ديسمبر 23. 2024

هروب جماعي للمسلحين والمستوطنين من عفرين.. وسط حالة من الخوف واليأس

عفرين بوست – عفرين

رصد مراسلو “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين المُحتل عدداً من حالات هروب عائلات مُستوطنة إلى تركيا أو مناطقها الأصلية لعقد مصالحات مع حكومة النظام السوري، في ظل انتشار انباء عن وصول الشرطة العسكرية الروسية إلى عفرين، وكذلك نتيجة الخسارات الكبيرة للميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين والمسماة بـ “الجيش الوطني السوري” وتنظيم القاعدة (جبهة النصرة) “، في أرياف إدلب وحلب لصالح جيش النظام.

وأكد المُراسلون أن عدداً من العائلات المستوطنة المُنحدرة من مختلف المناطق السورية، بدأت بمغادرة مجموعة من مناطق عفرين، وبخاصة في مركز إقليم عفرين، بعد سعيها لعقد مصالحات مع مؤسسات النظام الأمنية بهدف العودة إلى مناطقها الأصلية، أو التوجه إلى داخل تركيا، مع تصاعد مخاوفهم من دخول روسيا إلى عفرين.

بالتزامن ألغت ميليشيا “الشرطة العسكرية” حاجزها الأمني المُقام في المدخل الشرقي لمدينة عفرين “القوس” دون أن تتوضح الأسباب التي دفعتها لتلك الخطوة، في ظل حالة من التراخي العام على الحواجز، حيث ما عدا المسلحون يدققون في هويات العابرين عليها، مع تصاعد مخاوفهم مما قد ينتظرهم، فيما لو شنت “قوات تحرير عفرين” أو قوات النظام وروسيا، هجوماً مباغتاً على عفرين خلال الفترة القادمة.

وفي سياق منفصل، أقدم الاحتلال التركي على نقل كافة مسلحي ميليشيا “حركة نور الدين الزنكي” المتمركزين في قرى (ممالا ورمادية، عمارا، وكمروك) بريف عفرين إلى الريف الغربي لحلب، وخاصة في بلدات قبتان الجبل والمنصورة ودارة عزة، لمواجهة جيش النظام الذي يحاول التقدم في تلك المناطق وبدعم روسي.

وكانت قد أعلنت وكالة الأنباء الروسية “تاس” في الثامن والعشرين من يناير الماضي، بأن موسكو وبوصفها جزءاً من التحالف العسكري الذي دعاه النظام السوري للتدخل في سوريا، فإنها تحذر تركيا من تبعات توفير الذخيرة للمعارضة السورية وتحثها على وقف استخدامها ودعم المسلحين.

وكشف المدعو “محمد السالم” مما تسمى بـ المعارضة السورية في تصريح، وجود تسريبات جاءت من البيان الروسي الموجه الى تركيا تزمناً مع التصعيد في إدلب، حيث أبلغت روسيا الجانب التركي بأنها تعتزم استعادة كافة المناطق التي يتواجد فيها المسلحين المدعومين تركياً بشكل غير قانوني بما في ذلك مناطق “درع الفرات” و”غصن الزيتون” (في إشارة إلى الشريط الحدودي المحتل من شمال سوريا الممتد من جرابلس إلى إقليم عفرين).

وأكد أن تعقيدات المشهدين الليبي والسوري يضعان تركيا في موقف ضعيف أمام نية روسية بعدم القيام بأي تهدئة ولو مؤقتة في الشمال السوري.

وكتبت صحيفة “الديلي بيست” الأمريكية، في السابع والعشرين من يناير، أن كل المؤشرات على الأرض في الشمال السوري والتصريحات الروسية، تؤكد أن “الحملة الكارثية القادمة في سوريا ستكون بين الميليشيات المدعومة تركياً في الشمال السوري ومحور قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لروسيا، بعد أن بدأ يتكشف الخلاف العميق بالأهداف والمصالح والرؤى بين الجانبين التركي والروسي في سوريا وليبيا”.

وعلمت “عفرين بوست” في الثامن والعشرين من يناير أيضاً، من مصادرها بإقدام الاحتلال التركي على إنزال علمه من على مدرسة في مركز إقليم عفرين الكُردي، تمهيداً لتسليمها للشرطة العسكرية الروسية وفق تفاهمات بين الطرفين، وأكدت المصادر أن جيش الاحتلال التركي (الكوماندوس) المتمركزين في مدرسة (فيصل قدور) الواقعة في المدخل الجنوبي للمدينة الواصل مع طريق ناحية جنديرس، أقدم على إنزال العلم التركي من على المبنى، تمهيداً لإخلائه وتسليمه للشرطة العسكرية الروسية.

وستكون تلك النقطة ثانية، في مركز الإقليم إضافة لنقطة معسكر “كفرجنة” ما يشير لقرب تنفيذ البنود المتفقة عليها بين الاحتلال التركي والجانب الروسي فيما يخص ملف عفرين المحتلة، وأضافت المصادر أن جنوداً أتراك زاروا مقر شركة مياه عفرين، وطلبوا من إدارتها إفراغها والانتقال إلى مبنى الموارد المائية، لتحل محلها الاستخبارات التركية التي ستخلي مدرسة أزهار عفرين لصالح الشرطة العسكرية الروسية (حيث ستكون مدرسة أزهار عفرين النقطة الاولى).

ومن المعروف بأن روسيا كان لها الدور الأبرز في عملية التنازل عن عفرين ضمن اجتماعات الاستانة مع تركيا، مقابل إخلاء مناطق بأرياف دمشق وحمص وحماه وإدلب من المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ولطالما تظاهر المهجرون قسراً من عفرين في مناطق الشهباء، أمام النقاط الروسية خاصة في قرية الوحشية، مطالبين موسكو بتصحيح خطأها وإعادة عفرين إلى أهلها، والسماح لهم بحكم أنفسهم بأنفسهم ضمن سوريا لامركزية، مؤكدين أن ذلك سيضمن حياة كريمة لهم دون تسلط أحد عليهم.

ويؤكد أهالي عفرين أن الهم الأول لهم حالياً، يتمثل في العودة إلى قراهم ومدنهم التي غزاها المسلحون وذووهم المستوطنون من أتباع تنظيم الإخوان المسلمين، والذين عاثوا في الإقليم فساداً لم تعهده على مدار مئات السنين.

وقام المسلحون خلال فترة احتلالهم القصيرة مع الغزاة الأتراك، بخطف المدنيين الكُرد وتعذيبهم والحصول على فدى مالية منهم، والاستيلاء على أملاكهم واستيطان بيوتهم وقراهم ومنعهم من العودة إليها، والتمييز العنصري بحقهم وحرمانهم من المساعدات، وسرقة أملاكهم وبيوتهم وسياراتهم ومزارعهم ومواسم الزيتون ومختلف المواسم الزراعية التي يُعرف بها الإقليم.

كما قام المسلحون وذووهم المستوطنون بانتهاك حرمات الإقليم، فدمروا المزرات المقدسة وقطعوا الأشجار المعمرة ودنسوا مزارات الشهداء، كما كانت لهم اليد الطولى في تبرير الغزو التركي للإقليم، من خلال الإفتراء والإدعاء بأن الكُرد يريدون تقسيم سوريا، لتثبت سنوات الحرب التسع وطنية الكُرد وعمالة تنظيم الإخوان المسلمين وتبعيته للمحتل التركي الساعي لاقتطاع الأراضي السورية واستعادة ما تسمى بـ “الخلافة العثمانية” البائدة.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons