ديسمبر 23. 2024

مليشيا تختلق تهماً للكُرد في قرية بـ عفرين.. لتهجيريهم واستيطان ذويهم فيها

عفرين بوست-خاص

أمهلت ميليشيا “فرقة الحمزة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين مَن تبقى من السكان الأصليين الكُرد في قرية “براد” التابعة لناحية شيراوا، مهلة ثلاثة أيام بدأت صباح يوم أمس الجمعة، لإخلاء منازلهم والرحيل، بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة.

وأكد مراسل “عفرين بوست” أن أحد عشر عائلة كُردية لا تزال موجودة في القرية، حيث جرى تهديدها بالطرد من منازلهم لصالح المستوطنين القادمين من الريف الغربي لحلب، والفارين من قصف مناطقهم من قبل قوات النظام والقوات الروسية.

وتتواصل المعلومات حول إقدام الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، على طرد السكان الأصليين الكُرد من منازلهم في عدة قرى بريف إقليم عفرين الكُردي المٌحتل، بغية توطين الفارين من محافظة إدلب فيها، والذين يتقاطرون على الإقليم بأعداد كبيرة.

وفي هذا السياق، أقدمت مليشيا “جماعة الأوسو” التابعة لمليشيا “الجبهة الشامية” في السادس من يناير، على طرد المواطن الكردي المسن “نبي مراد/ 68 عام”، من منزله الكائن في حي الأشرفية، بمحيط فرن حمادة. وقال مراسل “عفرين بوست” أن الكهل الكُردي كان يعيش بمفرده في المنزل، وقد جرى طرده من منزله بحجة أن أحد أبنائه منتمي لـ “وحدات حماية الشعب”، رغم أنه مُهجر ومُقيم في حلب حالياً. وأردف المراسل أن المسلحين قاموا بإسكان عائلة قادمة من محافظة إدلب فيه، لقاء آجار شهري بـ 100 دولار أمريكي.

وفي الثالث من يناير، أقدم مُسلح ينحدر من محافظة حمص يعمل ضمن مليشيا “لواء المعتصم”، على الاستيلاء على منزلين ومحل تجاري في مركز مدينة عفرين، عائدة جميعها للمواطن الكُردي “زهير فارس” من أهالي قرية معملا/معمل أوشاغي التابعة لناحية راجو غرب إقليم عفرين، وأشار المراسل أن المواطن الكردي يعمل كـ تاجر محروقات في سوق الهال، فيما عمد المسلح الحمصي إلى إسكان أقرباء له في المنزلين.

وفي الثامن والعشرين من ديسمبر العام 2019، كان مراسل “عفرين بوست”، أكد بأن ميليشيا “الجبهة الشامية” تقوم بكسر الأقفال وفتح أبواب المنازل في قرى (بريمجة-قنتري-حسيه -شيتكا) التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، رغم تواجد أصحابها في مدينة عفرين،حيث يرتادون عليها بغية خدمة حقولهم الزراعية كل فترة، نتيجة سعي المليشيات الإسلامية لإستيطان العوائل الهاربة من ريف إدلب فيها.

وفي الاول من أكتوبر العام 2019، أقدمت ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، على طرد زوجة المرحوم “محمد دودخ” من منزلها الكائن في بلدة “شرا\شران”، والذي يقع على بعد مئتي متر من الفرن الآلي غرباً، وأكد مراسل “عفرين بوست” أن الميليشيا عمدت بعد طرد المسنة الكُردية السبعينية، والمُقيمة بمفردها في دارها، إلى إسكان عائلة من المستوطنين المرتبطين بمسلحيها عوضاً عنها.

ومن الواضح أن الحرب الأخيرة للنظام وروسيا قد جرت بتنسيق كامل مع الاحتلال التركي، بغية دفع الأهالي في إدلب لتركها والتوجه للأستيطان في مناطق تحتلها تركيا كـ عفرين و”تل أبيض\كري سبي” و”سريه كانيه\رأس العين”، ويمكن تشبيه ما يجري في إدلب، بالمُقايضة التركية الروسية التي تم خلالها بيع عفرين من جانب روسيا، لقاء تخلي تركيا عن مناطق كانت خاضعة لمليشياتها في أرياف دمشق وحمص وحماه وإدلب.

ولا تعتبر الحرب في إدلب إلا سبيلاً جديداً للتغيير الديموغرافي الذي تمارسه سلطات الاحتلال التركي، عبر إجبار السكان في إدلب على مغادرتها لملئ ما يعتبرها منطقته الآمنة، والتي يسعى منها أن تكون خنجراً في ظهر مناطق الإدارة الذاتية شرق الفرات، بغية القضاء على الوجود التاريخي للكُرد في شمال سوريا، وحرمان باقي المكونات من الحقوق التي استحوذوها من خلال “الإدارة الذاتية”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons