عفرين بوست-خاص
قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، إن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، مستمرة في الاستيلاء على أملاك السكان الأصليين، بالقوة المسلحة والإكراه.
وفي السياق، قال المراسل أن المدعو “أبو بكري” المنحدر من قرية تلالين بريف مارع، من ميليشيا “الجبهة الشامية”، قد أقدم على بيع منزل المواطن الكردي “جميل حسن” مؤلف من طابقين، بمبلغ 2500 لشخص من سراقب، حيث يقع المنزل مقابل فرن زاد الخير الآلي في الأشرفية.
واشترى كذلك مستوطن محلاً تجارياً في محيط شعبة التجنيد القديمة، عائد لمواطن من عائلة “قلندر” المُنحدرة من ناحية “موباتو\معبطلي”، وقال المراسل إن المستوطن يعمل كتاجر ألبسة، وهو من إدلب، بمبلغ 3500 دولار، من أحد متزعمي مليشيا “فرقة السلطان مراد”، كما باعت مليشيا “فرقة السلطان مراد” مكتباً في مدخل شعبة التجنيد القديمة، بمبلغ 1500 دولار.
وكان قد أكد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، في الخامس من فبراير، إن ما يسمى بـ “المجلس المحلي” التابع للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد بدأ ببيع البيوت غير المكسية، والتي لا تزال على الهيكل، للمستوطنين القامين حديثاً من محافظة إدلب ومناطق غرب حلب وغيرهم.
وحذر أحد أصحاب المكاتب العقارية في عفرين المستوطنين من مغبة الإنجرار وراء تلك العمليات، واصفاً إياها بأنها عمليات “نصب واضحة المعالم”، قائلاً: “إن المنازل جميعها تمتلك أوراق وإثباتات تؤكد ملكيتها من قبل سكان عفرين الأصليين، وبالتالي فإن عمليات البيع تلك باطلة قانونياً، كونها لا تُثبت في محاكم الدولة السورية”.
متابعاً: “ما دامت الثبوتيات غير موجودة، على أي أساس يقوم المجلس المحلي بتسجيل عمليات البيع، ومن ثم ما هي الضمانات التي يقدمها المجلس للشاري ببقاء العقار له، وماذا إن عاد مالك العقار الحقيقي، ما موقف المجلس حينها؟”.
ويأتي بيع المجلس المحلي والمليشيات الإخوانية التابعة للاحتلال التركي العقارات في عفرين، بالتزامن مع تصاعد العمليات العسكرية في إدلب، إضافة إلى عفرين ذاتها، حيث طال القصف في الرابع من فبراير، مركز الإقليم مسفراً عن مقتل مستوطن وإصابة 3 آخرين، إضافة إلى إصابة 3 أطفال من السكان الأصليين الكُرد.
ويشير مراقبون أن المبالغ الزهيدة التي يشتري بها المستوطنون العقارات من المجلس المحلي أو المسلحين والتي قد لا تصل إلى ربع الثمن الحقيقي للعقار، يبدو أن لها هدفين أساسيين، يتلخص أولهما في رغبة مجلس الاحتلال وأعضائه والمليشيات الإخوانية في تكسب أكبر قدر ممكن من الأموال من الأملاك والعقارات التي تركها سكان عفرين الأصليون الكُرد خلف ظهورهم عنوة، أثناء تعرضهم للتهجير القسري من إقليمهم.
فيما يبدو أن الهدف الثاني متمثل في بحث بعض المستوطنين عن مسكن يقيمون فيه ضمن عفرين بشكل دائم، ما دام الاحتلال العسكري مطبقاً، دون أن يتعرضوا للمضايقات من المسلحين، حيث يتعرض المستوطنون أنفسهم في بعض الحالات لمضايقات من المسلحين، وابتزازات بقصد الحصول على الأموال والأتاوات.
ويضيف المراقبون أن الأوضاع في عفرين لا تبدو بأنها ستحافظ على حالها لوقت طويل، خاصة مع تصاعد الصدام بين قوات النظام وروسيا من جهة، والاحتلال التركي ومسلحي الإخوان المسلمين من جهة أخرى، وهو ما قد يفتح الباب على قضية تحرير الإقليم من براثن القوى الغاضبة لها، وإعادته إلى أهله في وقت قريب.