عفرين بوست-خاص
قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “موباتا\معبطلي” بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، إن جيش الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، قد عمدوا إلى إنشاء مخيم جديد في الناحية لاستقبال المزيد من الفارين من إدلب، تمهيداً لإستيطانهم في عفرين.
ووفق المراسل، تقطع المليشيات الإسلامية العشرات من الأشجار الحراجية والمعمرة بغية إنشاء ذلك المخيم، وهو ما دأبت عليه على الدوام، حيث تم القضاء على أكثر من 30% من غابات عفرين وأشجارها وفق إحصاءات تقديرية.
ويستمر تدفق المزيد من قوافل الفارين من أرياف إدلب إلى إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، جراء تعرض تلك المناطق للقصف الروسي وتقدم جيش النظام فيها على حساب الميليشيات الإسلامية والجهادية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين.
بالصدد ناشد مجلس الاحتلال المحلي في ناحية “بلبلة\بلبل” في الرابع من فبراير، المنظمات الإنسانية لتقديم يد العون لألاف الفارين من إدلب، لتضيف عبئاً جديداً على السكان الأصليين والضغط عليهم، معلناً عن وصول أكثر ثمانمائة عائلة إلى مركز الناحية والقرى التابعة لها.
وحسب المراصد الإخبارية والنشطاء العاملين في الإقليم المحتل، وصلت أكثر من 850 عائلة إلى ناحية بلبل، وحوالي 1850 عائلة إلى ناحية شرا/شرّان و750 عائلة إلى ناحية راجو، و652 عائلة إلى ناحية جنديرس، و357 عائلة إلى ناحية شيه\شيخ الحديد، وحوالي 470 عائلة إلى ناحية معبطلي و400 عائلة إلى ناحية شيراوا.
بينما وصلت أعداد كبيرة جداً إلى مركز الإقليم، حيث يشهد اكتظاظاً غير مسبوق بالآليات والقادمين الجدد، في ظل انتشار العديد من المخيمات العشوائية في محيط حي الأشرفية والزيدية وعلى الطرقات الرئيسية خارج المركز.
ويعمد مسلحو الميليشيات الإسلامية إلى استغلال حاجة القادمين الجدد من خلال الإسراع في تجهيز المباني السكنية غير المكسية وغير مكتملة البناء، إلى تجهيزها بما تيسر واسكانهم فيها مقابل مبالغ مالية كبيرة، حيث يتم تأجير الشقة الواحدة بمبلغ مئة دولار أمريكي، كما يعمد العديد منهم إلى طرد السكان الكُرد من منازلهم تحت حجج واهية، وتوطين تلك العائلات فيها مقابل أجور عالية جداً.
ويستغل الاحتلال التركي الحرب التي يشنها جيش النظام بمساندة روسية على إدلب وريف حلب الغربي، في توجيه المزيد من الفارين إلى إقليم عفرين المحتل بعد إغلاقه لأبواب المعابر الحدودية الواصلة مع أراضيه أمامهم، بالتنسيق مع الميليشيات الإسلامية لتوطينهم عوضاً عن السكان الأصليين الكُرد، عقب طردهم من منازلهم.
وكانت “عفرين بوست” قد حصلت في التاسع من يناير، على معلومات تفيد بقيام جماعة “شهداء البدر” التابعة لميليشيا “أحرار الشرقية ” بتجهيز نحو عشرين بناء سكني، استولت عليها المليشيا في منطقة الأوتوستراد الغربي في مركز مدينة عفرين، لتأجير شققها للفارين من محافظة إدلب، حيث يتم تأجير كل شقة بمبلغ 15 ألف ليرة شهرياً، ومن المعروف أن كل بناء يحوي ما بين 8 إلى 10 شقق.
كما كانت مليشيا “فرقة الحمزة” قد هددت أحد عشر عائلة كُردية من السكان الأصليين الذين كانوا متبقين في قرية “براد” التابعة لناحية شيراوا بإخلائها في الخامس والعشرين من يناير، حيث تركت العوائل الـ11 منازلها بالفعل في قرية “براد”، وتوجهت إلى مدينة عفرين، ورصد مراسل “عفرين بوست” بعضها، إذ كانوا بصدد البحث عن منازل للإيجار في المدينة المكتظة بالفارين من مناطق إدلب.
وفي الثلاثين من يناير، هددت مليشيا “فيلق الشام” أهالي قريتي “إيسكا\اسكان” وجلمة التابعتين لناحية جنديرس، بإخلائها بعد أيام من قيام ميليشيا “فرقة الحمزة” بإمهال مَن تبقى من السكان الكُرد في قرية “كيمار” بناحية شيراوا، بالرحيل عن منازلهم وأملاكهم في مدة أقصاها ثلاثة أيام، وذلك في التاسع والعشرين من يناير، تمهيداً لإستيطان عائلات فارة من ريف حلب الغربي عوضاً عنهم، وذلك في إطار خطة مُمنهجة لاستكمال التغيير الديموغرافي الشامل في الإقليم الكُردي المُحتل، وسط صمت مُخزي من مختلف المؤسسات الدولية والأقليمية والمحلية المعنية بحقوق الإنسان.