عفرين بوست-خاص
قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، إن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين مستمرة في الاستيلاء على أملاك السكان الأصليين، بالقوة المسلحة والإكراه.
وفي السياق، قام مسلحون من ميليشيا “الجبهة الشامية”، ببيع منزل عائد للمواطن الكُردي”محمد أحمد” من أهالي بلدة “شيه/شيخ الحديد”، لعائلة قادمة من مدينة سراقب بريف إدلب وذلك بمبلغ ألفي دولار أمريكي، علماً أن المنزل يقع في البناء السكني المقابل لشركة “أونلاين” للأنترنت في حي الأشرفية.
كما قام مسلح آخر ينتمي لميليشيا “فرقة الحمزة” ببيع مستودع يقع على طريق السرفيس في حي الأشرفية بمبلغ 1800 دولار، لتاجر قدم مؤخراً من بلدة سرمدا، وتعود ملكيته لمواطن كُردي.
من جهتهم قام مسلحون من ميليشيا “لواء المعتصم” بإسكان عائلة إدلبية بالاكراه في منزل العجوز الكُردية “صباح محمد حسين” وبمقابل مادي، بحجة أن العائلة القادمة ستعتني بالعجوز كونها وحيدة.
كما استولت ميليشيا “السلطان مراد” على صالة روز للخياطة والعادة ملكيتها لمنتج كُردي مُهجر، وقامت بايجارها لستة عوائل إدلبية، قامت بنصب الخيام داخلها والإقامة فيها مقابل أجرة تبلغ 15 ألف ليرة سورية لكل خيمة!
وفي بلدة “شرا\شران” استولت ميليشيا “السلطان مراد” على منزل المواطن الكُردي “رشيد دودخ” وقامت باجارها لعائلة مُستقدمة من إدلب.
ولا تعد الحادثة إلا استكمالاً لعمليات السطو والاستيلاء المتواصلة منذ احتلال عفرين، حيث منعت المليشيات الإسلامية في معظم القرى، عودة الكثير من المواطنين إلى بيوتهم وأملاكهم بعد استيلائهم عليها، بحجة أنها باتت مقرات عسكرية للمليشيات الإسلامية، أو أن مستوطنين من ذوي المسلحين قد استقروا بها!
ففي الاول من أكتوبر العام 2019، أقدمت ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، على طرد زوجة المرحوم “محمد دودخ” من منزلها الكائن في بلدة “شرا\شران”، والذي يقع على بعد مئتي متر من الفرن الآلي غرباً، وأكد مراسل “عفرين بوست” أن الميليشيا عمدت بعد طرد المسنة الكُردية السبعينية، والمُقيمة بمفردها في دارها، إلى إسكان عائلة من المستوطنين المرتبطين بمسلحيها عوضاً عنها.
وفي السادس والعشرين من ديسمبر العام 2019، استولى مسلحو ميليشيا “أحرار الشرقية” على منزل أرملة كُردية في مدينة عفرين ونهبوا فيما بعد محتوياته بالكامل، وقاموا بتأجيره لعائلة هاربة من إدلب، وأفاد مراسل “عفرين بوست”، أن جماعة المدعو “أبو جندل” التابعة للميليشيا استولت على منزل الأرملة الكردية “أم وليد” الكائن في حي مركز الثقافي-خلف مبنى جامعة عفرين، مضيفاً أن المليشيا قامت بنهب محتويات المنزل بالكامل بوساطة شاحنتين، وذلك بعد منح مهلة 24 ساعة للمواطن الكُردي “عثمان كومجي”، الذي كان يستأجره منذ نحو عامين، لإخلاء المنزل، رغم أن الأرملة الكُردية تقيم في قرية “كازيه” التابعة لناحية جنديرس.
وفي نهاية ديسمبر، قال مراسل “عفرين بوست” بأن ميليشيا “الجبهة الشامية” تقوم بكسر الأقفال وفتح أبواب المنازل في قرى (بريمجة-قنتري-حسيه -شيتكا) التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، رغم تواجد أصحابها في مدينة عفرين،حيث يرتادون عليها بغية خدمة حقولهم الزراعية كل فترة، نتيجة سعي المليشيات الإسلامية لإستيطان العوائل الهاربة من ريف إدلب فيها.
وفي السادس من يناير، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، أن مليشيا “جماعة الأوسو” التابعة لمليشيا “الجبهة الشامية” قد أقدمت على طرد المواطن الكردي المسن “نبي مراد/ 68 عام”، من منزله الكائن في حي الأشرفية، بمحيط فرن حمادة، وأضاف أن الكهل الكُردي كان يعيش بمفرده في المنزل، وقد جرى طرده من منزله بحجة أن أحد أبنائه منتمي لـ “وحدات حماية الشعب”، رغم أنه مُهجر ومُقيم في حلب، وأردف المراسل أن المسلحين قاموا بإسكان عائلة قادمة من محافظة إدلب فيه، لقاء آجار شهري بـ 100 دولار أمريكي.
وكذلك أضاف المراسل أنه مُسلح ينحدر من محافظة حمص يعمل ضمن مليشيا “لواء المعتصم”، استولى على منزلين ومحل تجاري في مركز مدينة عفرين، عائدة جميعها للمواطن الكُردي “زهير فارس” من أهالي قرية “معملا/معمل أوشاغي” التابعة لناحية راجو غرب إقليم عفرين، وأشار المراسل أن المواطن الكردي يعمل كـ تاجر محروقات في سوق الهال، فيما عمد المسلح الحمصي إلى إسكان أقرباء له في المنزلين.
ومن الواضح أن الحرب الأخيرة للنظام وروسيا قد جرت بتنسيق كامل مع الاحتلال التركي، بغية دفع الأهالي في إدلب لتركها والتوجه للأستيطان في مناطق تحتلها تركيا كـ عفرين و”تل أبيض\كري سبي” و”سريه كانيه\رأس العين”، ويمكن تشبيه ما يجري في إدلب، بالمُقايضة التركية الروسية التي تم خلالها بيع عفرين من جانب روسيا، لقاء تخلي تركيا عن مناطق كانت خاضعة لمليشياتها في أرياف دمشق وحمص وحماه وإدلب.
ولا يعتبر ما يجري إلا سبيلاً جديداً للتغيير الديموغرافي الذي تمارسه سلطات الاحتلال التركي، عبر إجبار السكان في إدلب على مغادرتها لملئ ما يعتبرها منطقته الآمنة، والتي يسعى منها أن تكون خنجراً في ظهر مناطق الإدارة الذاتية شرق الفرات، بغية القضاء على الوجود التاريخي للكُرد في شمال سوريا، وحرمان باقي المكونات من الحقوق التي استحوذوها من خلال “الإدارة الذاتية”.