ديسمبر 22. 2024

ميليشيا إسلامية تنزل العلم التركي من على مقرها في عفرين المُحتلة

عفرين بوست – خاص

ولّد الصمت التركي على العملية العسكرية التي تنفذها قوات النظام بدعم روسي في محافظة إدلب، حالة من القلق والامتعاض لدى المسلحين الإسلاميين الخاضعين للأجندات الاحتلالية والتوسعية لتركيا في الأراضي السورية.

وبالصدد، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو أن ميليشيا “فيلق الشام”، أقدمت على إنزال العلم التركي من على مقراتها في المناطق التي تحتلها الميليشيا في إقليم عفرين المُحتل، احتجاجاً على الصمت التركي إزاء العملية العسكرية لقوات النظام في إدلب، باعتبارها طرفاً متواطئاً في بيع إدلب للروس والنظام.

وأكد المُراسل أن مسلحي الميليشيا المذكورة في قرية “حجمالا” التابعة لناحية راجو أنزلت العلم التركي من على مقرها في القرية.

والجدير بالإشارة أن الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي ترفع العلم التركي إلى جانب شعاراتها الإسلامية على كافة مقراتها في المناطق المُحتلة من الشمال السوري.

وتتقاطر قوافل الخارجين من مناطق الاشتباكات في محافظة ادلب إلى إقليم عفرين الكُردي المُحتل، على وقع المعارك العنيفة الدائرة بين القوات الروسية وقوات النظام من جهة والميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم جبهة النصرة من جهة اخرى.

ويبدو واضحاً تنسيق الاحتلال التركي مع روسيا والنظام السوري لإفراغ البلدات السورية واستبدالها بإخرى واقعة تحت يدي الجانب الآخر، في مسعى الجانبين لهندسة الدموغرافية السورية حسب الأهواء التركية وأهواء النظام السوري، على نموذج (تسليم تركيا الغوطة وريف حمص وريف ادلب شرق سكة حديد الحجاز ومطار ابو الظهور العسكري مقابل تسليم روسيا لـ عفرين في العام 2018).

ويستغل الاحتلال التركي سطوته على تنظيم الإخوان المسلمين بما يملكه الأخير من مسلحين وقاعدة شعبية، تحت حجج الخلافة العثمانية وسلطان المسلمين وما إلى ذلك من خدع، أوصلت السوريين إلى الحالة التي هم فيها اليوم.

ويسعى الاحتلال التركي لإخراج أهالي إدلب من ديارهم، بالتنسيق مع روسيا والنظام عبر افتعال الحرب الأخيرة، بالتزامن مع ضغوط يمارسها على أوروبا للقبول بتمويل ما تسمى “المنطقة الامنة”، حيث سيستغل الاحتلال التركي خروج العائلات من ادلب على وقع تقدم النظام فيها، لتهديد اوروبا بالقبول بتمويل “المنطقة الامنة” أو الاستعداد لاستقبال هؤلاء.

وفي حال قبول الأوروبيين بتمويل ما تسمى “المنطقة الآمنة”، فإن الاحتلال التركي سيحصل بذلك على شرعنة لجرائم حرب ارتكبها، وتتمثل في التهجير القسري لعرقيات أديان، والدفع لاستيطان آخرين بدلاً عنهم، بحجة أنهم سوريين، وبالتالي سيتمكن من تجميل أقبح عمليات التغيير الديموغرافي وأكبرها في العصر الحديث.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons