ديسمبر 23. 2024

في اليوم الثاني والثلاثين للغزو التركي الإخواني: إنفضاح كذبتي “إنفصالية الكُرد” ومُحاربة تركيا لـ “الإرهاب” مع إفشالهم دخول النظام لـ عفرين

عفرين بوست-خاص

تواصلت في العشرين من فبراير العام 2018، عمليات الغزو التركي المرافق بمليشيات الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، في يومها الواحد والثلاثين، على إقليم عفرين الكُردي شمال سوريا، بغية حرمان سكانه من حقهم المشروع في إدارة أنفسهم بأنفسهم، ضمن النظام السياسي الذي أوجدوه تحت مسمى “الإدارة الذاتية”، والذي تمكن من حمايتهم من الحرب الأهلية الطاحنة، التي دارت رحاها على مدار سبع سنوات على تخوم عفرين، دون أن يسمح أبناء الإقليم من “قوات سوريا الديمقراطية” بتسرب الإرهابيين والمتطرفين المستترين تحت مسميات (الثورة والحرية) إلى إقليمهم، بغية التخريب وهدم النسيج الاجتماعي السوري، خدمة للأطماع الاحتلالية التركية الساعية إلى استعادة العثمانية البائدة.

سياسياً..

أفادت مصادر إعلام كردية وسورية حكومية أن تركيا قصفت قوات موالية للحكومة السورية دخلت منطقة عفرين بموجب اتفاق مع القوات الكردية. فيما حذرت روسيا من انقسام سوريا بسبب الصراع بين تركيا والأكراد في شمال سوريا.

وعرض التلفزيون السوري لقطات لقافلة من مقاتلين موالين للحكومة يدخلون عفرين، من جانبها، قالت وحدات حماية الشعب إن دمشق أرسلت مقاتلين إلى عفرين للمساعدة في التصدي لهجوم تركي. وقال نوري محمود المتحدث باسم الوحدات في بيان “لبت الحكومة السورية الدعوة واستجابت لنداء الواجب وأرسلت وحدات عسكرية… للتمركز على الحدود والمشاركة في الدفاع عن وحدة الأراضي السورية وحدودها”.

وشوهدت عشرات الأليات العسكرية والسيارات السورية تحمل مئات المقاتلين لدى دخولها عفرين وهي تحمل أسلحة متوسطة ورشاشات وترفع العلم السوري عبر معبر الزيارة الذي يربط عفرين مع بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي الغربي. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان دخول قوات موالية للنظام السوري إلى عفرين، وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “دخل مقاتلون بالمئات إلى منطقة عفرين بعد ظهر الثلاثاء”.

وجاء دخول قوات موالية للنظام في دمشق منطقة عفرين في إطار اتفاق بين النظام السوري ووحدات حماية الشعب لكنه لم يحظى بموافقة روسية، إذ حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من انقسام سوريا بسبب الصراع بين تركيا والأكراد في شمال سوريا. وقال لافروف إنه من غير المقبول أن يتم استغلال “مشكلة الأكراد” لزرع الفوضى في المنطقة وتقسيم دول.

ونقلت وكالة أنباء (إنترفاكس) الروسية عن لافروف قوله إنه على قناعة بأن تركيا يمكنها حماية مصالحها الأمنية المشروعة من خلال الحوار مع النظام السوري، وفي الوقت نفسه، ذكر لافروف أن بلاده تتفهم سواء موقف تركيا أو موقف الأكراد، وطالب بالحفاظ على وحدة أراضي سوريا أثناء حل الصراع على منطقة عفرين السورية الحدودية.

بدوره، أكد رئيس الاحتلال التركي رجب طيب أردوغان بأنه قد نجح في إحباط نشر محتمل لقوات سورية في منطقة عفرين بعد محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال أردوغان للصحفيين بعد كلمة ألقاها في البرلمان “تم إيقاف (الانتشار السوري) بشكل جاد بالأمس… لقد تم إيقافه” (وهو ما يمكن الإشارة له من خلال أكتفاء النظام بإرسال بضعة مئات من المسلحين دون غطاء جوي، رغم ان عفرين لم تكن في عازة مقاتلين، بإستثناء نقص غطاء جوي لأبنائها المدافعين عنها).

ورداً على سؤال عما إذا كان نشر القوات توقف بعد محادثات مع بوتين قال أردوغان “نعم لقد توقف بعد هذه المحادثات”. وتعهد في كلمة أمام أعضاء حزبه الحاكم العدالة والتنمية بأن يبدأ حصار عفرين قريبا. وقال “سيبدأ حصار وسط مدينة عفرين بسرعة خلال الأيام المقبلة. بهذه الطريق سيتم قطع المساعدات الخارجية للمنطقة والمدينة ولن تتوفر للتنظيم الإرهابي سبل التفاوض مع أحد”.

وفي السياق، اتهم مسؤول كردي بارز روسيا بعرقلة الاتفاق الذي طالما تتحدثت عنه تقاريرإعلامية متطابقة بين الأسد وقوات حماية الشعب لعقد تحالف عسكري في عفرين ضد أنقرة.

واتهم سليمان جعفر، العضو بالمجلس المحلي لعفرين، في تصريحات موازية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) روسيا بوضع العقبات أمام الاتفاق الذي ترددت الكثير من الأنباء مؤخرا بشأن التوصل إليه بين النظام السوري والمقاتلين الكُرد، للسماح لقوات شعبية تابعة للنظام بدخول عفرين لمواجهة العمليات التي تقودها تركيا ضد الإقليم الكردي السوري.

وقال جعفر، إن “المفاوضات مستمرة منذ أسبوع، إلا أن الروس يضعون العراقيل حتى لا يسمحوا بتنفيذ مثل هذا لاتفاق”،مضيفا: “لدينا معلومات مؤكدة بأن روسيا أعطت لتركيا الضوء الأخضر لتدمير كل شيء في عفرين”، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تنسق هي الأخرى مع الروس. وأضاف :”يبدو أن القوتين العظميين (الولايات المتحدة وروسيا) أعطيا تركيا اليد العليا لمهاجمة عفرين”.

من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الاحتلال التركي وتنيظم الإخوان المسلمين كانوا قد تمكنوا حتى ذلك اليوم، من احتلال 33 قرية وبلدة، لكنها تقع بمعظمها في المناطق الحدودية إلى شمال منطقة عفرين.

وقصف الجيش التركي الغازي قوات موالية للنظام السوري حاولت دخول عفرين، مما أجبرها على التراجع (في مسرحية لإبراز وطنية النظام ونيته على الدخول إلى عفرين والمساهمة مع أبنائها في حماية أرضهم)، في حين أكد رئيس الغزو التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لن تسمح لأي قوات تدعم وحدات حماية الشعب بالدخول إلى عفرين.

وقال أردوغان إنه اتفق مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني بشأن الوضع في عفرين، مشددا على أن هذا الملف تم إغلاقه في الوقت الحالي.

عسكرياً..

قال نوري محمود الناطق الرسمي لوحدات حماية الشعب YPG أنه “بعد مضي شهر من المقاومة الاسطورية لقواتنا ضد جيش الغزو التركي و التنظيمات الإرهابية المتحالفة معها من جبهة نصرة و داعش و غيرها ، و تكبد الغزاة خسائر فادحة في العدة و العتاد حيث ارتأت وحداتنا دعوة الحكومة السورية و جيشها للقيام بواجباتها في المشاركة بالدفاع عن عفرين و حماية الحدود السورية ضد هذا الغزو الغاشم”، مضيفاً: و “عليه فقد لبت الحكومة السورية الدعوة و استجابت لنداء الواجب و أرسلت وحدات عسكرية هذا اليوم الثلاثاء 20 شباط 2018 و ذلك للتمركز على الحدود و المشاركة في الدفاع عن وحدة الأراضي السورية وحدودها”.

وعلى الأرض، كانت المواجهات تتواصل، ففي محور شيه (شيخ الحديد)، إندلعت -اشتباكات عنيفة في محور قرى” أونقلة” و” سناري” و”هيكجي” وترافقت مع قصف مدفعي على تلك القرى، و-استشهد مواطنين من قرية “هيكجي” واصيب آخر بجراح بليغة وهم: -(رشيد إبراهيم – حسن إبراهيم) وجرح – حكمت حسن إبراهيم، كما تم  قصف قرية “مستكا” من قبل قوات العدوان التركي.

وفي محور راجو، إندلعت  اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات العدوان التركي في محور قرى”قدا” و”هوبكا” و”درويش” بالتزامن قصف بالسلاح الثقيل والطيران الحربي، وتم  قصف مركز الناحية وكذلك قرية “حاج حليل” ومحيك قرية”بعدينا” و”كفري كار” من قبل طيران العدوان التركي وبالسلاح الثقيل، كما عمدت قوات العدوان التركي إلى قصف قرية بعدينا بالقنابل العنقودية. 

وفي محور شرا\شران، سقطت قذائف في محيط بلدة “ميدانكي” وحرم سد ميدانكي، كما تم قصف قرى”عالكي” و”حلوبية” ومقبرة الشهداء في متينا وقرى “فيركان” و”جما”، ووقعت  اشتباكات عنيفة في محور قرى” ايكدام” و” دير صوان” و” عرب ويران” وتزامنت مع قصف جوي من قبل الطيران الحربي التركي، وجرى  تطهير قريتي “مرساوا” ودير صوان” وفيها تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من تدمير دبابة تركية واعطاب عربتي بي ام بي. 

وفي محور بلبلة\بلبل، قصفت قوات العدوان التركي بالطيران الحربي والمدفعي قرى” عوكا” و” قسطل مقداد” و” شرقيا” و” قسطل خضريا” و”شيخورزي”، وتم قصف محيط بلدة بلبل. 

وفي محور موباتا\معبطلي، تم قصف قرية “سيويا” مسفرا عن استشهاد المواطن “أشرف علي حيدر-33 عاما، و قصف محيط قرى”حبو” و” كوركا” من طيران العدوان التركي.

وفي محور جنديرس، جرى – قصف متقطع على المدينة ومحيطها، وإندلعت اشتباكات في في محور قرى” آشكان غربي” و”حج إسكندر. 

وفي محور شيراوا، تم تنفيذ قصف مدفعي على محيط قرى “الزيارة” و”خريبكي” وبلدة دير جمال وطريق حلب – عفرين، ومقتل عنصران وجرح ثلاثة آخرون من القوات الشعبية التابعة للنظام السوري أثناء دخولها إلى عفرين.

وفي عفرين المركز، تم  قصف محيط قرية “كفرشيل” وقرب حي “المحمودية”، وأستمر وصول الوفود الشعبية من حي الشيخ مقصود في حلب لدعم المقاومة وتوجهت إلى بلدة “ميدانكي”، كما وصل وفد من رجال الدين ووفد آخر من منظمة حقوق الانسان من إقليم الجزيرة إلى المدينة.

وفي الأثناء، دمرت وحدات حماية الشعب والمراة دبابة تابعة لجيش الاحتلال التركي، كما واعطبوا مدرعتين من نوع BMB في قرية دير صوان التابعة لناحية شرا\شران، وسط استمرار اعنف الاشتباكات التي أسفرت عن مقتل أكثر من 20 مسلح من جيش الغزو التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنيظم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيش  الوطني السوري\الجيش  الحر).

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons