عفرين بوست-خاص
تواصلت في الثامن من فبراير العام 2018، عمليات الغزو التركي المرافق بمليشيات الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، في يومها العشرين، على إقليم عفرين الكُردي شمال سوريا، بغية حرمان سكانه من حقهم المشروع في إدارة أنفسهم بأنفسهم، ضمن النظام السياسي الذي أوجدوه تحت مسمى “الإدارة الذاتية”، والذي تمكن من وقايتهم من الحرب الأهلية الطاحنة التي كانت قد دارت رحاها على مدار سبع سنوات على تخوم عفرين، دون أن يسمح أبناء عفرين من “قوات سوريا الديمقراطية” بتسرب الإرهابيين والمتطرفين المستترين تحت مسميات (الثورة والحرية) إلى إقليمهم، بغية التخريب وهدم النسيج الاجتماعي السوري، خدمة للأطماع الاحتلالية التركية الساعية إلى استعادة “العثمانية” البائدة.
سياسياً
أجرى وزير خارجية الغزو التركي مولود جاويش أوغلو محادثات مع المسؤولين الإيرانيين في طهران، بعد انتقادات إيرانية علنية لغزو المسمى بـ “غصن الزيتون”، في وقت انتقدت فيه أنقرة تصريحات فرنسية بشأن العملية نفسها.
والتقى يومها جاويش أوغلو نظيره الإيراني محمد جواد ظريف والرئيس حسن روحاني، وجاءت زيارة الوزير التركي إلى طهران بعد يومين من مطالبة إيران تركيا بوقف عمليتها العسكرية في عفرين، معتبرة أن العملية تنتهك سيادة سوريا، وتزيد التوترات فيها، إذ نقلت وسائل إعلام إيرانية عن الرئيس حسن روحاني قوله خلال اجتماعه مع وزير الخارجية التركي إن طهران مستعدة لتطوير التعاون مع أنقرة لحل المشكلات الإقليمية ورفع مخاوف المنطقة.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية التركي أن الولايات المتحدة تريد إفساد العلاقات المتنامية بين تركيا وإيران، ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن مولود جاويش أوغلو أن عملية عفرين مؤقتة وهدفها القضاء على “الإرهاب” في المنطقة، ونفى الوزير التركي أن تكون لبلاده أطماع في الأراضي السورية. وكان وزير الخارجية التركي نفى الثلاثاء وجود أي صفقة مع أي طرف، بما في ذلك الولايات المتحدة، بشأن عفرين.
وفي الإطار نفسه، انتقدت الخارجية التركية أمس تصريحات لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان قال فيها إن لتركيا حقا مشروعا في حماية أمن حدودها، وإن حماية أمن الحدود لا تعني قتل المدنيين، وقال متحدث باسم الخارجية التركية إن بلاده تنتظر من حلفائها الوقوف إلى جانبها في حربها على ما وصفها بـ “التنظيمات الإرهابية” في عفرين (في إشارة إلى منع الكرد من استحواذ حقوقهم المشروعة ضمن دستور البلاد المستقبلي) والابتعاد عن دعم أي تنظيم “إرهابي” بأي تصريحات، مع العلم بأن وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية كانتا الطرف الوحيد في سوريا الذي هزم الإرهاب المدعوم من تركيا في هيئة داعش والنصرة.
عسكرياً
قال رئيس الغزو التركي رجب طيب أردوغان، إن العمليات العسكرية لجيش الغزو التركي في شمال سوريا لا ترقى إلى “جولات إحماء” (على حد زعمه)، متناسياً أن جيشه لم يتجرئ على النزول إلى ميدان القتال، وأكتفى بالقصف الجوي، وقطعان مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين من مسلحي ما يعرف بـ “الجيش الوطني السوري”، حيث تعهد حينها ببدء “التحركات والحملات الكبيرة”، خلال المرحلة المقبلة، عقب فشل جيشه في معظم جبهات عفرين، والتي لم يكن ليحلم بأن يطأها لولا الطيران الحربي الذي لم يفارق سماء الإقليم على مدار شهرين من الغزو.
وعلقت وسائل الإعلام على حديثه حينها بإنه يناقض تصريحات سابقة له عندما علق على احتلال تركيا جبال استراتيجية بعفرين بقوله: “لم يبق إلا القليل”، في إشارة لقرب السيطرة الكاملة على الإقليم.
وبالتزامن، أعلن مسلحو تنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيش الحر\الجيش الوطني) احتلال مركز ناحية جنديرس (وهي اداعات كاذبة اذا بقيت جنديرس في خط المقاومة حتى الفترة الأخيرة من احتلال الإقليم).
بدورها، كشفت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، في تقرير لها عن تجنيد تركيا لمقاتلين من تنظيم داعش الإرهابي للمشاركة في الهجوم على عفرين الكردية شمال سوريا، ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسلح سابق في داعش أن القوات التركية جندت مقاتلين بالتنظيم ودربتهم من أجل الهجوم على أهداف كردية في عفرين.
وأضاف المسلح السابق الذي اكتفت الصحيفة بذكر اسمه الأول “فرج”: “غالبية هؤلاء الذين يقاتلون في عفرين ضد وحدات حماية الشعب الكردي دواعش”، ولفت إلى أن أنقرة دربت هؤلاء المسلحين من أجل تغيير تكتيكاتهم العسكرية، بحيث يعتمدون أساليب جديدة مختلفة عن السيارات المفخخة والهجمات الانتحارية، حتى لا تظهر العملية التعاون التركي الداعشي وتثير انتقادات دولية.
وذكرت الصحيفة أنه رغم ترك فرج لتنظيم داعش، إلا أنه مازال على اتصال بعدد من مسلحي التنظيم في شمال سوريا، مشيرة إلى أنه يتحدر من محافظة الحسكة السورية، وتابع فرج: “حاولت تركيا في بداية العملية خداع الناس مدعية أنها تحارب داعش، لكن في الحقيقة كانت تدرب هؤلاء وترسلهم إلى عفرين”.
وذكرت أنقرة أن 6 آلاف جندي للغزو تركي ونحو 10 مسلح لتنظيم الإخوان المسلمين، عبروا الحدود التركية بتجاه عفرين لطرد الأكراد، لكن ذلك لا يبدو حقيقيا وفقا للصحيفة البريطانية، وتقول ” إندبندنت” إن غالبية المسلحين المشاركين في عملية “غصن الزيتون” دواعش، مشيرة إلى فيديو نشر على الإنترنت يظهر فيه 3 مسلحين في عفرين يرددون أناشيد للإرهابين والمتطرفين في الشيشان وتورا بورا بأفغانستان، ورددوا أيضا “عفرين تنادينا”.
ووفقا لتقرير الصحيفة فإن الدواعش أجبروا على القتال ضمن مظلة ما يعرف بـ “الجيش الحر”، بعد أن مارست السلطات التركية “ضغوطا عليهم”، واعتبرت أن أنقرة استعانت بالدواعش لخبرتهم الواسعة في القتال، ورأى فرج أن تركيا تستخدم الدواعش مثل “أوراق التواليت”، فمتى تنتهي مهمتهم ستتخلص منهم، وحسب “إندبندنت” فإن لتركيا علاقات خفية مع تنظيم داعش الإرهابي بدأت منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، لكن هذه العلاقة انحسرت كثيرا لاحقا.
بدوره، كشف المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية عن حصيلة العمليات العسكرية خلال الـ24 ساعة السابقة في عفرين وذلك خلال بيان، جاء في نصه:
1″- بلبلة : تعرضت قرية قسطل خدريا لقصف عشوائي بالسلاح الثقيل الساعة 4 من مساء أمس ،فيما رصدت قواتنا دبابة معادية و استهدفتها بصاروخ ، أدى لتدميرها كليا ، الاشتباكات التي استمرت في قرية شيخورزة ، كبدت قوات الغزو التركي و القصائل الجهادية خسائر فادة في الأرواح ، فقد أكد مقاتلونا مقتل 27 جنديا تركيا ، فيما كان هناك عشرات الجرحى ، و كذلك مقتل العشرات من إرهابيي الفصائل الجهادية ، حيث كانت سيارات الإسعاف تنقل الجثث و المصابين في مواكب جماعية لمشافي مدينتي كلس و الريحانية، و منذ ساعات الصباح ، تتعرض قرية كوتانا لقصف عشوائي بالسلاح الثقيل مما ألحق أضرارا بالغة ببيوت المدنيين.
2 – راجو : اشتباكات في قرية علي بيسكي ، و تدمير دبابة لجيش الغزو التركي و الفصائل الجهادية في الساعة 4 مساء ، فيما استمرت الاشتباكات لساعات.
– في محور كفري كر (Kevrê ker) اندلعت اشتباكات عنيفة بين قواتنا و جيش الغزو التركي في الساعة 9 من صباح اليوم ،عندما حاول الغزو التركي التقدم من ذاك المحور ، و ما زالت الاشتباكات مستمرة حتى لحظة إعداد هذا التقرير، بالتزامن مع الاشتباكات ، نفذت قواتنا عملية نوعية ضد تجمع للعدو أدت لمقتل 7 جنود أتراك ، فيما تزامن ذلك مع قصف عشوائي بالسلاح الثقيل على مركز بلدة راجو ، حيث سقطت 13 قذيفة على الأحياء المدنية و كذلك تتعرض قريتا موساكا و هوبكا لقصف عشوائي منذ ساعات الصباح.
– في الساعة 1 من بعد ظهر هذا اليوم بدأت قوات الغزو التركي و الفصائل الجهادية باستهداف قريتي جلي ( Celê) و جقماقا (Çeqmaqa) بالقصف العشوائي بالسلاح الثقيل و ما زال القصف مستمرا.
3 – شية : منذ ساعات مساء أمس و حتى الان ، تتعرض كل محاور و خطوط تماس قرى ناحية شية لقصف عشوائي بمختلف انواع الأسلحة الثقيلة هو الأعنف منذ بدء العدوان على عفرين.
– في محيط قرية خليل استهدفت قواتنا تحركا لسيارة معادية محملة بسلاح دوشكا في الساعة 2 بعد ظهر اليوم و تم تدميرها بشكل كامل و مقتل 11 جندي .
4 _ جنديرس : بعد أن عجرت قوات الغزو التركي التقدم من محور قرية حمام ، حاولت التحرك من محور جبل بيرقدار ، بين قريتي حمام و آشكان ، فيما تصدت لهم قواتنا و شهدت اشتباكات متقطعة ما زالت مستمرة حتى لحظة إعداد هذا التقرير
5 – شرَّا : رصدت قواتنا مجموعة لجنود الغزو التركي ، و نفذت عملية هجوم نوعية ضدهم أدت لمقتل 6 منهم.
6 – محور إعزاز : استهدفت قواتنا تحركات العدو على هذا المحور بالسلاح الثقيل و حقق إصابات مباشرة ، في أكثر من تحرك و استهدافها.