ديسمبر 23. 2024

كيف فقدت طفلة من عفرين بصرها أثناء فرارها من الغزو التركي؟

عفرين بوست-خاص

أدى قصف الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون أنفسهم بمسميات (الجيش الوطني\الجيش الحر)، العشوائي، إبان عمليات غزو عفرين لاحتلالها من يناير إلى مارس العام 2018، إلى إصابة 3 أخوات من عائلة واحدة، كانت مُعاناة أصغرهن هي الأكبر، حيث فقدت إحدى عينيها، ولا زالت بحاجة ماسة للعلاج وإجراء عمليات جراحية.

وتروي السيدة “سميرة” والدة تلك الفتيات المصابات لـ “عفرين بوست” الأحداث التي جرت معهم، فتقول: “قاومنا وصمدنا في قريتنا زاركا بـإقليم عفرين على مدار 45 يوماً، وحينها كان القصف شديداً وقاسياً علينا، حيث استهدفنا في كل حين وبجميع أنواع الأسلحة الثقيلة، وبينما كنا نحاول انقاذ حياتنا من طائرات الحرب وقصفها، استهدف القصف سرفيساً (سيارة نقل جماعي صغيرة تتسع لـ14 راكباً) كان ينقلنا من قريتنا في راجو صوب مركز عفرين”.

وتصف “سميرة” الحال حينها، قائلةً: “لا أعرف كيف أوصف ذلك المشهد والجريمة التي ارتكبت بحق كل من كان في السرفيس، حيث كانوا جميعاً من المدنيين العزل وبينهم 3 من بناتي، واحدة منهن فقدت نعمة البصر تماماً، وباتت عمياء بسبب القصف التركي الوحشي”.

وتشير إلى أنهم خرجوا من عفرين وتركوا كل أموالهم وممتلكاتهم خلفهم ولا يملكون شيئاً في الشهباء الآن، مناشدةً الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بالمساهمة في مساعدة طفلتها لتستعيد نظرها وعافيتها التي لا زالت في أول عمرها.

كما التقت “عفرين بوست” بالشقيقات المصابات، حيث قالت الشابة “نظيرة مصطفى”: “ٌقبل شن الاحتلال التركي ومليشياته الهجمات العنيفة علينا في عفرين كنا نعيش بأمان وسلام، إلا أن القصف حرمنا من كل شيء، ولنحمي نفسنا خرجنا، وعلى الطريق استهدفتنا طائرات تركيا الحربية وقتلت وأصابت جميع أفراد عائلتي”.

وتتابع نظيرة حديثها بالإشارة إلى أنهم عقب تمكنهم من الوصول إلى مركز عفرين، كان المشفى عاجزاً عن تقديم العلاج اللازم، حيث هُجر جميع الأطباء المختصين جراء القصف والحرب الدائرة في عفرين، ليضطروا إلى الخروج من عفرين بجروحهم دون معالجة.

وبقيت الأخوات الثلاثة حتى فترة طويلة بهذا الحال دون علاج حتى بعدما وصلوا لمنطقة تل رفعت في الشهباء، قبل أن يتمكنوا من العبور إلى حلب حيث تلقوا العلاج هناك.

من جهتها، قالت “نوروز مصطفى” لـ “عفرين بوست”: “أصبت مع عائلتي في ذات الوقت والمكان، وأنا الآن بحاجة إلى مساعدة ماسة لوضع عدسة في عيني حيث تعرضت للإصابة في القصف، وأنا بحاجة لشبكة عين ولا أستطيع أن أرى جيداً حتى بعد إجراء عملية في مدينة حلب وما من حلول واضحة حتى الآن”.

فيما تحدثت الشقيقة الصغيرة وهي “عليا مصطفى” لـ “عفرين بوست”، قائلةً: “أواجه مصاعب في حياتي اليومية، فمع شن تركيا قصفها الوحشي علينا، فقدت إحدى عيناي بالكامل، والآن أنا بحاجة لزرع عين، حيث أن هذا القصف العشوائي أفقدني عيني وشوه وجهي وحرقني وانا بعمر الزهور وأول عمري”، لتقول تلك الكمات بحرقة قلب وهي تحني رأسها، مطالبةً العالم والمنظمات الإنسانية ومنظمات حقوق الطفل بمد يد العون لها.

وكان الاحتلال التركي قد لاحق الأطفال المهجرين العفرينيين في الشهباء ونفذ في الأول من ديسمبر، بمجزرة في محيط تل رفعت بقصف عشوائي لمسلحي تنظيم الإخوان المسلمين أسفر عن استشهاد 10 مواطنين بينهم 8 أطفال.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons