عفرين بوست-خاص
تواصلت في الثامن عشر من فبراير العام 2018، عمليات الغزو التركي المرافق بمليشيات الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، في يومها الثلاثين، على إقليم عفرين الكُردي شمال سوريا، بغية حرمان سكانه من حقهم المشروع في إدارة أنفسهم بأنفسهم، ضمن النظام السياسي الذي أوجدوه تحت مسمى “الإدارة الذاتية”، والذي تمكن من حمايتهم من الحرب الأهلية الطاحنة، التي دارت رحاها على مدار سبع سنوات على تخوم عفرين، دون أن يسمح أبناء الإقليم من “قوات سوريا الديمقراطية” بتسرب الإرهابيين والمتطرفين المستترين تحت مسميات (الثورة والحرية) إلى إقليمهم، بغية التخريب وهدم النسيج الاجتماعي السوري، خدمة للأطماع الاحتلالية التركية الساعية إلى استعادة العثمانية البائدة.
سياسياً..
نشرت وسائل إعلام كُردية، تفاصيل اتفاق بين وحدات حماية الشعب وقوات النظام السوري بشأن مدينة عفرين، ونقل الإعلام الكردي إن “المفاوضات المباشرة بدأت منذ عدة أيام في منطقة حلب بحضور قيادات رفيعة من وحدات حماية الشعب والجيش السوري”، وذكرت أن “المفاوضات تعثرت في المرحلة الأولى بسبب تدخل بعض الأطراف الدولية كروسيا، ومحاولة إعاقة الاتفاق، إضافة إلى عوائق أخرى تتعلق بمناطق انتشار تلك الوحدات والتنسيق بين الطرفين في الحرب ضد مجموعات مسلحة تدعمها تركيا، إلى جانب إمكانية أن تشمل الاتفاقية القيام بحملة مشتركة للسيطرة على منطقة الباب وجرابلس الواقعتين تحت سيطرة تركيا”.
وأوضحت أن “الطرفين توصلا في نهاية الاجتماع لاتفاق يقضي بإنشاء قاعدة انطلاق لجيش النظام، وتوزيع بعض نقاطه على الحدود المواجهة لتركيا، فيما غاب عن الاتفاق، الجانبان السياسي والإداري، حيث فرضت وحدات حماية الشعب شروطها بالاكتفاء بتوزع بعض وحدات الجيش فقط”.
وتوصل الطرفان إلى اتفاق يقضي بـ”منع الطيران التركي من التحليق في أجواء عفرين”، وهي كل ما كان ينقص عفرين لمواجهة الغزو التركي، لكنه لم يدخل حيز التنفيذ، بسبب عدم رغبة النظام السري الدخول في مواجهة عسكرية مع تركيا بدون تأييد روسي، ورغبته في التخلص من الحاضنة السنية في محيط العاصمة دمشق، والتي جرى إخلاها بموجب الاتفاق مع تركيا، عقب احتلال عفرين وجلبهم كمستوطنين إلى عفرين.
وعلى سياق متصل، أكد بيان أصدره المجلس الصحي في مقاطعة عفرين ذاك اليوم، أن الجيش التركي الغازي قد استخدم غاز الكلور في قرية أرندة التابعة لناحية شيه\شيخ الحديد، وبيّن المجلس أنهم استندوا في تقريرهم على العينات التي تمت الكشف عنها في مخابر مشفى آفرين، وذلك عقب أن قصف الاحتلال التركي في 16/2/2018، قصف الجيش التركي قرية ارندة بالغاز الكيماوي، حيث وصل الى مشفى عفرين 6 اشخاص مصابون بأعراض اختناق بسبب الغاز.
عسكرياً..
أعلنت قوات سوريا الديموقراطية استهدافها مراكز عسكرية داخل الأراضي التركية رداً على الهجوم الذي تقوده أنقرة منذ نحو شهر ضد عفرين بشمال سوريا، وكانت المرة الأولى التي تعلن فيها قوات سوريا الديموقراطية، استهداف الأراضي التركية
وأعلنت قسد في بيانها “نفذت قواتنا عملية استهداف نوعية ضد مركز تجمع لجنود الغزو التركي وإرهابيي جبهة النصرة/داعش وغرفة عملياتها المباشرة، في مركز ناحية قرة خانة التابعة لولاية هاتاي التركية”.
ودعا البيان “المدنيين إلى الابتعاد من نقاط تمركز جيش الغزو التركي وإرهابيي جبهة النصرة/ تنظيم داعش، ذلك أن كل المراكز العسكرية هي أهداف مشروعة لقواتنا”، وأوردت وسائل اعلام تركية السبت أن جنديين وخمسة مقاتلين سوريين اصيبوا جراء قذيفة هاون استهدفت مركزاً لشرطة الحدود في منطقة قره خان في محافظة هاتاي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان لرويترز إن القوات التركية وفصائل متحالفة معها من المعارضة السورية المسلحة قصفت القرية يوم الجمعة بقذائف. ونقل المرصد، ومقره بريطانيا، عن مصادر طبية في عفرين قولها إن ستة أشخاص واجهوا صعوبات في التنفس وأصيبوا باتساع في حدقة العين بسبب الهجوم مما يشير إلى أنه كان باستخدام الغاز.
وفي إطار دورها التآمري على عفرين، قال مسؤولون أمريكيون، إن الولايات المتحدة تستبعد صحة الادعاءات حول استخدام تركيا مواد سامة خلال هجمات على منطقة عفرين، وذلك بعد أن أعلن “الهلال الأحمر الكردي” في بيان له أن منطقة عفرين تعرضت لهجوم كيماوي أسفر عن إصابة ستة أشخاص بحالات اختناق.
ونقلت وكالة “نوفستي” الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الإدارة الأمريكية، مايكل أنطون، قوله إن البيت الأبيض على علم باتهامات سوريا لتركيا باستخدام أسلحة كيميائية في عفرين، إلا أن هذه التقارير لا يمكن تأكيدها وفق قوله، مستبعدا إمكانية حصول ذلك، وقالت وكالة “أسوشيتيد بريس” نقلا عن مسؤول في البيت الأبيض فضل عدم كشف هويته، أنه اطلع على الأنباء حول استخدام الجيش التركي الأسلحة الكيميائية في عفرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مضيفا أنّ بلاده لا تمتلك أي دليل يثبت صحة ذلك.
واستمرت المواجهات العسكرية المسلحة بين “قوات سوريا الديمقراطية” من جهة، والمليشيات الإسلامية التابعة للغزو التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ضمن ما سمي بعملية “غصن الزيتون” والتي بدأت في العشرين من يناير\كانون الثاني الماضي، وفي هذا السياق قالت “وحدات حماية الشعب” أن مقاتليها تمكنوا من قتل وجرح عدد من جنود الجيش التركي والمقاتلين الجهاديين السوريين في قريتي “قودة” و”بليلكا” التابعتين لناحية “راجو”، حيث أسفر الاشتباك عن مقتل 14 جندياً وجرح آخرين.
كما وأكدت “الوحدات” وقوع اشتباكات في قرية “ديوا” التابعة لناحية جنديرس، أسفرت عن مقتل مقاتلين اثنين من الجهاديين السوريين، بينما أعلن الجيش التركي عن مقتل جندي واحد على الأقل، وتصاعدت العملية العسكرية التركية في عفرين من حيث نطاق استهدافها للنقاط المدنية، ومنها استهداف القوات التركية لجامع “أم القرى” في قرية “مريمين” الواقعة شرق عفرين.
إلى ذلك تناقل ناشطون في عفرين استهداف الطيران الحربي التركي لمحيط قرية “شيخورزة” في ناحية بلبل\بلبلة، إضافة لوقوع اشتباكات في محيط قرى “الحمام” و “ديوا” و “المحمدية” في جنوب جنديرس، ووفقاً لتقارير صادرة عن “مشفى آفرين” في مدينة عفرين، فإن حصيلة عدد الشهداء المدنيين منذ بدء الجانب التركي لهجومه على عفرين وإلى تاريخ السادس عشر من شباط 2018، كانت قد بلغت 171 شهيداً، بينما وصل عدد الجرحى المدنيين إلى أكثر من 458 جريح.