عفرين بوست
قالت مصادر إعلامية وحقوقية أن مجموعة من مسلحي مليشيا “أحرار الشرقية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد عمدت إلى سحل وضرب واعتقال أحد المتعاونيين مع الاحتلال التركي في راجو بريف إقليم عفرين الكردي المحتل.
وأشارت المصادر إلى أن مسلحي المليشيا بصحبة عناصر المكتب الإقتصادي التابع للمليشيا، قد اقتحموا مبنى “المجلس المحلي” التابع للاحتلال التركي في الناحية، يوم السادس والعشرين من فبراير، حيث دخلوا عنوة إلى غرفة ما يسمى “رئيس المجلس المحلي” المدعو “فاضل هورو” (محمد فاضل قرة بيك).
وأضافت المصادر أنهم قاموا بمصادرة سلاح (هورو) و ضربه و من ثم سحله على الدرج و تهديده بالسلاح بغية تلبية مطالبهم بالإستيلاء على الخيم المخصصة للقادمين من أرياف إدلب و تأجيرها لهم لقاء مبلغ مالي و فرض ضريبة على أصحاب المواشي بمبلغ مالي قدره 2500 ليرة سورية عن كل رأس ماشية و بيعهم السلل الغذائية و المساعدات الإنسانية والإستفادة منها مادياً.
ومنذ بدء العدوان التركي على عفرين يناير العام 2018، بدء السكان الاصليون الكُرد بالتهجير من الإقليم، خشية وقوعهم تحت حكم المليشيات الإسلامية والاحتلال التركي والمتعاونين معه، وكان مراسل “عفرين بوست” أكد نهاية فبراير العام 2019، نقلاً عن مواطنين في عفرين، أن عفرين المدينة قد باتت غريبة على سكانها، وأن الكُرد باتوا اقلية فيها مقارنة مع المستوطنين الذين ينتشرون في مختلف ارجاء المدينة.
وخلال عهد الإدارة الذاتية، كانت عفرين تحتضن قرابة 800 ألف من السكان الأصليين الكرد من أبناء الإقليم، إضافة لقرابة 300 ألف نازح من مختلف المناطق السورية، تم استقبال بضعة آلاف منهم ضمن مخيمات أنشأتها مؤسسات الإدارة الذاتية، بينما كانت الغالبية منهم تعيش حياة طبيعة بين باقي السكان الأصليين الكُرد كـ “ضيوف”.
وهُجر ما يربو عن 500 ألف عفريني خلال شهر آذار العام 2018 وحده، نحو مناطق الشهباء وحلب وغيرها، في واحدة من أكبر موجات التهجير القسري التي شهدتها الحرب السورية، بعد سبع سنوات من الامن والأمان الذي عايشه العفرينيون في ظل “الإدارة” التي شكلها أبنائها تحت مسمى “الإدارة الذاتية في مُقاطعة عفرين”.
واستجلب الاحتلال التركي بدلاً عن السكان الأصليين الكُرد “مستوطنين” يتشكلون في غالبيتهم من عوائل مسلحي المليشيات الإسلامية التابعين في غالبيتهم لتنظيم الإخوان المسلمين، حيث حاول الاحتلال التركي من خلال استجلابه المستوطنين من عوائل مسلحي المليشيات الإسلامية المعروفة بـ (الجيش الحر، الجيش الوطني، جبهة النصرة) ترسيخ احتلاله للإقليم الكردي، وتغيير ديمغرافيتها.
كما عمل الاحتلال على انشاء هيئات خدمية تتشكل في أساسها من مستوطنين، وكان المستفيد الأول منها المستوطنون، الذين حصلوا على الكثير من التشجيع، لحضهم على الاستقرار في المنطقة، وترسيخ التغيير الديموغرافي.
وفي المُقابل، يعمد الاحتلال التركي منذ إطباقه الاحتلال العسكري على عفرين، إلى تطبيق سياسة الإفقار بحق السكان الأصليين الكُرد من أبناء المنطقة، عبر ترك الباب مفتوحاً أمام مسلحي المليشيات الإسلامية ليقوموا بعمليات السرقة والخطف والابتزاز.
كما عمل الاحتلال التركي إلى تمييع الانتماء الأصيل الى عفرين، من خلال منح المستوطنين بطاقات تعريفية تثبت انهم يقطنون في عفرين وصادرة عن مجلسه الاحتلالي في الإقليم، ما سيعني عدم المقدرة على التمييز لاحقاً بين السكان الأصليين من الإقليم الكُردي، أو المستوطنين الذين استجلبهم الاحتلال لإحداث التغيير الديموغرافي.