عفرين بوست – خاص
تتفاقم الأوضاع المعيشية لما تبقى من المواطنين الكُرد، أكثر فأكثر في ظل أزمة المحروقات التي تؤثر بقوة في كافة مناحي الحياة بإقليم عفرين المُحتل، وكذلك في ظل السرقات والانتهاكات التي تطالهم على يد مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين.
الآثار الكارثية لارتفاع أسعار المحروقات في المناطق التي تحتلها تركيا في الشمال السوري، وفي عفرين خاصة، ينهك المواطنين ويثقل كاهلهم بشكل كبير في ظل الشلل الذي أصبا الحياة الاقتصادية نتيجة نهب وسرقة كافة البنى الأساسية للحياة.
وحول ذلك يقول المواطن الكُردي أحمد: “بعد أن وصل سعر اللتر الواحد من المازوت إلى نحو 800 ليرة سورية، توقفت العديد من المولدات الكهربائية، أو باتت تعمل بشكل جزئي لمدة تصل لثلاث ساعات يوميا فقط، حيث يوزع الأمبير الواحد ب 1500 ليرة سورية، أي أن العائلة العفرينية باتت تدفع اثني عشرة ألف ليرة سورية شهرياً عن أمبيرين من الكهرباء”.
ويُضيف أحمد قائلاً: “ما يزيد الطين بلة هو انقطاع المياه عن مدينة عفرين منذ أكثر من شهر، بسبب توقف المحطة الرئيسية لضح المياه في بحيرة ميدانكي عن العمل، نتيجة توقف الاحتلال التركي عن تزويدها بالكهرباء اللازمة لتشغيلها، ما يدفع السكان إلى استقدام المياه الصالحة للشرب بواسطة الصهاريج والتي تكلفهم شهريا مبلغ 12 ألف ليرة سورية على أقل تقدير، حيث يبلغ سعر 5 براميل من المياه ألفا وخمسمائة ليرة سورية”.
ومن العوامل الأكثر استنزافاً للقدرة المالية، هي السرقات التي ينفذها المستوطنون وأبنائهم من مسلحي الميليشيات الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الوطني السوري” التابع لتنظيم الاخوان المسلمين، بحق أرزاق وممتلكات أهالي الإقليم.
ففي حي المحمودية بمدينة عفرين، تنشط المجموعة المسلحة التي يتزعمها المدعو “إبراهيم أبو خليل” في ميليشيا “أحرار الشرقية” والمنحدر من بلدة العشارة بريف دير الزور، بشكل كبير في مجال السرقات وطرد السكان الكُرد من منازلهم.
وفي هذا الإطار تقول المواطنة الكُردية سلطانة أن مجموعة المدعو “أبو خليل” المدعومة بقوة من الاستخبارات التركية، حولت حياة السكان الكُرد في حي المحمودية إلى جحيم.
وأوضحت سلطانة أن المدعو “إبراهيم أبو خليل” يمتلك أداة لكسر أقفال المحال التجارية لتنفيذ عمليات السرقة، حيث قامت مجموعته في الأسبوع الماضي بكسر قفل إحدى محال الألبسة في وضح النهار، وسرقت كافة محتوياته دون أن يتجرأ أحد من الاقتراب أو الاعتراض، إضافة لإقدامه على سرقة سيارتين عائدتين لمواطنين كُرد في محيط مدرسة “تشرين” في الحي ذاته.
مؤكدةً “أن صاحب المحل التجاري تقدم بشكوى لدى سلطات الاحتلال التركي، إلا أن الأخيرة طلبت منه اثبات عملية السرقة بالفيديو! ما يشير إلى الدعم القوي الذي يحظى به المدعو “أبو خليل” من قبل الاستخبارات التركية.
وتابعت سلطانة ” المدعو أبو خليل أقدم على طرد الكثير من العائلات الكُردية من منازلهم، وجلب منذ نحو أسبوع عائلة داعشية من العشارة بريف دير الزور واسكنها في إحدى الشقق التي يستولي عليها.
مضيفةً: “إحدى زوجتي العنصر الداعشي خرجت ليلة أمس لشرفة المنزل لتصرخ معلنة عن إنها داعشية وسوف تقوم بتفجير نفسها بواسطة الحزام الناسف التي كانت تلبسه، ما أجبر سكان البناء السكني للخروج من منازلهم، وتدخل على إثرها جنود الاحتلال التركي وقاموا بسحبها من المنزل دون معرفة الأسباب المؤدية لذلك”.
ودفعت عمليات الخطف بحق ميسوري الحال من الكُرد، بالكثير منهم إلى التوقف عم ممارسة أنشطتهم التجارية والانكفاء على الذات حتى تتبدل الأحوال، إلا أن البعض منهم اضطر لعقد شراكات من المسلحين حتى يستطيعوا الاستمرار في كسب قوتهم اليومي إلى جانب حماية أنفسهم من عمليات الخطف السائدة في الإقليم منذ وقعه تحت وطأة الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية.
التاجر “آزاد\اسم مستعار”، أحد هؤلاء الذين اضطروا لإعادة ممارسة نشاطهم التجاري في مجال تجارة المواد الغذائية بعد طول انتظار في ظل تضاؤل فرص المعيشية الكريمة وانعدام فرص العمل والعيش الكريم، وذلك بعقد شراكة مع أحد المسلحين حتى سيتسنى له ممارسة عمله وحماية نفسه وأملاكه من الخطف وسطو المسلحين الآخرين.
ويقول آزاد لـ “عفرين بوست”: “رغم أنني محمي من شريكي، ولكن رغم ذلك لا أستطيع توسيع مجال نشاطي التجاري وجلب المزيد من البضائع كي لا ألفت نظر المسلحين بأن رأسمالي كبير فأصبح هدفاً للخطف”.
وتعرض الكثير من أصحاب المعامل والمعاصر والمنشئات الصناعية الأخرى للخطف ودفع مبالغ مالية طائلة لإنقاذ حياتهم من القتل على يد المسلحين الذين امتهنوا الخطف بتوجيه من المخابرات التركية لهدف مزدوج أوله تأمين الدخل المادي لهؤلاء المسلحين وثانيه إفقار الكُرد وضرب سبل معيشتهم وبالتالي دفعهم للتهجير، وصولاً لإحداث تغيير ديموغرافي أشمل مما هو مطبق حالياً، لصالح المستوطنين الإسلاميين الموالين لحكومة أنقرة.