عفرين بوست
في إطار ترسيخ الاحتلال التركي شمال سوريا، خاصة في المناطق التي جرى احتلالها مؤخراً في شرق الفرات، أفتتح الاحتلال الثلاثاء، فرعاً لمؤسسة البريد والبرق التركية المعروفة أختصاراً بـ (PTT)، في مدينة كري سبي\تل أبيض، لتكون دليلاً دامغاً جديداً على النوايا الاحتلالية الاستعمارية لتركيا في شمال سوريا.
ورغم ان الحجة دائماً في وجود قوات سوريا الديمقراطية، لكنها تبقى مبرراً تركياً فقط للتدخل في الأراضي السورية لاحتلالها بغض النظر عن المسوغات والذرائع، حيث يبدو واضحاً نية الاحتلال قضم الشريط الحدودي شمال سوريا من عفرين إلى جرابلس، امتداداً إلى ما تسمى “المنطقة الامنة”، بحجة حماية الامن القومي التركي.
حجة تبدو غريبة أمام دولة تدعي أنها الجيش الثاني في الناتو، كيف أنها لا تستطيع حماية حدودها من جانبها، لتبرر غزو الدول المجاورة بحجة واهية، وهي ذريعة يثبت زيفها من خلال إحجام الجانب التركي عن اللجوء إلى القانون الدولي لحماية ذاتها كما تدعي، إذ لم يقدم الاحتلال أي دلائل على تهديدات أو هجمات من جانب قوات سوريا الديمقراطية ضدها، وهو ما دفع العالم للوقوف في وجه الغزو التركي لشمال سوريا، وإن كان ذلك بطريقة إعلامية فقط.
وذكرت وسائل إعلام الاحتلال التركي والأخرى التابعة للمليشيات الإسلامية أن والي أورفا المدعو عبدالله أرين، قد شارك في عملية الافتتاح، مما يثبت بالدليل القاطع تعامل الاحتلال التركي مع مناطق شمال سوريا على أنها جزء منها، بغية ترسيخ ذلك في نفوس السوريين، وفرض الأمر الواقع عليهم، في ظل صمت النظام واكتفائه بالتصريحات الصحفية، دون تقديم أي شكوى للأمم المتحدة، وكأنه قد أقر هو الآخر بالاحتلال.
ولا يعتبر المركز المفتتح جديداً، إذ ججرى خلال السنوات السابقة، افتتحت فروع للبريد والبرق التركي، في مناطق جربلس والباب والراعي التي جرى تتريك اسمها إلى “جوبان باي”، إضافة إلى اعزاز وإقليم عفرين الكردي المحتل، شمال سوريا.
