عفرين بوست-خاص
في سن الـ 12 عام، عزف على الطبل والمزمار العفريني، إلى أن أصبح عمره 40 عاماً، إذ يتحلى بموهبة محترفة في العزف على مختلف الأغاني التراثية القديمة، لينقل تراثه معه عقب أن هُجر من أرضه، بغية الحفاظ على الفلكلور العفريني من الانحلال، ويؤكد أنه سيورثه لأبنائه لحمايته.
المواطن حاج ناصر من سكان إقليم عفرين الكُردي المحتل شمال سوريا، يقول أن أجدادهم، وأباءهم كانوا من قبلهم يعزفون على الطبل والمزمار (داف وزرنا)، الذي يعد من التراث العفريني، وهو أتقن العزف على ألحانه وورث ذلك منهم.
ويشير إلى أن تمسك الشعب الكُردي بفلكلوره وتراثه وثقافته الأم، وأن الشعب الكردي يعرف بثقافته العريقة ومنها العزف على الطبل والزمر في الأعراس التقليدية، ويؤكد أن عائلته من فترة اجداده يعرفون في الإقليم بحرفتهم في العزف على هذه الآلات الموسيقية التراثية.
ويتابع حاج ناصر حديثه لـ “عفرين بوست” بالإشارة إلى الحرب والهجمات التي شنها الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين على عفرين، أجبرتهم على التهجير القسري عنها، حيث خرجوا وتركوا خلفهم الكثير من آلات (الطبل)، فيما تمكنوا من إخراج آلات المزمار، حيث اضطر إلى التخلي عن آلات الطبل لقسوة الهجمات وصعوبة الخروج من الإقليم.
ويؤكد ناصر أنه بعدما هجر قسراً من دياره نحو قرى ناحية شيراوا والشهباء، لم يتخلى عن تراثه العفريني، وعليه تمكن من شراء آلات طبل جديدة، للاستمرار في عزفه على الطبل والزمر.
وأشار حاج ناصر في حديثه إلى أن جميع أخوته يعزفون على المزمار، كما أنه يتحضر في الأوقات القادمة لتعليم أطفاله أيضاً العزف على المزمار والطبل، كونه من التراث والثقافة الكُردية العفرينية، ويتوجب الحفاظ عليها وحمايتها من الإندثار.
وربط حاج ناصر تمسكه بثقافته والفن الأصيل بعد تهجيره من عفرين، مع سياسات الاحتلال التركي الساعية لطمس وإبادة الوجود الكردي، ويؤكد أن عزفهم وتمسكهم على آلالاتهم التراثية يزداد يوماً عن أخر، ولا يتأثر بسياسات التركية الشوفينية.