نوفمبر 22. 2024

أخبار

#بانوراما_الأسبوع: سبعة أيام مريرة بجرائم الخطف لـ 12 كُردياُ والقتل لتاجر.. فيما الإستيطان على قدم وساق!

عفرين بوست-خاص

تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي انتهاكاتها بحق المدنيين في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً، وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حدثت خلال أسبوع، في الفترة المُمتدة ما بين الأول إلى السابع من فبراير (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا غيضاً من فيض الاحتلال، مما تمكنت “عفرين بوست” من رصده!).

الاختطاف..

في الأول من فبراير، قالت “عفرين بوست”: اختطف مسلحون من مليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، الثلاثاء\الثامن والعشرين من يناير، مواطناً كُردياً، أثناء مروره من أمام المقر الأمني للميليشيا في محيط دوار كاوا وسط مدينة عفرين، ولا زال مصيره مجهولاً حتى اليوم. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في المدينة أن المواطن “دلو سمو”، من أهالي قرية “معملا\معمل أوشاغي” التابعة لناحية راجو، كان يمر بسيارته “هونداي” من أمام أمنية ميليشيا “الشامية” المتمركزة في مبنى هيئة الإدارة المحلية سابقاً، فاستوقفه مسلحو المقر وخطفوه مع سيارته إلى جهة مجهولة. وأكد المُراسل أن الميليشيا اختطفته بحجة الاتجار بالحطب بشكل غير مشروع، مشيراً إلى أن الموقع ذاته شهد قبل نحو سبعة أشهر حادث خطف مواطن من أهلي قرية “قره كول” التابعة لناحية “بلبلة\بلبل”، وإجباره على دفع مبلغ ثلاثمئة ألف ليرة سورية مقابل الافراج عنه.. كذلك، اعتقلت ميليشيا “الشرطة المدنية” برفقة عناصر من مخابرات الاحتلال التركي، عضواً في المجلس المحلي لناحية “موباتا\معبطلي” بريف إقليم عفرين الكردي المُحتل، وذلك بتهمة العمل لدى الإدارة الذاتية السابقة، وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في الناحية.  وأوضح المراسل أن الحاجز المُقام في المدخل الغربي للمدينة (طريق راجو) اعتقل بتاريخ الثامن والعشرين من يناير، المواطن “شيار يوسف” عضو المجلس المحلي التابع للاحتلال التركي، واقتادوه إلى جهة مجهولة، حيث لا يزال مصيره غير معروف حتى اليوم.

في الثاني من فبراير، أكد مراسل “عفرين بوست” في المركز أن مسلحين من ميليشيا “أحرار الشرقية” أقدموا على اختطاف الشابين الكُرديين (هيثم معمو وأيهان معمو) من أهالي قرية هياما التابعة لناحية بلبلة\بلبل، من منزلهما في حي المحمودية، بعد رفضهما تسليم منزليهما. وأضاف المُراسل أن الميليشيا طردت بعد اختطاف الشابين، عائلتيهما من تلك الشقتين، وقامت بتوطين عائلتين من المستوطنين الفارين من أرياف إدلب.

في الثالث من فبراير، قالت “عفريتن بوست”: أقدمت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، في الثلاثين من يناير الماضي، على خطف شاب كُردي في محيط “دوار كاوا” بمركز إقليم عفرين الكُردي المحتل، بتهمة التخابر مع “وحدات حماية الشعب”. وأوضح مراسل “عفرين بوست” أن مسلحين من ميليشيا “الجبهة الشامية” اختطفوا المواطن “عزالدين أبو علي/ 35عام”، وهو من أهالي قرية حسن التابعة لناحية راجو، بينما كان يجري اتصالاً هاتفياً داخل سيارة الأجرة التي يعمل عليها. وأشار المراسل أن الميليشيات الإسلامية كانت في حالة استنفار أمني، وقامت باختطاف “عز الدين” بذريعة التخابر مع وحدات حماية الشعب.

في الخامس من فبراير، أقدمت ميليشيا “فرقة الحمزة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، على اعتقال مواطن كُردي في قرية بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، بسبب رفضه تشغيل مولدته الكهربائية، احتجاجا على رفض المستوطنين دفع الاشتراكات المستحقة. وأوضح مراسل عفرين بوست في جنديرس أن مسلحي ميليشيا “الحمزات” اعتقلوا صاحب مولّدة كهربائية في قرية تابعة للناحية وأخضعوه للضرب والتعذيب بسبب رفضه تشغيل المولدة الكهربائية بسبب تراكم الديون عليه نتيجة رفض المستوطنين الذي يحتلون ستون منزلا في القرية، دفع اشتراكاتهم الأسبوعية الواجب دفعها لقاء تزوديهم بالأمبيرات الكهربائية. هذا ويمتنع المسلحون وذويهم من المستوطنون في القرى والبلدات والمدن في كافة أرجاء الإقليم عن دفع المستحقات المترتبة عليهم من فواتير المياه والكهرباء والخدمات البلدية، ومن جهتها تعمد مؤسسات الاحتلال المعنية بجباية الفواتير مما تبقى من السكان الكُرد فقط.

في السادس من فبراير، قالت “عفرين بوست”: أقدمت ميليشيا فرقة “السلطان مراد” على مداهمة قرية “سيمالكا” في ناحية “موباتا/معبطلي”، يوم الأحد الموافق للثاني من فبراير الجاري، واختطفت سبعة مواطنين كٌرد، بينهم كبار في السن. ووفق ناشطين، فإن المختطفين هم كل من: (عصمت مصطفى محمد، إبراهيم مصطفى محمد، محمد إبراهيم مصطفى، محمد مصطفى محمد، عدنان حميد محمد، محمود حميد محمد، أحمد حميد محمد)، حيث تم إطلاق سراح الأخوة الثلاثة “عدنان حميد محمد، محمود حميد محمد، أحمد حميد محمد” في نفس اليوم بعد التحقيق معهم. وأضاف النشطاء أن المواطن “عصمت مصطفى محمد” تعرّض للاعتداء الجسدي، وتمّ إطلاق سراحه يوم الرابع من فبراير، بعد دفعه فديةً مالية، في حين لا يزال مصير المواطنين الثلاثة البقية مجهولاً حتى الآن.

نشر التطرف..

في الأول من فبراير، رصد مراسلو “عفرين بوست” خلال الأسبوع الفائت، وصول العشرات من جثث مقاتلي الميليشيات الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الوطني السوري” التابعين للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ممن قتلوا في المعارك الدائرة في ليبيا، إلى مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا. ففي يوم أمس الجمعة\الأول من فبراير، وصلت أربع جثث لقتلى ميليشيا “جيش النخبة” إلى مشفى “الشهيد فرزندا” العسكري في عفرين، وتم دفنها في مقبرة بلدة ميدانكي التابعة لناحية شرّا/شران، حيث يقع المقر الرئيسي للميليشيا، علماً أن المسلحين القتلة ينتمون للمجموعة التي تحتل قرية “شيخوتكا” التابعة لناحية موباتا\معبطلي. كما وصلت الخميس\الثلاثين من يناير، 12 جثة من قتلى ميليشيا “فرقة السلطان مراد” إلى المشفى “الشهيد فرزندا” العسكري، قادمة من معبر باب السلامة القريب من مدينة اعزاز المحتلة، بواسطة سيارات تابعة لـ “الهلال الأحمر التركي” ومن بينها سيارة عائدة لمنظومة الإسعاف التركية “إس دي آر” التركية، ليتم دفنها فيما بعد في إحدى المقابر المجاورة لمدينة عفرين وسط سرية تامة. وفي منتصف ليلة الخميس–الجمعة، دفنت كل من ميليشيا “أحرار الشرقية” و”نور الدين الزنكي”، 30 جثة من قتلاها في تل جنديرس الأثري، وأقيمت مراسم التعزية في حي الرفعتية بمدينة جنديرس، علاوة على دفن جثتين لقتلى إحدى الميليشيات في مقبرة الزيدية في مدينة عفرين، لم يتمكن مراسلو “عفرين بوست” من تحديد هوية الميليشيا التي ينتميان إليها.

الاستيطان..

في الأول من فبراير، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً، أن الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، تواصل طرد المواطنين الكُرد من منازلهم، بهدف استيطان الفارين من أرياف إدلب عوضاً عنهم. وأكد المُراسل أن مسلحي ميليشيا “فرقة السلطان مراد” استغلوا فترة غياب المواطن الكُردي “عارف سليمان”، من أهالي قرية خليل التابعة لناحية “موباتا/معبطلي”، والذي كان في زيارة لأحد أقربائه في المدينة، ليقدموا على كسر باب شقته السكنية الكائنة في محيط دوار نوروز، وتأجيرها لأحد الفارين من إدلب مقابل مبلغ مئة دولار أمريكي. وأشار المُراسل أن المسلحين يمنعون المواطن الكُردي من استرداد منزله، رغم تقدمه بشكاوى لدى متزعمي الميليشيا.

كذلك، رصد مراسلو “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين المُحتل عدداً من حالات هروب عائلات مُستوطنة إلى تركيا أو مناطقها الأصلية لعقد مصالحات مع حكومة النظام السوري، في ظل انتشار انباء عن وصول الشرطة العسكرية الروسية إلى عفرين، وكذلك نتيجة الخسارات الكبيرة للميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين والمسماة بـ “الجيش الوطني السوري” وتنظيم القاعدة (جبهة النصرة) “، في أرياف إدلب وحلب لصالح جيش النظام. وأكد المُراسلون أن عدداً من العائلات المستوطنة المُنحدرة من مختلف المناطق السورية، بدأت بمغادرة مجموعة من مناطق عفرين، وبخاصة في مركز إقليم عفرين، بعد سعيها لعقد مصالحات مع مؤسسات النظام الأمنية بهدف العودة إلى مناطقها الأصلية، أو التوجه إلى داخل تركيا، مع تصاعد مخاوفهم من دخول روسيا إلى عفرين. وبالتزامن ألغت ميليشيا “الشرطة العسكرية” حاجزها الأمني المُقام في المدخل الشرقي لمدينة عفرين “القوس” دون أن تتوضح الأسباب التي دفعتها لتلك الخطوة، في ظل حالة من التراخي العام على الحواجز، حيث ما عدا المسلحون يدققون في هويات العابرين عليها، مع تصاعد مخاوفهم مما قد ينتظرهم، فيما لو شنت “قوات تحرير عفرين” أو قوات النظام وروسيا، هجوماً مباغتاً على عفرين خلال الفترة القادمة. وفي سياق منفصل، أقدم الاحتلال التركي على نقل كافة مسلحي ميليشيا “حركة نور الدين الزنكي” المتمركزين في قرى (ممالا ورمادية، عمارا، وكمروك) بريف عفرين إلى الريف الغربي لحلب، وخاصة في بلدات قبتان الجبل والمنصورة ودارة عزة، لمواجهة جيش النظام الذي يحاول التقدم في تلك المناطق وبدعم روسي.

في الثاني من فبراير، قالت “عفرين بوست”: قصص وروايات عديدة تحكي المآسي التي يعيشها السكان الأصليون في إقليم عفرين الكُردي المحتل شمال سوريا، على يد المستوطنين من ذوي المسلحين التابعين للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد تبدأ بالسرقة ولا تنتهي بالاستيلاء على منازل الكُرد أو أملاكهم وأشجارهم كالزيتون خاصة. وفي هذا السياق، قال المواطن “بيشواز” من أهالي ناحية راجو في حديثه لـ “عفرين بوست” أنه تعرض إلى موقف وصفه بـ المضحك المبكي، خلال موسم الزيتون نوفمبر المنصرم، جعلته يحسب حسابات جديدة عند التقدم بشكوى ضد المستوطنين. وأضاف “بيشواز”: توجهت أثناء موسم الزيتون إلى أرضي في محيط راجو، لأتفاجئ بقرابة خمسة عشرة مستوطناً ومستوطنة وهم يقومون بالجني من أشجاري، ولعلمي بأن المستوطنين هم في الغالب مسلحون، خاصة أن السرقة تتم في وضح النهار و(على عينك يا تاجر) كما يقول المثل الشعبي، قررت أن أتجنب التشاكل معهم، والتوجه إلى مقر الشرطة في راجو”. متابعاً: “توجهت إليهم، وجلبت معي دورية من المسلحين إلى حقلي، وكان مسلحو مليشيا الشرطة ينحدرون من المنطقة الشرقية، بمعنى أنهم من مسلحي أحرار الشرقية ضمن مليشيا الشرطة، حيث لكل مليشيا مجموعة من المسلحين ضمنها”، قائلاً: “وعقب وصولنا إلى الأرض، كانت المفاجئة والفاجعة”. مستطرداً: “لم أرى سوى أحد المسلحين التابعين للشرطة وهو يتوجه إلى مستوطنة كبيرة بالعمر، وهو يقول لها: (يما يما حدى حجى معج شي؟)، وهي باللكنة الخاصة بأهالي المنطقة الشرقية تعني: أمي هل تعرض لكم أحد بأي كلمة؟!”. ويستكمل “بيشواز” حديثه فيقول: “شعرت حينها بكأس ماء باردة وقد صُبت فوق رأسي، فالمسلح الذي جائت به لينصفني هو أبن المستوطنة التي تسرق زيتوني وأمام عيناي”، وأدركت حينها إني إن خرجت من الشكوى المقدمة ضدهم بسلامة ستكون أقصى ما يمكنني الحصول عليه. وأشار “بيشواز” بأنه وعقب تعرف المسلح على المستوطنين اللصوص، فقد تعرض هو إلى مُحاضرة في الأخلاق والوطنية من قبل المسلحين!، بحجة أن هؤلاء مهجرون من أرضهم، وعلى أهالي عفرين إستيعابهم وتقديم المساعدات لهم، لا الشكوى عليهم، حيث سلب المستوطنون ما تمكنوا منه ورحلوا”. وتتقاطر قوافل الخارجين من مناطق الاشتباكات في محافظة ادلب إلى إقليم عفرين الكُردي المُحتل، على وقع المعارك العنيفة الدائرة بين القوات الروسية وقوات النظام من جهة والميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم جبهة النصرة من جهة اخرى.

في الثالث من فبراير، ومع تصاعد العمليات العسكرية للنظام السوري وروسيا ضد المناطق الخاضعة للاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، بدا هؤلاء بتحسس رؤوسهم، مع شعورهم بأن ساعة النهاية قد أقتربت، وأن موعد الحساب قد يحين في أي وقت. وفي هذا السياق، رصد مراسلو “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، حالة من اليأس والندم على المستوطنين من ذوي المسلحين، الذين باتوا يعدون العدة ويغادرون المنازل التي استوطنوها على مدار عامين من إطباق الاحتلال العسكري التركي. وذكر السيد الكُردي “أبو باهوز” لـ “عفرين بوست” أن المسلحين يقومون بإخلاء البيوت التي استولوا عليها في حيهم بمركز عفرين، مضيفاً أن بعضهم قال بأنه سوف يتوجه إلى تركيا، كونها لا زالت تستقبل المسلحين وذويهم، أقله حتى الساعة. وأضاف على لسان المستوطنين بأنهم يشعرون بالندم كونهم ساهموا في غزو عفرين، حيث قال له بعض المستوطنين بإنه “قد قيل لهم بأن الكُرد ملاحدة وكفار ويريدون تقسيم سوريا”، (وهي الحجج التي زرعها الاحتلال التركي والاعلام الموالي لتنظيم الإخوان المسلمين في عقول متابعيهم، لحشد الضغائن على الكُرد، وجعلهم وقوداً في حربهم العنصرية عليهم). وتابع “أبو باهوز” إن “المستوطنين وعقب تعاملهم خلال العامين الماضيين مع الكُرد، أدركوا زيف تلك الإدعاءات، وباتوا يشعرون بالندم على مساهتهم مع الاحتلال التركي في غزو عفرين وتهجير سكانها والاستيطان عوضاً عنهم، وسرقة أموالهم وأملاكهم”. مؤكداً أنه رغم حالة الندم البادية على المسلحين وذويهم، فإن “أهالي عفرين يجمعون على أنها ليست وليدة طيب خلق منهم، بل هي نتيجة طبيعية لإحساسهم بقرب نهايتهم، مع تصاعد حدة المعارك في أرياف حلب وإدلب، وتقدم قوات النظام وسيطرتها على المدن التي كانت خاضعة لمسلحي الإخوان المسلمين”. مشيراً إلى “أنه لولا التقدم العسكري للنظام في إدلب، والمعلومات عن تحضيراته للهجوم مناطق أخرى كريف حلب الغربي وعفرين وشمال حلب، لما كان هؤلاء المستوطنون قد أبدوا أي ندم على أفعالهم بحق السكان الأصليين الكُرد في الإقليم المحتل”. وبالرغم من المحاولات الحثيثة من قبل الاحتلال التركي لإظهار نفسه بموقف المقاوم للتقدم الروسي مع النظام في ادلب وحلب، بيد أنه من غير المستبعد أن يكون كل ذلك في إطار التلاعب التركي بمسلحي الإخوان المسلمين، كونهم في النهاية أدواته للتوسع العثماني، مستغلاً العاطفة الدينية لدى هؤلاء. ويبدو أن القضاء على المسلحين التابعين للإخوان المسلمين، قد بات مصلحة مشتركة للروس وتركيا، حيث يسعى الاحتلال التركي الى التخلص من عبئهم، لكن من دون الإضرار بصورته التي حاول رسمها لنفسه في عقول المغيبين بالعاطفة الدينية. ومن المؤكد أن دعم الاحتلال التركي للمسلحين بالسلاح والذخيرة، يأتي في إطار دوره ذاك حيث يحاول إبراز نفسه كحامي للسنة، وهو في حقيقة الأمر يحرقهم بنيران سياساته التوسعية الرامية إلى اقتطاع الاراضي السورية، وإنشاء كيان تابع له في شمال سوريا، يحكمه تنظيم الإخوان.

ويبدو أن نواياه تلك قد بائت بالفشل بشكل نهائي بعد رفضها بالكامل من الجانب الروسي، وعليه بدأ مسلحو الإخوان المسلمين بفتح جبهات عديدة على قوات النظام في الباب وتادف، وريف حلب الغربي وأحياء غرب حلب، وأخيراً في إدلب، ما يرجح توسع العمليات العسكرية لتطال كل تلك المناطق، ما قد يعني خسارة الاحتلال التركي لكل المناطق المحتلة بشكل متسلسل.

كذلك، أنذرت قوات الاحتلال التركي وميليشياتها الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، القاطنين في مخيم واقع على طريق جنديرس بالرحيل في غضون مهلة مدتها أربع وعشرين ساعة. وقال مراسل “عفرين بوست” في ناحية جنديرس أن دورية مشتركة من المخابرات التركية وميليشيا “الشرطة المدنية” أعطت مهلة يوم واحد للقاطنين في المخيم المُقام في مطار جنديرس الزراعي لاخلائه والرحيل إلى مناطق أخرى، دون التمكن من معرفة الأسباب المؤدية للقرار، مشيراً إلى أن المخيم يتألف من 200 خيمة عشوائية جلّ قاطنيه من الرعاة المستوطنين. وأضاف المُراسل أن قوة عسكرية قوامها 300 مسلحً من المخابرات التركية وميليشيات “الشرطة المدنية والعسكرية” مزودة بعربات مكافحة الشغب، أقدمت على إزالة مخيم مُشابه، كان مُقاما في مفرق قرية كفردليه “عنداريه” على طريف عفرين – جنديرس، رغم اعتراض قاطنيه. وأكد المراسل أن المخيم كان يتألف من 50 خيمة، وجميع قاطنيه من الفارين من أرياف إدلب، مشيراً إلى أن تلك المخيمات تُزال بداعي وقوعها على الطريق الرئيسي، ما يرفع احتمال تعرضها لأعمال تخريبية قد تُشكل خطراً على قاطنيها.

في الرابع من فبراير، استمر تدفق المزيد من قوافل الفارين من أرياف إدلب إلى إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، جراء تعرض تلك المناطق للقصف الروسي وتقدم جيش النظام فيها على حساب الميليشيات الإسلامية والجهادية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. بالصدد ناشد مجلس الاحتلال المحلي في ناحية “بلبلة\بلبل” المنظمات الإنسانية لتقديم يد العون لألاف الفارين من إدلب، لتضيف عبئاً جديداً على السكان الأصليين والضغط عليهم، معلناً عن وصول أكثر ثمانمائة عائلة إلى مركز الناحية والقرى التابعة لها. وحسب المراصد الإخبارية والنشطاء العاملون في الإقليم المحتل، وصلت أكثر من 850 عائلة إلى ناحية بلبل، وحوالي 1850 عائلة إلى ناحية شرا/شرّان و750 عائلة إلى ناحية راجو، و652 عائلة إلى ناحية جنديرس، و357 عائلة إلى ناحية شيه\شيخ الحديد، وحوالي 470 عائلة إلى ناحية معبطلي و400 عائلة إلى ناحية شيراوا. بينما وصلت أعداد كبيرة جداً إلى مركز الإقليم، حيث يشهد اكتظاظاً غير مسبوق بالآليات والقادمين الجدد، في ظل انتشار العديد من المخيمات العشوائية في محيط حي الأشرفية والزيدية وعلى الطرقات الرئيسية خارج المركز. ويعمد مسلحو الميليشيات الإسلامية إلى استغلال حاجة القادمين الجدد من خلال الإسراع في تجهيز المباني السكنية غير المكسية وغير مكتملة البناء، إلى تجهيزها بما تيسر واسكانهم فيها مقابل مبالغ مالية كبيرة، حيث يتم تأجير الشقة الواحدة بمبلغ مئة دولار أمريكي، كما يعمد العديد منهم إلى طرد السكان الكُرد من منازلهم تحت حجج واهية، وتوطين تلك العائلات فيها مقابل أجور عالية جداً.

كذلك، سقطت ست قذائف على مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، إحداها أصابت مدرسة الشرعية والأخرى مدرسة الاتحاد العربي، وواحدة في محيط جامع شيخ شواخ، وقذيفتين بالقرب من مقصف جين. وأضاف المراسل “عفرين بوست” إن السادسة سقطت بالقرب مع خزان المياه بحي الاشرفية دون أن تنفجر، فيما لم يتوضح تماماً الجهة التي نفذت القصف، والذي يأتي بالتزامن مع توتر تركي روسي، قد يمهد لمعارك أوسع، على شاكلة الأحداث الواقعة في إدلب وغرب حلب. ونوه المراسل إن القصف أسفر عن إصابة ثلاثة أطفال كُرد في مدرسة الاتحاد وهم: (ميرفان، ردوين، علي). كما أدى القصف إلى مقتل مستوطن في مدرسة الشرعية وهو (طالب بكالوريا) يدعى ياسين حمراوي وهو من مستوطني الغوطة في عفرين، وإصابة كل من: قتيبة القوتلي، عبود الميداني، ريان باشا وثلاثتهم من مستوطني الغوطة في عفرين. ويرجح مراقبون أن تشهد مناطق شمال سوريا المحتلة في الشريط الحدودي الممتد من منطقة جرابلس إلى إقليم عفرين الكردي، عمليات عسكرية في المرحلة المقبلة، فيما لو استمر التصعيد الروسي التركي، حيث قصف الاحتلال التركي مناطق الشهباء مما اسفر عن مقتل جندي لقوات النظام في دير جمال. ويأتي ذلك عقب قصف لقوات النظام في محيط سراقب على نقطة تركية مما أسفر عن مقتل 6 جنود لجيش الاحتلال التركي، يبدو أنهم كانوا الثمن لرسالة روسية إلى تركيا، بأن مدة صلاحية الوجود التركي في إدلب قد تجاوزت حدها، وأن على الأتراك حزم أمتعتهم والعودة إلى حيث أتوا. ويشير مراقبون أن الروس قد حسموا أمرهم كما تظهر الأحداث، بأنه قد حان الوقت لهم للإنفراد بالسيطرة كقوة دولية متحكمة بالملف السوري، خاصة بعد مقتل قاسم سليماني وتراجع الدور الإيراني، مما قد يشجع الروس للمواجهة مع أنقرة، لإجبارها على الخروج هي الأخرى. ومن المؤكد أن الاحتلال التركي ليس معنياً أو مُهتماً بإدلب وأهلها، لكنه حاول ولا يزال أن يحصل على تنازلات من روسيا، تسمح له باجتياح كوباني وعين عيسى، بالتزامن مع اجتياح النظام وروسيا لإدلب، وهو ما يبدو أن روسيا قد رفضته، بعد نجاحها في حشر الوجود التركي في زاوية ضيقة وغير استراتيجية في أقصى الشمال الغربي للبلاد. ويعتقد متابعون بأن الروس باتوا يمتلكون في قبضتهم جميع عوامل القوة في سوريا، أما الحرب التي يخوضها مسلحو تنظيم الإخوان المسلمين المعروفين بـ (الجيش الحر، الجيش الوطني، وجبهة النصرة) في إدلب، فهي في سبيل الأستماتة دفاعاً عن طموحات أنقرة التوسعية، ولكن لن يكون بمقدورهم مواجهة القوة العسكرية الروسية، مهما تلقوا من دعم تركي. ويشير هؤلاء بأن الدعم الأمريكي للمسلحين في إدلب بأسلحة نوعية كالتاو، ربما القصد منها خلخلة العلاقة بين روسيا وتركيا، وهو ما يبدو أن واشنطن قد نجحت فيه، مشبهين ذلك بحادثة إسقاط تركيا للطائرة الروسية في العام 2015، والتي عقبها تقهقر أردوغان واعتذاره لبوتين مقابل الصفح عنه، مرجحين تكرار ذات السيناريو، وأن يكون الثمن هذه المرة، إخراج الاحتلال التركي من كامل الشمال السوري بما فيه عفرين وسريه كانيه وكري سبي. 

في الخامس من فبراير، أكد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، إن ما يسمى بـ “المجلس المحلي” التابع للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد بدأ ببيع البيوت غير المكسية، والتي لا تزال على الهيكل، للمستوطنين القامين حديثاً من محافظة إدلب ومناطق غرب حلب وغيرهم. ونوه المراسل إن المعلومات التي حصل عليها تفيد بأنه تم بيع بيت سكني ع الهيكل يقع خلف مدرسة “صالح العلي\دبستانى راش” بمبلغ 1800 دولار، إضافة إلى آخر في محيط دوار قبان بـ 2800 دولار، إلى جانب شقتين أخريين على الهيكل بمبلغ 4000 دولار لكل منهما. وفي حي المحمودية، قامت مليشيا “أحرار الشرقية” ببيع 3 بيوت مبنية على الطراز المعروف بـ “العربي”، بمبالغ تتراوح بين 600- 800 دولار لكل بيت. وفي الأثناء، حذر أحد أصحاب المكاتب العقارية في عفرين المستوطنين من مغبة الإنجرار وراء تلك العمليات، واصفاً إياها بأنها عمليات “نصب واضحة المعالم”، قائلاً: “إن المنازل جميعها تمتلك أوراق وإثباتات تؤكد ملكيتها من قبل سكان عفرين الأصليين، وبالتالي فإن عمليات البيع تلك باطلة قانونياً، كونها لا تُثبت في محاكم الدولة السورية”. متابعاً: “ما دامت الثبوتيات غير موجودة، على أي أساس يقوم المجلس المحلي بتسجيل عمليات البيع، ومن ثم ما هي الضمانات التي يقدمها المجلس للشاري ببقاء العقار له، وماذا إن عاد مالك العقار الحقيقي، ما موقف المجلس حينها؟”. في السياق، أكد “أبو شيار” وهو مواطن مقيم في عفرين، أن المجلس المحلي الذي يقوم بتسجيل عمليات الشراء في محاكمه، يقوم بذلك على أساس أنه أصبح “سلطة دائمة في عفرين”، مستغرباً إنجرار المستوطنين لتلك “الخدعة” على حد وصفه. وتابع “أبو شيار”: “لا يمكن للعقل أن يتقبل بأن المستوطنين الذين يفرون من إدلب أو الذين بات لهم عام وعامين من الاستيطان في عفرين، كيف أنهم يصدقون المجلس المحلي أو المسلحين للقيام بشراء العقارات منهم، فهؤلاء سلطة غير شرعية، وغير ثابتة، وقد تتغيير الموازيين في أي لحظة، ويخرجوا من عفرين، حينها من سيعوض الشاري.. فلكل عقار مالك، وهذا المالك يمتلك الثبوتيات والأوراق جميعها، وسيعود حتماً”. ويأتي بيع المجلس المحلي للاحتلال التركي العقارات في عفرين، بالتزامن مع تصاعد العمليات العسكرية في إدلب وغرب حلب، إضافة إلى عفرين ذاتها، حيث طال القصف أمس، مركز الإقليم مسفراً عن مقتل مستوطن وإصابة 3 آخرين، إضافة إلى إصابة 3 أطفال من السكان الأصليين الكُرد. ويشير مراقبون أن المبالغ الزهيدة التي يشتري بها المستوطنون العقارات من المجلس المحلي أو المسلحين والتي قد لا تصل إلى ربع الثمن الحقيقي للعقار، يبدو أن لها هدفين أساسيين، يتلخص أولهما في رغبة مجلس الاحتلال وأعضائه في تكسب أكبر قدر ممكن من الأموال من الأملاك والعقارات التي تركها سكان عفرين الأصليون الكُرد خلف ظهورهم عنوة، أثناء تعرضهم للتهجير القسري من إقليمهم. فيما يبدو أن الهدف الثاني متمثل في بحث بعض المستوطنين عن مسكن يقيمون فيه ضمن عفرين بشكل دائم، ما دام الاحتلال العسكري  مطبقاً، دون أن يتعرضوا للمضايقات من المسلحين، حيث يتعرض المستوطنون أنفسهم في بعض الحالات لمضايقات من المسلحين، وابتزازات بقصد الحصول على الأموال والأتاوات. ويضيف المراقبون أن الأوضاع في عفرين لا تبدو بأنها ستحافظ على حالها لوقت طويل، خاصة لو تصاعد الصدام بين قوات النظام وروسيا من جهة، والاحتلال التركي ومسلحي الإخوان المسلمين من جهة أخرى، وهو ما قد يفتح الباب على قضية تحرير الإقليم من براثن القوى الغاضبة لها، وإعادته إلى أهله في وقت قريب.

جرائم القتل..

في الأول من فبراير، عُثر على جثة المواطن سعيد رشيد مجيد\50 عاماً وهو يعمل كـ( تاجر الزيت )، وينحدر من قرية “عتمانا\عطمانلي” التابعة لناحية راجو بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، مرمياً في أحد التلال المحيطة بقرية “حسه\ميركان” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، وعلى جسده آثار تعذيب شديد، عقب أختطافه من قبل مسلحي الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. وقالت مصدار إخبارية بأنه خطف مجيد جاء عقب إستدعاء تجار الزيت في راجو من قبل المكتب الإقتصادي التابع لمليشيا “أحرار الشرقية” بقيادة المدعو “أبو حاتم” و شقيقه “أبو عمر”، والتي طالبوا فيها حصول التجار على رخصة مما يسمى “المكتب الإقتصادي” التابع للمليشيا، بعد دفع الرسوم المالية المقدرة بمبلغ 10 آلاف دولار أمريكي. إضافة إلى إلزام التجار عبر تعهد خطي بدفع ضريبة على كمية تنكات الزيت الصادرة من أراضي الناحية تعادل قيمتها بنسبة 20% من القيمة الإجمالية، وحصر عمليات بيع الزيت مع التاجر تامر كريدي ووكلائه في مدينة عفرين وناحية جنديرس، كما قامت المليشيا وفق الناشطين بتهديد التجار إن قاموا بمخالفة تلك التعليمات أو تقويم شكوى لدى سلطات الإحتلال. ووفق المعلومات المتوفرة، فإن سعيد أبدى إستيائه و رفضه لتلك الشروط، لتقوم مجموعة من مسلحي مليشيا “الشرقية” بقيادة المدعو “أبو النور” بخطفه بتاريخ السادس من نوفمبر 2019، وبحوزته مبلغ مالي قدره 20 ألف دولار أمريكي. في ما قالت صفحة قرية عتمانا على الفيسبوك أن المغدور تم خطفه بطريقة مدروسة مسبقاً، أثناء عودته من مدينة عفرين لبيته، فأوقفوه و خطفوه منذ أشهر  وبحوزته ٢٠ ألف دولار من رأسمال تجارة الزيت، حيث طالبوا أهله بفدية مادية أخرى ٢٠ ألف دولار، وتم دفعها لهم.

النساء في عفرين..

في الثاني من فبراير، استعاد المواطن الكُردي محمد عثمان حبو، من أهلي قرية حسن التابعة لناحية راجو، ابنته زليخة /19عاماً في التاسع والعشرين من يناير، بعد نحو شهر من اختطافها على يد مجموعة مسلحة، وهي حالة نفسية وصحية متدهورة نتيجة الاعتداء عليها وتعذيبها من الخاطفين المنتمين لمليشيا “فرقة الحمزة” التي تحتل القرية. وأكدت مصادر مقربة من العائلة أن الموطن عثمان عثر على ابنته زليخة في بلدة الدانا بريف إدلب، وأسعفها إلى مشفى في مدينة عفرين، ومن ثم عاد بها إلى منزله في القرية، مشيراً إلى أن الفتاة منهارة نفسياً وصحياً ومُصابة بفقدان الذاكرة نتيجة الصدمة والاعتداء الوحشي عليها. وأضافت المصادر أن ذوي الفتاة الكُردية على علم بهوية الخاطفين، الذين أخبروا والدها بمكان تواجدها بعد أن كان مصيرها مجهولاً. ويأتي الكشف عن هذه القصة في ظل التكتم على قصص كثيرة غيرها، حيث تكثر حالات التحرش اللفظي التي يمارسها مسلحو الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، وكذلك المستوطنون المنحدرون من بيئات اجتماعية متشددة، حيث تتعرض الفتيات في عفرين للمضايقات بشكل يومي في الشوارع المدينة، وكذلك في المنازل أثناء اقتحام المسلحين لحرمات المنازل بحجة البحث عن مطلوبين أو التفتيش والذي يكون غالباً دافعه السرقة، علاوة على نعت المسلحين للنساء الكُرد بالسافرات وغيرها من الالفاظ النابية. وعقب إطباق الاحتلال التركي على إقليم عفرين الكُردي، وتحديداً في الـ 29 مارس 2018، وخلال تغطية مباشرة لقناة “خبر تورك” من وسط عفرين، قال مواطن مسن للمذيع: “نطالب بإخراج كل المسلحين من عفرين لأن الميليشيات الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الحر” هم لصوص ومخربين وإرهابيون”ـ مضيفاً “لقد اغتصبوا ليلة أمس ثلاث فتيات يبلغن من العمر 15 عاماً”، ليقوم مترجم القناة بتحوير كلام الرجل واستبدال اسم “الجيش” الحر بـ ” وحدات حماية الشعب” في الترجمة من الكردية إلى التركية!!

في السادس من فبراير، قالت “عفرين بوست”: لا يزال المصير المجهول يلف المئات من أبناء وبنات إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، في أقبية ومعتقلات الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، حيث اختفى معظمهم في ظروف بعيدة عن القيم الإنسانية والحقوقية، في ظل تعامي المنظمات الدولية والحقوقية عن ملف المفقودين والمختطفين والمعتقلين في على أراضي الإقليم، ومحيطه وكذلك تلك الموجودة داخل تركيا. وفي الصدد تعيد “عفرين بوست” تسليط الضوء على القهر الذي تكابده عائلة كُردية جرت اختطاف رب أسرتها المسن، مع اثنتين من بناته في ظروف غامضة قبل نحو عام وثمانية أشهر في قلب مدينة عفرين، حيث اتهم نشطاء حينها مسلحي ميليشيا “فرقة الحمزة” باختطاف المواطنين الثلاثة واقتيادهم إلى جهة مجهولة، في ظل توفر معلومات ضئيلة توصل إليها مراسلنا عبر المتابعة والتواصل مع مصادر مقرّبة من المُختطفين. وذكر المصدر للمراسل أن مسلحين ملثمين اقتحموا ليلة الخامس والعشرين من حزيران العام 2018، منزل المواطن “محمد خليل عبدو” من مواليد 1968 في قرية “دُمليا” التاعبة لناحية “موباتا/معبطلي”، واختطفاه مع ابنته “لونجين” من مواليد 1995، واقتادوهما إلى جهة مجهولة. مشيرا إلى أن تهمة الوالد كانت حينها، جباية الضرائب في المنطقة الصناعية في عفرين لصالح الإدارة الذاتية السابقة، لمجرد أنه يمتلك ورشة لصيانة الجرارات الزراعية في صناعية المدينة، بينما جاء اختطاف ابنته لونجين بتهمة حيازتها لشهادة سواقة صادرة عن “الإدارة الذاتية” السابقة. وأضاف المصدر أنه بعد اختطاف لونجين ووالدها بتسعة أيام بالضبط، أي في بداية تموز 2018، عاد المسلحون الملثمون ليتخطفوا الأبنة الأخرى وهي “روجين عبدو” من مواليد 2001، وعمها “كمال خليل عبدو” من مواليد 1966، من منزلهما في حي عفرين القديمة. منوها أن الخاطفين أطلقوا سراح العم “كمال” بعد ستة أشهر في حالة صحية سيئة نتيجة التعذيب خلال فترة الاختطاف لدرجة أنه لم يكن يتذكر شيئاً، دون أن يتجرأ فيما يبدو على كشف عن سبب خطفه وهوية الخاطفين وظروف اختطافه ومكانه أو كيفية الافراج عنه، في سلوك ناجم عن تهديده من قبل الخاطفين فيما لو أباح بمعلومات لأحد على الأرجح. ويتبع مسلحو ميليشيات ما يعرف بـ “الجيش الوطني السوري” التالع لتنظيم الاخوان المسلمين بفرعه السوري، أسلوب التهديد والوعيد مع ضحاياه من المختطفين الكُرد، إن قاموا بتسريب معلومات للإعلام، أو حتى لأقرب المقربين منهم، للتغطية على جرائمهم المتواصلة منذ احتلالهم للإقليم الكُردي أواسط آذار 2018.

اشجار عفرين..

في الاول من فبراير، واصل مسلحو ميليشيا “الجبهة الشامية: قطع أشجار الزيتون من الحقول المجاورة لمدينة عفرين وبيعه كحطب تدفئة. وقال المُراسل أن مسلحين من “الشامية” يواصلون قطع أشجار الزيتون في محيط قرية تل طويل التابعة للمركز، وخاصة من الحقول العائدة للمواطن مراد، من أهالي قرية خلنيري/المركز، والمواطن محمد علي، من أهلي قرية “جيا” التابعة لناحية راجو. وفي ناحية شيراوا، قام مسلحو ميليشيا “الشامية” والتي يتزعمها المدعو” وليد كدرو” بقطع 120 شجرة زيتون من الحقل العائد للمواطن الكُردي المهجّر “محمد حمو طوبال”، وذلك في قرية معرسكة التابعة لناحية شرا\شران.

في الثالث من فبراير، وبالتزامن مع عمليات القطع الواسع التي تتعرض لها الأشجار في إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، على يد المسلحين وذويهم من المستوطنين الموالين للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين،  أطلق مُهجّرو عفرين في مخيم “برخدان” في الشهباء حملة تشجير داخل المخيم، رداً على انتهاكات الاحتلال التركي وجرائمه بحق الطبيعة. وأطقلت هيئة الزراعة و”بلدية الشعب في مقاطعة عفرين” المحتلة وبالتعاون مع أهالي مخيم برخدان التابع لناحية فافين في الشهباء بدأوا بحملة زرع أنواع مختلفة من أشجار السرو والزينة ، ووزعت على الكومينات الموجودة ضمن المخيم لزراعتها، ووفق القائمين عليها، تهدف الحملة إلى زراعة 600 شجرة، منها 250 شجرة شمسية ضمن المخيم، و 200 شجرة سرو في المحيط والشوارع الرئيسية، بالإضافة إلى 150 شجرة زينة، كما يحضّر الأهالي نحو 2000 شتلة لزراعتها لاحقاً في حديقة المخيم، وهي أنواع مختلفة من الورود مثل القرنفل والريحان والقره كوز وأنواع كثيرة غيرها. وحول ذلك، صرّح الإداري في بلدية “مخيم برخدان” وليد أحمد أن هذه الحملة جاءت رداً على انتهاكات الاحتلال التركي بحق الطبيعة في عفرين، وقال: “يواصل الاحتلال التركي حرق، وسرقة، وقطع كافة أنواع الأشجار في مقاطعة عفرين بهدف التجارة بها، ونحن أهالي عفرين نردّ على انتهاكات الاحتلال من خلال مشاركتنا بالمشاريع الزراعية ضمن مقاطعة الشهباء”. متابعاً: “بالنسبة لنا فالطبيعة هي حياتنا, نحن المجتمع العفريني نحب الطبيعة والبيئة, ولا نريد أن نتسبّب بأذى لها، لذلك قمنا بالتعاون مع الأهالي في المخيم بهذه الحملة لزراعة نحو 600 شجرة، و2000 شتلة مختلفة من الورد ضمن المخيم”. وكانت قد قالت منظمة حقوق الإنسان في إقليم عفرين في تقرير لها، أن الاحتلال التركي ومسلحي الغخوان المسلمين المعروفين بمسميات (الجيش الوطني السوري\الجيش الحر9)، قد أقدموا على قطع أكثر من 50 ألف شجرة مختلفة من الزيتون والأشجار الحراجية والأشجار المثمرة خلال عاين من الاحتلال، علماً أن هذه التقديرات تبدو اقل بكثير مما هو واقع الحال في عفرين، إذ لا يمر فيه يوم وإلا ويقطع المستوطنون الأشجار من عفرين.

في السادس من فبراير، قطعت المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، آلاف الأشجار في حراج المحموديّة بمدينة عفرين، منذ شتاء العام الماضي، إذ لم يسلم منها إلّا عددٌ قليل. وحصلت وكالة “نورث برس” على صور توثّق حجم مساحة القطع في حراج المحموديّة، حيث تمّ قطع الأشجار وتحطيبها وبيعها في مناطق أخرى، وأوضحت مصادر محليّة من إقليم عفرين أنّ نسبة الأشجار التي تمّ قطعها في الفترة الأخيرة تجاوزت /30/ بالمئة في عموم المنطقة. ومع بداية العام الجديد، قطعت المليشيات الإسلامية والمستوطنينمن ذويها، أكثر من ألف شجرة زيتون ورمّان في قرية “ترندة\الظريفة” التابعة لمركز عفرين، وتعود ملكيّتها للشيخ حيدر والمواطن الكردي رشيد مستو. وكانت منظمة حقوق الإنسان في عفرين قد وثّقت في تقريرٍ نشرته في السادس عشر من الشهر الفائت، قطع قوات الاحتلال ومليشياتها لأكثر من /180/ ألف شجرة زيتون والأشجار الحراجيّة، بالإضافة إلى قطع أكثر من /300/ شجرة معمّرة ونادرة و/15/ ألف شجرة سنديان بهدف التجارة. وقال مهندسٌ زراعيٌّ اكتفى بالتعريف عن نفسه بـ”أبو محيو” وهو من سكان مدينة عفرين، إنّ “ظاهرة قطع الأشجار لم تكن موجودةً سابقاً” في إشارة إلى عهد الإدارة الذاتية، وأوضح “أبو محيو” أنّ ظاهرة قطع الأشجار انتشرت في ظلّ احتلال القوات التركيّة ومليشياتها “نتيجة الفوضى وعدم المحاسبة”. وأقدمت مجموعة من مليشيا “فرقة السلطان مراد” في ناحية “شرا\شران” بإقليم عفرين خلال الشهر الماضي، على قطع أكثر من /40/ شجرة زيتون تعود ملكيتها لعبد الحنان علي وهو من أهالي قرية “ماتينا\ماتينلي”. وقال المهندس الزراعي “أبو محيو” إنّ المستوطنين من ذوي المسلحين لجئوا إلى قطع أشجار الصنوبر بغرض التدفئة، أو التجارة، حيث تحتكر المليشيت الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين مسؤولية قطع الأشجار في الإقليم، وبيع الأخشاب للتجار. وقال “أبو جواد” وهو أحد العاملين في مجال بيع الحطب إنّ معظم الذين يبيعونه الأخشاب هم من المستوطنين، لأنّ السكّان الأصليين للمنطقة يحافظون على الأشجار ويقدّرونها ويكتفون فقط بالتقليم. وقال “أبو بسام” أحد المتضرّرين من المشكلة، حيث قامت المليشيات الإخوانية بقطع /20/ شجرة زيتون ورمّان في أرضه، إنه “لم أستطع الاعتراض على قيام هؤلاء الأشخاص بقطع أشجاري، خوفاً من الضرب أو نَسبِ التهم، وقفت عاجزاً عن حماية أشجاري التي اعتنيت بها لأكثر من ثلاثين عاماً”. وشهدت عدّة قرى في ناحية “بلبلة\بلبل” بريف إقليم عفرين كـ (قوتا وكوتانا وشنكيلي) حالات مماثلة لقطع الأشجار، وتمّ قطع قرابة /200/ شجرة في محيط قرية “جوقيه\جويق” في ناحية “موباتا\معبطلي”، والتي تعود ملكيّتها للشيخ فخري من أهالي القرية، منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر الفائت.

الشهباء وشيراوا..

في الثالث من فبراير، استشهد مواطن كُردي وجرحى أخرون في قصف للاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين على شيراوا بريف إقليم عفرين الكردي، شمال سوريا. وجاء القصف التركي فجر اليوم الاثنين، على قرية “آقيبيه\عقيبة”، مسفراً عن استشهدا المواطن الكردي المسن “علي ملا” حياته وجرح آخرون، لم يتمكن مراسل “عفرين بوست” من تحديد عددهم النهائي. وأشار المراسل إن القصف تم بعشرات القذائف المدفعية، وبحسب مصدر من المنطقة، فغن هذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها منزل العائلة ذاتها للقصف التركي، حيث أصيبت قبل فترة أبنة الشهيد وتدعى “زينب ملا”.

في الرابع من فبراير، قال مراسل عفرين بوست في مناطق الشهباء، أن جنديا من جيش النظام السوري قُتل وأصيب آخر في قصف شنته قوات الاحتلال التركي مساء اليوم الثلاثاء، على بلدة دير جمال بمناطق الشهباءـ مشيرا إلى تعرض مقر عسكري روسي في قرية كشتعار للقصف.  وأوضح المٌراسل أن القتيل في صفوف جيش النظام هو المجند هنادي زعيتري ( حرس الجمهوري) وجرح الجندي حسين المحمد. وأضاف المُراسل أن مع القصف المدفعي من قبل قوات الاحتلال التركي لا يزال مستمرا على قرى وبلدات في مناطق الشهباء كالمالكية ومرعناز وعلقمية ومنع والشوارغة وكفرنايا وشيخ هلال ودير جمال وكذلك يتركز القصف على قرى سوغانكي وآقيبيه وبينيه وكشتعار في ناحية شيراوا. وأكد المُراسل أن القصف المدفعي التركي استهدف مقر القوات الروسية في قرية كشعتار بناحية شيراوا دون التمكن من معرفة وجود خسار في صفوف القوات الروسية أم لا.

تآمر الاحتلال التركي..

في الرابع من فبراير، وفي إطار بحث الاحتلال التركي عن مبررات ومسوغات لتبرير عدوانه الهمجي على عفرين وتهجير أهلها وسكانها من أرضهم لمنعهم من التمتع بحقوقهم في سوريا المستقبل بشكل دستوري، لا يفتئ الاحتلال وهو يبحث عما قد يبرر به عدوانه، وآخرها أنه أكتشف بعد عامين بأن عفرين كانت ستتحول إلى بؤرة مخدرات. ومن المعروف بأن الأجهزة الامنية في عفرين كقوات “الاسايش”، كانت قد انشئ جهاز “مكافحة الجريمة المنظمة”، بهدف ملاحقة الخلايا العاملة في نقل المخدرات إلى عفرين من مناطق خاضعة لنفوذ الاحتلال التركي في ادلب واعزاز، ومن الجانب التركي للحدود، حيث كان الاحتلال يسعى إلى تمرير تلك المواد إلى عفرين بقصد إفساد شبانها وإبعادهم عن الطريق السوية للبشر الطبيعيين. وقد أتلفت قوات “الأسايش” في العديد من المرات، كميات كبيرة من المخدرات المضبوطة على يد تجار تابعين للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ممن كانوا يرغبون في تدمير عفرين عبر استهداف شبابها، الذين كانوا أوعى من محاولات الاحتلال تلك، فاختار شبان عفرين سبيل بناء الوطن بالعلم والمعرفة، مُدركين مُخططات الاحتلال الرامية إلى تدميرهم. وقال ما يسمى وزير الداخلية التركية المدعو “سليمان صويلو”، في الرابع والعشرين من يناير، أن بلاده منعت، بغزوة “غصن الزيتون”، تحويل “وحدات حماية الشعب” مدينة عفرين إلى أكبر مركز للمخدرات عالمياً. تلك الاداعات والافتراءات الكاذبة، رد عليها الكاتب التركي جنكير أكتار، في الخامس والعشرين من يناير، وقال فيها الكاتب التركي إن الأنباء التي استطاعت أن تتسرب من المنطقة (عفرين) الخاضعة لتعتيم إخباري أنباء مخزية؛ فوفقًا للمعلومات التي يجمعها باستمرار المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، تحولت عفرين الخاضعة لسيطرة تركيا إلى ساحة للجريمة المنظمة. مضيفاً: “وعلى حين كان تعداد السكان الأكراد في المنطقة التي يعيشون فيها منذ تاريخ طويل 92 في المئة قبل الاحتلال، فقد أصبح اليوم 18 في المائة. صارت جرائم الغصب والسلب والنهب وطلب الفدية والابتزاز والاغتصاب والدعارة والضرب والقتل والدمار البيئي جزءًا من الحياة اليومية”. ويستشهد الكاتب التركي بدراسة بعنوان “عفرين تحت السيطرة التركية: التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية”، نشرها في يوليو 2019، الباحث العربي السوري خير الله الحلو من جامعة فلورنسا الأوروبية. حيث يصف الباحث الأعمال غير القانونية في عفرين بأنها “فوضى منضبطة”. أي إن كل هذه الإجراءات، التي تُعتبر جريمة كاملة في أية دولة طبيعية، صارت شرعية في ظل عملية “غصن الزيتون” التركية، وأصبحت الوضع الطبيعي الجديد في عفرين. متابعاً: “ما يجب مراعاته بشأن الهندسة الديموغرافية هو أن عفرين أراض كردية منذ زمن طويل جدًا، على عكس كذبة أنقرة بأنها “محتلة من قبل الأكراد”. الاسم الآخر لعفرين هو “جبل الكرد” منذ عصور قديمة”. مختتماً بالقول: “دعونا نكرر الدعوة للخالق إزاء كل الوحشية والاضطهاد الذي تمارسه حكومة أنقرة في عفرين. ودعونا لا ننسى أنه إذا كانت دوامة العنف الدفين التي عصفت مع قتل هرانت تستطيع أن تلف البلاد وجيرانها اليوم بهذه السهولة؛ فذلك لأن جذورها تمتد إلى اقتلاع شعب هرانت من تلك الأرض. أجل، لم يفت الأوان بعد من أجل الخجل!”.

خلاص عفرين..

في الثاني من فبراير، أكد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، أن تركيا لا تزال تدعم داعش بالمال والأفراد شمال سوريا، مطالباً مجلس الأمن بحماية المكتسبات التي حققتها قواته في الحرب على الإرهاب. وأضاف، خلال تصريحات نقلتها صحيفة “أوزكور بوليتيكا”، أن عملية تحرير عفرين لن تستغرق وقتاً طويلاً. وتابع أن “الوقت حان لإعادة تحرير مناطق عفرين”، مشيراً إلى ذلك سيحصل “حينما يسمح الوقت والظروف”، موضحا أن تلك المناطق ستعود لأصحابها الحقيقيين”. وأكد أن تركيا ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين “لم يستطيعوا كسر قواتنا”، مشيراً إلى أنهم ما زالوا يشكلون “الهاجس للقوات التركية”. وكان عبدي قال في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، إن تركيا استغلت تنظيم داعش الإرهابي للقضاء على القوات الكردية واتخذته ذرية لاحتلال الأراضي السورية، وأضاف أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو حليف لتنظيم داعش الإرهابي والمرشد الفعلي للتنظيم الإخوان. وكشف القائد العام لـ قسد، أنه في حين كانت قواته أول من واجه “داعش” بداية ظهوره عام 2014، نسقت أنقرة مع التنظيم الإرهابي، ورفضت استخدام قوات التحالف الدولي قواعدها لقتال التنظيم.

النظام السوري..

في الخامس من فبراير، أعرب النظام السوري عن استهجانه إصرار رئيس النظام التركي على الاستمرار بالكذب والتضليل ازاء سلوكياته في سورية مشدداً على ان تصريحاته بشأن اتفاق أضنة تؤكد مجدداً عدم احترامه لأي التزام أو اتفاق سواء في إطار أستانا أو تفاهمات سوتشي. وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين التابعة للنظام في تصريح لـوكالة سانا إن “الجمهورية العربية السورية تستهجن إصرار رئيس النظام التركي أردوغان على الاستمرار بالكذب والتضليل إزاء سلوكياته في سورية وخاصة ادعاءه فيما يتعلق بدخول قواته إلى شمال حلب بموجب اتفاق أضنة لمكافحة الإرهاب”. وأضاف المصدر: “بهذا الصدد تؤكد سورية أن اتفاق أضنة يفرض التنسيق مع الحكومة السورية باعتباره اتفاقاً بين دولتين، وبالتالي لا يستطيع أردوغان وفق موجبات هذا الاتفاق التصرف بشكل منفرد”. وتابع المصدر: “إضافة إلى ذلك فإن اتفاق أضنة لضمان أمن الحدود بين البلدين يهدف بالفعل إلى مكافحة الإرهاب، إلا أن ما يقوم به أردوغان هو حماية أدواته من المجموعات الإرهابية التي قدم لها ولا يزال مختلف أشكال الدعم والتي تتهاوى وتندحر أمام تقدم الجيش العربي السوري وينهار معها المشروع الأردوغاني في سورية”. وختم المصدر تصريحه بالقول إن “تصريحات رأس النظام التركي تؤكد مجدداً نهج الكذب والتضليل والمراوغة الذي يحكم سياساته وعدم احترامه لأي التزام أو اتفاق سواء في إطار أستانا أو تفاهمات سوتشي أو موجبات اتفاق أضنة وأن هذا الإنكار يفقد هذا النظام ورأسه بالتحديد أدنى درجات الصدقية وأن الفشل الذريع سيكون المصير المحتوم لسياساته العدوانية”. وفي الوقت الذي يلوم فيه النظام السوري أنقرة بسبب كذبها وعدم تطبيقها اتفاقية أضنة، يبدو أن النظام السوري لم يستفد من الدروس والعبر خلال السنوات التسعة المنصرمة من تمويل أنقرة وتسليحها المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، حيث لا يزال  باحثاُ عن تطبيق ذلك الأتفاق المشؤوم الذي كان هدفه الأساس النيل من الشعب الكردي في سوريا، ومحاربته من قبل النظامين معاً، في سبيل منعه من استحواذ حقوقه المشروعة ضمن سوريا واحدة لا مركزية، لا تتسلط فيها فئة على أخرى. وعقب احتلال ارضهم، منع النظام السوري أهالي عفرين من التوجه الى مدينة حلب، على الرغم من أن الجميع أهالي عفرين يحملون الجنسية السورية، كما أنه معظمهم يمتلك منازل فيها. ورصد ناشطون كُرد في العام 2018، ممارسات عديدة صدرت عن أنصار النظام السوري خاصة على صفحات التواصل الاجتماعي، تمثلت في تحريضها على عفرين كونها رفضت من وجهة نظرهم “دخول الدولة”، علماً أن “الإدارة الذاتية” طالبت النظام بنشر قواته على الحدود لسحب الحجة التركية التي تتحدث عن انفصاليين، لكن النظام السوري رفض ذلك مشترطاً حل “الإدارة” وعودة سلطاته المركزية وأجهزته الأمنية والمخابراتية كما سابق عهدها! كما رصد مواطنون كُرد مجموعة انتهاكات مارستها أجهزة النظام الأمنية والإدارية، وفي هذا السياق ذكرى أحد المواطنين تعرضه لإهانة من قبل أحد موالي النظام في حلب، عندما قال له: ” خرجكم الله لا يقيمكم، مو أنتو بدكم تعملوا دولة!”. ولم يسبق أن طالبت الأحزاب الكُردية أو “الإدارة الذاتية” بالانفصال عن سوريا أو تشكيل كيان مستقل، حيث يسعى الكُرد حسب مشروعهم السياسي إلى توزيع السلطات وإقامة نظام لامركزي، مؤكدين أن إعادة انتاج النظام السابق، ستعني صراع متجدد لاحقاً. وفي الثلاثين من نوفمبر العام 2018، قال المواطن (س، ع) من أهالي عفرين لـ “عفرين بوست” أن موظفاً حكومياً رفض أعطاه راتبه التقاعدي بحجة أنه يتوجب عليه الحصول على مرتبه من أمريكا (في إشارة الى تعاون الكُرد مع التحالف الدولي لمحاربة داعش)، وهو ما تسبب في تأخير حصوله على راتبه لعدة شهور، قبل أن يتمكن من إعادة الحصول عليه. وعقب احتلال إقليم عفرين، واصلت أجهزة النظام الأمنية مُلاحقة السياسيين الكُرد في حلب ضمن مناطق سيطرته، وفي هذا السياق ذكر مواطن كُردي ينتمي لإحدى الأحزاب الكُردية ويبلغ من العمر 60 عاماً، انه تعرض الى التوقيف والإهانة من قبل حاجز تابع لما يسمى “الأمن العسكري” على مدخل مدينة حلب، حيث تم اعتقاله لأكثر من 10 أيام، وجرى تعذيبه بحجة أنهم كانوا يقومون بوضع الخطط لـ “وحدات حماية الشعب”! وتمكنت كل من روسيا وتركيا من تحقيق صفقة على حساب إقليم عفرين، ومناطق في ريف دمشق وحمص، عندما جرى الموافقة من جانب روسيا على اجتاح عفرين، مقابل إخلاء تركيا لمناطق تسيطر عليها مليشيات مدعومة من قبلها في محيط دمشق، ونقلها إلى عفرين بغية تغيير ديمغرافيتها والقضاء على كُردية المنطقة. ووفرت الصفقة التركية الروسية مكسباً كبيراً للنظام من خلال إفراع (الحاضنة السنية) في محيط العاصمة دمشق، حيث تمكن رئيس النظام السوري بشار الأسد من زيارة الغوطة الشرقية يوم الثامن عشر من آذار مارس المنصرم، أي في يوم احتلال تركيا لإقليم عفرين الكُردي، وهي زيارة لم يتمكن أحد من مسؤولي النظام القيام بها خلال سنوات خلت، نتيجة سيطرة المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين عليها. ومنذ احتلال عفرين آذار\مارس العام 2018، لا يسمح النظام السوري للمواطنين الكُرد الذين تنتمي قيودهم إلى عفرين بالتوجه إلى حلب، حيث سبق وأعيد المئات من المواطنين المسنين والسيدات من على حواجزه في مشارف حلب إلى مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي أو مناطق الشهباء، في حين كان يتم اعتقال الشبان ممن هم في عمر الخدمة الاحتياطية أو الإلزامية لصالح قوات النظام.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons