عفرين بوست-خاص
من الواضح أن الحرب الأخيرة للنظام وروسيا على إدلب قد جرت بتنسيق كامل مع الاحتلال التركي، بغية دفع الأهالي في إدلب لتركها والتوجه للأستيطان في مناطق تحتلها تركيا كـ عفرين و”تل أبيض\كري سبي” و”سريه كانيه\رأس العين”، حيث يمكن تشبيه ما يجري في إدلب، بالمُقايضة التركية الروسية التي تم خلالها بيع عفرين من جانب روسيا، لقاء تخلي تركيا عن مناطق كانت خاضعة لمليشياتها في أرياف دمشق وحمص وحماه وإدلب.
وفي هذا السياق، أكد مراسل “عفرين بوست” إن “معبر الغزاوية” جنوب عفرين والذي يربطها مع مناطق دارة عزة بريف حلب الغربي وشمال إدلب، بات يعج العائلات الهاربة من إدلب، حيث يشهد المعبر دخولاً كثيفاً للمستوطنين.
وتتواصل المعلومات حول إقدام الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، على طرد السكان الأصليين الكُرد من منازلهم في غالبية قرى إقليم عفرين الكُردي المٌحتل، بغية توطين الفارين من محافظة إدلب فيها، والذين يتقاطرون على الإقليم بأعداد كبيرة.
وبالرغم مما يحاول الإعلام الموالي للمليشيات الإسلامية من إبرازه، حول أن الفارين هاربون من الحرب ولا يسعون للإستيطان في عفرين، إلا أن الشواهد والأنباء تكذبهم.
فعلى مدار عامين من الاحتلال التركي لـ عفرين، إستوطن من يصفهم الإعلام المُعارض بـ “النازحين” و”المهجرين” من مناطق حمص وحماه وأرياف دمشق وحلب ودير الزور، محل السكان الأصليين الكُرد، والذين يقيمون بدورهم في مخيمات الشهباء، بعد أن هجروا من ديارهم على يد مسلحي “الجيش الوطني السوري”، ليستوطن ذووهم مكان الكُرد، وينفذوا مخططات أنقرة للتغيير الديموغرافي.
ويقوم مسلحو المليشيات الإسلامية بكسر الأقفال وفتح أبواب المنازل في قرى عفرين، رغم تواجد أصحابها، بحجة إيواء الفارين من إدلب.
وفي الوقت الذي آوى فيه العفرينيون على مدار سنوات الحرب السورية الثمان، مختلف السوريين ومن ثائر المناطق إبان حكم “الإدارة الذاتية”، فإنهم يرفضون الآن دخول دخول المستوطنين إلى ديارهم، ويؤكدون أن من جاء على ظهر الدبابة التركية غازياً لإقليمهم، لا يمكن أن يكون محل ترحيب، مشددين على ضرورة خروج المستوطنين والاحتلال التركي ومليشياته.
ولا يعتبر ما يجري حالياً في إدلب إلا سبيلاً جديداً للتغيير الديموغرافي الذي تمارسه سلطات الاحتلال التركي، عبر إجبار السكان في إدلب على مغادرتها لملئ ما يعتبرها منطقته الآمنة، والتي يسعى منها أن تكون خنجراً في ظهر مناطق شرق الفرات، بغية القضاء على الوجود التاريخي للكُرد في شمال سوريا، وحرمان باقي المكونات من الحقوق التي استحوذوها من خلال نظام “الإدارة الذاتية”.