عفرين بوست-خاص
يستمر تدفق المزيد من قوافل الفارين من أرياف إدلب إلى إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، جراء تعرض تلك المناطق للقصف الروسي وتقدم جيش النظام فيها على حساب الميليشيات الإسلامية والجهادية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين.
وفي هذا السياق، تستمر المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين في عمليات الاستيلاء على أملاك سكان عفرين الأصليين الكُرد، سواء المتواجدين في عفرين أو المهجرين عنه، وفق ما قاله “مراسل عفرين بوست”.
وأشار المراسل أن المنطقة الممتدة بين عفرين القديمة، انطلاقاً من الكراج ووصولاً لدوار نوروز، تشهد قيام المسلحين التابعين لأمنية ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، خلع الأقفال المحال التجارية، حيث يقومون بتأجيرها للفارين من إدلب وريف حلب الغربي بمبلغ 10 آلاف ليرة سورية لكل محل تجاري، سواء أكان أصحابها موجودين في عفرين أم لا، والدفع يكون لثلاثة أشهر سلفاً.
ومن المعروف أن أمنية الميليشيا تتخذ من مبنى “مصرف التسليف الشعبي” في الإقليم مقراً لها.
ومع توسع رقعة سيطرة النظام في حلب وإدلب، يستمر توافد المستوطنين إلى ريف عفرين، حيث وصلت عشرة عوائل من “دارة عزة” إلى قرية زفنكي التابعة لناحية “بلبلة\بلبل”، وهي تمثل مجموعة صغيرة من العدد الكلي للفارين من دارة عزة، مع إقتراب قوات النظام منها أمس.
وفي السياق، طالب مسلحو “أحرار الشرقية” من المستأجرين في قطاعها بمركز عفرين برفع أجار المنازل التي يقيمون فيها إلى مئتي دولار، تحت طائلة الطرد، حيث كان الآجر السابق يعادل تقريباً الـ 100 دولار، وذلك بالتزامن مع مساعيهم لتأمين تجار سرمدا في المحال والمنازل.
بدوره، خيّرت مليشيا “جيش الشرقية” المستوطنيين المنحدرين من الغوطة والمقيمين في مدينة جنديرس بين دفع أجار 100 دولار، أو إخلاء المنازل والتوجه لمخيم دير بلوط.
وفي المنطقة الصناعية عمد ما يعرف بـ “تجمع أبناء دير الزور” إلى تأجير الشقق الموجودة فوق المحال الصناعية بمبلغ 20 ألف ليرة، إضافة إلى تأجير المحال الخالية بمبلغ 50 دولار كمستودعات للتجار.
وبينما وصلت أعداد كبيرة جداً من الفارين إلى إقليم عفرين المحتل، يشهد الإقليم اكتظاظاً غير مسبوق بالآليات والقادمين الجدد، في ظل انتشار العديد من المخيمات العشوائية في محيط حي الأشرفية والزيدية وعلى الطرقات الرئيسية خارج المركز.
ويعمد مسلحو الميليشيات الإسلامية إلى استغلال حاجة القادمين الجدد من خلال الإسراع في تجهيز المباني السكنية غير المكسية وغير مكتملة البناء، إلى تجهيزها بما تيسر واسكانهم فيها مقابل مبالغ مالية كبيرة، حيث يتم تأجير الشقة الواحدة بمبلغ مئة دولار أمريكي كحد أدنى، كما يعمد العديد منهم إلى طرد السكان الكُرد من منازلهم تحت حجج واهية، وتوطين تلك العائلات فيها مقابل أجور عالية جداً.
ويستغل الاحتلال التركي الحرب التي يشنها جيش النظام بمساندة روسية على إدلب وريف حلب الغربي، في توجيه المزيد من الفارين إلى إقليم عفرين المحتل بعد إغلاقه لأبواب المعابر الحدودية الواصلة مع أراضيه أمامهم، بالتنسيق مع الميليشيات الإسلامية لتوطينهم عوضاً عن السكان الأصليين الكُرد، عقب طردهم من منازلهم، تمهيداً لإستيطانهم في عفرين.