ديسمبر 23. 2024

المليشيات الإسلامية تخرج المسنين من بيوتهم التي يقيمون فيها بمفردهم!

عفرين بوست-خاص

في إطار عمليات الاستيطان الواسعة التي يسعى لها الاحتلال التركي ضمن المناطق الكُردية في شمال سوريا عموماً وإقليم عفرين المُحتل خصوصاً، وجد مسلحو المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين في الهجوم العسكري الروسي على ادلب مبرراً لإعادة ملئ عفرين بالمستوطنين.

فخلال الفترة الماضية، ومع توجه أعداد من المستوطنين إلى المناطق المحتلة حديثاً في شرق الفرات ضمن الشريط الحدودي الممتد ما بين مدينتي “سريه كانيه\رأس العين” و”كري سبي\تل أبيض”، انخفض تعداد المستوطنين ضمن قرى إقليم عفرين الكُردي المُحتل.

 ونتيجة عدم وجود سوريين من اللاجئين في تركيا راغبين بالعودة إلى شرق الفرات، حيث يتم إجبارهم على ذلك، يبدو أنه لم يكن أمام الاحتلال سوى التنسيق مع روسيا، لشن الحرب الأخيرة على إدلب، لتهجير سكان الأخيرة والتمهيد  بالتالي لاستيطان ما بين مليون إلى ثلاث ملايين من المتواجدين في إدلب ضمن عفرين وسريه كانيه وكري سبي.

خطة تبدو واضحة، مع توارد الانباء التي تؤكد شحن الاحتلال التركي لمسلحيه المأجورين للذهاب والقتال في إدلب لجانب حكومة الإخوان المسلمين في طرابلس بقيادة فايز السراج، ليعملوا تحت إمرة الاستخبارات التركية كقتلة مأجورين للشعب الليبي، وهو أمرٌ ليس بغريب على من غزا أبناء بلده لمنعهم من التمتع بالحقوق التي يطالبون هم أنفسهم بها لذواتهم، وينكرونها على باقي المكونات السورية.

وفي هذا السياق، أكد مراسلو “عفرين بوست”، إن المليشيات الإسلامية تجبر المسنين الذين يعيشون لوحدهم في بيوتهم، بعد أن هجرهم أبنائهم جبراً بحكم الغزو التركي، ونتيجة خشيتهم من عمليات التعذيب والخطف التي طالت كل العائدين من سكان عفرين الأصليين، (يجبرونهم) على الخروج من تلك البيوت والسكن مع اقرباء لهم، بحجة استقبال العائلات الخارجة من إدلب.

كما أكد المراسلون إن الأمر ينطبق على المواطنين الكُرد الذين يعيشون في بيوت أقرباء مهجرين لهم، حتى لو كان هؤلاء يحملون سندات توكيل، إذ تجبر المليشيات الإسلامية العائلات الكردية على الخروج من منازل اقربائها، بحجة إسكان العائلات الخارجة من إدلب.

وكان لافتاً مقطع مصور قام أحد المستوطنين من الغوطة الواقعة بريف دمشق ببثه، وهو يتحدث عن استقبال العائلات الخارجة من ادلب في مباني جرى الاستيلاء عليها من قبل مسلحي الاحتلال التركي على طريق قرية “كفر شيل” بريف عفرين، حيث كانت “الادارة الذاتية” قد شيدتها إبان حكمها للإقليم، بغية تحويلها إلى مركز لمكاتب بيع وتجارة السيارات.

واستهجن المواطنون الكُرد الطريقة التي يدعو فيها المستوطن الغوطاني أهالي إدلب للقدوم إلى عفرين والحياة فيها، متسألين عن أحقية المستوطنين في دعوة آخرين للقدوم والاستيطان في عفرين، فيما كان هؤلاء أدوات للاحتلال التركي في مشروع التغيير الديموغرافي الأكبر خلال العصر الحديث، عندما جرى تهجير أكثر من 500 ألف مواطن كردي من عفرين أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، لتوطين غرباء من أرياف دمشق وحمص وحماه وإدلب ودير الزور بدلاً عنهم.

وفي الوقت الذي يدعي فيه هؤلاء المستوطنون أحقيتهم الحياة في عفرين بحجة أنها مدينة سورية، يتسآل المواطنون الكُرد في المقابل عن سبب رفض هؤلاء لتوطين سكان من اللاذقية وطرطوس في العاصمة دمشق وحمص وغيرها، ما دام المبدئ هو الوطنية المزعومة التي هي براء من أشخاص فضلوا رفع العلم التركي والقتال تحت لوائه، على الجلوس مع مواطنيهم السوريين والاتفاق معهم على شكل مستقبلي لسوريا، يحتضن كل الانتماءات والاثنيات وفق قواعد حقوق الإنسان والمساواة والعدالة.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons