عفرين بوست-خاص
قالت إحدى المواقع الإعلامية للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، إن مجموعة تتبع لمتزعم في مليشيا “جيش الشرقية” يدعى “أبو حبيب المني”، في ناحية جنديرس التابعة لإقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، قد قام بالاعتداء على أحد المستوطنين القادمين من “الغوطة الشرقية”.
وأشارت إحدى تلك المواقع التي أيدت الاحتلال التركي لعفرين برفقة مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين بذريعة تحرير المنطقة من “الإنفصاليين”، (في إشارة إلى أبناء عفرين وسكانها الأصليين الكُرد، الذين يكفي الإنتماء القومي لهم ليكيل عبره “بقايا البعث والإخوان”، شتى الإتهامات، لتبرير غزوهم ومنعهم من استحواذ حقوقهم بشكل دستوري في سوريا)، أنَّ مسلحي المدعو “أبو حبيب المني”، قد اقتحموا صباح اليوم السبت\الخامس عشر من فبراير، منزل أحد المستوطنين، وقاموا بالإعتداء عليه بالضرب وإذلاله آمام عائلته، ومن بعدها قام المسلحون بطرد المستوطن، من منزله الذي يستأجره، واستولوا على المنزل.
ولا تتطرق تلك الوسائل الإعلامية لإنتهاكات مسلحي الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيش الوطني السوري\الجيش الحر)، إلا عندما يتعلق الأمر بالإنتهاكات الممارسة بحق المستوطنين.
ففي السادس من يناير الماضي، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، أن مليشيا “جماعة الأوسو” التابعة لمليشيا “الجبهة الشامية” قد أقدمت على طرد المواطن الكردي المسن “نبي مراد/ 68 عام”، من منزله الكائن في حي الأشرفية، بمحيط فرن حمادة، وأضاف أن الكهل الكُردي كان يعيش بمفرده في المنزل، وقد جرى طرده من منزله بحجة أن أحد أبنائه منتمي لـ “وحدات حماية الشعب”، رغم أنه مُهجر ومُقيم في حلب حالياً.
وأردف المراسل أن المسلحين قاموا بإسكان عائلة قادمة من محافظة إدلب فيه، لقاء آجار شهري بـ 100 دولار أمريكي، ورغم إستعراض “عفرين بوست” الإنتهاكات بشكل دوري ومستمر، لم تتجرأ الوسائل الإعلامية التابعة للاحتلال وتنظيم الإخوان على تتبع تلك الإنتهاكات ونفيها، نتيجة عملها بالمجمل وفق أجندات الغزو والاحتلال التركي القائمة على إرتكاب أكبر كمية ممكنة من التجاوزات بحق السكان الأصليين الكُرد، بغية تهجير مَن تبقى منهم.
وكان مراسل “عفرين بوست” قد أشار في الثامن والعشرين من ديسمبر 2019، بأن ميليشيا “الجبهة الشامية” تقوم بكسر الأقفال وفتح أبواب المنازل في قرى (بريمجة-قنتري-حسيه -شيتكا) التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، رغم تواجد أصحابها في مدينة عفرين،حيث يرتادون عليها بغية خدمة حقولهم الزراعية كل فترة، نتيجة سعي المليشيات الإسلامية لإستيطان العوائل الهاربة من ريف إدلب فيها.
وفي الاول من أكتوبر العام 2019، أقدمت ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، على طرد زوجة المرحوم “محمد دودخ” من منزلها الكائن في بلدة “شرا\شران”، والذي يقع على بعد مئتي متر من الفرن الآلي غرباً، وأكد مراسل “عفرين بوست” أن الميليشيا عمدت بعد طرد المسنة الكُردية السبعينية، والمُقيمة بمفردها في دارها، إلى إسكان عائلة من المستوطنين المرتبطين بمسلحيها عوضاً عنها.
وفي الثامن من يناير، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “بلبل/بلبله” أن مسلحي ميليشيا “فيلق المجد” قامت بتوطين نحو عشرين عائلة من أهالي إدلب في منازل المهجّرين قرية ديكيه، مشيراً إلى أنهم عمدوا أيضاً إلى أرملة من منزلها وإجبارها على الانضمام للسكن في منزل ولدها المقيم في القرية، كما أن قاموا بإسكان عائلة إدلبية عنوة مع مسنين آخرين يقيمان لوحدهما في منزلهما.
وقال نشطاء بأنه تم بداية يناير، توطين أكثر من ثلاثمئة عائلة عنوة في ناحية بلبل أغلبهم في القرى الشرقية للحدود الإدارية للناحية والموازية للحدود التركية (عبودان، شيخورز، حفتار، سعرينجكة، دوراقلي، بخجة، علي كارو، هياما).
وأضاف النشطاء أنه تم توطين نحو مئتين وخمسون عائلة في القرى التابعة لناحية “موباتا/معبطلي”، إلى جانب توطين أكثر من 50 خمسين عائلة في ناحية شران والعشرات من العائلات في ناحية جنديرس.
وتعمد ميليشيات الاحتلال التركي على إجبار أهالي الإقليم على إسكان نازحي إدلب معهم ضمن نفس المنزل رغم اعتراض أصحابها، وخصوصاً أنّ المستوطنين من أهالي غوطة دمشق ممن يستوطنون بيوت أهالي عفرين، يرفضون إسكان العائلات الفارّة من إدلب معهم ضمن نفس المنازل.
في الإطار ذاته، قال مركز عفرين الإعلامي ميليشيا ” لواء سمرقند” طردت عدداً من المواطنين الكُردي من منازلهم في قرية كفرصفرة/جنديرس، مشيرا إلى أن البعض منهم طردوا من منازلهم بذريعة عدم امتلاك أوراق ثبوتيّة، والبعض الآخر بذريعة سعة مساحة البيت وضرورة إسكان عدّة عائلات ضمن نفس المنزل، واسمائهم كالآتي: مراد آغا -وقفي مراد “رغم وجود زوجته في القرية”-رمضان حسين -حسين حسنو-نبي حسين -حسين شيخو).
وأقدمت ميليشيا “لواء سمرقند” على إجبار المسنة الكُردية “فيدان حاج عبدو” على فتح أبواب منزلها الكائن في قرية كفر صفرة/جنديرس، أمام عائلات من إدلب، ليشاركوها في السكن رغم أن أنها هددت بالانتحار فيما إذا ما سكن معها غرباء ضمن منزلها، لكنّ مسلحي الميليشيا لم يأبهوا لتهديد المسنة الكردية وأسكنوا عدد من العائلات الادلبية في منزلها قسراً.
كما أقدمت الميليشيا على إسكان عائلة إدلبيّة في الغرفة الوحيدة المتبقّية من منزل أحمد كدرو، ليضطرّ أبو أحمد على تقاسم مطبخه مع ثلاث عائلات من المستوطنين الجدد رغماً عنه.
إلى ذلك، أجبر مسلحو “لواء سمرقند” على إسكان عدد من العائلات الإدلبية في منزل “مراد آغا” بعد كسر أقفال أبواب الغرف الموصدة، رغم أن ابنته “زينب مراد” تسكن فيه بعد انهيار منزلها نتيجة القصف إبان الغزو التركي على الإقليم، لتشارك الحياة مع أناس غرباء رغماً عنها.