ذلك عقب أن سقطت أمس الأحد، 30 بلدة وقرية بريف حلب الشمالي والشمالي الغربي كأحجار الدومينو، عقب قرار تركي لمسلحي الإخوان المسلمين بالإنسحاب من المنطقة، مما يؤكد عمالتهم له، وعدم إمتلاكهم أي قضية يدافعون عنها، لدرجة تخليهم عن كل بلداتهم دفعة واحدة دون مقاومة. وتمكنت قوات النظام السوري أمس الأحد، من السيطرة على كامل محافظة حلب للمرة الأولى منذ العام 2012، والذي ما لم يكن ليتحقق لولا إنجرار تنظيم الإخوان المسلمين خلف الأجندات التركية، ومعها باقي أطياف ما تسمى بـ المعارضة السورية، التي تحولت في أنظار غالبية السوريين إلى مرتزقة تعتاش على الدم السوري وسفكه. حيث رفضت تلك التنظيمات المتطرفة اللقاء مع المكونات الأثنية والدينية السورية على بناء سوريا جديدة لامركزية، وأصرت على إسقاط النظام المركزي واستبداله بآخر من طائفة أخرى، متجاهلين حقيقة أن الإشكالية تكمن في طبيعة النظام وليس الإثنيات أو الطوائف التي تحكم. ومع تقمص تنظيم الإخوان المسلمين للرواية التركية بحق المكون الكُردي في سوريا، لم يجر هؤلاء إلا ذيول الخيبة والعار، بحجة منع الكُرد من الإنفصال، علماً بأنه لم يوجد أي طرف كردي سوريا طالب بالإنفصال، حتى أدرك العالم طبيعة المسلحين وتنظيم الإخوان المسلمين، القائمة على رفض المكونات العرقية والدينية، والساعية إلى استبدال استبداد بآخر، ما أدى لإيقاف غالبية الأطراف الدولية التي ساندت المسلحين، الدعم الذي كان يُقدم لهم، بعد تحولهم إلى أداة تركية للتقسيم وإقتطاع الأراضي السورية.  

في الثاني والعشرين من فبراير\شباط، أقدمت ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، على قتل متزعم كبير في صفوف ميليشيا “السلطان مراد” في ظل استنفار أمني كبير أعلنته ميليشيا “الشرطة العسكرية” وأمنية ميليشيا “الجبهة الشامية” في محيط “دوار كاوا” وسط مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، شمال سوريا.  وأوضح المراسل أن مسلحي “الشرطة العسكرية” قتلوا المدعو “الشيشاني” وهو متزعم كبير في صفوف ميليشيا “السلطان مراد”، دون أن تتضح بعد أسباب القتل، في وقت لا يزال التوتر يخيم على مدينة عفرين مع استمرار سماع أصوات طلقات الرصاص في حي عفرين القديمة، حيث يتمركز المدعو “الشيشاني” في محيط مطعم الفوال “جودت”. وتسيطر الميليشيا التي يقودها “الشيشاني” على العشرات من المحال التجارية والشقق السكنية في حي عفرين القديمة في المنطقة الواقعة بين مشفى جيهان وصولاً لصيدلية منان.

في الثالث والعشرين من فبراير\شباط، قال مراسل عفرين بوست في مركز إقليم عفرين الكُردي إن ميليشيا “السلطان مراد” انتقمت من مقتل المدعو” الشيشاني” على يد مسلحي ميليشيا “الشرطة العسكرية” وأقدمت على قتل مسلحين من الأخيرة. وأكد المُراسل أن المسلحين القتيلين ينحدران من ريف حلب الجنوبي، فيما لا يزال مسلحي “الشرطة العسكرية” يلتزمون مقراتهم خشية التعرض لأعمال انتقامية إضافية في ظل التهديدات التي تطلقها ميليشيا “السلطان مراد” ضدهم وكذلك ضد ميليشيا “الجبهة الشامية” التي ينتمي الكثيرون من مسلحيها في “الشرطة العسكرية. في حين لم تتوضح بعد الأسباب التي أدت إلى مقتل المتزعم في ميليشيا “السلطان مراد”.

في التاسع والعشرين من شباط\فبراير، سجل مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين، إصابة 3 مسلحين من مليشيا “الشرطة العسكرية” (من المجموعات التابعة لميليشيا “الشامية”) في مواجهات بين مليشيات “فرقة السلطان مراد” و”الجبهة الشامية” بالأسلحة الخفيفة على امتداد يومي الخميس والجمعة، في حي عفرين القديمة على خلفية مقتل “الشيشاني”. وأشار المراسل أن مليشيا “فرقة السلطان مراد” تطالب برأس المدعو “أبو رياض” وهو رئيس فرع ما يسمى بـ “الشرطة العسكرية” في عفرين. وكانت قد أقدمت ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، مساء الثاني والعشرين من فبراير، على قتل “الشيشاني” وهو متزعم كبير في صفوف ميليشيا “فرقة السلطان مراد” في ظل استنفار أمني كبير أعلنته ميليشيا “الشرطة العسكرية” وأمنية ميليشيا “الجبهة الشامية” في محيط “دوار كاوا” وسط مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، شمال سوريا.

جرائم الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين..

في التاسع من شباط\فبراير، أعدت “عفرين بوست” تقريراً قالت فيه: تتناقل منذ يوم أمس السبت، مواقع إعلامية تابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون أنفسهم بالمعارضة، خبراً عن تدمير مجموعة من قوات النظام لمقبرة في بلدة خان السبل بريف سراقب، تضم جثث مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيش الحر). وظهرت تلك الوسائل في حالة تباكي على تلك الجريمة، التي تبدو بعيدةً كل البعد عن الأخلاق ولا تمت للإنسانية بصلة، لكن وعلى النقيض، فمن المؤكد أن تنظيم الإخوان المسلمين ومسلحيه هم آخر من يحق لهم التباكي في هذه القضية وغيرها من الانتهاكات، كونهم تخطوا النظام بمراحل في الوحشية والتنكيل بالأهالي الذين يخضعون لاحتلالهم، خاصة في عفرين. ووضعت التنظيمات المسلحة والسياسية والإعلامية التابعة للإخوان المسلمين كامل ثقلها مع المحتل التركي، لمنع الكُرد في سوريا من استحواذ حقوقهم، دون أن يجنوا من ذلك سوى العار والخيبة والخذلان، فبعد نشوة نصر قصيرة مغموسة بدماء 4 آلاف شهيدٍ في عفرين من أبنائها، ممن أختاروا الشهادة على العيش في ذل الاحتلال وأذنابه، ها هو النظام يسيطر على مناطقهم وينكل بهم كما فعلوا في عفرين، حيث تتساقط المناطق الخاضعة للتنظيم ومسلحيه، الواحدة تلو الاخرى. ورغم ذلك يقول أهالي عفرين: “نحن ضد تلك الممارسات، التي لا تعبر سوى عن مجموعات لا تمت للبشرية بصلة، أياً كان مصدرها، وعلى رأسها ما يصدر عن مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيش الوطني السوري\الجيش الحر) المتشكلين من بقايا داعش والنصرة”. ومنذ إطباق الاحتلال العسكري التركي المرافق بمسلحي الإخوان المسلمين، سجل ناشطون عفرينيون تخريب وتدمير شواهد القبور في العديد من القرى في مختلف نواحي الإقليم الكُردي، ومنها تدمير مقبرة قرية قوربه Qurbê التابعة لناحية جنديرس، إضافة لجرف مقابر مدنيين في قرية كفرصفرة، وقصف مقبرة ومزار “عبد الرحمن بن عوف” في قرية كأني كاوركي بالسلاح الثقيل اثناء الغزو التركي على إقليم عفرين. ودمر الاحتلال التركي ومسلحو الإخوان المسلمين العديد من المقابر في عفرين، ففي شيه\شيخ الحديد، قامت قوات الاحتلال التركي بتدمير قبر تاريخي يعود إلى العام 1636م، والمسمى بـ “المقبرة الفوقانية” في قرية “سنارة”، ما تسبب بتدمير ما يزيد عن 500 قبر من أصل 1000 من مقابر أهالي القرية. وفي مقبرة زيارة حنان القريبة من قرية “مشاليه\مشعلة” التابعة لناحية “شرا\شران”، فرغت المليشيات الإسلامية التابعة لقوات الاحتلال التركي مزار المقبرة، والتي تضم رفات الدكتور نوري ديرسمي وزوجته، إلى جانب رفات العديد من الشخصيات الوطنية والدينية. وفي ميدانكي التابعة ايضاً لـ “شرا\شران”، قال نشطاء محليون أن الميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي أقدمت على تدمير شواهد القبور في مقبرة البلدة، وقامت أيضا بقطع الأشجار الحرجية المحيطة بالمقبرة والتي تكتسب صفة القدسية لدى سكان البلدة. وفي تللف التابعة لناحية جنديرس، عمدت الميليشيات الإسلامية إلى تدمير وتكسير القبور في مقبرة القرية، ومن بينها ضريح السياسي الكُردي “كمال حنان”، نتيجة وجود كتابات باللغة الكردية عليه. وفي قرية آدما\ادمانلي التابعة لناحية راجو، تناقل ناشطون كُرد صوراً لتدمير مقبرة القرية، حيث أكد هؤلاء أن ميلشيا “فيلق الشام” المعروفة بتبعيتها لجماعة الإخوان المسلمين السورية، هي من حطمت شواهد القبور في المقبرة. ويرجح ناشطون كُرد من عفرين أن يكون التخريب قد طال العشرات من المقابر في قرىً أخرى، خاصة وأن عشرات القرى الكُردية لا تزال خالية من سكانها الأصليين، مع منع الاحتلال لأصحابها الحقيقيين من العودة إلى ارضهم ودورهم. ولم يقتصر تخريب على قبور القرى، بل طالها إلى تدمير مقابر الشهداء، من استشهدوا في المواجهات السابقة للغزو التركي مع المليشيات الإسلامية التي لطالما حاولت الاعتداء على عفرين والعفرينيين، خلال سنوات الحرب الاهلية السورية التي اندلعت العام 2011، بدعم وتمويل الاحتلال التركي. وطال تخريب الاحتلال التركي وميليشياته ثلاث مقابر للشهداء في عفرين، وهي مقبرة الشهيدة “أفيستا خابور” التي ضمت جثامين المئات من المقاتلين والمدنيين المُرتقين خلال التصدي للغزو التركي على المنطقة، حيث جرى أنشاء المقبرة خلال الغزو، بالقرب من مدينة عفرين على طريق قرية كفر شيل، وسميت باسم المقاتلة الكُردية “أفيستا خابور” التي نفذت عملية استشهادية ضد إحدى الدبابات التركية وفجرتها. كما دمر الاحتلال التركي مزار “الشهيد سيدو” القريب من قرية “كفر صفرة” بريف ناحية جنديرس، والذي ضم هو الآخر جثامين المئات من شهداء وحدات حماية الشعب والمرأة، عبر القصف الصاروخي المُتعمد، كما بث ناشطون صوراً أظهرت دماراً في “مقربة الشهيد رفيق”، القريبة من قرية “ماتينى” بريف ناحية “شرا\شران”. ويؤكد مراقبون من عفرين يؤكدون أن الحديث الإخواني عن تطبيق الشريعة في تدمير القبور، ما هو إلا محاولة للالتفاف على حقائق التاريخ، ومحاولة لتزوير وتشويه معالم الإقليم، حيث عادة ما يهاجم رموز المعارضة المكون الكُردي في سوريا، ويدعون أن الكُرد جاءوا إلى سوريا في العام 1925، عقب نكبة ثورة الشيخ سعيد، أي قبل مئة عام! في حين أن الكثير من مقابر قرى عفرين، يمتد عمرها لأكثر من خمسمئة عام، وبالتالي فإن وجود مقابر تعود لمئات السنوات للكُرد في عفرين يعتبر نسفاً لرواية المعارضة التي يقودها تنظيم الإخوان المسلمين والتي تتقمص الرواية التركية واجنداتها، وتسعى لضرب الوجود التاريخي للكُرد في المنطقة. وفيما يلي مجموعة من عمليات التدمير التي مارسها مسلحو الإخوان المسلمين بحق مقابر عفرين.. تدمير مقبرة الشهيد سيدو: في الـ 5 من شهر فبراير\شباط من العام 2018، استهدف جيش الاحتلال التركي، مزار الشهيد سيدو المتواجد في بلدة كفر صفرة في منطقة جنديرس، ودمره بشكل كامل. حيث افتتح مزار الشهيد سيدو (رودي حاجي)، في أواخر شهر أيار من عام 2011، عندما تم تشييع جثمان المناضل سيدو ديرسم الاسم الحقيقي رودي حاجي إلى ذلك المزار الذي سمي باسمه، تمجيداً له، حيث بقي المزار على مدى سنوات يستقبل الشهداء من مقاتلي وحدات حماية الشعب والمرأة، وقد بلغ عدد الشهداء الذين وريوا الثرى فيه 183 شهيداً وشهيدة، استشهدوا دفاعاً عن إقليمهم. /مقبرة الشهيدة أفيستا خابور: في الرابع والعشرين من أغسطس العام 2018، أي عقب 4 شهور فقط من إطباق الاحتلال العسكري التركي، انتهك الاحتلال التركي ومسلحوه حرمة المقابر في عفرين، من خلال إزالتها بالجرافات، خيث أقدمت الجرافات على إزالة مقبرة “الشهيد آفستا” بالقرب من مدينة عفرين، وهي المقبرة التي ضمت رفات مئات المقاتلين والمدنيين الذين فقدوا حياتهم خلال فزو عفرين على طريق قرية كفر شيل، فيما كان مسلحو الاحتلال قد أزالوا مقبرة “الشهيد سيدو” في منطقة “جبل قازقلي” التابعة لناحية “جندريس”، بتاريخ 3 أيار/مايو 2018. /مقبرة قريتي أنقلة وسنارة: وفي العشرين من حزيران/يونيو العام 2018، أقدم مسلحو الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان على إزالة حوالي 500 قبر من مقبرة قرية “أنقلة” التابعة لناحية “شيه\شيخ الحديد”، بحجة توسيع الطريق الرئيسي، ما تسبب بتدمير ما يزيد عن 500 قبر من أصل 1000 لسكان القرية، والواقعة ضمن مقبرة مزار علي داد الشهير. /وكان جيش الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الحر”، حيث أقدموا على تدمير مقبرة تاريخية يعود تاريخها إلى العام 1636م، في المقبرة الفوقانية في قرية سنارة الحدودية التابعة لناحية شيه\شيخ الحديد، وجرفت مقابر قرية سنارة منتصف تموز / يوليو 2018، وشهدت المنطقة أيضاً تدمير شواهد قبور سكان المنطقة من قبل الميليشيات، بحجة أنها مرتفعة وغير مستوية مع الأرض، وفقاً لأفكار التيارات الجهادية والسلفية الإسلامية. /مقبرة قرية حج خليل وراجو: فيما عُثر على آثار تدمير المقابر وانتهاك حرمتها في قرية “حاج خليل” وناحية “راجو”، كما تعرضت عدة قبور في قرية “باسوطة” للدمار نتيجة القصف الذي تعرضت له بتاريخ 23 شباط/فبراير 2018. /تدمير مزارات أيزيدية وعلوية: وفي الخامس عشر من ديسمبر 2018، قال المكتب الإعلامي لحزب الوحدة بأنه قد تمت سرقة محتويات مزارات إسلامية وإيزدية وعلوية عديدة والعبث بأضرحتها، وحتى سرقة محتويات بعض الجوامع من لوحات شمسية وبطاريات طاقة كهربائية وأجهزة صوت ومستلزمات غسل الأموات النحاسية والسجاد أيضاً. /وكذلك التخريب المتعمد لمقابر الشهداء (سيدو في كفرصفرة، رفيق في متينا، آفيستا في كفرشيل)، وهدم شواهد قبور مكتوب عليها باللغة الكردية، مثل ضريح الشهيد بشير محمد في جنديرس، وقبر السيدة سولية عبدو مصطفى في قرية ماملا، وقبر السيدة زلوخ خليل إبراهيم في قرية قورت قلاق، وكذلك العبث بضريحي الدكتور نوري ديرسمي-الشخصية الثقافية والسياسية المعروفة-وزوجته فريدة في مقبرة زيارة حنان، إضافة إلى تدمير شبه كامل لمقبرة قوربيه الاسلامية في جنديرس، وهي لمتوفين مدنيين، في صورة واضحة لتعدٍ عن حقد دفين. /مقبرة ميدانكي: وفي الحادي عشر من يناير 2019، أقدمت الاحتلال ومسلحوه على تدمير شواهد القبور في مقبرة بلدة ميدانكي التابعة لناحية شرا\شران، وقامت أيضاً بقطع الأشجار الحرجية المحيطة بالمقبرة والتي تكتسب صفة القدسية لدى سكان البلدة. /مقبرة قنتريه: في الثاني من فبراير 2019، أقدمت الميليشيات الإسلامية التابعة لجيش الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين على تدمير ونبش مزار ديني قرب قرية “قنتريه\قنطرة” على طريق ناحية “موباتا\معبطلي”، كما تداول ناشطون صوراً تظهر حفر وتدمير مزار (آف غيري) الخاص بالكرُد العلويين والواقع في وادي بيري بالقرب من قرية قنطرة، بعد بحث عناصر الميليشيات الإسلامية عن القطع الآثرية. /مقبرة قرية حبو: وفي السادس من فبراير 2019، أقدمت ميليشيا إسلامية تابعة للاحتلال التركي على تحطيم شواهد قبور في قرية حبو التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”،  وأفاد مصدر محلي لـ “عفرين بوست” أن ميليشيا “المنتصر بالله” الإسلامية قامت بتحطيم شواهد قبور في قرية حبو، تطبيقاً لأفكارها السلفية المتطرفة بضرورة استواء القبر بالأرض وعدم جواز بناء قبب أو شواهد حجرية للقبور. /مقبرة قرية قيباريه: وفي السابع عشر من مايو 2019، أظهرت مشاهد مصورة تابعتها “عفرين بوست” وتأكدت من مصداقيتها، تدمير الاحتلال التركي ومسلحيه مجموعة من المقابر في قرية قيباريه\عرش قيبار، ويبدو في المشاهد المصورة مجموعة من شواهد الضرائح وقد جرى تكسيرها ورميها بالقرب من القبور، التي يبدو أنها تحمل كتابات باللغة الكردية. /المقبرة القسرية: ولا تقتصر مآسي العفرينيين على موتهم ألماً أو قهراً لما حل بهم وبـ عفرين، بل تتعداها إلى كونهم لا يتمكنون حتى دفن مواتهم في أرض أجدادهم وبينهم، حيث يضطر العفرينيون في حلب إلى دفن موتاهم حالياً ضمن قبور في منطقة “حقل الرمي”، بوضع الجثامين مع توابيتها في القبور. ويقول ذوو المتوفين أنهم يترقبون اللحظة التي يتخلصون فيها من الاحتلال وتبعاته، حيث يصرون على أن مقبرتهم القسرية في حقل الرمي بحلب، لن تكون دائمة، وأنهم سينقلون جميع العفرينيين المتوفين في حلب الى مقابر قراهم، كما اوصوا قبل رحيلهم، فأرواح العفرينيين لن ترتاح إلا بين جنبات ترابها.

في الثالث عشر من شباط\فبراير، حصلت “عفرين بوست” على صور خاصة، تظهر إقدام الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الوطني السوري” التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، على تحويل أرض “مقبرة الشهيدة أفيستا خابور” إلى سوق أسبوعية لبيع المواشي، وذلك بعد تجريفها بالكامل بالآليات الثقيلة وإزالة كافة القبور وشواهدها، في انتقام وحشي من المدنيين والمقاتلين الذين استشهدوا دفاعاً عن إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، في وجه القوات الغازية من 20 يناير إلى 18 مارس 2018. وأكد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، أن المستوطنين يعقدون أسبوعياً في يوم الثلاثاء، سوقاً لبيع وشراء المواشي على أرض المقبرة، دون أي اعتبار للقيم الإنسانية والدينية الداعية لحفظ حرمة المقابر والموتى. وتقع “مقبرة الشهيدة أفيستا” في مفرق قرية “كفرشيل” التابعة لمركز عفرين، والتي أقيمت إبان العدوان التركي على الإقليم، مع صعوبة نقل الشهداء إلى مقبرتي الشهيد سيدو في جنديرس ومقبرة الشهيد رفيق في ماتينى التابعة لناحية “شرا\شران”، حيث تحتضن “مقبرة الشهيدة أفيستا” جثامين الشهداء المدنيين والعسكريين على حداً سواء. وكان جيش الاحتلال التركي ومسلحو الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، قد أقدموا على تدمير مقابر الشهداء سواء بالقصف الجوي أو بواسطة الدبابات والمجنزرات، إضافة إلى تدنيس مقابر الشهداء.

في الخامس عشر من فبراير\شباط، أقالت استخبارات الاحتلال التركي أواخر الأسبوع الماضي، إمام وخطيب جامع في بلدة بريف إقليم عفرين الكُردي المٌحتل، بسبب تجرؤه على شجب الانتهاكات التي تقوم بها الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين. وأكدت مصادر مطلعة لـ “عفرين بوست” أن الاستخبارات التركية أوعزت إلى متزعم ميليشيا “لواء 112 ” بإبلاغه قرار اقالة الشيخ “عبد الرحمن راموسه” الملقب بـ “أبو محمد” من عمله كإمام لجامع بلدة “بعدينا التابعة لناحية راجو، منذ نحو عقدين من الزمن، رغم أنه لم يتقاضى أي مرتبات مالية من أي جهة حكومية أو إدارية طيلة الفترة الماضية، إذ كان أهالي البلدة يتكفلون بجمع تبرعات شهرية لصالحه. وأضافت المصادر أن قرار الإقالة يعود لعدة أسباب بينها، كونه ليس مسجلاً في قائمة أئمة وخطباء مدرسة “باشا كاراجا” التي تخرج منها رئيس الاحتلال التركي رجب طيب أردوغان. وينحدر الشيخ عبد الرحمن من قرية في مناطق الشهباء، وتعرض للتحقيق عدة مرات على يد الاحتلال التركي بسبب تجرئه على شجب عمليات السرقة والنهب والمظالم الاجتماعية التي كان يقوم بها مسلحي الميليشيات الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الوطني السوري” بحق أهالي الإقليم الكُردي المُحتل. كما أنه أدان عملية سرقة مقتنيات جامع البلدة من أواني نحاسية خاصة بغسيل الموتى ولوحات الطاقة الكهربائية والبطاريات وبعض أجهزة مكبرات الصوت من قبل مسلحي الميليشيات المُحتلة للبلدة في فترة بداية الاحتلال. وذكرت المصادر أيضاً أن الشيخ “عبد الرحمن” يحظى باحترام أهالي البلدة، وودع الأهالي يوم الخميس الفائت بكلمة مؤثرة في الجامع، لينتقل بعدها إلى منزله في مدينة عفرين، الذي تعرض في وقت سابق للنهب من قبل المسلحين الإسلاميين.

في الثالث والعشرين من فبراير\شباط، وصل لـ “عفرين بوست” تسجيلا مصورا يُظهر اقدام مسلحي ميليشيا “فيلق الشام” المرتبطة بتنظيم الاخوان المسلمين في وقت سابق، بنبش وتدمير مرقد الشهيد الشيخ “مصطفى درويش” في مزار “قره بابا” الواقع في مفرق قرية قره بابا التابعة لناحية راجو. والشيخ مصطفى أحد شيوخ الطريقة النقشبندية المعروفين في الإقليم المحتل، وينحدر من قرية “شيخ” في جوار قرية “فرفركيه”، حيث هجرها أهلها منذ القديم ولم يبقى فيها سوى عالة واحدة لا زالت تقيم في القرية.

التفجيرات في عفرين..

في العاشر من شباط\فبراير، قالت مواقع إعلامية موالية للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أن انفجاراً وسط عفرين، قد ادى لسقوط 6 ضحايا على الأقل، نتيجة أنفجار يبدو أنه ناجم عن سيارة مفخخة على اوتوستراد راجو، بالإضافة إلى تسببه بأضرار مادية جسيمة. ووقعت ولا تزال تفجيرات متفاوتة بين الفينة والأخرى، منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي على إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، استهدف العديد منها أهدافاً مدنية، ما سبب إدانة شعبية من أهالي عفرين الصامدين على أرضهم. ولطالما اتهمت الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، “وحدات حماية الشعب” بتنفيذ التفجيرات التي تقع في عفرين منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي عليها آذار العام 2018، بهدف التملّص من المسؤولية، كما دأبت على شن عمليات اختطاف واسعة بين المدنيين الكًرد حصراً بعد كل عمل تخريبي. لكن الناشطين العفرينيين يأكدون أن الميليشيات التابعة للاحتلال التركي هي نفسها من تقف وراء تلك التفجيرات المتواترة بين الفترة والأخرى، بهدف بث البلبلة والذعر بين سكان عفرين الأصليين الكُرد، للضغط عليهم ودفعهم نحو ترك الإقليم الكردي وإحداث تغيير ديموغرافي أشمل لصالح المستوطنين من عوائل مسلحي المليشيات الإسلامية. وكان قد وقع يوم السابع من أبريل 2019، انفجار في مركز إقليم عفرين، ناجم عن محاولة أحد المستوطنين زرع لغم على مقربة من مقر إحدى المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، وتناقل نشطاء حينها من المستوطنين الموالين للاحتلال التركي في عفرين، ما اسموه “صورة الارهابي الذي حاول زرع لغم وأنفجر به”، مضيفين أن “الاسم: عبد المنعم الزعبي، من ريف حمص، بلدة الرستن”. وأضاف هؤلاء المستوطنون، أن المستوطن الذي قتل اثناء محاولته زرع اللغم “ضابط منشق ينتمي لداعش جاء لعفرين منذ 8 شهور تقريباً”، لتدين هذه المعلومات المستوطنين والمليشيات التابعة للاحتلال، بكونهم يشكلون حاضنة تحمي الدواعش وتؤمن لهم الملاذ الآمن. وأكد الناشطون العفرينيون منذ بدء الغزو التركي لعفرين يناير العام 2018، أن الاحتلال التركي يستخدم الدواعش في هجومه على الإقليم الكُردي، حيث لم يتوانى هؤلاء عن بث مقاطع مصورة لغنائهم بنفس أسلوب داعش الخطابي، بهدف شحذ نفوسهم ضد المكون الكُردي في عفرين، ما دفع قادة المليشيات حينها لإصدار قرار بمنع المسلحين من بث أي مقاطع مصورة تحت طائلة المسؤولية. وحول ذاك تفجير، وصل لـ “عفرين بوست” حينها، مقطع صوتي لشقيق المفجر “عبد المنعم” ويدعى “منير الزعبي”، قال فيها أن الصورة التي تم تداولها للقتيل هي لأخيه “نعمة”، مضيفاً: “من ساعة كان عندي، أكل كنافة وقلي انا طالع على البيت، شو فجر ما فجر حالو يا شباب”، كما وصل لـ “عفرين بوست” مقطع صوتي آخر للمدعو “أبو وفيق” قال فيها: “هاد الزلمة فجر حالو جنب مقري، شو الأسباب ما منعرف”. وحول ذلك، قال مراسل “عفرين بوست” وقتها، أن المستوطن الذي يبدو أنه كان يعمل مع مليشيا “الشرقية”، حاول زرع لغم بالقرب من دوار القبان القريب من مقر مليشيا (البيانوني/الشامية) قبل أن تنفجر به وتمزقه إرباً. وأوضح المراسل أن محاولة زرع اللغم هي نتيجة التنافس المعهود بين مليشيات الاحتلال، وفي نهاية فبراير 2019، قال مصدر محلي لـ “عفرين بوست”: “الأهالي الكُرد على إيمان أن للاحتلال التركي اليد الطولى في عمليات التفجير، وأن من يقوم بالتفجيرات هم مسلحو المليشيات الإسلامية أنفسهم”، مُنوهاً أن سبب في وقوع التفجيرات وفق وجهة نظر العفرينيين، تكمن في رغبة قوى الاحتلال في زعزعة الأمن ضمن المنطقة، حتى لو كان بعض المستوطنين من بين الضحايا! وشدد المصدر أن المليشيات الإسلامية لها مصلحة في وقوع هذه التفجيرات، كي تقوم بنسبها إلى المقاتلين الكُرد، وتشرعن لنفسها بالتالي تنفيذ حملات خطف جديدة بحق السكان الكُرد في المناطق القريبة من مواقع التفجير، واستدل المصدر على ذلك بقيام المسلحين باختطاف “قرابة 50 مواطن كُردي من المنطقة الصناعية بحجة التفجيرات والتحقيق، عقب تفجير حافلة بالقرب من “دوار كاوا” القريب من المنطقة الصناعية، في العشرين من يناير 2019، تزامناً مع فاجعة الغزو الأولى، حيث تستمر عمليات الخطف عقب أي تفجير لشهر كامل، ليتلوها تنفيذ تفجير جديد، وإعادة لمسلسل الخطف السابق”. قالت مصادر إعلامية متابعة في إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، إن ثلاث من السكان الأصليين الكُرد، كانوا من بين ضحايا التفجير الذي ضرب عفرين على طريق راجو. وقال نشطاء أن الشهداء الثلاثة ينحدون من قرية “حسيه\ميركان” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، إذ كانوا يعملون في مخبز جودي لإعداد الفطائر، على طريق راجو أثناء وقوع التفجير. والضحايا الثلاثة هم كلاً من (جانكين عبدو، حنَّان حمو\44 عام، وأبنه الوحيد)، إضافة إلى مقتل عدد من المستوطنين وهم كل من سمهان علو من خان شيخون، و رائد عنال من حلب، بجانب الحديث عن وجود رجلين مجهولي الهوية. بدورها، قالت وزارة الدفاع التابعة للاحتلال التركي، إن قنبلة انفجرت في شاحنة محملة ببراميل مملوءة بالديزل مما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين وإصابة سبعة آخرين بينهم أطفال في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا يوم الاثنين. وأضافت على حسابها على تويتر أن “وحدات حماية الشعب” مسؤولة عن الهجوم الذي وقع في مدينة عفرين، وهو “أمر مفروغ منه” و”ثابت” ولا يحتاج إلى أدلة من جانب الاحتلال التركي، الذي لا يتوانئ عن إتهام الكُرد السوريين بشتى الجرائم التي يقترفها مع مسلحي الإخوان المسلمين ممن يسمون أنفسهم بـ (الجيش الوطني السوري\الجيش الحر) في عفرين وباقي المناطق المحتلة. فأي تفجير يقع لا يحتاج إلى بحث أو إستقصاء بالنسبة للمحتل التركي، إذ يلقي باللوم بها فوراُ على الكُرد، رغم كونه يحتل الإقليم منذ قرابة العامين، ولا يزال عاجزاً عن توفير أبسط مقومات الحياة وهي الأمن. ويثبت تكرار الإنفجارات في عفرين والشريط الحدودي المحتل الممتد إلى جرابلس وسريه كانيه وكريه سبي، فشل المحل التركي وأدواته من مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين في إدارة مناطق صغيرة واقعة تحت براثن احتلاله، ما يثبت ضرورة تحريرها في أسرع وقت ممكن. ويعول أهالي عفرين على الخلاف المتصاعد بين أنقرة وموسكو في إدلب، بغية تحرير إقليمهم من براثن القوات المحتلة، حيث يدور الحديث عن توصل عين عيسى مع الحكومة المركزية في دمشق، للقبول بـ “الإدارة الذاتية” في شرق الفرات، ما قد يعني تعاون عسكري بين “قوات سوريا الديمقراطية” مع قوات النظام، بغية تحرير كامل الأراضي السورية من مسلحي الإخوان المسلمين التابعين لأنقرة.

كذلك، إعتقلت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، سبع نساء مستوطنات من مخيم عشوائي مُقام في محيط شركة الكهرباء بحي الأشرفية، وسط مركز إقليم عفرين المحتل، بتهمة الضلوع في التفجيرات. وأكد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم أن ميليشيا “الأمن السياسي” اعتقلت سبع نساء ينحدرن من ريف إدلب الجنوبي (مدينة معرة النعمان)، كن وصلن لعفرين المحتلة قبل نحو شهر، بتهمة الضلوع في تفجيرات وقعت في عفرين، دون التمكن من معرفة تفاصيل إضافية عن هويات المعتقلات.

في الثالث عشر من شباط\فبراير، علمت “عفرين بوست” من مصادرها في أوساط ميليشيا “الأمن السياسي“ التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أن التفجير الذي ضرب شارع طريق راجو وسط مدينة عفرين بالقرب من موقع مطعم “ميلانو” للوجبات السريعة، ناجم عن قيام مسلحين يستقلان دراجة نارية بزرع عبوة لاصقة أسفل شاحنة الوقود أثناء قيامه بتزود المطعم بمادة المازوت. وأشارت المصادر أنه بعد ثلاثة دقاق فقط من انصراف المسلحين، إنفجرت الشاحنة لتسفر عن استشهاد عشر مدنيين واصابة 47 شخص، بإصابات مختلفة، حيث لم يتم التعرف على جثتين إلى الآن نتيجة تفحمهما. وأكدت المصادر أن مسلحي مليشيا “فرقة السلطان مراد” المحتلين للمنطقة، عرقلوا وصول فرق الدفاع المدني لموقع التفجير، ليتسنى لهم استغلال الفوضى وسرقة ما يقع تحت أيديهم من الممتلكات والبضائع. مشيرةً إلى قيام هؤلاء المسلحين بسرقة 40 كرتونة من السجائر من من محل تجاري عائد للمواطن الكُردي “عبدو”، الكائن جانب الفوال جودت، إضافة لسرقة عدد من الدراجات النارية المركونة في المنطقة. ووقع الإنفجار المذكور في العاشر من فبراير الجاري، حيث قالت مصادر إعلامية متابعة في إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، إن ثلاث من السكان الأصليين الكُرد، كانوا من بين ضحايا التفجير الذي ضرب مخبزاً لإعداد الفطائر يدعى “جودي” على طريق راجو يوم الاثنين. وقال نشطاء أن الشهداء الكُرد الثلاثة ينحدرون من قرية “حسيه\ميركان” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، وهم كلاً من (جانكين عبدو، حنَّان حمو\44 عام، وأبنه الوحيد)، إضافة إلى مقتل عدد من المستوطنين وهم كل من سمهان علو من خان شيخون، و رائد عنال من حلب، بجانب الحديث عن وجود رجلين مجهولي الهوية. ووقعت ولا تزال تفجيرات متفاوتة بين الفينة والأخرى، منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي على إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، استهدف العديد منها أهدافاً مدنية، ما سبب إدانة شعبية من أهالي عفرين الصامدين على أرضهم. وفي نهاية فبراير 2019، قال مصدر محلي لـ “عفرين بوست”: “الأهالي الكُرد على إيمان أن للاحتلال التركي اليد الطولى في عمليات التفجير، وأن من يقوم بالتفجيرات هم مسلحو المليشيات الإسلامية أنفسهم”، مُنوهاً أن سبب في وقوع التفجيرات وفق وجهة نظر العفرينيين، تكمن في رغبة قوى الاحتلال في زعزعة الأمن ضمن المنطقة، حتى لو كان بعض المستوطنين من بين الضحايا! وشدد المصدر أن المليشيات الإسلامية لها مصلحة في وقوع هذه التفجيرات، كي تقوم بنسبها إلى المقاتلين الكُرد، وتشرعن لنفسها بالتالي تنفيذ حملات خطف جديدة بحق السكان الكُرد في المناطق القريبة من مواقع التفجير. واستدل المصدر على ذلك بقيام المسلحين باختطاف “قرابة 50 مواطن كُردي من المنطقة الصناعية بحجة التفجيرات والتحقيق، عقب تفجير حافلة بالقرب من “دوار كاوا” القريب من المنطقة الصناعية، في العشرين من يناير 2019، تزامناً مع فاجعة الغزو الأولى، حيث تستمر عمليات الخطف بحق الكُرد شهراً كاملاً عقب أي تفجير، ليتلوها تنفيذ تفجير جديد، وإعادة مسلسل الخطف السابق”.

السرقات والأتاوات في عفرين

في الخامس عشر من فبراير\شباط، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المٌحتل، أن الميليشيات الإسلامية التابعة  للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أقدمت على سرقة أدوات الري من بين الحقول الزراعية العائدة لفلاحي قرية “ترنده\الظريفة” التابعة للمركز. وأوضح المُراسل أن ميليشيا “فرقة الحمزة” أقدمت مؤخراً على سرقة أنابيب الري والمرشات المائية المستخدمة في سقاية الأراضي الزراعية، بينها ستة آلاف متر من الخراطيم العائدة لمختار القرية المُعيّن من قبل الاحتلال التركي، إضافة لأنابيب ومرشات الري لفلاحين آخرين من قرية “ترنده” والقرى المجاورة لها.

في التاسع عشر من فبراير\شباط، قال المرصد السوري، أن مليشيا “صقور الشمال” أجبرت سكان كُرد أصليين في قريتي “قزلباش” و “بالي ياه\بيلان” على دفع أتاوات لـما يسمى بـ “دار القضاء” التابع للمليشيات المحتلة ضمن ناحية راجو (علماً أن القريتين تابعتان لناحية بلبلة)، تحت وطأة التهديد بالاختطاف في حال رفض الأهالي دفع المبالغ المالية المطلوبة منهم. ونوه المرصد أن مسلحي المليشيا ذاتها يعمدون إلى إجبار المدنيين على كسح أشجار الزيتون وتقليم كروم العنب وتشغيل جراراتهم بنقل الحطب من الأحراش والبساتين المستولى عليها من قبل متزعم المليشيا دون مقابل مادي (أي إجبارهم على العمل بالسخرة ضمن حقول مستولى عليها). وفي سياق متصل، أشار المرصد إلى تعرض سائقي السيارات والشاحنات على طريق ناحية بلبلة\بلبل إلى مركز مدينة عفرين لابتزاز مالي متواصل، أثناء مرورهم على الحواجز المنتشرة، وفي غالب الأوقات لا يتمكنون من متابعة طريقهم إلا بعد دفع مبالغ مالية. وأشار المرصد إلى إقدام مليشيا “فيلق الشام” على قطع أكثر من 3000 شجرة زيتون من جذورها في القرى التابعة لناحية “بلبلة\بلبل”، منها 2000 شجرة في مركز الناحية فقط، حيث يتم بيعها كـ حطب للتدفئة.

في السابع والعشرين من فبراير\شباط، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، إن مسلحين من جماعة “أبو حنش” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية” قد اعتدوا على شاب كُردي لسلبه راتبه، أثناء عودته من العمل، في حي الأشرفية بـمركز عفرين. وأكد المراسل أن مسلحي جماعة “أبو حنش” قاموا بالاعتداء على الشاب “محمد شكري” من أهالي قرية “حبو التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، في محاولة منهم لسلبه راتبه أثناء عودته من العمل، ماراً من أمام مقر الميليشيا الكائن في طلعة بناية الحكيم، إلا أن “محمد” تمكن من الإفلات من بين أياديهم ولاذ بالفرار بعد أن تلقى طعنة سكين في رقبته.

خلاص عفرين..

في الثاني من فبراير، أكد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، أن تركيا لا تزال تدعم داعش بالمال والأفراد شمال سوريا، مطالباً مجلس الأمن بحماية المكتسبات التي حققتها قواته في الحرب على الإرهاب. وأضاف، خلال تصريحات نقلتها صحيفة “أوزكور بوليتيكا”، أن عملية تحرير عفرين لن تستغرق وقتاً طويلاً. وتابع أن “الوقت حان لإعادة تحرير مناطق عفرين”، مشيراً إلى ذلك سيحصل “حينما يسمح الوقت والظروف”، موضحا أن تلك المناطق ستعود لأصحابها الحقيقيين”. وأكد أن تركيا ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين “لم يستطيعوا كسر قواتنا”، مشيراً إلى أنهم ما زالوا يشكلون “الهاجس للقوات التركية”. وكان عبدي قال في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، إن تركيا استغلت تنظيم داعش الإرهابي للقضاء على القوات الكردية واتخذته ذرية لاحتلال الأراضي السورية، وأضاف أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو حليف لتنظيم داعش الإرهابي والمرشد الفعلي للتنظيم الإخوان. وكشف القائد العام لـ قسد، أنه في حين كانت قواته أول من واجه “داعش” بداية ظهوره عام 2014، نسقت أنقرة مع التنظيم الإرهابي، ورفضت استخدام قوات التحالف الدولي قواعدها لقتال التنظيم.

النظام السوري..

في الخامس من فبراير، أعرب النظام السوري عن استهجانه إصرار رئيس النظام التركي على الاستمرار بالكذب والتضليل ازاء سلوكياته في سورية مشدداً على ان تصريحاته بشأن اتفاق أضنة تؤكد مجدداً عدم احترامه لأي التزام أو اتفاق سواء في إطار أستانا أو تفاهمات سوتشي. وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين التابعة للنظام في تصريح لـوكالة سانا إن “الجمهورية العربية السورية تستهجن إصرار رئيس النظام التركي أردوغان على الاستمرار بالكذب والتضليل إزاء سلوكياته في سورية وخاصة ادعاءه فيما يتعلق بدخول قواته إلى شمال حلب بموجب اتفاق أضنة لمكافحة الإرهاب”. وأضاف المصدر: “بهذا الصدد تؤكد سورية أن اتفاق أضنة يفرض التنسيق مع الحكومة السورية باعتباره اتفاقاً بين دولتين، وبالتالي لا يستطيع أردوغان وفق موجبات هذا الاتفاق التصرف بشكل منفرد”. وتابع المصدر: “إضافة إلى ذلك فإن اتفاق أضنة لضمان أمن الحدود بين البلدين يهدف بالفعل إلى مكافحة الإرهاب، إلا أن ما يقوم به أردوغان هو حماية أدواته من المجموعات الإرهابية التي قدم لها ولا يزال مختلف أشكال الدعم والتي تتهاوى وتندحر أمام تقدم الجيش العربي السوري وينهار معها المشروع الأردوغاني في سورية”. وختم المصدر تصريحه بالقول إن “تصريحات رأس النظام التركي تؤكد مجدداً نهج الكذب والتضليل والمراوغة الذي يحكم سياساته وعدم احترامه لأي التزام أو اتفاق سواء في إطار أستانا أو تفاهمات سوتشي أو موجبات اتفاق أضنة وأن هذا الإنكار يفقد هذا النظام ورأسه بالتحديد أدنى درجات الصدقية وأن الفشل الذريع سيكون المصير المحتوم لسياساته العدوانية”. وفي الوقت الذي يلوم فيه النظام السوري أنقرة بسبب كذبها وعدم تطبيقها اتفاقية أضنة، يبدو أن النظام السوري لم يستفد من الدروس والعبر خلال السنوات التسعة المنصرمة من تمويل أنقرة وتسليحها المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، حيث لا يزال  باحثاُ عن تطبيق ذلك الأتفاق المشؤوم الذي كان هدفه الأساس النيل من الشعب الكردي في سوريا، ومحاربته من قبل النظامين معاً، في سبيل منعه من استحواذ حقوقه المشروعة ضمن سوريا واحدة لا مركزية، لا تتسلط فيها فئة على أخرى. وعقب احتلال ارضهم، منع النظام السوري أهالي عفرين من التوجه الى مدينة حلب، على الرغم من أن الجميع أهالي عفرين يحملون الجنسية السورية، كما أنه معظمهم يمتلك منازل فيها. ورصد ناشطون كُرد في العام 2018، ممارسات عديدة صدرت عن أنصار النظام السوري خاصة على صفحات التواصل الاجتماعي، تمثلت في تحريضها على عفرين كونها رفضت من وجهة نظرهم “دخول الدولة”، علماً أن “الإدارة الذاتية” طالبت النظام بنشر قواته على الحدود لسحب الحجة التركية التي تتحدث عن انفصاليين، لكن النظام السوري رفض ذلك مشترطاً حل “الإدارة” وعودة سلطاته المركزية وأجهزته الأمنية والمخابراتية كما سابق عهدها! كما رصد مواطنون كُرد مجموعة انتهاكات مارستها أجهزة النظام الأمنية والإدارية، وفي هذا السياق ذكرى أحد المواطنين تعرضه لإهانة من قبل أحد موالي النظام في حلب، عندما قال له: ” خرجكم الله لا يقيمكم، مو أنتو بدكم تعملوا دولة!”. ولم يسبق أن طالبت الأحزاب الكُردية أو “الإدارة الذاتية” بالانفصال عن سوريا أو تشكيل كيان مستقل، حيث يسعى الكُرد حسب مشروعهم السياسي إلى توزيع السلطات وإقامة نظام لامركزي، مؤكدين أن إعادة انتاج النظام السابق، ستعني صراع متجدد لاحقاً. وفي الثلاثين من نوفمبر العام 2018، قال المواطن (س، ع) من أهالي عفرين لـ “عفرين بوست” أن موظفاً حكومياً رفض أعطاه راتبه التقاعدي بحجة أنه يتوجب عليه الحصول على مرتبه من أمريكا (في إشارة الى تعاون الكُرد مع التحالف الدولي لمحاربة داعش)، وهو ما تسبب في تأخير حصوله على راتبه لعدة شهور، قبل أن يتمكن من إعادة الحصول عليه. وعقب احتلال إقليم عفرين، واصلت أجهزة النظام الأمنية مُلاحقة السياسيين الكُرد في حلب ضمن مناطق سيطرته، وفي هذا السياق ذكر مواطن كُردي ينتمي لإحدى الأحزاب الكُردية ويبلغ من العمر 60 عاماً، انه تعرض الى التوقيف والإهانة من قبل حاجز تابع لما يسمى “الأمن العسكري” على مدخل مدينة حلب، حيث تم اعتقاله لأكثر من 10 أيام، وجرى تعذيبه بحجة أنهم كانوا يقومون بوضع الخطط لـ “وحدات حماية الشعب”! وتمكنت كل من روسيا وتركيا من تحقيق صفقة على حساب إقليم عفرين، ومناطق في ريف دمشق وحمص، عندما جرى الموافقة من جانب روسيا على اجتاح عفرين، مقابل إخلاء تركيا لمناطق تسيطر عليها مليشيات مدعومة من قبلها في محيط دمشق، ونقلها إلى عفرين بغية تغيير ديمغرافيتها والقضاء على كُردية المنطقة. ووفرت الصفقة التركية الروسية مكسباً كبيراً للنظام من خلال إفراع (الحاضنة السنية) في محيط العاصمة دمشق، حيث تمكن رئيس النظام السوري بشار الأسد من زيارة الغوطة الشرقية يوم الثامن عشر من آذار مارس المنصرم، أي في يوم احتلال تركيا لإقليم عفرين الكُردي، وهي زيارة لم يتمكن أحد من مسؤولي النظام القيام بها خلال سنوات خلت، نتيجة سيطرة المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين عليها. ومنذ احتلال عفرين آذار\مارس العام 2018، لا يسمح النظام السوري للمواطنين الكُرد الذين تنتمي قيودهم إلى عفرين بالتوجه إلى حلب، حيث سبق وأعيد المئات من المواطنين المسنين والسيدات من على حواجزه في مشارف حلب إلى مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي أو مناطق الشهباء، في حين كان يتم اعتقال الشبان ممن هم في عمر الخدمة الاحتياطية أو الإلزامية لصالح قوات النظام.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons