ديسمبر 22. 2024

#بانوراما_الأسبوع: الاستيلاء على أملاك الكُرد لتوطين الفارين من إدلب ومؤزرات وهمية للأخيرة.. وعامان من القهر والسطو والنهب والخطف والجرائم يتواصلان

عفرين بوست-خاص

تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي انتهاكاتها بحق المدنيين في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً، وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حدثت خلال أسبوعين، في الفترة المُمتدة ما بين الأول إلى الثامن عشر من يناير (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا غيضاً من فيض الاحتلال!).

الاستيلاء على أملاك العفرينيين..

في الأول من يناير\كانون الثاني، استولى مسلحو ميليشيا “أحرار الشرقية” على منزل أرملة كُردية في مدينة عفرين ونهبوا فيما بعد محتوياته بالكامل، وقاموا بتأجيره لعائلة هاربة من إدلب .  وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين المُحتل، أن جماعة المدعو “أبو جندل” التابعة لميليشيا “أحرار الشرقية” استولت في السادس والعشرين من ديسمبر الماضي، على منزل الأرملة الكردية “أم وليد” الكائن في حي مركز الثقافي-خلف مبنى جامعة عفرين . مضيفاً أن المليشيا قامت بنهب محتويات المنزل بالكامل بوساطة شاحنتين، وذلك بعد منح مهلة 24 ساعة للمواطن الكُردي “عثمان كومجي”، الذي كان يستأجره منذ نحو عامين، لإخلاء المنزل . وتقيم الأرملة الكُردية “أم وليد” في قرية “كازيه” التابعة لناحية جنديرس، وكانت أجرت منزلها في المدينة للمواطن “عثمان”. وكانت ميليشيا “أحرار الشرقية” قد اختطفت المواطن “عثمان” لمدة شهرين ومارست بحقه شتى طرق التعذيب، بعد رفضه المتكرر إخلاء المنزل وتسليمه للميليشيا . وأفرجت المليشيا عنه بعد دفع فدية مالية مع التعهد بإخلاء المنزل خلال مهلة يوم واحد فقط، وعدم المساس بمحتويات المنزل، الذي نهبته الميليشيا بالكامل فور خروج المواطن “عثمان” منه، الذي اضطر للعودة إلى قريته ميدانكي التابعة لناحية شرا\شران .

في السادس من يناير\كانون الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، أن مليشيا “جماعة الأوسو” التابعة لمليشيا “الجبهة الشامية” قد أقدمت على طرد المواطن الكردي المسن “نبي مراد/ 68 عام”، من منزله الكائن في حي الأشرفية، بمحيط فرن حمادة. وأضاف المراسل أن الكهل الكُردي كان يعيش بمفرده في المنزل، وقد جرى طرده من منزله بحجة أن أحد أبنائه منتمي لـ “وحدات حماية الشعب”، رغم أنه مُهجر ومُقيم في حلب حالياً. وأردف المراسل أن المسلحين قاموا بإسكان عائلة قادمة من محافظة إدلب فيه، لقاء آجار شهري بـ 100 دولار أمريكي. ويمكن تشبيه ما يجري في إدلب، بالمُقايضة التركية الروسية التي تم خلالها بيع عفرين من جانب روسيا، لقاء تخلي تركيا عن مناطق كانت خاضعة لمليشياتها في أرياف دمشق وحمص وحماه وإدلب. ولا يعتبر ما يجري إلا سبيلاً جديداً للتغيير الديموغرافي الذي تمارسه سلطات الاحتلال التركي، عبر إجبار السكان في إدلب على مغادرتها لملئ ما يعتبرها منطقته الآمنة، والتي يسعى منها أن تكون خنجراً في ظهر مناطق الإدارة الذاتية شرق الفرات، بغية القضاء على الوجود التاريخي للكُرد في شمال سوريا، وحرمان باقي المكونات من الحقوق التي استحوذوها من خلال “الإدارة الذاتية”… كذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، إن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين مستمرة في الاستيلاء على أملاك السكان الأصليين، بالقوة المسلحة والإكراه. وأضاف المراسل أنه منذ 3 أيام، أقدم مُسلح ينحدر من محافظة حمص يعمل ضمن مليشيا “لواء المعتصم”، على الاستيلاء على منزلين ومحل تجاري في مركز مدينة عفرين، عائدة جميعها للمواطن الكُردي “زهير فارس” من أهالي قرية معملا/معمل أوشاغي التابعة لناحية راجو غرب إقليم عفرين. وأشار المراسل أن المواطن الكردي يعمل كـ تاجر محروقات في سوق الهال، فيما عمد المسلح الحمصي إلى إسكان أقرباء له في المنزلين.

في السابع من يناير\كانون الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، أن مسلحاً في مليشيا “الجبهة الشامية” ينحدر من الغوطة، استولى على منزل أرملة كُردية في حي الأشرفية، من أهالي من “شيه\شيخ الحديد” وتدعى (زينب/40 عاماً). وأشار المراسل أن الحجة التي استخدمها المُسلح بغية الاستيلاء على المنزل، هي أن المستأجر كان منتمياً لـ “وحدات حماية الشعب”، وهي الحجة التي يستخدمها المسلحون للاستيلاء على أملاك المواطنين الكُرد، وتوطين ذويهم فيها. منوهاَ أن المسلح ومجموعته قد عمدوا إلى نهب كافة محتويات المنزل، ثم قاموا بتأجيره لعائلة قادمة من إدلب، وقاموا كذلك برمي الفرش الخاص بالمستأجر الكُردي على مكب للقمامة. متابعاً بأن الأرملة الكُردية حاولت استعادة منزلها عبر تقدمها بشكوى لدى مليشيا “الشرطة العسكرية” وما يسمى “تجمع أبناء دير الزور”، لكن ذلك لم يُجدي نفعاً.

في التاسع من يناير\كانون الثاني، حصلت “عفرين بوست” على معلومات تفيد بقيام جماعة “شهداء البدر” التابعة لميليشيا “أحرار الشرقية ” بتجهيز نحو عشرين بناء سكني، تستولي عليها المليشيا في منطقة الأوتوستراد الغربي في مركز مدينة عفرين، لتأجير شققها للفارين من محافظة إدلب، حيث يتم تأجير كل شقة بمبلغ 15 ألف ليرة شهرياً، حيث من المعروف أن كل بناء يحوي ما بين 8 إلى 10 شقق. ولا تعد الحادثة إلا استكمالاً لعمليات سطو واستيلاء متواصلة منذ احتلال عفرين، حيث منعت المليشيات الإسلامية في معظم القرى، عودة الكثير من المواطنين إلى بيوتهم وأملاكهم بعد استيلائهم عليها، بحجة أنها باتت مقرات عسكرية للمليشيات الإسلامية، أو أن مستوطنين من ذوي المسلحين قد استقروا بها!… كذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، أن مسلحاً مما تسمى “الشرطة المحلية” ينحدر من الغوطة بريف دمشق، قد أقدم على الاستيلاء على منزل مواطن كُردي من أهالي قرية “كوباكيه” يدعى (محمد) في حي الأشرفية، رغم انه يتواجد في عفرين. وأضاف المراسل أنه لدى مطالبة المواطن الكُردي بمنزله، اعتدى عليه المُسلح ورفض تسليمه المنزل، بذريعة أن قد أنفق مبلغ 160 ألف ليرة سورية على ترميم المنزل، ورفض الخروج منه، ليكون المواطن الكُردي بذلك أمام خيارين، فإما يقوم بدفع 160 الف لإخراج المسلح، أو يستولي المسلح على منزله.

السرقات في عفرين..

في الاول من يناير\كانون الثاني، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن ميليشيات الاحتلال التركي تبحث عن سبل لجلب المسروقات من مدينة “كري سبي\تل أبيض”، لصرفها في أسواق إقليم عفرين الكُردي المُحتل، بعد تكدس المسروقات في تلك المناطق . وأكدت المصادر أن الاحتلال التركي أباح لمسلحي الميليشيات الإسلامية المشاركين في غزو مناطق شمال وشرق سوريا سرقة ما تصل إليه أياديهم، لكنه يسمح لهم بجلب سيارة واحدة فقط عبر الأراضي التركي إلى المناطق المحتلة في شمال وغربي سوريا .  وأضافت المصادر أن جماعة المدعو “أبو حسن” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية” ومقرها قرب سوق الهال في مدينة عفرين، باعت كميات كبير من القمح المنهوب من صوامع مدينة تل أبيض إلى الاحتلال التركي، مشيرة إلى أن المخابرات التركي سلمت قيمة القمح المسروق لقيادة الميليشيا في مدينة عفرين .  وحسب تلك المصادرة فإن الكميات المنهوبة بلغت 1500 طن، وتم بيع الكيلو الواحد بـ 35 ليرة سورية فقط .  ومع احتلالهم قطاعاً بين مدينتي “سريه كانيه\رأس العين” و”كري سبي\تل أبيض” عمد مسلحو المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين إلى نهب المحلات والمنازل وسرقتها .  ويعرف عن المليشيات الإسلامية التابعة لتركيا بأنها تعتمد على عمليات السلب والنهب، وتعتبر أملاك المدنين “غنائم”، وقد أظهرت مقاطع  الفيديو التي نشرها المسلحون في عفرين بعد احتلالها كيفية نهب منازل المدنيين ومحلاتهم، حتى أطلق إصطلاحاً على يوم سقوط عفرين في الثامن عشر من آذار العام 2018، بـ “يوم الجراد”.

في الثاني من يناير\كانون الثاني، قالت وسائل إعلام محلية عاملة في شمال سوريا أم مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين المعروفين بـ “الجيش الوطني السوري”، قد أقدموا على قتل سائق سيارة في مدينة كري سبي \تل أبيض، بعد أن حاولوا سرقة سيارته .  وأفاد مصدر محلي لـوكالة “نورث برس” أن المواطن عمار الحجي، والذي يعمل كسائق سيارة أجرة في تل أبيض/كري سبيه، أوصل مسلحين من مليشيا “فيلق المجد” التابع لمليشيات “الجيش الوطني السوري”، إلى المكان الذي احتلوه في قرية كندار، وعند وصولهم، حاول المسلحون سرقة سيارة الحجي وأمواله، إلا أنه قام بمقاومتهم، ما دفعهم لقتله، بحسب المصدر .  وخلال الشهر الماضي كانت قد انتشرت عمليات اقتتال بين مسلحي المليشيات الإسلامية المسلحة التابعة للاحتلال التركي في مدينة رأس العين/ سري كانيه المحتلة، إثر خلافات على السرقات بين مسلحي المليشيات .  وتعتبر جريمة القتل التي طالت “الحجي” استكمالاً للجرائم التي يقترفها مسلحو الإخوان المسلمين تحت راعية وتنسيق قوات الاحتلال التركي التي تشيع الفوضى والخراب أينما حلت وكيفما توجهت . ففي عفرين.. ورغم أن الإقليم لم يعهد خلال عهد “الإدارة الذاتية” التي شكلها ابناءها بين الاعوام من 2014 إلى 2018، أي تجاوزات أو جرائم قتل وتصفية خارج إطار القانون، فقد أضحت تلك الجرائم واقعاً معاشاً في ظل الاحتلال التركي، وانتشرت الفوضى والفلتان الأمني الذي عاثته المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين .  

في الثامن من يناير\كانون الثاني، اعتدى مسلح من جماعة “نضال البيانوني” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية” يوم الجمعة الفائتة، على أحد أبناء “عشيرة البوبنة” بسبب تصديه لمحاولة سلب كمية من مادة البنزين، وفقاً لمراسل عفرين بوست في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا. وأوضح المراسل أن المواطن المنحدر من “عشيرة البوبنة” يملك محطة محروقات بجانب الكراج القديم، حيث حاول أحد مسلحي جماعة “نضال البيانوني” أخذ كمية من مادة البنزين عنوة وبدون أن يدفع ثمنها. وقد أدت تلك المُحاولة من المُسلح إلى نشوب عراك بالأيادي بين الطرفين، ليتدخل على أثرها جنود من جيش الاحتلال التركي، حيث ساقوا الطرفين إلى السراي.

في التاسع من يناير\كانون الثاني، ذكر تقرير بأقدام مسلحي مليشيا “السلطان سليمان شاه\العمشات” التابعين للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، في الثاني من يناير الجاري، على تنفيذ عملية سطو مسلح في منتصف الليل، على منزل المواطنة العجوزة الضريرة نسبياً فاطمة المُلقبة بـ (فاتوله)، والتي تقيم في حارة هاجو ببلدة “شيه\شيخ الحديد”، وفق ما نقلته منظمة حقوقية. والسيدة الكُردية تكون عقيلة السيد “رشيد كوت”، حيث قام المسلحون بسلب مبلغ مالي قدره 2 مليونين ليرة سورية منها، وفق منظمة حقوق الإنسان في عفرين.

في السادس عشر من يناير\كانون الثاني، أقدم مسلحون من “جماعة الأوسو” المنضوية في ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، فجراً، على سرقة كافة محتويات محليين تجاريين في مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل التابع للإدارة الذاتية سابقاً. وأكد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، أن جماعة “الأوسو” التي ينحدر مسلحوها من بلدة حيان بريف حلب الشمالي، أقدمت على سرقة كافة محتويات محل سمانة عائد للمواطن “أبو جوان”، من أهالي قرية “كورزيليه/قرزيحل”. وأضاف المراسل أن الجماعة ذاتها نفذت في نفس اليوم، عملية سرقة في مدرسة “صالح العلي\دبستانا راش” بحي الأشرفية، حيث أقدمت على سرقة ندوة “بوفيه” المدرسة. مشيراً إلى أن الجماعة لم تكتفي بذلك، بل عمدت إلى خلع باب الندوة وسرقته أيضاً، كما أنها خلعت الباب الخلفي لمنزل أحد أفراد عائلة “صالحة” من المكون العربي، وسرقته وفي ذات الموقع محيط “دبستانا راش”، ويشار إلى أن مقر الجماعة المسلحة يقع بالقرب من المدرسة. ومن المعروف أن عفرين وقراها قد قسمت إلى قطاعات، تحتكر فيها كل مليشيا أولوية السرقة واللصوصية والاستيلاء على أملاك المهجرين العفرينيين وتوزيعها على مسلحيها أو المستوطنين من عوائل هؤلاء المسلحين، وبالتالي لا يمكن لأي مجموعة مسلحة التحرك دون موافقة المليشيا التي يخضع لها القطاع. ولا يزال إقليم عفرين الكُردي، يعاني منذ إطباق الاحتلال العسكري عليه في الثامن عشر من آذار 2018، نتيجة انتهاكات المليشيات الإسلامية المتواصلة بإشراف الاحتلال التركي وتخطيطه، حيث يتعامل مسلحو المليشيات الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الحر” و”الجيش الوطني” مع الممتلكات الأهالي الواقعة ضمن قطاعاتهم على أساس أنها غنائمهم التي حصلوا عليها في غزوة عفرين!

اقتتال المسلحين وخداعهم..

في الاول من يناير\كانون الثاني، توجه رتل عسكري مؤلف من الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، من مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل إلى معبر الغزاوية الواصل مع مدينة إدلب، بحجة إرسال مؤازرات إلى إدلب والانضمام إلى المعارك ضد القوات الروسية وجيش النظام .  وأفا مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم أن العشرات من مسلحي ميليشيا “الجبهة الشامية” نفذوا مسرحية تحت مسمى “إرسال مؤازرات إلى إدلب” في دوار كاوا، وسط التكبيرات والشعارات الحماسية، ومن ثم انطلق الرتل العسكري صوب معبر الغزاوية .  لكن المراسل أكد أن الرتل ألتف عند قرية “شاديريه\شيح الدير” جنوب عفرين، عائداً بشكل منفرد لكل عربة إلى مركز مدينة عفرين، بغية عدم لفت انتباه المواطنين والإدعاء بأن الرتل خرج إلى إدلب، منفذين بذلك مسرحية لهدف دعائي فقط .  وكان “عدنان الأحمد” رئيس ما يسمى “هيئة الأركان في نبع السلام” زغم في الخامس والعشرين من ديسمبر الماضي، امتلاك المليشيات الإسلامية المسماة (الجيش الوطني) للرجال والعتاد المطلوب لصد هجمات النظام السوري وروسيا على إدلب، وقدرتهم على وقف تقدمه .  وتجاهل الأحمد كونهم عاملين لدى الاحتلال التركي وملتزمين بجميع التعليمات الصادرة عن الاستخبارات التركي لهم، لدرجة عجزهم عن إطلاق طلقة في وجه النظام، وحصر عدوانهم على قوات سوريا الديمقراطية، تنفيذاً لاجندات تركية للتوسع وقضم الاراضي السورية .  فيما ردّت هيئة تحرير الشام\جبهة النصرة وهي الفرع السوري من القاعدة، عبر معرّفاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، على ادّعاءاته، وجاء ردّ الهيئة على لسان المدعو أبو خالد الشامي، المتحدث باسم ما يسمى الجناح العسكري لتحرير الشام: والذي قال “التنسيق قائم مع كل من يريد الذهاب لأرض المعركة، والمشاركة بشكل جدي دون ادّعاءات على الإعلام، وأي أحد يدعي منعه من النزول للقتال فهو كاذب”. وأكد حديث النصرة زيف ادعاءات المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، التي يعملها مسلحوها كمأجورين تحت الطلب التركي، حيث يعمل الأخير حالياً على إعدادهم للسفر والقتال في ليبيا، تاركين ادلب تحترق، في سبيل ارضاء السلطان العثماني والحصول على مرتبات شهرية مجزية .  وأضاف المتحدث باسم النصرة: “النظام الفاجر الذي يقتل ويشرد الأهالي في إدلب هو ذاته تمتد جبهاته على محاور مناطق درع الفرات بريف حلب الشمالي، فلماذا المزاودات الفارغة فليقوموا بفتح جبهات تعد هي الأقرب لهم باتجاه إدلب من جهة الباب وغيرها!!”.

في الثاني من يناير\كانون الثاني، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 4 مسلحين من مليشيا “فرقة المعتصم” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، جراء عملية اغتيال طالتهم من قبل مسلحين مجهولين وهم متواجدين على أحد حواجز الفرقة عند مدخل إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا . ونوه المرصد أن الاغتيال نُفذ على حاجز يربط عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، من جهة قرية الباسوطة التابعة لناحية شيراوا . ونعت صفحات تابعة لمليشيا “فرقة المعتصم” التابعة أربعة من مقاتليها، قتلوا جراء هجوم لمسلحين مجهولين على نقاطهم في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي . وقالت مليشيا عبر معرفاتها على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الخميس، إن أربعة مسلحين قُتلوا، نتيجة هجوم على إحدى النقاط التابعة للفرقة بمدينة عفرين . ونشرت المليشيا أسماء وصور القتلى الأربعة على “فيس بوك”، كما نعى المتزعم في صفوف المليشيا المدعو “مصطفى سيجري”، المسلحين عبر حسابه في “تويتر”. وتنتشر عمليات التصفية الجسدية في اوساط المليشيات الإسلامية للتخلص من منافسيها على السرقة، أو كاسلوب لحل الخلافات فيما بينها، نتيجة انعدام القانون وسيادة شريعة الغاب التي هيمنت منذ إطباق الاحتلال العسكري على إقليم عفرين الكُردي المُحتل . وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية في شمالي البلاد، فوضى أمنية وعمليات أغتيال وتفجيرات متكررة، نتيجة خلافات داخلية بين تلك المجموعات المسلحة . فيما يتعمد الاحتلال التركي خلق حالة من عدم الراحة في عفرين وريفها، لدفع الكُرد لترك ارضهم للمستوطنين، حيث تمكن فعلاً من تهجير أكثر من 75% من سكان عفرين الاصليين الكُرد . ولم تعهد عفرين خلال عهد الإدارة الذاتية أي عمليات تصفية او قتل خارج القانون، حيث تمكنت الإدارة الذاتية من فرض الامن عبر نظام امني متكامل من جهاز الاسايش إلى المرور إلى الجمارك والمخابرات والقوات الخاصة، فلم يسمح للعصابات المسلحة بأن تجد لنفسها موطئ قدم، وهو الحال الذي تعيشها جميع مناطق الاحتلال التركي وآخرها عفرين .  

في العاشر من يناير\كانون الثاني، أقدم قناص تركي على قنص مستوطنة مُنحدرة من الغوطة الشرقية، حيث قضت نحبها على الفور دون التمكن من معرفة سبب استهدافها. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، أن قناصاً تركياً كان يتمركز في القاعدة العسكرية التي أنشأها الاحتلال التركي في حي الأشرفية، استهدف بشكل مباشر مستوطنة منحدرة من الغوطة الشرقية، كانت تمضي في طريق ترابي بالقرب من القاعدة. وأضاف المراسل أن جنود الاحتلال المتمركزين في تلك القاعدة أطلقوا في وقت سابق، الرصاص على موظفين من شركة مياه عفرين في نقطة كانوا يعملون فيها على توزيع المياه على أحياء المدينة دون أن يُصاب أحد بأذى. ويبدو أن الأحداث الأخيرة في إدلب، وإدراك المسلحين لعب الاحتلال التركي عليهم بغية تهجيرهم من إدلب ودفعهم للاستيطان في عفرين وشرق الفرات، قد بدأت تثير الحساسيات والقلاقل بين الاحتلال التركي والمستوطنين. وليس بعيداً أن يكون استهداف المستوطنة قد تم بشكل متعمد لأهالي الغوطة الشرقية تحديداً، إذ يفضل الاحتلال التركي مليشيات معينة على أخرى، وخاصة المليشيات التركمانية كمليشيا السلطان مراد ومليشيا السلطان سليمان شاه وغيرها.

في الرابع عشر من يناير\كانون الثاني، أكدت مواقع موالية للمليشيات الإسلامية، أن مدنيين اثنين قتلا نهاية الأسبوع الماضي، جراء اشتباكات دارت بين مليشيات “أحرار الشرقيّة” و”أحرار الشام” العاملَين في صفوف مليشيات “الجيش الوطني السوري” التابع للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. وقالت تلك الوسائل إن اثنين قتلا جراء اشتباكات دارت بين مجموعات من “أحرار الشام وأحرار الشرقيّة”، على طريق الباب – الراعي شرق حلب، فيما أُسعف القتيلان إلى مستشفى مدينة الباب بعد تعرضهما لإصابات أودت بحياتهما. وأشارت مواقع المعارضة الإخوانية إلى أنّ الاشتباكات دارت بين مجموعات من المليشيتين على خلفيّة توتر قائم بينهما، بعد تبادلهما الاتهامات حول تورطهما بعمليات تهريب للبضائع الغذائية والأغنام والنحاس إلى مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطيّة” (قسد) ومناطق سيطرة النظام. ويكمن الخلاف في الأساس بين المليشيات على عائدات تهريب البضائع، وليس إلى ما تحاول الوسائل الإعلامية التابعة للإخوان المسلمين ترويجه، بأن هناك مليشيات ترفض التعامل مع قوات النظام وتهريب المواد لمناطقه. وقد ثبت زيف ادعاء المليشيات الإسلامية في محاربتها لقوات النظام من خلال تنفيذها الأوامر التركية القاضية بعدم مواجهة النظام، واقتصار حربهم مع قوات سوريا الديمقراطية، مما يؤكد أنهم قتلة مأجورون، وينحصر سعيهم في الحصول على الأموال من أنقرة، دون النظر في التبعات التاريخية لعودة الاحتلال العثماني إلى شمال سوريا وليبيا وغيرها من المناطق الإقليمية.

في السادس عشر من يناير\كانون الثاني، شهدت مدن وبلدات ريف حلب الخاضعة لاحتلال المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، استنفارا أمنياً لمسلحي مليشيا “أحرار الشرقية” في كل من مدينة الباب وجرابلس والراعي وعفرين، في حين داهم عناصر المليشيا مقرات “الفرقة 20” هناك بسبب مقتل قيادي بارز بتفجير “سلوك” اليوم، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفادت مصادر موثوقة للمرصد بأن مسلحي مليشيا “أحرار الشرقية” يتهمون مليشيا “الفرقة 20” بتمرير سيارة مفخخة، وأنها محملة بمواد تخص المليشيا حتى لا يتم تفتيشها على حواجز “أحرار الشرقية”، فيما لا يزال التوتر الأمني يسود مناطق الاحتلال التركي شمال سوريا. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد، اليوم، انفجار عنيف ضرب بلدة “سلوك” الواقعة بريف الرقة الشمالي الخاضعة للاحتلال التركي ومليشيات الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ “الجيش  الوطني السوري”، ناجم عن سيارة مفخخة استهدفت مقراً لمليشيا “أحرار الشرقية” في البلدة، ما أدى لمقتل 7 من المسلحين بينهم متزعم بارز في مليشيا “أحرار الشرقية”، بالإضافة لمقتل 3 من قوات الاحتلال التركي.

الاتاوات والخوة..

في الثاني من يناير\كانون الثاني، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن ميليشيا “فرقة الحمزة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، تسببت في استشهاد مسن كُردي بريف إقليم عفرين الكُردي المحتل، بعد أن عجز عن دفع أتاوة مفروضة على موسم الزيتون .  وأوضحت المصادر أن مسلحين من ميليشيا “فرقة الحمزة” اقتحموا في الـ 21 من تشرين الثاني عام 2019، منزل المواطن الكُردي “محمود سيدو\محمود خوجه” البالغ من العمر 72 عاماً، وطلبوا منه دفع عشر تنكات زيت لهم، إلا أن المسن أخبرهم بأن جل محصول الزيتون هي 3 تنكات فقط، وأنه لا يستطيع تأمين الكمية المطلوبة، إلا أن المسلحين انهالوا عليه بالضرب وساقوه إلى مقرهم في بلدة راجوـ ليلقى هناك أيضاً الضرب والتعذيب حتى أطلقوا سراحه في اليوم التالي، مطالبين إياه بشراء عشر تنكات زيت وجلبها لمقر الميليشيا .  وذكر أحد أقربائه المقيمين في الخارج لـ “عفرين بوست” أن السبعيني محمود شعر بالإهانة الشديدة من إقدام مسلحين صغار بالسن “في عمر أحفاده” على ضربه وجره من منزله في قرية كوليان تحتاني/راجو، حيث كان يعيش فيه مع زوجته المسنة أيضاً، بينما أولاده موزعون في مناطق عدة، مضيفاً أن الإصابات التي تلقاها نتيجة الضرب والتعذيب وكذلك الإهانة تسببت في إصابته صباح يوم 23/تشرين الثاني/ بالجلطة ما أدى لاستشهاده على الفور .  وأكد المصدر المقرب من الشهيد أن الميليشيا تبتز حالياً أحد أبنائه العائدين إلى القرية من إسطنبول التركية بعد استشهاد والده، مطالبين إياه بدفع مبلغ 700 ألف ليرة سورية لقاء السماح له بالعيش في قريته ومنزل والده .

في الثالث عشر من يناير\كانون الثاني، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن ميليشيا “فيلق الشام” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، فرضت ضريبة جديدة على من تبقى من السكان الأصليين الكُرد في قريتي “زركا” و”جوبانا” التابعتين لناحية راجو. وأخبر المكتب الاقتصادي للميليشيا التي يتزعهما المدعو “أبو الوليد” العائد للتو من معارك شرق الفرات، السكان في مقرها بجمع عبوتي زيت زيتون عن كل عائلة كُردية (52 عائلة) سواء كان حقولهم أثمرت هذا العام أم لا. وكانت الميليشيا كانت جمعت في وقت سابق 45 عبوة زيت زيتون (سعة كل عبوة 16 كغ) من قرية زركا لوحدها، علاوة على النسب التي خصصتها مجالس الاحتلال لها، عدا نسبة الـ5% التي خصمتها المعاصر كأجور للعصر… كذلك، ، فرضت ميليشيا “السلطان سليمان شاه\العمشات” أتاوة جديدة على سكان قرية “خليل” الأصليين الكُرد، بذريعة حمايتهم وحماية محاصيلهم، حيث تقدر الأتاوة الجديدة بـعشرة آلاف ليرة سورية وبشكل شهري. وكان مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شيه/شيخ الحديد”، قد أشار في الثامن والعشرين من ديسمبر العام 2019، إلى عزم ميليشيا “السلطان سليمان شاه” لفرض أتاوات جديدة على السكان الكُرد الأصليين في مركز الناحية وقراها. وأكدت مصادره أن الميليشيا ستفرض مبلغ عشرة آلاف ليرة سورية بشكل شهري، على كل عائلة كردية في القرى الواقعة تحت احتلالها، مشيراً إلى أن الميليشيا تبرر الأتاوة الجديدة على أنها مصاريف لمسلحيها الذين يحمون تلك القرى! وتحتل الميليشيا مركز ناحية “شيه” وثمانية قرى تابعة له وهي (شيه وجقلا فوقاني وجلا تحتاني وجقلا وسطاني وحج بليل وآلكانا وخليل)، إضافة لقرية “كاخريه” التابعة لناحية “موباتا/معبطلي”.

الاختطاف وعمليات الابتزاز..

في الثاني من يناير\كانون الثاني، اعتقلت ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، مواطنا كُرديا واقتادته إلى مقرها في الثانوية التجارية، بتهمة قيامه بتصليح السيارات التابعة لـ “الإدارة الذاتية” سابقاً، ولا يزال مصيره مجهولاً .  وأفادت مصادر خاصة لـ “عفرين بوست” أن المواطن (ع . د) البالغ من العمر 48 عاماً، اعتقل في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، من قبل ميليشيا “الشرطة” العسكرية” بذريعة إجراء تحقيقات معه حول تهمة تتعلق بقيامه بتصليح “سيارات الحزب” إبان فترة “الإدارة الذاتية” سابقاً .  وينحدر المواطن الكٌردي من قرية “كفر دليه تحتاني” التابعة لناحية جنديرس، وهو أب لطفلين، ولديه محل لصيانة السيارات في المنطقة الصناعية، وكان قد اختطف قبل نحو عام، من قبل ميليشيا “الجبهة الشامية” وتمكن من الإفلات منهم، إلا أن جنود الاحتلال التركي أعادوا اعتقاله وسلموه للميليشيا المذكورة، التي أفرجت عنه، بعد دفع فدية مالية تقدر بثمانية آلاف يورو .  وأكدت مصادر “عفرين بوست” أن والد المواطن المُختطف أصيب بالجلطة قهراً على اختطاف والده حينها وتوفي على إثرها .  وتعتمد المليشيات الإسلامية على الخطف وسيلةً للحصول على الأموال، وهي إحدى الأساليب التي اتبعوها منذ بدء احتلال عفرين، في حين يُشرف الاحتلال التركي على تلك العمليات باعتبارها إحدى أساليب تهجير الكُرد، ومنع المُهجرين من العودة .  فيما تمنع عمليات الترهيب الواسعة التي تطال الكُرد، الكثير من الأهالي من التعاون من المنظمات الحقوقية والوسائل الإعلامية نتيجة المخاوف الأمنية من تمكن الاحتلال التركي تعقبهم، وسبق أن دعت الهيئة القانونية الكردية الأهالي الى التجاوب بشكل أكبر في فضح ممارسات الاحتلال، مؤكدة أن الترهيب الذي يمارسه مسلحو الاحتلال يمنع الكثير من الأهالي من التجاوب مع ناشطيهم .

في الرابع من يناير\كانون الثاني، علمت “عفرين بوست” من مصادرها عن إقدام الميليشيات الإسلامية برفقة عناصر من المخابرات التركي على اعتقال ثلاثة موظفين في (المجلس المحلي) التابع للاحتال التركي بإقليم عفرين الكُردي شمال سوريا، واقتيادهم إلى جهة مجهولة. وأكدت المصادر أن مسلحين من ميليشيا “الأمن السياسي” برفقة استخبارات الاحتلال أقدمت في الثلاثين من ديسمبر العام 2019، على اعتقال كل من (منان حبيب، باسل عرب ومحمد عبد الحنان) من المجلس المحلي التابع للاحتلال التركي واقتادوهم إلى جهة مجهولة. وأوضحت المصادر أن باسل عرب، من أهالي قرية كفر دليه/جنديرس، كان يعمل سابقا في شركة المياه ويعمل حالياً في مكتب الخدمات والإدارة المحلي في مجلس عفرين. بينما منان حبيب من أهالي قرية قرنيه/بلبل، كان في السباق ضابطاً في جيش النظام ويعمل حاليا في المجلس المحلي، في حين لا تتوفر أي معلومات إضافية عن المعتقل الثالث.

في السابع من يناير\كانون الثاني، للشهر الثالث على التوالي، لا يزال مصير مواطنين أثنين من المكون العربي من أهالي مدينة حلب، مجهولاً، منذ اختطافه على يد مسلحين من ميليشيا “فرقة الحمزة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، من مكان إقامته في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل. وأكد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، أن المواطن “عيسى شحادة” ونجله “محمد” اختطفا قبل أكثر من ثلاثة أشهر من مكان إقامتهما في حي عفرين القديمة – شارع فرن ابو عماد. وكان المواطن “عيسى” مقيماً وعائلته في عفرين منذ العام 2012، وكان لديه معمل لصناعة البطاريات على طريق عفرين – راجو في مفرق قرية آفرازي/أبرز التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”. وأوضح المراسل أن مسلحي “الحمزة” وبعد اختطاف المواطن “عيسى” ونجله محمد، طلبوا بفدية مالية تبلغ ١٥ مليون ليرة سورية، إلا أن ذويهما لم يتمكنا من دفع الفدية المطلوبة، ولا زال مصيرهما مجهولا لحد الآن. وأضاف المراسل أن ميليشيا “أحرار الشرقية” وبعد حادثة الخطف مباشرة أقدموا على سرقة معمل البطاريات بشكل كامل، مؤكداً أن زوجة المواطن المُختطف “عيسى”، فرت إلى مدينة حلب قبيل أقدام ميليشيا “الشرطة العسكرية” على مداهمة مكان إقامتها، حيث نهبت من المنزل مبلغ 300 ألف ليرة سورية، علاوة على نهب محل البطاريات الكائن على الأوتوستراد الغربي في المدينة. وحصل المُراسل معلومات عن مصير “محمد عيسى شحادة”، والتي تفيد بقيام ميليشيا “الحمزة” بتسليمه لميليشيا “الشرطة العسكرية”، مرجحاً تواجده في سجن ماراتي العائد للميلشيا، فيما لا تتوفر أية معلومات والده… كذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، إن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، تواصل تنكيلها بالسكان الأصليين ممن بقيوا على أرضهم، في إطار مساعيهم لتهجيرهم، والاستيطان في أرضهم. وفي هذا السياق، أقدم مسلحون من مليشيا “فرقة الحمزة” على اختطاف المواطن الكُردي “أكمل الدين عثمان بن نظمي” البالغ من العمر خمسة وأربعين عاماً، وهو أب لأربعة أبناء، ومختار قرية “كوليا تحتاني” التابعة لناحية راجو، لعدة مرات، كان آخرها اقتحام ستة مسلحين بقيادة المدعو “عرب”، لمنزله، حيث نفذوا عملية الاختطاف. وأشار المراسل أن “أكمل الدين عثمان بن نظمي” قد تعرض منذ احتلال الإقليم لحوالي أربع عمليات اختطاف، ولفترات مختلفة، وتعرض خلالها للتعذيب. وفي أيلول 2018، دفع “أكمل الدين” فدية مالية قدرها /2/ مليون ليرة سورية، تم جمعها من أقربائه، لقاء الإفراج عنه لدى ذات المليشيا وهي “فرقة الحمزة”، وكذلك اعتقل حوالي /20/ يوم في سجن معراته قرب عفرين. و قبل قرابة أسبوعين، وتحديداً في الثامن عشر من ديسمبر الماضي، عاودت المليشيا خطفه مجدداً، مشترطين دفع فدية مالية لقاء إطلاق سراحه، حيث تم تعذيبه بشكل وحشي، مما أدى لإصابته بكسور بليغة في الرأس و القفص الصدري. ونوه المراسل أن “أكمل الدين” أضطر لدفع فدية قدرها 200 ألف ليرة سورية، بالرغم من الوضع الاقتصادي السيئ الذي يعاني منه، جراء دفع مبلغ الفدية السابق. وأفرجت مليشيا “فرقة الحمزة” في الرابع والعشرين من ديسمبر، عن “أكمل الدين” بعد دفعه فدية مالية /200/ ألف ليرة سورية، حيث يعاني حالياً من آثار الكسور والتعذيب والضرب الذي تعرض له خلال فترة الاختطاف.

في التاسع من يناير\كانون الثاني، أكد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، إن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد أفرجوا عن شاب كردي مختطف وهو في حالة مزرية يرثى لها. وقال المراسل أن الشاب الكردي “دلوفان عصمت ابراهيم” من أهالي قرية جومزنا التابعة لناحية “موباتا/معبطلي” والبالغ من العمر ثمانية عشر عاماً كان قد اختفى في ظروف غامضة، وذلك بعد تلقيه مكالمة هاتفية في الثاني عشر من ديسمبر العام 2019، حيث خرج مباشرة من منزلة في حي الأشرفية وسط مركز عفرين المحتل، ولم يعد بعدها. وتابع المراسل أنه بعد اسبوع من خطف الشاب دلوفان، تواصل مسلحون مع ذويه وطالبوا بفدية مالية وقدرها ست ملايين ليرة سورية للإفراج عنه، حيث تمكن ذووه من تأمين المبلغ وجرى تسلميه لوسيط، الذي قام بدوره بتسليم المبلغ إلى الميلشيا (دون تمكنه من تحديد هوية الوسيط والمليشيا). ونوه المراسل إنه بتاريخ السادس من يناير الجاري، قام المسلحون بالإفراج عن الشاب “دلوفان”، حيث تم إنزاله من سيارة للمسلحين بالمنطقة الصناعية وهو في وضع صحي ونفسي سيئ جداً. وأشار المراسل إنه لدى لقاء أهله بإبنهم، وجدوه بوضع غير طبيعي نتيجة إجباره على تعاطي كميات كبيرة من حقن الهلوسة، فيما بدت آثار التعذيب بشكل واضح على جسده نتيجة الضرب المبرح، لكن الأنكى أن الشاب “دلوفان” قد فقد ذاكرته. وكانت سلطات الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، قد نفت في نهاية ديسمبر 2019، علمها بأي معلومة عن الشاب المختطف، بعد إبلاغ ذويه عن حادثة الاختفاء، فيما تتم عمليات الخطف والاختفاء القسري بشكل مستمر منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي على الإقليم بإشراف استخبارات الاحتلال التركي.

في الثاني عشر من يناير\كانون الثاني، شنت ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين برفقة المخابرات التركية، حملة أمنية في قرية “كوركا\كوركان فوقاني” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي” منذ أربعة أيام، جرى خلالها مصادرة هواتف جميع الرجال والنساء وتفتيشها، نساءاً ورجالاً. وقال مراسل “عفرين بوست” في الناحية بأن قوات الاحتلال اعتقلت المواطنين الكُرد التالية أسماءهم: (بهجت حسن، أحمد عارف حليمة، حسن عارف، أمينة محمد، خديجة حسن) حيث تم الإفراج عن هؤلاء بكفالة بعد دفع غرامة مالية مئة ألف ليرة سورية. مشيراً أنه لا يزال الزوجان مصطفى حسن وخديجة رهن الاعتقال لعدم تمكنهما من دفع الغرامة… كذلك، أبلغت مصادر موثوقة المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن مسلحين تابعين لمليشيا “السلطان سليمان شاه\العمشات” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد أقدموا على اختطاف ثمانية مدنيين بينهم مواطنة وطفلها من قرية “أنقلة” التابعة لناحية “شيه\الشيخ حديد” في ريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا. وبحسب مصادر “المرصد السوري” جرت عملية الاختطاف ليل الجمعة، دون سابق إنذار أو تهم موجهة لهم وذلك بعد مداهمة منازلهم في القرية، ومن ثم اقتيادهم إلى جهة مجهولة.

في الرابع عشر من يناير\كانون الثاني، أقدمت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين الجمعة الفائتة، على اعتقال مواطن كُردي في حي الشرفية وسط مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل، التابع للإدارة الذاتية في شمال سوريا سابقاً. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز المدينة، أن ميليشيا “الشرطة المدنية” برفقة عناصر من المخابرات التركية أقدمت على اعتقال المواطن الكُردي “جهاد عرب” من منزله الكائن خلف مدرسة صالح العلي في حي الأشرفية واقتادته إلى جهة مجهولة. ويعمل الشاب جهاد في مجال بيع الدخان في براكية بسوق الهال وسط المدينة، وأضاف المُراسل أن الشاب الكُردي جهاد عرب سبق وأن تعرض للاعتقال على يد مسلحي ميليشيا “الشرطة العسكرية” وقضى في سجونها نحو شهرين ليتم الإفراج عنه بعد دفعه فدية مالية تحت مسمى (كفالة). ويُشار إلى أن ميليشيا “الشرطة العسكرية” تُجبر المعتقلين على دفع مبالغ مالية تتراوح بين 150 – 300 ألف ليرة سورية تحت مسمى “كفالية مالية” غير القابلة للاسترداد في حال عدم ثبوت التهمة عليه.

كذلك، قال نشطاء في إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، إن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين اختطفت خلال الأسبوع المنصرم عدداً من السكان الأصليين الكرد، وذلك في إطار جهودهم لتهجير السكان الأصليين وتشجيع المستوطنين على الاستقرار عوضاً عنهم. وفي هذا السياق، اعلن ناشطون  اختطاف المواطن “حسين حسين بن يوسف” وشقيقه محمد من أهالي بلدة معبطلي مع سيارته – بيك آب /2010/ المسجلة لدى الدولة، أثناء تواجدهما في حقل زيتون لهما قرب نبع آفراز – طريق كمروك والقريب من البلدة في العاشر من يناير. وقالوا أن مسلحين يستقلون سيارة فان، /5 أفراد/ انهالت عليهما بالضرب لدى اعتراضهما على سرقة السيارة، حيث نقلتهما إلى مسافة /15/ كم قرب مفرق قرية قاسم التابعة لناحية راجو وربطتهما إلى جذع شجرة وتركتهما، وسلبت منهما السيارة، رغم وجود العديد من الحواجز المسلحة في تلك الطرقات، بينما تمكن الشقيقان من فك بعضهما عن الشجرة بعد ساعة وعادا أدراجهما إلى بلدتيهما مكلومين ومفزوعين. وفي الأثناء، أقدمت المليشيات الإسلامية المحتلة لـ عفرين، على إختطاف المواطنة “أمل محمد مصطفى” زوجة المواطن “فوزي طوبال حمو” من قرية معرسكة التابعة لناحية شرا\شران، واقتيادها إلى جهة مجهولة بالإضافة إلى اختطاف المواطن “آريان خليل” أيضا من قرية معرسكة. ونوه النشطاء إن اختطاف أمل جاء عقب أن اختطفت قبل عدة أيام ثلاثة نساء هن “خديجة محمد، خديجة حسن، أمينة نامو كيلو” من قرية كوركان فوقاني التابعة لناحية موباتا\معبطلي، حيث أطلق سراحهن بعد دفع فدية مالية، وايضاً اختطفت المواطنة “سلطانة بنت محمد حسين” من قرية انقلة التابعة لناحية شيه/شيخ الحديد. إلى ذلك، قامت مليشيا “فرقة المعتصم” وفق ناشطين في الثاني عشر من يناير، على اعتقال موظف في مجلس عفرين المحلي، يدعى “محي الدين شيخ نعسان” من أهالي قرية آفراز التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، حيث يشغل نعسان نائب مدير المكتب الإغاثي ويعتبر أحد مؤسسي المجلس المحلي لمدينة عفرين التابع للاحتلال التركي. وعلى صعيد متصل، أقدمت مليشيا “السلطان سليمان شاه\العمشات” المحتلة لـ ناحية شيه\شيخ الحديد، وقرية كاخرة، في الثاني عشر من يناير، على خطف شقيقين من أهالي القرية بتهمة الخدمة ضمن قوات الحماية الذاتية وهما كل من “ولات حج علي عبو\38 عام”، و”أدريس حج علي عبو\35 عام”.

كذلك، اعتقلت ميليشيا “الشرطة المدنية” برفقة الاستخبارات التركية في الثاني عشر من يناير الجاري، شاباً وشابة من السكان الأصليين الكُرد من ريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا. وقال مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو أن الشابة الكُردية “رنكين أحمد عبدو حبو/23عام”، من أهالي قرية “كاريه/صاغر لتابعة لناحية “بلبلة\بلبل”، قد توجهت برفقة قريباها الشاب “حجي أحمد منان إيبش” إلى مكاتب التحويل في بلدة راجو، بغية استلام حوالة مالية. بيد أن مسلحين من ميليشيا “الشرطة المدنية” وعناصر من المخابرات التركية قاموا باعتقالهما، بذريع أن شكل الفتاة يشبه مُقاتلات “وحدات حماية المرأة”!، حيث لا يزال مصيرهما مجهولاً.

في الثالث عشر من يناير\كانون الثاني، وقال ناشطون أن المليشيات التابعة للمحتل التركي اختطفت، المواطن ” بسيم أحمد أحمد” عقب مداهمة منزله في قرية “رمادية” التابعة لناحية جندريسه/جنديرس. وفي السياق، لا يزال مصير الأخوين “ولات حج علي عبو عمر\38 عام” و”إدريس حج علي عبو\35 عام”، من أهالي قرية كاخرة التابعة لناحية موباتا\معبطلي، مجهولاً عقب اختطافهما في الثاني عشر من يناير الجاري، من قبل مليشيا “السلطان سليمان شاه\العمشات”، حيث تطالب الأخيرة بفدية مالية قدرها 15 ألف دولار للإفراج عنهما. وأشار الناشطون أن عملية الاختطاف للأخوين سبقها قبل شهر، اختطاف المواطن “محمد منان عابو”، إضافة إلى اختطاف المواطن الكُردي المسن “حسن محو”، حيث قام المسلحون بتعذيبه وإهانته وسرقة كل مافي بيته. وأخيراً، قال الناشطون أن مليشيا “الأمن السياسي” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد أقدمت في الرابع عشر من يناير، على إعتقال المدني “إدريس محمد حنيف شيخو” يبلغ من العمر 41 عاماً من قرية قره تبه التابعة لناحية “شرا\شران” وذلك أثناء تواجده في مركز إقليم عفرين.

في الرابع عشر من يناير\كانون الثاني، أقدم مسلحو المليشيات الإسلامية، على اختطاف مواطن كردي يملك بقالية صغيرة لبيع المواد الغذائية والخضروات على طريق جنديرس بمركز عفرين. وأشار المراسل أن المواطن الكردي يُلقب بـ “أبو رياح”، ويملك محلاً قريباً من منزل جمال اغا، وقد تم استدراجه إلى إحدى مقرات المليشيات الإسلامية بحجة وجود سيارة على اسمه، وإنه يتوجب عليه تنظيم أوراقها. ونوه المراسل إلى عدم وجود أي سيارة على اسم المواطن الكُردي، ولدى قيامه بمراجعة المليشيا التي طلبت لقائه، جرى اختطافه، حيث لا يزال مجهول الأثر. كذلك، لليوم الثالث على التوالي لا يزال المجهول يلفّ مصير طفل كُردي اختفى بمدينة عفرين في ظروف غامضة، وقال مراسل “عفرين بوست” في المدينة أن الطفل “قادر إدريس زلفو/14 عام” اختفى في الثاني عشر من يناير الجاري، في حي الأشرفية في ظروف غامضة ولا يزال مصيره مجهولاً. وأضاف المُراسل أن ميليشيا “أحرار الشرقية” تسيطر على القطاع الذي يقع فيه منزل والد الطفل المختفي “إدريس زلفو”، والكائن في محيط الجسر الجديد في حي طريق ترنده\الظريفة، مشيراً إلى أن مسلحي “الشرقية” كانوا يترددون بشكل ملفت على محل بيع الحطب بالقرب من دوار القبان، الذي يعمل فيه إدريس. ورجح المُراسل أن يكون مسلحي “الشرقية” هم الذين يقفون وراء اختفاء الطفل الكُردي، كونهم أكثر من يعلمون عن الوضع المادي “الجيد” لذويه، وكذلك باعتبار أن كل ميليشيا لديها قطاع أمني مُحدد، ولا يحق لها أن تتدخل في القطاعات الأمنية للميليشيات الأخرى، حسب الواقع الأمني الذي رسمه الاحتلال التركي منذ احتلال الإقليم في آذار عام 2018… كذلك، علمت “عفرين بوست” من أوساط المجلس المحلي التابع للاحتلال التركي في عفرين، أن السبب الحقيقي وراء أقدام ميليشيا “لواء المعتصم” على اختطاف نائب المكتب الاغاثي “محي الدين شيخ نعسان”، يعود لرفض الأخير إعطاء مواد إغاثية لمسلحين من الميليشيا المذكورة، مبرراً ذلك كونها مخصصة للفارين من أهالي إدلب إلى عفرين. وأكدت المصادر أن “المعتصم” اختطفت شيخ نعسان بتهمة اختلاسات مالية وكذلك اتهامه بأنه عضو في حزب الاتحاد الديمقراطي، وهي التهمة التي توجهها الميليشيات الإسلامية عادة للسكان الكُرد الأصليين في الإقليم بهدف ابتزازهم مالياً، أو الاستيلاء على ممتلكاتهم في إطار خطة الاحتلال التركي الهادفة إلى طردهم وإحلال المستوطنين مكانهم وصولا لإحداث التغيير الديموغرافي الشامل. ورجحت المصادر أن يكون شيخ نعسان قابعاً في سجن المليشيا بمدينة مارع، رغم أنه يتخذ من مبنى بلدية “قيباريه/عرش قيبار” مقراً عسكرياً له في عفرين المحتلة، وتحويله جزءأ من المبنى البلدي لمركز اختطاف.

في الثامن عشر من يناير\كانون الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، إن منطقة الكراج الجديد في عفرين قد تعرضت للقصف بقذيفة، وتبعها انتشار كثيف لمخابرات الاحتلال التركي ومليشيات الإخوان المسلمين بـ (اللباس المدني)، إلى جانب انتشار المسلحين في شوارع المدينة. وأشار المراسل بأنه قد تم إغلاق الطريق من “دوار كاوا” إلى “دوار نوروز” بالمنصافات الإسمنتية، في ظل توتر تشهده المنطقة، تزامناً مع اقتراب فاجعة الغزو التركي لعفرين في عامها الثاني، في ظل ترجيح مراقبين إلى تعمد الاحتلال القيام بتفجيرات أو عمليات ترهيب بحق السكان الأصليين الكُرد، لإلصاقها بالمقاتلين الكُرد من “قوات تحرير عفرين” المُرابطة في الشهباء. وينبه المراقبون أن عملية القصف الأخيرة التي لم تسفر عن ضحايا أو أضرار، تأتي في سياق ترهيب السكان الأصليين في عفرين، ومحاولة إلصاق التهم بهم بالتعامل مع “قوات سوريا الديمقراطية”، بغية خطفهم ومطالبة ذويهم بفدى مالية، وهو ما دأبت عليها مليشيات الاحتلال. وكان تفجير استهدف حافلة نقل داخلي في العشرين من يناير 2019، تزامناً مع فاجعة الغزو الأولى، حيث دأبت الميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي على افتعال التفجيرات ونسبها إلى المقاتلين الكُرد، كي تشرعن لنفسها تنفيذ حملات خطف جديدة بحق السكان الكُرد في المناطق القريبة من مواقع التفجير، بهدف ابتزازهم مالياً. وفي نهاية فبراير 2019، كان مصدر محلي قد قال لـ “عفرين بوست” أن “الأهالي الكُرد على إيمان أن للاحتلال التركي اليد الطولى في عمليات التفجير، وأن من يقوم بالتفجيرات هم مسلحو المليشيات الإسلامية أنفسهم”، مُنوهاً أن السبب في وقوع التفجيرات وفق وجهة نظر العفرينيين، يكمن في رغبة قوى الاحتلال زعزعة الأمن ضمن المنطقة، حتى لو كان بعض المستوطنين من بين الضحايا!، لتبرير خطف المدنيين وبقائهم بسلاحهم ضمن المدينة. وشدد المصدر حينها أن المليشيات الإسلامية لها مصلحة في وقوع التفجيرات، كي تقوم بنسبها إلى المقاتلين الكُرد، وتشرعن لنفسها بالتالي تنفيذ حملات خطف جديدة بحق السكان الكُرد في المناطق القريبة من مواقع التفجير. واستدل المصدر على ذلك، بقيام المسلحين باختطاف “قرابة 50 مواطن كُردي في العشرين من يناير 2019، من المنطقة الصناعية بـ عفرين، عقب تفجير حافلة بالقرب من “دوار كاوا” القريب من المنطقة الصناعية، ، تزامناً مع فاجعة الغزو الأولى، حيث تستمر عمليات الخطف عقب أي تفجير لشهر كامل، ليتلوها تنفيذ تفجير جديد، وإعادة لمسلسل الخطف السابق”.

مهجرو عفرين..

في الثاني من يناير\كانون الثاني، توفى إثنان من مهجري عفرين في مناطق الشهباء، نتيجة انفجار لغم من مخلفات داعش في المنطقة. وقال مراسل “عفرين بوست” أن كل من المواطنين “كانيوار حسين علوش\٣٣” و”سمير منان علوش” وهما قريبان لبعضيهما من قرية كوران التابعة لناحية جنديرس بريف عفرين، قد توفيا بتفجير لغم في قرية “بابنس” بالشهباء. وإنفجر اللغم المزعوم من حقبة احتلال داعش للمنطقة قبل عدة سنوات، خلال بحث المواطنين عن حطب للتدفئة بين الغابات والأراضي الزراعية  المحيطة بالقرية، بغية تأمين تدفئة لعوائلهم. ولا يقتصر الموت الذي يلاحق العفرينيين المهجرين على الالغام، ففي الثاني من ديسمبر الماضي، استهدف قصف مدفعي من الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين والمعروفة بـ (الجيش الوطني، الجيش الحر)، مهجري عفرين في مناطق الشهباء شمال سوريا. وأدى حينها قصف المحتلين إلى أستشهاد 10 أشخاص بينهم ثمانية أطفال، إضافة إلى إصابة  عدد آخر، حيث يستهدف الاحتلال التركي منطقة تل رفعت بين الفينة والأخرى.

في السادس من يناير\كانون الثاني، خلّف النزاع السوري وراءه عشرات الألاف من الضحايا، على امتداد الجغرافيا السورية، ولعل الموت الذي لم يشبع يوماً يستلذ بحصاد أرواح السوريين، حيث يأتيهم من السماء على متن الطائرات الحربية أو يظهر من باطن الأرض على هيئة لغم حربي، وفق ما جاء في تقرير لموقع الاتحاد برس، تطرق إلى حصد الالغام لأرواح المهجرين من إقليم عفرين الكردي المحتل من قبل الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين. حيث قضت ألغام “داعش” خلال عامٍ ونصف على أكثر من 119 مدني من أهالي عفرين المهجرين قسراً للشهباء بينهم 41 فقدوا حياتهم، وأخرين باتوا من ذوي الاحتياجات الخاصة. واضطر سكان عفرين بعدما هجروا وانتشروا في معظم القرى والمناطق إلى العيش في المنازل الشبه مدمرة وغيرها من الأماكن التي كان “داعش” يقطن فيها وهذا ما جعل تفجير هذه الألغام من نصيبهم، بعدما هربوا من حرب تركيا ليصطدموا بمخلفات “داعش” من العبوات والألغام. وتتحدّث تقارير الهلال الأحمر الكردي عن إصابة 199 شخصًا بألغام مخلفات “داعش” في المنطقة، فقد 41 منهم حياتهم، ولا تزال مخاطر الألغام تحيط بمن نزحوا من أهالي عفرين باستمرار، في ظل وجود ألغام بالأراضي الزراعية والمنازل شبه المدمرة الناتجة عن صراع الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلحة في الشهباء. وسجلت التقارير بدءًا من تاريخ 5-4-2018 أسماء للمصابين بجروح نتيجة الألغام وهم كل من “محمد زكي سيدو” و” وكاوا محمد”  و”فهمية حنان ” و” فاطمة إبراهيم”، و”علاء طواريس”، في مناطق “معراته مسلمية” وريف “حبش” وقرية “تل فراح” . أما في تاريخ 11-4-2018 سجلت التقارير عددًا من الوفيات في قرية “تل جبين”، وهم كل من “ذكية محمد بكر” البالغة من العمر 55عاما، و”نيروز منان حيدر” البالغة من العمر 33عاماً، والطفلة “ولات محمد بكر” البالغة من العمر 6 أعوام، و”نوجين محمد بكر” البالغة من العمر 8 أعوام، و”فيدان خليل رشيد” البالغ من العمر 65عاماً، و”شيرين حمدو شيخو” البالغة من العمر 26 عاماً و”ياسر حسن عبدو” البالغ من العمر 32 عاماً، و”ورهين ياسر عبدو” البالغ من العمر 7 اشهر”، و”قدرت موسى سليمان” البالغة من العمر 65 عاماً، و”حميدة خليل حسو” البالغة من العمر 22عاماً، و”حسن سيدو عبدو” البالغ 95، بالإضافة إلى شخص مجهول الهوية . كما سجلت التقارير خلال أسبوع واحد من 13/4/2018 حتى 20//4/2018، وفاة طفل واحد وهو “أحمد سليمان” البالغ من العمر 10 أعوام في “تل شعير”، وعدد من الاصابات الخطيرة لكل من “خالد موسى حلايل” البالغ من العمر 42 الذي أصيب في “تل قراح”، و”شيار حفطارو” البالغ من العمر 10 أعوام ، و”إسماعيل محمد” البالغ من العمر 52 عاما، و”أحمد شرف”، و”صديقة سيدو” وجميعهم في منطقة “تل فراح” . أما بتاريخ 25-4-2018 أصيب “برخدان رشو”، و”ليلى أحمد”، و”عبد الحميد مصطفى”، و”عزيزة حمزة عثمان” في منطقة “تل فراح”، كما أصيبت “زينب محمد” البالغة من العمر 27 عاماً في منطقة “فافين”  . ومع استمرار انفجار الألغام، سجلت عدد من الإصابات المختلفة، في منطقة “تل رفعت”، بتاريخ 6/8/2018 لكل من “فاطمة علو”، و”محمد فوزي”، و” نيروز فوزي”، و”كيبار شيخ قنبر” . وقتل بسبب الألغام بنفس التاريخ “عمر علو”، البالغ من العمر 23 عاما في “تل رفعت “و”منى عمر” البالغة من العمر 12 عاما” في نسف المنطقة، بالإضافة إلى “كله مصطفى” البالغة من العمر 50 عاماً . وتوالت الإصابات في الشهر الثامن حيث سجل بالعاشر منه إصابة ل”سليمان عزت” البالغ من العمر 24 عاماً في “تل رفعت”، وإصابة  شخص أخر في الثامن والعشرين منه، يبلغ من العمر 11 عاماً، في قرية “وحشية” . أما الشهر التاسع فسجل إصابتين نتيجة قذائف على المنطقة، حيث أصيب كل من “غسان سيدو مامش”، و”علي حسن كسات”، في “تل رفعت” . أما بتاريخ 11/10/2018 أصيب “هوريك محمد جاويش” البالغ من العمر 16 عاماً، نتيجة لغم وبترت ساقه اليمنى، في قرية “تل سوسين”، وأصيب في منتصف الشهر العاشر، الطفل “يوسف عزيز احمد” البالغ من العمر 12 عاماً ،و”إبراهيم حسين حمادة” البالغ من العمر 20 عاماً في قريتي “تل سوسين”، و”تل رفعت”. وحصدت الألغام في شهر تشرين الثاني من عام 2018 روح الطفل “جمعة عمر عبدو” البالغ من العمر 10 أعوام، في “تل قراح”، وأصيبت الطفلة “ميرفان عمر عبدو” البالغة من العمر 8 أعوام إصابة متعددة في البطن”، و”يوسف ياسين خليل” في ناحية “احرص”، كما أصيب “محمد عثمان” بالقصف التركي على المنطقة في 16/11/2018 . أما في عام 2019 وتحديداً في الشهر الثالث منه، أصيب كل من “خليل علي شكري”، و”صديقة حنان مصطفى” البالغة من العمر 60 عاماً، في قرية “زيارة”، و”بيرهات خليل” البالغ من العمر 16 عاماً، و”إبراهيم خليل” البالغ من العمر 10 أعوام، و”أحمد سليمان عزت” البالغ من العمر 10 أعوام ، و”محمد عبدو محو”، كما توفي “عزيز عبد القادر احمد” البالغ من 13 عاما، وجميعهم في قرية “الاحداث” . أما بتاريخ 27-3-2019 توفي عدد من أهالي عفرين في “تل جبين” وهم كل من “بكري مصري” و”فوزي إبراهيم الحسن” و”مروى علي منصور” و”فدوى طه حلاق” و”حنان احمد رشيد” و”آية عبيد طيجان” و”خديجة محمد شيخ عمر” و”حسين محمد طيجان”، كما جرح كل من “محمد عبدو محو” البالغ من العمر 11 عاماً و”عيوش وامينة حمدو”، “وفاطمة عبدو” . وقال العضو الإداري في الهلال الأحمر الكردي، “دمهات أحمد” الذي قال “بعد خروج أهالي عفرين بظلم وقسوة من ديارهم واجهنا الكثير من المشاكل والصعوبات في الشهباء وأكثرهم كان من ناحية الألغام وبات أكثر من 39 مدني من ذوي الاحتياجات الخاصة بعدما فقدوا أعضاء من جسدهم من ساق، يد، عين وغيرها”. وأكد “دمهات” أن “أكثر المدنيين الذين فقدوا حياتهم تأثراً بإصابتهم بالألغام كانت نتيجة عدم توفر الإمكانيات اللازمة من أدوية ومعدات طبية تساهم في معالجة الجرحى والامكانيات تقتصر على الإسعافات الأولية” . وأنهى “دمهات” حديثه بالإشارة إلى أن “نقاط الهلال الأحمر الكردي في الشهباء بين الحين والأخرى يستقبل الكثير من الحالات المصابة بانفجار الألغام إلا أن الطاقم الصحي في المنطقة لا يستطيع تقديم المساعدات لهم وعليها نناشد الجهات المعنية بتقديم المساعدات لأهالي المنطقة من معدات وأدوية طبية”.

في التاسع من يناير\كانون الثاني، بادرت منظمة الهلال الأحمر الكردي فرع عفرين، إلى جمع تبرعات من الدم، لتلبية حاجات المواطنين، وإجراء العمليات دون مواجهة الصعوبات في مشفى آفرين بمقاطعة الشهباء، وفق ما نقلته وكالة هاوار للأنباء. وبدأ أهالي عفرين المُهجّرين قسراً، وأعضاء منظمة الهلال الأحمر الكردي، التوافد إلى النقطة الطبية في ناحية أحرص، للتبرع بالدم لسد حاجات المواطنين في مشفى آفرين في التاسع من يناير الجاري. ويعاني مشفى آفرين نقصاً في الدم، لإجراء العمليات للمرضى، في حين تأتي المبادرة في ظل تعرض مقاطعة الشهباء لقصف يومي من قبل جيش الاحتلال التركي ومليشياته الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، والذي يسفر في كثير من الأحيان عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين. وقال الرئيس المشترك لمنظمة الهلال الأحمر الكردي أكرم عرب: ” تشهد المقاطعة حصاراً خانقاً من جميع الجوانب ،والانتهاكات التي تمارس بحق الأهالي في المنطقة، والقذائف التي تستهدف المدنيين بشكل شبه يومي. ويواجه مشفى آفرين الكثير من الصعوبات، من عدم توفر الدم لإجراء العمليات للمرضى”. وأضاف عرب ” المبادرة التي بدأنا بها اليوم مستمرة، حتى سد حاجة المشفى، وإتمام زمر الدم اللازمة للمشفى، والحملة ستستمر في جميع قرى ونواحي مقاطعة الشهباء.

في الحادي عشر من يناير\كانون الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في الشهباء، إن حوالي ١٥ قذيفة أطلقت من قبل جيش الاحتلال التركي، قد سقطت على قرية “باشمرة” التابعة لـ ناحية شيراوا بريف إقليم عفرين الكُردي شمال سوريا، مما أدى إلى إصابة المواطنة “زينب محمود حمادة”، حيث جرى نقلها إلى نقطة للهلال الأحمر الكُردي في المنطقة. ويأتي القصف التركي بالتزامن مع رغبة الاحتلال التركي بالسيطرة على المنطقة، حيث كان قد توصل أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في الثالث والعشرين من اكتوبر\تشرين الاول العام 2019، إلى اتفاق بخصوص وضع حد لغزوة “نبع السلام” التي أطلقتها أنقرة ضد قوات سوريا الديمقراطية، في شمال سوريا. وبموجبها، تم الاتفاق على انتشار الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري على الجانب السوري من الحدود السورية التركية، خارج منطقة غزوة “نبع السلام”، وتسهيل إخراج مقاتلي سوريا الديمقراطية وأسلحتهم حتى عمق 30 كم من الحدود السورية التركية، خلال 150 ساعة. كما نص الاتفاق حينها على إخراج مقاتلي “وحدات حماية الشعب” وأسلحتهم من منبج وتل رفعت، وهو ما لم تتوضح معالمه بالتحديد أكان البديل لانسحاب وحدات حماية الشعب هو انتشار قوات النظام بمفردهم أم سينتشرون بجانب الجنود الروس، إضافة لغيرها من التفاصيل المبهمة.

في الثاني عشر من يناير\كانون الثاني، توافد الالاف من أهالي الشهباء والمهجرين قسراً من إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، الى ناحية فافين في مقاطعة الشهباء تنديدا بالمجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال التركي في الثاني من ديسمبر العام 2019. وبدأت التظاهرة من الطريق الرئيسي في ناحية فافين إلى مقبرة الشهداء في ناحية فافين وسط ترديد الشعارات التي تحي مقاومة أهالي عفرين في تل رفعت، ولدى وصول المتظاهرين إلى مقبرة الشهداء توقفوا دقيقة صمت، تلاها قراءة بيان بالغتين الكردية والعربية من قبل الطالبة زينب لولو، وشهاما رشيد. وجاء في نص البيان “اليوم، بانقضاء أربعين على مرور مجزرة تل رفعت التي ارتكبت من قبل الدولة التركية المحتلة ومرتزقتها الخائنين لوطنهم، راح ضحيتها عشرة شهداء مدنيين منهم ثمانية من رفاق دربنا أطفال أبرياء كانوا يمرحون أمام مساكنهم المؤقتة التي لجوا إليها بعد احتلال مدينتهم وأرض أجداهم كفراشات يطيرون سوية لتحقيق أحلامهم المستقبلية التي تحطمت بيد ديكتاتور العصر الوحشي “أردوغان” الذي يمتص دماء الأطفال من شنكال، روبوسكي، نصيبين عفرين، رأس العين ومؤخرا امتص دماء الأطفال المهجرين قسراً إلى تل رفعت ويقامون بأمل العودة إلى عفرين”. مضيفاً: “بهدف استرجاع المخططات والآمال العثمانية تستمر بشن الهجوم على الشعوب التواقة للحرية، تسيئ وتدمر الطبيعة تقوم بسرقة ونهب الأماكن الأثرية والتاريخية المحافظة على مر السنين للتاريخ العريق للبشرية وأكثر المرتكبات قذرة قتل الأطفال مادياً ومعنوياً بأساليب بعيدة كل البعد عن الأخلاق والإنسانية وحرماتهم من حقوقهم ترابه بدمائهم العصرة والذكية”. وتابع البيان: “باسم أطفال عفرين والشهباء وبالأخص أطفال الشهداء، ندين ونستنكر صمة العار مجزرة تل رفعت وجميع الانتهاكات التي ترتكب بحق الأطفال وننادي ونطالب دعاة الحرية والديمقراطية المنظمات الحقوقية المنادي بحماية الأطفال وخاصة يونيسف ان تقوم بواجبها وتحقق مع مرتكبي هذه المجزرة وتضغط على الدولة التركية الفاشية الخروج من أرضنا ليعم السلام وتنتهي الحرب ونعود بسلام إلى مناطقنا”. واستهدف قصف مدفعي من الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين والمعروفة بـ (الجيش الوطني، الجيش الحر)، مهجري عفرين في مناطق الشهباء شمال سوريا، وأدى حينها إلى أستشهاد 10 أشخاص بينهم ثمانية أطفال، إضافة إلى إصابة  عدد آخر، حيث يستهدف الاحتلال التركي منطقة تل رفعت بين الفينة والأخرى. وكان من بين الشهداء نتيجة القصف المدفعي التركي في الثاني من ديسمبر، الشهيد “حسين كل ده دو” من أهالي قرية جالو، من مواليد ١٩٤٥، والذي كان قد ترك ألمانيا وعاد لعفرين في الثمانينيات، ومن ثم تهجر من عفرين بعد الغزو التركي لها، حيث سكن مخيمات الشهباء بانتظار تحرير عفرين، إلى أن استشهد بقذائف المليشيات الإسلامية.

كذلك، وزّعت لجنة “تدريب المجتمع الديمقراطي” الجلاء المدرسي على طلبة الشهباء وعفرين المهجرين قسراً فيها، عقب الانتهاء من امتحانات الفصل الأول لعام 2019/2020، بعد الانتهاء من الامتحانات النصفية للفصل الأول، للعام الدراسي 2019/2020. وجاء توزيع الجلاءات بالتزامن مع بدء العطلة الانتصافية، وقبل البدء بالفصل الثاني لهذا العام، حيث تتواجد 67 مدرسة في المنطقة. ووفق اللجنة، استلم 15 ألف طالب وطالبة الجلاءات المدرسية، حيث بلغ عدد طلاب المرحلة الابتدائية أكثر من 10 آلاف، بينما وصل عدد طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية إلى ألفي طالب، إضافة إلى 2400 طالب من المكون العربي. وكانت الامتحانات قد بدأت في 23 كانون الأول 2019 ، بعد مضي ثلاث أشهر على الفصل الأول، فيما تتكفل لجنة “التدريب المجتمع الديمقراطي” يتيسير العملية التعليمية ووضع نماذج أسئلة الامتحانات. في الوقت الذي يسعى فيها مهجرو عفرين إلى مواجهة تبعات احتلال الإقليم، والبحث عن بدائل تمكنهم من مواصلة تعليم أبنائهم بلغتهم الأم، يعاني أهالي عفرين المحتلة من ظروف قاسية مشابهة للمهجرين عنها. ففي الثامن من نوفمبر الماضي، ذكرت مصادر متقاطعة في إقليم عفرين المُحتل، إن المعلمين من المستوطنين يطالبون الطالبات في المدارس الابتدائية بالإقليم، أن يرتدين الحجاب واللباس الشرعي (وهو جلباب اسود طويل)، وأضافت المصادر إن المستوطنين الذين يعملون في سلك التعليم، هم في غالبهم يعملون في مدارس عفرين بموجب شهادات مُزورة في اعزاز، حيث تقوم هناك مكاتب متخصصة هناك بتزوير مختلف الشهادات عبر مهرها باختام مُزورة مُطابقة للاختام الموجودة لدى النظام السوري. وأضافت إن هؤلاء المستوطنين يقولون للطالبات الكرديات في الصفوف الابتدائية كصفوف الخامس والسادس (فتيات بعمر الـ 11 و 12 عام)، إنهن قد كبرن، وإن عليهن ارتداء اللباس الشرعي و”الاحتشام” على حد تعبيرهم، وذكرت مصادر إعلامية كردية إن عدد كبيراً من أهالي عفرين يمتنعون عن إرسال أبنائهم للمدارس، خوفاً من الحقد والعنصرية لدى المستوطنين وأبنائهم الذين لايكفون عن شتم وإهانة الكُرد بشكل مستمر، نتيجة الاحقاد التي يزرعها الاحتلال التركي والتنظيمات المتطرفة التابعة له كتنظيم الإخوان المسلمين. وجاءت تلك الاجراءات استكمالاً لإجراءات تغيير هوية عفرين الكُردية إلى أخرى مُشابهة لهوية الإخوان المتطرفة، حيث كانت مديرية التربية في مجلس الاحتلال المحلي التابع للاحتلال التركي، قد وزعت في نهاية سبتمبر\أيلول الماضي، استبياناً على المستوطنين من ذوي الطلاب تحت مسمى “رغبة ولي الطالب في تعليم طفله اللغة الكردية أم لا”، بهدف تخيير المستوطنين بدراسة اللغة الكردية من عدمها. وجاء ذلك الاستبيان بهدف إلغاء اللغة الكردية من مدارس إقليم عفرين، بما يتناسب مع سياسة التغير الديمغرافي المستمر منذُ إطباق الاحتلال التركي للمنطقة في آذار عام 2018، حيث يسعى مجلس الاحتلال المحلي، لإلغاء اللغة الكُردية من المنهاج والإكتفاء باللغة العربية والتركية كلغتين رسميتين، إلى جانب اللغة الانكليزية. وتجدر الإشارة إلى أن مجلس الاحتلال المحلي في ناحية جنديرس، كان قد أقدم مع بداية العام الدراسي العام 2019، إلى فصل 24 مُدرساً ومُدرسة، بحُجة عدم حصولهم على شهادات علمية، وقام بتعيين آخرين من المستوطنيين عوضاً عنهم (من أصحاب الشهادات المُزورة).

في الثالث عشر من يناير\كانون الثاني، طالب مهجرو عفرين و”مجلس مقاطعة عفرين” في الشهباء، المنظمات الدولية وحقوق الطفل (يونيسف) بمحاكمة مرتكبي مجزرة تل رفعت وحماية حقوقهم المشروعة حسب ميثاق ومبادئ اتفاقية حقوق الطفل، وذلك وفق ما جاء في بيان أدلى به المجلس أمس الاثنين، استنكر خلاله المجزرة وسط صمت المنظمات. وبالتزامن مع مرور أربعين يوم على ارتكاب المجزرة، تجمع العشرات من المهجرين العفرينيين في الشهباء، والمجالس والمؤسسات المدنية أمس الأثنين، في مكان المجزرة رافعين صور شهداء المجزرة ولافتة كُتبت عليها “بمجازركم لا تستطيعون إنهاء أحلام مستقبلنا”، حيث قرئ البيان باللغتين العربية والكردية. وجاء في نصه: “حينما يتداول الإنسان لغة المجازر سرعان ما يتبادر إلى أذهاننا إرهاب الدولة التركية الفاشية التي مارست ومنذ التاريخ مئات المجازر بحق الشعب الكردي ومكونات المنطقة كمجزرة كاليه زيلان، نوالا قصابان، روبوسكي وشنكال، عفرين، سري كأنيه وإبادة شعب الأرمن في القرن العشرين، ومؤخراً مجزرة تل رفعت التي تعتبر أكبر مجزرة وحشية وها قبل ٤٠ يوماً أردوغان مصاص دماء الكرد مارس إحدى أفعاله الوحشية مجدداً بحق مدنيين عفرين الذين هجروا قسراً نتيجة أفعاله وممارسته القذرة ونزحوا الى مناطق الشهباء، وها هم مرة أخرى استهدفوا من قبل الدولة التركية الإرهابية ومرتزقتها التي راحت ضحيتها عشرات شهداء المدنيين بينهم ٨ أطفال وعشرات الجرحى وأصبحوا ضحايا مجازر أردوغان الطاغي الذي يتجسد حقده الدفين واستبداده بقتل أطفال الأبرياء. مجزرة تل رفعت هي استمرار لأفعال الدولة التركية القذرة التي تمارسها يومياً بحق المواطنين العزل في عفرين بهدف الاحتلال والتغيير الديمغرافي من قتل، خطف المدنيين وهدم وسرقة الآثار وحرق الغابات والطبيعة وممارسة كافة أشكال الحرب الخاصة عليهم. نحن كشعب ومجلس مقاطعة عفرين في الشهباء، ندين ونستنكر صمت الحكومة السورية تجاه هجمات الدولة التركية على الأراضي السورية الذي هي بهدف إعادة إحياء أمجاد الامبراطورية العثمانية في الوقت الذي يتطلب منها حماية حدودها ووحدة أراضيها. وكما ندين ونستنكر صمت روسيا كضامن في هذه المنطقة وخاصةً حيال وقوع هذه المجزرة أمام عيونهم. ونطالب جميع المنظمات الدولية وخاصة الذين يعملون تحت مسمى منظمات حقوق الإنسان وحقوق الطفل (يونيسف) أن تمسح الغشاوة عن أعينها تجاه إرهاب الدولة التركية ومحاكمة فعلية لمجرمي هذه المجزرة وكل المجازر التي ترتكب يومياً في عفرين وحماية المدنيين والأطفال خاصة وحقوقهم المشروعة حسب ميثاق ومبادئ اتفاقية حقوق الطفل. كذلك نطالب بممارسة الضغط على اردوغان الداعشي بسحب كافة إرهابه من عفرين وضمان العودة الآمنة لأهالي عفرين المهجرين قسراً إلى ديارهم وأرضهم”. وكان قد استهدف قصف مدفعي من الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين والمعروفة بـ (الجيش الوطني، الجيش الحر)، مهجري عفرين في مناطق الشهباء شمال سوريا في الثاني من ديسمبر العام 2019، وأدى حينها إلى أستشهاد 10 أشخاص بينهم ثمانية أطفال، إضافة إلى إصابة  عدد آخر، حيث يستهدف الاحتلال التركي منطقة تل رفعت بين الفينة والأخرى.

في السادس عشر من يناير\كانون الثاني، كشفت “منظمة حقوق الإنسان في مقاطعة عفرين “إحصائية عامين لانتهاكات جيش الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، بالتزامن مع اقتراب الفاجعة السنوية الثانية لبدء الغزو التركي بحق عفرين، حيث أصدرت المنظمة بياناً خلال تجمّع لمئات المهجرين العفرينيين في الشهباء، في مخيم سردم. وجاء في نص البيان: “كارثة إنسانية أوقعها الاحتلال التركي على البشر، والشجر، والحجر، في منطقة عفرين (كرداغ) الكردية أقصى شمال غرب سوريا، التي كانت في أمان واستقرار ملحوظيْن، ضمن أجواء الحرب السورية العامة، والتي كانت تشهد تطوراً طبيعياً وتقدماً في كافة المجالات بإدارة ذاتية من قوى محلية، رغم أخطاء وسلبيات رافقتها، كما أوت على مدار سبع ما يقارب /300/ ألف نازح من كافة المناطق السورية. عفرين لم تكن خطراً على محيطها، وكانت قواتها المسلحة والأمنية في حالة دفاع عن الذات على الدوام، وقد تلقت ما يقارب /50/ هجوماً عدائياً ما بين أعوام 2012-2017 من جهة فصائل جهادية إرهابية (تنظيم داعش – النصرة) وبعض فصائل ما تسمى اليوم بالجيش الوطني السوري والجيش التركي من جهة أخرى، تسبب ذلك بأضرار مادية، ووقوع ضحايا من قتلى وشهداء وجرحى”. متابعةً: “كما أن  وحدات حماية الشعب، والمرأة شاركت مع قوى دولية في عمليات قتالية ضد تنظيمات النصرة وداعش الإرهابيتين، والتي كانت تشكل تهديداً جدياً وخطراً على المنطقة والعالم بالأجمع”، و”سبق العدوان على مدينة عفرين السورية حملة إعلامية واسعة من تركيا وأعوانها، بالترويج لخطاب حكومة العدالة والتنمية المستند إلى جملة من الحجج والذرائع مثل (الكرد انفصاليون، وكفار، وإرهابيون وإن الوحدات الكردية تشكل تهديداً لأمنها القومي وغيرها)”، و”في سياق اتفاقيات أستانة عمد الجيش التركي إلى تكثيف تحشيداته العسكرية وتجنيد حوالي عشرين ألف من عناصر فصائل ما تسمى بالجيش الحر وإطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق تحت مسمى “غصن الزيتون”، بدأت بحملة جوية مؤلفة من 72 طائرة حربية، قصفت أكثر من 100 موقع في الساعة الرابعة بعد الظهر بتاريخ 20 كانون الثاني 2018”. مردفةً: “لقد ارتُكبت جرائم حرب بدلالة مواد / 6- 7 – 8 / من نظام روما الأساسي لعام 1998 وجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية عبر سياسات ممنهجة في القمع، والاضطهاد، والقتل، والخطف، والتغيير الديمغرافي، ترتقي إلى مستوى التطهير العرقي بحق السكان الأصليين وخاصة الكرد، في ظل صمت دولي مريب، ولمصالح دولية وإقليمية على حساب الشعب السوري”. وكشفت المنظمة إحصائية للانتهاكات التي ارتكبها الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين في إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، منذ بداية الاحتلال ولغاية الآن.

التهجير القسري: تم تهجير أكثر من /300 / ألف مواطن من السكان الأصليين ولا يزال التهجير مستمراً بحقهم حتى الآن من خلال التضييق عليهم بشتى الوسائل.

القتل: تم قتل أكثر من / 543/ مدنياً ومنهم / 489/ قُتلوا نتيجة القصف التركي والفصائل السورية المسلحة التابعة لها و/54/ ماتوا تحت التعذيب، وكذلك طال إجرامهم قتل الصحفية سيسيليا وزوجها، /50/ طفل، و/ 50/ امرأة، /3/ حالات انتحار بين النساء نتيجة الإكراه والظروف النفسية السيئة التي تعرضن لها في ظل الاحتلال.

الجرحى: أكثر من /670/ جريحاً نتيجة القصف التركي والفصائل المسلحة السورية التابعة لها ومنهم حوالي /300/ طفل بجروح وكدمات و/210/ من النساء تعرضن للجروح والإصابات.

اغتصاب: /60/ امرأة.

الخطف: اختُطف أكثر من /6000/  مدني من كلا الجنسين ولا زال أكثر من /3300/ مختطف مصيرهم مجهولاً حتى الآن.

توثيق أكثر من /102/ حالة قصف بالمدفعية، وغيرها من الأسلحة الثقيلة على أماكن وجود المدنيين في قرى الشهباء وشيراوا خلال عام 2019، ونتيجة ذلك بلغ عدد الشهداء المدنيين / 41/ شهيداً و/ 78/ جريحاً إصابات أغلبهم بليغة، وإعاقات بدنية ضمنهم أطفال ونساء، وكنتيجة حتمية للقصف المتكرر تم هدم مئات المنازل فوق رؤوس قاطنيها.

بتاريخ 2 /12/ 2019 تم استهداف مدينة تل رفعت المأهولة بالمدنيين من نازحي عفرين بقذائف مدفعية من قبل الجيش التركي والفصائل السورية المسلحة التابعة له، ما أدى إلى ارتكاب مجزرة جماعية مروعة راح ضحيتها / 10 / شهداء ثمانية منهم أطفال وأكثر من / 12 / جريحاً جروحهم متفاوتة بين بتر الأطراف وغيرها من الجروح، وجميع الأطفال دون سن الخامسة عشر.

حوادث انفجارات: ( الألغام والمفخخات) / 198/ حالة.

الاشجار:

تم قطع أكثر من /180/ ألف شجرة زيتون والأشجار الحراجية وقطع أكثر من /300/ شجرة معمرة ونادرة وذلك للإتجار بحطبها وقطع / 15/ ألف شجرة سنديان. وحرق أكثر من /11/ ألف هكتار من أصل /33/ ألف هكتار من المساحة المخصصة للزراعة في عفرين،  وحرق أكثر من /10/ آلاف شجرة زيتون وأشجار حراجية، ففي منطقة شيراوا وحدها تم حرق مساحة /2180 / دونم كانت مزروعة بالمحاصيل الزراعية.

تخريب الأوابد: تدمير /64/ مدرسة ما بين تدمير جزئي وكليّ، وحرمان أكثر من /50/ ألف طالب وطالبة من التعليم، وتحويل بعضها إلى مقرات عسكرية وسجون ومراكز للتحقيق. وتدمير أكثر من /10/ مزارات دينية، بالإضافة إلى تجريف ونبش مقابر الشهداء والمدنيين. وتدمير مئات المنازل كلياً وجزئياً وتحويل بعضها إلى سجون ومعتقلات والاستيلاء على الآلاف منها، والتي تعود ملكيتها إلى المُهجّرين قسراً من أهالي مدنية عفرين. وجرف وتخريب ونهب /17/ موقع آثري في عفرين، والتي تم توثيقها : موقع (نبي هوري سيروس – موقع براد / مارمارون – تل عين دارة وغيرها).

السرقة والنهب: تم الاستيلاء على /140/ معصرة زيتون من أصل /300/  معصرة فيما تدار باقي المعاصر من قبل قادة الفصائل المسلحة وأصحابها للمحافظة عليها، بالإضافة إلى نهب أكثر من / 70 / ألف طن من زيت الزيتون  وبيعه في الأسواق العالمية ومنها (إسبانيا) كمنتج تركي لموسم عام 2018. ونهب أكثر من /7 / معامل للبيرين من أصل / 17/ معمل.

سياسات التتريك: بناء جدار إسمنتي ( جدار التقسيم ) في قرى مريمين وجلبل مروراً بكيمار تمهيداً لفصل عفرين عن الخارطة  السورية وضمها للدولة التركية وفتح معبر تجاري عبر بلدة جنديرس وقرية حمام لربط عفرين السورية بولاية هاتاي التركية لاستكمال مخططها الاستعماري القديم. فرض اللغة التركية والمناهج التعليمية التركية إلى جانب اللغة العربية، وتغيير أسماء المدارس والساحات العامة وبعض القرى، وتحطيم تمثال كاوا الحداد الذي يرمز لتاريخ الكرد وحضارتهم، وفرض ارتداء الحجاب على النساء، ورفع صور الرئيس التركي والأعلام التركية على الدوائر الرسمية، وافتتاح معاهد ومراكز دينية في الجوامع لتعليم الفكر الديني المتشدد، بهدف تغيير هوية المنطقة الثقافية. وتابعت المنظمة: “لذا نناشد المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة، ومنظمة حقوق الإنسان، واليونيسف، واليونيسكو، للقيام بواجبها الوظيفي الأخلاقي والإنساني، والضغط على الحكومة التركية لوقف اعتداءاتها بحق كافة المواطنين السوريين عامة، وعفرين خاصة والضغط عليها لسحب كافة قواتها من الأراضي السورية، والسماح للمُهجّرين بالعودة إلى ديارهم، ودعوة المنظمات الحقوقية والإنسانية ووسائل الإعلام للدخول إلى عفرين، لتوثيق انتهاكات الاحتلال التركي والفصائل الموالية له، ونقل صورة ما يجري على الأرض للعالم, وتحريك دعاوي عاجلة بحق كل من رئيس الدولة التركية السيد رجب طيب أردوغان ووزير دفاعه خلوصي أكار وقائد أركان الجيش التركي  وقادة الائتلاف السوري، وما تسمى بالحكومة المؤقتة، وكل من يثبت تورطه في ارتكاب هذه الجرائم، وإحالتهم إلى محكمة الجنايات الدولية وفقاً للصكوك والاتفاقيات والقوانين الدولية ذات الصلة، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للسكان الأصليين، بعد وصولهم لقراهم وإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب التركية، إبان غزوها واحتلالها لمنطقة عفرين إثر عملية ما تسمى بغصن الزيتون في شهر كانون الثاني 2018”.  

نشر التطرف..

في الرابع من يناير\كانون الثاني، شنت الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين برفقة استخبارات الاحتلال التركي، حملة أمنية واسعة في حي الأشرفية بمركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، هدفت البحث عن نساء دواعش يُزعم إنهن وصلن المدينة ضمن قوافل الفارين من إدلب. وقال مراسل “عفرين بوست” في المدينة أن حافلة محملة بعناصر من ميليشيا “الشرطة المحلية” برققة 4 عربات عسكرية على متنها عناصر من المخابرات التركي، شنت حملة أمنية في محيط شركة الكهرباء وحديقة حي الأشرفية، بزعم البحث عن نساء ينتمين لتنظيم داعش دخلن المدينة عبر قوافل نازحي مدينة إدلب، دون التمكن من معرفة ما أسفرت عنها الحملة الأمينة لقوات الاحتلال. وتحولت المناطق الخاضعة للاحتلال التركي في شمال سوريا إلى بؤرة آمنة للتكفيريين من تنظيم داعش الارهابي ومن لف لفهم من باقي التنظيمات المتطرفة والتي تتبع للإخوان المسلمين، ويطلقون على أنفسهم مسمى “الجيش الوطني”… كذلك، استفاق أهالي مركز إقليم عفرين الكردي المُحتل شمال سوريا فجر الجمعة، على صوت انفجار كبير، تبين فيما بعد انه استهداف بغارة جوية لمعسكر يتواجد بين الأحراش الواقعة على طريق عفرين – حلب بالقرب من قرية قره تبه. وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. ونقل المراسل عن مسلحين من الميليشيات الإسلامية أن الغارة الجوية جاءت من طائرات روسية واستهدفت متشددين إسلاميين يقيمون معسكراً بين الأحراش الواقعة على طريق عفرين – حلب. وأكد المُراسل أن الاستهداف الجوي جاء بعد يوم واحد من اجتماع جمع بين الاحتلال التركي ووفد عسكري روسي في مبنى “المجلس التشريعي لمُقاطعة عفرين” سابقا وهو نفسه مبنى /القصر العدلي/، مشيراً إلى أن الاجتماع استمر لمدة خمس ساعات بين (11 صباحا-4 عصراً). وتحولت المناطق الخاضعة للاحتلال التركي في شمال سوريا إلى بؤرة آمنة للتكفيريين من تنظيم داعش الارهابي ومن لف لفهم من باقي التنظيمات المتطرفة والتي تتبع للإخوان المسلمين، ويطلقون على أنفسهم مسمى “الجيش الوطني”.

في الخامس من يناير\كانون الثاني، أفادت مصادر من داخل مدينة عفرين إن دفعتين من المسلحين الإسلاميين السوريين التابعين للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ممن تم إرسالهم سابقاً إلى مدينة طرابلس الليبية قد قُتلوا، فيما تشهد المكاتب التي افتتحتها القوات التركية في مدينة عفرين شمال حلب اقبالاً متزايداً من قبل مسلحي المليشيات للالتحاق بقوات حكومة “الوفاق” الليبية، وفق ما نقلته وكالة نورث برس. وتتواتر المعلومات بخصوص حضور إسلاميين سوريين من أتباع تنظيم الإخوان، أرسلتهم تركيا إلى ليبيا، الواحدة تلو الأخرى، لا سيما بعد نشر مقاطع فيديو وثقت حضورهم في العاصمة طرابلس. وأوضحت الوكالة أن قوات الاحتلال التركي افتتحت في وقت سابق عدداً من المكاتب في المدينة لتسجيل المتقدمين إلى القتال في ليبيا، بينها مكتب في مدرسة أمير الغباري وسط المدينة، وآخر في محيط القصر العدلي، مشيرة إلى أن “قادة الفصائل أيضا يستطيعون تسجيل أسماء المتقدمين من المسلحين المنضوين في فصائلهم”. وأكدت أن سبب الاقبال المتزايد هو “نتيجة الإغراءات التي تقدمها تركيا وكذلك الغموض الذي يلف المنطقة في أعقاب العملية العسكرية التي تنفذها القوات الحكومية السورية والروسية في محافظة إدلب”. وأضافت أن المسلحين يقبلون على تسجيل أسمائهم “طمعاً في الراتب البالغ ألفي دولار أمريكي، علاوة على الغنائم الموعودة”، مؤكدة أن البعض منهم يجدون ليبيا باباً للهروب نحو أوروبا وتقديم اللجوء فيها. كما وأكدت  المصادر أن دفعتين كاملتين من المسلحين السوريين قُتلوا في الأراضي الليبية في معارك مدينة طرابلس… كذلك، وسط محاولات المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين نفي الأنباء المؤكدة عن ارتزاقها المعهود في سوريا، والذي بدأ بالانتقال إلى ليبيا، أكدت وسائل إعلام تابعة موالية للمليشيات الإسلامية مقتل مسلح سوري في المعارك الدائرة في ليبيا. ووفقاً لإحدى تلك الوسائل، إن المدعو “أحمد الملا” المنحدر من مدينة زملكا بدمشق، والذي التحق بصفوف مسلحي تنظيم الإخوان المعرووفين بـ “الجيش الوطني السوري”، ليتم إرساله إلى ليبيا، قد قتل في المعارك الدائرة بين حكومة الوفاق الإخوانية، وقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. وأضافت أن المسلح انتقل إلى ليبيا مع مجموعة من مسلحي فرقة “فرقة السلطان مراد” منذ ستة أيام. وفي السياق ذكرت تلك الوسائل أن 50 مسلحاً من مليشيا “فرقة السلطان مراد” توجهوا إلى ليبيا نهاية العام الماضي، لدعم حكومة الإخوان المسماة بـ الوفاق بقيادة المدعو فائز السراج في مواجهة الجيش الوطني الليبي… كذلك، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان “رامي عبد الرحمن” أن يوم السبت، قد شهد مقتل أول مرتزق من فرقة “السلطان مراد” في ليبيا.. وجرى نقل جثته إلى تركيا وقيل لذويه إنه قتل داخل الأراضي السورية. وأشار عبد الرحمن أن المقتول شاب كان يستوطن في عفرين، والتحق قبل نحو أسبوعين بالملشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين والمعروفين بـ “الجيش الوطني”. ونوه أن نحو 1000 مرتزق وصلوا إلى طرابلس من مليشيات “الجيش الوطني” مثل “فرقة السلطان مراد” و”لواء المعتصم” و”سليمان شاه”.. وجميعهم التحقوا بالعمليات القتالية هناك وتلقوا تدريباً معنوياً في تركيا دون تدريبات قتالية لأنهم بالأساس مسلحين. وقال عبد الرحمن أن “المضحك أنهم عندما خرجوا من سوريا قالوا إنهم ذاهبين للدفاع عن الإسلام ولقتال عملاء إيران.. وذلك بتوجيه من قادتهم. وأشار أن “أردوغان” استغل مأساة الشعب السوري عبر المجموعة السورية الإسلامية التي تؤيده.. وما يجري في سوريا لتحويل كل شيء لصالح “أردوغان” وإقامة خلافته المزعومة. وتطرق إلى وجود 700 مسلح الآن في معسكرات تركيا يتحضرون للذهاب إلى ليبيا، وقال عندما نشرنا الخبر إعلامياً توقعنا أن يكون رادعاً لدى السوريين من جماعة أردوغان من أجل التوقف عن التطوع.. ولكن على العكس من ذلك هناك تسارع بشكل كبير جدا للالتحاق بهم أمام المغريات والميزات التركية كالراتب الشهري والتعويض في حالة القتل لمدة عامين.. والحصول على الجنسية في حال العودة.. تلك المغريات لا تدفع من الحكومة التركية بشكل قطعي.. وإنما من حكومة السراج وقطر. مؤكداً أن مراكز تجنيد هؤلاء المرتزقة تقع في الراعي وجرابلس وعفرين.. وهناك سباق من قبل المقاتلين للذهاب إلى ليبيا.. قائلاً أن أحد متزعمي مليشيات “الجيش الوطني” يقول إن القضية ليست قضية إرسال مرتزقة بل رد الجميل عندما أرسل مهدي الحاراتي وعبد الحكيم بلحاج جهاديين إلى سوريا.

في السادس من يناير\كانون الثاني، حصلت “عفرين بوست” على معلومات جديدة، حول الطريق التي يسلكه المسلحون التابعون لتنظيم الإخوان المسلمين والذين يرغبون بالالتحاق بقوات الاحتلال التركي التي تغزو ليبيا حالياُ، بناءاً على الإغراءات المالية التي تقدم لهم للقتال هناك كـ قتلة مأجورين. ولا يعتبر عمل هؤلاء المسلحين كـ قتلة مأجورين جديداً، إذ سبق وبرر هؤلاء للمحتل التركي غزو إقليم عفرين الكُردي شمال سوريا في يناير العام 2018، عندما رفعوا العلم التركي وغزو عفرين بغية منع سكانها من التمتع بحقوقهم السياسية ضمن سوريا لامركزية، ثم أدوا المهمة ذاتها فغزو إلى جانب الاحتلال التركي المناطق الممتدة بين مدينتي “كري سبي\تل أبيض” و”سريه كانيه\رأس العين”. ووفق المعلومات التي حصلت عليها “عفرين بوست” حول خط سير المسلحين الملتحقين بالاحتلال التركي في ليبيا، بينت المعلومات أن بداية الطريق تكون عبر تسجيل أسماء المسلحين في عفرين في عدة مكاتب ومنها مكتب التسجيل في “مبنى الجمارك” التابعة للإدارة الذاتية سابقاً، حيث استولت مليشيا السلطان مراد عليه، ويقوم المسلحون هناك بتسجيل الأسماء هناك كخطوة أولى. ويدعى المُسلح المُكلف بالتسجيل الاسماء بـ “أبو طيار” وهو من مسلحي مليشيا “فرقة السلطان مراد”، وينتمي إلى القومية التركمانية، وينحدر من مدينة حمص وسط سوريا. وتتكون كل دفعة من مئة مسلح، حيث يجري إرسالهم إلى معبر “باب السلامة” القريب من مدينة اعزاز، وقد تم إرسال دفعتين إلى الآن من عفرين، ويتم تجهز الدفعة الثالثة. وأكدت المعلومات وجود مكاتب مماثلة في كل من مدينة إعزاز والباب المحتلتين، إذ يتم إرسالهم بناء على دراسة أمنية حول المتقدم. ويجري دفع 300 دولار كدفعة أولية للمسلح عند دخوله الأراضي التركية، وبعد وصولهم إلى ليبيا، سيتم دفع الراتب كاملاً بعد مضي 3 أشهر/ وهو يبلغ 3 آلاف دولار، وذلك بموجب عقود مدتها 3 أشهر قابلة للتجديد (في حال بقي المسلح حياً ولم يُقتل). وكانت “عفرين بوست” قد أعلنت في الرابع والعشرين من ديسمبر العام 2019، افتتاح أربعة مراكز لتسجيل المسلحين الراغبين بالتوجه إلى ليبيا للقتال الى جانب حكومة السراج في طرابلس. وأوضحت حينها أن المراكز المفتتحة في إقليم عفرين، تقع في مبنى الاسايش سابقاً وتحت اشراف ميليشيا “فرقة الحمزة”، و في مركز مليشيا “الجبهة الشامية” وهو مبنى (هيئة الادارة المحلية) سابقاً بالقرب من دوار كاوا، ومقر ميليشيا “لواء المعتصم” في قرية “قيباريه\عرش قيبار” ومركز مليشيا “لواء الشمال” في حي المحمودية. وعليه، يضاف المركز الجديد في “مبنى الجمارك” والمستولى عليه من قبل مليشيا “فرقة السلطان مراد” إلى قائمة مواقع تسجيل الاسماء، ويصبح تعداده الخامس بينها، فيما لا يُستبعد أن تكون هناك مراكز أخرى للتسجيل.

في السابع من يناير\كانون الثاني، كشف مصدر من داخل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين المعروفة بـ “الجيش الوطني”، عن مقتل قرابة 30 مسلح من مليشيا “لواء السلطان مراد” في منطقة قريبة من الكلية العسكرية بمدينة طرابلس الليبية مساء يوم الأحد الفائت. ونقلت إحدى الوسائل الإعلامية الموالية للمليشيات الإسلامية عن مصدر مطلع على عمليات إرسال المسلحين إلى ليبيا، أن المسلحين المقتولين تم استهدافهم خلال كمين نصبته لهم قوات “الجيش الوطني الليبي” بقيادة المشير خليفة حفتر، في موقع عسكري بالقرب من الكلية العسكرية التي كانت تتمركز بها مليشيات الإخوان المسلمين التابعة لـما تسمى “حكومة الوفاق” بقيادة المدعو فايز السراج. وفي تفاصيل جديدة عن المُغريات التي يتم تقديمها للمسلحين التابعين للاحتلال التركي ممن يحملون الجنسية السورية، ممن وصلوا إلى ليبيا، كشف الوسيلة أنه وبالإضافة إلى الراتب الشهري الذي يصل إلى ألفين دولار أميركي، فإنه وفي حال بقاء المسلح حياً و إثر عودته من ليبيا سيسمح له بالدخول إلى تركيا بدلاً من الشمال السوري، ومنحه سكن مؤقت له ولعائلته، فضلا عن إمكانية منحه الجنسية التركية ضمن معايير لم يتم توضيحها للمسلحين المبعوثين إلى ليبيا حتى الآن، وفي حال مقتل المسلح، فإن تعويضاً مالياً يُقدّم لعائلته مقداره 40 ألف دولار أميركي. وأضافت في السياق ذاته “من يصل إلى ليبيا يتم تخييره بين أن تكون فترة عمله كـ “قاتل مأجور” بين 3 و 6 أشهر قابلة للتمديد والمداورة، و قد يتم التجديد معها أو أن يعود المسلح إلى تركيا بشكل مباشر دون عودته إلى سوريا، بحيث يتم تأمين سكن مؤقت له مع عائلته في حال وجودها معه، إلا أن مجال عودته إلى ليبيا سيبقى مفتوحاً ومرهوناً بحسب ما يرتأيه الجانب التركي وسيكون مُلزما بالعودة إلى ليبيا فيما لو طُلب منه ذلك”.

في الثامن من يناير\كانون الثاني، أقرت إحدى الوسائل الإعلامية الموالية للمليشيات الإسلامية المعروفة بـ (الجيش الوطني\الجيش الحر)، التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أنها حصلت على معلومات حول مقتل مسلح قاصر لتلك المليشيات في ليبيا. وقالت تلك الوسيلة وتدعى “جسر” نقلاً عما أسمته مصادر عائلية، إن القاصر “أحمد السالم”، وهو من مواليد أواسط عام 2002، من قرية حميد التابعة لـ “سريه كانيه\رأس العين” المحتلة شمال سوريا، قد قتل أثناء القتال في ليبيا منذ اسبوع، وستصل جثته اليوم الأربعاء إلى تركيا. وأشار المصدر إلى أن القاصر “أحمد السالم”، مسلح ضمن مليشيات “فرقة السلطان مراد”، وإنه قتل مع آخرين ممن ارسلوا إلى ليبيا، وسيكشف عن اسمائهم لاحقاً.

في الثاني عشر من يناير\كانون الثاني، وصلت جثث عشرة من مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، إلى إقليم عفرين الكُردي المحتل شمال سوريا، بعد أسابيع قليلة من سوقهم من قبل تركيا وزجهم في المعارك الدائرة بين حكومة “الوفاق الوطني” الإخوانية بقيادة فايز السراج، والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وفق ما تم رصد من قبل مراسلي “عفرين بوست” في نواحي الإقليم. ففي مدينة عفرين، دفنت ميليشيا “أحرار الشام” السبت، جثة أحد مسلحيها المنحدرين من منطقة القلمون بريف دمشق، والذي قتل في معارك طرابلس الليبية، وذلك انطلاقاً من جامع “بلبل الحبشي” بحي الأشرفية. كما استقبلت ميليشيا “الجبهة الشامية” جثة أحد مسلحيها الذي قُتل في طرابلس الليبية أيضاً، ودفنته انطلاقاً من جامع “الشيخ شواخ” في حي الزيدية بعفرين. وفي يوم الأربعاء، قامت ميليشيا “السلطان سليمان شاه” ليلاً وبطريقة سرية، بدفن جثث أربعة من مسلحيها في مقبرة بلدة “شيه /شيخ الحديد”. كما علمت “عفرين بوست” من أوساط المسلحين أن ميليشيا “لواء المعتصم” دفنت الأربعاء الفائت، أربعة من مسلحيها في مدينة مارع المحتلة، بعد أن لقوا حتفهم خلال مشاركتهم في المعارك الليبية إلى جانب حكومة “فايز السراج ” التابعة لتنظيم الاخوان المسلمين.

في الثالث عشر من يناير\كانون الثاني، دفعة جديدة من مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، من مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقا، للتوجه إلى ليبيا والمشاركة في معارك مدينة طرابلس إلى جانب حكومة الوفاق الوطني الإخوانية، ضد الجيش الوطني الليبي. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، أن دفعة مؤلفة من عشرين مسلحاً منى ميليشيا “لواء الشمال” انطلقت من دوار نوروز بمركز  عفرين، وتوجهت بواسطة باصات نقل تركية إلى معبر باب السلامة في إعزاز، حيث تتواجد نقطة التجمع في منطقة حوار كلس، التي يتم فيها حشد المسلحين القادمين من عفرين وجرابلس والباب ومن ثم يتم توجيههم إلى داخل الأراضي التركية ومنها إلى ليبيا. وأضاف المراسل أن جماعة “أبو محمد” من مليشيا “أحرار الشرقية” المؤلفة من 30 مسلحاً، ومقره في حي الأشرفية بالقرب من خزان المياه، توجهت إلى ليبيا، رغم أنه لم يمضي وقت طويل على عودتهم من معارك شرقي الفرات.

في الرابع عشر من يناير\كانون الثاني، رصد مراسلو “عفرين بوست” في مركز الإقليم والنواحي التابعة له، مُغادرة نحو 310 مسلحين من الميليشيات الإسلامية، أراضي الإقليم الكُردي والتوجه نحو تركيا ومنها إلى طرابلس الليبية، لمساندة ميليشيات حكومة الوفاق في قتالها ضد الجيش الوطني الليبي. وتم رصد خروج 250 مسلح من ميليشيا “الشرطة العسكرية” من بلدة راجو، و10 مسلحين من ميليشيا “فيلق الشام” من قرية عملدارا التابعة لناحية راجو راجو، وكذلك 50 مسلح من ميليشيا “الجبهة الشامية” من مركز مدينة عفرين.

في الثامن عشر من يناير\كانون الثاني، قالت مواقع إعلامية موالية للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، إن المليشيات الإسلامية المعروفة بمسمى “الجيش الوطني السوري” قد تسلمت في الرابع عشر من يناير، جثث ثمانية قتلى من المسلحين ممن قتلوا من ليبيا، عبر معبر باب السلامة الواقع شمالي مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي. وقالت تلك المواقع إنَّ الجثث سلمت بشكل مباشر لذويها، وتم دفن الأغلبية في اعزاز ومارع وريف جرابلس وأخترين وهي مناطق تحتلها مليشيات “درع الفرات” التابعة للاحتلال التركي. وكشفت تلك المواقع اسم قتيل منهم وهو المسلح خالد المصري، المنحدر من مدينة حمص، والذي كان ضمن صفوف مليشيا “فرقة السلطان مراد” التابعة للاحتلال التركي. كما كشفت أسماء عدد آخر قتلوا في ليبيا، وهم كل من (بشار الحسين، من بلدة حيش بريف إدلب الجنوبي)، و(سعيد شاليش من قرية الموزرة بجبل الزاوية)، و(أحمد الهميد من مدينة حماة)، ويتبعون جميعًا لمليشيا “صقور الشمال”، وتم تسليمهم لذويهم يوم الرابع عشر من يناير أيضاً. وفي الوقت الذي يدعي فيه المسلحون أنهم يحاربون النظام السوري بغية رفع المظلومية عنهم، أثبتت الوقائع والأحداث في السنوات الأخيرة عملهم لصالح الاجندات التركية البحتة، خاصة عقب غزو عفرين وتبرير احتلالها من قبل الأتراك، ورفضهم الوصول إلى حلول سلمية وسياسية مع “قوات سوريا الديمقراطية”. ويضع الاحتلال التركي خطوطاً حمراء على الحوار مع “قسد”، فيمنع المليشيات التابعة له من خوض أي نقاشات معهم، بحجة أنهم انفصاليون ومرتدون وملاحدة، بغية منع السوريين من الالتقاء على حل سياسي يحقن دمائهم. ويستغل الاحتلال التركي تبعية المسلحين له، فيزودهم بالمال والسلاح بغية تنفيذ أجنداته، ويسعى من خلالها إلى تمديد الحرب الأهلية في سوريا، بغية منع المكونات السورية وعلى رأسهم الكُرد، من استحواذهم حقوقهم المشروعة ضمن سوريا لامركزية. ويدعي المسلحون وواجهتهم السياسية المسماة بـ “الائتلاف” أن اللامركزية بوابة للانفصال، في تقمص للرواية التركية، وهرباً نحو الامام من الحلول التي يمكن أن تساهم في بناء سوريا جديدة، لا مكان فيها لاستبداد ملة أو حزب أو طائفة.

مخططات الاحتلال..

في الرابع من يناير\كانون الثاني، علمت “عفرين بوست” من مصادر داخل الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أن القوات الروسية والاحتلال التركي توصلا في اجتماع عُقد قبل نحو أسبوع في مدينة إعزاز، إلى اتفاق يقضي بفتح طريق عنتاب – حلب. وأوضحت المصادر أن الجانبين اتفقا على إخلاء المناطق الواقعة على طول الطريق التجاري من معبر باب السلامة وصولاً لمدينة حلب من كافة المسلحين وبمسافة محددة بعشر كيلو مترات على جانبي الطريق. وسيعني ذلك إفساح المجال أمام دوريات التركية والشرطة العسكرية الروسية حتى أطراف مدينة عفرين لحماية الطريق (وفق التسريبات). وكان وزير الخارجية الروسي ​سيرغي لافروف​ قد لفت في التاسع عشر من فبراير العام 2019، إلى أن “​موسكو​ و​أنقرة​، اتفقتا بشأن التصدي للتهديدات الإرهابية على الحدود السورية، بالاستناد إلى اتفاقية أضنة المبرمة بين ​تركيا​ و​سوريا​ عام 1998” (على حد زعمه). وأوضح ان “تركيا و​روسيا​ اتفقتا بشأن التصدي للتهديدات الصادرة عن الإرهابيين على الحدود السورية، استنادا لاتفاقية أضنة، خلال القمة الثلاثية بين زعماء تركيا وروسيا وإيران، في سوتشي”. وادعى حينها أن “الولايات المتحدة غير قادرة على توفير ​الأمن​ في المنطقة العازلة المزمع اقامتها شمال شرقي سوريا”، لافتاً إلى أن “هدف الولايات المتحدة هو تقسيم سوريا وإقامة دويلة في شرق البلاد” (على حد وصفه).

الاستيطان في عفرين..

في الخامس من يناير\كانون الثاني، قامت ميليشيات “كتيبة العاصي- لواء سمرقند” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بتُبلِّيغ عددٍ من السكان الأصليين الكُرد في بلدة “كفرصفرة” التابعة لناحية جنديرس بريف إقليم عفرين المحتل لإخلاء منازلهم التي يمتلكونها. وذكر المكتب الإعلامي لحزب الوحدة-يكيتي أن المواطنين هم (حسين خليل نبي “أبو خلو”، زينب مراد آغا “زوجة المرحوم وقفي مراد”، رمضان عرب عمر، ألماس عليكو “زوجة المرحوم عبدالرحمن جاسو”، حسين حاج عبدو “شقيق المختار الحالي للقرية”، نبي حسين حاج عبدو، خديجة حداد “زوجة المرحوم عبدو خليل حداد”، خليل حاج عبدو، محمد حسين شيخو)، وهم كبار في السن. وأشار المكتب أن المليشيا لجأت ذلك تحت ذريعة إسكان العائلات الخارجة إدلب فيها قسراً، بحجة أن تلك المنازل كبيرة ولا يسكنها سوى شخص أو شخصين. وتتقاطر قوافل الخارجين من مناطق الاشتباكات في محافظة ادلب إلى إقليم عفرين الكُردي المُحتل، على وقع المعارك العنيفة الدائرة بين القوات الروسية وقوات النظام من جهة والميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم جبهة النصرة من جهة اخرى. ويبدو واضحاً تنسيق الاحتلال التركي مع روسيا لإفراغ البلدات السورية واستبدالها بإخرى واقعة تحت يدي الجانب الآخر، في مسعى الجانبين لهندسة الدموغرافية السورية حسب الأهواء التركية، على نموذج (تسليم تركيا الغوطة وريف حمص وريف ادلب شرق سكة حديد الحجاز ومطار ابو الظهور العسكري مقابل تسليم روسيا لـ عفرين في العام 2018). حيث يستغل الاحتلال التركي الاحداث الجارية في إدلب، والتي تمت بالتنسيق بينه وبين روسيا، بغية تهجير أهالي إدلب ودفعهم للاستيطان في عفرين و”سريه كانيه\رأس العين” و”كري سبي\تل أبيض”.

في السادس من يناير\كانون الثاني، عرضت صفحات موالية للمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين والاحتلال التركي مشاهد مصورة من على الطريق الواصل بين مركز ناحيتي جنديرس وراجو مع مركز إقليم عفرين الكردي المحتل، أظهرت تناثر المئات من خيام المستوطنين القادمين من إدلب، عقب صفقة تركية روسية لإخراج المزيد من سكانها وتوطينهم في عفرين و”سريه كانيه\رأس العين” و”كري سبي\تل أبيض”. وأشارت تلك الصفحات أن الخيم المُقامة حديثاً منذ قرابة 15 يوماً، قد جرى إنشائها بين حقول الزيتون أو في الغابات، في تعدي واضح على ممتلكات المواطنين، حيث يخشى أن تتحول خيامهم إلى مخيمات غير رسمية، في ظل عدم تمكن السكان الأصليين الكُرد من مطالبة المستوطنين بالخروج من حقولهم، نتيجة تمتعهم بالحماية من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية التي لا تتوانى عن تعنيف أي مواطن كُردي يبدي رفضه لتحويل أرضه إلى مركز استيطان، خاصة مع سعي المسلحين لإسكان الفارين من إدلب ضمن منازل أهالي عفرين الكُرد الذين لا يزالون صامدين على أرضهم. وأشارت الصفحات الموالية للمسلحين بان المخيمات العشوائية التي يقوم المستوطنون ببنائها تكون على شكل تجمعات صغيرة للعائلة المستوطنة الواحدة، إذ تلجئ كل عائلة إلى إقامة ما بين عشرة إلى عشرين خيمة ضمن بقية بين أراضي الفلاحين الكُرد في مناطق متفرقة من أرياف عفرين. منوهة أن مليشيات الاحتلال التي تسمي نفسها بـ “الشرطة”، تقوم بستجيل التجمعات الاستيطانية لديها بغية توجيه المنظمات المعنية بتقديم المساعدات للمستوطنين لهم. فيما يقوم المستوطنون برعاية الأغنام التي جلبوها معهم بين أشجار الزيتون العائدة لسكان عفرين الأصليين الكُرد، وهو ما يعتبر انتهاكاً لكل معايير الخصوصية والتملك، حيث من المعروف في الإقليم بأنه يُمنع على الرُعاة التوجه بأغنامهم إلى حقول الزيتون لمنع الإضرار بالأشجار، وهو ما بات واقعاً معاشاً منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي على الإقليم الكُردي.

في الثامن من يناير\كانون الثاني، حاول الاحتلال التركي الاستفادة القصوى من العملية العسكرية التي يشنها القوات الروسية وجيش النظام على محافظة إدلب، مستغلاً موجة النزوح الناجمة عنها في ضرب ما تبقى من الديموغرافي الأصيلة في إقليم عفرين الكُردي المحتل، عبر توطين الموالين له من العائلات الخارجة من إدلب في قرى وبلدات ومدن الإقليم. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “بلبل/بلبله” أن مسلحي ميليشيا “فيلق المجد” قامت بتوطين نحو عشرين عائلة من أهالي إدلب في منازل المهجّرين قرية ديكيه، مشيراً إلى أنهم عمدوا أيضاً إلى أرملة من منزلها وإجبارها على الانضمام للسكن في منزل ولدها المقيم في القرية، كما أن قاموا بإسكان عائلة إدلبية عنوة مع مسنين آخرين يقيمان لوحدهما في منزلهما. إلى ذلك أعلنت منظمة حقوق الانسان في عفرين على صفحتها في الـ “فيس بوك”، أنه تم خلال اليومين الماضيين فقط، توطين أكثر من ثلاثمئة عائلة عنوة في ناحية بلبل أغلبهم في القرى الشرقية للحدود الإدارية للناحية والموازية للحدود التركية (عبودان، شيخورز، حفتار، سعرينجكة، دوراقلي، بخجة، علي كارو، هياما). وأضافت المنظمة أن تم توطين نحو مئتين وخمسون عائلة في القرى التابعة لناحية “موباتا/معبطلي”، إلى جانب توطين أكثر من 50 خمسين عائلة في ناحية شران والعشرات من العائلات في ناحية جنديرس. وتعمد ميليشيات الاحتلال التركي على إجبار أهالي المدينة على إسكان نازحي إدلب معهم ضمن نفس المنزل رغم اعتراض أصحابها، وخصوصاً أنّ المستوطنين من أهالي غوطة دمشق ممن يستوطنون بيوت أهالي عفرين، يرفضون إسكان العائلات الفارّة من إدلب معهم ضمن نفس المنازل. في الإطار ذاته، قال مركز عفرين الإعلامي ميليشيا ” لواء سمرقند” طردت عدداً من المواطنين الكُردي من منازلهم في قرية كفرصفرة/جنديرس، مشيرا إلى أن البعض منهم طردوا من منازلهم بذريعة عدم امتلاك أوراق ثبوتيّة، والبعض الآخر بذريعة سعة مساحة البيت وضرورة إسكان عدّة عائلات ضمن نفس المنزل، واسمائهم كالآتي: مراد آغا -وقفي مراد “رغم وجود زوجته في القرية”-رمضان حسين -حسين حسنو-نبي حسين -حسين شيخو). وأقدمت ميليشيا “لواء سمرقند” على إجبار المسنة الكُردية “فيدان حاج عبدو” على فتح أبواب منزلها الكائن في قرية كفر صفرة/جنديرس، أمام عائلات من إدلب، ليشاركوها في السكن رغم أن أنها هددت بالانتحار فيما إذا ما سكن معها غرباء ضمن منزلها، لكنّ مسلحي الميليشيا لم يأبهوا لتهديد المسنة الكردية وأسكنوا عدد من العائلات الادلبية في منزلها قسراً. كما أقدمت الميليشيا على إسكان عائلة إدلبيّة في الغرفة الوحيدة المتبقّية من منزل أحمد كدرو، ليضطرّ أبو أحمد على تقاسم مطبخه مع ثلاث عائلات من المستوطنين الجدد رغماً عنه. إلى ذلك، أجبر مسلحو “لواء سمرقند” على إسكان عدد من العائلات الإدلبية في منزل “مراد آغا” بعد كسر أقفال أبواب الغرف الموصدة، رغم أن ابنته “زينب مراد” تسكن فيه بعد انهيار منزلها نتيجة القصف إبان الغزو التركي على الإقليم، لتشارك الحياة مع أناس غرباء رغماً عنها.

كذلك، اعتدى مسلحون من ميليشيا “فيلق المجد” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين أمس الثلاثاء، على مواطن كُردي في قرية “ديكي” بريف إقليم عفرين الكُردي المحتل، بعد اعتراضه على سلب خرطوم مياه من فناء داره. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “بلبله/بُلبل” أن المُسلح المدعو “قتيبة” وثلاثة من أشقائه الذين وصلوا للقرية حديثاً من بعد فرارهم من إدلب، اعتدوا بالضرب المبرح على الشاب الثلاثيني (ديان بلال) وسط قرية ديكي، بسبب اعتراضه على قيامهم بسلب خرطوم مياه (الخاص بصهاريج المياه) من فناء داره، ليقوموا بعدها بتقطيع الخرطوم إلى قطع وإعادته إليه. إلى ذلك يقوم المستوطنون الجدد، الذين احتلوا مؤخراً نحو عشرين منزلاً في قرية “ديكي”، بقطع العشرات من الأشجار المثمرة وغير المثمرة المزروعة في حواكير المنازل التي استوطنوا فيها، وفقاً للمراسل. وأوضح المُراسل أن المستوطنين قاموا بقطع أشجار اللوز والمشمش والتوت والمشمش من منازل المُهجرين من أبناء القرية، وبين حواكير منازل المواطنين الكُرد المهجرين (زكريا حبة – رشيد عارف وشكري خوجة وغيرهم)، مشيراً إلى أن أعمال القطع طالت حتى الأشجار التي تظلل مقبرة القرية.

في الحادي عشر من يناير\كانون الثاني، وفي سياق التطرق إلى أوضاع القرى بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، أعد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شيه\شيخ الحديد”، تقريراً حول قرية “ترميشا”، شرح فيه أوضاع القرية عقب احتلالها من قبل الميلشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. وترميشا كلمة كُردية لها دلالتين، فـ Tirî تعني العنب، وMüj تعني الزبيب، والمعنى الاخر هو Tirmüš وهو الاسم الذي يطلق على جذع شجرة المرخ (Merx)، حيث كانت القرية معروفة منذ القدم بزراعة العنب وتصنيع الزبيب، وقد أقيمت على أنقاض حرش من أشجار الصنوبر (المرخ). وتحتل القرية مليشيا تسمى “الفرقة 132” ومقرها قرية برمجة، ويتزعمها المدعو “أبو تراب” وهو من “منغ” بريف حلب الشمالي. ويوجد المقر الرئيسي للمسلحين في مدخل القرية، إلى جانب وجود مقر كبير لجيش الاحتلال التركي على بعد 2 كم على طريق قرية أرندة قرب موقع ومزار (سفر داده) الديني الاثري، إضافة إلى موقع تركي آخر على بعد 5 كم في الجبل المطل على “شيه\شيخ الحديد” والذي يدعى “سرتا بيراقة” وكان سابقاً معسكراً تدريبياً لـ “وحدات حماية الشعب”. وتتألف القرية من قرابة 300 منزل، ويصل عدد سكانها التقريبي ممن كانوا مقيمين في القرية إلى جانب المقيمين في بقية المدن السورية إلى حوالي 3000 نسمة. وعقب إطباق الاحتلال العسكري التركي عليها، عاد إلى القرية قرابة 75 عائلة، حيث شهد قرابة 15 منزلاً في القرية تدميراً كلياً أو جزئياً بفعل قصفها من قبل طائرات الاحتلال التركي، أو تجريفها وتفجيرها فيما بعد من قبل المسلحين، وذلك بحثاً عن الآثار. والمنازل التي تم تدميرها تعود ملكيتها لـ: امين احمد حمدكو، حسن تاتو، حسين بكر رشيد، محمد بكر حسين، كريم موسو، عدنان عزيز حسن، ادريس زكي قره حسو، خليل عكاش، عدنان وليكو، محمد عثمان حسن، امين توسي، عمر عكاش، علي حسن كولين، نوري حسين. ومن المعروف بان القرية بإحتوائها على منطقة اثرية يمتد عمرها إلى آلاف السنين قبل الميلاد والموقع يدعى (رزي خرابا)، حيث تم العثور فيها على لوحات فسيفسائية للطائر طاووس وغيرها، وقد تم تم نقلها وسرقتها من قبل المسلحين. وحول الاستيطان والتهجير القسري، فأكثر من ثلثي القرية مازالو مهجرين وأغلبهم استقر الحال بهم في مناطق الشهباء، ولم يسكن القرية أية عوائل مستوطنة إلى غاية بداية يناير الجاري، حيث تم استقدام وتوطين مايقارب من 25 عائلة مستوطنة من أهالي إدلب فيها. أما بخصوص أملاك المهجرين، فيديرها أقربائهم المقيمون في القرية، ولا توجد في القرية أملاك ذات قيمة مالية عالية، لكون القرية تقع في منطقة جبلية وهي معروفة بكونها من القرى الفقيرة. وفي سياق انتهاكات المستوطنين والمسلحين وتعدياتهم على البيئة، تعرضت الاشجار الحراجية المحيطة بالقرية لاعتدءات وأضرار كثيرة نتيجة قطعها وتحويلها إلى حطب وبيعها أو استخدامها للتدفئة. ومن بينها شجرة الصنوبر المعمرة التي يزيد عمرها عن مئة عام والتي كانت تقع في موقع المقبرة القديمة في الحارة التحتانية من القرية والمعروفة بـ (مرخا نوري)، حيث قد تم قطعها قبل أيام من قبل المستوطنين، فيما لم يتضرر جامع ومدرسة القرية. ومنذ الاحتلال التركي، تم اختطاف ما يقارب الـ 40 شخص من القرية، بتهم التعامل والانتماء للادارة السابقة، من بينهم عدداً من النساء اللواتي تتجاوز اعمارهن 60 سنة، بفترات متفاوتة، حيث تم الافراج عن أغلبهم باستثناء مايقارب من 5 اشخاص مازال مصيرهم مجهولاً، مضى على بعضهم ما يقارب السنتين منذ الايام الاولى للعدوان التركي على الإقليم الكُردي.

كذلك، وفي إطار دورها التآمري على عفرين، تقوم ما تسمى “وزارة الإدارة المحلية والخدمات” مع ما تسمى “مديرية شؤون النازحين والمهجرين قسراً” ومجالس الاحتلال المحلية في عفرين، بتنظيم عمليات استيطان أهالي إدلب في عفرين، بحجة أن النظام السوري قد هجرها، متجاهلة الدور التركي في تهجير السوريين وإعادة توطينهم وفقاً لأهوائها. وبمقدور أنقرة وموسكو وضع حل سياسي لإدلب وإبقاء الأهالي في منازلهم، لكن أنقرة مصرة على تهجيرهم بغية إجبار أهالي إدلب على الإذعان لأجنداته، وتحويلهم إلى مستوطنين في المناطق الكُردية، بغية خلق حالة صراع دائم بين السكان الاصليين والمستوطنين في أرضهم. ويبدو واضحاً تنسيق الاحتلال التركي مع روسيا لإفراغ البلدات السورية واستبدال سكانها بآخرين ممن يقعون ضمن نفوذ الفريق الثاني، في مسعى الجانبين لهندسة الدموغرافية السورية حسب الأهواء التركية، على نموذج (تسليم تركيا الغوطة وريف حمص وريف ادلب شرق سكة حديد الحجاز ومطار ابو الظهور العسكري مقابل تسليم روسيا لـ عفرين في العام 2018). ويستغل الاحتلال التركي الاحداث الجارية في إدلب، والتي تمت بالتنسيق بينه وبين روسيا، بغية تهجير أهالي إدلب ودفعهم للاستيطان في عفرين و”سريه كانيه\رأس العين” و”كري سبي\تل أبيض”.

كذلك، أكد مراسلو “عفرين بوست” في معلومات متقاطعة ومؤكدة، إن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، تعمد إلى إجبار السكان الأصليين لـ إقليم عفرين الكُردي المُحتل، على استقبال العائلات الخارجة من إدلب في بيوتهم عنوةً عنهم. وأشار المراسلون أن المسلحين يقومون بالضغط على السكان الأصليين الكُرد عبر المزايدة عليهم بالإنسانية، من خلال استخدام اسئلة كـ: “هل تقبلون أن يقيم المهجرون من إدلب في العراء؟، هل تقبلون أن يقال بأن أهالي عفرين لم يستقبلوا المهجرين؟، هل يقبل ضميركم أن يبقوا في البرد القارس؟”، وما إلى ذلك من وسائل ضغط. وقال المواطن “أبو سعيد\اسم مستعار لضرورات أمنية” وهو من أهالي جنديرس، حول ذلك الأسلوب، بأنه مستمد من قوات النظام التي كانت تقوم بإجبار المواطنين على الخدمة العسكرية الأحتياطية عبر طرح أسئلة يزايدون من خلالها في الوطنية، من قبيل ” أبتحب تُخدم وطنك؟”. متابعاً: “إن قال المواطن حينها إنه يحب أن يخدم فإنه سوف يُسحب للخدمة الإحتياطية، وإن قال إنه لا يحب بإنه سوف يسجن لعدة شهور ويجبر مجدداً على الإلتحاق بالقوات الأحتياطية”. مردفاً: “ذات الطريقة يستخدمها مسلحو الإخوان، عبر طرح أسئلة ظاهرها إنساني، لكن باطنها دنيئ وقذر، فإن قبلت بإسكان المستوطنين معك، لن يتوانوا عن إزعاجك حتى تقرر ترك المنزل لهم والتهجير قسراً منه، وإن رفضت، فسوف يتم إعتقالك، وطرد عائلتك من المنزل، ليستقر بها المستوطنون بمفردهم، وتبقى أنت بلا منزل”. وفي السياق، قالت سيدة كُردية: “من يرفض ، أو يخاف منهم، يتم طردهم من البيت”، متابعةً: “خالتي والدة زوجي وعمي يعيشون لوحدهم حالياً في القرية، وقد جاء المسلحون وطلبوا منهم أن يستقبلوا مستوطنين بالبيت، وأن يعطوهم غرفة لهم”. مردفةً: “خالتي رفضت، وتحدثت معهم وواجهتهم، وبعد عدة محاولات ، تم جلب إحدى العوائل لرؤية البيت، لكن المستوطنين رفضوا العيش فيه لأنه لا توجد منافع تابعة للغرفة آلتي كانوا يودون الإقامة فيه”. بدوره، قال “أبو ريزان\اسم مستعار”: “يقولون لنا بترضوا النازحين يعيشوا برات البيت بهالشتا؟، ويتناسون أنهم هجروا أهالي عفرين من بيوتهم التي كانوا يحيون فيها بشكل آمن ومُكرم”، متابعاً: “لقد هجروا أهالي عفرين وهم حالياً بالمخيمات في الشهباء، ومن ثم يقولون للعفريني لازم تقبل أن تقيم معك عائلة نازحة وتتشاركوا البيت!”. مؤكداً أن المسلحين التابعين لتنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بمسمى “الجيش الوطني السوري” لا يهمهم وضع أهالي إدلب، لكنهم يتقاضون أجارات شهرية عن المنازل التي يتمكنون من تأمينها للفارين من إدلب.

في الخامس عشر من يناير\كانون الثاني، علمت عفرين بوست من مصادرها، أن ميليشيات الاحتلال التركي تخطط لإجراء إحصاء سكاني دقيق للسكان الأصليين والمستوطنين في كافة أرجاء إقليم عفرين المُحتل. وقالت المصادر إن ميليشيا “الشرطة المحلية” والمخابرات التركي أصدرت تعميماً على كافة المخاتير الذين تم تعيينهم من مجالس الاحتلال، يقضي بإجراء مسح سكاني دقيق في كافة أرجاء الإقليم. وحسب الاستمارة التي سلمت للمخاتير، فيجب تدوين كافة المعلومات الشخصية (الاسم الثلاثي-إسم الوالدة- العمر – الوضع العائلي – أصلي أو نازح(مستوطن) العمل السابق والحالي. ومنذ بدء العدوان التركي على عفرين يناير العام 2018، بدء السكان الاصليون الكُرد بالتهجير من الإقليم، خشية وقوعهم تحت حكم المليشيات الإسلامية والاحتلال التركي. وكان مراسل “عفرين بوست” أكد نهاية فبراير العام 2019، نقلاً عن مواطنين في عفرين، أن عفرين المدينة قد باتت غريبة على سكانها، وأن الكُرد باتوا اقلية فيها مقارنة مع المستوطنين الذين ينتشرون في مختلف ارجاء المدينة. وقال حينها المواطن (س، ه) لمراسل “عفرين بوست”: “ماذا تريد، هل تريد أن تذهب لدمشق، اذهب لذلك الشارع جميع المستوطنين فيه من دمشق والغوطة، ستشعر أنك في الغوطة”، مُتابعاً: “هل تريد أن تذهب لحمص، أذهب لذلك الحي، جميع مستوطنيه من حمص، ستشعر أنك في حمص حقاً”، وأضاف المواطن (س، ه): “لا اشعر أني في عفرين، هناك شوارع إن مشيت فيها ستشعر أنك في دير الزور، الامر لا يطاق، لقد بتنا أقلية على أرضنا!”. وخلال عهد الإدارة الذاتية، كانت عفرين تحتضن قرابة 800 ألف من السكان الأصليين الكرد من أبناء الإقليم، إضافة لقرابة 300 ألف نازح من مختلف المناطق السورية، تم استقبال بضعة آلاف منهم ضمن مخيمات أنشأتها مؤسسات الإدارة الذاتية، بينما كانت الغالبية منهم تعيش حياة طبيعة بين باقي السكان الأصليين الكُرد كـ “ضيوف”. وهُجر ما يربو عن 350 ألف عفريني خلال شهر آذار العام 2018 وحده، نحو مناطق الشهباء وحلب وغيرها، في واحدة من أكبر موجات التهجير القسري التي شهدتها الحرب السورية، بعد سبع سنوات من الامن والأمان الذي عايشه العفرينيون في ظل “الإدارة” التي شكلها أبنائها تحت مسمى “الإدارة الذاتية في مُقاطعة عفرين”. واستجلب الاحتلال التركي بدلاً عن السكان الأصليين الكُرد “مستوطنين” يتشكلون في غالبيتهم من عوائل مسلحي المليشيات الإسلامية التابعين في غالبيتهم لتنظيم الإخوان المسلمين، حيث حاول الاحتلال التركي من خلال استجلابه المستوطنين من عوائل مسلحي المليشيات الإسلامية المعروفة بـ (الجيش الحر، الجيش الوطني، جبهة النصرة) ترسيخ احتلاله للإقليم الكردي، وتغيير ديمغرافيتها. كما عمل الاحتلال على انشاء هيئات خدمية تتشكل في أساسها من مستوطنين، وكان المستفيد الأول منها المستوطنون، الذين حصلوا على الكثير من التشجيع، لحضهم على الاستقرار في المنطقة، وترسيخ التغيير الديموغرافي. وفي المُقابل، يعمد الاحتلال التركي منذ إطباقه الاحتلال العسكري على عفرين، إلى تطبيق سياسة الإفقار بحق السكان الأصليين الكُرد من أبناء المنطقة، عبر ترك الباب مفتوحاً أمام مسلحي المليشيات الإسلامية ليقوموا بعمليات السرقة والخطف والابتزاز. كما عمل الاحتلال التركي إلى تمييع الانتماء الأصيل الى عفرين، من خلال منح المستوطنين بطاقات تعريفية تثبت انهم يقطنون في عفرين وصادرة عن مجلسه الاحتلالي في الإقليم، ما سيعني عدم المقدرة على التمييز لاحقاً بين السكان الأصليين من الإقليم الكُردي، أو المستوطنين الذين استجلبهم الاحتلال لإحداث التغيير الديموغرافي. ويشير إجبار الاحتلال التركي للسكان الأصليين الكُرد على استصدار بطاقاته التعريفية الجديدة مثلهم مثل المستوطنين، إلى مساعيه للمساواة بينهم، ما من شأنه أن يمنح المستوطنين مستقبلاً، الشرعية للتصويت في أي انتخابات او استفتاءات وهمية قد يسعى الاحتلال الى اجراءها، لسن تشريعات تمنح المستوطنين ميزات في الإقليم الكردي، أو حتى تنظيم استفتاء لضم الإقليم إلى تركيا، كما حصل سابقاً في لواء الاسكندرون، القرن الماضي.

اثار عفرين..

في الخامس من يناير\كانون الثاني، واصل المسلحون التابعون للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، العبث بآثار عفرين بهدف تدميرها ومحوها، في إطار مساعيهم لإزالة الدلائل والآثار الدالة على شعوب المنطقة الأصلية، إضافة للتنفع المالي من بيع القطع الاثرية للاحتلال التركي. وفي هذا السياق، أشار تقرير أسبوعي يصدر عن حزب “الوحدة-يكيتي”، إلى مُواصلة ميليشات “السلطان سليمان شاه- العمشات” الحفر داخل المسجد القديم – القرية التحتانية في مركز ناحية “شيه\شيخ الحديد”. وقال التقرير أن موقع الحفر قد تمت تغطيته بالشوادر لإخفاء ما يجري فيه، وذلك بحثاً عن اللقى والكنوز الثمينة، حيث من المعروف أن أرض الجامع والمنازل التي تقع جنوبه تحوي آثار قديمة. ومنذ إطباق الاحتلال العسكري التركي، استخدم جيش الاحتلال التركي ومسلحوه اجهزة متطورة للكشف عن الاثار والمعادن، وسبق أن أكد أهالي أن جيش الاحتلال اخرج كميات من الذهب المدفون في قرية بعرافا على الاقل، إضافة للحديث الدائم عن التنقيب في تلال عفرين الاثرية، والتي يؤكد خبراء الاثار تضمينها طبقات عدة، وبالتالي احتواء اثار من حقب مختلفة تعود لحضارات تعاقبت على المنطقة.

في السادس من يناير\كانون الثاني، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات هدم يجريها مسلحو مليشيا “لواء السلطان سليمان شاه” للمحلات التجارية العائدة لحرم المسجد التحتاني في ناحية “شيه\الشيخ حديد” بريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا. ووفقاً لمصادر “المرصد السوري” فإن عملية هدم المحال التجارية التي يقوم بها مسلحو الفصيل تأتي بهدف التنقيب عن الآثار في المنطقة آنفة الذكر وسرقتها. وكان تقرير أسبوعي يصدر عن حزب “الوحدة-يكيتي” قد أشار في الرابع من يناير الجاري، إلى مُواصلة ميليشات “السلطان سليمان شاه- العمشات” الحفر داخل المسجد القديم\التحتاني، في مركز ناحية “شيه\شيخ الحديد”. وقال التقرير أن موقع الحفر قد تمت تغطيته بالشوادر لإخفاء ما يجري فيه، وذلك بحثاً عن اللقى والكنوز الثمينة، حيث من المعروف أن أرض الجامع والمنازل التي تقع جنوبه تحوي آثار قديمة.ومنذ إطباق الاحتلال العسكري التركي، استخدم جيش الاحتلال التركي ومسلحوه اجهزة متطورة للكشف عن الاثار والمعادن، وسبق أن أكد أهالي أن جيش الاحتلال اخرج كميات من الذهب المدفون في قرية بعرافا على الاقل، إضافة للحديث الدائم عن التنقيب في تلال عفرين الاثرية، والتي يؤكد خبراء الاثار تضمينها طبقات عدة، وبالتالي احتواء اثار من حقب مختلفة تعود لحضارات تعاقبت على المنطقة.

في الثامن من يناير\كانون الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز المدينة أن مسلحين من ميليشيا “فرقة الحمزة” وبإشراف من المخابرات التركية، يقومون بأعمال حفر وتجريف، تطال القبور (المدافن) الأثرية الموجودة في موقع براد الأثري الشهير، الواقع في ناحية شيراوا على سفح جبل ليلون. وحصل المُراسل على معلومات من مسلح ينحدر من ريف دمشق، يُشارك في أعمال الحفر في الموقع الأثري، تؤكد أن العمل متواصل حالياً في الموقع، وهو يدر مبالغ مالية كبيرة على المشاركين في تخريب آثار الإقليم. وأكد المراسل أنه ذلك المسلح كان قد تمكن من استغفال متزعم المجموعة، وسرق قطعاً معدنية أثرية، تم العثور عليها بعد تبش قبر في أحد المدافن الموجودة في موقع “براد”، مشيراً إلى أن المسلح المنتمي لميليشيا “الحمزة” كان يحاول بيعها في المدينة لتجار الآثار. وأشار المُراسل أن القطع المعدنية وعددها (5) كانت عليها صور منحوتات أثرية تشبه تلك الموجودة على جدران معبد تل عين دارة الأثري، مؤكداً أن المجموعة المشاركة في الحفر ونبش القبور، عثرت على تابوت فخاري، علاوة على جرر فخارية خالية. إلى جانب ذلك علمت “عفرين بوست” من مصادر أخرى أن ميليشيا “الحمزة” تنفذ منذ نحو عشرين يوماً، أعمال تجريف وحفر في منطقة أثرية تقع بين قريتي “ماراتيه” و”كوندي مازن” التابعتين للمركز، مضيفةً أن تلك الأعمال متوقفة حالياً نتيجة الأجواء الماطرة.

مجالس الاحتلال..

في الرابع من يناير\كانون الثاني، أفرجت الميليشيات الإسلامية التابعة لـ الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، عن إثنين من موظفي (مجلس عفرين المحلي) بعد أسبوع من اعتقالهم واقتيادهم لجهة مجهولة. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل أن ميليشيا “الأمن السياسي” أفرجت عن كل من المواطنين الكُرديين (باسل عرب ومحمد حنان)، مشيراً إلى أنهما لقيا ضرباً مُبرحاً أثناء فترة الاعتقال، فيما لا تزال زميلهما “منان حبيب”، الموظف في مجلس الاحتلال المحلي قيد الاعتقال. وكان مسلحون من ميليشيا “الأمن السياسي” برفقة استخبارات الاحتلال أقدمت في الثلاثين من ديسمبر العام 2019، على اعتقال كل من (منان حبيب، باسل عرب ومحمد عبد الحنان) من المجلس المحلي التابع للاحتلال التركي واقتادوهم إلى جهة مجهولة. وينحدر باسل عرب، من قرية “كفر دليه” التابعة لناحية جنديرس، وكان يعمل سابقا في شركة المياه، ويعمل حالياً في مكتب الخدمات والإدارة المحلي في مجلس عفرين، بينما ينحدر “منان حبيب” من قرية “قرنيه” التابعة لناحية “بلبلة\بلبل”، وكان في السباق ضابطاً في جيش النظام، ويعمل حالياً في المجلس المحلي. وشكل الاحتلال التركي منذُ بداية إطباق احتلاله العسكري على إقليم عفرين في آذار العام 2018، مجالس شكلية تابعة له في مركز الإقليم ونواحيه الستة، فيما تُختصر مهام تلك المجالس على شرعنة استيلاء المستوطنين والمسلحين على أملاك السكان الاصليين من الكُرد المهجرين والمتواجدين في عفرين. كما تلعب مجالس الاحتلال دوراً مريباً يتمثل في شرعنة الافعال الإجرامية للمستوطنين والمسلحين، عبر سن تشريعات تبرر لهم عمليات السطو والاستيلاء بحجج واهية. وسنت تلك المجالس منذ إطباق الاحتلال التركي، قرارات شرعنت عمليات سرقة المواسم الزراعية بحجة الضرائب، حيث استحوذت المليشيات الإسلامية والمجالس بموجبها على جزء من المحاصيل، كما تعمل تلك المجالس على تبرير الغزو التركي لمناطق جديدة في شمال سوريا، لتؤكد بذلك ارتباطها الوجودي مع وجود الاحتلال.

في السادس عشر من يناير\كانون الثاني، ومع ارتفاع اسعار صرف الدولار أمام الليرة السورية، واصلت أسعار المواد الأساسية في عفرين بالإرتفاع، ما زايد من وطأة المعانأة التي يقاسيها أهالي عفرين الأصليون الكرد في الإقليم المحتل، شمال سوريا، نتيجة السياسات التدميرية للاحتلال التركي بحق اقتصاد عفرين. فمنذ إطباق الاحتلال العسكري التركي آذار العام 2018، على الإقليم الكردي، سلبت ونهبت جميع المراكز الاقتصادية والمشاغل والمعامل التي جرى افتتاحها من قبل أهالي عفرين إبان عهد الإدارة الذاتية السابقة، إضافة إلى سرقة الآليات الزراعية والسيارات والمحاصيل والمواسم، في سياسة تفقيرية ممنهجة. وفي هذا السياق، رصد مراسلو “عفرين بوست” أسعار المواد الأساسية لليوم الخميس، بالتزامن مع ارتفاع اسعار الدولار لأكثر من 1150 ليرة لكل دولار، والتي كانت على النحو التالي: المواد التموينية: سكر/550 ل.س / شاي 6500 ل.س / قهوة 5500 ل.س/ رز 400-650/ زيت نباتي 1 ل = 900 ل.س / صابون غار1كغ 7500 / برغل 450 ل.س/ كيس الطحين 18000 ل.س 1كغ 450/ زيت زيتون 14000 – 15000 ل.س/ خبز ربطة خبز 500 ل.س (1300 غ- 14 رغيف)/ كيلو اللحم 7500 ل.س / الفروج 2500 ل.س، المحروقات: أسطوانة الغاز 9800 ل.س / مازوت 700 ل.س / بنزين 750 ل.س، أمبير الكهرباء الواحد 2000 أسبوعياً مع تشغيل لـ / 3.5 – 4/ ساعات فقط. الخضار والفواكه: بطاطا 350 ل.س/ باذنجان 650 ل.س / فليفلة 850 ل.س/ بندورة 700 ل.س/ زهرة 200/ خيار 700 ل.س / كوسا 900 ل.س / بصل يابس 300 ل.س/ برتقال 350 ل.س / تفاح 500-600 ل.س/ موز 800 ل.س /

كذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، شمال سوريا، إنه وفي سياق عجزها عن تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين في عفرين، فشلت مجالس الاحتلال في جميع المجالات ولعل إحداها وهي أقلها في تحديد أسعار الأدوية. ويلاحظ المواطنون تفاوتاً كبيراً في أسعار الأدوية بين الصيدليات نتيجة عدم وجود المراقبة، وتحكم المزاجيات في تحديد الأسعار. وأشار المراسل إلى أنه تم رفع معاينة الأطباء من 2000 إلى 3000 بمختلف الاختصاصات كـ الطبيب العام والنسائية، والجلدية. فيما رفعت معاينة العينية إلى 3500، أما تلبيس الأسنان فوصل إلى 19000 ل.س للسن الواحد، وبالنسبة لطبيب الأطفال فوصلت المعاينة إلى 3000 والمراجعة بـ 1500. ويأتي ذلك في إطار فشل مجالس الاحتلال وعجزها عن إصلاح ما هدمه التركي المحتل، فيما تركز تلك المجالس على بعض “المنجزات” الوهمية الشكلية الظاهرية، كملعب كرة القدم كان جاهزاً في عفرين ولم يقم الاحتلال سوى بجلب العشب الأصطناعي له. أو التفاخر بتشييد مستشفيات كانت قد شُيدت سابقاً في عهد “الإدارة الذاتية” كـ “مشفى الشهيد فرزندا العسكري”، والذي حاول الاحتلال عقب إطباق الاحتلال، تزييف الحقائق ونسب بنائه لنفسه.

اشجار عفرين..

في الثامن من يناير\كانون الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين المُحتل أن ميليشيا “أحرار الشرقية” تقوم بقطع أشجار الزيتون في حقل يقع في مدخل المدينة من جهة راجو، بحجة أن ملكيته تعود لـ “الإدارة الذاتية”. وأكد المُراسل أن مسلحي الميليشيا قاموا بقطع نحو أربعين شجرة زيتون لحد الآن، فيما يتواصل القطع المنظّم في الحقل العائد لعائلة “برخانة” من المكون العربي، وهم من أهالي قرية بابليت التابعة لناحية جنديرس، مشيراً إلى أن الحقل يحوي نحو 400 شجرة زيتون. وأضاف المُراسل أن الميليشيا كانت سيطرت على البئر الارتوازي الموجود في الحقل، وتقوم باستثمره لصالحها منذ وقوع الإقليم تحت الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية. وكان مراسل “عفرين بوست” قد أكد في الثاني من ديسمبر الماضي، إقدام مسلحي ميليشيا “فرقة الحمزة” على قطع نحو ألفي شجرة زيتون بشكل جائر، في حقل يقع على طريق قرية “كفرشيليه\كفرشيل” التابعة لمركز عفرين، تعود ملكيتها للمواطن الغائب حسين حجي، من أهالي قرية علمدارا التابعة لناحية راجو. وتقوم المليشيات بإرسال الأحطاب إلى مراكز بيع الحطب في منطقة “الجسر الجديد” وسط مدينة عفرين لتباع هناك، حيث وصل سعر الطن الواحد من حطب الزيتون إلى نحو 60 ألف ليرة سورية، في ظل ازدياد الطلب عليه نتيجة غلاء مادة المازوت بشكل غير مسبوق.

في الثالث عشر من يناير\كانون الثاني، أقدم مسلحو ميليشيا “أحرار الشرقية” على قطع شجرة معمّرة من النوع “سنديان رومي/كيلبري” في قرية “مسكيه\مسكانلي” التابعة لناحية جنديرس، والتي تقع في وادي “كلي برجي”، في غربي القرية وعلى الطريق المؤدي لقرية “خالطا”. ويتجاوز عمر الشجرة أكثر من مئتي عام، وتعتبر من الأشجار المباركة حسب عرف أهل القرية، الذين حافظوا عليها رغم كل الظروف الصعبة والشتاءات القاسية التي مرت على الإقليم. وتعتبر شجرة السنديان الرومي مُهددة بالانقراض، ورغم ذلك يتعمد المسلحون الإسلاميون إلى قطعها بشكل منظّم، في انتقام واضح لكل المعالم الجغرافية والبيئية والحضارية في الإقليم.

كذلك، أصيب المواطن المُهجر “فائق حج رشيد/65 عام”، بالجلطة\نوبة قلبية، بعد سماعه نبأ قطع أشجاره بشكل جائر/مئتي شجرة (الفروع الرئيسية الكبيرة) على يد ميليشيا “فيلق الشام” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، في قرية “علمدار” التابعة لناحية راجو. ويقيم “فائق” في مناطق الشهباء، بعد تهجيره بشكل قسري من قريته من قبل الاحتلال التركي، واستيطان ذوي المسلحين في معظم القرية، حيث تم اسعافه إلى مشافي مدينة حلب. وفي السياق، أضاف مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو، أن نحو 800 شجرة زيتون أخرى تعود للمهجرين تم قطعها بشكل جائر. كما استولت ميليشيا “الجبهة الشامية” بزعامة المدعو (نعيم) على منزلين عائدين للمواطن الكردي في قرية علمدارا، ويقعان في محيط حديقة حي الأشرفية على طريق السرفيس.

شرق الفرات..

في الحادي عشر من يناير\كانون الثاني، قالت مواقع موالية للاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، إن أغلب الدول الأوروبية قد قامت بقطع الدعم المالي عن ما يسمى “الائتلاف الوطني السوري” (الذي يمثل تنظيم الإخوان المسلمين وجماعات تركمانية موالية لأنقرة)، بسبب تأييده الغزو التركي لمناطق الإدارة الذاتية في شمال سوريا، والتي سميت بـ “نبع السلام”. وقال الإعلام التركي إن “قطع الدعم المالي عن الائتلاف السوري بسبب موقفه المؤيد لعملية (نبع السلام)، مما أدى إلى حصول أزمة مالية خانقة وعجز في الميزانية، خاصة أن الائتلاف يعاني من ضغط المصاريف بعد افتتاح مكتب له في الداخل السوري”. وأكدت المصادر أن “الائتلاف اضطر للتخلي عن عدد من موظفيه والاستغناء عن خدماتهم بسبب الأزمة المالية الحاصلة، كما يحاول تخفيض رواتب العاملين لديه”، مضيفة أن “هذا الإجراء يأتي بعد تهديدات مماثلة بفرض عقوبات على مليشيات عسكرية تابعة لما يسمى “الجيش الوطني”، شاركت في غزوة (نبع السلام) . وكان الائتلاف الإخواني خفض في وقت سابق مرتبات العاملين لديه بسبب انخفاض الدعم المالي الدولي له، ليأتي القطع الأخير للدعم المالي ما يزيد من أعبائه المالية والإدارية وقدرته على مزيد من النشاط والفعالية (وفق إعلام الاحتلال).

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons