عفرين بوست-خاص
يبدو أن الأحداث الأخيرة في إدلب، وإدراك المسلحين للعب الاحتلال التركي عليهم بغية تهجيرهم من إدلب ودفعهم للاستيطان في عفرين وشرق الفرات، قد بدأت تثير الحساسيات والقلاقل بين الاحتلال التركي والمسلحين، خاصة مع توارد المزيد من الأنباء عن إرسال الاحتلال للمسلحين السوريين المرتزقة ضمن مليشيات “الجيش الوطني السوري” للقتال لصالح تركيا في ليبيا، في إطار مشروعها التوسعي الساعي إلى إحياء العثمانية.
وفي هذا السياق، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، إن مليشيا “فرقة السلطان مراد” قد عمدت قبل قرابة أسبوع، إلى اعتقال أثنين من متزعميها في عفرين، عقب رفضهما الالتحاق بالمعارك في ليبيا.
وأشار المراسل إن المتزعمين يدعيان “أبو القاسم” و”أبو عرب” وينحدران من مدينة حمص، التوقيت قبل نحو أسبوع، مؤكداً إنهما يعملان ضمن أمنية المليشيا الواقعة قرب مبنى “جمارك عفرين” سابقاً.
وكانت “عفرين بوست” قد أعلنت في الرابع والعشرين من ديسمبر العام 2019، افتتاح أربعة مراكز لتسجيل المسلحين الراغبين بالتوجه إلى ليبيا للقتال الى جانب حكومة السراج في طرابلس، وأوضحت حينها أن المراكز المفتتحة في إقليم عفرين، تقع في مبنى الاسايش سابقاً وتحت اشراف ميليشيا “فرقة الحمزة”، و في مركز مليشيا “الجبهة الشامية” وهو مبنى (هيئة الادارة المحلية) سابقاً بالقرب من دوار كاوا، ومقر ميليشيا “لواء المعتصم” في قرية “قيباريه\عرش قيبار” ومركز مليشيا “لواء الشمال” في حي المحمودية.
وفي السادس من يناير، أضيف على المراكزالسابقة، مركز جديد في “مبنى الجمارك” والمستولى عليه من قبل مليشيا “فرقة السلطان مراد” إلى قائمة مواقع تسجيل الاسماء، ليصبح تعدادها خمسة، فيما لا يُستبعد أن تكون هناك مراكز أخرى للتسجيل، لم يجري رصدها بعد.
ورصدت “عفرين بوست” في الثالث عشر من يناير، توجه دفعة جديدة من مسلحي الميليشيات الإسلامية إلى ليبيا، وأفاد مراسل “عفرين بوست” حينها، أن عشرين مسلحاً منى ميليشيا “لواء الشمال” انطلقت من دوار نوروز بمركز عفرين، وتوجهت بواسطة باصات نقل تركية إلى معبر باب السلامة في إعزاز، حيث تتواجد نقطة التجمع في منطقة حوار كلس، التي يتم فيها حشد المسلحين القادمين من عفرين وجرابلس والباب ومن ثم يتم توجيههم إلى داخل الأراضي التركية ومنها إلى ليبيا.
وأضاف المراسل أن جماعة “أبو محمد” من مليشيا “أحرار الشرقية” المؤلفة من 30 مسلحاً، ومقره في حي الأشرفية بالقرب من خزان المياه، توجهت إلى ليبيا، رغم أنه لم يمضي وقت طويل على عودتهم من معارك شرقي الفرات.
وفي الوقت الذي يدعي فيه المسلحون أنهم يحاربون النظام السوري بغية رفع المظلومية عنهم، أثبتت الوقائع والأحداث في السنوات الأخيرة عملهم لصالح الاجندات التركية البحتة، خاصة عقب غزو عفرين وتبرير احتلالها من قبل الأتراك، ورفضهم الوصول إلى حلول سلمية وسياسية مع “قوات سوريا الديمقراطية”.
ويضع الاحتلال التركي خطوطاً حمراء على الحوار مع “قسد”، فيمنع المليشيات التابعة له من خوض أي نقاشات معهم، بحجة أنهم “انفصاليون” و”مرتدون” و”ملاحدة”، بغية منع السوريين من الالتقاء على حل سياسي يحقن دمائهم.
ويستغل الاحتلال التركي تبعية المسلحين له، فيزودهم بالمال والسلاح بغية تنفيذ أجنداته، ويسعى من خلالهم إلى تمديد الحرب الأهلية في سوريا، بغية منع المكونات السورية وعلى رأسهم الكُرد، من استحواذهم حقوقهم المشروعة ضمن سوريا لامركزية.
ويدعي المسلحون وواجهتهم السياسية المسماة بـ “الائتلاف” أن اللامركزية بوابة للانفصال، في تقمص للرواية التركية، وهرباً نحو الامام من الحلول التي يمكن أن تساهم في بناء سوريا جديدة، لا مكان فيها لاستبداد ملة أو حزب أو طائفة.