عفرين بوست-خاص
تتعمد الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيش الوطني السوري\الجيش الحر)، اختلاق الاشتباكات بين بعضها، بهدف الضغط أكثر على المدنيين الكُرد، بإشراف الإستخبارات التركية، ليضطروا إلى ترك أرضهم والوصول إلى إحداث تغيير ديموغرافي أشمل مما هو مطبق حالياً، في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، شمال سوريا.
وفي هذا السياق، وقعت اشتباكات عنيفة عصر اليوم السبت، بين مسلحي ميليشيا “الجبهة الشامية” من جهة، ومسلحي ميليشيا “السلطان مراد” وسط مدينة عفرين، ما أوقع إصابات في صفوفها.
وقال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم أن الاشتباكات الدامية تمت باستخدام الأسلحة الخفيفة، بين مسلحين المليشيتين، في محيط “دوار كاوا”، مسفرةً عن سقوط ثلاثة جرحى في صفوف “الشامية”، دون معرفة الأسباب التي أدت لحدوث الاشتباك المسلح بين الطرفين.
وأضاف المراسل أن الاشتباكات تسببت بحدوث حال هلع بين السكان الآمنين، ما دفع بأصحاب المحال التجارة لأغلاق محالهم التجارية، حتى تدخل جيش الاحتلال التركي وقام بفض الاشتباك بين الطرفين.
ومنذ احتلال عفرين، قسمت المليشيات الإسلامية بإشراف الاحتلال التركي قرى عفرين ومناطقها إلى قطاعات، حيث تمركزت مليشيا مُعينة في كل قطاع، وأحتكرت لنفسها الإستيلاء على أملاك الكُرد المُهجرين، وسرقة أملاكهم والسطو على بيوتهم.
لكن خلاف تلك المليشيات على حصصها من المسروقات والنفوذ والحواجز، يدفعها في كثير من الحالات إلى تنفيذ تفجيرات تجاه منافسيها، ونسبها لتنظيم “داعش” أو القوات الكُردية، أو الأشتباك فيما بينها، وهو أمر يتكرر في باقي المناطق التي يحتلها المسلحون من جرابلس إلى اعزاز.
كما يستخدم الاقتتال بين المسلحين التابعين للاحتلال التركي كطريقة لتبرير عمليات التغيير الديموغرافي والاستيطان في عفرين، ففي يناير العام 2019، أدخل الاحتلال التركي بحجة القتال بين النصرة والزنكي، أعداد كبيرة من مسلحي الأخيرة برفقة عائلاتهم للاستيطان في قرى عفرين، قادمين من ريف حلب الغربي ومن ادلب وريفها، حيث وصل حوالي ثلاثة آلاف مسلح من “الزنكي” مع عائلاتهم إلى ناحية جنديرس وحدها.
وعقبها، بدأت المليشيات من جديد بإجبار عائلات كُردية في عدد من القرى على إخلاء منازلها، بهدف استيطان عوائل مسلحي الميليشيات فيها، بحجة أن “جبهة النصرة” قد طردتهم من ريف حلب الغربي وريف إدلب.
وحينها، نقل مراسلو “عفرين بوست” أن ميليشيا “الحمزة” الإسلامية، أجبرت الكثير من العائلات الكُردية في قرى (ماراتي وكوندي مازن وجوقي وداركر)، على الخروج منها، بهدف توطين عائلات الميليشيات الإسلامية، بينما تدفقت قوافل المطرودين من عائلات ميليشيات “نور الدين الزنكي” و”صقور الشام” و”أحرار الشام” و”جيش الأحرار” وغيرها، بشكل يومي إلى إقليم عفرين الكُردي، بمعدل “15” حافلة يومياً.