عفرين بوست-خاص
عُثر يوم أمس السبت الأول من فبراير على جثة المواطن سعيد رشيد مجيد\50 عاماً وهو يعمل كـ( تاجر الزيت )، وينحدر من قرية “عتمانا\عطمانلي” التابعة لناحية راجو بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، مرمياً في أحد التلال المحيطة بقرية “حسه\ميركان” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، وعلى جسده آثار تعذيب شديد، عقب أختطافه من قبل مسلحي الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين.
وقالت مصدار إخبارية بأنه خطف مجيد جاء عقب إستدعاء تجار الزيت في راجو من قبل المكتب الإقتصادي التابع لمليشيا “أحرار الشرقية” بقيادة المدعو “أبو حاتم” و شقيقه “أبو عمر”، والتي طالبوا فيها حصول التجار على رخصة مما يسمى “المكتب الإقتصادي” التابع للمليشيا، بعد دفع الرسوم المالية المقدرة بمبلغ 10 آلاف دولار أمريكي.
إضافة إلى إلزام التجار عبر تعهد خطي بدفع ضريبة على كمية تنكات الزيت الصادرة من أراضي الناحية تعادل قيمتها بنسبة 20% من القيمة الإجمالية، وحصر عمليات بيع الزيت مع التاجر تامر كريدي ووكلائه في مدينة عفرين وناحية جنديرس، كما قامت المليشيا وفق الناشطين بتهديد التجار إن قاموا بمخالفة تلك التعليمات أو تقويم شكوى لدى سلطات الإحتلال.
ووفق المعلومات المتوفرة، فإن سعيد أبدى إستيائه و رفضه لتلك الشروط، لتقوم مجموعة من مسلحي مليشيا “الشرقية” بقيادة المدعو “أبو النور” بخطفه بتاريخ السادس من نوفمبر 2019، وبحوزته مبلغ مالي قدره 20 ألف دولار أمريكي.
فيما قالت صفحة قرية عتمانا على الفيسبوك أن المغدور تم خطفه بطريقة مدروسة مسبقاً، أثناء عودته من مدينة عفرين لبيته، فأوقفوه و خطفوه منذ أشهر وبحوزته ٢٠ ألف دولار من رأسمال تجارة الزيت، حيث طالبوا أهله بفدية مادية أخرى ٢٠ ألف دولار، وتم دفعها لهم.
وكانت قد أصدرت مليشيا “جيش الشرقية”، بياناً مؤرخاً في السابع والعشرين من فبراير 2019، اقرت فيه بالتجاوزات التي يقترفها مسلحوها، وحاولت التبرؤ من الجرائم التي يقترفها مسلحوها بنسبها إلى المُسلح ذاته، وإرجاعها إلى كونه عملاً فردياً، علماً أنها ذات الحجة التي كانت ترفض المعارضة السورية تقبلها من النظام السوري!، في الوقت الذي يؤكد فيه الناشطون والأهالي في عفرين أن ممارسات المُسلحين لا تقتصر على افراد، بل هي عامة، وتشمل جميع المليشيات.
وفي السياق، كان قد القى الشيخ عبد الله منصور المنحدر من الرستن بريف حمص الشمالي، والذي قدم لـ عفرين، عقب مقايضة عفرين بـ الغوطة وارياف حمص وادلب وحماه ومجموعة واسعة من المرافق الحيوية وعلى رأسها مطار أبو الظهور العسكري، خطبة في مجلس عزاء متزعم ميليشيا “لواء حمص” المدعو “أنور الحسين” في الأول من مارس 2019، أدان فيها مسلحي الميليشيات الإسلامية بسبب اقدامهم على ارتكاب الانتهاكات بحق أهالي الإقليم.
وأكد الشيخ منصور غض الاحتلال التركي طرفه عن انتهاكات مسلحي المليشيات، قائلاً: “من نفد من الاتراك، ما رح ينفد من الله” (بمعنى أن من لا يحاسبه الاحتلال التركي، سيحاسبه الله)، داعياً إياهم إلى الكف عن ارتكاب الانتهاكات بحق الناس في الإقليم قائلاً: “كونوا أحراراً! فدم الشهداء ما يباع بتنكة زيت ولا بشجرة زيتون ولا بشباك منزل!” (في إشارة منه إلى عمليات السرقة الواسعة التي طالت منازل الكرد وحتى أساسياتها، من نوافذ وابواب ومحتويات، وهو ما يؤكد انغماس مسلحي تلك الميليشيات ومتزعميها في أعمال النهب والسرقة واللصوصية).
وأشار الشيخ عبد الله منصور أن متزعمي الميليشيات الإسلامية يعاملون الشعب الكردي كعبيد لديهم من خلال ممارسة السطوة والاستباحة في قرى الإقليم وأنها نصبت نفسها كـ «آلهة» على رؤوسهم ويفعلون بهم ما يشاؤون دون اعتبار لأي قيم قائلا:” يا أيها العالم اشهد …يلي عاملي فيها (رب) الضيعة والأكراد عبيد عند يلي خلّفوه …هادا قاطع طريق وحرامي … أبو بارودة، الله يشل ايدك!”، مؤكدا أن الله سوف يسلّط عليهم من هو أقوى منهم وسوف ينتهون.