نوفمبر 22. 2024

أخبار

خلال ديسمبر: عبث بآثار عفرين ومجزرة بحق أطفالها المهجرين في تل رفعت.. أحكام جائرة من محاكم المحتل التركي بحق المختطفين الكُرد وارتفاع في معدلات الاستيطان

عفرين بوست-خاص

تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي انتهاكاتها بحق المدنيين في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً، وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حدثت خلال شهر ديسمبر من العام 2019، (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا غيضاً من فيض الاحتلال!).

آثار عفرين..

في الثالث من ديسمبر،صدر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، بياناً إلى الرأي العام حول عمليات السلب والنهب والتدمير والتزوير التي تمارسها المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، في إقليم عفرين الكُردي المُحتل. وقد أكد المرصد حصوله على معلومات موثوقة من مصادره، حول الانتهاكات التي تقوم بها المليشيات الإسلامية، وفيما يلي نص البيان كاملاً: لا تزال الفصائل الموالية لتركيا العاملة ضمن عملية “غصن الزيتون” في “عفرين”، ترتكب انتهاكات لا تعد ولا تحصى ليس ضد المدنيين وممتلكاتهم فحسب، وإنما ضد الممتلكات العامة والآثار أيضا، حيث حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات موثقة عن عملية السرقة الممنهجة التي تتعرض لها آثار “عفرين”، وتحديدا منطقة النبي هوري (سيروس) التي تقع في شمال غرب سوريا وتبعد نحو 30 كيلومترا عن مركز مدينة “عفرين” بالقرب من الحدود السورية-التركية. وبحسب ما وثقه “المرصد السوري”، فإن المنطقة المعروفة بأسماء عدة، منها (سيروس) و(قورش) و(النبي هوري) والتي تعود إلى عدة حضارات أقدمها من الفترة الهلنستية عام 280 ق.م، تتعرض لانتهاكات ممنهجة على أيدي الفصائل الموالية لتركيا، بدءًا من القصف التركي العنيف الذي تعرضت له منذ اليوم الأول لعملية “غصن الزيتون” في يناير/كانون الثاني 2018، وحتى سيطرة الفصائل الموالية لتركيا على المنطقة وبدء عملية سلب وتخريب هائلة لها. وحصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات ووثائق تمكن من تحقيقها، عن قيام السلطات التركية والفصائل الموالية لها  -وتحديدا فصيل “صقور الشمال”- في 10 أغسطس/آب 2018 و6 أكتوبر/تشرين الأول 2018 و3 نوفمبر/تشرين الثاني، بحفريات تخريبية وعشوائية بالآليات الثقيلة (الجرافات)، ما أدى إلى تدمير الطبقات الأثرية دون توثيقها، إضافة إلى تدمير المواد الأثرية الهشة كالزجاج والخزف والفخار ولوحات الفسيفساء، وغيرها من الآثار. وأكدت مصادر موثوقة، لـ”المرصد السوري”، أن الانتهاكات التي تعرضت لها المنطقة لم تتوقف بعد التواريخ المذكورة، إلا أن عملية توثيق الانتهاكات التي تتعرض لها المدينة تواجه صعوبات عدة، أبرزها عدم السماح بدخول هذه الأماكن وتعرض كل من يحاول الاقتراب من مواقع الحفر لأقسى العقوبات من قبل السلطات التركية والفصائل التابعة لها. في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، نشر أحد العاملين (م.ع) في موقع الحفر بشكل غير شرعي للبحث عن الآثار، منشورا على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، تضمن صورا لـ3 لوحات فسيفسائية وقطع أثرية أخرى. ووفقا للمعلومات التي حصل عليها “المرصد السوري”، فإن “المذكور (م.ع)، يمتهن تجارة الآثار وهو من محافظة إدلب بحسب البيانات التي نشرها على صفحته الشخصية”. وقالت المصادر: “لم يذكر صاحب المنشور موقع اللوحات أو هوية الأشخاص الذين يظهرون في الصورة، لكن تلك اللوحات تؤكد أن هذا الموقع هو أحد المواقع الجبلية الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا، وهو ما تأكد بعد أن تساءل عدد من متابعيه على موقع التواصل الاجتماعي عن موقع تلك اللوحات، ليجيبهم بأن موقعها هو (النبي هوري/سيروس)، والتي اعترف فيها أنه يجري حفريات في تلك المنطقة”. وفي 11 نوفمبر/تشرين الثاني، حذف المذكور المنشورات التي وضعها على صفحته والصور المصاحبة لها جميعا، بعد محاولة أحد الصحافيين التواصل معه لتقصي حقيقة اللوحات ومكان ظهورها، إلا أن (م.ع) لم يرد على تساؤلات الصحافي ولجأ إلى حذف المنشورات. وقالت مصادر موثوقة: “يوم 25 نوفمبر، أعاد (م.ع) نشره صور للوحات الفسيفساء وادعى أن اللوحات التي نشرها سابقا على صفحته هي لوحات حديثة (مزيفة) وغير أصلية (أثرية)، وأن بعض وكالات الإعلام المسيسة قامت بفبركة الموضوع وحولته إلى مادة ضد القوات التركية على أنها تقوم بالتنقيب مع الفصائل الموالية لها في منطقة عفرين، وأن الصور التي التقطها كانت صور تذكارية ولكنها استخدمت للحرب الإعلامية والتحريض على القوات التركية”. وقالت مصادر موثوقة، لـ”المرصد السوري”، إن “(م.ع) اعترف بهذا الشكل بصحة ما سبق أن قام بنفيه وحذف المنشور بسببه، كما أن المواقع الإخبارية التي نشرت قضية اللوحات ليسوا جميعا من المرتبطين بالإدارة الذاتية، وهو ما ينفي ادعاءات المذكور بشأن تسييس القضية وتحويلها إلى مثار تحريض ضد القوات التركية والفصائل الموالية لها”. وأضافت المصادر: “في المنشور الأول الذي حذفه (م.ع)، ظهرت اللوحات بينما كان هناك جزء منها لا يزال تحت المنطقة التي لم يتم حفرها بعد، في حين أن المنشور الجديد الذي نشره تظهر لوحات حديثة بالفعل ولكنها في مشغل للصناعة وتزوير اللوحات وتقليدها، وهي لوحات ناقصة وغير كاملة ولا يزال العمل فيها مستمرا على عكس اللوحات الأصلية التي ظهرت في المنشور الأول. وقالت مصادر موثوقة إن “مواقع مثل (علبيسكة) و(النبي هوري) و(خرابي رازة) وقرية (كاخرة)، تعرضت لسرقة محتوياتها ووضع لوحات مزيفة في مكانها بدلا عن اللوحات الأصلية”. وأضافت مصادر لها خبرة في فحص الآثار ومدى أصليتها، لـ”المرصد السوري”، أن “اللوحات التي ظهرت في المنشور الأول هي اللوحات الأصلية وتعود بالفعل إلى موقع النبي هوري، حيث تظهر تلك اللوحات على عمق يتجاوز مترين، وتعود إلى الفترة الرومانية بين القرنين الأول والثاني الميلاديين، وإحداها هي لوحة الإلهة إيزيس إلهة الخصوبة والزراعة. ومن خلال فحص الصورة التي نشرها (م.ع) يتضح أن موقع اللوحة تعرض لحريق كبير، حيث هناك آثار رماد على حذاء المذكور الذي ظهر في الصورة، وكذلك هناك آثار لطبقة كثيفة من الرماد في خلفية الصورة”. وتابعت المصادر: “أما اللوحة الثانية فهي تمثل شابا نحيلا عاري الصدر بشكلٍ كامل سوى من وشاح ذهبي اللون ينحدر من كتفه الأيمن نحو الصدر متجاوزاً خاصرته، لتغطي الجزء الخلفي لفخده الأيسر وحاملاً بيده اليمنى ألة موسيقية ويتكأ بمرفق يده اليمنى على عامود. وهذا المشهد على الأرجح يمثل الإله أبولو إله الشعر والغناء والموسيقى والرماية عند اليونان والرومان”. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد، في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، عمليات سرقة وسلب ونهب ممنهجة لآثار “عفرين” مقابل مبالغ مالية ضخمة، حيث أكدت مصادر موثوقة أن الفصائل الموالية لتركيا أطلقت يد منقبي الآثار في “عفرين” مقابل مبالغ مالية ضخمة. وأفادت مصادر، آنذاك، بأن قطعاً أثرية تم العثور عليها في موقع النبي هوري جرى سرقتها، كما أن عمال التنقيب استخدموا آلات للحفر وأجهزة متطورة للكشف عن أماكن تلك القطع الاثرية، فيما قالت المصادر إن المنقبين عثروا على لوحات فسيفسائية تم تهريبها إلى تركيا عبر تجار بتسهيلات مشتركة من القوات والفصائل المسيطرة على تلك المنطقة. ويؤكد “المرصد السوري” ما سبق أن أشار إليه في 1 أغسطس/آب الماضي، من أن الفصائل الموالية لتركيا ضمن عملية “غصن الزيتون” لا تزال مستمرة في انتهاكاتها في “عفرين”، عبر محو تاريخ المنطقة، من خلال التنقيب على الآثار وسرقتها وبيعها في تركيا، حيث يتربح المنفذون المال من عائدات بيع الآثار وما يعثر عليه من مواد أثرية. وفي سياق ذلك، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قيام عناصر مسلحة تابعة لفصيل “السلطان مراد” الموالي لتركيا بعمليات حفر وتجريف للتربة بناحية بلبل في ريف عفرين شمال شرق حلب، حيث قامت العناصر بعمليات تنقيب من خلال حفر وتجريف التربة على التل الواقع بين قرى بيباكا – قوشا – شرقا التابعة لناحية بلبل بريف عفرين، بحثاً عن الآثار، مستخدمين آليات ثقيلة من التركسات والباكر، بالإضافة لاقتلاع المئات من أشجار الزيتون تحت مرأى ومسمع القوات التركية المتواجدة بالمنطقة. إن ما تقوم به السلطات التركية والفصائل الموالية لها في “عفرين” يتناقض مع كافة المواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية كمعاهدة (لاهاي 1954) وبروتوكولي منظمة اليونيسكو (1970 و1972) وقرار مجلس الأمن الذي يحمل الرقم 2139 لعام 2014، والذي دعا جميع الأطراف إلى إنقاذ التنوع الثري لتراث سوريا الثقافي والقرار (2199) لعام 2015 الصادر عن مجلس الأمن، والذي ينص على حظر الاتجار بالممتلكات الثقافية في العراق وسوريا، إضافة إلى قرار مجلس الأمن رقم (2347) والذي صدر بإجماع أعضاء مجلس الأمن عام 2017، والمعني بحماية التراث الإنساني بناءٍ على هذه المعاهدات وبنودها وقرارات مجلس الأمن المذكورة أعلاه. وانطلاقا من تلك المعاهدات والمواثيق، وبناءً على الحقائق والمعلومات التي يكشفها “المرصد السوري” يوما تلو الآخر بشأن سرقة الآثار الممنهجة التي تتعرض لها “عفرين” على أيدي الفصائل الموالية لتركيا، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يناشد مجلس الأمن والمنظمات الأممية المعنية (اليونيسكو) بتفعيل قراراتها واتفاقياتها، كون تركيا من الأطراف الموقعة على تلك الاتفاقيات والمواثيق. ويطالب “المرصد السوري” المجتمع الدولي بإلزام الدولة التركية بملاحقة المسؤولين عن هذه الجرائم التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، باعتبار هذه المواقع الأثرية بما تحويه من آثار لحضارات قديمة ملك للبشرية جمعاء وليست حكرا على سوريا أو منطقة “عفرين”، وكذلك يطالب “المرصد السوري” بإيقاف سرقة ونهب وتصدير الممتلكات الثقافية والآثار السورية التي تتم عبر الأراضي التركية ووضع حد للانتهاكات التي تحصل بحق المواقع الأثرية وإدراج أسماء المتورطين في قوائم المطلوبين لدى الشرطة الدولية (الإنتربول).

في الرابع عشر من ديسمبر، واصل المسلحون التابعون للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، العبث بآثار عفرين بهدف تدميرها ومحوها، وفي هذا السياق بدأت منذ نحو أسبوع بأعمال تجريف وحفر في تل ترنده الأثري، وذلك بواسطة ثلاثة جرافات. وأكد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم الكُردي المُحتل، أن منطقة التل الأثرية تقع في نطاق سيطرة ميليشيا “الجبهة الشامية”، مشيرا إلى أن المسلحين يستخدمون 2 باكير و1 بلدورز، في حفر أعلى التل الأثري بحثاً عن الأثار. وأضاف المراسل أن الجرافات العاملة تعود لعائلة مستوطنة اسمها عائلة “عبد ربه” المُنحدرة من منطقة الليرمون شمال حلب. ومنذ إطباق الاحتلال العسكري التركي، استخدم جيش الاحتلال التركي ومسلحوه اجهزة متطورة للكشف عن الاثار والمعادن، وسبق أن أكد أهالي أن جيش الاحتلال اخرج كميات من الذهب المدفون في قرية بعرافا على الاقل، إضافة للحديث الدائم عن التنقيب في تلال عفرين الاثرية، والتي يؤكد خبراء الاثار تضمينها طبقات عدة، وبالتالي احتواء اثار من حقب مختلفة تعود لحضارات تعاقبت على المنطقة. وبداية نوفمبر الماضي، عرض مستوطن يدعى “محمد العلوش” وينحدر من محافظة ادلب، صوراً للوحات فسيفسائية، لم يعلق عليها بشيء على صفحته في الفيسبوك، لكنه رد على تعليقات أصدقاء له استفسروا عن موقع اللوحات، حيث أجاب إنها في النبي هوري. ويسعى الاحتلال التركي إلى سرقة كافة الاثار التي تعود للتراث الإنساني العالمي، أو تدميرها، كما فعل عندما قصف خلال غزو عفرين يناير العام 2018، تلال اثرية كتل عين دارة الاثري، وهو ذات التل الذي حوله مسلحو المليشيات التابعة للاخوان المسلمين إلى ساحة للتدريب العسكري، دون أدنى اعتبار لأهمية تلك المواقع التاريخية للبشرية جمعاء. وتؤكد الوقائع على الارض في عفرين، أن المستوطنين والمسلحين يقومون بالتنقيب العشوائي في عفرين، حيث لا يخشون تعقبهم من قبل الاحتلال التركي كونهم يعملون لصالحه، فيما كان استعراض المستوطن للآثار التي تم العثور عليها في النبي هوري، دليلاً آخر على مدى اللامبألاة التي ينظرون بها للمجتمع الدولي ومؤسساته، الصامتة عن كل الجرائم المرتكبة بحق أهالي عفرين وحجرها وشجرها، وهو ما بات يدفعهم للكشف عن أنفسهم ونشاطاتهم دون خشية من أي مُلاحقة. وسبق أن عمدت الميليشيات الاسلامية إلى حفر ونبش تل قرية برج عبدالو بواسطة آليات ثقيلة، وجرى استخراج تماثيل كبيرة كتمثال الأسد الموجود على تل عين دارا الأثري، وفق ما بينته صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

في الخامس عشر من ديسمبر\كانون الأول، وفي ظل استمرار الانتهاكات بحق التراث الثقافي لإقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، من قبل الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، تعمدت قوات الاحتلال تحويل المواقع الأثرية في المنطقة إلى قواعد عسكرية تابعة لها، بهدف تدميرها ضمن استراتيجية التطهير العرقي والتغيير الديمغرافي. وفي هذا السياق، عرضت وكالة “نورث برس”، صوراً جديدة توثِّق تحويل تل جنديرس الأثري إلى قاعدة عسكرية، من قبل قوات الاحتلال التركية. وتظهر الصور جداراناً اسمنتية عالية وضعت حول التل، الذي يقع جنوبي مدينة جنديرس، والذي تصل مساحته لـ/2/ هكتار، فيما أكدت الوكالة أن التلة التي تعلوها القاعدة العسكرية، تشهد عمليات تنقيب وحفر بحثاً عن الآثار. وأضافت الوكالة بأن القوات التركية تمنع أهالي المنطقة من الاقتراب من القاعدة العسكرية، وسط حراسة مشددة على المنطقة التي وقعت تحت الاحتلال في الثامن من آذار / مارس من العام 2018، إي قبل عشرة أيام من الوصول إلى مركز الإقليم في الثامن عشر من آذار. وأشارت أن القاعدة العسكرية تحيطها كاميرات مراقبة، حيث تتواجد فيها عناصر من القوات التركية، والمليشيات الإسلامية المسماة بـ (الجيش الوطني، الجيش الحر) التي تتبع في مجملها لتنظيم الإخوان المسلمين. ونوهت أن جميع المنازل المتواجدة حول تل جنديرس الأثري قد دمرتها القوات الغازية أثناء غزوها العسكري للإقليم الكردي منذ الـ20 من كانون الثاني / يناير العام الماضي.

في السادس عشر من ديسمبر\كانون الأول، أبلغت مصادر موثوقة المرصد السوري أن عناصر من مليشيا فرقة الحمزة التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، تواصل عمليات البحث عن آثار في قرية جوقة الواقعة بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا. وقال المرصد إن المليشيا تعمد منذ مطلع شهر ديسمبر، إلى حفر ونبش مواقع عدة في المنطقة، منها “مزار شيخ جمال الدين” الواقعة بين قريتي جوقة وكوكان، وأضافت المصادر أن المليشيا نقلت عدة أكياس لم يُعرف محتواها حتى اللحظة إلى مدينة عفرين، وذلك في إطار استمرار المسلحين تشويه الحضارة السورية عبر سرقة وتدمير المواقع الآثرية. وكان المرصد السوري نشر يوم أمس الأول، أن مسلحين من المليشيات الإسلامية تواصل انتهاكاتها بحق أهالي عفرين شمال حلب، وذلك عبر التضييق على المزارعين لدفع رشاوى مالية. وفي سياق ذلك أبلغت مصادر “المرصد السوري” أن مليشيا “لواء صقور الشمال” التابع للاحتلال التركي يضيق على أهالي قرية شيخوروز التابعة لناحية “بلبلة\بلبل” بريف عفرين، وذلك بسبب رفضهم دفع رشاوى مالية وحصة من محصول الزيتون.

مهجرو عفرين..

في الثاني من ديسمبر، وزّع الهلال الأحمر الكردي أمس الأحد، ملابس شتوية على النازحين في مخيم العودة بناحية شيراوا التابعة لإقليم عفرين، كان قد أرسلها اتحاد مُنتجي حلب لتقديمها للمهجرين قسراً من أهالي عفرين، وفق ما ذكرته وكالة هاوار. دعماً لأهالي عفرين في مخيمات الشهباء، قدّم اتحاد المنتجين بحلب في حي الشيخ مقصود 7500 قطعة من الألبسة الشتوية وأرسلها بتاريخ 27 تشرين الثاني المنصرم لمقاطعة الشهباء، حيث وزعت منظمة الهلال الأحمر الكردي اللباس المُقدّم على مهجري عفرين في مخيم العودة، فيما يتم التوزيع بالتنسيق مع إدارة المخيم. وفي هذا السياق تحدثت الإدارية لاتحاد منتجي حلب أليف أصلان “قمنا كاتحاد منتجي حلب بمساعدة الأهالي مع قدوم فصل الشتاء، كون الأهالي من النازحين ويأوون في الخيم، والطقس بارد، وليس من منظمات إغاثية تقوم بمساعدة الأهالي”. وأضافت أليف “عند افتتاح المدارس قمنا بتوزيع مستلزمات المدارس للأطفال من قرطاسية وحقائب للأطفال تحت شعار (بقلمي سأنتصر) واليوم يتوفر لدينا ٧٥٠٠ قطعة من الألبسة الشتوية وهي 4500 من الألبسة المدرسية والبنطال وقبعات للأطفال، وتقريباً 3000 قطعة ألبسة للنساء والأطفال الرضع”. والى جانبها تحدثت الإدارية المشتركة في منظمة الهلال الأحمر الكردي أنجيلا رشو “نحن كلجنة الدعم النفسي بالتنسيق مع اتحاد منتجي حلب نتعاون في توزيع تلك المساعدة الإنسانية على الأهالي بسبب الوضع المعيشي الصعب والطقس البارد وعدم تلقي الأهالي مساعدات من قبل المنظمات العالمية”.

في الثالث من ديسمبر، أقيم تجمع أحتجاجي أمام المقر الروسي بقرية الوحشية بالشهباء استنكاراً واحتجاجاً على المجزرة التي أستشهد فيها 10 مهجرين كُرد من عفرين، بينهم 8 أطفال في مهجرهم القسري بـ تل رفعت. وقال بكر علو القيادي في الإدارة الذاتية لـ عفرين بعد تسليم الوثيقة، إنهم كوفد ممثل عن مهجري عفرين أخبروا الجنرالات الروسية أنه جرى استهداف مدينة تل رفعت وقع على مرآهم دون أن تحرك القوات الروسية ساكناً، منوهاً إلى أن مهجّري عفرين يستنكرون الاستهداف المتواصل لهم في ريف حلب الشمالي. ونوه علو في معرض حديثه إلى أن الجنرالات الروسية، استنكرت قصف المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركيا، مشيراً إلى أنها تواصلت مع قاعدة “حميميم” الروسية بشأن القصف الذي استهدف مدينة تل رفعت. وذكرت مراسلة “نورث برس” أن وفداً من القوات الروسية زار جرحى مجزرة تل رفعت في مستشفى “آفرين”، يوم الاثنين واطلع على جثامين ضحايا المجزرة. وقال فريد أوسو المهجَر من عفرين لـ”نورث برس”، إنهم هجروا قسراً إلى ريف حلب الشمالي، لافتاً إلى أنهم استقروا في تلك المناطق لقربها من منطقة عفرين “ولحماية أطفالنا من القصف التركي”. وكانت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أعلنت أمس الثلاثاء، الحداد العام ليومين متتاليين على أرواح المدنيين الذين استشهدوا الاثنين في المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال التركي في ناحية تل رفعت بمقاطعة الشهباء. وقالت الإدارة الذاتية في بيانٍ لها إنها تعلن الحداد العام ليومين متتاليين، اعتباراً من يوم الثلاثاء ولغاية يوم الأربعاء، في كافة مناطق شمال وشرق سوريا، حداداً على أرواح المدنيين الذين استشهدوا نتيجة قصف الاحتلال التركي ومليشياته على تل رفعت بمقاطعة الشهباء.

في الخامس عشر من ديسمبر\كانون الأول، وفي ثاني فاجعة تتعرض لها ذات العائلة العفرينية، إنهار، سقف منزل على قاطينه المُهجرين إلى قرية بابنس بمناطق الشهباء، مع تهاطل الأمطار الغزيرة على المنطقة، مما أدى لكسور في جسد أحد أطفالها. وبعدما هجروا من ديارهم، وتوجههم خوفاً على أرواح أطفالهم من القصف التركي على عفرين، اضطرت عائلة عفرينية للعيش في منزل شبه مدمر بمناطق الشهباء، دون أن تنتهي المأساة هناك، إذ فقد أحد أبنائهم حياته العام الماضي، نتيجة انهيار سقف منزل مدمر كان يقطنه نتيجة الامطار. ويواجه أهالي عفرين المهجرين، مُعاناة وآلام لا نهاية لها، تصاعدت مع قدوم فصل الشتاء ومواجهتهم شتاءاً قارساً بهطول غزير للأمطار. ويقيم الأهالي المهجرون في منازل شبه مدمرة إثر الحروب التي شهدتها الشهباء منذ بدايات التمرد المسلح للمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين في العام 2011. ومن تلك البيوت، المنزل الذي تقيم فيه عائلة الطفل فخري بكر ذو الـ 10 أعوام، والذين يعيشون في منزل شبه مدمر بقرية بابنس في الشهباء مع جدته بعد وفاة والدته. وتقول جدته السيدة “حكمت أصلان” أنهم في الشتاء المنصرم، مع تهجيرهم من عفرين نتيجة الهجمات وقصف الطائرات الحربية عليهم هجروا من عفرين، ولجئوا إلى الشهباء، حيث تعرضوا لحادث مماثل قبل عام عندما أنهار ايضاً منزل شبه مدمر على ولدها سربست بكر البالغ من العمر 37 عاماً، وهو أب لـ 3 أطفال، ما أدى لوفاته (علماً أن الطفل المصاب في الأنهيار الثاني هو أبن أخ سربست المتوفى). منوهةً إنهم يواجهون مأساة ومعاناة كبيرة عند تهاطل الأمطار الغزيرة وازدياد البرد في الشتاء، قائلةً: “ماذا سيكون مصيرنا، لازلنا في هذه المنزل المدمر منذ أكثر من عامٍ ونصف، وحتى الآن بعد هذه الحادثة لا يوجد مكانٍ أخر نتوجه إليه، أن لم نعد لأرضنا وديارنا عفرين ستبقى حالنا هكذا”.

في الرابع والعشرين من ديسمبر، تطرقت “عفرين بوست” بتقرير إلى حالة طفلة مهجرة من عفرين أصابها الاحتلال التركي خلال الغزو التركي بالعمى في إحدى عينيها، وجاء في التقرير: (أدى قصف الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون أنفسهم بمسميات (الجيش الوطني\الجيش الحر)، العشوائي، إبان عمليات غزو عفرين لاحتلالها من يناير إلى مارس العام 2018، إلى إصابة 3 أخوات من عائلة واحدة، كانت مُعاناة أصغرهن هي الأكبر، حيث فقدت إحدى عينيها، ولا زالت بحاجة ماسة للعلاج وإجراء عمليات جراحية. وتروي السيدة “سميرة” والدة تلك الفتيات المصابات لـ “عفرين بوست” الأحداث التي جرت معهم، فتقول: “قاومنا وصمدنا في قريتنا زاركا بـإقليم عفرين على مدار 45 يوماً، وحينها كان القصف شديداً وقاسياً علينا، حيث استهدفنا في كل حين وبجميع أنواع الأسلحة الثقيلة، وبينما كنا نحاول انقاذ حياتنا من طائرات الحرب وقصفها، استهدف القصف سرفيساً (سيارة نقل جماعي صغيرة تتسع لـ14 راكباً) كان ينقلنا من قريتنا في راجو صوب مركز عفرين”. وتصف “سميرة” الحال حينها، قائلةً: “لا أعرف كيف أوصف ذلك المشهد والجريمة التي ارتكبت بحق كل من كان في السرفيس، حيث كانوا جميعاً من المدنيين العزل وبينهم 3 من بناتي، واحدة منهن فقدت نعمة البصر تماماً، وباتت عمياء بسبب القصف التركي الوحشي”. وتشير إلى أنهم خرجوا من عفرين وتركوا كل أموالهم وممتلكاتهم خلفهم ولا يملكون شيئاً في الشهباء الآن، مناشدةً الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بالمساهمة في مساعدة طفلتها لتستعيد نظرها وعافيتها التي لا زالت في أول عمرها. كما التقت “عفرين بوست” بالشقيقات المصابات، حيث قالت الشابة “نظيرة مصطفى”: “ٌقبل شن الاحتلال التركي ومليشياته الهجمات العنيفة علينا في عفرين كنا نعيش بأمان وسلام، إلا أن القصف حرمنا من كل شيء، ولنحمي نفسنا خرجنا، وعلى الطريق استهدفتنا طائرات تركيا الحربية وقتلت وأصابت جميع أفراد عائلتي”. وتتابع نظيرة حديثها بالإشارة إلى أنهم عقب تمكنهم من الوصول إلى مركز عفرين، كان المشفى عاجزاً عن تقديم العلاج اللازم، حيث هُجر جميع الأطباء المختصين جراء القصف والحرب الدائرة في عفرين، ليضطروا إلى الخروج من عفرين بجروحهم دون معالجة. وبقيت الأخوات الثلاثة حتى فترة طويلة بهذا الحال دون علاج حتى بعدما وصلوا لمنطقة تل رفعت في الشهباء، قبل أن يتمكنوا من العبور إلى حلب حيث تلقوا العلاج هناك. من جهتها، قالت “نوروز مصطفى” لـ “عفرين بوست”: “أصبت مع عائلتي في ذات الوقت والمكان، وأنا الآن بحاجة إلى مساعدة ماسة لوضع عدسة في عيني حيث تعرضت للإصابة في القصف، وأنا بحاجة لشبكة عين ولا أستطيع أن أرى جيداً حتى بعد إجراء عملية في مدينة حلب وما من حلول واضحة حتى الآن”. فيما تحدثت الشقيقة الصغيرة وهي “عليا مصطفى” لـ “عفرين بوست”، قائلةً: “أواجه مصاعب في حياتي اليومية، فمع شن تركيا قصفها الوحشي علينا، فقدت إحدى عيناي بالكامل، والآن أنا بحاجة لزرع عين، حيث أن هذا القصف العشوائي أفقدني عيني وشوه وجهي وحرقني وانا بعمر الزهور وأول عمري”، لتقول تلك الكمات بحرقة قلب وهي تحني رأسها، مطالبةً العالم والمنظمات الإنسانية ومنظمات حقوق الطفل بمد يد العون لها. وكان الاحتلال التركي قد لاحق الأطفال المهجرين العفرينيين في الشهباء ونفذ في الأول من ديسمبر، بمجزرة في محيط تل رفعت بقصف عشوائي لمسلحي تنظيم الإخوان المسلمين أسفر عن استشهاد 10 مواطنين بينهم 8 أطفال).

جرائم القتل والتعذيب..

في الثاني من ديسمبر، استهدف قصف مدفعي من الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين والمعروفة بـ (الجيش الوطني، الجيش الحر)، مهجري عفرين في مناطق الشهباء شمال سوريا. وقال مراسل “عفرين بوست” أن القصف تم بصواريخ اوبيس واستهدف احدها نقطة قرب من مركز الهلال الأحمر والآخر على مغسلة قريبة من كفرنايا. بدوره أعلن الهلال الأحمر الكردي أن الأستهداف من قبل المليشيات الإسلامية بالقذائف أدى إلى أستشهاد 10 أشخاص بينهم سبعة اطفال على الأقل،  إضافة إلى إصابة /١٢/ شخص. ويستهدف الاحتلال التركي منطقة تل رفعت بين الفينة والأخرى ففي الثاني عشر من نوفمبر الماضي، استهدف جيش الاحتلال التركي بطائرات استطلاع ناحية تل رفعت، حيث تعرض حي الصناعة للقصف، مخلف اضرار مادية فقط، فيما تعمد طائرات الاستطلاع إلى التحليق في سماء المنطقة. وحصلت «عفرين بوست» على لائحة بأسماء الشهداء والجرحى من مشافي مناطق الشهباء، حيث تتضح من أعمار الضحايا أن بأن أغلبهم من الأطفال. وفيما يلي أسماء الشهداء: 1-حسين عبد الله كل دادو/ مواليد 1945، 2-علي محمود عثمان/ مواليد 1965 ، 3-حمودة محمد علي مواليد 2018، 4-مصطفى محمد مجيد 2010 ، 5-محمد عمر حجي2012، 6-عارف جعفر محمد 2013، 7-عماد أحمد كيفو تسعة أعوام ، 8-عبد الفتاح عليكو 3 سنوات ، 9-سمير عبد الرحمن حسو 12 سنة ، 10-محمد عبد الرحمن حسو 15 سنة.. وكذلك، أسماء الجرحى: 1-حنيف محمد حمو/9سنوات/ ، 2-داجوار /3سنوات/، 3-محمد كيفو/3سنوات/، 4-آسية كلو /20عاما/، 5-هيفين مصطفى /30عام/، 6-خليل محمد /3سنوات/، 7-حسن عمر /10سنوات/، 8-إلياس حسون/6سنوات/، 9-أدهم /6سنوات/، 10-بيرم حسين عكلو/20سنوات/ ، بدورهم، ذكر ناشطون أن الشهيد “حسين كل ده دو” من أهالي قرية جالو، من مواليد ١٩٤٥، وكان قد ترك ألمانيا وعاد لعفرين في الثمانينيات، ومن ثم تهجر من عفرين بعد الغزو التركي لها، حيث سكن مخيمات الشهباء بانتظار تحرير عفرين، إلى أن استشهد اليوم بقذائف المليشيات الإسلامية. فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة المجزرة التركية في محيط تل رفعت ارتفعت إلى 10 هم 9 أطفال دون سن الـ 18 ورجل مسن،  جراء سقوط قذائف تركية بالقرب من أحد المدارس في البلدة. كما تسبب القصف بسقوط نحو 21 جريح بعضهم في حالات خطرة مما يرشح ارتفاع في حصيلة الشهداء، فيما تضم بلدة تل رفعت عدد كبير من المهجرين قسراً من عفرين، ممن هجرتهم القوات التركية من مناطقهم بفعل غزوها العسكري المسمى “غصن الزيتون”.

في الثالث من ديسمبر، قال بيان صادر عن تيد شيبان، مدير اليونيسف الاقليمي في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، في معرض ما اسماها تقارير تفيد بمقتل ثمانية اطفال في تل رفعت في ريف حلب، شمال سوريا، والبيان الصادر من مركز المنظمة في العاصمة الاردينة عمّان، في ٢ من ديسمبر\كانون الأول الجاري، قال: “نعبر عن الصدمة والحزن إزاء تقارير وردت تفيد بمقتل ثمانية أطفال وإصابة ثمانية آخرين بجراح إثر هجمات على بلدة تل رفعت شمالي حلب”، متابعاً: “جميع الأطفال هم دون سن الخامسة عشر”، و” مع هذه الهجمات يصل عدد الأطفال القتلى في شمال سوريا إلى ٣٤ على الأقل خلال الأربع أسابيع الماضية”. بيد ان الصدمة والحزب الذان تحدث عنهما مدير اليونيسف، لم تدفعاه لمطالبة المجتمع الدولي لوضع لعدوان الاحتلال التركي على الشعب الكردي في عفرين، متنسياً في الوقت عينه أن معظم الاطفال الذين يتساقطون في سوريا اليوم، نتيجة للغزو التركي على مناطق شرق الفرات إثر العدوان الهمجي على الأهالي هناك من قبل تركيا ومليشياتها الإسلامية المسمأة (الجيش الوطني، الجيش الحر). مردفاً: “خلال حوالي تسع أعوام من النزاع في سوريا، لم يكن هناك أي اعتبار للمبدأ الأساسي لحماية الأطفال”، قائلاً: “تقوم اليونيسف بتذكير أطراف النزاع كافة في سوريا بواجب حماية الأطفال في كافة الأوقات، الأطفال ليسوا هدفاً وأولئك الذين يقتلون الأطفال عمداً سيتعرضون للمسائلة”. لكن التحذيرات التي يتحدث عنها مدير اليونيسف يبدو أن ستبقى كغيرها من الوعود التي أطلقتها منظمات دولية وذهبت أدراج الرياح، وهو ما فتح المجال امام الغزو التركي للاستمرار في عدوانهم على شعوب شمال سوريا، والاستمرار في ارتكاب المجازر بشكل متتالي دون خشية من عقاب او مسائلة.

كذلك، اعتبرت منظمتا حقوق الإنسان والهلال الأحمر الكُردي في إقليم عفرين، ممارسات الاحتلال التركي ومليشياته الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، جريمة حرب، وطالبتا المجتمع الدولي بإدراج المليشيات الإسلامية على قوئم الإرهاب الدولية. وجاء ذلك خلال تجمع حيث احتشد أهالي إقليم عفرين في ساحة مخيم برخدان في مقاطعة الشهباء، للتنديد بالمجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال التركي ومسلحيه الإسلاميين بحق الأطفال في تل رفعت. ورفع الأهالي لافتات كتب عليها “نطالب دول العالم بإدخال مرتزقة أردوغان في قائمة الإرهاب”، “تركيا تحتل أرضنا وتقتل أطفالنا وكبارنا وروسيا صامتة” و”أردوغان قاتل الأطفال”، كما رفعوا صور الأطفال والمدنيين من ضحايا مجزرة تل رفعت. وقرئ خلال التجمع بيانان منفصلان باسم منظمتي حقوق الإنسان والهلال الأحمر في إقليم عفرين، استنكرتا إقدام جيش الاحتلال التركي ومليشياته على قصف المدنيين في تل رفعت وقتلهم. وذكرت المنظمتان في بيانيهما أن المجازر التي ترتكبها تركيا ومسلحيها تعد انتهاكات لقوانين حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف وهي جريمة حرب. وطالبتا المنظمات الدولية وهيئة الأمم المتحدة بعقد جلسة طارئة والتدخل الفوري، واعتبار “جرائم الدولة التركية والفصائل التابعة لها جرائم في اختصاص محكمة الجنايات الدولية وإصدار مذكرة توقيف بحق رجب طيب أردوغان وقادة الفصائل التابعة له علماً بأن هذه الجرائم موثقة بالأدلة والشهود كما نطالب المجتمع الدولي بإنهاء الاحتلال التركي للأراضي السورية كافة والخروج عن صمته حيال ما يجري من انتهاكات ضد الإنسانية وعدم الاكتفاء بإصدار قرارات تبقى حبراً على ورق دون تفعيل على أرض الواقع”.

في الثالث عشر من ديسمبر، تطرقت “عفرين بوست” لذوي الأطفال الشهداء ضمن مجزرة تل رفعت ضمن تقرير جاء فيه: “قصف واستهداف تركيا لم يسمح للأطفال بالاستمتاع بطفولتهم البريئة مثلما فعلت في عفرين مرة أخرى حرمت أطفالي من اللعب وقضاء وقتٍ جميل تحت أشعة الشمس لكن هذه المرة كانت للأبد باستشهاد اثنان من أطفالي سوياً أمام عيني فما كان ذنب هؤلاء الأطفال وما ذنبنا لننحرم من فلذ كبدنا” ذلك ما تقوله “باسيه” بحرقة قلب عن طفليها الشهيدين في مجزرة تل رفعت. فيما يحمل والد الطفلن الشهيدين واللذين استشهدا في المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال التركي ومليشياته الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، بحق أطفال عفرين المهجرين قسراً لناحية تل رفعت في الشهباء، كلاً من حلف الناتو وروسيا التين تتاجران بالأسلحة مع تركيا وتدعمانها، متسأئلاً: “ألا يوجد منظمات تصون حقوق الطفل في بلادنا”. ويشير حول أطفال عفرين المهجرين في تل رفعت الذين ارتكبت مجزرة بحقهم، إنه عقب أسبوعٍ من الأجواء الماطرة والبرد الشديد، سطعت الشمسٍ في يوم 2 من ديسمبر\كانون الأول الجاري، ومع انصراف الأطفال من المدرسة، سارعوا للعب واللهو في أحد الأزقة المجاورة للمدرسة. لكن مساعيهم للبحث عن فرحٍ سرق منهم في عفرين لم تفلح، عندما لاحقتهم آلة الحرب والإرهاب التركية بقصف وحشي على تل رفعت، ويتحول معها ذلك الملهى الطفولي لمجزرة مروعة وتنقلب الضحكات لصراخٍ وألم، محولة ساحة اللعب إلى أرض مُحمرةٍ بدماء الأطفال وأشلاء أجسادهم. وكان من بين 8 أطفال شهداء، الشقيقان “سمير عبد الرحمن حسو\12 عاماً، و”محمد عبد الرحمن حسو\15 عاماً”، إذ فقد ذووهم الطفلين سوياً، فكان الألم والأسى مضاعفاً، وهو ما بدى جلياً عندما التقت عدسة “عفرين بوست” مع والد الشهيدين الطفلين بعد مرور عدة أيام على استشهادهما. حيث قال “عبد الرحمن محمد حسو” من أهالي قرية قيبار التابعة لمركز إقليم عفرين: “بعد أسبوع من البرد الشديد وهطول الأمطار بغزارة كان أطفالي فرحين بخروج الشمس، فتوجهوا للهوا واللعب بعد مجيئهم من المدرسة مع أصدقائهم الأطفال في الشارع، وهو المكان الوحيد الذي تبقى لهم لقضاء وقتهم واللعب”. وتابع “عبد الرحمن”: “إلا أن قصف واستهداف تركيا لم يسمح للأطفال في قضاء وقتٍ ممتع ومثلما فعلت في عفرين مرة أخرى حرمت أطفالي من اللعب والاستمتاع بطفولتهم، لكن هذه المرة كانت للأبد باستشهادهما سوياً”، قائلاً : “ماذا كان ذنب هؤلاء الأطفال وما ذنبنا لنُحرم من فلذات أكبادنا”. ولم يتمكن الأب من مواصلة الحديث عن أطفاله، فاستذكر في اللقاء تهجيرهم قسراً صوب الشهباء هرباً من قصف الاحتلال التركي، ليعاني ككل العفرينيين منذ أكثر من عام و8 أشهر من التهجير، مخاطباً تركيا بالقول: “ماذا تريدين بعد أكثر مما فعلت”. وحمل والد الطفلان الشهيدان عبد الرحمن المسؤولية وسبب استشهاد طفليه وباقي الأطفال الذي استشهدوا في مجزرة تل رفعت لحلف الناتو وروسيا الذي يتاجرون بالأسلحة الثقيلة والمتطورة لأردوغان القاتل ومستهدف الأطفال والمدنيين، ومتسألين “إلا يوجد منظمات حقوق الطفل والإنسان تصون حقوقنا وحقوق أطفالنا؟”.

كذلك، اعتدى مسلحون من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” على مواطن كُردي في قرية زعريه\زعرة التابعة لناحية “بلبلة\بلبل”، أثناء قيامه بأعمال الفلاحة في حقلٍ للزيتون، وذلك بذريعة عدم احترامه لمشاعرهم كونهم فقدوا رفاقاً لهم، كانوا قتلوا في معارك شرق الفرات، بحسب مراسل “عفرين بوست” في الناحية. وأكد المُراسل أن الفلاح الكُردي (إسماعيل إسماعيل) كان يقوم بفلاحة أحد حقول الزيتون بالقرب من الطريق، مستمعاً للموسيقا عبر جهاز “أم بي ثري”، مما دفع مسلحين من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” الذين كانوا يمرون بالقرب منه، على ضربه بشكل مُبرح، قائلين له: “نحن نستشهد في معارك تحرير شرق الفرات وأنت هنا تستمع للموسيقا؟!”. وأضاف المُراسل أن المسلحين قاموا بخطفه وحجز جراره الزراعي لعدة أيام في بلدة “بلبلة\بلبل”، ومن ثم أفرجوا عنه وأعادوا له جراره، بعد أن دفع لهم مبلغاً كبيراً من المال. هذا وتعتبر ميليشيا “فرقة السلطان مراد” من أكثر الميليشيات الإسلامية تعداداً في الغزو التركي على مناطق شمال شرق سوريا، إلى جانب ميليشيات “أحرار الشرقية” و”فليق المجد” و”فيلق الشام” و”لواء المعتصم” و”الجبهة الشامية”، حيث سقط الكثير من مسلحيها قتلى خلال العدوان التركي على منطقتي تل أبيض/كري سبي وراس العين/ سري كانييه المحتلتين حالياً”.

في الخامس عشر من ديسمبر\كانون الأول، أكدت وسائل إعلام موالية للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أن جبهة النصرة المعروفة حالياً بهيئة تحرير الشام، قد نفذت حكم الإعدام بحق شاب كردي محتجز لديها منذ أكثر من عام. ونفذت النصرة عملية الإعدام بحق الشاب “محمد حسين بكر” من أبناء قرية دمليو التابعة لناحية “موباتا\معبطلي” بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، والذي اعتقلته الهيئة في معبر باب الهوى الحدودي بعد ترحيله من قبل السلطات التركية قبل قرابة عام. ورغم محاولات ذوي الشاب الإفراج عنه إلا أن قيادات جبهة النصرة طلبت مبالغ مالية كبيرة، تعجز عائلته على دفعها، قبل أن تتلقى العائلة اتصالاً من ابنها المعتقل يوم الخميس في 12 كانون الأول، يعلمهم فيها بأن الهيئة ستقوم بإعدامه، ثم قامت أمنية الهيئة بإرسال صور بعد قتله. فيما ذكرت مصادر كردية أن “محمد حسين بكر” كان يعمل في تركيا، لكن بعد إطباق الاحتلال العسكري التركي على عفرين، قامت السلطات التركية بترحيله وتسليمه لهيئة تحرير الشام في إدلب التي قامت بابتزاز العائلة وتعذيب الشاب عاماً كاملاً. وليس محمد الشاب الكردي الوحيد الذي رحلته تركيا، إذ جرى ولا يزال ترحيل المئات من الشبان ممن تعود قيودهم إلى عفرين، باتجاه معبر باب الهوى الخاضع لجبهة النصرة، حيث تكفي تهمة أن تكون كردياً كي تقوم النصرة باختطافك وسجنك. كما أن الواقع في عفرين ليس بأحسن حالاً، إذ يشهد الإقليم الكرُدي المُحتل فوضى أمنية وحوادث متكررة تطال جميعها السكان الأصليين الكُرد، كعمليات السطو المُسلح والخطف بهدف الابتزاز والحصول على فدية مالية، التي تقوم بها المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين والتي تطلق على نفسها مسميات شتى كـ (الجيش الوطني، الجيش الحر، وغيرها). ويشهد إقليم عفرين الكُردي جرائم وعمليات سطو مُسلح يومية تقوم بها الميليشيات الإسلامية، ومنها استشهاد الكهل “سليمان حمكو” بداية نوفمبر الماضي، ولم  يكن الكهل إلا ضحية جديدة من ضحايا الاجرام الذي تمارسه المليشيات الإسلامية.

في الثامن عشر من ديسمبر\كانون الأول، علم مراسل “عفرين بوست” في المركز، أن مسلحين من ميليشيا “أحرار الشام” اختطفوا مواطناً في قرية “كوليا/كوليان” التابعة لناحية راجو، وأخضعوه للضرب والتعذيب الشديد طيلة شهر، بذريعة عمله لدى الإدارة الذاتية السابقة، ومن ثم أفرجوا عنه بعد دفعه مبلغاً مالياً كفدية، وقدره مليوني ليرة سورية (أي ما يعادل قرابة 2500 دولار). وعقب فترة وجيزة، أعادت الميليشيا ذاتها اعتقال المواطن الكُردي عينه، وأخضعته للتعذيب بشكل عنيف مرة أخرى، لتفرج عنه بعد إجباره على دفع مئتي ألف ليرة سورية، رغم أن وضعه المادي سيء للغاية. وأكدت المصادر ان المواطن الكُردي أصيب إصابات بليغة من كسور وغيرها، جعلته يفقد القدرة على العمل رغم وضعه المعيشي الصعب.

في الواحد والعشرين من ديسمبر\كانون الأول، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “شيه\شيخ الحديد”، أن متزعم مليشيا “الجبهة الشامية” أهان وضرب مواطناً كردياً في قرية “ارندة” التابعة للناحية. وأردف المراسل أن المواطن الكردي (ط.ي) تعرض للضرب بتهمة أنه حزبي، علماً بأنه موطن  ليس له علاقة مع أي حزب أو تنطيم سياسي، ويعمل كـ فلاح.

أشجار عفرين..

في الأول من ديسمبر، أقدمت ميليشيا “فرقة الحمزة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الغخوان المسلمين، على قطع أشجار الزيتون بشكل جائر في حقول مهجري قرية “شوربه” التابعة لناحية موباتا/معبطلي. وقال مراسل “عفرين بوست” في الناحية إن أعمال القطع طالت أشجار اللوز و الصنوبر المتوزعة على تخوم الحقول وبينها بشكل كلي، وتعود تلك الحقول لكل من المواطنين الكُرد “محمد عمر” و”حميد عيسى” و”حسن شيخو”، فيما لم يُعرف بالضبط عدد الأشجار المستهدفة.

في الثاني من ديسمبر، أقدم مسلحون من ميليشيا “فرقة الحمزة” على قطع نحو ألفي شجرة زيتون بشكل جائر، في حقل يقع على طريق قرية “كفرشيليه\كفرشيل” التابعة لمركز عفرين، وفقا لمراسل “عفرين بوست”. وتعود ملكية الحقل المٌستهدف للمواطن الغائب حسين حجي، من أهالي قرية علمدارا التابعة لناحية راجو راجو. وتٌرسل الأحطاب إلى مراكز بيع الحطب في منطقة “الجسر الجديد” وسط مدينة عفرين لتباع هناك، حيث وصل سعر الطن الواحد من حطب الزيتون إلى نحو 60 ألف ليرة سورية، في ظل ازدياد الطلب عليه نتيجة غلاء مادة المازوت بشكل غير مسبوق.

في الواحد والعشرين من ديسمبر\كانون الأول، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الأقليم، بإقدام مسلحين من ميليشيا “فرقة الحمزة” على قطع مئتي شجرة رمان بشكل كامل في قرية ترنده، التابعة لمركز الاإقليم، بهدف بيعها كحطب تدفئة. وأشار المُراسل أن حقل الرمان يعود ملكيته للمواطن الكُردي المهجّر “زامجي عبدالو”. وكان مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين أكد منتصف أكتوبر\تشرين الاول الماضي، إن مسلحي الميليشيات الإسلامية شكلوا ورشات عمل من المسلحين، لتقوم بقطع الأشجار من غابات إقليم عفرين وتجمع الحطب في مراكز ثابتة على أطراف القرى.

الاختطاف.. 

في الثاني عشر من ديسمبر، أصدرت محكمة هاتاي التركية أحكاماً متفاوتة على أحد عشر من المواطنين الكُرد الذين اعتقلوا في أواسط أيلول العام 2018، من منازلهم في قرية “عمرا\عمر اوشاغي” التابعة لناحية راجو، على يد استخبارات الاحتلال التركية وميليشيا “الشرطة المدنية” التابعة لها ولتنظيم الإخوان المسلمين. وذكر مصدر مقرب من المعتقلين للمكتب الإعلامي لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا، أن محكمة هاتاي-التركية أصدرت قرارها، في 12 كانون الأول 2019، بالحكم المؤبد على سبعة منهم (الشقيقين “إدريس و جنكيز نعسان ابني إبراهيم”، ريزان أحمد بن بهجت، مسعود كلكاوي بن مجيد، رمضان محو بن حنيف، محمد جعفر بن خلوصي، فراس كلكاوي بن فائق) وبالسجن /12/عاماً على أربعة آخرين هم كل من (الشقيقين “إيبش و أحمد محو ابني محمد”، حسين كلكاوي بن أحمد، رشيد محو بن صبري). وفي تصريحٍ لوكالة ميزوبوتوميا، بتاريخ الرابع عشر من ديسمبر\كانون الأول 2019، أكد المحامي صبحي ظريف – من فريق الدفاع عن المعتقلين-على أن محكمة الجنايات الثانية في هاتاي حكمت بالمؤبد ثلاث مرات على السبعة بتهم (تخريب وحدة الدولة وسلامتها، القتل العمد، الانتماء إلى التنظيم) وبالسجن /12/ عاماً على الأربعة بتهمة (الانتماء إلى التنظيم). وأفاد ظريف للوكالة أن هيئة المحكمة لم تأخذ رأي والدلائل التي قدَّمها فريق الدفاع بالاعتبار ولا إنكار المعتقلين لإفاداتهم التي أخذت منهم تحت التعذيب الشديد لدى الاستخبارات والدرك التركي، وأكد أن العسكريين التركيين اللذين اُتُهم المعتقلون بقتلهما، قد توفيا بشظايا كبيرة أثناء الأعمال القتالية، وشدد على أن المحكمة وضعت ختمها على قرارٍ غير محق أبداً ضد موكليهم وبدون ذنب وبحجج بعيدة عن العقل، وأن فريق الدفاع سيطعن في قرارات الحكم لدى محكمة الاستئناف. ولم يكن للمعتقلين أية علاقة بالإدارة الذاتية السابقة ومؤسساتها، وتتراوح أعمارهم بين /18-45/ عاماً، حيث تعرضوا للاعتقال في قريتهم من قبل الاستخبارات التركية والشرطة المحلية التابعة لها أواسط أيلول 2018. وكانت وكالة الأناضول ووسائل إعلام تركية أخرى، نشرت الخبر في حينه مع صور ومقطع فيديو يُظهر نقلهم إلى مركز للجندرمة في ولاية هاتاي التركية، ويتبين من خلاله أن المعتقلين قد تعرضوا للتعذيب، إذ كانت أجسادهم منهكة وبالكاد يتمكنون من المشي وهم حفاة وعلى أرجلهم ضمادات الجروح. ويذكر أن مواطنين آخرين من نفس القرية (خوشناف نعسان بن رمزي-اعتقل في القرية، شيرفان نعسان بن عزيز-اعتقل في تركيا) تم إخفائهما قسراً منذ آذار 2018، ولايزال مصيرهما مجهولاً.

في الثالث من ديسمبر، أقدم مسلحون من الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، على اختطاف تاجر مستوطن مع سيارته على طريق جنديرس – عفرين بريف إقيم عفرين الكُردي المحتل التابع للإدارة الذاتية سابقاً. وأفاد مراسل “عفرين بوست” أنه جرى اختطاف المستوطن “ديب أبو عيشة” وهو تاجر زيت، أثناء توجهه من عفرين إلى مدينة جنديرس، ولا زال مصيره مجهولا لحد الآن.  وينحدر “ديب” من مدينة حلب، وهو من أهالي حي الحمدانية. وبعد اختطاف الكُرد والتنيكل بهم، يبدو أنه قد حان دور المستوطنين لتعرضهم للخطف، عقب إفقار الكُرد، وسيطرة المستوطنين على جميع المرافق الحيوية التجارية، مما بات يؤلهم أكثر ليكونوا في مرمى المسلحين الساعين للحصول على الاموال بأي طريقة كانت.. كذلك، اعتقلت ميليشيا “الشرطة العسكرية” السبت الفائت، مواطنا كُرديا من أهالي بلدة بعدينا في ناحية راجو بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، بتهمة الخروج في مظاهرة ابان العدوان التركي على الإقليم، وفقا لمراسل عفرين بوست. وأفاد المراسل أن دورية من ميليشيا “الشرطة العسكرية” اعتقلت المواطن الخمسيني محمد جعفر (أبو عمر) من منزله بقرية بعدينا ولا زال مصيره مجهولا لحد الآن. وأضاف المراسل أن المواطن مصطفى خليل عزت، اختطف في نفس اليوم بالمنطقة الصناعية بمدينة عفرين، من قبل مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، ولا يزال مصيره مجهولا. في حين لا يزال مصير أربعة مواطنين كُرد من أبناء بلدة بعدينا مجهولا، منذ أوائل تشرين الأول 2018، وهم (الشقيقان حسين /58/ سنة وأنور محمد محمد /39/ سنة، الشقيقان خليل /35/ سنة وبكر عابدين حبش /32/ سنة، واختفائهم قسرا في ظروف غامضة.

في الثاني عشر من ديسمبر، أقدمت دورية مشتركة من مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين والاستخبارات التركية قبل عشرة أيام، على اختطاف مواطنين كُرديين في قرية خليلاكا التابعة لناحية “بلبلة\بلبل” واقتادوهما إلى جهة مجهولة، بحسب مراسل “عفرين بوست” في الناحية. وأكد المُراسل أن مسلحين من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” برفقة عناصر من “الميت” التركي، قاموا باعتقال المواطنين “محمد حسين شيخ علي /20عاما/ وموسو خليلاكا من منزلهما في القرية وتم سوقهما إلى جهة مجهولة. وفي الصدد، علمت “عفرين بوست” من مصادر خاصة أن المدعو “الدكتور” المتزعم لميليشيا “فرقة السلطان مراد” قد غادر إقليم عفرين المُحنل، مُتوجها برفقة عشرة مسلحين آخرين، إلى مناطق شرق الفرات للمشاركة في الغزو التركي على تلك المنطقة. وكان المدعو “الدكتور” ذو السمعة السيئة، متمركزاً في قرية “بركاشيه”، بعد طرد سكانها الأصليين منها، حيث كان يبسط سطوته على العديد من قرى الناحية مثل “بلبلة، كوتانا، بيباكا، خليلاكا، قوطا، شرقيا، زعريه، كارريه وعشونة” وغيرها. إلى ذلك وصلت جثث أثنين من مسلحي الميليشيا المذكورة إلى قرية “كاريه” التي جرى تتريك أسمها إلى “صاغر أوباسي” في بلبلة\بلبل، بعد أن قضوا في معارك شرقي الفرات.

في الخامس عشر من ديسمبر\كانون الأول، ولليوم السابع على التوالي، واصلت ميليشيا “الشرطة العسكرية” اعتقال امرأة كُردية بعد اعتراضها على وزن ربطة الخبز الذي ينتجه أحد أفران حي الأشرفية وسط إقليم عفرين الكُردي المُحتل. وأفاد مراسل “عفرين بوست” أن مسلحين من مليشيا “جماعة الأوسو”، اختطفوا المواطنة الكُردية “خالدة علي/45عام” بعد اعتراضها على وزن ربطة الخبز أمام كوة فرن “الحمادة” الذي يحميه مسلحو الميليشيا، ومن ثم سلموها لميليشيا “الشرطة العسكرية” التي حولتها إلى مركزها بتهمة الوقوف وراء التفجير الذي ضرب شارع السياسية وسط مدينة عفرين. وتنحدر السيدة “خالدة” من قرية عشونة في ناحية “بلبلة/بلبل”، ولكنها تقيم في منزلها الواقع بالقرب من طريق السرفيس في حي الأشرفية. وشهدت قرية “عشونة” قبل نحو شهرين، استدعاء أمني لأكثر من عشر أشخاص من سكان القرية، من أجل التحقيق معهم في مركز ناحية بلبلة\بلبل، على يد مسلحين من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” الذين قاموا بضرب وأهانة المختطفين العشرة. وجاء الاعتداء حينذاك كون المقاتلة “نوجين عبد القادر” التي استشهدت أثناء دفاعها عن مناطق شرق الفرات في وجه الغزو التركي، تنتمي للقرية.

في السادس عشر من ديسمبر\كانون الأول، أفرجت المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، عن شاب كردي من عفرين بعد عام وسبعة شهور قضائها في السجون التابعة للقوات المحتلة لإقليم عفرين الكردي، التابع للإدارة الذاتية سابقاً. وقال مراسل عفرين بوست في ناحية راجو أن الشاب “آلان كلكل” من أهالي الناحية، قد أفُرج عنه بعد قضائه سنة وسبع شهور في “سجن الراعي”، فيما فرضت عليه حالياً إقامة إجبارية لمدة ستة أشهر.

في السابع عشر من ديسمبر\كانون الأول، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم الكُردي المُحتل، أن دورية مشتركة من مخابرات الاحتلال التركي وميليشيا “الشرطة المدنية” تشن حملات تطويق ودهم واعتقالات بين مَن تبقى من المواطنين الكُرد في مركز المدينة. وأوضح المراسل أن الدورية تتحرك في حملتها وفق لوائح اسمية تتضمن أسماء مطلوبين من استخبارات الاحتلال التركي التي تشرف بشكل مباشر على عمليات الدهم والاعتقال. وأكد المراسل أن الحملة تركزت اليوم في حي عفرين القديمة وشارع الفيلات بحثا عن مطلوبين، ولا يٌعرف ما إذا اعتقال أحد أم لا. منوهاً أن حملة مماثلة نفذتها سلطات الاحتلال التركي في حي المحمودية والأشرفية، أسفرت عن اعتقال أربعة مواطنين كُرد في حي المحمودية، واعتقال مستوطن ميسور الحال في الأشرفية، فيما لم يتمكن المراسل من توثيق أسماء المعتقلين.

كذلك، قال نشطاء بأنّ مخابرات الاحتلال التركي، أقدمت، على اعتقال مختار قرية “حج خليل” التابعة لناحية راجو شمال غرب إقليم عفرين الكردي المحتل. وأضاف النشطاء إن المعتقل يُدعى “محمد علي”، كما أشاروا في سياقٍ متصل إلى إقدام مخابرات الاحتلال التركي على اعتقال المواطن “خليل خالو” الملقّب بـ “أبو ريزان” وينحدر من ذات القرية، واقتادته إلى جهةٍ مجهولة.

في التاسع عشر من ديسمبر\كانون الأول، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، إن شكوك تراود السكان الأصليين الكُرد بمسؤولية المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين حول أختفاء شابين من مركز المدينة خلال الايام الماضية. وأشار المراسل إلى اختفاء شاب من قرية كمروك التابعة لناحية “شرا\شران” وبعمل والده بياع حطب في حي الأشرفية، وهو ابن شريك المواطن “حسيني كمروك” منذ ثلاثة أيام. اما الآخر، فيدعى “حمودة” ويعمل سائق صهريج مياه، وقد أختفى منذ أسبوع من حي الزيدية بمركز عفرين، عقب حادث اصطدام مروري مع دراجة نارية يستقلها مسلح من مليشيا “فرقة السلطان مراد” ما أدى لأصابته بجراح.

في الثاني والعشرين من ديسمبر، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية موباتا\معبطلي التابعة لريف إقليم عفرين الكردي المحتل، إن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، تواصل اختطاف شاب كُردي، من أهالي قرية قنتريه/قنطرة التابعة للناحية، منذ أكثر من عام ونصف، مانعةً تواصله مع ذويه. وأكد المراسل أن الشاب (روناك محمد إيبش) ، البالغ من العمر 25 عاماً، اختطف في حزيران عام 2018 من منزله في قرية قنتريه\قنطرة، وأضاف أن ذوي الشاب حاولوا عبر دفع مبالغ مالية كبيرة لمعرفة أن كان ولدهم حياً أو لا. متابعاً أن مسلحاً من الميليشيات الإسلامية قد وفّر لذوي الشاب قبل نحو شهر، مكالمة قصيرة جداً، قال فيها “أنا لازلت حياً”، دون أن السماح له توضيح مكان احتجازه أو صحته، مقابل مبلغ 600 دولار أمريكي. وأضاف المراسل أن ذوي الشاب المختطف كلفوا محامياً من أهالي إعزاز، والذي تقاضى بدوره مبلغ 500 دولار أمريكي مقابل السعي للإفراج عنه، لكن دون أن يتمكن من فعل أي شيء لهم.

كذلك، أكد مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، اختفاء مواطن كُردي يدعى “محمد”، ويعمل بائعاً لمادة الديزل\المازوت في براكية تقع على طريق السرفيس جانب منزل “سعيد سباكه”، منذ ثلاثة ايام. وأشار المراسل إن المواطن عينه كان قد اختطف سابقاً لمرتين متتالتيتن على يد مليشيا “جماعة الأوسو” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية”، والتي كانت تفرج عنه في كل مرة بعد قبض فدية مالية.

في الثالث والعشرين من ديسمبر، تواصل الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ارتكاب جرائم الحرب والابادة الجماعية بحق من تبقى من السكان الأصليين لإقليم عفرين الكُردي المحتل، وفق خطة مرسومة من قبل استخبارات الاحتلال التركي. وفي هذا السياق، اختطفت ميليشيا “لواء وقاص” أول أمس الجمعة، شابين كُرديين من عائلة واحدة، من منزلهما في قرية آنقلة التابعة لناحية “شيه/شيخ الحديد”، بحسب وكالة نورث برس. وأوضحت الوكالة أن الشابين (رشيد جركو ومحمد جركو) من مواليد 1992، اختطفا من قبل الميليشيا بذريعة قيامهما بالخدمة في صفوف قوات الدفاع الذاتي قبل فترة الاحتلال التركي للإقليم، مشيرة إلى أن مصير الشابين لا يزال مجهولاً.

في الرابع والعشرين من ديسمبر، كشفت مصادر خاصة لـ “عفرين بوست” عن هوية شاب كُردي اختفى في ظروف غامضة، وذلك بعد خروجه مباشرة من منزله في حي الأشرفية وسط مركز أقليم عفرين الكُردي المحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً. وأوضحت المصادر أن الشاب المختفي هو دلوفان عصمت إبراهيم، من أهالي قرية جومزنا التابعة لناحية “موباتا/معبطلي”، مشيرة إلى أن دلوفان البالغ من العمر /18عاما/ من منزله في حي الأشرفية، بعد تلقيه مكالمة تلفونية بتاريخ الثاني عشر من ديسمبر، وبعدها اختفى أثره نهائياً ولا زال مصيره مجهولاً لحد الآن. وحسب المصادر فإن سلطات الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين قد نفت علمها بأي معلومة عن الشاب المختطف، بعد إبلاغ ذويه عن حادثة الاختفاء.

في الثامن والعشرين من ديسمبر، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “بلبلة\بلبل” أن المواطن الكُردي معمو محمد شيخ محمد/50 عاما/، اختطف من قبل مسلحي ميليشيا “الجبهة الشامية” في نيسان 2018، بينما كان يعمل بين حقل للزيتون في قرية “شيخورزيه\شيخورز” التابعة لناحية بلبلة/بلبل. للخمسيني معمو ولدين من ذوي الاحتياجات الخاصة «مرض الصرع» يقيمان مع والدتهما في حي الأشرفية في مدينة عفرين. ولا يعرف ذوي المواطن المُختطف أي معلومة عنه، ولكنهم يرجحون أنه يقبع في سجن “المعصرة” في إعزاز، والذي يديره المتزعم في الميليشيا المدعو “أبو علي سجو”.

السلب والنهب..

في الثاني عشر من ديسمبر، تفاقمت الأوضاع المعيشية لما تبقى من المواطنين الكُرد، أكثر فأكثر في ظل أزمة المحروقات التي تؤثر بقوة في كافة مناحي الحياة بإقليم عفرين المُحتل، وكذلك في ظل السرقات والانتهاكات التي تطالهم على يد مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. الآثار الكارثية لارتفاع أسعار المحروقات في المناطق التي تحتلها تركيا في الشمال السوري، وفي عفرين خاصة، ينهك المواطنين ويثقل كاهلهم بشكل كبير في ظل الشلل الذي أصبا الحياة الاقتصادية نتيجة نهب وسرقة كافة البنى الأساسية للحياة. وحول ذلك يقول المواطن الكُردي أحمد: “بعد أن وصل سعر اللتر الواحد من المازوت إلى نحو 800 ليرة سورية، توقفت العديد من المولدات الكهربائية، أو باتت تعمل بشكل جزئي لمدة تصل لثلاث ساعات يوميا فقط، حيث يوزع الأمبير الواحد ب 1500 ليرة سورية، أي أن العائلة العفرينية باتت تدفع اثني عشرة ألف ليرة سورية شهرياً عن أمبيرين من الكهرباء”. ويُضيف أحمد قائلاً: “ما يزيد الطين بلة هو انقطاع المياه عن مدينة عفرين منذ أكثر من شهر، بسبب توقف المحطة الرئيسية لضح المياه في بحيرة ميدانكي عن العمل، نتيجة توقف الاحتلال التركي عن تزويدها بالكهرباء اللازمة لتشغيلها، ما يدفع السكان إلى استقدام المياه الصالحة للشرب بواسطة الصهاريج والتي تكلفهم شهريا مبلغ 12 ألف ليرة سورية على أقل تقدير، حيث يبلغ سعر 5 براميل من المياه ألفا وخمسمائة ليرة سورية”. ومن العوامل الأكثر استنزافاً للقدرة المالية، هي السرقات التي ينفذها المستوطنون وأبنائهم من مسلحي الميليشيات الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الوطني السوري” التابع لتنظيم الاخوان المسلمين، بحق أرزاق وممتلكات أهالي الإقليم. ففي حي المحمودية بمدينة عفرين، تنشط المجموعة المسلحة التي يتزعمها المدعو “إبراهيم أبو خليل” في ميليشيا “أحرار الشرقية” والمنحدر من بلدة العشارة بريف دير الزور، بشكل كبير في مجال السرقات وطرد السكان الكُرد من منازلهم. وفي هذا الإطار تقول المواطنة الكُردية سلطانة أن مجموعة المدعو “أبو خليل” المدعومة بقوة من الاستخبارات التركية، حولت حياة السكان الكُرد في حي المحمودية إلى جحيم. وأوضحت سلطانة أن المدعو “إبراهيم أبو خليل” يمتلك أداة لكسر أقفال المحال التجارية لتنفيذ عمليات السرقة، حيث قامت مجموعته في الأسبوع الماضي بكسر قفل إحدى محال الألبسة في وضح النهار، وسرقت كافة محتوياته دون أن يتجرأ أحد من الاقتراب أو الاعتراض، إضافة لإقدامه على سرقة سيارتين عائدتين لمواطنين كُرد في محيط مدرسة “تشرين” في الحي ذاته. مؤكدةً “أن صاحب المحل التجاري تقدم بشكوى لدى سلطات الاحتلال التركي، إلا أن الأخيرة طلبت منه اثبات عملية السرقة بالفيديو! ما يشير إلى الدعم القوي الذي يحظى به المدعو “أبو خليل” من قبل الاستخبارات التركية. وتابعت سلطانة ” المدعو أبو خليل أقدم على طرد الكثير من العائلات الكُردية من منازلهم، وجلب منذ نحو أسبوع عائلة داعشية من العشارة بريف دير الزور واسكنها في إحدى الشقق التي يستولي عليها. مضيفةً: “إحدى زوجتي العنصر الداعشي خرجت ليلة أمس لشرفة المنزل لتصرخ معلنة عن إنها داعشية وسوف تقوم بتفجير نفسها بواسطة الحزام الناسف التي كانت تلبسه، ما أجبر سكان البناء السكني للخروج من منازلهم، وتدخل على إثرها جنود الاحتلال التركي وقاموا بسحبها من المنزل دون معرفة الأسباب المؤدية لذلك”. ودفعت عمليات الخطف بحق ميسوري الحال من الكُرد، بالكثير منهم إلى التوقف عم ممارسة أنشطتهم التجارية والانكفاء على الذات حتى تتبدل الأحوال، إلا أن البعض منهم اضطر لعقد شراكات من المسلحين حتى يستطيعوا الاستمرار في كسب قوتهم اليومي إلى جانب حماية أنفسهم من عمليات الخطف السائدة في الإقليم منذ وقعه تحت وطأة الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية. التاجر “آزاد\اسم مستعار”، أحد هؤلاء الذين اضطروا لإعادة ممارسة نشاطهم التجاري في مجال تجارة المواد الغذائية بعد طول انتظار في ظل تضاؤل فرص المعيشية الكريمة وانعدام فرص العمل والعيش الكريم، وذلك بعقد شراكة مع أحد المسلحين حتى سيتسنى له ممارسة عمله وحماية نفسه وأملاكه من الخطف وسطو المسلحين الآخرين. ويقول آزاد لـ “عفرين بوست”: “رغم أنني محمي من شريكي، ولكن رغم ذلك لا أستطيع توسيع مجال نشاطي التجاري وجلب المزيد من البضائع كي لا ألفت نظر المسلحين بأن رأسمالي كبير فأصبح هدفاً للخطف”. وتعرض الكثير من أصحاب المعامل والمعاصر والمنشئات الصناعية الأخرى للخطف ودفع مبالغ مالية طائلة لإنقاذ حياتهم من القتل على يد المسلحين الذين امتهنوا الخطف بتوجيه من المخابرات التركية لهدف مزدوج أوله تأمين الدخل المادي لهؤلاء المسلحين وثانيه إفقار الكُرد وضرب سبل معيشتهم وبالتالي دفعهم للتهجير، وصولاً لإحداث تغيير ديموغرافي أشمل مما هو مطبق حالياً، لصالح المستوطنين الإسلاميين الموالين لحكومة أنقرة.

في الثالث عشر من ديسمبر، فرضت ميليشيا “لواء سمرقند” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أتاوات على المزارعين الكُرد في اثني عشرة قرية تحتلها الميليشيا بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، وتهددهم بقطع الأشجار في حال امتناعهم عن الدفع. وأكد مراسل “عفرين بوست” في ناحية جنديرس، أن الميليشيا فرضت أتاوة مقدرها دولاران عن كل شجرة زيتون يمتلكها المزارعون الكُرد في تلك القرى، مشيراً إلى أنها هددت الممتنعين عن دفع الاتاوة بقطع أشجارهم وبيعها كحطب تدفئة. وتتخذ الميليشيا من قرية “كفرصفرة” مقرا لها علاوة على 12 قرية أخرى تسيطر عليها بينها “بركا” و”راجا” و”حج قاسما” و”دالا” وغيرها. وتعتبر مليشيا “لواء سمرقند” من المليشيات المُهجنة عرقيا، وقد تأسست في العام 2016 في ريف حلب، وتضم مسلحين من من آسيا الوسطى، وخاصة الأوزبك، وأسست بهدف رئيس هو مُحاربة الكُرد، وقد شاركت في الغزو التركي لـ احتلال عفرين.

في الثامن والعشرين من ديسمبر، علم مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شيه/شيخ الحديد” بريف إقليم عفرين الكُردي المحتل شمال سوريا، أن ميليشيا “السلطان سليمان شاه” تعتزم فرض أتاوات جديدة على السكان الكُرد الأصليين في مركز الناحية وقراها. وأكدت المصادر أن الميليشيا ستفرض مبلغ عشرة آلاف ليرة سورية بشكل شهري، على كل عائلة كردية في القرى الواقعة تحت احتلالها، مشيرة إلى أن الميليشيا تبرر الأتاوة الجديدة على أنها مصاريف لمسلحيها الذين يحمون تلك القرى!، وتحتل الميليشيا مركز ناحية “شيه” وثمانية قرى تابعة له وهي (شيه وجقلا فوقاني وجلا تحتاني وجقلا وسطاني وحج بليل وآلكانا وخليل)، إضافة لقرية “كاخريه” التابعة لناحية “موباتا/معبطلي”.

نشر التطرف..

في الرابع عشر من ديسمبر، شهدت بلدة راجو بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، توتراً بعد اعتراض مستوطنين متطرفين على قرار رئاسة الشؤون الدينية التركية “ديانت” التابعة لحكومة أنقرة، بتعيين إمام وخطيب كُرديين في إحدى جوامع البلدة. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في الناحية أن مستوطنين متطرفين رفضوا الصلاة الجمعة الفائتة، خلف الإمام الكُردي “إبراهيم نعسان” في الجامع الفوقاني في راجو كونه “كُردي” ولا يجوز الصلاة خلفه. وأكد المُراسل أن الاحتلال التركي قام بتخصيص جنود أتراك لحماية رجلي الدين، بعد تهديد المستوطنين لهم بالقتل في حال عدم التنحي عن مهامهما في الجامع. ويعتبر المستوطنون المنحدرون من مجتمعات متطرفة، أن الكُرد “ملاحدة وكفار” ولا يتوجب أن يأمهم كُردي “كافر” حسب زعمهم، وهي واحدة من الأفكار التي زرعها تنظيم الإخوان المسلمين بين أنصاره، وبرر من خلالها مشاركة مسلحيه إلى جانب المحتل التركي في تهجير الكرد واحتلال أرضهم. وكانت رئاسة الشؤون الدينية “ديانت” المرتبطة بالرئاسة التركية مباشرة، قد عينت كل من المواطنين “إبراهيم نعسان” إماماً، و”مصطفى بلال” خطيباً في الجامع الفوقاتي في بدلة راجو. وتعج بلدة راجو والقرى التابعة لها بعناصر داعش الذين لا يتوانون عن إظهار انتمائهم للتنظيم الإرهابي، من خلال ارتداء الفساتين القصيرة والمشي حُفاة في الشوارع، خاصة في صفوف ميليشيا “أحرار الشرقية” التي ينحدر أغلب مسلحيها من محافظات دير الزور والحسكة والرقة.

في الخامس عشر من ديسمبر\كانون الأول، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه حصل على معلومات جديدة حول أثنين من مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين والاحتلال التركي، كانا سابقاً ضمن تنظيم داعش الإرهابي. وأكد المرصد أن المسلحين ينحدران من مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، وكانا في مليشيا “صدام حسين” التابعة لمليشيات مع عرف بـ “للجيش الحر” في مدينة الميادين، قبل مبايعتهما لتنظيم داعش مع بداية سيطرته على المنطقة. وأضاف المرصد، أن مهمة العنصرين كانت مرافقة دوريات التنظيم لدلَّهم على منازل الأشخاص المطلوبين أثناء المداهمات. وبين المرصد السوري أن العنصرين تركا صفوف التنظيم وفرّا باتجاه مناطق سيطرة المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين و الاحتلال التركي عام 2017، والتحقا بمليشيا “أحرار الشرقية” وشاركا باحتلال عفرين مشيراً إلى إنهما متواجدان الآن في منطقة جنديرس بريف عفرين.

في العشرين من ديسمبر\كانون الأول، علمت “عفرين بوست” من مصادرها في أوساط الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون أنفسهم بمسمى “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر” أن الاحتلال التركي يحشد الآلاف من المسلحين المتطرفين على أراضيها تمهيد لإرسالهم إلى ليبيا بهدف مساندة حكومة السراج الإخوانية في طرابلس. وأوضحت تلك المصادر لـ “عفرين بوست” أن الحكومة التركية تستكمل حالياً حشد آلاف المتطرفين من جهاديي تشكيلات تنظيم الاخوان المسلمين المسلحة في سوريا، عبر استقدامهم من المناطق المُحتلة في شمال غربي سوريا والتي تشمل “إدلب وعفرين وإعزاز والباب وجرابلس”، وتدربهم تمهيداً لارسالهم إلى ليبيا. وأكدت المصادر أن أعداد الجهاديين المتطرفين الذين جمعتهم الحكومة التركية على أراضيها لإرسالهم إلى ليبيا بلغ لحد الآن ” 3400″ مسلح حتى الآن، عدا المسلحين الذين يتم إخراجهم من المناطق المحتلة في الشمال الغربي لسوريا إلى المناطق المحتلة من شرق الفرات في القطاع الواصل بين مدينتي “رأس العين/سريه كانيه” و”تل أبيض /كري سبي” المحتلتين.

في الواحد والعشرين من ديسمبر\كانون الأول، تطرقت “عفرين بوست” بتقرير خاص إلى أوضاع الكُرد الأيزيديين وأعيادهم عقب إطباق الاحتلال التركي على الإقليم الكردي، وجاء فيه: ليس كما اعتادوا عليه خلال سنوات خلت عقب تمكن أهالي عفرين من حكم أنفسهم بأنفسهم في ظل “الإدارة الذاتية”، أمضى الكُرد الأيزيديون أمس الجمعة عيد (أيزي) بشكل تعيس، في بلاد مختلفة عقب تهجيرهم من عفرين، حيث لم تزر محياهم أي علامات سعادة، في ظل استمرار الاحتلال التركي لإقليم عفرين الكردي منذ آذار العام 2018. ففي المهاجر القسرية ​​​​​​​توجه الكرد الأيزيديون صبيحة أمس الجمعة، إلى مزار الشهداء في ناحية احرص بمنطقة فافين بمقاطعة شهباء، وأكدوا على مقاومتهم المستمرة لحين تحرير عفرين والعود ة إلى ديارهم، كما توجهت العشرات من العائلات الايزيدية وأعضاء مجلس عوائل الشهداء إلى مقبرة الشهداء بناحية احرص بمنطقة فافين. ووضع الإزيديون أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء، و تلا ذلك بالوقوف دقيقة صمت، وألقيت كلمة من قبل الإداري في اتحاد الإيزيدي مصطفى نبو، الذي هنأ عيد إيزي على جميع الإيزيديين وشعب المنطقة، كما ألقيت كلمات من قبل الإداري في اتحاد الإيزيدي بمقاطعة عفرين سليمان جعفر، و كلمة باسم عضو مجلس عوائل الشهداء حسين مراد. وعلى الرغم من المآسي التي يقاضيها المهجرون عن عفرين من الأيزديين وغيرهم من مكونات عفرين، لكن يبدو أن الحال داخل عفرين أقسى مما هو عليه خارجها، حيث لم يحتفل الأيزيديون بالعيد بأي مراسم تذكر، مع هيمنة المليشيات الإسلامية المتطرفة التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، وهو ما يؤكده المواطن (بافي لالش\اسم مستعار لضرورات أمنية)، والذي أكد بأنه لم يبقى للعيد المذكور أي أثر في عفرين. مردفاً خلال حديثه لـ “عفرين بوست”: “الوضع بشكل عام في تراجع متواصل منذ إطباق الاحتلال التركي، إلا أن مصرون على البقاء على أرضنا، رغم كل التجاوزات التي يقوم به المسلحون المتطرفون بحقنا، هذه أرضنا ولن نتركها لهم”. ولا يبدو منطقياً المزايدة على الصامدين في الداخل بسبب عجزهم عن مواجهة المسلحين المعروفين بتطرفهم الشديد، حيث يعودون في غالبهم إلى خلفيات داعشية، وقد قاتل الكثير منهم في صفوف التنظيم الإرهابي قبل أن يتمكن الاحتلال التركي من تجنيدهم. ويأتي العيد وفق المعتقدات الأيزيدية بعد ثلاثة أيام من الصوم، و ȆZÎ هو اسم من أسماء الله عند أتباع الديانة الايزيدية، و يكون في أول جمعة من كانون أول الشرقي حيث يسبقه صوم ثلاثة أيام و هي فرض على كل معتنق للديانة ما دام لديه القدرة على الصوم. وإبان عهد الإدارة الذاتية في عفرين والتي أمتدت من العام 2014 إلى العام 2018، قبل إطباق الاحتلال العسكري التركي، كان قد تم إدخال تعليم الديانة الايزيدية بشكل رسمي ضمن منهاج الدراسة في مدارس عفرين، حيث كان يتم تدريسها في القرى التي يتواجد فيها أبناء الديانة ضمن المنهاج الدراسي لصفوف الرابع ، الخامس و السادس من المرحلة الابتدائية و تتم عملية التعليم بإشراف “جمعية ايزدي غرب كردستان و سوريا”. ومنذ الاحتلال التركي لعفرين، تعرضت المزارات والقرى الإيزيدية لقصف وتخريب ممنهج من قبل الاحتلال والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، حيث تم تخريب عدد كبير من تلك المزارات، وتزايدت التهديدات لأبناء الديانة الإيزيدية على خلفية انتمائهم الديني، حيث نشر مسلحو المليشيات الإسلامية العديد من المشاهد المصورة التي تفرض على أبناء الديانة الإيزيدية تعاليم الدين الاسلامي، فيما لم يتمكن عشرات الالاف منهم من العودة إلى قراهم بسبب التهديدات التي يتعرضون لها، بعد قتل العديد منهم بسبب انتمائهم الديني. ووقعت العديد من عمليات التصفية التي نفذتها المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين على أساس ديني، ففي الرابع و العشرين من آذار\مارس العام 2018، استشهد المواطنان عبدو بن حمو فؤاد ناصر و فؤاد بن حسو عبدو ناصر, من قرية قيبار، عندما تم استهدافهما من قبل المسلحين في منزلهم بواسطة لغم، وبعد انتهاء مراسيم الدفن تم القاء القبض على حسو ناصر والد الشهيد فؤاد حسو ناصر من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، بتاريخ في الأول من أبريل للعام 2018، وتعرض لتعذيب شديد, ولم يفرج عنه إلا بعد دفع فدية مالية، كما استشهد المدني من المكون الايزيدي هو “عمر ممو شمو” من قرية قيبار في بيته، حيث تعرض لجريمة قتل مروعة من قبل المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين. وفي السابع والعشرين من يونيو العام 2018، ارتقت السيدة الكردية الأيزيدية “فاطمة حمكي\٦٦ عاماً” في قرية “قطمة” التابعة لناحية “شرا\شران” بريف عفرين، جراء إلقاء قنبلة يدوية على منزلها منتصف الليل، فيما كان زوجها “حنان بريم” قد تعرض للخطف والتعذيب سابقاً، حيث تتعرض العوائل الكردية الأصلية في قراها إلى مضايقات متكررة على أيدي مسلحي الفصائل الإسلامية، والعائلات المستوطنة فيها، القادمين من أرياف دمشق وحمص وحماه وحلب ودير الزور وغيرها من المدن السورية الداخلية. وفي سياق الانتهاكات، استولت المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين على منازل السكان الكرد الأيزيديين وحولتها إلى مساجد، ففي السادس عشر من يوليو العام 2018، حولت مليشيا “أحفاد الرسول” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، منزل المواطن حنان ناصرو من المكون الكردي الايزيدي في قرية باصوفان إلى مسجد للصلاة ويتم رفع الآذان فيه يومياً”، وذلك بعد أن تم تهجيره مع باقي الأهالي من القرية التي يقطنها غالبية من الكُرد الإيزيديين. وأكد ناشطون في عفرين استهداف الإيزيديين في عفرين، في مسعى لتهجير من تبقى منهم، عبر إجبارهم على اعتناق الإسلام، والفرض عليهم الذهاب إلى المساجد الاسلامية للصلاة، فيما رصد ناشطون قيام مسلحي “فيلق الشام” التابع لتنظيم الإخوان المسلمين، بإجبار أطفال قرية باصوفان التابعة لناحية شيراوا في عفرين على ارتياد المساجد وتعلم تعاليم الإسلام وقراءة القرآن. كما تم تدمير العشرات من المزارات الدينية الإيزيدية، ومنها افراغ مزار الشيخ علي في قرية باصوفان والعبث بمحتوياته، وتدمير مزار الشيخ غريب في قرية سينكا في ناحية شرا، وتدمير مزار قرة جرنه قرب ميدانكي، وتدمير مزار ملك آدي في قرية قيبار، وتدمير المزارات الإيزيدية في قرية قسطل جندو (مزار بارسة خاتون ومزار الشيخ حميد). وفي مركز إقليم عفرين، قامت قوات الاحتلال التركي ومسلحيه من مليشيات تنظيم الإخوان المسلمين بتدمير مقر اتحاد الإيزيديين الثقافي والاجتماعي بالمدينة، وتم تدمير مجسم ديني وقبة لالش، إلى جانب تدمير مزار الشيخ جنيد وعبد الرحمن في قرية فقيرا. ومنذ احتلال عفرين، لا يجرؤ الكرد الإيزيديون أو العلويون أو غيرهم من مختلف المكونات، على الإفصاح عن انتمائهم الديني، نتيجة الترهيب الذي يطال تلك المكونات الاصيلة من قبل المليشيات الإسلامية التابعة لاحتلال التركي، وبتنظيم الإخوان المسلمين. كما ويسعى الاحتلال التركي وحلفائه من تنظيم الاخوان المسلمين والائتلاف “الوطني” والميليشيات الاسلامية، إلى نشر التطرف الديني بين أفراد المجتمع الكردي الذي يتميز بالتعددية الدينية والمذهبية، حيث كان يتعايش فيه الايزيدي والمسيحي والمسلم دون أية توترات أو منغصات على أساس الدين أو المذهب. ومنذ احتلالها عفرين، يحاول الاحتلال التركي وبمختلف الأساليب والطرق، نشر التطرف في المجتمع العفريني، وتوجيه الأطفال والشبان الكُرد نحو المذهبية والطائفية، في المنطقة الأصفى كردياً، والتي عرفت دائماً بانفتاحها على الآخر. وفي هذا السياق، حصلت “عفرين بوست” على صور جلاءات الاحتلال التركي التي وزعت في عفرين، وتتضمن قائمة المواد وفقاً لجلاء المرحلة الابتدائية 11 مادة رئيسية، منها 3 مواد دينية! وتتضمن قائمة المواد الدينية، المواد التالية: (التربية الدينية، القرآن الكريم، حياة الرسول محمد)، حيث خصص لكل منها خانة في الجلاء! كما تقوم المليشيات الإسلامية بتدمير المقابر الكردية في مختلف القرى، وتسويتها بالأرض بحجة أنه محرم أن يكون لها قبة، وأنها يجب أن تكون مستوية بالأرض، لكن ناشطين كرد يؤكدون أن هذه الممارسات في مجملها تهدف إلى طمس تاريخ المنطقة وخصوصيتها القومية الكُردية. إضافة إلى ذلك، يسعى الاحتلال التركي لنشر الفكر القومي التركي المتعصب، عبر حملات إعلامية وفتح مدارس دينية وجمعيات بمسميات خيرية، وتعليم أطفال المدارس رفع اشارة الذئاب الرمادية، والاستمرار في وصف الكُرد بالكفار والملاحدة، وذلك في إطار سياسات تغيير ديمغرافي ممنهجة تتبعها سلطات الاحتلال التركي عن سبق الإصرار والتصميم. ومنذ بدء الحرب الاهلية السورية في العام 2011، تبنت المليشيات الإسلامية في تعاملها مع الشعب الكُردي رواية أنه مُلحد أو كافر، ليبرر من خلالها مسلحو تنظيم الإخوان المسلمين، قتالهم ضد أبناء الشعب الكُردي، حيث استخدموا تلك الرواية لتبرير تهجير الكُرد من ارضهم، وسرقة املاكهم على أنها غنائم “الملاحدة والكفار الاكراد”، فيما سمح الاحتلال التركي على مدار الأيام الثلاث الأولى من اطباق الاحتلال العسكري على عفرين، بسرقة كل شيء أمام عدسات الكاميرات. وخلالها، سرق مسلحو المليشيات الإسلامية التابعة للإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيش الحر، الجيش الوطني) عشرات الآلاف من الجرارات والسيارات والمعامل والورش الصناعية، إضافة إلى الاستيلاء على منازل المهجرين وسرقة ونهب كامل محتوياتها، وهي أفعال لا تزال مُستمرة منذ اطباق الاحتلال العسكري وحتى الوقت الحاضر!

في الثاني والعشرين من ديسمبر، قالت وسائل إعلام تابعة للاحتلال التركي أن 5 نساء من عناصر تنظيم “داعش”، سلمن أنفسهن للسلطات الأمنية في ولاية هاتاي، جنوبي تركيا، بعد هروبهن من مخيم سوري خاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية. وأشار الإعلام التركي  إن النساء يحملن الجنسية التركية، وسلمن أنفسهن لقوات الأمن في معبر “جيلوة غوزو” بقضاء “ريحانلي” التابعة لهاتاي، وإنهن من النساء المنتميات لـ”داعش”، وقد هربن من مخيم الهول، الواقع في محافظة الحسكة، التابعة للإدارة الذاتية شمال سوريا. لكن مصادر مطلعة على ملف الدواعش في عفرين، أكد زيف ادعاءات الاحتلال التركي، رابطاً ذلك مع فرار 7 سجناء دواعش من سجن ماراتي التابع لميليشيا “الشرطة العسكرية”، قبل يومين، مؤكدةً أن العملية لا تتعدى كونها تهريباً للسجناء والسجينات، كما حصل في راجو سابقاً. وأشارت المصادر لـ “عفرين بوست” إن الداعشيات التي يتحدث عنهن الإعلام التركي كن في عفرين، وقد دخلوا إلى تركيا مروراً بالإقليم الكُردي المُحتل، وأكد المصدر وجود الكثيرر من الدواعش ونساء التنظيم في عفرين، ممن جرى تهريبهم من مخيم عين عيسى إبان قصفه خلال الغزو التركي لمناطق شرق الفرات. وكان مصطفى بالي، مدير المركز الإعلامي لـ”قسد” قد قال في الثالث عشر من أكتوبر الماضي، عبر تويتر: إنه “تقريباً، جميع مُسلحي داعش في مخيم عين عيسى هربوا من المخيم”، بينما أوضح مسؤولون في الإدارة الذاتية أن 785 شخصاً “يتبعون المقاتلين الأجانب في تنظيم داعش” فروا من مخيم بلدة عين عيسى، التي تعتبر مركز الإدارة الذاتية لشمال سوريا. وحسب بيان للإدارة الذاتية حينها فقد “هاجم عناصر داعش حراس المخيم، وفتحوا البوابات وهربوا”، فيما تؤكد المعطيات اللاحقة أن العملية كان قد جرى التخطيط لها من جانب الاحتلال التركي ومليشيا أحرار الشرقية، عبر قصف محيط المخيم وخلق حالة فوضى وفلتان أمني، تتيح للمسلحين تأمين خروج آمن للداعشيات إلى مناطق مسلحي درع الفرات وعفرين.

في الثالث والعشرين من ديسمبر، علمت “عفرين بوست” من أوساط مسلحي الميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أن مسلحين منحدرين من مدينة حرستا كانوا منتسبين لمليشيا “الجبهة الشامية”، قتلا قبل نحو عشرين يوماً في المعارك بـ ليبيا. ورصد المراسل افتتاح أربعة مراكز لتسجيل المتطوعين الراغبين بالتوجه إلى ليبيا للقتال الى جانب حكومة السراج في طرابلس. واوضح أن المراكز المففتتحة في إقليم عفرين، تقع في مبنى الاسايش سابقاً وتحت اشراف ميليشيا “فرقة الحمزة”، و في مركز مليشيا “الجبهة الشامية” وهو مبنى (هيئة الادارة المحلية) سابقاً بالقرب من دوار كاوا، ومقر ميليشيا “لواء المعتصم” في قرية “قيباريه\عرش قيبار” ومركز مليشيا “لواء الشامل” في حي المحمودية. واكد المراسل إنه قد شوهد وقوف طوابير طويلة أمام مركز مليشيا فرقة الحمزة (مبنى قوات الاسايش سابقاً)، من المتطوعين الراغبين بالالتحاق بالمعارك في ليبيا. واشار المراسل أن الاحتلال التركي يقدم مغريات كبيرة لتشجيع المسلحين على الالتحاق بالمعارك في ليبيا، حيث رصد رواتب مجزية تتراوح بين ١٨٠٠ إلى ٢٠٠٠ دولار أمريكي لكل مسلح شهرياً، علاوة على منزل وغنائم، وهي ذات الاستراتيجية التي أغرى بها مسلحي الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيش الوطني\الجيش الحر) لغزو عفرين واحتلالها، وكذلك غزو مناطق شرق الفرات في سريه كانيه\راس العين وكري سبي\تل أبيض.

كذلك، قالت وكالة “ستيب الإخبارية”، التابعة للمعارضة السورية والمقربة من المليشيات الإسلامية، بأنها حصلت على تسريبات تؤكد نيّة الاحتلال التركي إرسال مسلحين من المليشيات التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين في سوريا والمعروفة باسم “الجيش الوطني\الجيش الحر” إلى ليبيا، للقتال إلى جانب ما تسمى حكومة الوفاق الإخوانية بقيادة فايز السراج، ضد قوات اللواء خليفة حفتر. وبحسب مصدر تلك الوكالة في المليشيات الإسلامية، فإنَّ الأيام الأخيرة شهدت زيارة لضباط تابعين لجيش الاحتلال التركي رفيعي المستوى إلى ليبيا تلاها اجتماعات مكثفة بالداخل التركي “العاصمة أنقرة على الأغلب” لقيادات ما تسمى فيالق مليشيات “الجيش الوطني” مع ضباط بالاستخبارات التركية. وأشار المصدر إلى أنَّ الاجتماعات حضرها متزعم ما يسمى الفيلق الأول، معتز رسلان، ومتزعم ما يسمى الفيلق الثاني، محمود الباز، ومتزعم ما يسمى الفيلق الثالث، أحمد أبو نور، وممثل عن ما يسمى الفيلق الرابع العامل غربي إدلب، والذي انضم مؤخرًا للتشكيل الموالي لتركيا، وكان سابقًا يحمل اسم الجبهة الوطنية للتحرير. ولفت مصدر الوكالة إلى أنَّه وعقب الاجتماعات، وصلت، على مدار اليومين الماضيين، تعليمات لمتزعمي مليشيات الإخوان المسلمين التابعة للاحتلال التركي لتجهيز قوائم أسماء وأعداد العناصر الراغبين بالقتال في ليبيا، فيما تضاربت الأنباء حول مقدار الراتب الذي سيمنح للعناصر المتوجهة إلى ليبيا، حيث تم تداول أخبار عن أنَّ الراتب هو ألفي دولار شهريًا للمسلح، ولكن لم يصدر قرار واضح حول هذه الجزئية بعد. وختم مصدر الوكالة بالقول إنَّ هذه التحضيرات ترافقت مع تحضير دفعتين من مسلحي المليشيات التابعة للاحتلال التركي بهدف إرسالهم إلى إدلب للمشاركة بالقتال ضد قوات النظام السوري بريف إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي بهدف امتصاص غضب الشارع من جهة واخلاء مسؤولية ما يسمى بـ الجيش الوطني عن خسارات ادلب من جهة أخرى, حيث رجّح المصدر أنَّ تصل اليوم دفعة من هؤلاء المسلحين مكونة من 100 مسلح، ليتبعها دفعة أخرى من العدد ذاته يوم غد، على أن تستكمل الدفعات بحسب الطلب.

في الخامس والعشرين من ديسمبر، وفي دليل واضح على عملهن لصالح الاستخبارات التركية، سلّمت 7 نساء من عناصر تنظيم “داعش”، أنفسهن للسلطات الأمنية في ولاية هاتاي، جنوبي تركيا، بعد هروبهن من من مخيم “الهول” الخاضع لـ “اﻹدارة الذاتية”، عقب تمكنهن من الفرار نتيجة الهجوم التركي على مناطق شمال سوريا. ويبدو واضحاً سعي الاحتلال التركي إلى تهريب جميع الداعشيات ذات الاصل التركي من معتقلات قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا، حيث يمتلكن غالباً معلومات تدين النظام التركي وصلاته مع إرهابيي داعش، إذ لجئ الاحتلال إلى تهريب عائلات داعش من مخيم عين عيسى كذلك، عبر قصفه، مما خلق فوضى وأسفر عن فرار قرابة 800 شخص منهم. ونقلت وكالة تركية أن 7 نساء من تنظيم “داعش” الإرهابي، يحملن الجنسية التركية، سلمن أنفسهن لقوات الأمن التركية في معبر “جيلوة كوزو” الحدوي المقابل لمعبر باب الهوى الحدودي على الجانب السوري، مضيفةً أن النسوة اللواتي سلمن أنفسهن لقوات الأمن التركية، هن من أعضاء تنظيم “داعش”، الذين هربوا من مخيم “الهول”، حيث أحالتهن قوات الأمن التركية إلى السلطات القضائية، بعد استكمال الإجراءات القانونية (وفق زعم إعلام الاحتلال التركي). ومن المؤكد أن الداعشيات سواء التركيات أو غيرهن يشعرن بالأمان في تركيا، وسبق أن صرحت الداعشيات المعتقلات في الهول وغيرها، برغبتهن بالتوجه إلى تركيا، التي تقدم نفسها راعية للإسلاميين كـ داعش والنصرة والإخوان المسلمين. وبذلك يرتفع عدد التركيات الفارات من مخيم الهول ممن سلمن أنفسهن للسلطات التركية إلى 12 امرأة خلال أقل من أسبوع، جميعهن من المنتسبات للتنظيم، حيث سلّمت 5 نساء من عناصر التنظيم، يحملن الجنسية التركية، أنفسهن للسلطات الأمنية في ولاية هاتاي يوم الجمعة الماضي، 20 كانون اﻷول/ديسمبر، بعد هروبهن من المخيم. ومذ شن الاحتلال التركي عدوانه على مناطق شمال سوريا، وجد الدواعش متنفساً لأنفسهم، فنفذوا عدداً من محاولات الفرار الفردي والجماعي، فيما بات هؤلاء يجدون لأنفسهم نصيراً قد ينقذهم ممن قضى لهم على خلافتهم الإرهابية المزعومة، وسبق أن صور مسلحو المليشيات الإسلامية المسماة بـ الجيش الوطني، التي تغزو شمال سوريا مقاطع مصورة بينت استقبالهم الداعيشات الفارات من مخيم عين عيسى تحت مسمى تأمين المدنين من قسد!

كذلك، قالت وكالة “ستيب” المحسوبة على المعارضة السورية، والتي بدأت في الفترة الأخيرة ببث أخبار مناوئة للأتراك، بأنه حصلت على معلومات خاصة مفادها أنَّ مئات المسلحين من المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، المسماة زوراً بـ “الجيش الوطني” قد توجهوا، ليل الثلاثاء، من تركيا إلى الأراضي الليبية، وذلك للقتال إلى جانب حكومة الإخوان المسلمين التي يقودها المدعو فايز السراج في طرابلس. وقال مصدر خاص للوكالة إنَّ قرار إرسال المسلحين إلى ليبيا لم يتخذ بشكل رسمي بعد، ولكن المليشيات الإسلامية تسلمت أوامر تركية بتسجيل أسماء الراغبين بالذهاب إلى هناك للقتال ضد قوات اللواء خليفة حفتر. وتابعت الوكالة بأنَّ طائرة عسكرية تركية توجهت وسط تشديدات أمنية، ليل أمس، من مطار غازي عينتاب المدني جنوبي تركيا باتجاه الأراضي الليبية، وعلى متنها 300 مسلح من ما يعرف بمليشيات (الفيلق الثاني) التابعة لمليشيات ”الجيش الوطني” السوري” المؤتمر تركياً، وعلى رأسهم قائد مليشيا “فرقة السلطان مراد” المدعو “فهيم عيسى”. ونوّهت الوكالة إلى أنَّ المسلحين الذين توجهوا مع المدعو “عيسى” إلى ليبيا جميعهم من مليشيا (الفيلق الثاني)، وينتمون لمليشيات عدة كـ “الصقور” و”السلطان مراد” و”لواء المعتصم” و”فرقة الحمزة”. وأضافت بأنَّ المسلحين تحركوا بعد إغراءات تركية بتقديم رواتب تتراوح ما بين 2000 دولار شهريًا لكل منهم، و3000 دولار شهريًا للمتزعمين، بالإضافة للطعام والشراب والذخائر والسلاح، لافتةً إلى أنَّ البيان الذي تدوالته الوسائل الإعلامية، أمس الأربعاء، وجاء فيه نفي قيادة هيئة الأركان العامة بـ”الجيش الوطني” المعلومات حول إرسال مقاتليه إلى ليبيا، هو بيان منفي ومزور، ولا يحمل توقيع أي جهة رسمية. ويتزامن هذا النبأ مع حملة النظام السوري على إدلب، إذ يترك المسلحون جبهات النظام الذي يدعون أنهم معارضون له، وبرروا الهجوم على قوات سوريا الديمقراطية تحت يافطة أنهم متعاون مع النظام زوراً وبهتاناً، في الوقت الذي نسق فيه حليفهم التركي مع روسيا والنظام، للضغط على “الإدارة الذاتية”، للقبول بنشر قوات النظام في شرق الفرات، ضمن إطار جهود تركيا لنسف كل طموحات السوريين ببناء وطن جديد يسوده العدل.

الاستيطان..

في الأول من ديسمبر، نشرت ما تسمى “مديرية التربية والتعليم في عفرين وريفها” العائدة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، نسخة مصورة من رسالة بعثها أحد المستوطنين المحتجين على ادارة مدرسة شران واجراءاتها، والتي تحمل كما هائلاً من التحريض العنصري  ضد المًعلمين الكًرد،  في ناحية شرا\شران. ويبدو واضحاً في المنشور كم التحريض على المعلمين الكُرد من سكان عفرين الأصليين، بذريعة عملهم سابقاً مع “الإدارة الذاتية” وهي تهمة جاهزة لكل كردي لا يزال متشبثاً بأرضه في عفرين، علماً أن ذات التهمة تلاحق المهجرين من عفرين، بحجة موالاتهم للإدارة الذاتية ووحدات حماية الشعب، ليكون ذلك مبرراً للاستيلاء على أملاك المهجرين بفعل الحرب التركية وانتهاكات المليشيات الإسلامية. والغريب في المنشور، استخدام المستوطنين مصطلح “أهالي شران” للحديث عن أنفسهم، علماً أنه من المستوطنين ويحرض على السكان الأصليين الكرد، فيقول: “إلى متى ستبقى مديرة شران ميزيان الحسن، أطفالنا العرب بعنصرية واضحة، وتمنع بناتنا من لبس النقاب لأنه ليس حضاري، وتضيق على المدرسين العرب بالتقارير وتفصلهم…”. وتبعاً لصفحة ما تسمى “مديرية التربية” التابعة للاحتلال التركي، فإن المستوطن المدعو “يوسف محمد” قد أرسل لها تلك الرسالة، وهي قد قامت بعرضها، على أنها شكوى عادية، لكن لم تمر ساعات قليلة، حتى عمد مدير الصفحة إلى إزالة المنشور، فيما يبدو واضحاً من خلال مراجعة منشورات الصفحة أنها تتبع لأحد المستوطنين العاملين ضمن مديرية التربية، حيث تنشر كل نشاطاتهم بشكل دوري، وهو ما يفند أي إدعاء لاحق بأن الصفحة لا تمثل مديرية التربية التابعة للاحتلال. وقام المستوطن مرسل الرسالة باستخدام ذات الاتهامات التي تكال للكرد في عفرين، من أن المدرسة الكردية قد عملت سابقاً مع الإدارة الذاتية، وغيرها من الاتهامات، علماً أن جميع المدرسين الذين كانوا موظفين ضمن مؤسسات النظام قبل اندلاع الأزمة السورية عام  2011، قد عملوا في مدارس عفرين خلال عهد الإدارة الذاتية، سواء كانوا معارضين لها او محايدين، كون ذلك من واجبهم الوظيفي، بغض النظر عن الجهة السياسية التي تسيطر على الإقليم الكُردي. وتوجهت أفواج كبيرة من المستوطنين نحو عفرين، قادمين من أرياف دمشق وحمص وحماه وادلب وحلب وحماه ودير الزور، عقب إطباق الاحتلال العسكري التركي المرافق بمسلحين إسلاميين متطرفين معروفين بـ (الجيش الحر، الجيش الوطني)، على إقليم عفرين الكُردي في الثامن عشر من آذار\مارس العام 2018، حتى وصل تعداد المستوطنين إلى أكثر من 75% من مجموع قاطني الإقليم. وجرى توطين هؤلاء، في منازل أهالي عفرين الكُرد، الذين هجروا من أرضهم قسراً، لتنخفض كثافة الكُرد السكانية من أكثر من 95% إلى أقل من 25% من المجموع العام لقاطني الإقليم، في واحدة من أكبر عمليات التغيير الديموغرافي التي حصلت في الحرب السورية وعلى مرأى ومسمع العالم بأسره، دون تحريك ساكن. وتمت عملية التغيير الديموغرافي بالتنسيق بين روسيا وتركيا، إذ تم خلالها تطهير مناطق كثيرة في محيط العاصمة دمشق من المتشددين الإسلاميين، كما تم افتتاح الطرق الرئيسية بين المناطق الداخلية السورية والساحل السوري والعاصمة، بعد سنوات من قطع المتمردين الإسلاميين لها، وهو ما اعتبر مكسباً كبيراً للنظام وروسيا حينها. ففي منتصف مايو\أيار العام 2018، غادرت آخر الباصات الخضراء التي باتت رمزاً للمسلحين المنهزمين، عقب انسحابهم من مناطق بريف حمص الشمالي تتضمن (الرستن وتلبيسة والحولة)، وهو ما أحكم قبضة النظام على المنطقة وفتح جزءاً رئيسياً من أهم طريق سريع في سوريا، وقال مسؤول في حكومة النظام حينها إن نحو 27 ألف شخص غادروا الجيب بالفعل منذ بدء عمليات الإجلاء ذاك الشهر. وفي سياق متصل، قالت الأمم المتحدة إن 66 ألف شخص غادروا الغوطة الشرقية خلال أبريل\نيسان العام 2018، بموجب اتفاقات مُماثلة، حيث استقدم الاحتلال التركي جميع هؤلاء، من مليشيات إسلامية متطرفة وعائلات المسلحين، بغية دفعهم للاستيطان في عفرين، وشاهد حينها أهالي عفرين كيف كانت مئات الباصات تتقاطر يومياً، وهي تجلب المستوطنين إلى الإقليم المُحتل. ويقيم المستوطنون من عائلات المسلحين في منازل مهجري عفرين بعد الاستيلاء عليها منذُ آذار العام 2018، تحت ذريعة إنها أملاك عائدة لمقربين من الإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي. وفي قطاع التعليم، يسعى الاحتلال التركي لفصل جميع المدرسين الكُرد من مدارس عفرين، كان آخرهم ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قيام ما تسمى بـ “مديرية التربية” التابعة للاحتلال التركي، منتصف سبتمبر\أيلول الماضي، بفصل نحو 25 معلم غالبيتهم من الإناث من مدارسهم في ناحية جنديرس من المواطنين الكُرد، وذلك كإجراء تعسفي مقابل تعين مستوطنين من مناطق أخرى إلى عفرين مكانهم. وفي إطار التعديلات التي يحاول الاحتلال التركي إدخالها على بنية المجتمع العفريني على كافة الصعد، كشف مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً في نهاية مايو\أيار الماضي، أن الاحتلال التركي سيعمد إلى تغيير النظام التعليمي. وقال أن الاحتلال التركي قام بتوزيع البطاقات الخاصة بتقديم الشهادات الإعدادية والثانوية للعام الجاري، لكن تسريبات أخرى تتحدث عن تعديل النظام الدراسي العام القادم، بحيث تكون شهادة التعليم الإعدادي في الصف الثامن، وشهادة الثانوية في الصف الثاني عشر، وإضافة امتحان اليوس، ليكون العام الدراسي الثالث عشر، و”اليوس” هو امتحان تركي للطلبة غير الاتراك، يمنحهم الاستحواذ عليه احقية الانتساب للجامعات التركية، وتتضمن مواد رئيسية هي اللغة التركية والرياضيات. وحرم الاحتلال التركي عقب شنه العدوان في يناير العام 2018، أكثر من 49 ألف طالب من أبناء عفرين من التعلم بلغتهم الأم الكُردية، إضافة لحرمان المئات من طلاب جامعة عفرين ومعاهدها من إتمام تحصيلهم العلمي. ومن الانتهاكات التركية لخصوصية الشعب الكُردي والوطن السوري، عمل الاحتلال التركي على إدخال رموزه وشعاراته وتعليمها لأطفال عفرين على أنها رموز وطنية، كوجود العلم التركي كمثال على مرادفة “العلم-AL” ضمن مقرر الصفوف الابتدائية، وهو ما يقدم برهاناً على محاولات الصهر القومي، وسياسات انكار وجود الشعب الكردي. وبداية مايو الجاري، نشرت مواقع إخبارية كردية تقريراً، اكدت فيه انخفاض عدد المدارس التي تستقبل الطلاب في إقليم عفرين، من 324 مدرسة إلى 204 مدرسة، فيما قالت إن عدد الطلاب الذين يلقون التعليم فيها يصل الى 45 ألف، وأن أكثر من 70% من طلابها هم من المستوطنين الذين استجلبهم الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية المرتبطة بتنظيم الاخوان المسلمين. وبحسب المعلومات، تبين أن عدد الطلاب بكافة مراحل الدراسية قد بلغ 45 ألف طالب، حيث كان عددهم قبل الغزو على المدينة 49 ألفاً، كما أن مُعدل الطلبة من أبناء المستوطنين يبلغ 70%، أما نسبة الطلاب من السكان الأصليين الكُرد فتصل الى 30%. وقبل الغزو التركي على إقليم عفرين، كان معدل الطلاب الكُرد يبلغ 95%، حيث كان هؤلاء يتلقون تعليمهم باللغة الكردية الخالصة في جميع المواد، بينما كان أبناء المكون العربي المقيمين في عفرين يتلقون تعليمهم باللغة العربية. وبعد الاحتلال التركي، اقتصر تعليم الكُردية على تعليم مادة اللغة الكُردية فقط، فيما بات التعليم حالياً بالعربية إلى جانب ادخال لغة الاحتلال التركي بشكل إجباري للمنهاج، إضافة إلى الادلجة الدينية الفاضحة التي يسعى الاحتلال إليها، لتنشئة أجيال على أفكار متشددة وتعليم ديني مكثف!

في السادس عشر من ديسمبر\كانون الأول، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “بلبلة\بلبل” إن سبع عائلات مستوطنة غادرت قرية “خليلاكا\خليلاك أوشاغي” التابعة للناحية إلى شرق الفرات، للإستيطان فيها عوضاً عن عفرين. وأشار المراسل إن تلك العائلات هي من مجموع 13 عائلة مستوطنة موجودة في القرية، ومع رحيل العائلات  السبعة، تبقى في القرية 6 عائلات أخرى للمستوطنين فيها. يأتي ذلك بالتزامن مع ما قاله أمس الأحد، رئيس الاحتلال التركي رجب طيب أردوغان في مقابلة تلفزيونية مع قناة “إيه خبر” التركية حول رغبته بتمويل ما تسمى المنطقة الآمنة من النفط السوري، حيث قال: “اقترحت (على الولايات المتحدة) بناء المنطقة الآمنة من خلال عائدات النفط  السوري”. واحتلت تركيا وحلفاؤها من المليشيات الإسلامية التي تسمي نفسها “الجيش الوطني السوري” قطاعاً من الأراضي داخل سوريا بطول 120 كم (75 ميلاً) وعرضه حوالي 30 كم (18 ميلاً) يمتد من مدينة “رأس العين\سريه كانيه” إلى تل أبيض، حيث وقعت تركيا اتفاقات منفصلة مع الولايات المتحدة وروسيا لوقف هجومها. وقال الاحتلال التركي في وقت سابق إنه يرغب في توطين ما يصل إلى مليوني لاجئ سوري في “منطقة آمنة” بطول 444 كيلومتراً، في شمال شرق سوريا، وحثت حلفاء الناتو مرارًا وتكرارًا على تقديم مساعدات مالية لخططها.

في السابع عشر من ديسمبر\كانون الأول، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية بلبلة\بلبل، إن 36 عائلة مستوطنة من ذوي مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد غادرت قريتين في الناحية، متوجهين الى المناطق المحتلة شمال سوريا ما بين “سريه كانيه\رأس العين” و”كري سبي\تل أبيض”. وأفاد المراسل في ذلك السياق، أن 16 عائلة مستوطنة من ذوي مسلحي ميليشيا “فرقة السلطان مراد” تركت بلدة “كوتانا\كوتانلي” التابعة للناحية واتجهت الى شرق الفرات للالتحاق بأبنائهم أو أزواجهم من المسلحين العاملين لدى الاحتلال التركي. مردفاً كذلك أن نحو 20 عائلة مستوطنة غادرت قرية “قره كول” في الناحية نحو الوجهة ذاتها.. كذلك، غادر رتل عسكري كبير من الحافلات والاليات العسكرية المحملة بمسلحي الميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنيظم الإخوان المسلمين، من إقليم عفرين الكردي المحتل، مًتوجهاً الى منطقة كري سبي/تل أبيض المحتلة. واوضح مراسل “عفرين بوست” أن أربع حافلات كبيرة (على متن كل واحدة 32 مسلح)، اضافة لـ 17 عربة تويوتا (دفع رباعي) مُحملة بمسلحي ميليشيات “احرار الشرقية” و”فرقة السلطان مراد” غادرت مركز إقليم عفرين، متوجهين صوب مدينة جنديرس ومنها الى معبر قرية حمام الحدودي حيث دخلوا للاراضي التركية ومنها صوب منطقتي “سريه كانيه\رأس” و”كري سبي\تل ابيض” المحتلتين. وأشار المراسل أن غالبية المسلحين المغادرين كانوا من مليشيا “أحرار الشرقية”، مضيفاً أن حافلتين محملتين بـ 64  مسلح من مليشيا “فرقة الحمزة” توجهت كذلك يوم امس، الى المناطق المحتلة في شرق الفرات.

في الثامن عشر من ديسمبر\كانون الأول، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، إن عدداً جديداً من مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين خرجت، متوجهة صوب المناطق المحتلة حديثاً في شرق الفرات. وأردف المراسل أن دفعة جديدة من مسلحي مليشيا “الجبهة الشامية” عبرت معبر باب السلامة إلى صوب مناطق شرق الفرات، وكانت مؤلفة من ستة باصات ومركبتي دفع رباعي من نوع تويوتا محملتين بسلاح الدوشكا.

في الثالث والعشرين من ديسمبر، تقاطرت قوافل الخارجين من مناطق الاشتباكات في محافظة ادلب إلى إقليم عفرين الكُردي المُحتل، على وقع المعارك العنيفة الدائرة بين القوات الروسية وقوات النظام من جهة والميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين بمختلف مسمياتها (الجيش الوطني\النصرة) من جهة اخرى. ورصد مراسل “عفرين بوست” في جنديرس، دخول عشرات الحافلات عبر معبر دير بلوط في ريف جنديرس الى الاقليم المحتل، حيث أكد المراسل أن حاجز ميليشيا “فيلق الشام” على المعبر يفرض على كل حافلة مبلغ مئتي دولار أمريكي للسماح لها بالدخول إلى الإقليم. وأضاف المراسل أن مجمع مكاتب السيارات “عفرين انترناشيونال” التي كانت “الإدارة الذاتية” قد شيدتها دون افتتاحه بسبب الحرب على الإقليم، وهو الواقع على طريق قرية كفرشيل، قد اكتظ بالفارين من إدلب، كما جرى إسكان عشرات العائلات في الابنية غير المكسية في حي الاشرفية والمحمودية، علاوة على وصول أعداد من تلك العائلات إلى قرى في ريف عفرين. ويعمل الاحتلال التركي بالتنسيق مع روسيا والنظام السوري على إفراغ البلدات السورية واستبدالها بإخرى واقعة تحت يدي الجانب الآخر، في مسعى الجانبين لهندسة الدموغرافية السورية حسب الأهواء التركية وأهواء النظام السوري. ويستغل الاحتلال التركي سطوته على تنظيم الإخوان المسلمين بما يملكه الأخير من مسلحين وقاعدة شعبية، تحت حجج الخلافة العثمانية وسلطان المسلمين وما إلى ذلك من خدع، أوصلت السوريين إلى الحالة التي هم فيها اليوم. ويسعى الاحتلال التركي لإخراج أهالي إدلب من ديارهم، بالتنسيق مع روسيا والنظام عبر افتعال الحرب الأخيرة، بالتزامن مع ضغوط يمارسها على أوروبا للقبول بتمويل ما تسمى “المنطقة الامنة”، حيث سيستغل الاحتلال التركي خروج العائلات من ادلب على وقع تقدم النظام فيها، لتهديد اوروبا بالقبول بتمويل “المنطقة الامنة” أو الاستعداد لاستقبال هؤلاء. وفي حال قبول الأوروبيين بتمويل ما تسمى “المنطقة الآمنة”، فإن الاحتلال التركي سيحصل بذلك على شرعنة لجرائم حرب ارتكبها، وتتمثل في التهجير القسري لعرقيات أديان، والدفع لاستيطان آخرين بدلاً عنهم، بحجة أنهم سوريين، وبالتالي سيتمكن من تجميل أقبح عمليات التغيير الديموغرافي وأكبرها في العصر الحديث.

في الخامس والعشرين من ديسمبر، تعمدت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين طرد السكان الكُرد من منازلهم لتوطين الفارين من مناطق الاشتباكات في إدلب فيها، في ظل التدفق المتواصل للنازحين على إقليم عفرين الكُردي المحتل، شمال غربي سوريا. بالصدد طردت ميليشيا “أحرار الشرقية” المسنة الكُردية “كوله حج حسين” من منزلها في قرية كورا\كوران التابعة لناحية جنديرس، وأجبروها على الانضمام للسكن مع ابنها في منزله، تمهيداً لتوطين عائلة إدلبية مكانها. إلى ذلك ذكر مركز عفرين الإعلامي أن مسلّحي ميليشيا “سمرقند” يمنعون المواطنة “زهيدة حاج عبدو” من دخول منزلها في قرية “كفر صفرة”، رغم مرور عام كامل من عودتها للقرية، علاوة على طرد عائلة حسين وعائلة حسنو من المنازل التي سكنوها بعد تدمير منازلهم في القرية ابان الغزو التركي للإقليم. وأضاف المركز أن ميليشيات الاحتلال استولت على منزل “حسن مرشد” و”عبدو مرشد” في قرية مسكه بجنديرس، وقامت بإسكان المستوطنين بدلاً عنهم بهدف استكمال خطة التعيير الديموغرافي في الإقليم الكُردي المحتل. وتتركز عمليات الأستيطان الجديدة في ناحيتي جنديرس و”شيه/شيخ الحديد”، حيث شهدت قراها استيطان المزيد من الفارين من مناطق المعارك في ريف إدلب الجنوبي والشرقي، والتي سيطرت خلالها قوات النظام على العشرات من القرى والبلدات بعد معارك مع الميليشيات الإسلامية والجهادية في المنطقة.

في السادس والعشرين من ديسمبر، وفي إطار عمليات الاستيطان الواسعة التي يسعى لها الاحتلال التركي ضمن المناطق الكُردية في شمال سوريا عموماً وإقليم عفرين المُحتل خصوصاً، وجد مسلحو المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين في الهجوم العسكري الروسي على ادلب مبرراً لإعادة ملئ عفرين بالمستوطنين. فخلال الفترة الماضية، ومع توجه أعداد من المستوطنين إلى المناطق المحتلة حديثاً في شرق الفرات ضمن الشريط الحدودي الممتد ما بين مدينتي “سريه كانيه\رأس العين” و”كري سبي\تل أبيض”، انخفض تعداد المستوطنين ضمن قرى إقليم عفرين الكُردي المُحتل.  ونتيجة عدم وجود سوريين من اللاجئين في تركيا راغبين بالعودة إلى شرق الفرات، حيث يتم إجبارهم على ذلك، يبدو أنه لم يكن أمام الاحتلال سوى التنسيق مع روسيا، لشن الحرب الأخيرة على إدلب، لتهجير سكان الأخيرة والتمهيد  بالتالي لاستيطان ما بين مليون إلى ثلاث ملايين من المتواجدين في إدلب ضمن عفرين وسريه كانيه وكري سبي. خطة تبدو واضحة، مع توارد الانباء التي تؤكد شحن الاحتلال التركي لمسلحيه المأجورين للذهاب والقتال في إدلب لجانب حكومة الإخوان المسلمين في طرابلس بقيادة فايز السراج، ليعملوا تحت إمرة الاستخبارات التركية كقتلة مأجورين للشعب الليبي، وهو أمرٌ ليس بغريب على من غزا أبناء بلده لمنعهم من التمتع بالحقوق التي يطالبون هم أنفسهم بها لذواتهم، وينكرونها على باقي المكونات السورية. وفي هذا السياق، أكد مراسلو “عفرين بوست”، إن المليشيات الإسلامية تجبر المسنين الذين يعيشون لوحدهم في بيوتهم، بعد أن هجرهم أبنائهم جبراً بحكم الغزو التركي، ونتيجة خشيتهم من عمليات التعذيب والخطف التي طالت كل العائدين من سكان عفرين الأصليين، (يجبرونهم) على الخروج من تلك البيوت والسكن مع اقرباء لهم، بحجة استقبال العائلات الخارجة من إدلب. كما أكد المراسلون إن الأمر ينطبق على المواطنين الكُرد الذين يعيشون في بيوت أقرباء مهجرين لهم، حتى لو كان هؤلاء يحملون سندات توكيل، إذ تجبر المليشيات الإسلامية العائلات الكردية على الخروج من منازل اقربائها، بحجة إسكان العائلات الخارجة من إدلب. وكان لافتاً مقطع مصور قام أحد المستوطنين من الغوطة الواقعة بريف دمشق ببثه، وهو يتحدث عن استقبال العائلات الخارجة من ادلب في مباني جرى الاستيلاء عليها من قبل مسلحي الاحتلال التركي على طريق قرية “كفر شيل” بريف عفرين، حيث كانت “الادارة الذاتية” قد شيدتها إبان حكمها للإقليم، بغية تحويلها إلى مركز لمكاتب بيع وتجارة السيارات. واستهجن المواطنون الكُرد الطريقة التي يدعو فيها المستوطن الغوطاني أهالي إدلب للقدوم إلى عفرين والحياة فيها، متسألين عن أحقية المستوطنين في دعوة آخرين للقدوم والاستيطان في عفرين، فيما كان هؤلاء أدوات للاحتلال التركي في مشروع التغيير الديموغرافي الأكبر خلال العصر الحديث، عندما جرى تهجير أكثر من 500 ألف مواطن كردي من عفرين أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، لتوطين غرباء من أرياف دمشق وحمص وحماه وإدلب ودير الزور بدلاً عنهم. وفي الوقت الذي يدعي فيه هؤلاء المستوطنون أحقيتهم الحياة في عفرين بحجة أنها مدينة سورية، يتسآل المواطنون الكُرد في المقابل عن سبب رفض هؤلاء لتوطين سكان من اللاذقية وطرطوس في العاصمة دمشق وحمص وغيرها، ما دام المبدئ هو الوطنية المزعومة التي هي براء من أشخاص فضلوا رفع العلم التركي والقتال تحت لوائه، على الجلوس مع مواطنيهم السوريين والاتفاق معهم على شكل مستقبلي لسوريا، يحتضن كل الانتماءات والاثنيات وفق قواعد حقوق الإنسان والمساواة والعدالة.

في الثامن والعشرين من ديسمبر، أكد مراسلو “عفرين بوست” إقدام الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنيظم الإخوان المسلمين، على كسر أقفال أبواب المنازل في عدة قرى بريف إقليم عفرين الكُردي المٌحتل، بغية توطين الفارين من محافظة إدلب فيها، والذين يتقاطرون على الإقليم بأعداد كبيرة. وأشاروا أن ميليشيا “الجبهة الشامية” تقوم بكسر الأقفال وفتح أبواب المنازل في القرى (بريمجة-قنتري-حسيه -شيتكا) رغم تواجد أصحابها في مدينة عفرين الذين يرتادون إليها بغية خدمة حقولهم الزراعية كل فترة، وتقوم بإستيطان العوائل الهاربة من ريف إدلب فيها.  إلى ذلك أفاد مراسل ناحية “بلبلة\بلبل” أن ميليشيا “فيلق الشام” وطّنت نحو عشرين عائلة إدلبية في قرية “ديكيه/ديك أوباسي”، وذلك عبر إسكانهم قسرياً في منازل المهجرين والمتواجدين في الإقليم على حدا سواء. ومن الواضح أن الحرب الأخيرة للنظام وروسيا قد جرت بتنسيق كامل مع الاحتلال التركي، بغية دفع الأهالي في إدلب لتركها والتوجه للأستيطان في مناطق تحتلها تركيا كـ عفرين وكري سبي وسريه كانيه. ويمكن تشبيه ما يجري بالمقايضة التركية الروسية التي حدثت في الاستانة، وتم خلالها بيع عفرين من جانب روسيا، لقاء تخلي تركيا عن مناطق كانت خاضعة لمليشياتها في أرياف دمشق وحمص وحماه وإدلب. ولا يعتبر ما يجري إلا سبيلاً جديداً للتغيير الديموغرافي الذي تمارسه سلطات الاحتلال التركي، عبر إجبار السكان في إدلب على مغادرتها لملئ ما يعتبرها منطقته الآمنة، والتي يسعى منها أن تكون خنجراً في ظهر مناطق الإدارة الذاتية شرق الفرات، بغية القضاء على الوجود التاريخي للكرد في شمال سوريا، وحرمان باقي المكونات من الحقوق التي استحوذوها من خلال “الإدارة الذاتية”.

كذلك، رصد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، تحرك مسلحين من “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” (وهي الفرع السوري للقاعدة)، داخل أحياء مدينة عفرين برفقة عائلاتهم، في مسعى منهم لتأمين مساكن لذويهم. وأوضح المُراسل أن العشرات من مسلحي “جبهة النصرة” كانوا يتجول في حي الأشرفية بحثا عن شقق خالية لإسكان عوائلهم فيها، مشيراً إلى حدوث توتر بينهم وبين المستوطنين المنحدرين من الغوطة، بسبب رفضهم استقبال عوائل مسلحي “النصرة” في الأبنية التي يحتلونها في الحي، ومطالبتهم لهم بالتوجه إلى القرى. وأكد المُراسل أن التوتر بين الطرفين تطور إلى قيام مسلحي “النصرة” بإطلاق الرصاص في الهواء لإخافة مستوطني الغوطة وإجبارهم على الموافقة باستقبال عوائلهم.

اقتتال الجهاديين..

في الأول من ديسمبر، اعتقلت مليشيا “الشرطة الحرة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، برفقة المخابرات التركية، عشرة مُستوطِنات في حي الأشرفية بمركز الإقليم على خلفية التفجير الذي ضرب شارع “هيئة الصحة” وسط إقليم عفرين الكُردي المُحتل. وتم اعتقال الدفعة الأولي وهي “7 نساء مستوطنات” بالقرب من “مدرسة ره ش”، و3 من حارة الفيل، وينحدر أغلبهن من ريف حلب الشمالي. وتعتبر هذه المرة الأولى التي تقوم فيها قوات الاحتلال التركي باعتقال المستوطنين، إذ دأبت على اعتقال المواطنين الكُرد عقب أي تفجير يحصل في الإقليم، بهدف ابتزازهم مالياً والتغاضي عن الجناة الحقيقيين. ففي السادس والعشرين من نوفمبر الماضي، ضرب تفجير شارع “هيئة الصحة” المعروف بالسياسية سابقاً، بالقرب من مطعم الشلال، عبر وضع عبوة ناسفة في صندوق سيارة أجرة مسفراً عن إصابة 5 أشخاص، بينهم سائق السيارة، وهو الموطن الكُردي “حمودي” من أهلي بلدة بلبلة\بلبل. وعلمت “عفرين بوست” من مصادرها أن امرأة محجبة ركبت السيارة (أجرة) انطلاقاً من حارة الفيل بحي الأشرفية، وطلبت إيصالها إلى مكان ما في المدينة، إلا أنها طلبت من السائق التوقف في شارع السياسية بحجة شراء أدوية من صيدلية وزيرو، وما أن دخلت حتى انفجرت سيارة الأجرة، حيث كانت المنفذة وضعت حقيبة في صندوق السيارة.

في السادس عشر من ديسمبر\كانون الأول، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو، أن بانزر تركية تعرضت في ليلة سابقة، لإطلاق رصاص في محيط قرية “شيخ” التابعة للناحية، أثناء توجهها للقاعدة العسكرية التركية قرية “جيا\الجبلية”. وأشار المراسل أن جنود الاحتلال التركي هددوا عقب الحادثة باستهداف مقر مليشيا “أحرار الشرقية” القريب من موقع الحادثة بالقصف، في حال قاموا بإشعال الأضواء ليلاً. ونوه المراسل أن ميليشيا “أحرار الشرقية” طلبت من مختار قرية “شيخ” الوساطة لدى قاعدة الاحتلال العسكرية في قرية “جيا/جبلية” للسماح لها بتشغيل الأنوار في مقرها بقرية “شيخ”. وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية في شمالي البلاد، فوضى أمنية وعمليات أغتيال وتفجيرات متكررة، نتيجة خلافات داخلية بين تلك المجموعات المسلحة.

في السابع عشر من ديسمبر\كانون الأول، أصيب مسلح منتصف الليل، جراء اشتباكات اندلعت بين ميليشيا “أحرار الشرقية” وميليشيا “الشرطة العسكرية”، في المنطقة الواقعة بين “اوتوستراد روجآفا\الغربي” و”مشفى آفرين”، وسط مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل. وحسب مراسل “عفرين بوست”، فإن مسلحي مليشيا “الشرقية” أطلقوا الرصاص بشكل عشوائي في الهواء بالقرب من مقر للقوات التركية، التي اعتبرت العمل استفزازياً، ما دفعها إلى أن تطلب من مليشيا “الشرطة العسكرية” التدخل وابعادهم عن المقر التركي، إلا أن الأمر تطور لاشتباك أسفر عن إصابة مسلح من “الشرقية” على الأقل.

في التاسع عشر من ديسمبر\كانون الأول، نقلت وكالة “نورث برس” خبراً عن اندلاع اشتباكات، بين ميليشيا “السلطان محمد الفاتح” ومستوطن يدعى “أبو شادي” في قرية معملا\معمل أوشاغي التابعة لناحية راجو. ونوهت ان الاشتباكات جاءت إثر خلافٍ يتعلق بالاستيلاء على حطب (يبدو أن العائلة المستوطنة قد قامت بقطعه من إحدى حقول الزيتون العائدة للمهجرين الكُرد)، حيث عمد مسلحو الميليشيا إلى طرد عائلة المستوطن “أبو شادي” من القرية. ولطالما تسببت أملاك المهجرين الكُرد من بيوت وعقارات وأشجار زيتون، بخلافات بين المسلحين فيما بينهم أو بين الملشيات المختلفة، أو بين المسلحين والمستوطنين. حيث يسعى كل فرد منهم للاستيلاء على الكم الأكبر من المواد المسروقة أو الأملاك التي هجرها أهلها قسراً بفعل الغزو التركي المرافق بمليشيات تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يطلقون على أنفسهم مسميات عدة كـ (الجيش الوطني، الجيش الحر، النصرة وغيرها).

في الثاني والعشرين من ديسمبر، شهدت مدينة عفرين، استنفاراً أمنياً كبيراً حيث كثفت ميليشيات الاحتلال (الشرطة المدنية والشرطة العسكرية) من تفتيش السيارات والمواطنين في مدخل جنديرس ودوار نوروز ودوار كاوا. وقال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، إن عمليات التفتيش طالت حتى الحقائب النسائية، كما تشهد المدينة توتراً أمنياً بين ميليشيا “الجبهة الشامية” من جهة، وجنود الاحتلال التركي من جهة أخرى في المدينة. ونوه المراسل إن الميليشيا عملت خلال اليومين الأخيرين على إخلاء ثلاث مقرات له في حي الأشرفية دون معرفة سبب التوتر، لكن معلومات غير أكيدة رجحت أن يكون بسبب احتمالات دخول الشرطة العسكرية الروسية بموجب اتفاق تركي – روسي، إلى مدينة عفرين مع بداية العام القادم. فيما تقول معلومات أخرى أن السبب الخلاف هو منع الأتراك مسلحي الميليشيا من التوجه إلى إدلب، للمشاركة في المعارك ضد الهجمة الروسية – السورية على المحافظة.

في الخامس والعشرين من ديسمبر، ولّد الصمت التركي على العملية العسكرية التي تنفذها قوات النظام بدعم روسي في محافظة إدلب، حالة من القلق والامتعاض لدى المسلحين الإسلاميين الخاضعين للأجندات الاحتلالية والتوسعية لتركيا في الأراضي السورية. وبالصدد، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو أن ميليشيا “فيلق الشام”، أقدمت على إنزال العلم التركي من على مقراتها في المناطق التي تحتلها الميليشيا في إقليم عفرين المُحتل، احتجاجاً على الصمت التركي إزاء العملية العسكرية لقوات النظام في إدلب، باعتبارها طرفاً متواطئاً في بيع إدلب للروس والنظام. وأكد المُراسل أن مسلحي الميليشيا المذكورة في قرية “حجمالا” التابعة لناحية راجو أنزلت العلم التركي من على مقرها في القرية.

كذلك، أشارت وسائل إعلام معارضة إلى مقطع فيديو جديد يظهر فيه ما يسمى “رئيس الحكومة السورية المؤقتة، وهو التركماني “عبد الرحمن مصطفى” ووما يسمى بـ نائب رئيس هيئة الأركان في الجيش الوطني عدنان الأحمد، وعدد من متزعمي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين في باحة ما يسمونها بـ “جامعة حلب” في مدينة إعزاز المحتلة. وخلال حديث “مصطفى” ادعى “عمل الأشقاء الأتراك” لمنع سقوط إدلب وبقية المناطق بيد قوات النظام، وثم أحال الحديث إلى المدعو عدنان الأحمد الذي عرف عن نفسه برئيس هيئة الأركان في نبع السلام، وهي العملية التي غزا فيها المسلحون حاملين الاعلام التركية أراض سورية لتهجير مكونات سوريا أصلية وتوطين آخرين على أهواء أنقرة فيها. وزعم الأحمد امتلاك المليشيات الإسلامية المسماة (الجيش الوطني) للرجال والعتاد المطلوب لصد هجمات النظام السوري وروسيا على إدلب، وقدرتهم على وقف تقدمه، (متجاهلاً كونهم عاملين لدى الاحتلال التركي وملتزمين بجميع التعليمات الصادرة عن الاستخبارات التركي لهم، لدرجة عجزهم عن إطلاق طلقة في وجه النظام، وحصر عدوانهم على قوات سوريا الديمقراطية، تنفيذاً لاجندات تركية للتوسع وقضم الاراضي السورية). بدورها، ردّت هيئة تحرير الشام\جبهة النصرة وهي الفرع السوري من القاعدة، عبر معرّفاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، على ادّعاءات ما تسمى الحكومة المؤقتة. وجاء ردّ الهيئة على لسان المدعو أبو خالد الشامي، المتحدث باسم ما يسمى الجناح العسكري لتحرير الشام: والذي قال “التنسيق قائم مع كل من يريد الذهاب لأرض المعركة، والمشاركة بشكل جدي دون ادّعاءات على الإعلام، وأي أحد يدعي منعه من النزول للقتال فهو كاذب”. ويؤكد حديث النصرة على زيف ادعاءات المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، التي يعملها مسلحوها كمأجورين تحت الطلب التركي، حيث يعمل الأخير حالياً على إعدادهم للسفر والقتال في ليبيا، تاركين ادلب تحترق، في سبيل ارضاء السلطان العثماني والحصول على مرتبات شهرية مجزية. وأضاف المتحدث باسم النصرة: “النظام الفاجر الذي يقتل ويشرد الأهالي في إدلب هو ذاته تمتد جبهاته على محاور مناطق درع الفرات بريف حلب الشمالي، فلماذا المزاودات الفارغة فليقوموا بفتح جبهات تعد هي الأقرب لهم باتجاه إدلب من جهة الباب وغيرها!!”.

مجالس الاحتلال..

في الأول من ديسمبر، أبدى عدد من سكان عفرين الأصليين الكرد المتواجدين داخل عفرين استيائهم وتذمرهم من حالة اللاستقرار التي لا زالوا يعيشونها، نتيجة الاوضاع الامنية المتدهورة منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي على إقليم عفرين الكردي في الثامن عشر من آذار العام 2018. وفي هذا السياق، قال المواطن “سرخبون\اسم مستعار لدواعي أمنية”، إن وضع الكهرباء قد ساء بشكل كبير نتيجة الغزو التركي لشمال سوريا، والذي أدى لتوقف الكثير من الطرق التي كانت تمد المنطقة بالمازوت الضروري لتشغيل مولدات الكهرباء”. ولطالما تعرضت عفرين إبان عهد “الإدارة الذاتية” سابقاً، لعمليات حصار نفذتها المليشيات الإسلامية في إعزاز وإدلب، كانت تؤدي لارتفاع اسعار المحروقات، لتتوقف عجلة الحياة وتتأثر ساعات تزويد المواطنين بالكهرباء من الامبيرات عدا عن إعاقة عمل الافران والمركبات. وفي العامين الأخيرين من عهد “الإدارة الذاتية” بدء الأهالي باللجوء إلى تركيب الواح الطاقة الشمسية، التي كانت تتميز بانتاج طاقة نظيفة ومستدامة، مما بات يوفر استقرار نسبياً في امدادات الكهرباء وفق آلية الاكتفاء الذاتية لكل منزل، لكن عقب الحرب على عفرين من قبل تركيا ومسلحيها يناير العام 2018، تم سلب كل الالواح، وعادة المنطقة إلى الاعتماد الكلي على المولدات. وأشار المواطن “سرخبون” أن شارعه في حي اشرفية عفرين، يتزود لأربعة ساعات فقط بالكهرباء، من الساعة السادسة إلى الساعة العاشرة، فيما يبقون باقي ساعات اليوم العشرين بدون كهرباء. اما المواطنة “شيندا\اسم مستعار لدواعي أمنية”، فقد أكدت من جانبها أن مُعاناة الأهالي الكُرد في عفرين قد زادت في الآونة الأخيرة بشكل كبير، بسبب ارتفاع اسعار المحروقات وتقلص ساعات تزويد المواطنين بالكهرباء. مُضيفةً أن ارتفاع اسعار صرف الدولار قد زادت هي الأخرى من الأعباء بشكل أكبر على العفرينيين، حيث يعانون من وطأة ارتفاع الاسعار التي جاءت لتزيد طينهم بلة، قائلةً: “وكانه لا يكفينا القلق على مصير ابنائنا والخوف الدائم من خطفهم وتعذيبهم للحصول على فدى مالية من الكُرد، ليأتي الدولار ويستكمل إفقارنا”. وتعاني الليرة السورية في الآونة الأخيرة من انهيار كبير، حيث سجلت يوم أمس السبت، اسعاراً قياسية وصلت لـ 825 ليرة سورية للدولار الواحد، ليستيقظ المواطنون اليوم الأحد، على ارتفاع أكبر، إذ قارب الدولار الواحد الـ 840 ليرة، دون وجود مؤشرات حقيقة على إمكانية قيام النظام السوري بما يمنع من انهيار أكبر.

في الثالث من ديسمبر، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم الكُردي المُحتل، أن ارتفاعاً شديداً لاسعار المحرقات قد حصل، بالتزامن مع أزمة الليرة السورية امام الدولار، والغزو التركي لشمال سوريا. موضحاً أن سعر برميل المازت يتجاوز 140 ألف ليرة سورية، فيما وصل سعر اللتر الواحد إلى 750 ليرة سورية. وقد أدى ارتفاع اسعار المحرقات إلى ارتفاع قياسي في اسعار الخبز كذلك، حيث وصل سعر ربطة الخبز البالغ وزنها 650 غ ب، مبلغ 350 ليرة سورية. وقبل الاحتلال التركي لـ عفرين خلال عهد “الإدارة الذاتية”، كان سعر ربطة الخبز السياحي البالغة من الوزن 1 كغ، 200 ليرة سورية، أما الخبز العادي فكان بـ 110 ليرات سورية للكيلو الواحد. وكانت عفرين تمتلك (35) فرناً في مركز عفرين و النواحي السبعة، وتتلقى جميعها الدعم الحكومي من “الإدارة الذاتية”، و تصلها مخصصاتها بشكل يومي، فيما كانت تشرف هيئة التموين التابعة للإدارة الذاتية على مخبزين هما: فرن عفرين المركزي ومخبز ناحية شران الآلي، أما الإحتياطيات فكانت تكفي عادة لموسم كامل، وذلك في استعداد دائم للتعامل مع الحالات طارئة. لكن ومنذ إعلان الحرب التركية على الشعب الكُردي في عفرين، وهي تتعمد استهداف تخريب وتدمير البنى التحتية، من منشآت ومؤسسات ومواقع أثرية وآليات وممتلكات وأرزاق، بما فيها من أفران خبز ومحطات (تصفية وضخ مياه الشرب) والمدارس. فقد طالها جميعها القصف التركي، إضافة لقصف مولدات الطاقة الكهربائية وشبكاتها وشبكات الاتصالات، طرقات عامة والنقاط الطبية والمشافي، وحرم سد 17 نيسان – ميدانكي أيضاً. وعقب إطباق الاحتلال التركي، استولت المليشيات المسلحة على معاصر زيتون وأفران خبز والمحلات التجارية وغيرها من أنشطة ربحية، حيث تُجبر الأهالي على تأمين حاجياتها عن طريقها، في وقتٍ دفعت فيه الكثير من المنشآت العائدة للسكان الأصليين الكُرد إلى الإفلاس، جراء الحصار والمضايقات والسرقات وفرض أتاوى مالية وعينية.

في الثالث عشر من ديسمبر، تواصل حواجز الميليشيات الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الوطني” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، التشديد على السائقين الكُرد دون غيرهم، لاستخراج شهادات السواقة الصادرة عن مجالس الاحتلال المحلية، تحت طائلة حجز الهوية الشخصية والتحويل إلى المحاكم الجنائية التابعة للاحتلال التركي في إقليم عفرين الكُردي المحتل، شمال سوريا، وفقا لمراسل “عفرين بوست”. وبدأت الحواجز الأمنية المُقامة على مداخل ومخارج المدن في الإقليم، بالتشديد على إبراز شهادات السواقة الصادرة عن سلطات الاحتلال التركية، بغض النظر عن انتهاء صلاحية الشهادات النظامية التي يحملونها أم لا. وتطال عملية التشديد السائقين الكُرد حصراً، حيث يعمد المسلحون إلى حجز الهوية الشخصية، وإن لم يُبادر إلى استخرجها يُحال إلى “المحكمة الجنائية” وهو ما يترتب عليه السجن وحجز المركبة وغرامات مالية، فيما لا تشمل هذه الإجراءات المستوطنين حيث يصولون ويجولون في أرجاء عفرين بدون أي قيود. وتعمل مجالس الاحتلال على منح شهادات سواقة، دون خضوع المتقدم للطلب لأي دورات تدريبية، على عكس ما كان سائداً خلال عهد “الإدارة الذاتية” التي كانت خصصت مدرسة للسواقة في مطار جنديرس الزراعي. وتقبض مجالس الاحتلال عن الشهادة الخصوصية للمركبات/ 6 آلاف/ والمركبات العمومية /11 ألف سورية/، أما الثقيلة فتكلف المتقدم إليها /11 ألف ليرة سورية، الثقيلة /11/ ألف ليرة، وذلك في حالة عدم امتلاك أي شهادة، وفي حال توفرها فتكلف نصف المبالغ المذكورة. وكان (المجلس المحلي التابع للاحتلال) لمدينة عفرين أصدر في التاسع والعشرين من أبريل الماضي، قراراً يقضي باستبدال شهادات السوق القديمة وسارية المفعول للسيارات والأليات المختلفة بشهادات صادرة عنه.

كذلك، علمت “عفرين بوست” من مصادرها، أن مجالس الاحتلال المحلية في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، بدأت مؤخراً بالتصديق رسمياً، على عمليات بيع تطال الشقق السكنية العائدة للمهجّرين الكُرد. وأكدت المصادر أن مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين يبيعون حالياً منازل المهجرين في مدينة عفرين، بمبالغ زهيد تتراوح بين 400-700 دولار أمريكي لكل شقة. مشيرة إلى عمليات البيع تلك يتم المصادقة عليها من قبل دائرة التوثيق العقاري في المجلس المحلي للمدينة، وذلك بعد مرورها على مكتب المخاتير، الذي يحوي أيضاً مخاتير عن المستوطنين، عينهم الاحتلال التركي لإدارة شؤونهم، بحيث تم تعيين مخاتير للمستوطنين حسب المناطق التي تم استقدامهم منها كالغوطة وحمص ودير الزور وغيرها. وتلعب مجالس الاحتلال دوراً مريباً يتمثل في شرعنة الافعال الإجرامية للمستوطنين والمسلحين، عبر سن تشريعات تبرر لهم عمليات السطو والاستيلاء بحجج واهية، فسنت العام الماضي، قرارات لشرعنة عمليات سرقة المواسم الزراعية بحجة الضرائب، حيث استحوذت المليشيات الإسلامية والمجالس بموجبها على جزء من المحاصيل.

في السادس عشر من ديسمبر\كانون الأول، أقدم رئيس (المجلس المحلي) التابع للاحتلال التركي في ناحية راجو، على عزل مختار قرية “شديا\شديانلي” من منصبه، بتهمة تخطيطه مع مخاتير آخرين للقيام بانقلاب ضده. وأكد مراسل “عفرين بوست” في الناحية أن رئيس مجلس الاحتلال في ناحية راجو المدعو ” فاضل هورو، أقال قبل نحو شهر، حسن رفعت المعروف باسم “رفعتي شديا” من منصب مختار قرية “شديا\شديانلي” بتهمة عقد اجتماعات مع عدد من المخاتير في منزله، تمهيداً للقيام بإنقلاب على رئيس المجلس. وشكل الاحتلال التركي منذُ بداية إطباق احتلاله العسكري للإقليم آذار العام الماضي، مجالس شكلية تابعة له في مركز عفرين ونواحيها الستة، حيث تُختصر مهامها على شرعنة استيلاء المستوطنين والمسلحين على أملاك السكان الاصليين من الكُرد المهجرين.

في الثامن عشر من ديسمبر\كانون الأول، ترك استفحال أزمة المحروقات في المناطق التي تحتلها تركيا وميليشياتها الاسلامية في الشمال السوري، آثاراً عميقة على مختلف الجوانب المعيشية للمواطنين، وأبرز المواد الأساسية التي تتأثر بالمحروقات هي رغيف الخبز الذي بدأ يفقد وزنه مع كل زيادة جديدة في أسعار المحروقات، في ظل انعدام آلية معتمدة لدى سلطات الاحتلال التركي تحمي مادة الخبز من تقلبات أسواق المحروقات. وفي هذا السياق، انخفض عدد الأرغفة في الربطة المجوزة من 24 رغيفاً إلى 17 رغيفا، وكما انخفض وزنها من 1700 غراماً إلى 1300 غرام، رغم أن السعر لازال هو نفسه، حيث تباع الربطة بـ / 500/ ل.س داخل عفرين. ويحتكر المستوطنون سوق الخبز دونما أي تدخل من سلطات الاحتلال التركية ومجالسه المحلية، حيث أعاد خبّازان كُرديان فقط فرنيهما وهما كل من “فرن حمادة/ الأشرفية، وفرن أبو عماد/عفرين القديمة”، بينما افتتح المستوطنون أكثر من عشرين فرن آخر. وقبل الاحتلال التركي لـ عفرين خلال عهد “الإدارة الذاتية”، كان سعر ربطة الخبز السياحي البالغة من الوزن 1 كغ يبلغ 200 ليرة سورية، أما الخبز العادي فكان سعره بـ 110 ليرات سورية للكيلو الواحد. وأمتلكت عفرين حينها (35) فرناً في مركز الإقليم و النواحي السبعة، وكانت تتلقى جميعها الدعم الحكومي من “الإدارة الذاتية”، و تصلها مخصصاتها بشكل يومي، فيما كانت تشرف هيئة التموين التابعة للإدارة الذاتية على مخبزين هما: فرن عفرين المركزي ومخبز ناحية شران الآلي، أما الإحتياطيات فكانت تكفي عادة لموسم كامل، وذلك في استعداد دائم للتعامل مع الحالات طارئة. لكن ومنذ إعلان الحرب التركية على الشعب الكُردي في عفرين، وهي تتعمد استهداف تخريب وتدمير البنى التحتية، من منشآت ومؤسسات ومواقع أثرية وآليات وممتلكات وأرزاق، بما فيها من أفران خبز ومحطات (تصفية وضخ مياه الشرب) والمدارس، التي فقد طالها جميعها القصف التركي، إضافة لقصف مولدات الطاقة الكهربائية وشبكاتها وشبكات الاتصالات، طرقات عامة والنقاط الطبية والمشافي، وقصف حرم سد ميدانكي أيضاً. وعقب إطباق الاحتلال التركي، استولت المليشيات الإسلامية على معاصر زيتون وأفران خبز والمحلات التجارية وغيرها من الأنشطة الربحية، حيث أجبرت السكان الأصليين والمستوطنين على تأمين حاجياتهم عن طريقها، في وقتٍ دفعت فيه الكثير من المنشآت العائدة للسكان الأصليين الكُرد إلى الإفلاس، جراء الحصار والمضايقات والسرقات وفرض الأتاوات المالية والعينية.

مقاومة الاحتلال..

في السابع عشر من ديسمبر\كانون الأول، تطرقت “عفرين بوست” بتقرير إلى الصعوبات التي تعترض توثيق الأخبار وانتهاكات المسلحين والاحتلال، جاء فيه: “لا استطيع التحدث كثيراً، يقولون إن الهواتف مراقبة، وأن هناك سيارات تتجول في عفرين لرصد المكالمات”، بتلك الكلمات حاول “أبو جيان\اسم مستعار لدواعي أمنية”، أن يعبر لـ “عفرين بوست” عن مخاوفهم من نقل الانتهاكات التي تحدث في عفرين. فحديث الرجل يستوضح ما يعانيه الإعلاميون ومراكز توثيق الانتهاكات من مخاوف جمة، في ظل محاولات المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، تعقب مصادر المعلومات، او خطف المواطنين بناءاً على معلومات من مستوطنين. ويضيف “ابو جيان”: “لا نعلم بالتحديد إن كان من الممكن أن يتم تعقبنا، لكننا نتخوف كثيراً من ذلك، فقد عشنا ما عشناه هنا، وجميعنا يدرك مقولة (الحيطان الها أذان)، التي لا تفارقنا حالياً، وعليه نلجى للحديث بلغة الالغاز في كثير من الحالات، وهو ما يجعل المعلومة ناقصة احياناً”. وتؤكد الإعلامية الكُردية “أمينة مستو” المقيمة في أوروبا، على حديث “أبو جيان” فتقول حول ذلك لـ “عفرين بوست”: “ما استطعنا توثيقه يمثل فقط ١٠ بالمئة من الانتهاكات التي تحدث في المنطقة”. متابعةً: “عفرين تتعرض لإبادة جماعية للكُرد في ظل الصمت المتواصل من قبل المنظمات الحقوقية العالمية، التي تخرج كل مرة بتقارير خجولة عن الجرائم التي يمارسها الاحتلال التركي والفصائل الراديكالية التابعة له”. وتعتقد مستو أن “الميت التركي” الذي يتخذ من قرية زعرة في ناحية بلبلة بريف عفرين الشمالي مقراً له، يُشرف على جميع المليشيات وكل مليشيا تتبع لضابط تركي، وبالتالي فإن هذه الشبكة الخطيرة تجعل من التوثيق صعباً لدرجة أن تفضل الصمت على نشر الانتهاك. متابعةً: “لم يعد هناك نشطاء أو إعلاميون داخل المدينة، الكل هرب ومَن تبقى تعرض للاعتقال والتعذيب على يد الفصائل، وفي الآونة الأخيرة، تُرافق المخابرات التركية الفصائل بشكل علني أثناء اختطاف المدنيين”. وتشير مستو أنه “بحسب النشطاء الذين نتواصل معهم، تتابع المخابرات التركية شبكات الاتصال والتواصل الاجتماعي ولديهم قائمة بالنشطاء الذين يوثقون الانتهاكات في الخارج، لدرجة أنه يُعتبر مجرد التواصل مع ذلك الشخص أو وجود اسمه في هاتفه تهمة تكفي للاختطاف”. وتنوه مستو أنهم اضطروا لتغيير أسماءهم واستخدام أسماء وهمية في الخارج والداخل، قائلة: “اضطررنا لحذف صورنا على مواقع التواصل”. وتشير في الوقت عينه إلى حالة من اليأس بدأت تسيطر على المدنيين في الداخل، فتقول: “أغلب الانتهاكات تصلنا من مدنيين فقدوا الأمل بتحريرهم، وكل مليشيا لديها قائمة بالأسماء والصور للنشطاء الذين يتواصلون مع المدنيين في الداخل”. بدوره يقول “بسام الأحمد” المدير التنفيذي لـ منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” إنه “ليس هناك توثيق سهل في الدول التي فيها نزاعات وحروب، لأننا نتحدث عن أطراف نزاع منتهكين مسيطرين، وكذلك نتحدث عن ضحايا يخافون من الدلاء بشهادات، فالمعوقات هي ذاتها في عفرين وباقي مناطق النزاع”. مردفاً: “في حالة عفرين هناك الكثير من المعوقات، منها الوصول إلى المنطقة المٌحتلة وفيها مجموعات كبيرة من المسلحين والأتراك وما يرافق ذلك من التضييق على الناس، لذلك هناك صعوبة أمام الجهات المستقلة والمنظمات الدولية للوصول إلى المنطقة للاستماع إلى الأهالي وتصويرهم والاستماع لإفاداتهم وإجراء مقابلات، كل ذلك يعتبر معوقات كبيرة أمام إجراء تحقيقات مستقلة كما يحصل في المناطق الأخرى”. ويشير في موضوع التحقق من المعلومات، إنه “عادة الناس الموجودين ع الأرض أو مَن تبقى من النشطاء ينشرون أخبار غير دقيقة، مما يستدعي التحقق فيها أكثر وبالتالي يضيف عائقاً جديداً أمام التوثيق”، مشيراً بأنه “ليس كل الناس أو النشطاء لديهم معرفة كافية بالقوانين الدولية المتعلقة بالانتهاكات وهذا يمكن اعتباره عائق جديد أمام التوثيق”. ويختم الأحمد بالقول: “رغم كل العوائق، من المهم جداً تفتيتها ومحاولة حلها حتى يتم الاستمرار في التوثيق في موضوع الاعتقالات والخطف والاستيلاء على أملاك الناس والأشجار والبيوت والزيتون، من الضروري جمع ما يمكن جمعه من الأخبار رغم كل المعوقات”. ورغم ما يواجه النشطاء في داخل عفرين، تعمل مراصد إخبارية عديدة على توثيق الانتهاكات الجارية في عفرين، لكن الأكيد أن كل ما يتم توثيقه لا يشكل شيئاً من كم الانتهاكات الحقيقية على الأرض، حيث أدى غياب نشطاء فعليين على الأرض، وتهجير الغالبية العظمى من الشبان إلى بقاء المنطقة خالية من الفئة القادرة على متابعة الاحداث بشكل دوري، فيما يجهل غالبية المتبقين وخاصة من فئة الكهل والمسنين استخدام ادوات الاتصال الحديثة، مما يبقي الكثير من الانتهاكات والجرائم دون توثيق، لتذهب وتضيع مع رياح الزمان..

في التاسع عشر من ديسمبر\كانون الأول، قال مراسل “عفرين بوست” في مناطق الشهباء، أن أربعة قذائف مصدرها المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين قد سقطت على مطار منغ العسكري، في ناحية شرا\شران بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل. وأضاف المراسل إن الأضرار اقتصرت على الماديات، دون ورود معلومات عن ضحايا أو مصابين. وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد تمكنت في فبراير العام 2015، من تحرير مطار منغ العسكري من يد المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين ممن يسمون أنفسهم بـ (الجيش الحر ولاحقاً بـ الجيش الوطني). وتمكن أهمية المطار في عدة نقاط ومنها المساحة الكبيرة والتي تقع شرقي اوستراد حلب / اعزاز، كما أن أهمية المطار تكمن بوجود طريق واصل بين تل رفعت / اعزاز، شرقي المطار مباشرة. وتبلغ مساحة مطار منغ 8 كم2، وكان يحتوي على عدد من المروحيات إبان عهد النظام السوري، كما أن مطار منغ هو رابع مطار عسكري في ريف حلب الشمالي بعد مطارات ( كويرس، الجيزة ، حلب الدولي العسكري والمدني). وإبان سيطرة المليشيات الإسلامية عليه، كان المطار مركزاً لتوزيع الأسلحة والذخائر الآتية من باب السلامة الحدودية في اعزاز مع الاحتلال التركي الذي لطالما مد المسلحين بالاسلحة والذخائر والأموال. وعمدت المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين خلال سيطرتها على المطار لجعله منطلقاً لشن الهجمات على إقليم عفرين الكُردي الذي كان خاضعاً حينها لقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، وكذلك شن الهجمات منه على حي الشيخ مقصود ذو الغالبية الكُردية بحلب.

ترسيخ الاحتلال..

في الثامن عشر من ديسمبر\كانون الأول، قال مراسل عفرين بوست في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، إن الاحتلال التركي عاد إلى استقدام كتل خراسانية لعزل عفرين عن الداخل السوري، وهو ما يعتبر استكمالاً لمحاولة سابقة. وأشار المراسل إن الاحتلال التركي يعاود استقدام الألواح الخراسانية إلى ناحية شيراوا، منذ يوم أمس الثلاثاء، حيث دخلت نحو 60 شاحنة عبر قرية الباسوطة عابرة إلى إلى شيراوا عبر طريق جبل الأحلام.

مسنو عفرين..

في الثامن والعشرين من ديسمبر، حصلت “عفرين بوست” على شريط مصور من أحد متابعيها، لسيدة كُردية مسنة تدعى “صباح محمد حسين” تقيم في حي الأشرفية بالقرب من المدخل الشرقي لعفرين بمحيط القوس، حيث نال الفقر منها عقب اختطاف ولدها من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. وأختطفت الميليشيات الإسلامية أحد أبناء الأرملة الكُردية البالغة من العمر 78 عاماً، حيث تنحدر السيدة من قرية “قره كول” ومتزوجة من قرية “كفر دليه”، منذ احتلال إقليم عفرين ولا زال مصيره مجهولاً حتى اليوم، أما أولادها الآخرون فمهجرون ويقيمون في الشهباء وحلب. فيما تعاني السيدة المسنة من وضع صحي سيء جداً، حيث أصيبت بالإسهال نتيجة فقدانها للرعاية والاهتمام، فيما قام جيرانها بإسعافها إلى المشفى العسكري، بينما تعتمد في مأكلها على مساعدات مقدمة من جيرانها، وتقيم من غرقة متهاكلة، وبين جدران تتسرب منه الرطوبة والبرودة إلى عظام المسنة الوحيدة، التي حرمها المحتلون من فلذة الكبد والمُعيل. كما عمد مسلحو مليشيا “لواء المعتصم” سابقاً، إلى سرقة كافة الأثاث المنزلي في بيتها، حيث لم تعد تملك سوى حصيرة وبطانية، حيث تنقلها إلى أمام المنزل عند خروج شمس للتدفئة، بسبب افتقادها الحطب لتشغيل مدفأتها. أما المسؤول الاغاثي في الحي الذي تقيم فيه المسنة الكردية، وهو المستوطن “أبو حمدو” من أهالي خان شيخون بريف إدلب، فيرفض تقديم المعونات لها لأنها (كُردية)، وهو مُسلح ضمن مليشيا “الشرطة الحرة” في ذات الوقت. ويتعرض المسنون في عفرين من السكان الاصليين الكُرد إلى عمليات اعتداء متواصلة، بهدف كسر ارادتهم على التشبث بالارض، والمقاومة البيضاء التي يبدونها. وفي هذا السياق، كان قد استشهد المسن سليمان حمكو، بداية نوفمبر الماضي، متأثراً بالإصابة البليغة التي تعرض لها أثناء عملية سطو مسلح على منزله من قبل مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية” وفرقة “الحمزة” التابعتان للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، في قرية “كعنيه كوركيه” التابعة لناحية راجو بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل. وفي نهاية اغسطس\آب، استشهد المسن “محي الدين اوسو\77 عام”، عند تعرضه للضرب المبرح من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية، الذين عمدوا لسرقة منزله في حي الاشرفية، في منطقة قريبة من مقر لمليشيا “الجبهة الشامية”، وهو ما أكد الاتهام لمسلحي المقر الذي يقوده المدعو “زاهي”. وبعد قرابة اثني عشر يوماً من استشهاد المسن “محي االدين”، استشهدت زوجته المسنة “حورية محمد بكر\74 عام” في السادس من سبتمبر\أيلول، نتيجة الضرب المبرح الذي تعرضت له في منطقة القفص الصدري، مما تسبب بنزيف داخلي مُستمر إلى أن فارقت الحياة.

الشهباء وشيراوا..

في السادس والعشرين من ديسمبر، قصفت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، عصراً مدينة تل رفعت ومحيطها في مناطق الشهباء، بقذائف الهاون دون أن تسفر عن خسائر بشرية. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مناطق الشهباء بسقوط أكثر من عشرة قذائف هاون على مركز مدينة تل رفعت ومحيطها،  انطلاقاً من مدينة إعزاز المحتلة، مشيراً إلى أن القذائف سقطت في مناطق خالية ولم تسفر عن ضحايا. ويقطن في مناطق الشهباء شمال حلب نحو 130 ألفاً من مهجري عفرين الذين تم تهجيرهم أثناء الغزو التركي على إقليم عفرين المُحتل، كذلك نتيجة جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية على مدار أكثر من عام ونصف وبشكل متواصل.

موسم الزيتون..

في الاول من ديسمبر، افتتحت تركيا رسمياً، عبر قرار صادر من وزير الجمارك التركي، معبر «غصن الزيتون» الحدودي مع مدينة عفرين التي تحتلها. وبرغم أن تركيا تحاول إضفاء طابع إنساني على قضية فتح المعبر، فإن سوريين أكدوا أن الهدف غير المعلن لهذه الخطوة هو تسهيل نقل زيت الزيتون الذي سرقته من سكان عفرين وأشجارها لبيعه في الأسواق التركية، أو حتى تصديره للدول الأوروبية، لا سيما إلى إيطاليا وإسبانيا وتوزيعها لبقية الدول. وشهد البرلمان التركي خلافات ومشادات بين نواب حزب «العدالة والتنمية» الحاكم و«أحزاب المعارضة»، بسبب الزيتون المهرب من عفرين، الذي تشارك في سرقته الفصائل المدعومة من تركيا. وخلال اجتماعات مناقشة مشروع الموازنة العامة للدولة، الخاصة بعام 2020، انتقد نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، أونال تشافيك أوز، سياسات تركيا تجاه سوريا، مشيراً إلى أن زيت الزيتون المنتج من عفرين يتم تصديره للعالم عبر تركيا «بعد سرقته من قبل قوات الجيش السوري الحر»، وشدد على أن هذا الوضع ضد تحقيق وحدة الأراضي السورية. ورد نائب حزب العدالة والتنمية أوغور آي دمير على هذه الانتقادات قائلاً: «هل يأتي الزيتون وزيت الزيتون من عفرين أو من سوريا إلى تركيا؟ نعم يأتي. من يعيشون هناك يقومون بإنتاج الزيتون، وزيت الزيتون. إن لم نقم نحن بالحصول عليه من سيحصل عليه؟ من سيشتريه ومن سيبيعه؟». ورد عليه نائب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي عن مدينة إزمير، ساربيل كمال باي، قائلاً: «هذا اعتراف منكم بذلك». أما آي دمير فقد برر ذلك، قائلاً: «نعم يأتي إلى تركيا. نحن نعترف بذلك. هل كنا لنتركه ليقع في يد حزب العمال الكردستاني؟». كما اعترف وزير الخارجية التركية، مولود جاويش أوغلو، بسرقة قوات الاحتلال التركي في عفرين لزيت الزيتون، وتصديره وبيعه لدول العالم. وقال جاويش أوغلو، في كلمته أمام البرلمان، إن الحكومة التركية تبيع وتصدر زيت الزيتون الذي تستولي عليه الميليشيات المسلّحة التابعة للجيش التركي من عفرين. وواجه أوغلو انتقادات أعضاء المعارضة، الذين احتجوا على الأمر، زاعماً أن عوائد بيع زيت الزيتون تستخدمها الحكومة التركية في تقديم الخدمات في عفرين.

في الثاني والعشرين من ديسمبر، أكد مراسلو “عفرين بوست” في إقليم عفرين الكردي المحتل، اشتكاء السكان الأصليين الكُرد من ردائة الزيت المنتج في المعاصر التي استولى عليها مستوطنون من ذوي مسلحي “الجيش الوطني” التابع للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. وأشارت معلومات متقاطعة لدى المراسلين أن الزيت الذي يتم انتاجه في معاصر يديرها مستوطنون من ذوي المسلحين، تنتج أنواع ردئية بشكل كبير، نتيجة جهلهم بتشغيلها، أو ربما يكون ذلك بشكل متعمد. وفي هذا السياق، قال المواطن “أبو شيار\اسم مستعار لضرورات أمنية”، إنهم لم يصادفوا سابقاً ذلك النوع الرديئ من الزيت، وأشار أن اسيد الزيت يصل إلى 4 أو 5، تبعاً للمنطقة للمليشيا التي تستولي على المنطقة. وأضاف “ابو شيار”: “من المعلوم أن الأسيد يتراوح في المعتاد ما بين 0.5 إلى 1.5 كحد أقصى، لكننا اليوم نلحظ طعماً غريباً في الزيت، أغلب الظن أنهم يحرقون الزيت أثناء عصره، والاسيد يتراوح في بعض الحالات بين 4 إلى 5، وهو ما يفقده قيمته”. وحول الأسباب التي تؤدي إلى تلك النتائج في عصر الزيت، فنوه أبو شيار إلى جهل المستوطنين بتشغيل آلات المعاصر من جهة، لكنه لم يستبعد في ذات الوقت أن يكون ذلك متعمداً عبر عصر الزيتون المخصص للسكان الأصليين بطريقة سيئة بغية منعهم من الاستفادة منه عند بيعه، حيث يتدنى السعر في تلك الحالة إلى مستوى قياسي. وعقب إطباق الاحتلال التركي، استولت المليشيات المسلحة التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، على معاصر الزيتون وأفران الخبز والمحلات التجارية وغيرها من الأنشطة التجارية، حيث تُجبر الأهالي على تأمين حاجياتها عن طريقها، في وقتٍ دفعت فيه الكثير من المنشآت العائدة للسكان الأصليين الكُرد إلى الإفلاس، جراء الحصار والمضايقات والسرقات وفرض أتاوى مالية وعينية. كما تمارس المليشيات الإسلامية عمليات سلب ونهب لا تقف عند تحديد أسعار منخفضة لشراء زيت الزيتون أو فرض ضرائب على أصحاب المزارع، بل تفرض كذلك شراكة على أصحاب معاصر الزيتون الموجودين، وبالتالي تسرق منهم نصف عائدات إنتاجهم أيضاً، فيما أستولت على كثير من المعاصر بشكل كامل مع تهجير أصحابها الحقيقيين. ويقول خبراء أنه توجد في عفرين أكثر من 295 معصرة زيتون، ويقدر سعر آلياتها بنحو مئتي ألف دولارٍ أميركي، ويضطر أصحابها لدفع نصف عائدات مواردهم لمتزعمي المليشيات كي لا يخسروا آلياتهم كلها، بعد حصول عمليات سرقة آليات في معاصرٍ أخرى. 

في الخامس والعشرين من ديسمبر، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن ميليشيا “فرقة السلطان مراد” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، تستولي منذ أكثر من عام ونيف، على الآلاف من أشجار الزيتون في القطاع الذي تحتله في ناحية “بلبل/بلبلة”. وأكدت المصادر أن المسؤول الاقتصادي في الميليشيا المدعو” أبو عثمان” وهو تركماني من حمص، يدير عشرة آلاف شجرة زيتون عائدة لمهجري القرى الواقعة على خط قرى (كاريه-عبلا) في ناحية “بلبل/بلبلة”، ويستثمرها لصالح الميليشيا منذ أكثر من عام ونصف. ويتخذ المدعو “أبو عثمان” التركماني الحمصي، من منزل المواطن الكردي المهجر (عفدي معم كوريه) في قرية “كاريه/صاغر اوباسي” مقراً له، ويشرف منه على عمليات سرقة المحاصيل والأحطاب في الحقول العائدة للمهجرين، وذلك في قرى: (كاريه – عشونة – زفنكي – قوطا – خليلاكا – عبلا – بركاشيه). وأضافت المصادر أن المدعو “أبو عثمان” لا يعترف بالوكالات الصادرة عن مجلس بلبل المحلي التابع للاحتلال التركي، والتي تتيح لأقرباء المهجرين إدارة أملاك وحقول الزيتون في تلك القرى.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons