عفرين بوست-خاص
تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي انتهاكاتها بحق المدنيين في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً، وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حدثت خلال أسبوع، في الفترة المُمتدة ما بين 8 إلى 14 شباط\فبراير (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا غيضاً من فيض الاحتلال!).
الاختطاف..
في الثامن من شباط\فبراير، داهمت دورية مشكلة من مخابرات الاحتلال التركي وميليشيا “الشرطة المدنية” منزل مواطن كُردي بقرية في ريف عفرين، وقامت باعتقاله واقتياده إلى مركزها في مركز ناحية “بلبلة\بلبل”. وأكد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “بلبلة\بلبل” أن مسلحين من ميليشيا “الشرطة المدنية” برفقة عناصر من الاستخبارات التركية، إضافة لعناصر نسائية، قامت صباح اليوم السبت، بمداهمة منزل المواطن حسين محمد حسو، من مواليد 1982، الكائن في قرية “كيلا\السمحة”، وأخضعته للتفتيش ومن ثم اقتادت المواطن حسين إلى مركزها في بلدة “بلبلة\بلبل”. ويشار إلى أن المواطن حسين، متزوج ولديه طفلين، وقد جرى اعتقاله سابقاً في أواسط نيسان 2018، وقضى في سجن “الراعي” السيء الصيت والواقع بريف إعزاز، مدة ستة أشهر، تعرض خلالها لشتى صنوف التعذيب. وشهدت قرية “كيلا/السمحة” عقب إطباق الاحتلال العسكري على إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، حملة اعتقالات واسعة في صفوف العائدين إلى ديارهم، ولا زال مصير الشابين “أحمد دادو” و”شيخو بيرم” مجهولاً منذ ذلك الوقت.
كذلك، أقدمت دورية مشتركة من جنود الاحتلال التركي وميليشيا “الشرطة المدنية” التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، يوم أمس الجمعة\السابع من فبراير، على اعتقال شاب كُردي في قرية تابعة لناحية راجو، بتهمة الانتماء إلى القوات الأمنية “الأسايش” التابعة للإدارة الذاتية سابقاً، في إقليم عفرين الكُردي المُحتل. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو، أن الدورية المشتركة، اقتحمت قرية “جلا” وأقدمت على مداهمة منزل المواطن الشاب “محمد رشيد حسن” واعتقاله، ومن ثم واقتادته إلى مركزها في بلدة راجو، بذريعة التحقيق معه حول اتهامه بالانتماء لقوات الأسايش في حقبة الإدارة الذاتية السابقة. وأشار المراسل إت عملية الاعتقال جاءت بذريعة عدم مروره على محاكم الاحتلال التركي، رغم اعتقاله لأشهر في وقت سابق من قبل الميليشيات التابعة للاحتلال، حيث أمضى محمد سابقاً مدة ثلاثة أشهر في سجن القرية، وأفرج عنه مقابل فدية مالية، عقب تعرضه خلال فترة اعتقاله لشتى صنوف التعذيب.
في العاشر من شباط\فبراير، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي المحتل، أن شاباً كردياً قد جرى أختطافه أثناء عودته من حفل زفاف، خلال الأسبوع الماضي. وأشار أن المواطن هو “إدريس عمر” من أهالي قرية “قره تبه” التابعة لمركز عفرين، إذ تم اختطافه من على حاجز القوس، أثناء توجهه مع عائلته إلى قريته، للمشاركة في حفل زفاف هناك. ويقيم “إدريس” في حي الاشرفية بمركز عفرين، ومن غير المستبعد أن تكون المليشيا التي أختطفته قد قامت بذلك بحجة أنو يريد أن يشارك في حفل زفاف فيما يتم قصف إدلب التي باعها ضامنهم التركي.
في الحادي عشر من شباط\فبراير، قالت وكالة هاوار للأنباء ، أن جيش الاحتلال التركي ومسلحيه، خطفوا مواطنين من أهالي ناحية “موباتا\معبطلي” بريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، ولايزال مصير أحدهم مجهولاً. وأشار المصدر أن القوات المحتلة خطفوا في السابع من فبراير\شباط الجاري، مواطنين من قرية “كمروك” التابعة للناحية، وهما كل من “جهاد حسن ابراهيم” و”شيار محمد شوتو”. وأفاد المصدر بأن مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين أطلقوا سراح المواطن “جهاد حسن ابراهيم”، فيما لا يزال مصير المواطن “شيار محمد شوتو” مجهولاً.
في الثاني عشر من شباط\فبراير، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “موباتا\معبطلي”، أن المصير المجهول لا يزال يكتنف منذ عام ونصف، المواطن الكُردي “عزالدين جمال شيخو” من أهالي قرية “أومو” التابعة للناحية، عقب إختطافه من قبل مسلحي مليشيا “فرقة السلطان مراد”. ويأتي ذلك عقب أن قررت نسبة جيدة من العفرينيين العودة والمحافظة على الإقليم من المخططات التركية الرامية لتغيير ديموغرافيتها ومحو هويتها الأثنية، عبر استجلاب الآلاف من عوائل المسلحين. بيد أن مساعي العفرينيين الذين قرروا أن يخوضوا مقاومة بيضاء بطعم الإكراه على الحياة في ظل الاحتلال لم تنجح، نتيجة استخدام الاحتلال التركي لكل الآليات والخطط الممكنة لمنع المهجرين من العودة، وتهجير من عاد، بغية إطباق تغيير ديموغرافي خَطط له الاحتلال قبل أشهر من شن الغزو العسكري التركي الإخواني على الإقليم الكُردي.
مجالس الاحتلال..
في الثامن من شباط\فبراير، استمرت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، في الاعتداء على أعضاء وموظفي المجالس المحلية التي أنشأها الاحتلال التركي بهدف إيهام الرأي العام أنها سلمت الإقليم المحتل لأهله، من أجل التملص من مسؤولياته القانونية والسياسية والأخلاقية امام المؤسسات والمنظمات الدولية بحجة أنها لا يدير المنطقة، علماً أن كل شاردة وواردة تدار من مسؤولين أتراك في الظل. وفي هذا السياق، أكد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم أن جماعة “أبو جندل” التابعة لميليشيا “أحرار الشرقية” تواصل اعتداءاتها على موظفي البلدية وشركة المياه التي يديرها مجلس الاحتلال المحلي، إذ أقدم مسلحو الميليشيا مؤخراً على الاعتداء على جابي المياه في منطقة الفيلات والاوتوستراد الغربي، وتمزيق دفتر الفواتير ومن ثم طرده من الأحياء التي يحتلها المستوطنون من ذوي مسلحي المليشيا. وأضاف المُراسل أن اعتداء مماثل حصل في وقت سابق، على عمال البلدية “النظافة” من الجُباة من الأحياء المحتلة من قبلهم، إذ تم طردهم من الحي أثناء قيامهم بجباية الفواتير الشهرية.
أشجار عفرين..
في الثامن من شباط\فبراير، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل، أن الفارين حديثاً من أرياف إدلب، يواصلون استكمال ما بدأته الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، عبر قطع ما تبقى من الأشجار الصنوبرية في الأحراش الواقعة في حيي المحمودية والزيدية في المدينة. وأضاف المُراسل أن الفارين من إدلب أقاموا عدة مخيمات عشوائية بين الأحراش، ويعمدون إلى قطع الأشجار لاستخدامها كحطب تدفئة، ومن جهة أخرى تعمل مجموعات من المسلحين والمستوطنين على قطع العواميد الكهربائية الخشبية في حي الأشرفية لبيعها كحطب تدفئئة.
نشر التطرف..
في التاسع من شباط\فبراير، أبلغت مصادر محلية “عفرين بوست” أن الاحتلال التركي يواصل إرسال مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، إلى ليبيا للالتحاق بالمعارك الدائرة بين حكومة الوفاق الاخوانية والجيش الوطني الليبي. وأكدت المصادر أن بعض المسلحين الكُرد المنضوين في صفوف الميليشيات الإسلامية، غادروا أراضي إقليم عفرين الكُردي المحتل متوجهين إلى طرابلس الليبية بينهم المدعو “أبوعبدالله الكردي” المنحدر من الحسكة وهو منضوي ضمن صفوف ميليشيا “الجبهة الشامية”، والمدعو “أبو خليل” من ميليشيا “فرقة الحمزة” وهو ينحدر من قرية “آقيبة\عقيبة”، وهناك عدد آخر من قريتي “جلمة” و”قُلكة” التابعتين لريف جنديرس. وفي الأثناء، قال مُراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية راجو، أنه لم يتبقى سوى مسلحين إثنين في قرية علمدار، حيث جرى إرسال نحو 8 مسلحين إلى ليبيا للقتال هناك.
في الثالث عشر من شباط\فبراير، رصد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، ظهوراً علنياً لمسلحي “جبهة النصرة” (الفرع السوري للقاعدة) الذين يتميزون عن أقرانهم من مسلحي الميليشيات الاسلامية بلباسهم وهندامهم وكذلك الشعارات التي يضعونها على أكتافهم. وأكد المراسل أن مسلحين بلباس مختلف يشتهر به جهاديو “جبهة النصرة” شوهدوا مؤخراً في شوارع عفرين برفقة عائلاتهم، ويحملون على أكتافهم شعارات سوداء تحمل عبارة “لا إله إلا الله” وعمامات سوداء يلفون بها رؤوسهم، في إطار جهود الاحتلال التركي إلى تحويل الإقليم الكُردي المُحتل، إلى مرتع للجهاديين التكفريين كإمارة إسلامية. وأضاف المُراسل أن الاحتلال التركي يُخطط لدمج تلك العناصر القاعدية مع ميليشيا “أحرار الشرقية”، تمهيداً لتوطينهم في المناطق التي تحتلها الميليشيا في الإقليم وخاصة في ناحية جنديرس. وتتقاطر قوافل الخارجين من مناطق الاشتباكات في محافظة ادلب إلى إقليم عفرين الكُردي المُحتل، على وقع المعارك العنيفة الدائرة بين القوات الروسية وقوات النظام من جهة والميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم جبهة النصرة من جهة اخرى.
جرائم الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين..
في التاسع من شباط\فبراير، أعدت “عفرين بوست” تقريراً قالت فيه: تتناقل منذ يوم أمس السبت، مواقع إعلامية تابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون أنفسهم بالمعارضة، خبراً عن تدمير مجموعة من قوات النظام لمقبرة في بلدة خان السبل بريف سراقب، تضم جثث مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيش الحر). وظهرت تلك الوسائل في حالة تباكي على تلك الجريمة، التي تبدو بعيدةً كل البعد عن الأخلاق ولا تمت للإنسانية بصلة، لكن وعلى النقيض، فمن المؤكد أن تنظيم الإخوان المسلمين ومسلحيه هم آخر من يحق لهم التباكي في هذه القضية وغيرها من الانتهاكات، كونهم تخطوا النظام بمراحل في الوحشية والتنكيل بالأهالي الذين يخضعون لاحتلالهم، خاصة في عفرين. ووضعت التنظيمات المسلحة والسياسية والإعلامية التابعة للإخوان المسلمين كامل ثقلها مع المحتل التركي، لمنع الكُرد في سوريا من استحواذ حقوقهم، دون أن يجنوا من ذلك سوى العار والخيبة والخذلان، فبعد نشوة نصر قصيرة مغموسة بدماء 4 آلاف شهيدٍ في عفرين من أبنائها، ممن أختاروا الشهادة على العيش في ذل الاحتلال وأذنابه، ها هو النظام يسيطر على مناطقهم وينكل بهم كما فعلوا في عفرين، حيث تتساقط المناطق الخاضعة للتنظيم ومسلحيه، الواحدة تلو الاخرى. ورغم ذلك يقول أهالي عفرين: “نحن ضد تلك الممارسات، التي لا تعبر سوى عن مجموعات لا تمت للبشرية بصلة، أياً كان مصدرها، وعلى رأسها ما يصدر عن مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيش الوطني السوري\الجيش الحر) المتشكلين من بقايا داعش والنصرة”. ومنذ إطباق الاحتلال العسكري التركي المرافق بمسلحي الإخوان المسلمين، سجل ناشطون عفرينيون تخريب وتدمير شواهد القبور في العديد من القرى في مختلف نواحي الإقليم الكُردي، ومنها تدمير مقبرة قرية قوربه Qurbê التابعة لناحية جنديرس، إضافة لجرف مقابر مدنيين في قرية كفرصفرة، وقصف مقبرة ومزار “عبد الرحمن بن عوف” في قرية كأني كاوركي بالسلاح الثقيل اثناء الغزو التركي على إقليم عفرين. ودمر الاحتلال التركي ومسلحو الإخوان المسلمين العديد من المقابر في عفرين، ففي شيه\شيخ الحديد، قامت قوات الاحتلال التركي بتدمير قبر تاريخي يعود إلى العام 1636م، والمسمى بـ “المقبرة الفوقانية” في قرية “سنارة”، ما تسبب بتدمير ما يزيد عن 500 قبر من أصل 1000 من مقابر أهالي القرية. وفي مقبرة زيارة حنان القريبة من قرية “مشاليه\مشعلة” التابعة لناحية “شرا\شران”، فرغت المليشيات الإسلامية التابعة لقوات الاحتلال التركي مزار المقبرة، والتي تضم رفات الدكتور نوري ديرسمي وزوجته، إلى جانب رفات العديد من الشخصيات الوطنية والدينية. وفي ميدانكي التابعة ايضاً لـ “شرا\شران”، قال نشطاء محليون أن الميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي أقدمت على تدمير شواهد القبور في مقبرة البلدة، وقامت أيضا بقطع الأشجار الحرجية المحيطة بالمقبرة والتي تكتسب صفة القدسية لدى سكان البلدة. وفي تللف التابعة لناحية جنديرس، عمدت الميليشيات الإسلامية إلى تدمير وتكسير القبور في مقبرة القرية، ومن بينها ضريح السياسي الكُردي “كمال حنان”، نتيجة وجود كتابات باللغة الكردية عليه. وفي قرية آدما\ادمانلي التابعة لناحية راجو، تناقل ناشطون كُرد صوراً لتدمير مقبرة القرية، حيث أكد هؤلاء أن ميلشيا “فيلق الشام” المعروفة بتبعيتها لجماعة الإخوان المسلمين السورية، هي من حطمت شواهد القبور في المقبرة. ويرجح ناشطون كُرد من عفرين أن يكون التخريب قد طال العشرات من المقابر في قرىً أخرى، خاصة وأن عشرات القرى الكُردية لا تزال خالية من سكانها الأصليين، مع منع الاحتلال لأصحابها الحقيقيين من العودة إلى ارضهم ودورهم. ولم يقتصر تخريب على قبور القرى، بل طالها إلى تدمير مقابر الشهداء، من استشهدوا في المواجهات السابقة للغزو التركي مع المليشيات الإسلامية التي لطالما حاولت الاعتداء على عفرين والعفرينيين، خلال سنوات الحرب الاهلية السورية التي اندلعت العام 2011، بدعم وتمويل الاحتلال التركي. وطال تخريب الاحتلال التركي وميليشياته ثلاث مقابر للشهداء في عفرين، وهي مقبرة الشهيدة “أفيستا خابور” التي ضمت جثامين المئات من المقاتلين والمدنيين المُرتقين خلال التصدي للغزو التركي على المنطقة، حيث جرى أنشاء المقبرة خلال الغزو، بالقرب من مدينة عفرين على طريق قرية كفر شيل، وسميت باسم المقاتلة الكُردية “أفيستا خابور” التي نفذت عملية استشهادية ضد إحدى الدبابات التركية وفجرتها. كما دمر الاحتلال التركي مزار “الشهيد سيدو” القريب من قرية “كفر صفرة” بريف ناحية جنديرس، والذي ضم هو الآخر جثامين المئات من شهداء وحدات حماية الشعب والمرأة، عبر القصف الصاروخي المُتعمد، كما بث ناشطون صوراً أظهرت دماراً في “مقربة الشهيد رفيق”، القريبة من قرية “ماتينى” بريف ناحية “شرا\شران”. ويؤكد مراقبون من عفرين يؤكدون أن الحديث الإخواني عن تطبيق الشريعة في تدمير القبور، ما هو إلا محاولة للالتفاف على حقائق التاريخ، ومحاولة لتزوير وتشويه معالم الإقليم، حيث عادة ما يهاجم رموز المعارضة المكون الكُردي في سوريا، ويدعون أن الكُرد جاءوا إلى سوريا في العام 1925، عقب نكبة ثورة الشيخ سعيد، أي قبل مئة عام! في حين أن الكثير من مقابر قرى عفرين، يمتد عمرها لأكثر من خمسمئة عام، وبالتالي فإن وجود مقابر تعود لمئات السنوات للكُرد في عفرين يعتبر نسفاً لرواية المعارضة التي يقودها تنظيم الإخوان المسلمين والتي تتقمص الرواية التركية واجنداتها، وتسعى لضرب الوجود التاريخي للكُرد في المنطقة. وفيما يلي مجموعة من عمليات التدمير التي مارسها مسلحو الإخوان المسلمين بحق مقابر عفرين.. تدمير مقبرة الشهيد سيدو: في الـ 5 من شهر فبراير\شباط من العام 2018، استهدف جيش الاحتلال التركي، مزار الشهيد سيدو المتواجد في بلدة كفر صفرة في منطقة جنديرس، ودمره بشكل كامل. حيث افتتح مزار الشهيد سيدو (رودي حاجي)، في أواخر شهر أيار من عام 2011، عندما تم تشييع جثمان المناضل سيدو ديرسم الاسم الحقيقي رودي حاجي إلى ذلك المزار الذي سمي باسمه، تمجيداً له، حيث بقي المزار على مدى سنوات يستقبل الشهداء من مقاتلي وحدات حماية الشعب والمرأة، وقد بلغ عدد الشهداء الذين وريوا الثرى فيه 183 شهيداً وشهيدة، استشهدوا دفاعاً عن إقليمهم. /مقبرة الشهيدة أفيستا خابور: في الرابع والعشرين من أغسطس العام 2018، أي عقب 4 شهور فقط من إطباق الاحتلال العسكري التركي، انتهك الاحتلال التركي ومسلحوه حرمة المقابر في عفرين، من خلال إزالتها بالجرافات، خيث أقدمت الجرافات على إزالة مقبرة “الشهيد آفستا” بالقرب من مدينة عفرين، وهي المقبرة التي ضمت رفات مئات المقاتلين والمدنيين الذين فقدوا حياتهم خلال فزو عفرين على طريق قرية كفر شيل، فيما كان مسلحو الاحتلال قد أزالوا مقبرة “الشهيد سيدو” في منطقة “جبل قازقلي” التابعة لناحية “جندريس”، بتاريخ 3 أيار/مايو 2018. /مقبرة قريتي أنقلة وسنارة: وفي العشرين من حزيران/يونيو العام 2018، أقدم مسلحو الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان على إزالة حوالي 500 قبر من مقبرة قرية “أنقلة” التابعة لناحية “شيه\شيخ الحديد”، بحجة توسيع الطريق الرئيسي، ما تسبب بتدمير ما يزيد عن 500 قبر من أصل 1000 لسكان القرية، والواقعة ضمن مقبرة مزار علي داد الشهير. /وكان جيش الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الحر”، حيث أقدموا على تدمير مقبرة تاريخية يعود تاريخها إلى العام 1636م، في المقبرة الفوقانية في قرية سنارة الحدودية التابعة لناحية شيه\شيخ الحديد، وجرفت مقابر قرية سنارة منتصف تموز / يوليو 2018، وشهدت المنطقة أيضاً تدمير شواهد قبور سكان المنطقة من قبل الميليشيات، بحجة أنها مرتفعة وغير مستوية مع الأرض، وفقاً لأفكار التيارات الجهادية والسلفية الإسلامية. /مقبرة قرية حج خليل وراجو: فيما عُثر على آثار تدمير المقابر وانتهاك حرمتها في قرية “حاج خليل” وناحية “راجو”، كما تعرضت عدة قبور في قرية “باسوطة” للدمار نتيجة القصف الذي تعرضت له بتاريخ 23 شباط/فبراير 2018. /تدمير مزارات أيزيدية وعلوية: وفي الخامس عشر من ديسمبر 2018، قال المكتب الإعلامي لحزب الوحدة بأنه قد تمت سرقة محتويات مزارات إسلامية وإيزدية وعلوية عديدة والعبث بأضرحتها، وحتى سرقة محتويات بعض الجوامع من لوحات شمسية وبطاريات طاقة كهربائية وأجهزة صوت ومستلزمات غسل الأموات النحاسية والسجاد أيضاً. /وكذلك التخريب المتعمد لمقابر الشهداء (سيدو في كفرصفرة، رفيق في متينا، آفيستا في كفرشيل)، وهدم شواهد قبور مكتوب عليها باللغة الكردية، مثل ضريح الشهيد بشير محمد في جنديرس، وقبر السيدة سولية عبدو مصطفى في قرية ماملا، وقبر السيدة زلوخ خليل إبراهيم في قرية قورت قلاق، وكذلك العبث بضريحي الدكتور نوري ديرسمي-الشخصية الثقافية والسياسية المعروفة-وزوجته فريدة في مقبرة زيارة حنان، إضافة إلى تدمير شبه كامل لمقبرة قوربيه الاسلامية في جنديرس، وهي لمتوفين مدنيين، في صورة واضحة لتعدٍ عن حقد دفين. /مقبرة ميدانكي: وفي الحادي عشر من يناير 2019، أقدمت الاحتلال ومسلحوه على تدمير شواهد القبور في مقبرة بلدة ميدانكي التابعة لناحية شرا\شران، وقامت أيضاً بقطع الأشجار الحرجية المحيطة بالمقبرة والتي تكتسب صفة القدسية لدى سكان البلدة. /مقبرة قنتريه: في الثاني من فبراير 2019، أقدمت الميليشيات الإسلامية التابعة لجيش الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين على تدمير ونبش مزار ديني قرب قرية “قنتريه\قنطرة” على طريق ناحية “موباتا\معبطلي”، كما تداول ناشطون صوراً تظهر حفر وتدمير مزار (آف غيري) الخاص بالكرُد العلويين والواقع في وادي بيري بالقرب من قرية قنطرة، بعد بحث عناصر الميليشيات الإسلامية عن القطع الآثرية. /مقبرة قرية حبو: وفي السادس من فبراير 2019، أقدمت ميليشيا إسلامية تابعة للاحتلال التركي على تحطيم شواهد قبور في قرية حبو التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، وأفاد مصدر محلي لـ “عفرين بوست” أن ميليشيا “المنتصر بالله” الإسلامية قامت بتحطيم شواهد قبور في قرية حبو، تطبيقاً لأفكارها السلفية المتطرفة بضرورة استواء القبر بالأرض وعدم جواز بناء قبب أو شواهد حجرية للقبور. /مقبرة قرية قيباريه: وفي السابع عشر من مايو 2019، أظهرت مشاهد مصورة تابعتها “عفرين بوست” وتأكدت من مصداقيتها، تدمير الاحتلال التركي ومسلحيه مجموعة من المقابر في قرية قيباريه\عرش قيبار، ويبدو في المشاهد المصورة مجموعة من شواهد الضرائح وقد جرى تكسيرها ورميها بالقرب من القبور، التي يبدو أنها تحمل كتابات باللغة الكردية. /المقبرة القسرية: ولا تقتصر مآسي العفرينيين على موتهم ألماً أو قهراً لما حل بهم وبـ عفرين، بل تتعداها إلى كونهم لا يتمكنون حتى دفن مواتهم في أرض أجدادهم وبينهم، حيث يضطر العفرينيون في حلب إلى دفن موتاهم حالياً ضمن قبور في منطقة “حقل الرمي”، بوضع الجثامين مع توابيتها في القبور. ويقول ذوو المتوفين أنهم يترقبون اللحظة التي يتخلصون فيها من الاحتلال وتبعاته، حيث يصرون على أن مقبرتهم القسرية في حقل الرمي بحلب، لن تكون دائمة، وأنهم سينقلون جميع العفرينيين المتوفين في حلب الى مقابر قراهم، كما اوصوا قبل رحيلهم، فأرواح العفرينيين لن ترتاح إلا بين جنبات ترابها.
في الثالث عشر من شباط\فبراير، حصلت “عفرين بوست” على صور خاصة، تظهر إقدام الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الوطني السوري” التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، على تحويل أرض “مقبرة الشهيدة أفيستا خابور” إلى سوق أسبوعية لبيع المواشي، وذلك بعد تجريفها بالكامل بالآليات الثقيلة وإزالة كافة القبور وشواهدها، في انتقام وحشي من المدنيين والمقاتلين الذين استشهدوا دفاعاً عن إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، في وجه القوات الغازية من 20 يناير إلى 18 مارس 2018. وأكد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، أن المستوطنين يعقدون أسبوعياً في يوم الثلاثاء، سوقاً لبيع وشراء المواشي على أرض المقبرة، دون أي اعتبار للقيم الإنسانية والدينية الداعية لحفظ حرمة المقابر والموتى. وتقع “مقبرة الشهيدة أفيستا” في مفرق قرية “كفرشيل” التابعة لمركز عفرين، والتي أقيمت إبان العدوان التركي على الإقليم، مع صعوبة نقل الشهداء إلى مقبرتي الشهيد سيدو في جنديرس ومقبرة الشهيد رفيق في ماتينى التابعة لناحية “شرا\شران”، حيث تحتضن “مقبرة الشهيدة أفيستا” جثامين الشهداء المدنيين والعسكريين على حداً سواء. وكان جيش الاحتلال التركي ومسلحو الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، قد أقدموا على تدمير مقابر الشهداء سواء بالقصف الجوي أو بواسطة الدبابات والمجنزرات، إضافة إلى تدنيس مقابر الشهداء.
التفجيرات في عفرين..
في العاشر من شباط\فبراير، قالت مواقع إعلامية موالية للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أن انفجاراً وسط عفرين، قد ادى لسقوط 6 ضحايا على الأقل، نتيجة أنفجار يبدو أنه ناجم عن سيارة مفخخة على اوتوستراد راجو، بالإضافة إلى تسببه بأضرار مادية جسيمة. ووقعت ولا تزال تفجيرات متفاوتة بين الفينة والأخرى، منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي على إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، استهدف العديد منها أهدافاً مدنية، ما سبب إدانة شعبية من أهالي عفرين الصامدين على أرضهم. ولطالما اتهمت الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، “وحدات حماية الشعب” بتنفيذ التفجيرات التي تقع في عفرين منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي عليها آذار العام 2018، بهدف التملّص من المسؤولية، كما دأبت على شن عمليات اختطاف واسعة بين المدنيين الكًرد حصراً بعد كل عمل تخريبي. لكن الناشطين العفرينيين يأكدون أن الميليشيات التابعة للاحتلال التركي هي نفسها من تقف وراء تلك التفجيرات المتواترة بين الفترة والأخرى، بهدف بث البلبلة والذعر بين سكان عفرين الأصليين الكُرد، للضغط عليهم ودفعهم نحو ترك الإقليم الكردي وإحداث تغيير ديموغرافي أشمل لصالح المستوطنين من عوائل مسلحي المليشيات الإسلامية. وكان قد وقع يوم السابع من أبريل 2019، انفجار في مركز إقليم عفرين، ناجم عن محاولة أحد المستوطنين زرع لغم على مقربة من مقر إحدى المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، وتناقل نشطاء حينها من المستوطنين الموالين للاحتلال التركي في عفرين، ما اسموه “صورة الارهابي الذي حاول زرع لغم وأنفجر به”، مضيفين أن “الاسم: عبد المنعم الزعبي، من ريف حمص، بلدة الرستن”. وأضاف هؤلاء المستوطنون، أن المستوطن الذي قتل اثناء محاولته زرع اللغم “ضابط منشق ينتمي لداعش جاء لعفرين منذ 8 شهور تقريباً”، لتدين هذه المعلومات المستوطنين والمليشيات التابعة للاحتلال، بكونهم يشكلون حاضنة تحمي الدواعش وتؤمن لهم الملاذ الآمن. وأكد الناشطون العفرينيون منذ بدء الغزو التركي لعفرين يناير العام 2018، أن الاحتلال التركي يستخدم الدواعش في هجومه على الإقليم الكُردي، حيث لم يتوانى هؤلاء عن بث مقاطع مصورة لغنائهم بنفس أسلوب داعش الخطابي، بهدف شحذ نفوسهم ضد المكون الكُردي في عفرين، ما دفع قادة المليشيات حينها لإصدار قرار بمنع المسلحين من بث أي مقاطع مصورة تحت طائلة المسؤولية. وحول ذاك تفجير، وصل لـ “عفرين بوست” حينها، مقطع صوتي لشقيق المفجر “عبد المنعم” ويدعى “منير الزعبي”، قال فيها أن الصورة التي تم تداولها للقتيل هي لأخيه “نعمة”، مضيفاً: “من ساعة كان عندي، أكل كنافة وقلي انا طالع على البيت، شو فجر ما فجر حالو يا شباب”، كما وصل لـ “عفرين بوست” مقطع صوتي آخر للمدعو “أبو وفيق” قال فيها: “هاد الزلمة فجر حالو جنب مقري، شو الأسباب ما منعرف”. وحول ذلك، قال مراسل “عفرين بوست” وقتها، أن المستوطن الذي يبدو أنه كان يعمل مع مليشيا “الشرقية”، حاول زرع لغم بالقرب من دوار القبان القريب من مقر مليشيا (البيانوني/الشامية) قبل أن تنفجر به وتمزقه إرباً. وأوضح المراسل أن محاولة زرع اللغم هي نتيجة التنافس المعهود بين مليشيات الاحتلال، وفي نهاية فبراير 2019، قال مصدر محلي لـ “عفرين بوست”: “الأهالي الكُرد على إيمان أن للاحتلال التركي اليد الطولى في عمليات التفجير، وأن من يقوم بالتفجيرات هم مسلحو المليشيات الإسلامية أنفسهم”، مُنوهاً أن سبب في وقوع التفجيرات وفق وجهة نظر العفرينيين، تكمن في رغبة قوى الاحتلال في زعزعة الأمن ضمن المنطقة، حتى لو كان بعض المستوطنين من بين الضحايا! وشدد المصدر أن المليشيات الإسلامية لها مصلحة في وقوع هذه التفجيرات، كي تقوم بنسبها إلى المقاتلين الكُرد، وتشرعن لنفسها بالتالي تنفيذ حملات خطف جديدة بحق السكان الكُرد في المناطق القريبة من مواقع التفجير، واستدل المصدر على ذلك بقيام المسلحين باختطاف “قرابة 50 مواطن كُردي من المنطقة الصناعية بحجة التفجيرات والتحقيق، عقب تفجير حافلة بالقرب من “دوار كاوا” القريب من المنطقة الصناعية، في العشرين من يناير 2019، تزامناً مع فاجعة الغزو الأولى، حيث تستمر عمليات الخطف عقب أي تفجير لشهر كامل، ليتلوها تنفيذ تفجير جديد، وإعادة لمسلسل الخطف السابق”. قالت مصادر إعلامية متابعة في إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، إن ثلاث من السكان الأصليين الكُرد، كانوا من بين ضحايا التفجير الذي ضرب عفرين على طريق راجو. وقال نشطاء أن الشهداء الثلاثة ينحدون من قرية “حسيه\ميركان” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، إذ كانوا يعملون في مخبز جودي لإعداد الفطائر، على طريق راجو أثناء وقوع التفجير. والضحايا الثلاثة هم كلاً من (جانكين عبدو، حنَّان حمو\44 عام، وأبنه الوحيد)، إضافة إلى مقتل عدد من المستوطنين وهم كل من سمهان علو من خان شيخون، و رائد عنال من حلب، بجانب الحديث عن وجود رجلين مجهولي الهوية. بدورها، قالت وزارة الدفاع التابعة للاحتلال التركي، إن قنبلة انفجرت في شاحنة محملة ببراميل مملوءة بالديزل مما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين وإصابة سبعة آخرين بينهم أطفال في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا يوم الاثنين. وأضافت على حسابها على تويتر أن “وحدات حماية الشعب” مسؤولة عن الهجوم الذي وقع في مدينة عفرين، وهو “أمر مفروغ منه” و”ثابت” ولا يحتاج إلى أدلة من جانب الاحتلال التركي، الذي لا يتوانئ عن إتهام الكُرد السوريين بشتى الجرائم التي يقترفها مع مسلحي الإخوان المسلمين ممن يسمون أنفسهم بـ (الجيش الوطني السوري\الجيش الحر) في عفرين وباقي المناطق المحتلة. فأي تفجير يقع لا يحتاج إلى بحث أو إستقصاء بالنسبة للمحتل التركي، إذ يلقي باللوم بها فوراُ على الكُرد، رغم كونه يحتل الإقليم منذ قرابة العامين، ولا يزال عاجزاً عن توفير أبسط مقومات الحياة وهي الأمن. ويثبت تكرار الإنفجارات في عفرين والشريط الحدودي المحتل الممتد إلى جرابلس وسريه كانيه وكريه سبي، فشل المحل التركي وأدواته من مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين في إدارة مناطق صغيرة واقعة تحت براثن احتلاله، ما يثبت ضرورة تحريرها في أسرع وقت ممكن. ويعول أهالي عفرين على الخلاف المتصاعد بين أنقرة وموسكو في إدلب، بغية تحرير إقليمهم من براثن القوات المحتلة، حيث يدور الحديث عن توصل عين عيسى مع الحكومة المركزية في دمشق، للقبول بـ “الإدارة الذاتية” في شرق الفرات، ما قد يعني تعاون عسكري بين “قوات سوريا الديمقراطية” مع قوات النظام، بغية تحرير كامل الأراضي السورية من مسلحي الإخوان المسلمين التابعين لأنقرة.
كذلك، إعتقلت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، سبع نساء مستوطنات من مخيم عشوائي مُقام في محيط شركة الكهرباء بحي الأشرفية، وسط مركز إقليم عفرين المحتل، بتهمة الضلوع في التفجيرات. وأكد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم أن ميليشيا “الأمن السياسي” اعتقلت سبع نساء ينحدرن من ريف إدلب الجنوبي (مدينة معرة النعمان)، كن وصلن لعفرين المحتلة قبل نحو شهر، بتهمة الضلوع في تفجيرات وقعت في عفرين، دون التمكن من معرفة تفاصيل إضافية عن هويات المعتقلات.
في الثالث عشر من شباط\فبراير، علمت “عفرين بوست” من مصادرها في أوساط ميليشيا “الأمن السياسي“ التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أن التفجير الذي ضرب شارع طريق راجو وسط مدينة عفرين بالقرب من موقع مطعم “ميلانو” للوجبات السريعة، ناجم عن قيام مسلحين يستقلان دراجة نارية بزرع عبوة لاصقة أسفل شاحنة الوقود أثناء قيامه بتزود المطعم بمادة المازوت. وأشارت المصادر أنه بعد ثلاثة دقاق فقط من انصراف المسلحين، إنفجرت الشاحنة لتسفر عن استشهاد عشر مدنيين واصابة 47 شخص، بإصابات مختلفة، حيث لم يتم التعرف على جثتين إلى الآن نتيجة تفحمهما. وأكدت المصادر أن مسلحي مليشيا “فرقة السلطان مراد” المحتلين للمنطقة، عرقلوا وصول فرق الدفاع المدني لموقع التفجير، ليتسنى لهم استغلال الفوضى وسرقة ما يقع تحت أيديهم من الممتلكات والبضائع. مشيرةً إلى قيام هؤلاء المسلحين بسرقة 40 كرتونة من السجائر من من محل تجاري عائد للمواطن الكُردي “عبدو”، الكائن جانب الفوال جودت، إضافة لسرقة عدد من الدراجات النارية المركونة في المنطقة. ووقع الإنفجار المذكور في العاشر من فبراير الجاري، حيث قالت مصادر إعلامية متابعة في إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، إن ثلاث من السكان الأصليين الكُرد، كانوا من بين ضحايا التفجير الذي ضرب مخبزاً لإعداد الفطائر يدعى “جودي” على طريق راجو يوم الاثنين. وقال نشطاء أن الشهداء الكُرد الثلاثة ينحدرون من قرية “حسيه\ميركان” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، وهم كلاً من (جانكين عبدو، حنَّان حمو\44 عام، وأبنه الوحيد)، إضافة إلى مقتل عدد من المستوطنين وهم كل من سمهان علو من خان شيخون، و رائد عنال من حلب، بجانب الحديث عن وجود رجلين مجهولي الهوية. ووقعت ولا تزال تفجيرات متفاوتة بين الفينة والأخرى، منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي على إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، استهدف العديد منها أهدافاً مدنية، ما سبب إدانة شعبية من أهالي عفرين الصامدين على أرضهم. وفي نهاية فبراير 2019، قال مصدر محلي لـ “عفرين بوست”: “الأهالي الكُرد على إيمان أن للاحتلال التركي اليد الطولى في عمليات التفجير، وأن من يقوم بالتفجيرات هم مسلحو المليشيات الإسلامية أنفسهم”، مُنوهاً أن سبب في وقوع التفجيرات وفق وجهة نظر العفرينيين، تكمن في رغبة قوى الاحتلال في زعزعة الأمن ضمن المنطقة، حتى لو كان بعض المستوطنين من بين الضحايا! وشدد المصدر أن المليشيات الإسلامية لها مصلحة في وقوع هذه التفجيرات، كي تقوم بنسبها إلى المقاتلين الكُرد، وتشرعن لنفسها بالتالي تنفيذ حملات خطف جديدة بحق السكان الكُرد في المناطق القريبة من مواقع التفجير. واستدل المصدر على ذلك بقيام المسلحين باختطاف “قرابة 50 مواطن كُردي من المنطقة الصناعية بحجة التفجيرات والتحقيق، عقب تفجير حافلة بالقرب من “دوار كاوا” القريب من المنطقة الصناعية، في العشرين من يناير 2019، تزامناً مع فاجعة الغزو الأولى، حيث تستمر عمليات الخطف بحق الكُرد شهراً كاملاً عقب أي تفجير، ليتلوها تنفيذ تفجير جديد، وإعادة مسلسل الخطف السابق”.
التطورات السياسية..
في الحادي عشر من شباط\فبراير، قالت مواقع إعلامية تابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، إن العاصمة التركية أنقرة، شهدت اجتماعاً أمنياً رفيعاً برئاسة رئيس الاحتلال التركي المدعو رجب طيب أردوغان، لبحث الخطوات التي ستتخذ رداً على هجوم قوات النظام السوري على الجنود الأتراك في محافظة إدلب. ويتخيل لقارئ الخبر أن إدلب محافظة تركية، وأن قوات النظام تسعى إلى غزوها، وهي دليل بسيط على قلب الحقائق والمفاهيم الذي إعتمده الاحتلال التركي لتبرير التخريب والإرهاب المدعوم من قبله على مدار سنوات في سوريا. قلبٌ للحقائق تحولت معه عفرين التي كانت منطقة آمنة على مدار سنوات الحرب السورية، بين ليلة وضحاها إلى “مركز مزعوم للإرهاب”، لتبرر أنقرة غزوها الإقليم وحرمان سكانه الاصليين الكُرد، من تثبيت حقوقهم ضمن سوريا لا مركزية، تعيش فيها كل المكونات سواسية. وأوضحت مصادر الاحتلال التركي في الرئاسة التركية، أنه تقرر خلال الاجتماع الذي عقد مساء الإثنين، الرد بالمثل على الهجوم، والانتقام لقتلى جيش الاحتلال الذين سقطوا في (هجوم) لا يمكن لوم النظام السوري عليه في أي من الأعراف المحلية أو الدولية، باعتبار أن القوات التركية تدخلت كاحتلال ضمن الدولة السورية، بقصد اقتطاع أجزاء من أراضيها، وضمها متذرعةً بحماية السوريين من النظام. ويتناسى الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين بأنهم قد هجروا أكثر من مليون إنسان في عفرين ورأس العين\سريه كانيه، وتل أبيض\كري سبي. ويأتي ذلك عقب إعلان الاحتلال التركي عن مقتل خمسة من جنوده، في قصف لقوات النظام السوري على مطار تفتناز، أمس الأثنين، حيث سعت قوات الاحتلال التركي إلى إقامة قاعدة له فيها، وكأنها أرض داشرة لا مالك لها، ويحق للاحتلال التركي إقامة ما يشاء فيها من قواعد، لتأتيه الضربة التأديبية على يد النظام السوري، لكنها بكل تأكيد رسالة روسية إلى أنقرة بأن تلزم حدها، وأن تاريخ صلاحيتها في الأراضي السورية قد إنتهى أقله في إدلب حالياً. رسالة لا تريد أنقرة سماعها، خاصة أنها تتخيل بأن واشنطن قد تدعمها في حرب تدق طبولها في إدلب وشمال سوريا عموماً، وهي ما أردات واشنطن إيهام أنقرة به، عبر زيارة أعلنت عنها وزارة الخارجية الأمريكية لممثل واشنطن المعني بشؤون سوريا والتحالف الدولي ضد “داعش”، وهو جيمس جيفري، حيث توجه أمس الإثنين، إلى تركيا لبحث التصعيد في منطقة إدلب السورية. وأوضح بيان للخارجية الامريكية أن جيفري “سيلتقي في أنقرة مسؤولين أتراكاً رسميين رفيعي المستوى، لمناقشة قضايا تثير اهتماماً متبادلاً”، ويبدو إنها إحتوت تعهداً أمريكياً بالوقوف إلى جانب أنقرة في أي مواجهة مع النظام وموسكو. ويرجح مراقبون أن يكون التعهد الأمريكي تكراراً لسيناريو إسقاط تركيا طائرة روسية وقتل طيارها في العام 2015، والتي عقبها إعتذار أردوغاني لبوتين للصفح عنه، ومن ثم تم إعداد مسرحية ما تسمى بـ “المحاولة الإنقلابية” المزعومة، والتي أراد أردوغان عبرها تحميل كامل مسؤولية التصعيد مع روسيا في عهدة الإنقلابيين المفترضين، وتبرئة نفسه منها، إضافة للقضاء على الأحزاب والمعارضين داخل تركيا، وبشكل خاص الاحزاب الكردية. وفي السياق، كشف خبراء موالون لأردوغان في تركيا لوسائل إعلام، أن الحوارات ما بين موسكو وأنقرة وصلت إلى نهايتها، ومن وجهة نظر أنقرة فإن روسيا كانت تماطل مع تركيا منذ فترة طويلة، في ظل ما أسموها بسياسة “الإلهاء” من أجل سيطرة النظام السوري على الطريق السريع “أم5”، ليترآئ للقارئ أن دمشق هي المعتدية على أنقرة في إدلب لا العكس، ويؤكد ذلك أن إتفاقية خفض التصعيد مع روسيا، كان الهدف منها تركياً تثبيت احتلال إدلب وضمها إلى أراضيها، عبر تشكيل مجالس احتلال ومسلحين تابعين لها، كما هو الحال في إقليم عفرين، الذي ينتظر هو الآخر مصيراً مشابهاً لإدلب في الغالب لو إستمر التعنت التركي في التشبث الباطل بأرض لا يملكها، ودخلها بموجب إتفاق روسي، يبدو أن عهده قد ولى. ويدعي المحللون الأتراك التابعون لأردوغان أن أنقرة بذلت كافة الجهود الدبلوماسية لمنح أي تصعيد محتمل بإدلب، ولكنها لم تلق أي تجاوب روسي، معتبرين أن “أنقرة من الآن فصاعداً ستعمل على تشكيل منطقة آمنة جنوب إدلب”، وهو ما يؤكد بأن المنطقة تتوجه إلى التصعيد بين الجانبين، ما لن يكون لأنقرة المقدرة على مواجهته، في ظل إعتمادها على المتطرفين من مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين في إدلب وباقي المناطق المحتلة من شمال سوريا، وعلى رأسها إقليم عفرين الكردي، إذ كان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، الجنرال “مظلوم عبدي” قد قال سابقاً، إن عملية تحرير عفرين لن تستغرق وقتاً طويلاً، فيما لو سمحت الظروف الدولية بشن عملية عسكرية لتحريرها. ويمكن لأي إتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام بضمانة روسية أن يجعل القوتين جبهة واحدة في مواجهة الاحتلال التركي، وهو أمر مرهون بجدية النظام السوري في التعاطي مع ملف إنهاء الاحتلال التركي من مناطق شمال سوريا. ويشير مراقبون بأن إقليم عفرين قبيل احتلاله تركياً كان يحوي جيشاً متكامل الأركان، ولو إتفق حينها النظام السوري مع “الإدارة الذاتية” في عفرين، من خلال اعتراف الطرف الاول بالثاني، لكانت قوات عفرين قد أضحت جزءاً من المنظومة الدفاعية السورية، ما كان سيمنح النظام السوري قوة كبيرة لمواجهة كافة المليشيات المسلحة التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين. لكن تعنت النظام وإصراره على إخطاع عفرين دون منحها أي حقوق سياسية، دفع بالأمور نحو الأسوء، وسمح للاحتلال التركي بالتمدد في الإقليم عبر ضوء أخضر روسي، وهو ما عاد سلباً على القوى السورية في قسد ودمشق، مقابل أزدياد قوة الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. تجربة يدعو أهالي عفرين لعدم تكرارها من قبل السلطة السورية، خاصة مع إرسال “قوات سوريا الديقراطية” و”الإدارة الذاتية” للعديد من الإشارات الإيجابية، التي تؤكد جاهزيتها للعمل ضمن سوريا واحدة لامركزية، تُمنح فيها حقوق المكونات على اختلاف تلويناتها، بما يساهم في بناء سوريا جديدة على مبدأ التشاركية لا التسلط.