عفرين بوست-خاص
رصد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، ظهوراً علنياً لمسلحي “جبهة النصرة” (الفرع السوري للقاعدة) الذين يتميزون عن أقرانهم من مسلحي الميليشيات الاسلامية بلباسهم وهندامهم وكذلك الشعارات التي يضعونها على أكتافهم.
وأكد المراسل أن مسلحين بلباس مختلف يشتهر به جهاديو “جبهة النصرة” شوهدوا مؤخراً في شوارع عفرين برفقة عائلاتهم، ويحملون على أكتافهم شعارات سوداء تحمل عبارة “لا إله إلا الله” وعمامات سوداء يلفون بها رؤوسهم، في إطار جهود الاحتلال التركي إلى تحويل الإقليم الكُردي المُحتل، إلى مرتع للجهاديين التكفريين كإمارة إسلامية.
وأضاف المُراسل أن الاحتلال التركي يُخطط لدمج تلك العناصر القاعدية مع ميليشيا “أحرار الشرقية”، تمهيداً لتوطينهم في المناطق التي تحتلها الميليشيا في الإقليم وخاصة في ناحية جنديرس.
وتتقاطر قوافل الخارجين من مناطق الاشتباكات في محافظة ادلب إلى إقليم عفرين الكُردي المُحتل، على وقع المعارك العنيفة الدائرة بين القوات الروسية وقوات النظام من جهة والميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم جبهة النصرة من جهة اخرى.
وهُجر ما يربو عن 500 ألف عفريني خلال شهر آذار العام 2018 وحده، نحو مناطق الشهباء وحلب وغيرها، في واحدة من أكبر موجات التهجير القسري التي شهدتها الحرب السورية، بعد سبع سنوات من الامن والأمان الذي عايشه العفرينيون في ظل “الإدارة” التي شكلها أبنائها تحت مسمى “الإدارة الذاتية في مُقاطعة عفرين”.
واستجلب الاحتلال التركي بدلاً عن السكان الأصليين الكُرد “مستوطنين” يتشكلون في غالبيتهم من عوائل مسلحي المليشيات الإسلامية التابعين في مجملهم لتنظيم الإخوان المسلمين، حيث حاول ولا يزال الاحتلال التركي من خلال استجلابه المستوطنين من عوائل مسلحي المليشيات الإسلامية المعروفة بـ (الجيش الحر، الجيش الوطني، جبهة النصرة) ترسيخ احتلاله للإقليم الكردي، وتغيير ديمغرافيتها.
وفي المُقابل، يعمد الاحتلال التركي منذ إطباقه الاحتلال العسكري على عفرين، إلى تطبيق سياسة الإفقار بحق السكان الأصليين الكُرد من أبناء المنطقة، عبر ترك الباب مفتوحاً أمام مسلحي المليشيات الإسلامية ليقوموا بعمليات السرقة والخطف والابتزاز.
كما عمل الاحتلال التركي إلى تمييع الانتماء الأصيل الى عفرين، من خلال منح المستوطنين بطاقات تعريفية تثبت انهم يقطنون في عفرين وصادرة عن مجلسه الاحتلالي في الإقليم، ما سيعني عدم المقدرة على التمييز لاحقاً بين السكان الأصليين من الإقليم الكُردي، أو المستوطنين الذين استجلبهم الاحتلال لإحداث التغيير الديموغرافي.