عفرين بوست-خاص
تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي انتهاكاتها بحق المدنيين في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً، وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حدثت خلال شهر نوفمبر من العام 2019، (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا غيضاً من فيض الاحتلال!).
وتتخلص تلك الوقائع في:
- قصف متواصل على الشهباء، ومخاوف دلى مهجري عفرين من تبعات الاتفاق الروسي التركي، التي قد تعني تعريضهم إلى تهجير ثان.
- تكشف معلومات جديدة عن الدواعش المنخرطين في صفوف المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، والتنظيم الأخير يحاول زرع الأفكار المتطرفة في عقول أطفال عفرين وأطفال المستوطنين.
- اعتداءات على مواطنين كُرد من سكان عفرين الأصليين، بهدف الحصول على أتاوات من موسم الزيتون، وجني محاصيل الكثير من المواطنين الموجودين في عفرين او المهجرين عنها.
- استمرار وصول جثث مسلحي المليشيات الإسلامية من شرق الفرات إلى عفرين، مع تفجيرات واغتيالات في صفوف متزعمي المليشيات.
- مواصلة أهالي عفرين والمهجرين عنها حملتهم لمقاطعة البضائع التركية، فيما أحيت انتفاضة الحجارة والاحذية في وجه الدوريات التركية مع روسيا شعلة المقاومة في قلوب العفرينيين.
- اشجار عفرين تستصرخ لإنقاذها من مناشير المسلحين والمستوطنين، الذين ازهقوا آلاف الأشجار خلال نوفمبر، والاستيلاء على حقول وأراض المهجرين العفرينيين، واعتراف رسمي تركي بسرقة زيت عفرين.
- عمليات اعتداء وقتل تطال كهل ونساء وذوي أحتياجات خاصة، بناءاً لى توصيات من الولاة الأتراك.
- · 71 مختطف على الأقل.
- توريط الاحتلال لبعض التركمان السوريين في بوتقة الحرب ضد الكُرد، واستيطان عفرين.
- آثار عفرين تتحول إلى ساحات لتدريب مسلحي الاحتلال المتطرفين، وسلعة تباع وتشترى من قبل لصوص الاثار.
- فشل مجالس الاحتلال منذ تأسيسها في تأمين أبسط مقومات الحياة كالمياه والكهرباء لأهالي عفرين والمستوطنين فيها.
- النظام يستمر في اجراءاته التعسفية بحق العفرينيين، ويفصل مدرسيهم ويعتقلهم على الحواجز.
وفيما يلي الوقائع الموثقة..
مهجرو عفرين في الشهباء وشيراوا..
في الاول من نوفمبر\تشرين الثاني، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قصفاً صاروخياً تنفذه قوات الاحتلال التركي، شن على قرى شوارغة وقلعة شوارغة والمالكية الخاضعة لسيطرة قوات تحرير عفرين والنظام السوري بناحية شيراوا في ريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل. وجاء القصف التركي عقب قصف مشابه نفذته قوات الاحتلال مساء أمس الخميس، استهدف قريتي مرعناز والعلقمية بالمنطقة ذاتها، دون معلومات عن خسائر بشرية.
في السادس من نوفمبر\تشرين الثاني، أعدت “عفرين بوست” تقريراً عن الاتفاق الروسي التركي في شمال سوريا، جاء فيه: تواصل الاحتلال التركي في الثالث والعشرين من اكتوبر الماضي، إلى اتفاق جديد مع الجانب الروسي بخصوص العدوان التركي على شرق الفرات، ونص حينها على انتشار الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري في الجانب السوري من الحدود السورية التركية، خارج منطقة العدوان المسمأة بـ “نبع السلام”. وتضمن الاتفاق ما سمي بـ تسهيل إخراج الـ “ي ب ك” وأسلحتهم حتى عمق 30 كم من الحدود السورية التركية، كما نص على إخراج جميع مقاتلي الـ “ي ب ك” وأسلحتهم من منبج وتل رفعت. وحول تل رفعت، قالت وسائل إعلام موالية للمليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال، إن الاتراك نفوا لهم وجود اتفاق مع روسيا حول دخول قوات النظام إلى تل رفعت، وإنما نص على خروج “الوحدات” فقط. وتضيف مصادر المليشيات الإسلامية أن مباحثات تجري حالياً بين الاحتلال التركي والجانب الروسي حول مصير المدينة التي هُجر إليها عشرات آلاف العفرينيين وهم يقيمون فيها حالياً بانتظار تحرير أرضهم من المسلحين والاحتلال التركي. ونهاية اكتوبر الماضي، زار وفد مُشكل من مهجري إقليم عفرين الكُردي المُحتل، مقراً للقوات الروسية في مناطق الشهباء، وسلمه عريضة تتضمن مطالب المهجّرين بغية إيصالها للقيادة الروسية. وقال حينها “سليمان جعفر” الرئيس المشترك للمجلس التشريعي لـ “عفرين بوست” أن الوفد أبدى تخوف المُهجرين العفرينيين من هجوم تركي مُحتمل ضد تل رفعت وما حولها وتكرار عملية احتلال عفرين، حيث استوضحوا حقيقة وجود اتفاق روسي تركي يقضي بانسحاب وحدات حماية الشعب مسافة ثلاثين كيلو متراً من المنطقة. ونوه “جعفر” بأن الضباط الروس وعدوا بإيصال ما طرحه الوفد الى قيادتهم، دون اعطاء اي وعد كونهم غير مخولين بإعطاء هكذا وعود. وفي هذا السياق، قال “لالش عفريني\اسم مستعار” وهو مهجر في الشهباء أن “لدينا مخاوف من هذا الاتفاق لعدم درايتنا بتفاصيل بنوده، “لاننا لم نعد نثق بروسيا خاصة بعد ما حدث في عفرين”، مضيفاً: “نتمنى ان تكون روسيا جادة في منع اي حرب في هذه المنطقة، و ان لا تسمح لتركيا و مرتزقتها بالدخول الى تل رفعت لعدم تكرار مأساة عفرين”. متابعاً حول احتمالات توافق قسد والنظام السوري حول قضية عفرين: “اظن ان الاتفاق بين قسد و النظام سيساهم في ايجاد حل للمشكلة السورية بشكل عام، و يكون بداية الحل السياسي فيها و التي سيمهد الطريق لخروج المحتل التركي من كافة الاراضي السورية و من بينها عفرين الحبيبة”. بدوره يرى المهجر العفريني في الشهباء “آلان بيرام” أن “الاتفاق التركي الروسي هو امتداد لاتفاقيات سابقة تخص حفظ المصالح الاقتصادية بين البلدين على حساب الشعب السوري، لذا نحن كاهالي عفرين لم ولن نستبشر خيراً من هذا الاتفاق، وبالاخص أن عفرين ماثلة أمام الاعين، روسيا التي كانت تتدعي حفظ الأمن في عفرين تركتها لقمة سائغة للاتراك، ولكن في شرق الفرات تختلف الامور كثيراً، ونتوقع عدم تكرار ما حدث في عفرين بجزئياتها العامة، وذلك إن حدث يكون الوجود الروسي في سوريا مشكوكاً اصلاً وأهدافه المعلنة بالحفاظ على وحدة التراب السوري مجرد هراء”. اما مطالب العفرينيين من الروس والنظام فهي وفق “بيرام” معروفة، وتتمثل في “تحريرها من الوجود التركي والفصائل الموالية لها بشتى مسمياتها، وهذا المطلب غير قابل للتفاوض، لأن عفرين يجب ان تعود لاصحابها الحقيقيين، وبالنسبة لتل رفعت هي منطقة سكن مؤقتة لنازحي عفرين، وبالتالي إن تحقق مطلب تحرير عفرين بكل قراها ونواحيها، لن يكون لتل رفعت أهمية بالنسبة لنا وسيتولى أهلها إدارتها في إطار مقاطعة الشهباء ضمن نظام إداري معين”. ويرى “بيرام” إن “الاتفاق الروسي التركي لن يصب بالشكل المامول في موضوع تحرير عفرين، على الأقل في الحاضر القريب، لأن الروس والنظام يحاولون فرض الإستسلام المذل على قوات سوريا الديمراطية، وهذا الشيء الذي سيأجج الخلاف أكثر، هذا اذا تخلى النظام عن عقليته الحالية وادرك ان سوريا لن تعود مثل ما كانت قبل 2011، ما قد يفتح المجال أمام التشاركية بين الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية من جهة، والنظام برعاية روسية من جهة اخرى، وإن حدث هذا الاتفاق سيكون تحرير عفرين وباقي المناطق المحتلة من قبل تركيا أمرأ محتوماً”. مختتماً بالقول: “مواجهة العدوان تتطلب تكاتف كل القوى التي تريد الخير للشعب السوري والحفاظ على وحدتها، فأولاً يجب ان تتحقق وحدة الصف الكُردي الداخلي، ثم توافق سوري سوري بين الإدارة الذاتية والنظام، وبالتالي يتوجب على جميع الأطراف النظر بإيجابية للحوار والتفاهم و تقبل الآخر”.
كذلك، قالت وكالة هاوار للأنباء، إن الأحزاب السياسية في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، قد اطلقت حملة لجمع التواقيع المطالبة بعودة أهالي عفرين المهجرين قسراً نتيجة هجمات الاحتلال التركي إلى ديارهم، لإرسالها إلى القنصلية الروسية. وتهدف الحملة وفقاً للقائمين عليها، لإعادة أهالي عفرين إلى ديارهم ورفض الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال التركي بحق السكان الاصليين الكرد في عفرين. ويشارك في الحملة عدة أطراف سياسية ومنها (مجلس سوريا المستقبل، حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب سوريا المستقبل)، وفي هذا السياق، قالت عضوة مجلس سوريا الديمقراطية في مكتب حلب أفين سيدو: “بدأنا بحملة جمع التواقيع بهدف عودة أهالي عفرين الذين خرجوا قسراً نتيجة الهجمات جيش الاحتلال التركي إلى دياريهم، هذه التواقيع سنرسلها إلى القنصلية الروسية المتواجدة في مدينة حلب”. وأشارت أفين بأن هدف الحملة هو إيصال صوت أهالي عفرين للمحافل الدولية والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان حول ما يحدث من انتهاكات من قبل تركيا ومليشياتها في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، والتي تخطت حدود الأخلاق والقيم الإنسانية. والجدير ذكره أن حملة التواقيع ستستمر حتى الانتهاء من جمع التواقيع في حيي الأشرفية والشيخ مقصود.
في الواحد والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، أصيب ثلاثة أطفال في مدينة تل رفعت، جراء قصف مدفعي نفذه الاحتلال التركي ومسلحو المليشيات الإسلامية التابعة للإخوان المسلمين على المنطقة. وقال مراسل “عفرين بوست” في مناطق الشهباء، أن الميليشيات الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الوطني” نفذت قصفاً مدفعاً على مدينة تل رفعت، وسقطت إحدى القذائف قرب الجدار الخارجي لمدرسة ابتدائية، ما أدى لاصابة 3 أطفال برضوض طفيفة. وأضاف المُراسل أن الاستهداف المدفعي جاء بقذيفتين سقطت إحداها على مقربة من مدرسة، مما خلق حالة من الرعب في صفوف الأطفال، لتصرف بإدارة المدرسة الابتدائية التلاميذ إلى بيوتهم. مشيراً كذلك إلى سقوط القذيفة الثانية وسط المدينة ما تسبب بأضرار مادية في منزل واحد وتحطم واجهات المحال التجارية القريبة، دون أنباء عن إصابات.
في السادس والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، باشرت لجنة الزراعة والاقتصاد بمشاركة أهالي عفرين المهجرين في الشهباء، بجني محصول البطاطا، حيث سيتم توزيع المحصول على أهالي عفرين الذين يعانون من حصار مفروض عليهم من قبل الاحتلال التركي الذي ينهب مع مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين أملاك أهالي عفرين المهجرين قسراً عقب الغزو التركي يناير العام 2018، إضافة لمنع النظام السوري لأهالي عفرين بالتوجه إلى حلب. ووفق وكالة هاوار للأنباء التي أوردت الخبر، فإن الإدارة الذاتية في إقليم عفرين تسعى إلى كسر الحصار المفروض عليهم من قبل النظام السوري من جهة، وجيش الاحتلال التركي ومسلحيه من جهة أخرى، وذلك بإمكاناتهم الذاتية، والاعتماد على الانتاج المحلي. حيث تعمل الإدارة الذاتية على توزيع الأراضي الزراعية على الأهالي لزراعتها والاستفادة من محصولها، وتوفير فرص العمل للأهالي، وفي هذا السياق كانت لجنة الزراعة والاقتصاد التابعة للإدارة الذاتية قد زرعت 6 هكتارات في المنطقة بالبطاطا وذلك لدعم الاقتصاد المحلي. وباشرت لجنة الزراعة والاقتصاد بجني محصول البطاطا، وبحسب الإداريين سيصل الانتاج إلى قرابة الـ 150 طن، فيما يعمل 250 شخص من أهالي عفرين على جني المحصول، وهم يتقاضون 2500 ل.س لكل عامل يومياً، حيث يبدأون العمل من الساعة الـ 08:00 صباحاً، إلى الساعة الـ 15:00 مساءً. وبحسب الإداريين في اللجنة سيتم توزيع المحصول على أهالي عفرين عن طريق الكومينات والمجالس، بحسب عدد أفراد كل عائلة، في كل من قرى ونواحي الشهباء وناحية شيراوا بالإضافة لمخيمات (برخدان ـ سردم ـ عفرين ـ العودة ـ الشهباء). وقال الإداري في لجنة الزراعة والاقتصاد المهندس الزراعي “باسم عثمان” في لقاءٍ أجرته معه وكالة هاوار، أن لجنة الزراعة زرعت البطاطا بهدف جني المحصول وتوزيعه على الأهالي، وتابع بالقول “اليوم نجني المحصول، وهو جيد بالنسبة للأعوام الأخرى، ونُوفّر من خلالها فرصة عمل لعدد من الأهالي، وسنعمل على توزيع المحصول على الأهالي في وقت لاحق”. بدورها، قالت العاملة فيدان عثمان بأن لجنة الزراعة والاقتصاد وفرت لهم فرصة عمل، لتلبية حاجاتهم اليومية، وشكرت لجنة الزراعة والاقتصاد على مساعدتها للأهالي، رغم الإمكانيات الضئيلة، متابعةً بأنهم عملوا على جني محصول الخضار قبل الآن، وإن اللجنة وزّعت المحصول على الأهالي. أما العاملة أمل عبدو فقالت “نعاني ظروفاً صعبة في مقاطعة الشهباء بسبب الحصار الخانق المفروض من قبل النظام السوري، بالإضافة إلى الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال التركي ومرتزقته من قصف متكرر على القرى المُكتظة بالسكان في مقاطعة الشهباء وناحية شيراوا”. موضحةً إن المنظمات الدولية تغض النظر عن أهالي عفرين المُهجّرين والقاطنين في المخيمات، وعدم تأمين الاحتياجات اليومية للأهالي المُهجّرين، واختتمت بالقول “نحن سعداء بعملنا هذا، وممتنين لما تقدمه لجنة الزراعة والاقتصاد لنا من مساعدات”.
في السابع والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، قصفت قوات الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، عدة قرى الشهباء وناحية “شرا\شران” في ريف عفرين، طال أخيراً قرية آقيبه في ناحية شيراوا. وقال وكالة هاوار للأنباء أن قصف جيش الاحتلال التركي ومليشياته الإسلامية المتطرفة طال قرية أقيبة التابعة لناحية شيراوا، عقب قصف مدفعي وصاروخي طال ناحية تل رفعت وقرى حربل وشيخ عيسى بـ الشهباء، وقرى مالكية ومرعناز وشوارغة في ناحية شرا\شران. وكان آلاف المهجرين من أهالي عفرين، والقاطنين حالياً بصفة مؤقتة في تل رفعت التابعة للشهباء، قد تظاهروا في العاشر من نوفمبر، رفضاً للتهديدات التركية بغزو المناطق التي هجروا إليها، ويطالب مهجرو عفرين بخروج الاحتلال التركي ومليشياته من أرضهم، ليتمكنوا من العودة لها.
في الثامن والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، دعماً لأهالي عفرين المتواجدين في مخيمات الشهباء، قدم اتحاد المنتجين بحلب في حي الشيخ مقصود 7500 قطعة من الألبسة الشتوية، وفق ما اعلنته وكالة هاوار للأنباء، حيث تمثل هذه الوجبة، الدفعة الثانية من المساعدات المقدمة من اتحاد المنتجين بحلب إلى المهجرين قسراً من عفرين. وقد تقدمت الرئاسة المشتركة لاتحاد المنتجين في حلب بالشكر لجميع المساهمين في المساعدات، وطالبت جميع المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدة لأهالي عفرين والقيام بمسؤولياتهم الإنسانية. وكان اتحاد المنتجين في حلب قد أرسل في السادس عشر من أيلول الماضي، وتحت شعار “بقلمي أنتصر”، حقائب مدرسية وقرطاسية وأحذية لطلبة المرحلة الابتدائية في مخيمات الشهباء، بعد جمع التبرعات من منتجي ورشات حي الشيخ مقصود في حلب. وعقب احتلال عفرين، توجه عشرات آلاف المهجرين العفرينيين إلى أحياء الاشرفية والشيخ مقصود، الذين تقطنهما أغلبية كُردية في حلب، حيث يسعى هؤلاء لتجاوز مآسي الحرب بمحاولة إعادة تدمير عجلة الاقتصاد، التي تعتبر اساساً لأي مجتمع يسعى لمقاومة محتليه. وكانت الصناعة في عفرين قد شهدت خلال الاعوام الممتدة من 2014 إلى 2018، تطوراً ملحوظاً حيث ساهم أبناء عفرين الاقتصاديون في إدارة عجلة الأعمال في عفرين، عبر افتتاح مئات المشاغل ومعامل أنتاج الالبسة الجاهزة والكثير من الصناعات التي لم تعهدها عفرين قبل العام 2011، نتيجة سياسات النظام السوري الذي كان يمنع الكرد من افتتاح منشآت اقتصادية في عفرين. فخلال حكم “الإدارة الذاتية” توسعت المعامل والصناعات الموجودة، كما استُقدمت صناعات لم تكن موجودة فيها سابقاً، وعلى راسها صناعة الألبسة الجاهزة والعبوات البلاستيكية وغيرها، بينما كانت الصناعات الموجودة سابقاً متعلقة بالإنتاج الزراعي كمعاصر الزيتون ومعامل البيرين والصابون. وارجع اقتصاديون حينها نمو الحركة الصناعية في الإقليم الكُردي إلى “الاستقرار” الذي كان موجوداً في عفرين، حيث نقل منتجو الألبسة الجاهزة الكُرد منشآتهم من حلب إلى عفرين، لكنهم عادوا إلى حلب مجدداً بعيد احتلال الإقليم الكُردي. وبينت معلومات سابقة، أنه من أصل 500 منتج كُردي للألبسة كان يعمل في عفرين في عهد “الإدارة الذاتية”، لم يتبقى سوى العشرات، لكنهم أيضاً غير قادرون على افتتاح أي اعمال، نتيجة مخاوفهم من التعرض للسرقة والخطف. وحاول الاحتلال التركي من خلال تشكيل هيئات اقتصادية للمستوطنين من ذوي المسلحين، ترسيخ احتلاله للإقليم الكُردي، عبر منحهم الكثير من التشريعات التي تشجعهم على افتتاح المنشآت الصناعية في عفرين، لحضهم على الاستقرار في المنطقة، وترسيخ التغيير الديموغرافي. وفي المُقابل، عمد الاحتلال التركي منذ إطباقه الاحتلال العسكري على عفرين، إلى تطبيق سياسة التفقير بحق السكان الأصليين الكُرد من أبناء المنطقة، عبر ترك الباب مفتوحاً أمام مسلحي المليشيات الإسلامية ليقوموا بعمليات السرقة والخطف والابتزاز.
نشر التطرف..
في الاول من نوفمبر\تشرين الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، أن ميليشيا “أحرار الشرقية” أوعزت إلى عدد من أصحاب ورش الخياطة في مركز المدينة لصناعة كميات كبيرة من الرايات السوداء الخاصة بتنظيم داعش الإرهابي. وأوضح المراسل أن الخطوة التي أقدت عليها الميليشيا أتت قبيل بدء الغزو التركي تحت مسمى “نبع السلام” ولا تزال عملية حياكة الأعلام السوداء مستمرة، خاصة في الورش الموجودة في حي المحمودية تمهيداً لرفعها في مناطق شرقي الفرات. ونقل المراسل عن أحد المسلحين المنحدرين من مدينة حمص والمنتنمي لميليشيا “أحرار الشرقية” أنه شارك في عملية “نبع السلام” للانتقام من مقاتلي “قسد” الذين داسوا على “علم التوحيد” الخاص بداعش. ويعد حي المحمودية في مدينة عفرين معقلاً للمسلحين المنحدرين من المناطق الشرقية في سوريا، ويعرف عنهم قربهم الشديد من مسلحي داعش، ومنذ احتلال عفرين كان هؤلاء يسيرون حُفاة في شوارع المدينة قائلين إنهم لن يرتدوا الاحذية حتى يعودوا للمنطقة الشرقية، وكذلك يعرفون بشعرهم الطويل واللباس القصير الخاص بالجهاديين.
في الثاني من نوفمبر\تشرين الثاني، وبعد سنوات من الدعم التركي المباشر سواء بتمرير المسلحين او الاسلحة والعتاد إلى تنظيم داعش الارهابي وباقي التنظيمات التكفيرية التي عملت تحت مسمى المعارضة واطلقت على نفسها مسميات عديدة كـ الجيش الحر، الجيش الوطني، جبهة النصرة وغيرها، يخرج الاحتلال ليقدم رواية كاذبة ومنافية لأدنى معايير المصداقية من خلال الادعاء بالقاء القبض على دواعش خلال حربه لاحتلال عفرين بداية العام 2018. وقالت وسائل إعلام موالية للاحتلال التركي أن من اسمتهم بـ 24 قاضي سوري ينظرون في دعاوي ضد عناصر داعش وقسد الذين أُلقي القبض عليهم في عفرين قبل عام ونصف ضمن إطار عملية “غصن الزيتون” العسكرية في شمال سوريا. ومن المعروف إن عفرين لم يكن فيها دواعش خلال عهد الإدارة الذاتية وسيطرة وحدات حماية الشعب عليها من العام 2012 إلى آذار العام 2018، لكنهم جائوا مع الاحتلال ضمن مسلحي مليشيات غصن الزيتون، وقد قام هؤلاء بالغناء على طريقة داعش على اسوار عفرين في الايام الاولى للغزو، قبل أن يأمر الاحتلال مسلحيه بمنع تصوير أنفسهم، كي لا يتكشف أمر الدواعش المنتسبين لـ مليشيات غصن الزيتون. وعقب احتلال عفرين، انتشرت المظاهر الداعشية فظهر اشخاص يلتحون ويحلقون الشنب، إضافة للذين يرتدون الفساتين الداعشية القصيرة، كما أطلق هؤلاء مسمى (مدينة الشهيد صدام حسين) على عفرين المحتلة. وقالت صحيفة “يني شفق” ، أن عناصر التنظيمين يواجهون تهماً بالإرهاب وفقاً لما ينص عليه القانون السوري، ويمثلون أمام القضاة العرب والأكراد برفقة محاميهم التزاماً بالمعايير القانونية. ومن المعروف أن القوة الوحيدة التي هزمت تنظيم داعش الارهابي هي قوات سوريا الديمقراطية في اول منطقة هزم فيها الارهاب في كوباني العام 2014، عندما كانت الحدود التركية مسرحاً ومعبراً للإرهابيين من مختلف اصقاع المعمورة نحو الاراضي السورية، حيث ساهم تحرير قسد للمناطق الشمالية من سوريا بين سريه كانيه\راس العين وكوباني النقطة المفصلية في سد بوابة الارهاب القادم من تركيا، ليكون البديل بدخول الاحتلال التركي إلى الاراضي السورية من خلال غزوة درع الفرات، وكان آخرهم مقتل نائب ابو بكر البغدادي في جرابلس المحتلة، من قبل قسد بعملية خاصة مع الامريكيين. اما اشارة الاعلام التركي لوجود قضاة اكراد في محاكم تابعة له، فهي لا تتعدى دعاية مفضوحة للاحتلال التركي بغية الإيحاء بأن شريحة ما من الكرد قد تؤيده، في ظل افتضاح أمره كغازي للشمال السوري وساعي للتطهير العرقي والتغيير الديموغرافي.
في التاسع من نوفمبر\تشرين الثاني، كشف تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان، عن وجود عناصر من تنظيم داعش الإرهابي في صفوف المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. وقال المرصد إنه حصل على معلومات تفيد بأن “عددا من العناصر التي تقاتل في صفوف الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، كانوا سابقا ضمن صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية” موضحاً أن المقاتلين عمدوا إلى تغيير أسمائهم و”انتقلوا إلى القتال في صفوف الجيش الوطني”،ومن بين هؤلاء شخص، ذكر المرصد الأحرف الأولى فقط من اسمه، وقال إنه ملقب بـ”أبي أسامة الشامي”. وقال إن الرجل “ولد في دمشق عام 1993 وانضم إلى جبهة النصرة في عام 2012 في غوطة دمشق، ثم بايع تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2014 وقاتل في صفوفه في غوطة دمشق وريف السويداء”. ونقل عن مصادر موثوقة قولها إن “أبي أسامة الشامي” انتقل “عام 2016 إلى مجال الأمن الخارجي تابعا لولاية دمشق، ثم خرج إلى إدلب في عام 2017 وحصل على دورة عسكرية في تركيا”. وبعد الانتهاء من الدورة، عاد، باسمه الآخر ب.غ.ع، لـ”يقاتل في صفوف الفصائل الموالية لتركيا ضمن عملية غصن الزيتون التي شنتها القوات التركية والفصائل الموالية لها على “عفرين في يناير 2018″. وأكدت مصادر المرصد، الذي وصفها بالـ”موثوقة” أن الإرهابي “موجود حاليا في تل أبيض، حيث يعمل ضمن القوات الخاصة في فصيل فرقة الحمزات الموالية لتركيا ضمن عملية نبع السلام”. وذكر المرصد أن “أبي أسامة الشامي” كان “أحد قيادات تنظيم الدولة الإسلامية، قبل أن يتم تغيير اسمه وإعادة توظيفه ضمن الجيش الوطني السوري”. يشار إلى أن العناصر المنضوية تحت لواء ما يسمى بـ”الجيش الوطني السوري” ارتكبت انتهاكات عدة ضد المدنيين خلال العملية الأخيرة، وقد وثقت مقاطع فيديو بعضا من هذه الانتهاكات. ولا يعد الكشف جديداً، لكنه يوثق أحد الدواعش ليس إلا، فغالبية المسلحين ضمن مليشيات الاحتلال كانوا يقاتلون سابقاً ضمن داعش او النصرة، وتشير ممارسات المسلحين وتنكيلهم بجثامين الشهداء من قوات سوريا الديمقراطية او تصفيتهم للأسرى والمدنيين إلى جذورهم الداعشية بوضوح، إضافة إلى ترديد هؤلاء لشعارات داعش اثناء غزو عفرين ومناطق شرق الفرات.
كذلك، ذكرت مصادر متقاطعة في إقليم عفرين المُحتل، إن المعلمين من المستوطنين يطالبون الطالبات في المدارس الابتدائية بالإقليم، أن يرتدين الحجاب واللباس الشرعي (وهو جلباب اسود طويل). وأضافت المصادر إن المستوطنين الذين يعملون في سلك التعليم، هم في غالبهم يعملون في مدارس عفرين بموجب شهادات مُزورة في اعزاز، حيث تقوم هناك مكاتب متخصصة هناك بتزوير مختلف الشهادات عبر مهرها باختام مُزورة مُطابقة للاختام الموجودة لدى النظام السوري. وأضافت إن هؤلاء المستوطنين يقولون للطالبات الكرديات في الصفوف الابتدائية كصفوف الخامس والسادس (فتيات بعمر الـ 11 و 12 عام)، إنهن قد كبرن، وإن عليهن ارتداء اللباس الشرعي و”الاحتشام” على حد تعبيرهم. وذكرت مصادر إعلامية كردية إن عدد كبيراً من أهالي عفرين يمتنعون عن إرسال أبنائهم للمدارس، خوفاً من الحقد والعنصرية لدى المستوطنين وأبنائهم الذين لايكفون عن شتم وإهانة الكُرد بشكل مستمر، نتيجة الاحقاد التي يزرعها الاحتلال التركي والتنظيمات المتطرفة التابعة له كتنظيم الإخوان المسلمين. ويأتي الاجراء الأخير استكمالاً لإجراءات تغيير هوية عفرين الكُردية إلى أخرى مُشابهة لهوية الإخوان المتطرفة، حيث كانت مديرية التربية في مجلس الاحتلال المحلي التابع للاحتلال التركي، قد وزعت في نهاية سبتمبر\أيلول الماضي، استبياناً على المستوطنين من ذوي الطلاب تحت مسمى “رغبة ولي الطالب في تعليم طفله اللغة الكردية أم لا”، بهدف تخيير المستوطنين بدراسة اللغة الكردية من عدمها. وجاء ذلك الاستبيان بهدف إلغاء اللغة الكردية من مدارس إقليم عفرين، بما يتناسب مع سياسة التغير الديمغرافي المستمر منذُ إطباق الاحتلال التركي للمنطقة في آذار عام 2018، حيث يسعى مجلس الاحتلال المحلي، لإلغاء اللغة الكُردية من المنهاج والإكتفاء باللغة العربية والتركية كلغتين رسميتين، إلى جانب اللغة الانكليزية. وتجدر الإشارة إلى أن مجلس الاحتلال المحلي في ناحية جنديرس، كان قد أقدم مع بداية العام الدراسي الحالي، إلى فصل 24 مُدرساً ومُدرسة، بحُجة عدم حصولهم على شهادات علمية، وقام بتعيين آخرين من المستوطنيين عوضاً عنهم (من أصحاب الشهادات المُزورة).
في الثاني والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، أكد مصدران موثوقان لـ “عفرين بوست” أن المدعو “أبو يعقوب”، وهو أحد عناصر داعش المعروفين، قد شوهد وهو يتجول في مركز ناحية راجو بريف إقليم عفرين، بفستانه القصير الخاص بتنظيم داعش، والسلفيين كالقاعدة. كما شوهد مرة أخرى في “المحكمة العسكرية” التابعة للاحتلال مؤخراً،حيث أشارت بعض المواقع الإخبارية إلى عمله في أمنية راجو الذي يقودها المدعو خالد علوش “أبو سليمان” أحد متزعمي ميليشيا “أحرار الشرقية”. وأشارت المصادر إلى أن بلدة راجو والقرى التابعة لها تعج بعناصر داعش الذين لا يتوانون عن إظهار انتمائهم للتنظيم الإرهابي، من خلال ارتداء الفساتين القصيرة والمشي حُفاة في الشوارع، خاصة في صفوف ميليشيا “أحرار الشرقية” التي ينحدر أغلب مسلحيها من محافظات دير الزور والحسكة والرقة. ويعدُّ المدعو “أبو يعقوب” من أخطر عناصر داعش في دير الزور، وكان له الدور الأكبر في الإيقاع بأبناء محافظته أثناء فترة حكم داعش، ويعتبر من أوائل الملتحقين بصفوفه، حيث فرّ إلى مناطق الاحتلال التركي، ليلتحق بصفوف ميليشيا “أحرار الشرقية” في عفرين، بعد سقوط التنظيم في معقله الأخير “الباغوز” على يد قوات سوريا الديمقراطية.
في الرابع والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، استنكرت النساء الإيزيديات في مدينة حلب الجرائم التي يرتكبها الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، بحق النساء عامة والإيزيديات خاصة، وطالبن المنظمات الحقوقية والمعنية بالإنسان بمحاكمة هؤلاء المتطرفين واتخاذ الإجراءات اللازمة. وأصدر البيت الإيزيدي في حلب بياناً إلى الرأي العام وذلك أمام البيت الإيزيدي في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، قرأته الإدارية في البيت الإيزيدي رانيا جعفر، وجاء في نصه: “منذ مئات السنين تتعرض الديانة الإيزيدية لحملات الإبادة الجماعية، حيث كانت أقصاها أثناء الاحتلال العثماني الذي حاول طمس هذه الديانة، لأن بقاء الديانة الإيزيدية يعني استمرار المقاومة ضد الاحتلال، وبقاء اللغة والثقافة والتراث الكردي”. متابعةً: “ومنذ احتلال عفرين من قبل الدولة التركية الاستعمارية ومرتزقتها، قام الاحتلال بأبشع الجرائم بحق الحجر والشجر والبشر، إضافة للانتهاكات بحق المجتمع الإيزيدي من قتل وخطف واغتصاب، وفي الآونة الأخيرة ازدادت عمليات الخطف والقتل بحق المرأة الإيزيدية، حيث قُتلت الشابة نرجس داوود من قرية كيمار بدم بارد، وخُطفت الطفلة الإيزيدية رويا هنانو من قرية غزاوية مقابل دفع فدية مالية باهظة، حيث مُورس بحقها كافة أنواع التعذيب النفسي والجسدي”. وأردف البيان: “وعند غزوهم لشمال وشرق سوريا قاموا بكافة الانتهاكات الإجرامية بحق أهالي المنطقة بكافة مكوناتها، والقيام بأعمال العنف التي مارسوها على المرأة بشكل خاص كالشهيدة هفرين خلف وآمارا وبارين والتمثيل بجثثهن”. وأدانت النسوة باسم المرأة الإيزيدية بحلب “الأعمال الإجرامية التي يقوم بها الاحتلال التركي ومرتزقته بحق المرأة في روج آفا”، وطالبن كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية بوقف هذه الانتهاكات اللاإنسانية واللاأخلاقية بحق المرأة و”محاكمتهم واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم”.
موسم الزيتون..
في الاول من نوفمبر\تشرين الثاني، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم أن مسلحين من ميليشيا “أحرار الشرقية” قاموا بالاعتداء بالعصي على المزارع الكُردي “محمد خليل أبو نوري”، وطردوه من حقل الزيتون العائد له، ثم قاموا بعدها بجني المحصول أمام مرأى عينيه. وأشار المراسل أن السبعيني أبو نوري من أهالي قرية “كورزيليه\قرزيحيل”، يملك حقلاً يحوي أكثر من 1500 شجرة زيتون بالقرب من حي المحمودية في مركز مدينة عفرين.
في الخامس من نوفمبر\تشرين الثاني، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “بلبلة\بلبل” أن جماعة “الدكتور” التابعة لميليشيا “فرقة السلطان مراد”، والمتمركزة في قرية “قوتا/ قوطانلي” أقدمت على جني محصول نحو 50 شجرة زيتون عائدة للمواطن (ص.ب) من أهالي قرية “كيلا\كيلانلي” رغم تواجده في القرية. وأضاف المُراسل أن الحقل المستهدف يقع في جبل شيخ محمد الواقع شمال القرية.
في التاسع من نوفمبر\تشرين الثاني، أقدمت ميليشيا “جيش النخبة” على جني وسلب محصول حقل زيتون عائد لسيدة كُردية تدعى “شافو” وهي أرملة المتوفى “علي مجيد” من أهالي قرية “عمارا” التابعة لناحية “موباتا/معبطلي”، وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في الناحية. وأوضح المُراسل أن الحقل المستهدف يتكون من 225 شجرة زيتون، حيث جرى قطافها وسلبها رغم تواجد صاحبة الحقل في القرية. إلى ذلك، تفرض ميليشيا “جيش النخبة” اتاوات على مزارعي القرى الخاضعة لاحتلالها، والبالغ عددها 8 قرى في ناحيتي “موباتا\معبطلي” و”بلبلة\بلبل”، تبلغ قيمتها 150 ليرة سورية عن كل شجرة زيتون يمتلكها المواطنون الكُرد سواء كانت مثمرة في هذا الموسم أو لا! كما تفرض ذات المليشيا اتاوات أخرى على ملاك اشجار الزيتون في المعاصر الفنية. بدورها، تفرض ميليشيا “لواء صقور الشمال” أتاوة تبلغ 15% على محاصيل أهالي قرية كمروك أثناء عملية العصر في معصرة القرية، إضافة إلى اتاوات أخرى تُجبى عنوة تحت حجج مُختلفة.
في العاشر من نوفمبر\تشرين الثاني، أقدم مستوطنو قرية “تللف” التابعة لناحية جنديرس، من عوائل مسلحي ميليشيا “فرقة الحمزة” على سرقة محصول الزيتون في الحقول العائدة للمواطنيين (م.ح) و (ج.ح) وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في الناحية. ونوّه المُراسل أن المستوطنين أقدموا في وضح النهار على سرقة محاصيل نحو 200 شجرة زيتون في محيط قرية “تللف” دون أن تحرك نقطة ميليشيا “الحمزة” الموجودة في القرية ساكناً، في إشارة أن العملية تتم لصالحهم وبأمرهم.
مقاومة الاحتلال..
في الاول من نوفمبر\تشرين الثاني، علم مراسل “عفرين بوست” بوصول عدد من المسلحين الفارين من معارك شرق الفرات إلى مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل، بعد دفعهم لمبالغ مالية كبيرة لقاء إخراجهم من تلك المناطق. ونقل المراسل عن أحد المسلحين أنه استطاع الفرار من مناطق شرق الفرات، بعد دفعه مبلغ 4000 دولار أمريكي لقائد المليشيا التي ينتمي إليه، لقاء إخراجه من تلك المنطقة التي تشهد معارك طاحنة بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام من جهة والميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. وأكد المُراسل على لسان المسلح الفار، أن الاحتلال التركي يسمح فقط لمتزعمي الميليشيات بزيارة عائلاتهم التي تركوها في إقليم عفرين المحتل، بينما تحظر الزيارات على المسلحين العاديين. وأشار المراسل تأكيد مسلح أن الميليشيات الإسلامية تتلقى خسائر كبيرة في صفوفها، ما يشير إلى أن الاحتلال التركي يعمل للتخلص من هؤلاء المسلحين في تلك البقة الصحراوية، بالتنسيق مع الروس والنظام السوري. وأضاف المراسل الاحتلال التركي يعاقب المسلحين الرافضين للالتحاق بمعارك شرقي الفرات بقطع الرواتب عنهم وكذلك رفع الحماية عنهم، موضحاً أن مقبرة قرية “موسكيه” التابعة لناحية راجو شهدت يوم أمس، دفن أحد المسلحين المقتولين في معارك شرق الفرات. ومما يؤكد تلك المعلومات، عمل روسيا والنظام على استقدام تعزيزات عسكريية في نهاية سبتمبر، إلى مواقعها في مناطق الشهباء شمال سوريا بمحافظة حلب، حيث جلبت القوات الروسية مشافي ميدانية متنقلة وذخائر ومعدات لوجستية، إلى منطقة قريبة من منطقة تل رفعت بالقطاع الشمالي من الريف الحلبي.
في الثاني من نوفمبر\تشرين الثاني، بعد أن عاث فساداً ونهباً في القرى الخاضعة لسطوته واحتلال مليشيته وهي “فيلق الشام” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، وبعد أن نكل بالمدنيين من السكان الاصليين الكُرد في عفرين، نال المدعو “ابو عثمان الوعر” حسابه الذي يستحق، فقتل في معارك الكرامة التي تخوضها قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا ضد بقايا داعش والنصرة المسماة بـ “الجيش الوطني”. وكانت “عفرين بوست” قد تطرقت في الثلاثين من سبتمبر\أيلول المنصرم، إلى المدعو “الوعر”، حيث مارست المليشيا التي يقودها الاخير، شتى صنوف الانتهاكات والاعتداءات على البشر والحجر والشجر في قرية “علمدارا” التابعة لناحية راجو، القابعة تحت سطوه احتلاله، حيث تعاني تغييراً ديموغرافياً كبيراً وسلباً للأرزاق والممتلكات، في ظل مضايقات واسعة لمن تبقى من سكانها الكُرد الأصليين. واتخذت الميليشيا التي يتزعمها المدعو (أبو عثمان الوعر) ثلاثة منازل عائدة لمهجري القرية مقرات لها، وهي منازل كل من (مصطفى عكاش، عز الدين محمد وأحمد خليل)، إضافة لآخرين بالقرب من معصرة القرية، حيث للمدعو “أبو عثمان الوعر” معاونان هما (احمد ميزر وابو تركي) اللذان يبتزان المواطنين في كل شاردة وواردة.
في الثالث من نوفمبر\تشرين الثاني، قتل قيادي في صفوف المليشيات الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الوطني” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ، جراء استهداف سيارته بعبوة ناسفة بالقرب من قرية كلجبرين بريف حلب الشمالي. وذكرت وسائل إعلام مقربة من الميليشيات الإسلامية إن المدعو محمود حسين هنداوي، قد لقي حتفه بعد انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته في قرية كلجبرين التابعة لمدينة اعزاز. وأضافت تلك الوسائل، بأن المتزعم في ميليشيا “الجبهة الشامية” أصيب بجروح بليغة عقب الانفجار، حيثُ نقل إلى مشفى الراعي لتلقي العلاج، لكنه قتل بعد ساعات من ذلك. في سياق عمليات الاغتيالات، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه عثر، على جثة متزعم في ميليشيا “حركة أحرار الشام الإسلامية” مقتولاً، وهو ينحدر من مدينة حرستا بريف دمشق، دون الكشف عن تفاصيل أخرى حول هويته. وأشار المرصد بأن المتزعم قتل في ظروف غامضة قبل العثور عليه بالقرب من إحدى النقاط العسكرية التابعة لقوات النظام السوري غربي حلب، وهو مكبل الأيدي وعليه آثار تعذيب وطلقات نارية. وكان قد قتل ثلاثة مسلحين من ميليشيا الجيش الوطني وأصيب آخرون، بعد استهدافهم من قبل مجهولين على الطريق الواصل بين مدينة جرابلس وبلدة الغندورة، بريف حلب الشرقي.
في الرابع من نوفمبر\تشرين الثاني، أطلق اتحاد مثقفين إقليم عفرين الكُردي المُحتل، حملة لمقاطعة البضائع التركية في مناطق الشهباء شمال سوريا، وذلك عقب النجاح الباهر الذي حققته الحملة في إقليم كردستان العراق، والتي جائت في إطار حملات شبابية منها (قاطع تركيا). وجاءت الحملة بمبادرة اتحاد المثقفين وأطلقها اتحادات المجتمع المدني لمهجري عفرين في منطقة الشهباء، تحت مسمى (من أجل أطفالنا) لمقاطعة البضائع التركية. وتجول أعضاء من المجتمع المدني واتحاد المثقفين في قرى بلدات مناطق الشهباء، حاملين معهم منشورات تهدف لمقاطعة البضائع بعد توسع الغزو التركي من عفرين إلى شمال شرقي سوريا. ونظم ناشطون أكبر مبادرة في إقليم كردستان مع بدء الغزو التركي لشمال شرق سوريا، حيث شهدت مدن الاقليم حملات توعية دعت لمقاطعة المنتجات والبضائع التركية واستبدالها بمنتجات دول أخرى. وكانت المدن الكردية قد شهدت مبادرات مماثلة إبان الغزو التركي ضد إقليم عفرين الكردي في عام 2018، لكنها لم تستمر وبقت كمبادرات مؤقتة تلاشت لاحقا، في حين يدعو النشطاء حالياً لأن تكون المقاطعة دائمة. وفي هذا السياق، قال المواطن “أكرم” وهو مُهجر من عفرين إنه يتوجب على المواطنين الكرد خصوصاً في سوريا واقليم كردستان واوروبا بجعلها فعلاً دائماً، عبر الامتناع الدئام عن شراء البضائع التركية وعدم ربطها بحملات شبابية فقط، فتركيا تعادينا على الدوام وكيفما استطاعت. كما ناشد “اكرم” شعوب المنطقة في الخليج العربي والاردن ومصر واوروبا بتعزيز علاقتهم التجارية مع المناطق الكردية وقطع الطريق امام التجارة التركية، إضافة إلى مناشدتهم بمقاطعة كل ما له صلة بتركيا.
كذلك، قالت “قوات تحرير عفرين”، في بيان لها أن قواتهم نفذت بتاريخ الثالث من شهر تشرين الثاني الجاري عملية عسكرية ضد قوات جيش الاحتلال التركي ومسلحي المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، في قرية (فيلات القاضي) في ناحية “شرا\شران” ما أسفر عن مقتل مسلح احد. وفي ذات اليوم، نفذت القوات عمليتين عسكريتين في قريتي “جلبريه\جلبل” و”باصلي\باصحايا” في ناحية شيروا دون معلومات عن عدد قتلى جيش الاحتلال التركي ومسلحيه. كما نفذت القوات عمليتين عسكريتين في قرية كلجبرين التابعة لمنطقة إعزاز، استهدفت جيش الاحتلال التركي ومسلحيه، واسفرت العملية عن مقتل مسلحين اثنين على الأقل. وذكر “قوات تحرير عفرين” أن جيش الاحتلال التركي ومسلحيه قصفوا قرى “سوغانكي\صاغونة”، و”آقيبة\عقيبة” و”بينيه\ابين” في ناحية شيراوا وقرى المالكية وشوارغة وقلعة شوارغة في ناحية شرا الآهلة بالسكان.
كذلك، أعلن الاحتلال التركي، مقتل أحد جنوده إثر انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق بشمال شرق سوريا، وبمقتل الجندي، ترتفع حصيلة قتلى جيش الاحتلال التركي منذ بدء توغله في شرق الفرات إلى 14 قتيلا. ويستهدف التوغل التركي في شمال سوريا منع استحواذ مكونات الشمال السوري من الكرد والعرب والاشور والسريان على حقوقهم، من خلال محاولة إجهاض “الإدارة الذاتية”. كما يسعى لزرع جسم غريب بين مكونات المنطقة الذين لطالما عاشوا معاَ دون مؤرقات، وذلك من خلال استجلاب ذوي المسلحين التابعين لتنظيم الإخوان المسلمين وتوطينهم في اراضي السكان الاصليين. وسبق أن طبق الاحتلال التركي ذات السياسة في عفرين، فهجر أكثر من 75% من سكانها الاصليين الكُرد، وشجع استيطان ذوي المسلحين بدلاً عنهم، في حين يتنظر اهالي عفرين في الشهباء وحلب وغيرها من اماكن التهجير القسري لتحرير ارضهم والعودة إليها وإخراج المستوطنين.
في السابع من نوفمبر\تشرين الثاني، واصل تقاطر مواكب مصابي وقتلى الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، على إقليم عفرين الكُردي المُحتل، بعد الضربات التي يتلقونها في المعارك الضارية بينهم وبين قوات سوريا الديمقراطية في ريفي “كري سبي\تل أبيض” و”سريه كانيه\رأس العين”. وفي هذا السياق، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم أن مقبرة قرية باسوطة في ناحية شيراوا، شهدت الأسبوع الماضي، دفن 24 مسلحاً من ميليشيا “فرقة الحمزة”، كانوا قتلوا في معارك شرفي الفرات، منوها أنه كان بين القتلى متزعمان اثنان للمليشيا. كما نقل مراسل مراسل الموقع في ناحية “بلبلة\بلبل” عن سكان محليين أن البلدة شهدت وصول قتيلين اثنين من ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، مضيفاً أن متزعماً كبيراً أصيب بتتر في الساقين وصل أيضاً لمركز الناحية.
في التاسع من نوفمبر\تشرين الثاني، اشارت “قوات تحرير عفرين” إنها نفذت عملية نوعية ضد مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، مما اسفر عن القضاء على 3، وإلقاء القبض على آخر، بالإضافة إلى الاستيلاء على كمية من الأسلحة. وأصدرت القوات بياناً للرأي العام، كشفت فيه عن حصيلة عملية نفذتها قواتهم الجمعة، في قرية مريمين التابعة لناحية “شرا\شران” بريف إقليم عفرين المُحتل. وقالت القوات إنها نفذت عملية تسلل على مواقع المسلحين التابعين لمليشيا الفيلق الثالث، ومليشيا “الجبهة الشامية”، مسفرةً عن مقتل ثلاثة مسلحين، بالإضافة إلى إلقاء القبض على آخر. كما نوه البيان، بأن المقاتلين استولوا على كميات من الاسلحة، وهي: “أربعة أسلحة من نوع AK-47، سلاح من نوع RPG-7، بالإضافة إلى رشاش من نوع BKC.
كذلك، رصد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم مساء الجمعة، وصول سيارتي إسعاف محملتين بجثث قتلى الميليشيات الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الوطني” إلى مشفى الشهيد فرزندا العسكري. وقتل هؤلاء المسلحون في المعارك الدائرة بينها وبين قوات سوريا الديمقراطية في أرياف مدينتي “رأس العين/سريه كانييه” و”تل أبيض/كري سبي”. وأشار المُراسل أن عدد جثث القتلى كانت بحدود الـ 10، حيث كانت ملفوفة بالراية الخاصة بمبلشيا “فيلق الشام”، المُشارك في غزو واحتلال مناطق شرق الفرات. وكانت مليشيا “جيش الإسلام” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين قد اكدت في السادس من نوفمبر الجاري، مقتل متزعم بارز في صفوفها خلال المعارك الدائرة بين “قوات سوريا الديمقراطية” والمليشيات الإسلامية في ريف مدينة “سريه كانيه\رأس العين” بشمال سوريا. ونشرت حسابات قريبة من المليشيا بياناً على “تويتر” أكدت فيه “مقتل المدعو “وضاح التركي أبو عمر”، متزعم مليشيا اللواء 257 على المحور الشرقي لمدينة “سريه كانيه\رأس العين” ضمن غزوة نبع السلام ضد وحدات حماية الشعب.
كذلك، مع توسع انتفاضة الحجارة والاحذية التي يلاقي بها اهالي مناطق شمال سوريا ممن تتجول فيها الدوريات العسكرية الروسية برفقة عربات عسكرية تابعة للاحتلال التركي، ضمن الاتفاق الروسي التركي في سوتشي والقاضي بوقف الغزو مانسحاب قسد لـ 30 كم في عمق الاراضي السورية، أبدى اهالي عفرين الصامدون داخلها ابتهاجهم بتلك الانتفاضة. وفي هذا السياق، قال المواطن “ابو بيروز\تسم مستعار” لـ “عفرين بوست”: “نحن فخورون جداً بما يلاقيه الاحتلال التركي على يد امهاتنا واطفالنا، شبابنا وشاباتنا، الذين يرفضون أن يدنس العدو ارضهم دون أن يجد تلك الاحذية والحجارة في استقبالهم”. مضيفاً: “هذه هي الشعوب الحرة، التي وإن كابرت على جراحها وسمحت للغزاة بالمرور لسحب الحجة منه في غزوه، لكنه لن يلاقي منا ما لاقاه لدى العبيد الذين حملوا دون ادنى شعور بالخجل، الاعلام التركي في استقبال من جاء يحتلهم، وهو ما حدث في جرابلس واعزاز وادلب وباقي المناطق المحتلة”. اما الشابة “استير\اسم مستعار” فأضافت من جانبها لـ “عفرين بوست”: “ذكرتنا المقاومة البيضاء في ديريك وسرمساخ وجل آغا وغيرها من مناطق الجزيرة بالمقاومة التي ابديناها في مقاومة الاحتلال التركي في عفرين، لقد قاومنا على مدار شهرين ايضاً مقاومة بيضاء إلى جانب اخوتنا المقاتلين، كنا في حالة استنفار بغية تأمين وجبات الطعام لهم، إضافة إلى التكاتف بين اهالي عفرين بين استقبال النازحين من القرى”. وشهدت عفرين إبان الغزو التركي عليها من العشرين يناير إلى الثامن عشر من مارس العام 2018، تكاتفاً ملحمياً بين أهاليها، حيث استقبل كل بيت عفريني حينها عدة بيوت من نازحي القرى، وفي كثير من الحالات كان يضطر ذوو البيت إلى المبيت في مرافق منازلهم لاستضافة ضيوفهم داخل بيوتهم. وعلى صعيد دعم المقاومة العسكرية، عمدت الامهات العفرينيات إلى تشكيل مطابخ جماعية، سعت إلى تامين الوجبات بشكل متواصل للمقاتلين في الجبهات الامامية، حيث كانت الامهات يقمن باعداد الطعام على مدار الساعة. اما مؤسسات الإدارة الذاتية، فبقيت تؤدي مهامها حتى اليوم الخامس والاربعين من الغزو تقريباً، ولعل ما كان لافتاً حينها، إنه ورغم الغزو، بقيت المؤسسات الخدمية كالبلدية على رأس مهامها، حيث بقيت المدينة نظيفة خلال فترة الغزو رغم التضخم السكاني الذي اصاب مركز الإقليم، إلى جانب تخفيض الإدارة الذاتية حينها لاسعار المواد الاساسية كالخبز.
في العاشر من نوفمبر\تشرين الثاني، تظاهر الآلاف من أهالي عفرين الاصليين الكُرد، المهجرين في الشهباء، بسبب الهجوم التركي على إقليم عفرين، رفضاً لاحتلال جيش الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة للإخوان المسلمين على مناطق شمال سوريا وعفرين. واحتشد آلاف المهجرين من أهالي عفرين، والقاطنين حالياً بصفة مؤقتة في تل رفعت التابعة للشهباء، في مظاهرة رفضوا فيها تهديدات الاحتلال التركي بغزو المناطي التي هجروا إليها. وقالت مصادر إعلامية إن المظاهرة إنطلقت من ساحة البازار مروراً بالشوارع الفرعية لتل رفعت، حيث ردد خلالها المتظاهرون شعارات تنادي بـ”تحرير عفرين” وسط زغاريد وتصفيق الأمهات على وقع الأغاني الثورية. بدوره ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المهجرين رددوا “إن كانت عوائل تل رفعت في عفرين تريد العودة لديارهم، فليخرجوا من أراضينا ليعودوا هم أيضاً لديارهم”. ويطالب مهجرو عفرين بخروج الاحتلال التركي ومليشياته من أرضهم، وبدأت الاربعاء الماضي، أحزاب سياسية في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، بإطلاق حملة جمع تواقيع، للمطالبة بعودة أهالي عفرين المهجرين قسراً نتيجة هجمات الاحتلال التركي إلى ديارهم، ولإرسالها إلى القنصلية الروسية. وتهدف الحملة وفقاً للقائمين عليها، لإظهار رفض الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال التركي بحق السكان الاصليين الكُرد في عفرين، إضافة لإيصال صوت أهالي عفرين للمحافل الدولية والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان حول ما يحدث من انتهاكات من قبل تركيا ومليشياتها في إقليم عفرين الكُردي المُحتل.
كذلك، أكدت مصادر متقاطعة لمراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم الكُردي المُحتل، إن مسلحي الاحتلال باتوا يختبئون في بيوتهم، خشية ارسالهم إلى شرق الفرات، خاصة مع توالي وصول جثث قتلى المليشيات إلى عفرين. وفي هذا السياق، يختبئ مسلحو المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين في بيوتهم أو لدى اقربائهم في عفرين، للتهرب من ارسالهم إلى معارك شرق الفرات التي يخوضها الاحتلال التركي ضد قوات سوريا الديمقراطية، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي لم يلتزم به الاحتلال ومسلحوه. واشارت المصادر أن عدداً كبيراً من المسلحين يتوارئ حالياً عن الانظار خشية ضبطه من قبل متزعمي وباقي اعضاء المليشيات التي يعملون فيها كـ “قتلة مأجورين”، حيث يتقاضى هؤلاء مرتبات من مليشياتهم لقاء اعمال الترهيب والقتل والتنكيل التي يمارسونها في عفرين، لكن الحال تبدلت في شرق الفرات، حيث يواجه هؤلاء مخاطر مُحدقة بالموت، ما يدفع بالكثير منهم للعزوف عن الذهاب لتلك المناطق. ومع استمرار المواجهات المسلحة في ريف تل تمر وريف عين عيسى، يستمر وصول جثث قتلى المليشيات الإسلامية إلى عفرين، حيث رصد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم مساء الجمعة، وصول سيارتي إسعاف محملتين بجثث قتلى الميليشيات الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الوطني” إلى مشفى الشهيد فرزندا العسكري. وتضمنت السيارتان عدداً من جثث القتلى بحدود الـ 10، وكانت ملفوفة بالراية الخاصة بمبلشيا “فيلق الشام”، المُشارك في غزو واحتلال مناطق شرق الفرات. بدورها، كانت مليشيا “جيش الإسلام” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين قد اكدت في السادس من نوفمبر الجاري، مقتل متزعم بارز في صفوفها خلال المعارك الدائرة بين “قوات سوريا الديمقراطية” والمليشيات الإسلامية في ريف مدينة “سريه كانيه\رأس العين” بشمال سوريا.
كذلك، دفنت ميليشيا “أحرار الشرقية”، 3 من مسلحيها ممن قتلوا في المعارك التي يخوضها مسلحو الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين في شرق الفرات ضد قوات سوريا الديمقراطية. وقال مراسل “عفرين بوست” في الناحية أن ميليشيا “الشرقية” دفنت ثلاثة من مسلحيها القتلى في إحدى مقابر مدينة جنديرس بريف إقليم عفرين المُحتل، وسط إطلاق كثيف للرصاص، ما يرجح وجود متزعمين بينهم. وشهدت مدينة جنديرس ليلة أمس أيضاً، إطلاق أعيرة نارية مع وصول جثث القتلى من المسلحين الذين يشاركون في الغزو التركي لمناطق شمال وشرق سوريا، تحت مسمى “نبع السلام”. وخلال مشاركتهم في غزو مناطق شرق الفرات، نشر مسلحو المليشيا في منتصف أكتوبر الماضي، مقطعاً مصوراً أظهر انتشار مسلحيه على الطريق الدولي، وتنفيذهم إعدام ميداني بحقق عدد من ركاب السيارات الذين وقعوا بين أيدي هؤلاء. وأظهرت المشاهد حينها المسلحين وهم يتباهون بقتل الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل وهي المهندسة الكُردية السورية هفرين خلف (36 عاما) ويصفونها بألفاظ مسيئة.
في الحادي عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقيم عفرين الكُردي المُحتل، إن بوادر الارتياح بدأت تظهر على سكان مركز المدينة عقب توجه غالبية المسلحين إلى مناطق شرق الفرات، مما تسبب بانخفاض كثافتهم مقارنة مع السابق. وارسل الاحتلال التركي اعداد كبيرة من المسلحين للقتال كمُشاة في الخط الاول، حيث لا يدخل الاحتلال جنوده إلى المعارك إلا بعد أن يتم احتلال المنطقة المستهدفة من قبلهم، في سبيل سعيه لحماية جنوده، فيما يقتل العشرات من مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين. واضاف المراسل أنه لاحظ خلال الشهر المنصرم، والذي شهد بدأ الغزو التركي لمناطق تمتد من “سريه كانيه\راس العين” إلى “كري سبي\تل ابيض”، حالة من الاتياح لدى السكان الاصليين الكرد في عفرين، تمثلت في تمكنهم من زيارة اقرانهم و جيرانهم، وهو أمر كان ممنوعاً عليهم بسبب مضايقات الاحتلال ومسلحيه. ويخشى المسلحون من اجتماع اي عوائل كردية في لقاءات اسرية، كونهم يدركون أنهم قوة احتلال عسكري، وبالتالي يخاف هؤلاء من خروج الامور من تحت سيطرتهم، فيما لو تمكن السكان الاصليون من تنظيم صفوفهم. وسبق أن اقتحمت المليشيات الإسلامية بطريقة همجية قرىٍ واجه اهلها انتهاكات المسلحين بشكل مشترك، كما حصل في قرية كفر صفرة التابعة لناحية جنديرس، التي شهدت منتصف سبتمبر، مداهمة وخطف للعشرات من سكانها الكُرد، نتيجة تصديهم للمسلحين. كما انخفض تعداد المسلحين في عفرين، نتيجة اختبائهم، حيث كشفت مصادر متقاطعة يوم أمس الاحد، إن مسلحي الاحتلال يختبئون في بيوتهم، خشية ارسالهم إلى شرق الفرات، خاصة مع توالي وصول جثث قتلى المليشيات إلى عفرين. واشارت المصادر أن عدداً كبيراً من المسلحين يتوارئ حالياً عن الانظار خشية ضبطه من قبل متزعمي وباقي اعضاء المليشيات التي يعملون فيها كـ “قتلة مأجورين”، حيث يتقاضى هؤلاء مرتبات من مليشياتهم لقاء اعمال الترهيب والقتل والتنكيل التي يمارسونها في عفرين، لكن الحال تبدلت في شرق الفرات، حيث يواجه هؤلاء مخاطر مُحدقة بالموت، ما يدفع بالكثير منهم للعزوف عن الذهاب لتلك المناطق.
كذلك، خرجت مظاهرة قبل اربعة ايام، في قرية “خليلاكا /خليلاك أوشاغي”، احتجاجاً على اتاوات يعتزم المجلس المحلي التابع للاحتلال في ناحية “بلبل/بلبلة” فرضها على أهالي القرية، تحت مسمى ضرائب. وقال مراسل “عفرين بوست” في الناحية، أن العشرات من أهالي قرية خليلاكا خرجوا في تظاهرة أحتجاجاً على تلك الاتاوات الجديدة التي يعتزم مجلس الاحتلال في الناحية فرضها عليهم، وعلى أهالي قرى (قوطا وبركاشيه)، بحجة تأمين مستلزمات تشغيل البئر الارتوازية، لتزويد تلك القرى بالمياه. وأوضح المراسل أن مجلس الاحتلال يريد جباية ضريبة مقدارها /16/ ألف ليرة سورية من كل منزل، بذريعة تأمين المصاريف من محروقات وتصليح بئر “قوطا” الذي يزود القرى الثلاثة بالمياه، رغم أن جمعية بهار الاغاثية هي التي تتكفل بتشغيل البئر ودفع تكاليفه بموجب عقد مدته ستة أشهر.
كذلك، قالت “قوات تحرير عفرين” في بيان صادر عنها، أن وحداتهم نفذت بتاريخ 10 تشرين الثاني عملية عسكرية ضد تجمع لمليشيات جيش الاحتلال التركي في قرية عنابكي في ناحية شرا. واسفرت عن تدمير سيارة جيب ومقتل 4 مسلحين متطرفين وإصابة آخر من مليشيات ما يعرف بـ (الجيش الوطني\المتشكل من بقايا داعش والنصرة). متابعةً إنها وفي نفس اليوم، نفذت عملية عسكرية ضد المليشيات التركية في قرية مرعناز في ناحية شرا، وأسفرت العملية عن مقتل مسلح متطرف. ونوهت قوات تحرير عفرين في بيانها إلى تكثيف طائرات الاستطلاع التابعة لجيش الاحتلال التركي لطلعاتها في سماء مناطق مقاطعتي عفرين والشهباء.
في الثالث عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، قالت وسائل إعلام محلية في إقليم كردستان العراق، إن حملة مقاطعة البضائع التركية متواصلة وقد بدأت تؤتي أكلها، من خلال ملاحظة تراجع المبيعات في المحال التجارية التي تعتمد على البضائع التركية. وبينت تلك الوسائل إن المطاعم التركية المنتشرة بكثرة في الإقليم، بدأت تشهد في الشهر الاخير كساداً كبيراً في مبيعاتها، وهو ما بات يدفع كثيراً من مدرائها للتفكير بإغلاقها. وذكر عاملون في تلك المطاعم، أن ايام العطل في الإقليم كالجمعة والسبت إضافة ليوم الاحد، كانت تشهد عادة ازدحاماً كبيرة لديهم، لكنهم في الشهر الاخير يستقبلون عدداً محدوداً من الرواد. وقال أحد العاملين أن الزبائن الكُرد يقولون لاصحاب تلك المطاعم أن اصدقائهم يقاطعون البضائع التركية وبالتالي فإنهم يفضلون التوجه لمطاعم أخرى محلية لا تقدم الوجبات او البضائع التركية. ويشير مراقبون أن استمرار اهالي إقليم كردستان العراق في حملتهم لمقاطعة البضائع التركية ستؤدي غالباً في حال استمرارها شهراً آخر، إلى إغلاق المطاعم التركية، وهو ما يبدو أن القائمين على حملات مقاطعة تركيا يسعون له. وفي السابق، كانت البضائع التركية غازية للاسواق في اقليم كردستان، لكن حملات العدوان التركي على مناطق روجافا وشمال سوريا دفعت نشطاء مدنيين لإطلاق حملة #قاطع_تركيا سعياً لمنع تنفع الاحتلال التركي من ابناء الشعب الكردي. ولا تقتصر الحملة على إقليم كردستان، إذ يقاطع ابناء الشمال السوري بمختلف مكوناتهم البضائع التركية، كما أن الدعوة وجهت للمواطنين العرب في مصر والخليج العربي والاردن وشمال افريقيا، وكذلك شعوب اوروبا وامريكا، بحيث يقاطع الجميع كل ما له صلة بتركيا.
في الرابع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، أن نحو 200 مستوطنة من زوجات وذوي المسلحين، نظمن تظاهرة احتجاجية في شارع طريق راجو بحي المحمودية، للمطالبة بلم شملهن مع أزواجهن الذين يشاركون في الغزو التركي لمناطق “رأس العين/سريه كانيه” و”تل أبيض/كري سبي”. وأكد المراسل أن جنود الاحتلال التركي قاموا بتفريق التظاهرة بالقوة ومنعها من التقدم صوب مبنى السراي، الذي تتمركز فيها قيادة قوات الاحتلال، مشيراً إلى أن المُحتجات يطالبن بالالتحاق بأزواجهنّ أو إعادتهم إليهن في عفرين المُحتلة. يأتي ذلك وسط سيادة حالة صدمة، يأس وخوف تسود أوساط المسلحين المتبقين في عفرين، أو تواري بعضهم عن الأنظار، مع استمرار توافد جثث قتلى المليششيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، من معارك شرق الفرات مع قوات سوريا الديمقراطية. وتستقبل مشافي الإقليم المُحتل يومياً جثث القتلى القادمة من شرق الفرات، حيث يتم دفن القتلى ليلاً وسط تكتم شديد، خاصة في مقابر مدينة جنديرس وبلدة معبطلي وحي الزيدية في مدينة عفرين.
كذلك، للمرة الثانية على التوالي، خلال أقل من 24، شهد حي المحمودية في عفرين، خروج تظاهرة من قبل المُستوطِنات من زوجات وأمهات مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، والذين يعملون كـ “قتلة مأجورين” ضد مكونات الشعب السوري في شمال شرق سوريا، حيث تدور المعارك مع قوات سوريا الديمقراطية. وذكر مراسل “عفرين بوست” أن التظاهرة الاحتجاجية التي انطلقت في حي المحمودية، بدأت بالقرب من كازية داديكو على الطريق العام، بمشاركة نحو 30 امرأة، جلهم من ذوي مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية”، التي تشارك بعدد كبير من المسلحين في الغزو التركي على مناطق شمال شرق سوريا. ورددت النسوة شتائم طالت متزعمي الميليشيات الإسلامية والاحتلال التركي، حيث طالبن بإعادة أزواجهن وأبنائهن من معارك شرق الفرات، في ظل وصول المزيد من جثث القتلى إلى عفرين. وتأتي مُظاهرات المُستوطِنات من ذوي المسلحين، في ظل سيادة حالة صدمة، يأس وخوف بين أوساط المسلحين المتبقين في عفرين، أو تواري بعضهم عن الأنظار، مع استمرار توافد جثث قتلى المليششيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، من معارك شرق الفرات مع قوات سوريا الديمقراطية. وتستقبل مشافي الإقليم المُحتل يومياً جثث القتلى القادمة من شرق الفرات، حيث يتم دفن القتلى ليلاً وسط تكتم شديد، خاصة في مقابر مدينة جنديرس وبلدة معبطلي وحي الزيدية في مدينة عفرين. واشارت مصادر “عفرين بوست” سابقاً، أن عدداً كبيراً من المسلحين يتوارئ حالياً عن الانظار خشية ضبطه من قبل متزعمي وباقي اعضاء المليشيات التي يعملون فيها كـ “قتلة مأجورين”، حيث يتقاضى هؤلاء مرتبات من مليشياتهم لقاء اعمال الترهيب والقتل والتنكيل التي يمارسونها في عفرين، لكن الحال تبدلت في شرق الفرات، حيث يواجه هؤلاء مخاطر مُحدقة بالموت، ما يدفع بالكثير منهم للعزوف عن الذهاب لتلك المناطق.
في الخامس عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، قالت “قوات تحرير عفرين” إنها تمكنت من قتل 4 مسلحين من المليشيات التركية، خلال عمليتين نوعيتين نفذتهما قواتها ضد جيش الاحتلال التركي وعملائه في عفرين، والمنطقة الواقعة بين مدينتي الراعي وإعزاز. وأصدرت “قوات تحرير عفرين” بياناً إلى الرأي العام بخصوص العمليات التي نفذتها خلال الأيام الماضية، ضد جيش الاحتلال التركي وعملائه في عفرين. وقالت القوات في بيانها: “في إطار عملياتها الانتقامية ضد جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، نفذت قواتنا عمليتين نوعيتين في عفرين وفي المنطقة الواقعة ما بين مدينتي الراعي وإعزاز”. وفي التفاصيل، قالت القوات: “في الـ 13 من تشرين الثاني الجاري، نفذت قواتنا عملية ونصبت كميناً لمرتزقة تركيا في المنطقة الواقعة ما بين مدينتي الراعي وإعزاز، قتل فيها مرتزقان اثنان. متابعةً: “وفي الـ 14 من تشرين الثاني الجاري، نفذت قواتنا عملية ضد مرتزقة شهداء بدر في ناحية ماباتا التابعة لمدينة عفرين، قتل خلالها مرتزقان اثنان”.
في السادس عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، أن جنود الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، قد أقدموا على تفريق مجموعة من النساء المستوطنات، كن تجمعن في حي المجمودية للمطالبة بلم شملهن مع أزواجهن وأبنائهن، الذين يشاركون في الغزو التركي لمناطق شمال وشرق سوريا. وأوضح المُراسل أن جنوداً أتراك ومسلحين من ميليشيا “فرقة الحمزة”، قاموا بتفريق مجموعة مُستوطِنات (من ذوي مسلحي “أحرار الشرقية”)، كن خرجن للتظاهر بهدف المطالبة بإرسالهن إلى مناطق “سريه كانيه\رأس العين” و”كري سبي\تل أبيض”، أو إعادة أبنائهن وأزواجهن المسلحين إلى عفرين المحتلة. وتشهد عفرين قدوم المزيد من جثث القتلى الذين يُفتك بهم خلال معارك التصدي للغزو التركي لمناطق شمال وشرق سوريا، حيث أكد مراسل “عفرين بوست” اليوم السبت، تشييع قتيلين من أمام مقر ميليشيا “فرقة السلطان مراد” في حارة النوفوتيه وسط المدينة، وتم دفنهما في مقبرة حي الزيدية. ويأتي ذلك بالتزامن مع تعمد الكثير من مسلحي الميليشيات الإسلامية إلى التخفي والتواري عن الأنظار هرباً من حملات التجنيد التي يسعى من خلالها الاحتلال التركي لسحب المزيد من المسلحين إلى معارك شرق الفرات رغم إدعاء الاحتلال التركي التزامه بوقف إطلاق النار مع قوات سوريا الديمقراطية.
في السابع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، أعلنت “قوات تحرير عفرين” في بيانٍ نشرته، أنها تمكّنت من قتل مرتزق كان يعمل كمترجم في قاعدة للاحتلال التركي في محيط بلدة الراعي بريف حلب. وقالت “قوات تحرير عفرين” في البيان إنها نفذت، يوم السبت، عملية استهدفت مرتزقاً يعمل كمترجم في قاعدة لجيش الاحتلال التركي في بلدة الراعي المحتلة بريف حلب الشمالي. كما ذكر البيان أن الطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع مستمرة بالتحليق في سماء مناطق الشهباء وعفرين دون توقف.
في الواحد والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، واصل الاحتلال التركي سحب المزيد من مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة له ولتنظيم الإخوان المسلمين، من إقليم عفرين الكُردي المُحتل، وزجهم في عدوانه على مناطق شمال وشرق سوريا. وأفاد مراسل “عفرين بوست” أنه شاهد انطلاق 30 حافلة محملة بالمسلحين الإسلاميين من وسط مدينة عفرين، وهم يتوجهون إلى معارك شرق الفرات للالتحاق بالمعارك الجارية هناك، وسط قدوم المزيد من القتلى وطغيان حالة من الصدمة والرعب في أوساط الميليشيات الإسلامية التي تُعرف بـ “الجيش الوطني” التابعة لتنظيم الاخوان المسلمين. إلى ذلك أفاد مراسلو “عفرين بوست” أن الاحتلال التركي أبلغ عدد من متزعمي تلك الميليشيات للالتحاق بمعارك العدوان التركي على مناطق رأس العين/سريه كانيه وتل أبيض/كري سبي، إلا أن العديد منهم يأبى ذلك، ويتوارى عن الأنظار، وبينهم “نعيم” متزعم ميليشيا “الجبهة الشامية” في حي الأشرفية بعفرين، والمدعو “الدكتور” متزعم ميليشيا “فرقة السلطان مراد” في ناحية “بلبلة\بلبل”. وأكد المُراسلون أن طريق إعزاز – عفرين يشهد حركة ملفتة يومياً لسيارات الإسعاف التي تنقل قتلى ومصابي تلك الميليشيات في معارك شرقي الفرات، مشيرين إلى وصول جثة متزعم كبير في ميليشيا “الفرقة 23” الأربعاء، حيث جرى افتتاح خيمة عزاء له بالقرب من “مبنى وكالة هاوار” سابقاً، الكائن خلف الكراج القديم، خيت يقع مكان إقامته. وأشار المراسلون إلى أن أغلبية القتلى هم في صفوف ميليشيات “فرقة السلطان مراد” و”أحرار الشرقية” و”فرقة الحمزة” التي تشارك بقوة في العدوان التركي على مناطق شمال وشرق سوريا.
في الرابع والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، دفنت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، خلال الأيام الثلاث الأخيرة فقط، 17 قتيلاً في عفرين، بعد لقوا حتفهم خلال عدوانهم في معارك الغزو التركي ضد مناطق شمال وشرقي سوريا، وفقا لما رصده مراسل “عفرين بوست” من وقائع تشييع القتلى في مركز الإقليم المُحتل. ففي يوم الخميس الموافق للــــواحد والعشرين من نوفمبر ، شهدت مقبرة “كرسانة” دفن عشرة قتلى من ميليشيا “لواء المعتصم” بينهم المتزعم “عبد المحسن الفتّال”، حيث إنحدر غالبية هؤلاء القتلى من مدينة حمص. بدورها، دفنت ميليشيا “فرقة السلطان مراد” يوم الجمعة، أربعة قتلى من مسلحيها في مقبرة الزيدية وسط مدينة عفرين، كما جرى افتتاح مراسم عزاء لثلاثة قتلى من جماعة “الأوسو” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية” في حي الأشرفية بعفرين.
في الخامس والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، رصد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، ظهيرة، وصول جثث ثمانية عشر قتيلاً من مسلحي الميليشيات الإسلامية المُشاركة في الغزو التركي على مناطق شمال وشرق سوريأ إلى عفرين. وأكد المُراسل أن القتلى ينتمون لميليشيا “الجبهة الشامية”، وكانوا محملين على متن ثلاث عربات من نوع “تويوتا” كانت في طريقها إلى مشفى “الشهيد فرزندا العسكري”، لوضعها في ثلاجات الموتى تمهيداً لدفنها في أراض الإقليم المحتل.
كذلك، نفذت “قوات تحرير عفرين” عدة عمليات نوعية في إطار عملياتها الانتقامية ضد قوات الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين في كل من عفرين ومدينة إعزاز، حيث تمكنت من قتل عدد من جنود الاحتلال التركي والمسلحين، وأصابة عدد آخر. وفي هذا السياق، أصدرت القوات بياناً إلى الرأي العام حول سلسلة عملياتها في كل من عفرين وإعزاز، وجاء في نصه: “في أطار عمليات قواتنا الانتقامية ضد الاحتلال التركي ومرتزقته في إقليم عفرين ومدينة إعزاز، نفذت قواتنا عدة عمليات نوعية”. متابعةً: “في الـ23 من تشرين الثاني، نفذت قواتنا عملية في قرية مريمين التابعة لناحية شرا ضد موقع لجنود الاحتلال التركي، أصيب على أثرها 9 جنود للاحتلال إصابة أثنان منهما خطيرة”. مردفةً: “وفي قرية خزيوي التابعة لناحية شيروا نفذت قواتنا عملية ضد قوات الاحتلال التركي، وبنتيجتها قتل مرتزقتان أحدهم يدعى إبراهيم موسى العلي من مدينة إدلب. وفي نفس التاريخ نفذت القوات في ريف مدينة إعزاز عملية ضد قوات الاحتلال التركي، وأصيب في العملية 3 مرتزقة”. مستطردةً: “وبعد تنفيذ قواتنا لهذه العمليات، أقدم الاحتلال التركي ومرتزقته على استهداف قرى مالكية، مرعناز، شيخورزي، قلعة شيخورزي وعلقمية التابعية لناحية شيرا، بقذائف الهاون بشكل مكثف”.
في السادس والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، طالبت قوات الاحتلال التركي متزعمي الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيش الوطني، الجيش الحر) في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، بتأمين دفعة جديدة من المسلحين، بغية سوقهم إلى معارك الغزو في شرق الفرات. وقال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، إن قوات الاحتلال التركي طالبت بنحو ألفي مُسلح من المليشيات المتواجدة في عفرين، لنقلهم إلى جبهات القتال لجانب الغزو التركي على شرق الفرات. وأشار المراسل بأن الكثير من المسلحين يتعمدون التواري عن الأنظار، والتخلي عن البدلات العسكرية وحلق لحاهم، خاصة مع قدوم مزيد من قتلى تلك المليشيات المسلحة من شرق الفرات إلى عفرين.
كذلك، قالت “قوات تحرير عفرين” في بيان كتابي اصدرته، أن قواتهم نفذت بتاريخ 25 تشرين الثاني عملية عسكرية ضد مواقع مسلحي مليشيا “لواء الوقاص” في قرية تويس في منطقة مارع، وأسفرت العملية عن مقتل 5 مسلحين وإصابة 6 آخرين. وأشار البيان إلى أن قواتهم تصدت للمليشيات المسلحة التي حاولت تنفيذ هجوم على قرية المالكية في ناحية شرا\شران، ما أسفر عن فشل الهجوم، فيما قصفت قوات جيش الاحتلال التركي قرية مرعناز في الناحية ذاتها. وصعدت “قوات تحرير عفرين” من هجماتها على نقاط تمركز الميليشيات الإسلامية بريف عفرين وعموم ريف حلب الشمالي، منذ بدء الغزو التركي على مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
في الثامن والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، وصلت دفعت جديدة من قتلى الميليشيات الإسلامية المُشاركين في الغزو التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، حسب ما أورده مراسل “عفرين بوست”. وقال المراسل إن ميليشيا “لواء المعتصم” المتمركزة في مبنى وكالة “هاوار”سابقا، دفنت أربعة من مسلحيها القتلى في مقبرة كرسانة جنوب مدينة عفرين، وكانوا ينحدرون من مدينة حمص. مضيفاً أن ميليشيا “الجبهة الشامية” استقبلت بدورها في حي الأشرفية، ضمن مقر ما يسمى “جماعة الأوسو”، ثلاثة من جثث مسلحيها الذين قتلوا في معارك شرق الفرات، حيث كان ينحدر القتلى من بلدة حيان شمال حلب.
كذلك، قالت “قوات تحرير عفرين”، في بيان صادر عنها، إنها تمكنت من القضاء على 6 مسلحين التابعين للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يطلقون على أنفسهم مسميات عديدة أبرزها (الجيش الوطني، الجيش الحر)، وغيرها. وقالت القوات في بيانها: “بتاريخ 26 تشرين الثاني نفّذت قواتنا عملية قنص في محيط مدينة مارع، استهدفت مجموعة من مرتزقة الاحتلال، قُتل على إثرها مرتزق واحد”. متابعةً: و”بتاريخ 27 تشرين الثاني استهدفت قواتنا مجموعة من مرتزقة ما يسمون بأحرار الشمال، وذلك في قرية كفر كلبين التابعة لمنطقة اعزاز، قُتل على إثرها 3 من مرتزقة المجموعة أُصيب اثنان آخران بجروح”. مردفةً: “وفي ذات التاريخ استهدفت قواتنا مجموعة من مرتزقة المعتصم في محيط مدينة مارع، وعلى إثرها دمّرت قواتنا عربة عسكرية للمرتزقة، حيث قُتل مُرتَزَقَيْن إضافة لإصابة 3 آخرين بجروح”.
في التاسع والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، اعلنت “قوات تحرير عفرين” اليوم الجمعة، أنها قضت على 4 من جنود من الاحتلال التركي ومسلحي المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، وذلك خلال عمليات نوعية نفذتها في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، ومحيطه. وأصدرت القوات بياناً للرأي العام، بصدد العمليات التي تنفذها ضد جيش الاحتلال، وخلال ببانها قالت القوات: “خلال عملية انتقامية ضد جيش الاحتلال التركي ، نفذت قواتنا في مدينة عفرين و مارع عمليات نوعية”. مضيفةً: “في تاريخ 28 تشرين الثاني نفذت قواتنا عملية تسلل على احد ثكنات جيش الاحتلال التركي في قرية مالكية التابعة لناحية شرا. قتل على اثرها جنديين من جيش الاحتلال التركي”. متابعةً: “بتاريخ 28 تشرين الثاني استهدفت قواتنا مجموعة من مرتزقة ما يسمون “بفرقة الحمزات ” في حي الاشرفية بمدينة عفرين وتمكنوا من تدمير عربة عسكرية ومقتل مرتزق يدعى رابي أبو عارف و إصابة مرتزق آخر”. وفي التاريخ نفسه، قالت القوات إنها نفذت عملية قنص في مدينة مارع ضد “مرتزقة جيش الاحتلال التركي وقتل على اثرها مرتزق”. منوهةً أنه قد “اقدم جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على استهداف قرى مالكية، مرعناز، شوارغة بناحية شرا، و قرى اقيبة و بينه التابعين لناحية شيراوا بقذائف الهاون بشكل مكثف”.
اشجار عفرين..
في الثاني من نوفمبر\تشرين الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “موباتا\معبطلي” بريف إقليم عفرين الكردي المحتل، إن ما تسمى بمليشيا “لواء السلطان محمد الفاتح” قد نادت عبر مأذنة جامع قرية “عربا\عرب اوشاغي” بضرورة جلب العائلات الكُردية حطباً للتدفئة إلى مقر المليشيا، تحت طائلة التهديد بقطع اشجار الزيتون العائدة لأهالي القرية. واشار المراسل إن المليشيا تطالب بـ 100 كيلو من الحطب من كل عائلة، حيث جاء الابتزاز من قبل المليشيا عقب اقدامها على قطع اشجار زيتون يملكها أحد ابناء القرية المهجرين، العام الماضي. وكان المسلحون قد اقدموا على قطع ثمانين شجرة زيتون بشكل كامل، للمهجر “محمد بلال” والمواطن “مصطفى محمد”، ويقع الحقل الذي قطعت اشجار الزيتون منه في سهل درومييه، كما قاموا بقطع أشجار الجوز بالقرب من مزار بربعوشيه.
في الخامس من نوفمبر\تشرين الثاني، واصل حاجز ميليشيا “أحرار الشرقية” المُقام في مفرق قرية “عمارا” التابعة لناحية “موباتا/معبطلي” الاستحكام والتضييق على حركة البضائع من الناحية إلى مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في الناحية أن مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية” سلبوا قبل يومين أطناناً من حطب التدفئة، من أحد المواطنين بذريعة عدم مروره على المكتب الاقتصادي للميليشيا المتواجد في بلدة راجو. وتمارس مليشيا “احرار الشرقية” التي ينحدر غالبية مسلحيها من مناطق شرقية ولهم اتصال عقائدي مع تنظيم داعش الارهابي، شتى صنوف القمع والترهيب بحق المواطنين الكُرد، في ظل سيادة شريعة الغاب وغياب القانون المُتعمد من قبل الاحتلال التركي بغية تهجير القسم الاكبر من السكان الاصليين المتبقين في الإقليم.
في السادس من نوفمبر\تشرين الثاني، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً ظهر فيه مسلحان من ميليشيا “جيش الشرقية” التابع للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، وهما يتفاخران بالتوجه إلى غابات ناحية جنديرس بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل لقطع الأشجار. وقال ناشطون إن المسلحين من مجموعة المدعو “أبو حمزة خشام”، ضمن مليشيا “جيش الشرقية” والذي يتمركز في ناحية جنديرس، حيث تظهر المشاهد المصورة غناء المسلحين وملاحم البهجة تبدو عليهم بقطع اشجار عفرين، كونها باتت مصدر دخل للمسلحين، في الوقت الذي تفرض فيه مجالس الاحتلال على السكان الاصليين الكُرد، الحصول على موافقات قبل تقليم اشجار الزيتون العائدة لهم، بغية تأمين حطب التدفئة لأنفسهم. ويشهد الاقليم الكُردي المُحتل عمليات قطع الأشجار الحراجية واشجار الزيتون المعمرة بشكل يومي مع بدء فصل الشتاء، من قبل مسلحي الميليشيات الإسلامية في المنطقة، وذويهم من المستوطنين. وكان مراسلو “عفرين بوست” أشاروا في وقت سابق، لقيام المسلحين وذويهم المستوطنين، بقطع الأشجار الحراجية وكذلك الزيتون العائدة لمهجري عفرين، وتجميع الحطب في مراكز على أطراف القرى بهدف بيعها وتصدير الباقي إلى تركيا. وتتحكم الميليشيات الإسلامية بأسعار بيع الحطب، حيثُ يتراوح سعر الطن الواحد من حطب الأشجار الحراجية بين 25 إلى 35 ألف ليرة سورية، بينما حطب أشجار الزيتون يتراوح سعره بين 45 إلى 60 ألفاً.
في السابع من نوفمبر\تشرين الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم أن مسلحي ميليشيا “فيلق الرحمن” المطرودين من ريف دمشق، والذين تمركزوا في قاعدة عرش قيبار/قيباريه عقب احتلال عفرين، يعمدون إلى قطع أشجار الزيتون في الحقول المحيطة بالقاعدة. متابعاً بان المسلحين يرسلون الاشجار المقطوعة إلى أسواق مدينة عفرين لبيعها كحطب التدفئة، حيث وصل سعر الطن الواحد من حطب الزيتون إلى 80 ألف ليرة سورية.
في السادس عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، أفاد مراسل “عفرين بوست” في الناحية أن ميليشيا “السلطان سليمان شاه” عمدت إلى قطع 172 شجرة زيتون جذورها، في حقلٍ عائد للمواطن “ف”، من أهالي قرية “جقاليه جيرن\جقلا تحتاني”، وذلك في إجراء انتقامي، بسبب امتناع مالكها دفع ما تسمى بـ “ضريبة حماية عقار”، والبالغة 300 دولار أمريكي. وفرضت ميليشيا “السلطان سليمان شاه\العمشات” التي يتزعمها المدعو “محمد الجاسم”، مبلغ ثلاثمئة دولار أمريكي على كل مواطن يمتلك عقاراً/منزلاً في بلدة “شيه\شيخ الحديد” والقرى التابعة لها، وعمد مؤخراً للانتقام ممن يرفض دفع تلك الأتاوة. كما فرضت الميليشيا مبلغ ثلاثة دولارات أمريكية عن كل شجرة زيتون يمتلكها مزراعو القرية، سواء كانت مثمرة في هذا الموسم أو لا، وعلاوة على ذلك فرضت الميليشيا المبلغ ذاته على أملاك المُهجرين، كما أنه طالب بذات الأتاوة عن الموسم الماضي، الذي جناه وكلاء المهجرين!
كذلك، علمت “عفرين بوست” من مصادر متقاطعة، أن أسواق مدينة عفرين تشهد تكدساً في مادة زيت الزيتون، نتيجة السياسة التي يفرضها الاحتلال التركي والرامية إلى إفقار وتجويع مَن تبقى من السكان الكُرد الأصليين في إقليم عفرين المُحتل. وأكدت المصادر أن الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، أغلقوا كافة الطرق أمام إخراج زيت الزيتون من الإقليم نحو مناطق الداخل السوري، لإحتكار البيع بشريحة من التجار المتعاونين معه، الذين يحاولون بشتى الوسائل شرائه بسعر بخس. وأضافت المصادر أن سعر الصفيحة الواحدة من مادة زيت الزيتون والتي تعادل (16كغ) انخفض بشكل كبير، حيث انحدر إلى 15 ألف ليرة سورية، وما دون، بعد أن كانت تباع بحدود 19 ألف ليرة. وأردفت المصادر أن السبب يعود لامتناع التجار عن شراء الزيت في الأسواق، وكذلك اغلاق الطرق أمام إخراجه إلى مناطق الداخل السوري.
في السابع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، علم مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شرا\شران”، أن ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد أقدمت على اقتلاع حقل من أشجار الزيتون في قرية كفرجنة التابعة للناحية وأرسلته إلى أسواق عفرين. وأوضح المُراسل أن شاحنتين من نوع “أنتر” محملتين بجذوع الزيتون وصلت إلى مدينة عفرين، بعد أن تم اقتلاعها من حقل أحد المختطفين من عائلة “حمدوش” في القرية، دون التمكن من معرفة دواعي الانتقام. وكانت ميليشيا “الجبهة الشامية” أقدمت اليوم الاحد، على اختطاف 3 مواطنين كُرد من قرية كفرجنة وهم كل من” (ولات أنور/45عاماً/ وصادق حمدوش /55عاماً/ ومحمد حنان حمدوش/29عاماً/ إضافة لمستوطن يدعى “أبو خالد” وهو من أهالي الغوطة.
في الثاني والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، شن المسلحون حملات احتطاب شعواء على الغابات الحرجية والصنوبرية وحقول الزيتون التي تغطي أغلبية مساحة الإقليم المحتل، حيث أكد مراسلوا “عفرين بوست” إقدام ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، على قطعٍ كلّي أو جائر (جزئي) في أفضل الأحوال!، لعشرات الآلاف من أشجار الزيتون، في حقول المهجّرين الكرد، لتشحن الأحطاب إلى مدينة عفرين ومنها إلى المناطق المجاورة وتباع هناك. وتشهد ناحية جنديرس عمليات قطع ضخمة في الغابات الصنوبرية المنتشرة في الجبال والهضاب الواقعة في ريفها، ومن أبرز النقاط المستهدفة: غابة بريم حسكولكا: التي تبعد بنحو 500 م من قرية مسكيه شمالاً، وتُقدر مساحتها بـ 150 ألف متر مربع، وتم قطع أشجارها بالكامل، وكذلك تم قطع مساحات في جبل بليل وجبل خوجه. كذلك، غابة “نوالا عرب” تقع غرب قرية خالطا بـ 1كلم، وتقدر مساحتها بـ 70 ألف متر مربع، وتم قطعها بالكامل، وأيضاً غابة جبل”حسيه” يقع بين قريتي كوردا وخالطا وتقدر مساحتها بـ 500 ألف متر مربع، وبدأ العمل على قطعها مؤخراً.
في الثالث والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، تطرقت “عفرين بوست” إلى مُعاناة المرزاعين في إقليم عفرين الكردي المحتل، من ارتفاع اسعار المحروقات، خاصة عقب شن الاحتلال التركي غزوه على شرق الفرات، ضمن ما سمي بـ “نبع السلام” حيث وصل سعر برميل المازوت لـ 104 آلاف ليرة. حيث ارتفعت اسعار المحروقات مما أدى بدوره إلى ارتفاع اسعار فلاحة اشجار الزيتون إلى قرابة الـ 375 ليرة سورية، علماً أنها كانت في عهد الإدارة الذاتية عند قرابة الـ75 ليرة، وبالتالي يعكس الارتفاع الكبير جانباً من جوانب التدهور الاقتصادي التي وصل إليها سكان عفرين الأصلييون الكرد، بحكم سياسات الاحتلال التركي الرامية إلى تركيع الاهالي عبر اذلالهم في لقمة عيشهم، ومنع سبل العيش عنهم. ويعمد مسلحو الاحتلال التركي من المليشيات الإسلامية إلى استخدام الجرارات الزراعية بأعمال السخرة والتي تتم مجاناً في الفلاحة ونقل الحطب، فمثلاً في قرى (وركا وخليلاك وقوطا و بيباكا)، يُجبر أصحاب الجرارات على نقل الحطب مجاناً من قبل قبل مليشيا “فرقة السلطان مراد” ومليشيا “فيلق المجد”. وفي قرى (عمارا وشيخوتكا) يُجبر أصحاب الجرارات على فلاحة الأراضي المستولى عليها مجاناً من قبل مليشيا “جيش النخبة”.
في الخامس والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، قالت وكالة هاوار للأنباء أن جيش الاحتلال التركي ومسلحيه، قطعوا مئة شجرة زيتون أخرى عائدة لأهالي قرية أغجلي بمقاطعة عفرين، وضمن سلسلة جرائمهم وانتهاكاتهم بحق أهالي وطبيعة عفرين، أقدم مسلحو مليشيا “أحرار الشرقية” أمس الأحد، على قطع 100 شجرة زيتون أخرى عائدة لأهالي قرية أغجلي التابعة لناحية جنديرس في إقليم عفرين، حيث تمتد أعمار الأشجار التي تم قطعها إلى أكثر من 70 عاماً.
في السابع والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو أن مسلحي ميليشيا “فليق المجد” التي يتزعمها حاليا المدعو “أبو عادل” أقدموا على قطع مئتين وخمسين شجرة زيتون بشكل جائر في محيط قرية جوبانا، بهدف بيع أحطابها بعد أن لاقت رواجاً عقب ارتفاع أسعار المحروقات ودره لمكاسب مالية كبيرة على المسلحين. وتعود ملكية الحقل المُستهدف للمواطن “أحمد علو” من أهالي قرية كيلا التابعة لناحية “بلبلة\بلبل”، الذي يقيم في أوروبا منذ فترة طويلة. وأضاف المُراسل أن الميليشيا تقوم حالياً بجرد جديد لحقول الزيتون، بهدف الاستيلاء على المزيد من أملاك الغائبين والمهجّرين بتهمة انتمائهم لحزب الاتحاد الديمقراطي، والانتفاع من محاصيلها وأحطابها.
في الثلاثين من نوفمبر\تشرين الثاني، أفاد مراسل “عفرين بوست” أن ميليشيا “الجبهة الشامية” بزعامة المدعو” وليد كدرو”، أقدمت على قطع مئتي شجرة زيتون عائدة لأرملة المتوفي “رشيد حمدوش” من أهالي قرية “كفرجنة”. وأضاف المُراسل أن الأرملة الكُردية أصيبت بالجلطة، قبل نحو أسبوع، نتيجة صدمتها من فقدان مصدر رزقها، وأحيلت على إثرها إلى المشفى لتلقي العلاج ولا تزال تمكث فيه، ويقع حقل الزيتون على طريق كفرجنة – مريمين، بالقرب من قرية كفرمزيه التي تحتلها الميليشيا المذكورة.
السرقة والاتاوات..
في الثالث من نوفمبر\تشرين الثاني، تناقل ناشطون صوراً للمدعو “عبد الناصر شمير” المتزعم في مليشيا “فيلق الرحمن” التابعة للإخوان المسلمين والاحتلال التركي، حيث جاء “شمير” إلى إقليم عفرين الكُردي اثناء اطباق الاحتلال العسكري عليها، ومع طرد المسلحين من ارياف دمشق. وفي هذا السياق، أكدت مصادر “عفرين بوست” أن شمير كان يتمركز في قرية “قيباريه\عرش قيبار” التابعة لمركز إقليم عفرين، حيث عمل على الاستيلاء على املاك المهجرين من سكان عفرين الاصليين الكُرد. ونتيجة عمليات النهب و السلب الواسعة التي نفذها، يمتلك “شمير” وفق المعلومات المتاحة ما لا يقل عن 12 منزلاً متوزعين بين إدلب و شمال حلب و تركيا ، كما بات يمتلك معملأ في تركيا، ومزرعة خيول وابقار في ناحية “موباتا\معبطلي”. كما تشير المصادر إلى امتلاك “شمير” معملاً (مكبس) لصناعة الحبوب المخدرة (كابتاكون) في مقر سري يتبع له في قرية قيباريه، فيما لا يعود تاريخه في اللصوصية إلى احتلال عفرين، بل يسبقه إلى ماضي حافل بالسرقة والإجرام في الغوطة، انتهى ببيعه لها في صفقة تركية روسية، لاستبدالها مع عفرين ومنح الاحتلال التركي الضوء الاخضر من روسيا بغية غزوها. ويشارك “شمير” حالياً في غزو مناطق شرق الفرات بجانب المليشيات الاخرى من مليشيات الجيش الوطني التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. ويشير العفرينيون أن “شمير” ليس إلا مثالاً لغيره من متزعمي المليشيات الإسلامية، ممن تركوا عدوهم الافتراضي المتمثل بالنظام السوري بعد أن كانوا على مرمى حجر منه في الغوطة، مستقلين الباصات الخضراء باتجاه عفرين، للقتال ضد شعبها بجانب الاحتلال التركي وتحت رايته.
في السابع من نوفمبر\تشرين الثاني، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شيه/شيخ الحديد” أن ميليشيا “لواء السلطان سليمان شاه” فرضت اعتباراً من الأسبوع الماضي أتاوة مقدارها 300 دولار أمريكي، على الفلاحين الكرُد في مركز الناحي والقرى التابعة لها، تحت يافطة “ضريبة حماية موسم الزيتون”. وأشار المُراسل أن هذه الاتاوة تضاف إلى ضرائب ونسب أخرى تفرض عليهم في المعاصر وعلى الحواجز لقاء سماحهم بنقل المنتوج إلى أسواق مركز عفرين. وفي سياق متصل علم مراسل “عفرين بوست” في ناحية “معبطلي/موباتا” أن ميليشيا “السلطان محمد الفاتح” فرضت هي الأخرى على سكان قرى معملا وكوركا وعربا، مبلغ 500 ليرة سورية على كل شجرة زيتون يمكلها الفلاحون الكُرد، كأتاوة بغض النظر ان أثمرت هذا العام أم لا.
في العاشر من نوفمبر\تشرين الثاني، علم مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، من مصادر خاصة، إن ميليشيا “أحرار الشرقية” استولت على عشرات الهكتارات من الأراضي الزراعية الخصبة الواقعة على طريق جنديرس –عفرين، وتستثمرها لصالحها. وأضاف المراسل أن الميليشيا استولت وبقوة السلاح على /18/ هكتاراً من الأراضي الزراعية العائدة لعائلة “الغباري”، وكان يستثمرها المواطن “فوزي صبري مامد” بعقد نظامي مُوقع مع صاحبها “عائلة الغباري” منذ أكثر من عشرة أعوام. كما أقدمت “الشرقية” على الاستيلاء على /18/ هكتاراً من الأراضي الزراعية الواقعة على الطرف الشمالي من طريق عفرين – جنديرس وعلى بعد 2 كم من مركز مدينة عفرين، رغم أن هذه الأراضي تعود ملكيتها للمواطن الكُردي “عبدو بلال” المتواجد في عفرين.
في الحادي عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، أجبرت ميليشيا “جيش النخبة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أصحاب الجرارات الزراعية في قرية “شيخوتكا” التابعة لناحية “موباتا/معبطلي” على فلاحة عدد كبير من الهكتارات من الأراضي الزراعية المستولى عليها في سهل “عمارا”. وقال مراسل “عفرين بوست” في الناحية إن ميليشيا “جيش النخبة” أجبرت ثلاثين شخص من أصحاب الجرارات، على فلاحة الأراضي الزراعية المُقدّرة بعشرات الهكتارات، تمهيداً لزراعتها بالحبوب لصالحها الخاص. منوهاً أن الميليشيا لا تدفع أجور الفلاحة وتشغّلهم بشكل مجاني، في حالة تعبر بشكل فج عن الاستعباد الذي يُمارسه المسلحون بحق السكان الاصليين الكرد في الإقليم المُحتل. وتستولي ميليشيا “جيش النخبة” على حقول الزيتون وأراض زراعية عائدة لمهجري القرى التي يتحلونها منذ آذار عام 2018. وتمارس المليشيا انتهاكات عدة من سرقة وفرض للأتاوات والنهب، ففي بداية أكتوبر\تشرين الاول الماضي، قامت المليشيا في ناحيتي “موباتا\معبطلي” و”بلبلة\بلبل” بفرض مبلغ 150 ليرة سورية على كل شجرة زيتون إن كانت محملة بالثمار أم لا، في قرى (شيخوتكا – عمارا – عبودان – زيتوناك – أومر سمو – حفتار – كردو) التابعتان للناحيتين.
في الثالث عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، أقدمت ميليشيا “فرقة الحمزة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بالاستيلاء على محصول الزيتون من حقل أحد مهجري عفرين بالقرب من قرية “كفرشيليه” التابعة لمركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، شمال سوريا. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين أن ميليشيا “فرقة الحمزة” أقدمت على طرد المُكلف برعاية الحقل العائد للمواطن “أبو حسين حج رشيد” من أهالي قرية “علمدارا” التابعة لناحية راجو، وأقدمت على جني محصول الحقل بأكمله والبالغ 1600 شجرة زيتون. وأكد المُراسل أن صاحب الحقل تواصل مع مسلحي الميليشيا عبر وسيطه ليعديوا إليه محصوله، لكنهم اشترطوا عليه دفع مبلغ 5 آلاف دولار أمريكي لقاء إعادة المحصول له، وعقب حصول المسلحين على المبلغ المذكور، هددوا الوسيط بالقتل أو الانصراف دون أن يسلموا المحصول!
في الثامن عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، فرضت ميليشيا “فرقة الحمزة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أتاوات مالية كبيرة على أهالي قرية “كفردليه” التابعة لناحية جنديرس، بحجة حماية محصول الزيتون، وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في الناحية. وأوضح المُراسل أن ميليشيا “فرقة الحمزة” التي يتزعمها هناك المدعو “أبو صالح” المُنحدر من مدينة الباب، أتاوة مالية بلغت 15 ألف دولار أمريكي، بحجة حماية موسم الزيتون، رغم ضعف الانتاج الزراعي في الموسم الحالي، ما اضطر العديد من الأهالي إلى الاستدانة لدفع الاتاوة المطلوبة. وأشار المراسل أن الميليشيا ألزمت أهالي “كفردليه فوقاني” بدفع اتاوة قدرها 6 آلاف دولار، بينما كانت حصة كفردليه تحتاني 9 آلاف دولار، بحيث فرض على كل مواطن كردي مبلغاً يتراوح بين 50 – 500 دولار.
في التاسع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، وردت لـ “عفرين بوست” عدة حالات، عمد فيها المسلحون إلى ابتزاز السكان الأصليين الكُرد ممن يمتلكون منازلاً استولى عليها المستوطنون منذ إطياق الاحتلال العسكري التركي على الإقليم الكُردي في 18 من آذار 2018. ففي حي المحمودية وسط مدينة عفرين، تواصل أحد متزعمي ميليشيا “أحرار الشرقية” مع مواطن كُردي للقدوم واستلام منزله الكائن في محيط شركة الكهرباء منهم، لكونه سيخليه بهدف الالتحاق بمعارك العدوان التركي على مناطق شمال سوريا ضمن ما سمي بغزوة “نبع السلام”، بعد أن كان حوّل المنزل لمقر عسكري. وفيما بعد، لدى توجهه إليهم، تفاجئ صاحب العقار الكُردي بطلب المسلح متزعم مليشيا “الشرقية” عندما طالبع بمبلغ ( 150 ألف ليرة سورية\قرابة 250 دولار) مُقابل التسليم. وعندما رفض المواطن الكردي دفع تلك الخوة، كون المسلحين قد استولوا عليها لأكثر من عام ونصف دون أجر، هدده المُسلح بأنهم بتدمير محتويات المنزل من النوافذ والأبواب وغيرها إن لم يدفع، مما أجبر المالك الكردي على دفع ذلك المبلغ لاستلام منزله، وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في المدينة. وأضاف المُراسل أن هناك حالات مُماثلة حدثت وقعت في مختلف أرجاء عفرين، ففي منطقة دوار معراته/ماراتي، أقدم مُسلح من مليشيا “لواء السلطان محمد الفاتح” على طلب مبلغ مالي مقابل تسليم شقة سكنية لصاحبها الأصلي بعد أن احتلها طيلة الفترة الماضية دون أي وجه حق.
في الواحد العشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، أقدم مسلحو ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، على نهب منزل سيدة كردية، جرى اعتقالها منذ الصيف الماضي، ولا يزال مصيرها مجهولاً حسب مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل. وقال المُراسل ان “جماعة البيانوني” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية”، أفرغت بواسطة شاحنة كل محتويات منزل السيدة “أم علا وقاص” الكائن في بناية أبو رامي المشروبات بحي الأشرفية، مشيراً أن السيدة “أم علاء” تم اختطافها منذ نحو الصيف الماضي، ولا زال مصيرها مجهولا لحد الآن. ولا تعد الحادثة إلا استكمالاً لعمليات سطو واستيلاء متواصلة منذ احتلال عفرين، حيث منعت المليشيات الإسلامية في معظم القرى، عودة الكثير من المواطنين إلى بيوتهم وأملاكهم بعد استيلائهم عليها، بحجة أنها باتت مقرات عسكرية للمليشيات الإسلامية، أو أن مستوطنين من ذوي المسلحين قد استقروا بها!
في الثاني والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، قامت مليشيا تابعة للاحتلال التركي بفرض ضرائب مالية على المنازل التي تمتلك الواح توليد الطاقة الشمسية في إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا. وقالت وكالة نورث برس أن مليشيا “لواء سلطان محمد فاتح” فرضت ضرائب مالية على الأهالي الذين يمتلكون ألواحاً لتغذية منازلهم بالطاقة الشمسية في قرية “معملو\معمل اوشاغي” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي” بريف عفرين، بذريعة ضرائب الرفاهية لنهب أموال الأهالي. وبحسب “نورث برس”، فإن مليشي “السلطان محمد الفاتح” فرضت “5000” ليرة سوريا على كل منزل يمتلك هذه الألواح، أما من لم يتقيد بدفع المبلغ، فإن مسلحي المليشيا يداهمون منزله، ويقومون بالاستيلاء على معدات الطاقة الشمسية العائدة ملكيتها للأهالي. وقبل إطباق الاحتلال العسكري التركي على إقليم عفرين، وخاصة في أعوام 2016، 2017 و2018، انتشرت الالواح الشمسية بدرجة كبيرة جدا في إقليم عفرين وريفه، حيث كانت سبيلاً للحصول على الطاقة المتجددة النظيفة، فيما ساهم الامن والامان الذي كانت عفرين تعيش في ظل الإدارة الذاتية المشكلة من ابنائها على القيام بمختلف المشاريع الاقتصادية دون مخاوف من تعرضها للسلب او النهب.
في الخامس والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، اعترف وزير الخارجية التركية، مولود جاويش أوغلو، بسرقة قوات الاحتلال التركي لزيت الزيتون من إقليم عفرين الكُردي المُحتل، وتصديره وبيعه لدول العالم. وقال جاويش أوغلو في كلمته أمام البرلمان، إن الحكومة التركية تبيع وتصدر زيت الزيتون الذي سرقته الميليشيات الإسلامية المسلحة التابعة لجيشه المحتل من عفرين. وواجه جاويش أوغلو انتقادات أعضاء المعارضة الذين احتجوا على الأمر قائلاً إن عوائد بيع زيت الزيتون تستخدمها الحكومة التركية في تقديم الخدمات في عفرين. وتحتل عفرين المرتبة الثانية في إنتاج زيت الزيتون في سوريا، حيث يبلغ عدد أشجار الزيتون حوالي /18/ مليون شجرة، وتعتبر مصدراً رئيسياً لدخل معظم سكانها. وتقوم الميليشيات الإسلامية بالاستيلاء على الأراضي الزراعية وبساتين الزيتون وكافة المواسم الأخرى العائدة ملكيتها للمُهجرين قسراً من إقليم عفرين الكُردي المُحتل، وتُشغل المستوطنين
في الثلاثين من نوفمبر\تشرين الثاني، أقدم مسلح من الميليشيات الإسلامية على سلب مبلغ مالي من أحد المواطنين الكُرد، بينما كان يتوجد في حقل زيتون عائد له في محيط قرية “مشاليه/مشعلة” بناحية “شرا/شرّان”، للإشراف على أعمال الكسح. ونقل مراسل “عفرين بوست” في شرا، أن مسلح من الميليشيات الإسلامية أقدم على سلب مبلغ مئة ألف ليرة سورية من المواطن الكُردي (ع.ح) من أهالي قرية كفرجنة، بينما كان يشرف على أعمال كسح أشجار الزيتون في حقله بمحيط قرية “مشاليه/مشعلة”. وذكر المُراسل أن المسلح هدده المواطن الكُردي بسلبه سيارته أيضاً في حال تقدّم بشكوى ضده.
جرائم الاعتداء والقتل..
في الثالث من نوفمبر\تشرين الثاني، قالت لجنة الرصد والتوثيق في الهيئة القانونية الكُردية، إن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين اعتدت على أحد كهل كردي بريف عفرين اثناء محاولة سرقته، مما تسبب في نزيف داخلي له. وجاء في بيان نشرته الهيئة القانونية الكردية: “سليمان حمكو العمر 73 سنةً من قرية كعني كورك التابعة لناحية جنديريس (عفرين)، تعرض بيته البارحة للأقتحام من قبل مرتزقة تركيا من فرقة الحمزات والشرقية بهدف السرقة، كونه يعيش في البيت مع زوجته فقط وتم ضربه وتعذيبه، وتسبب الضرب على رأسه بجرة الغاز بنزيف داخلي للرجل العجوز وهو في المشفى”.
كذلك، أقدمت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين في قرية “كفرصفرة” التابعة لناحية جنديرس بريف اقليم عفرين الكُردي المُحتل، على اختطاف وتهديد مقربين من أحد شهداء قوات سوريا الديمقراطية، لمنعهم من فتح خيمة عزاء له في القرية. وقالت مراسل “عفرين بوست” في ناحية جنديرس إن ميليشيا “لواء سمرقند” في قرية “كفرصفرة” هددت عائلة الشهيد “محمد حسن بشير مراد”، بعدم التفكير في فتح خيمة عزاء له بعد استشهاده في معارك شرقي الفرات أثناء التصدي للغزو التركي، رغم أن الاهالي الكُرد يعملون على عدم التصعيد مع المسلحين وبالتالي ليس من المتوقع أن تفتتح أي عائلة خيمة عزاء لمقاتل استشهد خلال التصدي للاحتلال التركي او مسلحيه من المليشيات الإسلامية. ونوه المراسل لقيام الميليشيا بتهديد مقربين من عائلة الشهيد، واختطاف أبن عمه بعد معرفتهم باستشهاده في صفوف قوات سوريا الديمقراطية، حيث استشهد محمد حسن بشير مراد، في معارك التصدي للغزو التركي بالقرب من بلدة تل تمر شرقي الفرات بتاريخ 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
في الخامس من نوفمبر\تشرين الثاني، استشهد المسن سليمان حمكو، متأثراً بالإصابة البليغة التي تعرض لها أثناء عملية سطو مسلح على منزله من قبل مسلحي ميليشيا أحرار الشرقية وفرقة الحمزة التابعتان لاحتلال التركي في إقليم عفرين الكردي. ونقل سليمان حمكو (73عاماً) إلى مشافي مدينة مارع ومنها إلى تركيا بعد تعرضه للتعذيب بطريقة وحشية أثناء السطو المسلح على منزله في قرية كعني كورك التابعة لناحية جنديرس.
في الثامن من نوفمبر\تشرين الثاني، اقتحمت مجموعة مُسلحة من ميليشيا “فليق الشام” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، منازل عدد من المواطنين الكُرد، ليلة الأربعاء الماضي، السادس من نوفمبر، واعتدت بشكل مُبرح على عدد من السكان الأصليين الكُرد، في بلدة ميدان أكبس التابعة لناحية راجو، بينهم امرأة حامل. وذكر مراسل “عفرين بوست” في الناحية أن مجموعة مسلحة مؤلفة من تسعة مسلحين التي يتزعمها المدعو أبو تركي (محمود قندي) من تركمان حمص، اقتحمت ليلاً منزل المواطن “شعبان حميد كومي”، واعتدت بالضرب المُبرح عليه وعلى ضيفه “فاروق خالد” وزوجته سيفين وهي حامل، ما أدى لتدخل الجيران الذين تعرضوا للضرب بدورهم من قبل المجموعة المسلحة. ووثق المُراسل أسماء بعض الذين تعرضوا للضرب وأصيبوا خلال الاعتداء وبلغ عددهم ثمانية أشخاص، وعرف منهم (نجل شيخموس وإسماعيل سينو وسيامند عمر)، كما أكد المُراسل أن السيدة سيفين زوجة فارق خالد، تعرضت للضرب المبرح، رغم كونها حاملاً، ما تسبب لها بنزيف حاد جرى على إثرها اسعافها لتجهض في إحدى مشافي مدينة عفرين. أما عن سبب الاعتداء، فيعود إلى رفض المواطن فاروق خالد (تاجر زيت) عرضاُ لشراء الزيت من المدعو أبو تركي، كون بضاعته من الزيت المنهوب، ما دفع الأخير لإهانته والاعتداء عليه فنشب على إثره عراك بين الطرفين، فانصرف المدعو أبو تركي وجلب معه سبعة مسلحين آخرين واعتدوا وسط إطلاق الرصاص على سيارة المواطن شعبان، على كل من وقف في طريقهم حتى وصل عدد المصابين إلى ثمانية مواطنين كُرد، أمام مرأى أمنية “ميليشيا فيلق الشام” ومليشيا “الشرطة العسكرية”. وعلمت “عفرين بوست” من مصادرها أن الجُناة يهددون الضحايا بالقتل في حال عدم اسقاط الدعوى المقدمة لميليشيا “الشرطة العسكرية” التي عمدت بدورها إلى اتلاف التقرير الطبي المرفق بالشكوى والضغط على الضحايا لتغيير شهاداتهم وإسقاط دعواهم القضائية. ويتزعم المدعو “صليل أبو حسن” ميليشيا “فليق الشام” التي تحتل البلدة، حيث كان في البداية يأوي الإبل /6 رؤوس/ ولكن تحسن وضعه المادي بعد أعمال النهب والسلب دفعته لترك مهنة تربية الإبل، وبات يدير أعمالاً زراعية بعد أن استولى على نحو 50 هكتاراً من الأراضي الزراعية الخصبة في محيط البلدة.
في الحادي عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، اعتدى مسلحون من ميليشيا “فيلق المجد” التابع للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، على مواطن كُردي يوم أمس الأحد، بذريعة إخفائه الكمية الحقيقية من محصوله الذي جناه في موسم الزيتون الحالي، بغية تخفيف قيمة الإتاوة المفروضة على المحصول. وقال مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو أن ميليشيا “فيلق المجد” التي يتزعمها حالياً المدعو “أبو عادل”، أقدمت بالاعتداء الجسدي على المواطن لقمان حنان /بالوسيه/ من أهالي قرية جوبانا التابعة لـ راجو، ومارست التعذيب بحقه عن طريق تطبيق عقوبة (الفلقة) بحقه، بذريعة قيامه بتقليل عدد صفائح الزيت التي انتجها محصوله من الزيت، للتهرب من الاتاوة المفروضة عليه من الميليشيا وتخفيفها.
في السابع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، رصد مراسل “عفرين بوست” إقدام أحد مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية” في حي المحمودية على الاعتداء البدني بحق مواطن كٌردي، بحجة إحداثه الضجيج أثناء قيامه بتقطيع الحطب بالمنشار!. وقام مسلح “الشرقية” بتهديده بالقتل ان تجرأ على الدفاع عن نفسه، وأصيب على إثرها بإصابات بليغة، فيما يضطر الكثير من المواطنين المعتدى عليهم إلى الاستكانة، لغياب سلطة القانون وهيمنة فوضى السلاح، فيما لم يسبق أن جرى مُحاكمة أحد المسلحين أو المستوطنين المُعتدين. كما رصد المراسل وجود العديد من المواطنين الكُرد في سجون ميليشيا “الشرطة العسكرية” منذ شهور عديدة ولحد الآن، بسبب نشوب خلاف بين أطفالهم وأطفال المستوطنين. ولعل أكثر الحوادث التي اثارت الاستهجان، كان سجن أحد المواطنين الكُرد في سجون تلك الميليشيا، بسبب ارتطام (سلّم) كان يحمله في الشارع بأحد المستوطنين، حيث لا يزال معتقلاً منذ ستة أشهر. ومع قيام الاحتلال التركي بإطلاق يد مسلحيه، تكثر حالات التبلي والاعتداءات على المواطنين الكُرد، أفرجت قوات الاحتلال التركي عن المسلح في ميليشيا “الشرطة العسكرية” المدعو “أيهم القباع” (المنحدر من مدينة تل رفعت)، بعد أن أقدم على قتل المواطن الشاب محمد حنيف محو الملقب بـ “حمادة” تحت التعذيب في التاسع من سبتمبر الماضي، في سجن راجو التابع للميليشيا.
كذلك، استشهدت، الشابة الكُردية الأيزيدية “نرجس داود\23″، التي كانت تُقيم مع عائلتها في مركز عفرين، اثناء قيامها بوظيفتها ضمن ما يسمى بـ “الدفاع المدني أو الخوذ البيضاء”. وحول ذلك، تلقى مراسلو “عفرين بوست” معلومات من مصادر متقاطعة، حول حادثة مقتل الشهيدة “نرجس ميرزا دادو”، المُنحدرة من قرية كيمار التابعة لناحية شيراوا، وهي معلومات تضع العاملين فيما يسمى “منظمة الدفاع المدني\الخوذ البيضاء” في دائرة الاتهام. وأفادت المصادر أن نرجس وزميلها المستوطن “علي الشاغري” كلفا بتوزيع الرواتب في فروع المنظمة المنتشرة في نواحي عفرين حيث تعمل كمُحاسبة ضمن تلك المنظمة، وخرجت الشهيدة صباحاً مع زميلها وبحوزتهما مبلغ 3 مليون ونصف المليون ليرة سورية، متجهين نحو ناحية شرا/شران، ليتلقى عقبها ذووها اتصالاً من المشفى مساءً، لإخبارهم بمقتل ابنتهم. ولم يمضي على توظيف “نرجس” في المجلس المحلي لمدينة عفرين التابع لاحتلال، في “قسم الدفاع المدني\الخوذ البيضاء” إلا شهراً واحداً فقط، وهي تنظيم يتخذ من “مؤسسة اللغة الكُردية” سابقاً كـ مقر رئيسي لها. ورجحت المصادر أن شخصاً، كان يمتلك المعلومات عن مهمتها والمبلغ الذي بحوزة الضحيتين، وقد نسق مع مجموعة مُسلحة لقتلهما وسرقة المبلغ المذكور. وتلقت “عفرين بوست” معلومات مُؤكدة تفيد بأن المدعو “أبو صالح الغوطاني” وهو مستوطن في عفرين وعامل ضمن تنظيم “الخوذ البيضاء” كانت له يد في عدد من عمليات الخطف التي طالت مدنيين بهدف استحصال الفدى المالية من ذويهم، ولم يُخفي يوماً استطاعته كشف مصير أي مُختطف، لكن بمقابل مالي! والمُلفت في الموضوع، أن اعضاء تنظيم “الخوذ البيضاء” لم يشاركوا في مراسم تشييع موظفتهم، حيث بدأت المراسم من أمام منزل العائلة في حي عفرين القديمة، وانتهت بدفنها في قرية “قطمة” التابعة لناحية “شرا\شران”، لصعوبة دفنها في قريتها “كيمار” الواقعة على خط الجبهة. وقالت المصادر أن سبب عدم مشاركة اعضاء ما يسمى “الخوذ البيضاء” في مراسم التشييع، هو نشرهم لشائعات مُلفقة حول الشابة الكُردية، تتهمها بوجود اشكاليات اخلاقية عليها، وذلك بالتنسيق مع مسلحي المليشيات الإسلامية، لوضع ذوي الفتاة الشهيدة في دائرة الاتهام بقلتها، والتغطية على القتلة الحقيقين. ومعروف أن تنظيم “الخوذ البيضاء” لا يعمل إلا في مناطق الاحتلال التركي ومليشياته الإسلامية التابعة للإخوان المسلمين، حيث يحاولون شرعنة عمليات القتل والحرق التي تطال المواطنين الكُرد وأملاكهم، وسبق أن رفضت إطفاء حرائق اشعلها مسلحو المليشيات الإسلامية في غابات عفرين، مما يؤكد عملها تبعاً لما تمليه عليه اجهزة الاستخبارات التابعة للاحتلال التركي.
في الثامن عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، اعتدى مُسلح من ميليشيا “فليق الشام” التابع للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، على مواطن كُردي في بلدة “ميدان أكبس” التابعة لناحية راجو، بعد رفضه فض جلسة من رجال القرية في الشارع، وفقا لمراسل “عفرين بوست” في الناحية. وأوضح المُراسل أن مُسلح من أمنية ميليشيا “فيلق الشام” طلب من مجموعة من أبناء القرية كانوا جالسين في شارع قريتهم وهو أمر معتاد في القرى، بذريعة أن “التجمعات ممنوعة”. ولدى اعتراض المواطن “صلاح محمد\ابن أبو بدر”، على المسلح رافضا التفرُّق، قام المُسلح بضربه وسوقه إلى مقر “الأمنية” ليفرج عنه فيما بعد.
في التاسع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، عرضت بي بي سي تقريراً تطرق لتعذيب كردي من قبل المليشيات الإسلامية في مدينة إعزاز باستخدام آلية التعذيب العثمانية المعروفة بـ “الخازوق”، وجاء في التقرير: تم إخبارعائلة شاب يدعى آراس من قبل المستشفى، وأصدر الهلال الأحمر الكردي والسوري تقريراً بحالته، إذ قيل للأم عن تفاصيل حالة آراس الذي عثرت عليه دورية عسكرية حكومية بالصدفة وهو مرمي بجانب طريق حلب – اعزاز. حيث تم أخذه إلى مستشفى بحلب وبقي هناك قرابة أربعة أشهر لعلاجه من آثار التعذيب والجروح والحروق التي كانت في جسده. وتقول الأم: “لم تكن ملامح وجهه واضحة بسبب آثار التعذيب، وجاء إلي محملاً مثل قطعة لحم، لقد اغتصبوه بخازوق تركي أدى إلى تشققات حادة في منطقة الشرج بالكامل وصولاً إلى الأمعاء الغليظة. ورغم مرور قرابة ستة أشهر على علاجه، “مازال ولدي غير قادر على الجلوس إلا في وضعية القرفصاء، ولا يستطيع المشي إلا بمساعدة، ويظل طوال الوقت مستلقٍ على ظهره، لا يتحرك ولا يطلب طعاماً أو ماءً، لقد فقد حاسة الإدراك، فإذا لم أطعمه أنا، أو أعطيه ماءً، يظل على تلك الحالة أياماً وليالٍ”. وتعتني الأم بآراس الآن كطفل صغير، وتغير حفاضاته ثلاث أو أربع مرات يومياً، لأنه لم يعد يتحكم بخروجه، وتضيف أمينة باكية: “الآن، يتحدث إلي عن طريق الإشارات إذا أراد شيئاً، أما إذا نفذت أدويته المهدئة، فيتحول إلى شخص خارج عن السيطرة، يضربني ويدفعني عنه ولا يعلم بأنني والدته، وهذا يزيدني ألماً”. “كانت حالته كعائد من الموت، الكلام ليس كمن يرى، إنه شخص آخر الآن، شخص بعاهات كثيرة، لقد تمت خياطة أذنه اليسرى في ثلاث أماكن”، وتسكن حالياً أمينة وابنها وزوجها المعاقين في مخيمات النازحين بتل رفعت، على أمل العودة إلى قريتها يوما ما.
كذلك، في تقرير مطول عرضه موقع بي بي سي البريطاني، تحدثت عائلة كردية عن حالة الشرذمة التي اصابتها كحال مئات آلاف العفرينيين، على يد مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. حيث لم ترى آفستا، وهي طالبة جامعية بكلية الحقوق في حلب، وابنة مديرة مدرسة سابقة في عفرين خلال عهد الإدارة الذاتية تسمى “جيهان”، والدتها منذ عامين، وتتحسر وتلوم نفسها، لأنها لم تستطع مساعدة والدتها في محنتها أثناء مرض والدها، كما أنها لم تستطع حضور جنازته وتوديعه، لأن الطريق من حلب إلى قريتها بات كمن يعبر حدود دولتين بحسب تعبيرها. فيما شقيقها جاندار، الذي كان شرطي مرور في ظل الإدارة الذاتية، فمصيره معروف إذا فكر بزيارة والدته في القرية، السجن والتعذيب كما حدث للكثيرين ممن اعتقلتهم المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين ومن ثم سلمتهم إلى تركيا. وتقول المديرة جيهان: ” كان يعمل ابن الجيران مع ابني في شرطة المرور، لقد اختفى من القرية منذ عام ونصف، وعلى أغلب الظن إن لم يكن مسجوناً في أنقرة، فهو مقتول”. وتتابع آفستا: “أعيش حالياً في مدينة حلب، ولا تبعدني عن أخي إلا مسافة نصف ساعة سفراً بالباص، لكنني رغم ذلك لم أستطع اللقاء به منذ عامين بسبب الإجراءات الصارمة على الحدود ضمن (دويلات حلب) التي باتت مقسمة إلى ثلاث، وهي مركز المدينة وريفها الشمالي حيث مخيمات النازحين وعفرين وقراها”. أما المنطقة التي تعيش فيها آفستا في مدينة حلب فخاضعة لقوات النظام، وتل رفعت التي يعيش فيها شقيقها جاندار، خاضعة لإدارة مشتركة بين الإدارة الذاتية واالنظام والروس والإيرانيين، أما والدتها جيهان فتعيش في قريتها التابعة لعفرين حيث يحتلها الجيش التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين.
وفي تقرير ذاته، تحدث أحد المدنيين عن عمليات التعذيب التي يتعرض لها السكان الأصليون الكُرد في إقليم عفرين المُحتل، من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. وفي الشهادة التي ادلى بها المواطن شادي مصطفى وزوجته نسرين اللذين طفح الكيل بهما بعد أن اعتقله مليشيا “لواء المعتصم بالله” عدة مرات وعذبته وحرقت جسده بسيخ حديدي، وكان عليه أن يدفع مبالغ هائلة للإفراج عنه في كل مرة، إلى أن هرب في يونيو/حزيران الماضي، إلى مخيمات الشهباء مع زوجته بعد أن ضُرب وأهين وابتز ليس فقط من فصيل “المعتصم بالله” بل كل من هب ودب في عفرين. وقال شادي لـ بي بي سي: “قيل لنا إن عفرين آمنة وإن الفصائل لا تزعج أحداً من السكان الأصليين، فرجعنا أنا وزوجتي إليها مصدقين ذلك، لكنني فوجئت بعد أسبوع واحد من عودتي بإلقاء فصيل “المعتصم بالله” الذي ينحدر معظم أعضائه من حمص، القبض علي”. ويتابع: “وضعوا عصابة على عيني وقيدوني وساقوني إلى السجن وهم يركلوني ويشتموني، وينعتونيي بالإرهابي، وإنني على صلة مع أعضاء الإدارة الكردية السابقة، وبدأوا بتعذيبي وحرق جسدي لأربعة أيام، وها هي صوري مازالت آثار الحروق على جسدي ظاهرة. وأفرج عنه بعد أن دفع لهم مبلغ 800 دولار. إلا أن تلك المليشيات أعادت الكرّة ثلاث مرات أخرى، بعد أن تيقنوا أن بإمكانهم الحصول على مزيد من المال من شادي الذي كان يستدين من أقربائه في كل مرة، ويضيف شادي: ” أثناء وجودي في السجن، كنت أسمع صرخات النساء وبكائهن، كان الأمر فظيعاً ومُحزناً، أراهن على أنهن كنَّ كرديات، لأن السجن كان مُخصصاً للسياسيين”. وهرب شادي وزوجته مرة أخرى إلى مخيمات المهجرين القسريين في الشهباء، على أمل العودة إلى ديارهم بعفرين بعد خروج جيش الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة له.
في الرابع والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، تطرقت “عفرين بوست” إلى إقدام مسلحي الميليشات التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، على قتل رجل عن عمد في منزله في منتصف ليل الثاني من نوفمبر، وهو(سليمان عبدو شاه رشيد ) 73 عاما، ، حيث كان يعمل سابقاً مهندساً في شركة المياه في مدينة حلب، وقتل تحت التعذيب في قريته المعروفة بـ (كاني غوركيه) التابعة لناحية جنديرس. وأشار مراسل “عفرين بوست” في جنديرس، أن المتوفى كان في ضيافة شقيقه حتى الساعة الثانيه عشر بعد منتصف الليل وعقب انصرافه إلى منزله، سمع صوت في منزل “سليمان” لكن لا أحد من أهالي القرية تجرأ على الذهاب لمنزله حتى أشرق صباح اليوم التالي. وفي اليوم التالي، دخل أهالي القرية ليجدوا “سليمان” شهيداً على الأرض والدماء قد سالت منه، ليقومو الأهالي بعدها لاسعافه الى المستشفى، حيث لاحظ المدنيون بأن المغدور قد قتل بجرة الغاز “سفري” بضربها على رأسه حتى الموت. ووفق المعلومات التي حصل عليها المراسل، شوهدت آثار الدماء على جرة الغاز، كما حصل التواء في الجرة الصغيرة نتيجة الضربات على رأس “سليمان”، فيما كانت منطقة الرأس والوجه مشوهة تماماً. وكانت لجنة الرصد والتوثيق في الهيئة القانونية الكُردية قد قالت في الثاني من نوفمبر، إن المليشيات الإسلامية اعتدت على كهل كُردي بريف عفرين اثناء محاولة سرقته، مما تسبب في نزيف داخلي له.
في الخامس والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، قال “مركز توثيق الإنتهاكات في شمال سوريا” إنه وثق استشهاد 120 امرأة، وإصابة 420 منذ بدأ الاحتلال التركي والهجوم على إقليم عفرين الكُردي، في 20 يناير 2018، والغزو العسكري شرق الفرات 9 أكتوبر 2019 حتى 24 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الجاري، و ذلك ضمن تقرير بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة الذي يصادف 25 نوفمبر من كل عام. وتضمن التقرير توثيق مقتل 56 امرأة من قبل الجندرمة التركية على الحدود السورية، كن يرغبن في اللجوء إلى تركيا فارين من المعارك الدائرة في بلادهم، إضافة لمقتل 83 طفلا دون الـ 14 سنة، من أصل 445 لاجئا قتلوا منذ آذار 2011. إضافة لإصابة 120 لاجئة بجروح من أصل 416 من الفارين باتجاه الحدود التركية. كما كشف التقرير قيام القوات التركية، والمليشيات الإسلامية التابعة لتنيظم الإخوان المسلمين، باعتقال 270 امرأة، من أصل 5678 شخصاً في المعتقلات منذ آذار 2018، ومازال مصير نصفهم مجهولاً، كما أنه وخلال بداية شهر تشرين الثاني نوفمبر الحالي، قامت الفصائل الموالية لتركيا باعتقال 12 امرأة. وتم توثيق 6 حالات على الأقل لتعذيب نساء، واعدامات ميدانية، منها اغتيال السياسية الكردية هفرين خلف على يد ميليشيا “أحرار الشرقية” التابعة لتركيا، إضافة لإعدام ممرضتين من الفريق الطبي على طريق بلدة تل أبيض في 12 أكتوبر، واعتقال جيجك كوباني وجرها للذبح بشعارات “الله أكبر” من قبل مسلحي مليشيا “فيلق المجد” بالإضافة إلى التمثيل بجثة المقاتلة أمارة، بالقرب من بلدة عين عيسى. وذكر التقرير باعتقال عاملة في الهلال الأحمر، وتصوير مقطع فيديو لمسلحين من مليشيا “السلطان مراد” وهم يتوعدون بقتلها، كما وقام مسلحون تابعون انقرة بالتمثيل بجثة المقاتلة الكردية بارين كوباني / أمينة عمر، التي لقيت حتفها على اثناء مقاومة الهجوم التركي في قرية “قرنة” بعفرين في الأول من فبراير/شباط عام 2018. والجمعة 15 نوفمبر؛ تعرضت فتاة كردية قاصر من قرية غزاوية بريف منطقة عفرين أسمها “رويا هنانو مصطفى” من مواليد ٢٠٠٤، لعملية خطف من قبل مسلحين يعتقد إنهم من فصيل “فيلق الشام” حيث كانوا يستقلون سيارة هونداي مغلقة من نوع “فان”، وبرفقتهم نساء منقبات، فيما تعرض ذوو رويا مراراً للابتزاز والتهديد من قبل مسلحي مليشيا “فيلق الشام”، ما يؤكد أن متزعمي تلك المليشيا قاموا باختطاف القاصر بغرض المطالبة بالفدية. وبتاريخ 16 نوفمبر اعتقلت مليشيا “الشرطة العسكرية” ومليشيا “الأمن السياسي” ثلاثة أشخاص هم “فرهاد محمد كولين شيخ عبدي البالغ من العمر 40 عاماً، و “سعيد غريب حسو، وزوجة سعيد “غالية حسن” في مدينة عفرين، وتم اقتيادهم لمكان مجهول، كما اعتقلت “المواطنة شيرين عبد القادر” بسبب تقديمها شكوى ضد العناصر المسلحة بتهمة سرقة سيارتها، العائدة لزوجها “كاميران منان علي” 45 عاماً الذي فقد حياته إثر التفجير في سوق الهال بتاريخ 12 حزيران، كما داهموا منزل شقيقتها وقاموا باختطافها برفقة إبنها. كذلك داهم مسلحو مليشيا “الشرطة العسكرية” منزل المواطن المسن “نوري قرة” وتم اعتقاله برفقة ابنتيه، وفي مركز مدينة عفرين اعتقلت مليشيا “الشرطة العسكرية” 6 أشخاص، بينهم 5 نساء، وهم:” خديجة قره علي، أمينة قره علي، حياة قره علي، فضيلة محمد، فضيلة كريكو، فضيلة سيدو و المسن “نوري قره علي”، حيث تم الإفراج عن ثلاثة منهم وهم كل من فضيلة كريكو وحياة قره علي ونوري قره علي، بسبب وضعهم الصحي، أما النساء الأخريات لايزال مصيرهم مجهول. كما أشار التقرير إلى اجبار 9 فتيات من الزواج من مسلحي الفصائل في منطقة عفرين، تحت تهديد وابتزاز ذويهم، و 3 حالات زواج قسري في مدينة جرابلس وواحدة في مدينة اعزاز والباب، كما وثق تعرض 11 امرأة للاغتصاب من قبل متزعمي ومسلحي المليشيات الإسلامية، ثلاث منهن فقط أبلغن عن الحادثة، تم قتل واحدة منهن في جرابلس تحت ذريعة “جريمة شرف”، فيما تم طي ملف القضية الثانية التي كانت موجهة ضد متزعم مليشيا “السلطان سليمان شاه”، المعروف باسم محمد الجاسم ابو عمشة. كما تم توثيق قتل 4 نساء واحدة في مدينة جرابلس والثانية في مدينة عفرين في الحديقة العامة، وكل تلك القضايا لم يتدخل فيها لا القضاء ولا الأجهزة الأمنية، وفيما يحتفل العالم في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، والذي يعد شكلاً من الأشكال الخطيرة لانتهاك حقوق الإنسان، يواصل الاحتلال التركي عبر مليشياته الإسلامية تمريغ جميع العهود والمواثيق السماوية والدنيوية بوحل الفكر المتطرف ودنائة مسلحين لا يقيمون وزناً لشرع أو قانون او ضمير.
في السابع والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، أصدرت “عفرين بوست” تقريراً تحت عنوان “والي تركي: «لا تدعوا الكُردي في شأنه حتى ترووه يمشي حافي القدمين في شوارع عفرين»”، جاء فيه: تلك العبارة ليست سوى إحدى التوجيهات والأوامر التي تلاها والٍ تركي على مسامع مجموعة من متزعمي الميليشيات الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الوطني”، خلال اجتماع عُقد في إحدى نواحي إقليم عفرين المحتل، لمتابعة خطة الاحتلال التركي في إفقار مَن تبقى من السكان الأصليين الكُرد، ودفعهم للتهجير، وصولاً إلى إحداث تغيير ديموغرافي أكبر مما هو حاصلاً حالياً، لصالح المستوطنين المستقدمين من أرياف دمشق وحمص وغيرها، وفقاً لما نقله مراسل “عفرين بوست” عن مصدر خاص. وفي معرض توجيهاته لمتزعمي الميليشيات يقول الوالي التركي «الكُردي كالإسفنجة، عندما تعصره في كف يدك يتقلص، وما أن تفتحه يعود كالإسفنجة إلى شكله الطبيعي» في إشارة إلى الاستمرار في الضغط على مَن تبقى من السكان الكُرد الأصليين، عبر عمليات الاعتقال والاختطاف والتهب والسلب والقتل وما إلى هنالك من جرائم تُمارس منذ أكثر من عام ونيف. ونقل مراسل “عفرين بوست” عن أحد الأهالي، قول أحد متزعمي الميليشيات الإسلامية: «لا ننفذ نصف ما تأتينا من أوامر من الأتراك، والا لكانت حياتكم جحيماً لا يُطاق» ليُظهر لسكان القطاّع الأمني الذي تحت سطوته، بأنه يرأف بهم، ولا ينفذ التوجيهات التركية شفقة بهم! رغم أنه فرض أتاواة بلغت 150 عبوة زيت زيتون على أهالي قرية تحتلها الميليشيا التابعة له، وأقدم على طلب المزيد بحجة أن أسيد الزيت الذي استلمه، مرتفع. عمليات الاعتقال والخطف على يد أدوات الاحتلال من ميليشيات تنظيم الاخوان المسلمين وما يترتب عليها من تعذيب نفسي وجسدي وحتى القتل في أحيان كثيرة، أثقلت كاهل السلكان الكُرد في الإقليم، والتي تُتوج بعادة بدفع “فدية مالية” أو كفالة مالية يدفعها المُعتقل أو المُختطف للمسلحين، لتصب في النهاية في جيوب من يخطط لتلك العمليات ويحمي منفذيها أي المخابرات التركية المعروف اختصارا بـ “ميت”، وهذا ما حصل بالضبط للشاب الكُردي “م.ش” الذي اعتقلته ميليشيا “الشرطة العسكرية” لمدة شهر تقريباً. يقول الشاب لـ “عفرين بوست”: بعد أسابيع من تعذيبي في سجن “الشرطة العسكرية” تم تحويلي إلى المحكمة العسكرية، للنظر في قضيتي، فسألني القاضي: ما تهمتك؟ كان ردي لا أعلم، فبادر لسؤال آخر، وقال: “ما هو قيد نفوسك”، فجاوبته: عفرين. إذا تهمتك هي أنك كُردي من عفرين! ويضيف المعتقل الشاب أن القاضي أمر بإخلاء سبيله على ذمة الاستدعاء وقت الحاجة، على أن يدفع كفالة مالية وقدرها ألف ليرة تركية، عدا الرشاوي التي دفعها أهله للميليشيات بهدف التوسط ولافراج عنه والتي بلغت نحو 300 دولار أمريكي. وتبرّر الميليشيات الإسلامية بكافة تسمياتها من “شرطة مدينة” و”عسكرية” و”أمن سياسي” و”أمن جنائي” وغيرها، عمليات الاعتقال كون المستهدفين على صلة بوحدات حماية الشعب أو العمل لدى الإدارة الذاتية السابقة. وفي هذا السياق، تقول هيفي، وهي سيدة متعلمة وتعيش حالياً في مدينة عفرين أن كل من لديه صلة قريبة أو بعيدة بوحدات حماية الشعب، يتم تحويله إلى تركيا فوراً، أما ما عدا ذلك من اعتقالات، فهي لأجل الابتزاز المالي فقط معبّرة ذلك بـقول: ” الكل بدو يدفع مصاري”. تؤكد هيفي أن هناك حربٌ حقيقة تُشن على سبل معيشة المواطنين الكُرد، لمحاصرته بهدف طرده من أرضه، وخاصة موسم الزيتون الذي يّعد العمود الفقري في دخل أهل الإقليم قائلة: “والزيت من يومين نزله سعره بالأراضي، والدولار صار 714، فوراً التاجر لي مستلم الزيت كله بعفرين وبإشراف تركي، نزل 10 دولار من تنكة الزيت إلي صار بحدود 12 او 13 ألف يعني حق بلوزة!”. ويأتي ذلك في وقت عقد الوالي التركي في مدينة عفرين، اجتماعاً مع التجار المٌعتمدين لديه، وطلب منهم التوقف عن شراء زيت الزيتون من الدرجة الممتازة “أسيد زيرو” أو ما يُدعى بـ «الشخوطة»، وسعره حالياً (32) دولار أمريكي، والاكتفاء بشراء الدرجة الثانية والثالثة، بهدف ضرب الأسعار، وفقاً لما نقله مراسل “عفرين بوست” عن مصادر مطلعة على الاجتماع. وتقرّر في الاجتماع ذاته خفض سعر عبوة زيت الزيتون من النوع الثاني والثالث مقدار 5 دولارات، ليصل إلى ما يُعادل إثني عشرة ألف ليرة سورية، بعد أن كان يبُاع الدرجة الممتازة بتسعة عشر ألف ليرة سورية، والدرجات الأقل ب (17_16) ألف ليرة سورية. إلى جانب ذلك، كان الوالي التركي أوعز إلى مسلحي الميليشيات الاسلامية بالتدقيق في سجلات مكاتب الشحن، وعدم السماح لها بشحن الكميات الكبيرة إلى خارج الإقليم في مناطق سيطرة النظام السوري والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بهدف التحكّم بأسعار منخفضة للزيت وقطع دابر المعيشة عن المزارع الكُردي وإفقاره وتهجيره. ونشرت منظمة حقوق الانسان في عفرين، والتي تُعني بنشر أخبار الانتهاكات في الإقليم حول إشراف الحكومة التركية بشكل مباشر التحكّم بتجارة المواد الغذائية والزراعية، وقالت في تقرير لها: “فرضت الحكومة التركية من خلال المجالس المحلية قراراتها المتعلقة بالتجارة العامة للمواد الغذائية والزراعية وحصر تجارتها عبر وكلاء معتمدين من قبلهم بالتعاون والتنسيق مع بعض من المتنفذين الإداريين والمشرفين على تلك المجالس المحلية”. وأشارت المنظمة الحقوقية إلى بروز اسم التاجر المستوطن “تامر كريدي” الذي ظهر اسمه في الموسم الماضي، حيث عُرف باحتكاره شراء مادة زيت الزيتون من خلال الوسطاء وإدخاله إلى تركيا ومن ثم تصديره للخارج وفق معايير دولية وشهادة منشأ تركية مزورة، جعلت تركيا تحقق عائدات مالية تقدر بحوالي مئتي مليون دولار أمريكي. واعترف وزير الخارجية التركية، مولود جاويش أوغلو، خلال جلسة برلمانية عُقدت في الرابع والعشرون من تشرين الثاني، بسرقة بلاده لزيت الزيتون من إقليم عفرين الكُردي المُحتل، وتصديره وبيعه لدول العالم، وقال جاويش أوغلو في كلمته أمام البرلمان، إن الحكومة التركية تبيع وتصدر زيت الزيتون الذي سرقته الميليشيات الإسلامية المسلحة التابعة لجيشه المحتل من عفرين، وواجه جاويش أوغلو انتقادات أعضاء المعارضة الذين احتجوا على الأمر قائلاً إن عوائد بيع زيت الزيتون تستخدمها الحكومة التركية في تقديم الخدمات في عفرين، وتحتل عفرين المرتبة الثانية في إنتاج زيت الزيتون في سوريا، حيث يبلغ عدد أشجار الزيتون حوالي /18/ مليون شجرة، وتعتبر مصدراً رئيسياً لدخل معظم سكانها. ويقول مراقبون أن تقاطع المصالح الدولية والإقليمية، كان سبباً في إتاحة الفرصة للتحالف الحكومي التركي المؤلف من حزب العدالة والتنمية والحركة القومية، للانقضاض على الوجود الكُردي الطاغي في إقليم عفرين الذي كان يتمتع بحكم ذاتي، وفّر الأمن والاستقرار طيلة سنوات الحرب السورية. ففي الـ 20 من يناير 2018، شن جيش الاحتلال التركي برفقة ميليشيات إسلامية متشددة انتحلت مسمى “الجيش الوطني السوري” عدواناً عسكرياً على الإقليم الكردي، وبعد مرور نحو شهرين من مقاومة وحدات حماية الشعب لها، تم احتلال الإقليم في 18 آذار 2018.
الاختطاف..
في الثالث من نوفمبر\تشرين الثاني، واصلت استخبارات الاحتلال التركي اختطاف تسع شبان كُرد، منذ ما ينوف عن عام وشهر بذريعة الانتماء لوحدات حماية الشعب. وكانت الاستخبارات التركية اختطفت في أوائل شهر تشرين الأول من عام 2018 تسع شبان كُرد من قرية عمرا /عمر أوشاغي التابعة لناحية راجو بذريعة الانتماء لوحدات حماية الشعب، رغم كونهم مدنيون. وعلم مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو أن المحاكم التابعة للاحتلال التركي أصدرت قبل نحو شهر، أحكاماً جائرة بحقهم، حيث تتراوح مدد محكومياتهم بين 5 أعوام والمؤبد. والشبان المختطفون هم كل من ( إيبش محمد محو- مسعود مجيد كلكاوي- جنكيز مصطفى نعسان- احمد محمد إيبش- رشيد صبري محو- ادريس مصطفى نعسان- حسين أحمد كلكاوي- فراس فائق كلكاوي- حمودة خلوصي جعفر).
كذلك، ، أفاد ناشطون محليون أن ميليشيا “السلطان سليمان شاه” أقدمت في التاسع والعشرين من أكتوبر الماضي، على خطف المواطنين (عبدو خليل حسو ومصطفى حسن حمو) من منزلهما في قرية “كاخريه” التابعة لناحية “موباتا/معبطلي” بغية ابتزازهم مالياً. وأكد الناشطون أن الخاطفين ساقوا الشابين إلى مركز ناحية “شيه/شيخ الحديد”، حيث تتمركز المليشيا التي يقودها المدعو “محمد الجاسم ابو عمشة”، حيث يطالب المسلحون بفدية مالية قدرها عشرة آلاف دولار أمريكي لقاء الافراج عنهما. وتستخدم الميليشيات الإسلامية عادة تهم ملفقة وجاهزة لاختطاف المواطنين الكُرد، كالخدمة ضمن “واجب الدفاع الذاتي\التجنيد الإلزامي”، أو العمل لدى مؤسسات الإدارة الذاتية السابقة، بغية التضييق على المواطنين الكُرد.
في الخامس من نوفمبر\تشرين الثاني، شنت ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي وتنيظم الإخوان المسلمين خلال الأيام الأخيرة، حملة اعتقالات في ناحية راجو وقراها، طالت أربعة مواطنين كُرد، بتهم ملفقة تتمحور حول العمل لدى مؤسسات الإدارة الذاتية السابقة في إقليم عفرين المُحتل. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو أن ميليشيا “الشرطة العسكرية” أقدمت على اعتقال المواطن سعيد محمد مجيد/نجل صاحب معصرة جبيه من منزله في قرية “عتمانا\عطمانلي” وساقته إلى مركزها في مدينة عفرين. وأضاف المُراسل أن الحملة شملت أيضاً اعتقال المواطن حميد سارو من أهالي قرية “كمرشيه” منذ ثلاثة أيام، ولا زال رهن الاعتقال منذ ذلك الحين. كما طالت الحملة المواطن “إبراهيم عبد القادر” من أهالي قرية “جقماق كبير” بعد أن تم عزله من منصب مختار القرية على يد لجنة البلديات في (المجلس المحلي) التابع للاحتلال في الناحية. واشار المراسل إن عملية الاعتقال حصلت قبل نحو أسبوع، وأفرجت ميليشيا “الشرطة العسكرية” عنه بعد أن أصيب بحالة إغماء، إلى جانب استدعاء واعتقال السيدة “صديقة كور نعسان” من أهالي بلدة راجو، بتهمة المشاركة في انتخابات المجالس أيام الإدارة الذاتية السابقة.
كذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شيه\شيخ الحديد” أن مسلحي مليشيا “لواء الفتح\الفرقة 132” قد اقتحموا قرية “ترميشا” التابعة للناحية، واختطفوا ستة مدنين، بينهم امرأتان تتجاوز اعمارهن 65 عام، وذلك بتهم كيدية تتعلق بالتعامل مع الادارة السابقة. وتمكن المراسل من توثيق اسماء المختطفين الستة وهم كل من: (1- فاطمة منان كويرو 65 عام، 2- محمد يوسف رحو 70 عام، 3- زوجة محمد يوسف رحو 65 عام، 4- رحيم بطال موسو 58 عام، 5- علي فهيم كوسو 35 عام، 6- ادريس حنان كيلو 30 عام). ونوه المراسل أن المختطفين قد جرى اقتيادهم الى مقر المليشيا في قرية “بريمجة” التابعة لناحية “موباتا\المعبطلي” ومن ثم تم اقتياد النساء منهن الى تركيا.
في السابع من نوفمبر\تشرين الثاني، ولليوم الثاني عشر على التوالي، واصلت ميليشيا “الشرطة العسكرية” اعتقال الشاب الكُردي شيار جقلي، بتهمة العمل لدى مؤسسات الإدارة الذاتية السابقة، في “شركة مياه عفرين”. وأشار مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، أن الميليشيا المذكورة أقدمت على اعتقال الشاب شيار من منزله في قرية ماراتي/معراته التابعة لمركز الإقليم. ويُعرف عن الشاب شيار ممارسته لهواية جمع الادوات التراثية الخاصة بالإقليم، حيث كان يعمل طوال السنوات الماضية، على جمع الآلاف من القطع التراثية الخاصة بالإقليم. وفي السياق، تواصل ميليشيا “الأمن الجنائي” مُلاحقة خمسة شبان كُرد كان تم فصلهم من شركة مياه عفرين بتهمة العمل لدى الإدارة الذاتية، دون أن تسفر عن اعتقال أحد لحد الآن.
في الحادي عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، إن مصادر أهلية متقاطعة ذكرت رؤيتهم سيارات تركية تحمل على سقفها منصات تعقب للمكالمات تابعة لجيش الاحتلال التركي. وذكر المراصل وفقاً لخبراء، إن تلك المنصات مهمتها تعقب المكالمات التي قد يجريها سكان عفرين الاصليون الكُرد مع ذويهم في خارج الإقليم، والتي قد يكشفون فيها الانتهاكات والجرائم المرتكبة من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين. وتمنع عمليات الترهيب الواسعة التي تطال الكُرد، والمخاوف من تعقب المكالمات، الكثير من الأهالي من التعاون من المنظمات الحقوقية والوسائل الإعلامية نتيجة خشيتهم من تمكن الاحتلال التركي من تعقبهم. وسبق أن دعت الهيئة القانونية الكردية الأهالي الى التجاوب بشكل أكبر في فضح ممارسات الاحتلال، مُؤكدة أن الترهيب الذي يمارسه مسلحو الاحتلال يمنع الكثير من الأهالي من التجاوب مع ناشطيهم.
في الثاني عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، دخل اعتقال مواطن كردي أكثر من ثلاثة أشهر على يد ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، حيث اعتقل على إحدى حواجز الميليشيات الإسلامية في مدينة جرابلس شمال سوريا، أثناء توجهه من عفرين إلى مدينة حلب. وكان المواطن الكُردي “لقمان سليمان حسن\تولد 1983″، المُنحدر من قرية مسكيه\مسكة التابعة لناحية جنديرس، يعتزم الخروج من عفرين برفقة زوجته وطفليه إلى مدينة حلب إلا أنه اعتقل على آخر حاجز لميليشيات الاحتلال في جرابلس في السابع من أكتوبر الماضي، مع عائلته. وبعد أيام من الاعتقال، تم الافراج عن زوجته وطفليه ليتوجهوا إلى حلب، فيما احتُفظ بـ “لقمان” وتم تحويله إلى سجن “ماراتيه/معراتة” القريب من مركز عفرين، والذي تديره ميليشيا “الشرطة العسكرية”، حسب مصادر “عفرين بوست”. وعلمت “عفرين بوست” من مصادرها، أن الشاب الكُردي اعُتقل بسبب عدم طلبه “إذن مغادرة” من متزعم ميليشيا “أحرار الشرقية” المدعو “أبو فواز الديري” الذي يعدُّ المسؤول الأمني في قريته “مسكيه” التابعة لناحية جنديرس. وتعتمد المليشيات الإسلامية على الخطف وسيلةً للحصول على الأموال، وهي إحدى الأساليب التي اتبعوها منذ بدء احتلال عفرين، في حين يُشرف الاحتلال التركي على تلك العمليات باعتبارها إحدى أساليب تهجير الكُرد، ومنع المُهجرين من العودة. ويتعرض المختطفون الكُرد في سجون ميليشيات الاحتلال لكافة أنواع التعذيب، إن كان عبر الصعقات الكهربائية أو إطفاء السجائر بإجسادهم بالإضافة إلى سحبهم وربطهم بالرافعة المعروفة بـ (البلانكو)، وهي ذات الاساليب التي يدعي هؤلاء تعرضهم لها من قبل النظام السوري، مما يشير إلى اتباعهم ذات الاساليب في قمع الاهالي ومحاولة ترهيبهم.
كذلك، اقدمت ميليشيا “الشرطة العسكرية”، على اعتقال الشاب الكُردي “فرهاد شيخ سيدي”، واقتادته إلى مركزها في ثانوية التجارة سابقاً، بحسب مراسل “عفرين بوست” في المدينة. وأضاف المُراسل أن دورية من مليشيا “الشرطة العسكرية” طوقت المحل التجاري الذي يملكه المواطن فرهاد، واعتقلته دوم معرفة طبيعة التهمة الموجهة إليه. ومنذ احتلالها للإقليم الكُردي في أوساط آذار 2018، شنت ميليشيات الاحتلال التركي حملات اعتقال واختطاف مُمنهمجة بحق الكُرد، بذرائع وتهم باتت جاهزة، أولها الانضمام لـ وحدات حماية الشعب أو العمل لدى مؤسسات الإدارة الذاتية السابقة.
في الثالث عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، أفاد ناشطون أن ميليشيا “فيلق الشام” أقدمت على مداهمة عدد من المنازل قي قرية “كباشين” التابعة لناحية شيراوا، مُختطفةً ستة مواطنين كُرد، حيث اقتادتهم إلى مركزها للاختطاف الكائن في قرية “ايسكا”. وأضاف الناشطون أن مسلحي الميليشيا قاموا باختطاف كل من: (جسين عبدو محمد-رياض قوشو عيسو – غسان لؤي عيسو – محمد عبد القادر هندي – إسماعيل حمو حيدر – ظاهر سليمان عبدو). وتعتمد المليشيات الإسلامية على الخطف وسيلةً للحصول على الأموال، وهي إحدى الأساليب التي اتبعوها منذ بدء احتلال عفرين، في حين يُشرف الاحتلال التركي على تلك العمليات باعتبارها إحدى أساليب تهجير الكُرد، ومنع المُهجرين من العودة. ويتعرض المختطفون الكُرد في سجون ميليشيات الاحتلال لكافة أنواع التعذيب، إن كان عبر الصعقات الكهربائية أو إطفاء السجائر بإجسادهم بالإضافة إلى سحبهم وربطهم بالرافعة المعروفة بـ (البلانكو)، وهي ذات الاساليب التي اتبعها تنظيما داعش والنصرة، مما يشير إلى اتباعهم ذات الاساليب في قمع الاهالي ومحاولة ترهيبهم.
كذلك، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، أن دورية مشتركة من الاستخبارات التركية و مليشيا “الأمن السياسي”، قد أقدما على مداهمة منزل الثمانيني (نوري قره) الكائن في محيط مطعم “فين” بحي عفرين القديمة، واعتقلته مع ابنتيه (خديجة وأمينة) بتهمة التصوير. وأشار المراسل أن قوات الاحتلال التركي أفرجت عن الرجل الثمانيني بعد ساعات من التحقيق في نفس اليوم، إلا أنها احتفظت بابنتيه، مضيفاً أنه بالتزامن مع اعتقال عائلة (نوري قره) جرى اعتقال سيدة أخرى في المنطقة ذاتها إلا أنه لم يتمكن من تحديد هويتها.
في الرابع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، شنت دوريات مشتركة من الاستخبارات التركي و(الأمن السياسي) التابع للميليشيات الإسلامية حملة اعتقالات واسعة طالت ستة مواطنات كُرديات في مركز مدينة عفرين. وأفاد مراسل “عفرين بوست” أن دوريات مشتركة تتكون من عناصر من الاستخبارات التركية ومسلحي ما يسم (الأمن السياسي) العائد للميليشيات الإسلامية، نفذت حملة مداهمات واعتقالات تركزت على نساء كُرد. ووثق المُراسل أسماء النساء المعتقلات وهن: (1-خديجة قره علي -2 أمينة قره علي 3- فضيلة محمد 4- فضيلة كريكو 5- فضيلة سيدو6- حياة قره علي).
في الخامس عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية شيه\شيخ الحديد، إن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، اختطفت مختار قرية “ترميشا” المدعو “ادريس زكي قره حسو”، وأضاف المراسل إن عملية الاختطاف قام بها مجموعة من المسلحين، إضافة إلى سرقة سيارته الخاصة من نوع فان، وذلك اثناء توجهه إلى عفرين برفقة السيدة فاطمة منان كورو 65 عام، والتي سبق وان تم اختطافها قبل اسبوعين، وتعرضت لتعذيب شديد في سجون مليشيا “السلطان سليمان شاه” التابعة للمدعو “محمد الجاسم\ابو عمشة” في “شيه\شيخ الحديد” مما ادى الى تدهور حالتها الصحية.
كذلك، داهمت دورية مشتركة مما يسمى بمليشيا “الامن السياسي” ومخابرات الاحتلال التركي، منزل السيدرة الكُردية “شيرين عبد القادر”، بسبب رفعها دعوى قضائية ضد الميليشيات الاسلامية، لقيامها في وقت سابق بسلب سيارة زوجها ومبلغ مليوني ليرة سورية. والسيدة “شيرين” هي أرملة الشهيد “كاميران منان علي بن نبي\45 عام”، من أهالي قرية افرازي، والذي ارتقى في تفجير إرهابي ضرب سوق الهال في السادس عشر من ديسمبر\كانون الأول العام 2018، وهو أب لطفلين. كما اعتقلت الدورية ذاتها شقيقة شيرين وابنها في الحملة ذاتها، لكن تم الافراج عنهما والاحتفاظ بشيرين. بدوره، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، إن المدينة تشهد ظهوراً لافتاً ونشطاً لسيارات بيضاء اللون منذ نحو اسبوع، يعتقد إنها تابعة للاستخبارات التركية، موضحاً أن الاعتقالات كبيرة جداً، وطالت الكثير من المواطنين، لكن يتعذر الوصول الى كافة الحالات.
في السادس عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، اختطف مسلحون من ميليشيا “فيلق الشام” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، فتاةً كُرديةً قاصرً من أمام منزلها الكائن في قرية “غازويه\غزاوية” التابعة لناحية شيراوا بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، شمال سوريا. وعلمت “عفرين بوست” من مصادر خاصة أن مسلحين من ميليشيا “فيلق الشام” التي تحتل القرية، تمكنوا من اختطاف الفتاة نتيجة تعاون عدة نساء مُستوطِنات مُنقبات معهم أثناء تنفيذ عملية الخطف. وتُدعى الفناة القاصر “رويا هنانو مصطفى”، حيث خطفت من أمام منزلها، في غفلة عن أعين ذويها، ولا يزال مصيرها مجهولاً لحد الآن. وكثف الاحتلال خلال شهر نوفمبر الجاري، حملات الخطف بحق النساء الكُرد في عفرين، في خطوة تصعيدية يبدو الهدف منها واضحاً في زيادة الضغوط على السكان الاصليين الكُرد، لإجبارهم على ترك عفرين للمستوطنين، رغم أن نسبة الكُرد انخفضت من أكثر من 95% قبل الاحتلال، إلى قرابة الـ 25% عقب الاحتلال التركي للإقليم الكردي، مع توجه غالبية الأنظار إلى التطهير العرقي في شرق الفرات، والاستعماء عنه في عفرين.
في السابع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، أقدمت ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، على اختطاف ثلاثة مواطنين في ريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، واقتادتهم إلى مركز الاختطاف التابع لها. وأفاد ناشطون أن مسلحين من ميليشيا “الجبهة الشامية” اختطفت ثلاثة مواطنين كُرد من أهالي قرية كفرجنة التابعة لناحية شرّا/شران، واقتادتهم إلى جانب مستوطن مختطف في العملية ذاتها، إلى مركز الاختطاف الواقع في معسكر كفرجنة. وأوضح الناشطون أن المختطفين الكُرد هم كلٌّ من (ولات أنور/45عاماً/ وصادق حمدوش /55عاماً/ ومحمد حنان حمدوش/29عاماً/ إضافة لمستوطن يدعى “أبو خالد” وهو من أهالي الغوطة.
كذلك، اختطفت ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، شاباً كُردياً في مدينة عفرين، وثم أفرجت عنه بعد أن حصلت منه على فدية مالية كبيرة. وأفاد مراسل “عفرين بوست” أن حاجز ميليشيا “الجبهة الشامية” المقام عند دوار نوروز، و يتزعمه المدعو “أبو علي” أقدمت على خطف المواطن الكُردي (خ. م) وأفرجت عنه في نفس اليوم، وذلك بعد أن دفع لهم فدية مالية بلغت 5 آلاف دولار أمريكي. ويُشار إلى أن الشاب (خ.م)، من أهالي قرية “دير صوان” التابعة لناحية “شرا/شران” وقد أختطف لعدة مرات كونه ميسور الحال.
في العشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، وفي تقرير مطول عرضه موقع بي بي سي البريطاني، تطرقت له “عفرين بوست”، تحدثت سيدة كُردية عن عمليات الخطف والابتزاز التي يتعرض لها السكان الأصليون الكُرد على يد مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. وتقول جميلة التي تعيش في لندن، في حديثها للموقع البريطاني إن شقيقها خُطف مؤخراً في عفرين من قبل المليشيات الإسلامية: ” خطفوه واتصلوا بنا من هاتفه لطلب الفدية كشرط للإفراج عنه، ما كان علينا إلا أن نرسل لهم 10 آلاف جنيه استرليني ليتركوه”. وتضيف: “كان أخي يعلم بأنهم سيكررون فعلتهم ويقبضوا عليه مرة أخرى بأي حجة لطلب المزيد من المال، لذلك هرب من عفرين إلى مخيمات النازحين في تل رفعت منذ بضع أشهر”. ويقول تقرير صادر عن الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي إن “ضحايا عمليات الخطف من جانب الجماعات المسلحة أو العصابات الإجرامية، جميعهم مدنيون من أصل كردي والذين يُنظَر إليهم على أنهم ميسورون، كالأطباء ورجال الأعمال والتجار، وعادة يختفي الضحايا عند نقاط التفتيش، أو يتم خطفهم من منازلهم ليلاً”. ويعتبر شقيق جميلة محظوظاً لأنهم لم يقتلوه بعد استلام المال، فقد وثقت لجنة تابعة للأمم المتحدة حالة مشابهة في 13 مايو/أيار الماضي وقالت: “خطفت جماعة مسلحة رجلين وطفلاً يعاني من إعاقة ذهنية أثناء سفرهم من عفرين إلى اعزاز. وأُفيد أنه عُثر على جثث المخطوفين بعد اختفائهم بأربعين يوماً وآثار التعذيب بادية عليهم”. أما إذا ألقي القبض على أحد العاملين في المؤسسات الكُردية السابقة (في إشارة إلى الإدارة الذاتية في عفرين)، أو إذا كان ناشطاً سياسياً وينتقد أفعال المليشيات المسلحة علناً، فمصيره السجن في أنقرة إن لم يتم قتله من قبل المليشيات التابعة لها على حد قول أمين أحمد، الذي يوثق ما يجري من انتهاكات في عفرين بسرية تامة. ويرى الكثيرون من سكان المنطقة الأكراد بأن الهدف من عمليات الخطف والابتزاز والاعتقال هو تحقيق كسب مادي للمليشيات المسلحة بعد أن خفضت أنقرة من دعمها المالي لها. وقالت نورهان، وهي شابة تعاني من إعاقة في قدميها لبي بي سي، إن جاراتها من مناطق دير الزور وحمص والمقيمات حالياً في منازل الأكراد ذكرن لها بأن تركيا كانت تدعمهم كثيراً في البداية، وتقدم لهم كل ما يحتاجوه من مواد غذائية ورواتب جيدة لرجالهم، إلا أنهم خفضوا مساعداتهم إلى النصف، وأحياناً لا يتلقون أي مساعدة على مدى شهور قائلين لهم “عليكم تدبير أموركم اليومية بأنفسكم”. وتضيف نورهان: ” نعم إنهم يتدبرون أمورهم عن طريق نهبنا وسرقة بيوتنا والاستيلاء على محاصيلنا دون رقيب أو حسيب، بتنا نخاف ترك ديارنا لمدة ساعة واحدة، لأنها كافية لسرقة جميع محتويات المنزل حسب التجارب التي نعيشها”. وبحسب الأمم المتحدة، “فقد نزح ما يزيد عن نصف سكان المنطقة الأصليين خلال الهجوم التركي الذي ترافق مع أعمال نهب وسرقة واعتقالات منذ مارس/آذار 2018”. لكن تلك الإحصائيات غير صحيحة، لكون السكان الأصليون الكُرد يؤكدون أنهم باتوا أقل من ربع المقيمين حالياً في الإقليم الكُردي المُحتل، إذ يهيمن المستوطنون من ذوي المسلحين القادمين من ارياف دمشق وحمص ودير الزور وحلب وادلب على أكثر من 75% من المجموع السكاني الحالي.
في الواحد والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، اعتقلت مخابرات الاحتلال التركي وميليشيا “الأمن السياسي” التابعة له ولتنظيم الإخوان المسلمين، شاباً كُردياً في عفرين القديمة واقتادته إلى مركزها في المدينة، حسبما أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم الكُردي المُحتل. وأوضح المُراسل أن الشاب “شوقي جمال خليل” اعتقل من قبل عناصر استخبارات الاحتلال التركي برفقة ما تسمي ميليشيا “الأمن السياسي”، من منزله الكائن في محيط فرن أبو عماد بحي عفرين القديمة، الذي شهد تركيزاً ملفتا في حملة الاعتقالات الأخيرة، دون معرفة التهمة الموجهة له. ويعمل الشاب الكُردي شوقي في محل للتمديدات الصحية، وإلى ذلك، تم اعتقال شخصين آخرين من أهالي قرية “كورزيله\قرزيحيل” المقيمين في مدينة عفرين، أحدهما يدعى “فرزند” من قبل ميليشيا “الشرطة العسكرية”، إلا أنه تم الافراج عنهما بعد أن دفعا مبلغ مئتي دولار أمريكي للميليشيا.
كذلك، اعتقل موطن كُردي يعمل كمترجم مع قوات الاحتلال في عفرين يوم الثلاثاء العاشر من نوفمبر الجاري، من قبل دورية مشتركة من المخابرات التركية ومليشيا “الأمن السياسي”، بعد أن داهمت منزله في حي الأشرفية، وفقا لمراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم الكُردي المُحتل. وأضاف المراسل أن عناصر من الميت التركي برفقة مسلحين من ميليشيا “الأمن السياسي”، اعتقلوا المواطن “عبد الرحمن علي” من منزل نجله حنان الحلاق بحي الأشرفية، واقتادوه إلى جهة مجهولة. وأشار المراسل أن المواطن “عبد الرحمن” اضطر للانتقال إلى منزل نجله، بعد أن طردته ميليشيا “أحرار الشرقية” من منزله الكائن في حي المركز الثقافي، وفيما يبلغ “علي” من العمر 56 عاماً، فإنه مصاب بداء السكري وبحالة مرضية متقدمة.
كذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو، أن مسلحي ميليشيا “فرقة الحمزة” يتواصلون عبر تطبيق «واتس آب» مع مقربين من المختطف “سعيد مجيد” صاحب معصرة “جبيه” في بلدة راجو، ويتفاوضون معهم على مبلغ الفدية المالية المطلوبة، كي يفرجوا عنه. وأكدت المراسل أن المبلغ الذي يطالب به مسلحو ميليشيا “فرقة الحمزة” يبلغ /15/ ألف دولار أمريكي.
في الثاني والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، أوضح الناشطون أن مسلحين أقدموا على خطف المواطن /محمد رشيد معمو/، من أهالي قرية “عبلا” التابعة لناحية “بلبلة\بلبل”، أثناء عودته من عمله، في قرى ناحية بلبل، برفقة مواطن آخر على متن دراجة نارية. واعترضتهما سيارة من نوع “سنترف” فضية اللون بحدود الساعة الثانية عشرة ظهراً تقريباً، كانت تحوي ستة مسلحين، طلبوا منهما مرافقتهم لطرح بعض من الأسئلة عليهم حاملين معهم أمر مهمة ممهورة بختم ميليشيا” السلطان مراد”. وأشار الناشطون إلى أنه وأثناء مرور الخاطفين على الحاجز في مدخل مدينة عفرين، أخبروا الحاجز الأمني بأنهم ينتمون لميليشيا ” أحرار الشام” مؤكدة أنه وبعد اجتيازهم للحاجز أطلقوا سراح سائق الدراجة النارية و اقتادوا محمد إلى جهة مجهولة لغاية نشر التقرير. ويعمل الشاب الكُردي محمد رشيد معمو كمتطوع في “فريق لقاح سوريا” وكان تعرض للاعتقال بعيد الاحتلال التركي للإقليم، وقضى حينها شهراً في سجون الاحتلال بتهمة أداء خدمة “الدفاع الذاتي” أيام الإدارة الذاتية السابقة، ليتم إطلاق سراحه من قبل محكمة الاحتلال العسكرية، وذلك بعد دفع كفالة مالية التي تُعد بمثابة فدية لا يتم اعادتها للمعتقل حتى بعد ثبوت براءته من التهمة الموجهة إليهم.
في الثالث والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، بعد أن تمكن الاحتلال التركي برفقة ميليشيات إسلامية تابعة له، من ترسيخ احتلاله لإقليم عفرين التابع للإدارة الذاتية سابقاُ، عمل عبر نشر مراكز استخبارية تابعة لـ “الميت” في مختلف أرجاء الإقليم، أبرزها تلك التي تقع في صالة الألعاب الرياضية في شارع الفيلات، حيث يدوام فيه عناصر من “الميت” التركي وبلباس مدني. وقد أوعز “الميت” التركي بتركيب كاميرات المراقبة على الحواجز الأمنية للميليشيات وكافة أرجاء المدن والبلدات الرئيسية، لرصد تحركات مَن تبقى من السكان الأصليين الكُرد، وكذلك لزرع عملاء بينهم، لضمان عدم إفلات أي خطوط أمنية من يده. ومع ذلك تشهد مدينة عفرين وجنديرس بدرجة أقل تفجيرات بالسيارات المفخخة وغيرها، دون أن يتم ضبط ومحاسبة أي من مرتكبيها، وهو ما يدفع المراقبين للاستفسار عن الأسباب؟ وقد أقدمت قبل نحو أسبوع، مجموعة مسلحة تتبع لميليشيا إسلامية يعتمد عليها الاحتلال في الفتك بأهالي عفرين، على خطف مواطنين كُرديين في الريف الشمالي للمدينة، وادعت أنها من ميليشيا معينة أثناء الخطف، وعندما وصلت لحاجز يديره جنود أتراك في المدخل الشرقي للمدينة، ذكرت اسماً لميليشيا أخرى لتتمكن من الدخول بمعية المختطفين الكٌرديين، وبعد تجاوز الحاجز، أفرج الخاطفون عن أحدهما وأبقت على الآخر. ولكن رغم وجود كاميرا المُراقبة على الحاجز ومعرفة المتورطين بالاسم والصورة إلا أن “أمن الاتصالات” التابع للميت التركي رفض التعاون مع ميليشيا “الأمن الجنائي” التي تبذل جهوداً للتحقيق في حادثة الخطف بمقابل مالي! رفض الميت التركي كان إشارة واضحة إلى أن الميليشيات تختطف المواطنين وتستحصل فدى مالية لصالح “الميت” التركي تحديداً، لتحقيق جملة من الأهداف وأهمها إفقار الكُرد وممارسة التهجير القسري بحقهم.
كذلك، أفرجت ميليشيا “الشرطة العسكرية” عن كل من المواطنين الكُرد “حميد سارو” و”صديقة كورنعسان” و”إبراهيم عبد القادر” بعد التحقيق معهم لفترات متفاوتة، ودفعهم مبالغ مالية تتراواح بين 15- 150 ألف ليرة سورية تحت مسمى “كفالة مالية”، وهي أتاوة تذهب لخزينة الاحتلال في حال ثبت التهمة أم لم تثبت.
في الرابع والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، اقدمت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين خلال أسبوع واحد، على اختطاف خمسة مواطنين، بينهم ثلاثة من التجار وميسوري الحال، بهدف استحصال فدىً مالية من ذويهم، في إطار الخطة الممنهجة التي تنتهجها المخابرات التركي للضغط باتجاه تهجير الكُرد قسريا من ديارهم، وإحداث تغيير ديموغرافي أشمل مما هو مُطبق حالياً في الإقليم الكُردي المُحتل. وأقدم مسلحون إسلاميون، قبل نحو أسبوع على اختطاف أربعة مواطنين من مدينة عفرين، وهم من أهالي قرية قره تبه التابعة للمركز، وعُرف منهم (عبد الهوى/تاجر زيت من عشيرة العميرات، وفؤاد عمر/صاحب معمل بيرين) فيما لم يتم التوصل لهوية المختطفين الآخرين، وفقا لمراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم. وفيما لا يزال مصير المواطن فؤاد عمر مجهولاً، فإن مسلحين يتواصلون مع ذوي المواطن “عبد الهوى”، للتفاوض على مبلغ الفدية المطلوبة للإفراج عنه، وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن المسلحين يطلبون بـ 100 ألف دولار أمريكي. وبالتزامن مع ذلك، اختطف الشاب محمد شيخ زينل بن شيخ طاهر من أهالي قرية حبو التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، في السابع عشر من نوفمبر، وهو يعمل في تجارة زيت الزيتون في مدينة عفرين، ولا يزال مصيره مجهولاً، حيث يُرجح مطالبة ذويه بفدية مالية كبيرة. إلى ذلك أفرجت ميليشيا “الأمن السياسي” عن الشاب شوقي خليل يوم أمس بعد أن دفع مبلغ 500 دولار لقاء الافراج عنه. وتجدر الإشارة إلى أن ميليشيا “فرقة الحمزة” تختطف المواطن سعيد مجيد منذ الحادي عشر من نوفمبر، وهومن أهالي قرية عتمانا وصاحب معصرة عصر الزيتون في بلدة راجو، حيث تشترط الميليشيا دفع مبلغ 15 ألف دولار للإفراج عنه.
في السادس والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حاجزاً يتبع مليشيا “فرقة الحمزة” المحتلة، مُقاماً في قرية ترندة عند مدخل مدينة عفرين، أقدم على اختطاف مجموعة من السكان الأصليين الكُرد من أهالي قرية “كورزيلة\قرزيحيل” التابعة لناحية شيراوا، أثناء ذهابهم لمدينة عفرين، وهي ليست المرة الأولى فمنذ إطباق الاحتلال تتعرض قرية كورزيليه للانتهاكات. حيث لم تتوقف عمليات الخطف منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي على الإقليم الكردي، كان آخرها حينها في الواحد والعشرين من نوفمبر، اعتقال شخصان من أهالي قرية “كورزيله\قرزيحيل” مقيمان في مدينة عفرين، أحدهما يدعى “فرزند” من قبل ميليشيا “الشرطة العسكرية”، ومن ثم تم الافراج عنهما بعد أن دفع كل منهما مبلغ مئتي دولار أمريكي للميليشيا.
في التاسع والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، شنت ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، حملة مداهمة واعتقال ضد سكان ناحية “موباتا\معبطلي” وقرية “قنتريه\قنطرة” التابعة لها بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل. وقال ناشطون بأن المليشيا اختطفت أكثر من 15 كردياً خلال اليومين الماضيين، من قرية “قنتريه\قنطرة” ومركز ناحية “موباتا\معبطلي”، بتهمة الانضمام لقوات الحماية الذاتية التي مثلت التجنيد الإلزامي لدى “الإدارة الذاتية”، أو الانتساب لـ وحدات حماية الشعب. وفرضت الميليشيا مبلغ مئة ألف ليرة سورية على عائلات المختطفين لقاء إطلاق سراحهم، فيما وثق ناشطون اسماء بعض المختطفين، وهم كل من: (رمزي شعبو، محمد محمد علي، خليل بكر، أحمد كلخاش، علي محمد مراد، رمزي حنان عثمان، خليل منان يوسف، نبي خليل حنان، آذاد أحمد حنان، محمد أحمد حنان، أحمد أصلان، نعام أحمد حنان، محمد ربيع يوسف، علي حنان شيخو، عبد الرحيم محمد شيخ نعسان، خليل حنان خليل “مختار قرية قنطرة).
الاستيطان..
في الرابع من نوفمبر\تشرين الثاني، أعدت عفرين بوست تقريراً عن الاستيطان جاء فيه: نشطت الجمعيات والتنظيمات التركمانية برعاية تركية في عفرين، في إطار مساعيها لجعل التركمان رأس حربة في عمليات الاستيطان بـ عفرين، فأعلن ما يسمى “المجلس التركماني السوري” المدعوم من أنقرة، أنه في الثالث والعشرون من آب العام الماضي، التقى “التركمان” الذين تم جلبهم من مناطق حماه وحمص والشام والجولان، إلى عفرين بغية توطينهم فيها بدلاً من السكان الكُرد الأصليين. وكشف المجلس التركماني عن زيارة قام بها أعضائه إلى مقر مليشيا “الظاهر بيبرس”، التي تتكون من تركمان الجولان، وباتت تمتلك مقرات في عفرين، بعيد مشاركتها في احتلالها إلى جانب الجيش التركي وبقية المليشيات الإسلامية المعروفة بمسمى “الجيش الحر”، كما زار مجلس التركمان مقر مليشيا “الفرقان” التي تضم مقاتلين تركمان، ينحدرون من المنطقة الوسطى، وبات لهم مقرات أيضاً في إقليم عفرين الكُردي المحتل. وأكد ما يسمى “رئيس المجلس التركماني السوري”، المدعو “محمد وجيه جمعة” في كلمة له بين جموع المستوطنين وعناصر المليشيات التركمانية، على ما أسماها “وحدة الصف التركماني”، وضرورة العمل سوياً لإحياء روح الوحدة والتعاضد لدى التركمان السوريين”! وكان واضحاً أن لتركيا رغبة شديدة في الاعتماد على التركمان تحديداً لتنفيذ سياسات التغيير الديموغرافي في إقليم عفرين الكردي، كونهم الاكثر موثوقية بالنسبة لها، لكن هذا الصراع الذي يقحم به الاحتلال التركي بـقسمٍ من التركمان في مواجهة الاكراد هو أمر طارئ ولم يحصل سابقاً، ويسعى الاحتلال التركي من خلاله لخلق صراعات جديدة في المنطقة على أساس عرقي، عبر استجلاب مكون من مواقع انتشاره، ومحاولة توطينه في مكان مكون آخر بعد تهجيره قسراً. وفي هذا السياق، كان الكاتب الكردي السوري بدرخان علي قد أثارعلى صفحته في موقع الفيسبوك موضوع ارتفاع نسبة المقاتلين المنحدرين من حمص في صفوف ما يسمى” الجيش الوطني السوري ” الذي تحارب به تركيا الأكراد وقوات سورية الديمقراطية، من خلال بيانات القتلى والجرحى في غزوة نبع الإرهاب لمنطقة شرق الفرات ( التي تسميها تركيا “نبع السلام”) وقبلها غزوة غصن الدم لمنطقة عفرين ( التي أسمتها تركيا” غصن الزيتون”) . يقول الكاتب الكردي بدرخان علي في حديثه إلى “عفرين بوست”: “إن ارتفاع نسبة المقاتلين من “حمص” ضمن صفوف عصابات ما يسمى ( الجيش الوطني السوري) يعود لسبب رئيسي هو أصول هؤلاء المقاتلين التركمانية. بالإضافة إلى دور شبكة الاخوان المسلمين بينهم في وقت مبكر من الأزمة السورية، حيث هناك أحياء وضواحي في منطقة حمص جرى استغلالها من قبل الاخوان المسلمين وتركيا لحمل السلاح ضد الجيش السوري وحرف الحراك الشعبي المشروع إلى تمرّد مسلح . هذه الواقعة تشير إلى جريمة أخرى لأردوغان ونظامه بحق سوريا مجتمعاً وتاريخاً، إذ أن الأكراد والتركمان كما العرب البدو في شمال سوريا عاشوا مع بعض لقرون دون حساسيات قومية أو إثنية، حتى الصراعات التي وقعت بينهم كانت بسبب المراعي والكلأ والنفوذ ، وليس لأي سبب “هوياتي”. وعقب إطباقها احتلالها، سعت تركيا إلى توطنين تركمان اللاذقية وحمص المهجَّرين في القرى الكردية بعفرين، إضافة لسعيها إقامة مستوطنات لهؤلاء على شكل مجمعات سكنية في ريف عفرين، وذلك عقب تهجير قسري لسكانها الاصليين، ، ومنع الاحتلال لعودة قسم كبير من السكان الاصليين النازحين إلى قراهم . ويضيف “علي” لـ “عفرين بوست”: “لنقل أن الصراع الكُردي العربي له بعض السوابق و” المبررات” في العقود السابقة، لكن “صراع كُردي تركماني” في سوريا هو اختراع جديد تماماً، وفي مثالنا هنا كانت حمص بحكم موقعها الجغرافي وسط البلاد بعيدة عن قصص احتكاك الأكراد والعرب والتركمان في الشمال، الخ)”. متابعاً: “بعض الإخوة التركمان منذ بدء الأزمة السورية استغلهم أردوغان والإخوان المسلمون، وجرى العمل الحثيث على تشكيل “هوية قومية” لمواطنين نسي الكثير منهم أصولهم بفضل الاندماج مع المحيط العربي والكردي، لدرجة التماهي في العادات والتقاليد اليومية”، قائلاً: “عشتُ ٧ سنوات في حلب ولم أنتبه لوجود متمايز للتركمان في حلب وريفها عن العرب والأكراد، فقد كانوا حلبيّين أو ريف حلبييّن، سمعت لاحقاً أن هناك تركمان كثر في تلك المنطقة”. ويرى علي إنه قد تم” فبركة قضية تركمانية في سوريا خلال السنوات الأخيرة، فقط لمواجهة القضية الكردية الصاعدة، حيث لم يُسمع بوجود قضية أو مشكلة تركمانية طيلة العقود الماضية، ولم يكن هناك أبداً مجتمعات تركمانية معزولة أو متمايزة في سوريا، فلم يعمل التركمان في الشأن السياسي سابقاً بخصوصية قومية ولم يكن لهم أي تنظيم أو نشاطات سياسية خاصة”. منوهاً إلى أن النظام التركي خلال سنوات الأزمة رعى التركمان بشكل لافت ودعمتهم مادياً ولوجستياً، خاصةً اللاجئين منهم إلى تركيا، وتم تشكيل مجلس تركماني سوري وهيئات سياسية وعسكرية تركمانية، بفضل المخابرات التركية التي جاءت ب” الخبرة العراقية” إن جاز التعبير رغم اختلاق السياق المجتمعي بين حالتي تركمان سوريا وتركمان العراق، وتم توجيه من تمكنت تركيا من ربطهم بها من التركمان ضد الدولة السورية في بداية الأزمة، ثم ضد الكُرد. ووزعت خرائط من قبل هذه الهيئات لما يُزعم أنه” الوطن التركماني” الذي يضم بحسب مزاعمهم أجزاء واسعة من سوريا، والشمال السوري كله ضمنه، وشمال العراق بمافيه إقليم كردستان العراق وكركوك والموصل، ويُذكر أن تركيا منذ عقود كانت تدعم من يقيم فيها من السوريين (عربياً، كردياً، تركمانياً…) الذين يبرزون وثائق موقعة من مخاتير قراهم “تؤكد أنهم من أصول تركية”، وذلك في مسعى تزييد أعداد (التركمان في سوريا) بأي شكلٍ كان. متابعاً: “وبالطبع ليس كل التركمان انطلت عليهم هذه اللعبة التركية المكشوفة، فهناك مكون تركماني في قوات سورية الديمقراطية والادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وحلفاء تركمان للمقاتلين الأكراد والعرب والسريان في معركة الدفاع عن المنطقة وأهلها ضد الغزو والاحتلال التركي ، كذلك المكون التركماني في منبج يرفع صوته علناً مع أبناء منبج ضد المحاولات التركية لاحتلال منبج”. ومنذ بدء الاحتلال التركي لإقليم عفرين الكردي في آذار العام 2018، منحت سلطات الاحتلال بطاقات هوية مخصصة للأجانب، إلى السكان المحليين في عفرين، ونظريًا، جعلت بطاقات الهوية التركية من سكان عفرين الاصليين لاجئين داخل أراضيهم. وسعت حكومة أردوغان وميليشياتها من ما يسمى “الجيش الحر” منذ دخولها المدينة في آذار/مارس 2018 الى تغيير هوية عفرين السورية، بصبغها بالهوية التركية، عبر تغيير إسم الشوارع والميادين والمباني الحكومية والمستشفيات وغيرها ونشر ورفع صور رئيس وعلم تركيا، وإجبار طلاب المدارس على تقديم الشكر لأردوغان. وحول ذلك قالت وكالة رويترز: “بدأت تركيا بفتح مدارس عفرين وتعليم التلاميذ اللغة التركية والمساعدة في إدارة مستشفيات، توجد لافتات إرشادية باللغة التركية وقوة شرطة دربتها تركيا ومكتب بريد تركي”، وقامتسلطات الاحتلال بإزالة لافتة المشفى القديمة ووضعت واحدة جديدة وغيرت اسم مشفى آفرين إلى اللغة التركية. ويقول “بدرخان علي”: “بات الكثير ممن كان لا يعّرف نفسه على الإطلاق كتركماني “يتذكر” أنه قومي تركماني ويجب أن يمثّل كتركماني ، وأن يندرج في المخطط التركي تماماً . حتى أن نشطاء ومثقفين سوريين ذوي خطاب قومي عربي تذكروا الآن أنهم تركمان بالأصل!”. متابعاً: “أتذكر في هذا السياق الآن الباحث الراحل حنا بطاطو الخبير في الشؤون العراقية الاجتماعية والسياسية الذي أوضح كيف الاستعمار البريطاني أعاد إحياء الهويات العشائرية في العراق عن طريق ” تذكير” أناس مغمورين على أنهم وجهاء عشائر عريقة وهم كانوا قد نسيوا ذلك تماماً، وكما نرى، لم يبقى سلطان عثماني ولم تسمى كتيبة عسكرية باسمه في شمال سوريا، أشهرها فرقة السلطان مراد سليمان شاه “. وهنا تتعاضد مُتخيلات إثنية ودينية-جهادية في نفس الاتجاه لنفس الغرض ألا وهو تعزيز التمرد المسلح بمعاني جهادية ومنح إيديولوجية دينية-إثنية للتمرد المسلح في سوريا”. تلك الاجراءات التركية علق عليها أيضاً “مايكل روبن” من معهد “إنتربرايز” الأمريكي للأبحاث السياسية العامة، بالقول إن “أردوغان يريد أن يكرر تجربة صدام في كركوك، وكما حاول صدام “تعريب كركوك”، يحاول أردوغان “تتريك عفرين”. ووصف “روبن” في مقال نشره المعهد سابقاً، ما ترتكبه قوات أردوغان في عفرين بـ “حرب إبادة” و “تطهير عرقي”، وقال: “تركيا قتلت 10000 من السوريين الأكراد، وشردت 180000 منهم، وهذا يذكرنا بما فعله صدام حسين بكركوك”، متابعاً: “أردوغان يحلم بإعادة السلطنة العثمانية وقد تكون عفرين الخطوة الأولى”. وهو ما يشير له الكاتب “بدرخان علي” لـ عفرين بوست” بالقول: “بعد احتلال عفرين، تم جلب الكثير من المسلحين التركمان وعوائلهم من حمص وغيرها وتم توطينهم في منازل الكرد المهجرين قسراً خصوصا ً في القرى والبلدات المتاخمة للحدود مع تركيا ، أي تم تشكيل حزام تركماني حول منطقة عفرين”. مردفاً: “ليست هذه حال السوريين من أصول تركمانية عموماً ، لكنها باتت ظاهرة ملحوظة في السنوات الأخيرة، رغم اعتقادي بفشل هذه السياسة التركية الخبيثة على المدى البعيد، لصعوبة اختراع مجتمع تركماني قومي، بسبب قلة العدد والاندماج الكبير مع المحيط العام، إلا إذا طال أمد الاحتلال التركي في سوريا، حينها قد نجد حتى عرباً وكرداً يزعمون بأصول تركمانية بعيدة مفترضة لهم! سيما أن منطقة شمال سوريا وبلاد الشام قد عاشت بالفعل اختلاطاً وتمازجاً كبيراً بين الأكراد والعرب والتركمان لقرون متواصلة”. ولهذا السبب نفسه نرى أن أردوغان وطاقم حكمه يقتصدون في الإشارة إلى التركمان على نحو مخصوص وفاقع. ربما في الداخل التركي يتم تخصيص التركمان بالذكر ، لكن في الخطاب العام الموجه للسوريين يصعب ذلك ، بسبب صعوبة الاعتماد على التركمان لتنفيذ المخطط التركي التوسعي في سوريا، لقلة العدد كما أشرنا، لذلك نرى أردوغان يتكلم باسم العرب والتركمان معاً أوالمسلمين السنة عموماً. رغم ذلك أشار أردوغان أكثر من مرة أنه يساعد التركمان في سوريا. في ذورة التوتر مع روسيا وقبل المصالحة معها أشار إلى أن روسيا تقتل التركمان والسنة في سوريا ( في إشارة خاصة للجيب المتمرد في جبل الأكراد و جبل الزاوية حيث تتواجد قرى تركمانية هناك حملت السلاح مبكراً ضد الجيش السوري) ووزير خارجيته أحمد داوود أوغلو أشار في معرض دفاعه عن اتهامات قيام تركيا بشحن أسلحة للمتمردين السوريين تحت غطاء مساعدات إنسانية قائلاً هذه مساعدات إنسانية لأخوتنا التركمان المحتاجين والمظلومين. واختتم علي إفادته بالقول: “هذه القضية تحتاج لتناول بحثي و ميداني موسع، لكن أعتقد أنها تفسر إلى حد كبير وجود مقاتلين من حمص ضمن جيش أردوغان السوري (الذي يسمى في بعض وسائل الإعلام بـ” الجيش الوطني السوري”)، وقد قتل وجرح منهم الكثير في غزو منطقة عفرين، والآن في غزو منطقة الجزيرة السورية، بعد أن فرّوا من النظام السوري الذي حملوا السلاح أساساً ضده، وهجروا مناطقهم إلى تركيا أو المناطق المحتلة من قبل تركيا في شمال سوريا، فقامت تركيا بتعبئتهم إيديولوجياً ضد الكرد وحددت لهم عدوهم الجديد ، الكرد وقوات سوريا الديمقراطية، بدل النظام الحاكم في دمشق ، فأصبحوا من جديد مادة خام لحروب أردوغان وتركيا في سوريا، وكان حرياً بهم أن يعتزلوا السلاح بعد الهزيمة أمام عدوهم الأساسي، لا أن يخوضوا معارك ليست معركتهم”، مختصراً المشهد بالقول: “تم تجنيدهم واستغلال حاجتهم المادية بعد اقتلاعهم من مناطقهم”.
كذلك، اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان، الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، في إقليم عفرين الكُردي، بارتكاب كافة أنواع “الانتهاكات” ضد أبناء المنطقة، في “مسعى لإجبارهم على الرحيل من منازلهم وأراضيهم”. وقال المرصد إن تلك الممارسات تندرج في “مخطط لعملية تغيير ديمغرافي في المنطقة”، مشيرا إلى أن مصادر وصفها بـ”الموثوقة”، أبلغته بوجود “مخطط تركي يسعى في الفترة الراهنة إلى إجبار أهالي عفرين على الرحيل بالكامل ومنع عودتهم إليها ومنع عودة المهجرين من أبنائها بأمر مباشر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”. وقال المرصد إن الفصائل الموالية لتركيا “ترتكب إرهابا يوميا وجرائم حرب بحق المدنيين في عفرين”، وبحسب المصادر ذاتها، فإن الانتهاكات التي تنفذها الفصائل الموالية لتركيا في عفرين، “تأتي بإيعاز من الاستخبارات التركية لإجبار من تبقى من سكان المنطقة على الرحيل”. وقال المرصد إنه على الرغم من “النفي التركي المتكرر لمحاولات إجراء عملية تغيير ديمغرافي في المنطقة”، إلا أن “الانتهاكات التي تجري على مسمع ومرأى من الرئيس التركي واستخباراته وبإشراف مباشر منهما، تثبت عملية التغيير الديمغرافي الممنهجة التي تنفذها تركيا والفصائل الموالية لها في عفرين، بهدف إحلال سكان جدد موالين لأنقرة بدلا من السكان الأكراد الأصليين”. وحذر من أن “عملية التغيير الديمغرافي تهدد التركيبة السكانية في الأراضي السورية وتؤثر على سكان وأهالي المناطق التي تتعرض لتلك الانتهاكات بالأمر المباشر من الرئيس التركي واستخباراته”.
في الخامس من نوفمبر\تشرين الثاني، علم مراسل “عفرين بوست” من أوساط الميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أنه يتم تبليغ عوائل المسلحين بضرورة الالتحاق بأزوجهن الذين يشاركون في غزوة “نبع السلام” في منطقتي “سريه كانيه/رأس العين” و”كري سبي/تل أبيض”. وأضاف المُراسل أن من المقرر أن يتم إرسال ثلاث دفعات من عائلات المسلحين لحين بلوغ نهاية العام الجاري، لتوطينهم محل السكان الاصليين الذين جرى تهجيرهم من مناطقهم بفعل الغزو التركي. وكانت “عفرين بوست” ذكرت في تقرير سابق أن العدو التركي يمنع المسلحين المشاركين في غزوة “نبع السلام” من العودة إلى مناطق الاحتلال التركي في غربي الفرات سواء التي تحتلها مليشيات “درع الفرات” أو عفرين. وذكرت “عفرين بوست” ان الزيارات تقتصر على متزعمي الميليشيات فقط، ما أجبر بعض المسلحين على دفع رشاوي كبيرة لمتزعميهم بغية تهريبهم إلى عفرين وباقي مناطق الاحتلال التركي.
في السابع من نوفمبر\تشرين الثاني، أعدت “عفرين بوست” تقريراً عن الاستيطان في قرية ميدانكي جاء فيه: تتقاسم خمس ميليشيات إسلامية تابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بلدة ميدانكي التابعة لناحية شرا\شران، شرقي إقليم عفرين الكُردي المُحتل، نظراً لموقعها السياحي المطل على بحير سد ميدانكي. وتتوزع كلٌ من مليشيات: (فيلق الشام – فرقة السلطان مراد – جيش النخبة – فرقة المعتصم وفرقة رجال الحرب) الاحتلال والتمركز في البلدة الكردية ذات الاهمية الاستراتيجية لاحتوائها على سد ميدانكي المصدر الرئيس للمياه في الإقليم. وتتمركز ميليشيا “المعتصم” التي يتزعمها المدعو “سيف أبو بكر” في مبنى البلدية، بينما تتمركز مليشيا “جيش النخبة” التي يتزعمها المدعو “أبو يعقوب” في المخفر الحراجي، اما باقي الميليشيات فتتمركز في منازل المدنيين، حيث تبلع عدد المقرات في البلدة ثمانية مقرات علاوة نقطنين للأمنية التابعة للميليشيات. وتتبع بلدة ميدانكي لناحية شرا\شران وتتألف من اكثر من 550 منزلاً، كانت عامرة بنحو خمسة آلاف نسمة قبل الاحتلال التركي لها في أوئل شهر آذار عام 2018، فيما عاد إليها 120 عائلة من السكان الاصليين فقط، وجلهم من الكبار بالسن، اما البقية فتحولت إلى مهجرين قسريين موزعين بين الشهباء وحلب ومناطق شرق الفرات. ويحتل المستوطنون المنحدرون من الغوطة الشرقية وحمص وحماه منازل المهجرين الكُرد والبالغة أكثر من 430 منزلاً، ويمارسون إلى جانب المسلحين شتى صنوف التضييق والانتهاكات على مَن تبقى من سكان البلدة الأصليين، من سرقة المحاصيل والمحال التجارية والأدوات المنزلية والزراعية. وبلغت نسبة السرقات والنهب لمحصول الزيتون في الموسم الحالي 70% سواء تلك العائدة للمهجرين الكُرد أو الصامدين في ديارهم. وأقدمت الميليشيات التي تستبيح البلدة، على قطع الأشجار الحراجية والمثمرة، خاصة في الغابات المحيطة ببحيرة ميدانكي، كذلك طالت عمليات القطع والاحتطاب أشجار الزيتون، وبلغت نسبة الخسائر نتيجة عمليات القطع والاحتطاب نحو 20% من نسبة الأشجار في البلدة. ورغم أن تلك الميليشيات أسلامية متشددة إلا أن ذلك لم يقف عائفا أمام إقدامها على سرقة محتويات جامع القرية ولثلاث مرات على التوالي، ليقوم المستوطنون فيما بعد إعادة افتتاحه وإدارته دون أهل البلدة الأصليين. وتشهد ميدانكي انتهاكات بالجملة كباقي قرى الإقليم الكردي، حيث تتطرق لها “عفرين بوست” بشكل دوري.. فعلى صعيد الخطف، اختطفت المليشيات الإسلامية في السادي عشر من اكتوبر\تشرين الأول، المواطن فخري خليل عرب، ولا يزال مصيره مجهولاً. اما موسم الزيتون، فمارست المليشيات الإسلامية ومنها ميليشيا “فرقة السلطان مراد” اساليب عدة للسلب من الاهالي الكُرد، ومنها قيامها بتهديد أصحاب بساتين الزيتون في قرية “ميدانكي”، في حال عدم جني موسم الزيتون خلال يومين، فإنهم سيكون لهم حرية التصرف والاستيلاء على الموسم. اما بالنسبة لجرائم القتل، فاستشهد في الرابع من الرابع من اكتوبر الماضي، مدني كُردي في قرية ميدانكي، نتيجة تصديه لعملية سطو مسلح للميليشيات الإسلامية على مجموعة محلات تجارية. وقتلت مجموعة مسلحة من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” المدني “عدنان رشيد أمير”، الساعة الرابعة فجراً، بطلقة واحدة مباشرة في الرأس، بعد محاولته اعتراض المسلحين وثنيهم عن سرقة عدد من المحال التجارية العائدة لعائلة (عيسى ملكسور) المجاورة لمنزله. هذا ولا زالت القرى في ريف إقليم عفرين الكُردي، مُستباحة للغزاة من الاحتلال التركي ومليشياته، في ظل صمت دولي مُطبق يوحي للجُناة إنهم سيبقون دون حساب، وهو ما تأكد “قوات تحرير عفرين” إنه لن يتم لهم.
في الحادي عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، تطرقت “عفرين بوست” إلى الوضع في قرية ميدان أكبس ضمن تقرير جاء فيه: (احتل الغزو التركي ومسلحو المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين وهو ميليشيا “فيلق الشام” في الثامن والعشرين من فبراير\شباط العام 2018، بلدة ميدان أكبس الحدودية التابعة لناحية راجو، ومارس منذ ذلك الحين شتى صنوف الانتهاكات بحق مَن تبقى من سكانها الكُرد الأصليين. وتتواجد في البلدة ثلاثة مقرات عسكرية تابعة للميليشيا، إضافة لسجن مركزي، افتتحه في أول أيام الاحتلال، حيث تم اعتماده كنقطة لسوق الشباب والشابات الكُرد والتحقيق معهم فيه، إلى جانب ممارسة شتى صنوف التعذيب بحقهم، وفقاً لشهود مروا من السجن السيء الصيت. ويتزعم المدعو “صليل الخالدي” التركماني الأصل، والمنحدر من حمص، ما تسمى “الأمنية” التابعة للميليشيا، حيث تتحكم الاخيرة في كل شاردة وواردة في البلدة، وكان صليل في البداية يأوي الإبل /6 رؤوس/، ولكن مع تحسن وضعه المادي بعد أعمال النهب والسلب، ترك تربية الإبل، وبات يدير أعمالاً زراعية بعد أن استولى على نحو 50 هكتاراً من الأراضي الزراعية الخصبة في محيط البلدة. وعلى صعيد النهب، أقدمت الميليشيا عقب الاحتلال على إزالة خط السكك الحديدية الذي يمر من البلدة، ولمسافة تقدر بنحو 500 متر، في المنطقة الواقعة بين ميدان أكبس وقرية خرابي سلوك. ويبلغ العدد الإجمالي لمنازل ميدان أكبس قربة الـ 500 منزل، حيث كانت البلدة عامرة بسكانها الكُرد، لكن الغزو التركي دفع غالبيتهم إلى التهجير القسري، نتيجة الأعمال الحربية المتعمدة ضد السكان الاصليين الكُرد، فتوجهت الأغلبية العظمى من سكانها نحو مناطق الشهباء وحلب وغيرهما. وفيما بعد، عادت 125 عائلة فقط من سكانها الكُرد الاصليين، إلى ديارها ومزارعها في البلدة، فيما يحتل المستوطنون المنحدرون من حمص وجلهم من التركمان، منازل المهجّرين الكُرد والبالغة نحو 375 منزلا. أما بالنسبة لحقول الزيتون والأراضي الزراعية العائد للمهجرين، فيستولي عليها متزعموا ميليشيا “فيلق الشام” ومسلحوها بشكل كامل. وكغيرها من قرى إقليم عفرين وبلداته، تتعرض الأحراش والغابات الجبلية الطبيعية لعمليات احتطاب ممنهجة ومدمرة بحق الأشجار الحرجية وخاصة الزعرور والسنديان وغيرها، لتساق إلى وادي “يالي شلة” حيث افتتح متزعم الميليشيا معملاً لإنتاج الفحم النباتي من أحطاب الغابات. كما أنشأ المسلحون مركزاً لتجميع الحطب في قرية ميدانا المجاورة، حيث يتم إرسالها من هناك إلى إدلب لتباع فيها. اما مبنى محطة القطار الشهيرة، فحولتها المليشيا إلى مستودع للأسلحة والذخائر، بينما تحولت مدرستها إلى تكية دينية يرتادها المستوطنون المتطرفون ليزرعوا في عقول أطفالهم وأطفال الكُرد التعاليم الدينية المتشددة، تحت إشراف مدرسين من المستوطنين أنفسهم. وترتكب المليشيا جرائم متعددة بحق الاهالي الكُرد، ففي يوم الاربعاء السادس من نوفمبر، اقتحمت مجموعة مُسلحة من ميليشيا “فليق الشام” منازل عدد من المواطنين الكُرد، واعتدت بشكل مُبرح عليهم، كان بينهم امرأة حامل. وذكر مراسل “عفرين بوست” في الناحية أن مجموعة مسلحة مؤلفة من تسعة مسلحين التي يتزعمها المدعو أبو تركي (محمود قندي) من تركمان حمص، اقتحمت ليلاً منزل المواطن “شعبان حميد كومي”، واعتدت بالضرب المُبرح عليه وعلى ضيفه “فاروق خالد” وزوجته سيفين وهي حامل، ما أدى لتدخل الجيران الذين تعرضوا للضرب بدورهم من قبل المجموعة المسلحة. وعلمت “عفرين بوست” من مصادرها أن الجُناة هددوا الضحايا بالقتل في حال عدم اسقاط الدعوى المقدمة لميليشيا “الشرطة العسكرية”، التي عمدت بدورها إلى اتلاف التقرير الطبي المرفق بالشكوى والضغط على الضحايا لتغيير شهاداتهم وإسقاط دعواهم القضائية).
في الرابع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، قال أحد المستوطنين أثناء خطابه لأحد سكان عفرين الاصليين الكُرد، “إنشالله السنة الجاية ما منشوف ولا كُردي بـ عفرين”، وذلك في إطار تأكيد مساعي المستوطنين ورضاهم عن عملية التغيير الديموغرافي التي طبقها الاحتلال التركي في عفرين أمام مرأى العالم بأسره ومسمعه. وجاء ذلك أثناء حديث جرى بين مواطن كردي من أبناء عفرين وأحد المستوطنين من ريف حلب الشمالي، ممن جاء مع الاحتلال التركي ومسلحيه واستولى على أملاك المهجرين من عفرين، وذلك عقب أن قال له المواطن الكُردي إنهم يتمنون أن يكون الحال افضل في العام القادم. ومنذ احتلالها إقليم عفرين الكُردي شمال سوريا، عملت المليشيات الإسلامية التابعة للإخوان المسلمين والمعروفة بـ “الجيش الحر” على استجلاب عائلات مسلحيها إلى القرى الكُردية، بإشراف الاستخبارات التركية، سعياً لإجراء تغيير ديموغرافي تدريجي في عفرين، عبر الضغط بشكل متواصل على السكان الكُرد لدفعهم إلى الخروج وترك املاكهم وارزاقهم للمستوطنين. ومنعت سلطات الاحتلال التركي عودة الأهالي إلى عفرين، واغلقت جميع المعابر مع المناطق المجاورة التي هجر إليها العفرينيون قسراً، فيما تمكن عدد محدود من السكان الأصليين من العودة، عبر طرق زراعية قاسية، بعد دفع رشىً كبيرة للمسلحين كي يسمحوا لهم بالعودة إلى ديارهم. وفي يوليو\تموز العام الماضي، تظاهر مستوطنون من الغوطة الشرقية وريف حمص وسط ناحية “موباتا\معبطلي”، تنديداً بقرار إخراجهم من الناحية وتسليم المنازل التي استولوا عليها لأصحابها، ورددوا «ما رح نطلع ما رح نطلع»، حيث استولت مئات العوائل المستوطنة على منازل بمركز الناحية، وسرقت محتوياتها، بحجة أنها منازل عائدة لعائلات مقاتلي وحدات حماية الشعب أو مقربين من الإدارة الذاتية سابقاً. وشهدت عفرين خلال الأشهر اللاحقة لإطباق الاحتلال العسكري التركي خلال العام 2018 وحتى الوقت الراهن، وصول أعداد كبيرة من المستوطنين القادمين من ارياف حمص ودمشق وحماه ودير الزور وحلب وغيرها، ممن غادروا مدنهم بعد رفضهم الاتفاق مع النظام السوري، في إطار تسوية الأوضاع. ولم تكتفي عائلات المستوطنين بالاستيلاء على منازل مهجري عفرين، بل استولت كذلك على ممتلكاتهم، ومحلاتهم التجارية وافتتحوها لصالحهم، بمشاركة عناصر الميليشيات الإسلامية المتشددة.
في الثامن عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شرا\شران” إن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد قاموا بسرقة 7 عدادات للمياه في قرية كمروك، بينها عدد مياه الجامع. ويحتل القرية مليشيا “صقور الشام”، التي يقوم مسلحوها والمستوطنون من ذويهم بسرقة كل ما تمكنوا من سلبه كـ الأواني النحاسية من المنازل. وفي محاولة لتبرئة مسلحيها وذويهم، قامت المليشيا بطلب الأهالي لاجتماع عقد أمام مقرهم في القرية، حيث طالبوهم بتركيب انارة خارجية أمام منازلهم للحد من السرقات المتفشية في القرية، والتي تتركز على الأواني النحاسية بشكل ملفت، ويعتقد أنه يتم تجميعها من قب المسلحين وبيعها للاحتلال التركي، حيث يدخل النحاس في صناعات كثيرة هناك. ويقدر عدد السكان الأصليين بقرابة الـ 81%، بتعداد بيوت يصل لقرابة الـ 200 منزل، فيما يقدر تعداد المستوطنين بقرابة الـ 19%، حيث يستولي هؤلاء على 20 منزل في القرية، غضافة إلى مقريين اثنين. اما موسم الزيتون فقد تعرض لسرقات كبيرة من قبل المستوطنين والمسلحين على حد سواء، فيما يستولي المسلحون على أملاك وحقول المهجرين ويستثمرونها بشكل كامل. ومن المرافق الخاصة التي تم الاسيتلاء عليها، مقصف الشلالات العائد لـ “أبو ميرفان” زوج السياسية الكردية “سينم محمد” والتي تشغل حالياً منصب ممثل الإدارة الذاتية في العاصمة الامريكية واشنطن. وعلى صعيد الاتاوات، فرضت المليشيا أتاوة قدرها 23% من منتوج الزيت، توزعت بين 15% لصالح المسلحين، و 8% لصالح المعصرة. وفي سياق العمليات التخريبية للمليشيات الإسلامية، دمر المسلحون أربع تلال أثرية هي “تل عبوس” وتلي “بيري\ بيري قوشكيه” وتل باسرق، المُقابل لقرية كفروم، حيث جرى تسويتها بالأرض بحثاً عن اللقى الأثرية.
في الرابع والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، افتتح الاحتلال التركي مكتباً لتسجيل أسماء المستوطنين من عوائل المسلحين المشاركين في الغزو التركي لشرق الفرات في حي الأشرفية، تمهيداً لإرسالهم إلى مدينتي “سريه كانيه\رأس العين” و”كري سبي\تل أبيض”، وفق ما نقله مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل. وجاءت الخظوة تحت الضغط التي شكلتها التظاهرات المنظّمة من النساء المستوطنات في حي المحمودية، والذي شهد خروج ثلاثة تظاهرات للمطالبة بلم شملهن مع أزواجهن وذويهن من المسلحين المشاركين في معارك العدوان التركي على شمال وشرق سوريا. ففي السادس عشر من نوفمبر، قال مراسل “عفرين بوست” أن جنود الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، قد أقدموا على تفريق مجموعة من النساء المستوطنات، كن تجمعن في حي المجمودية للمطالبة بلم شملهن مع أزواجهن وأبنائهن، الذين يشاركون في الغزو التركي لمناطق شمال وشرق سوريا. وجاءت المظاهرات وسط سيادة حالة صدمة، يأس وخوف في أوساط المسلحين المتبقين في عفرين، ما دفع الكثير منهم للتواري عن الأنظار، مع استمرار توافد جثث قتلى المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، من معارك شرق الفرات مع قوات سوريا الديمقراطية. وتستقبل مشافي الإقليم المُحتل يومياً جثث القتلى القادمة من شرق الفرات، حيث يتم دفن القتلى ليلاً وسط تكتم شديد، خاصة في مقابر مدينة جنديرس وبلدة معبطلي وحي الزيدية في مدينة عفرين.
في الخامس والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين المُحتل، أن ميليشيات الاحتلال التركي اعتقلت ستة أشخاص من المستوطنين بينهم أربع نساء في مبنى سكني وسط مدينة عفرين بتهمة “ممارسة الفاحشة\الدعارة”. وأوضح المُراسل أن ما تسمى بـ «مباحث الشرطة العسكرية» أقدمت، على اعتقال أربع نساء مُنحدرات من ريف دمشق، نن مبنى يقع في محيط مديرية الزراعة بحي المحمودية، إضافة إلى مستوطنين أثنين ينحدران من المنطقة الشرقية، كانوا يتواجدون في ذات المبنى. وشهدت عفرين بعد احتلالها في أواسط آذار 2018، بروز حالة رمي أطفال حديثي الولادة في الأماكن العامة، وكذلك وجدت جثث نساء قتلن في ظروف غامضة، وتم رميهنّ في أماكن نائية ومقطوعة، حيث لم تعهد عفرين تلك المظاهر سابقاً، عندما كانت عفرين تعج بسكانها الأصليين الكُرد. وفي هذا السياق، يؤكد ناشطون محليون افتتاح متزعمي الميليشيات الإسلامية العديد من دور الدعارة، تحت مسمى “بيوت الشهداء” بحجة إيواء أرامل القتلى الميليشيات، خاصة في حي المحمودية والمركز الثقافي والأشرفية، وهو ما تذهب إليه حسابات على مواقع التواصل الإجتماعي تابعة للميليشيات المتنافسة، حينما تفضح بعضها البعض.
في السادس والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، رفض مستوطنون ممن التحق أفراد من عائلاتهم بالغزو التركي، إخلاء ثلاثة منازل كانوا قد استولوا عليها في قرية “ماتينا\ماتنلي” التابعة لناحية “شرا\شران” بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، قبل حصولهم على “خوة\أتاوة”. وقال مراسل “عفرين بوست” في شرا، إن عائلات المستوطنين رفضوا إخلاء ثلاثة منازل في قرية ماتينا وتسليمها لأصحابها الموجودين في القرية، مطالبين بمبلغ مئتي ألف ليرة سورية لقاء إخلاء كل بيت. وأشار المراسل بأن المستوطنين قاموا بتهديد أصحاب المنازل بحرقها وتدميرها في حال عدم قبولهم بدفع المبلغ المطلوب، فيما تحتل القرية ميليشيا “فرقة السلطان مراد” ويستولي على منازلها مستوطنون من ريفي حمص ودمشق.
في الثامن والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، افتتحت ميليشيا “الشرطة الحرة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، دورة تدريبية جديدة أمام المستوطنين في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، بغية أرسالهم إلى المناطق المُحتلة في شمال وشرق سوريا. ونقل مراسل “عفرين بوست” عن مصادر مطلعة أن الميليشيا التي تتخذ من مبنى “الجنائية” سابقاً مقراً لها، فتحت الباب أمام المتطوعين للخضوع لدورة تدريبية مدة شهر واحد في مرسين التركية، ليتم سوقهم فيما بعدها برفقة عوائلهم من المستوطنين إلى المدينتين المٌحتلتين في الشمال السوري (سريه كانيه\رأس العين، و كري سبي\تل أبيض). وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد اكد في الرابع والعشرين من نوفمبر ، إن الاحتلال التركي يواصل عملية التغيير الديمغرافي ضمن المناطق التي احتلتها شمال سوريا خلال غزوة “نبع السلام”، حيث علم المرصد السوري من مصادر موثوقة أنه جرى توطين عدد كبير في مدينة رأس العين (سريه كانيه)، غالبتيهم من محافظة إدلب. وفي إطار التغيير الديمغرافي أيضاً، أجبرت المليشيات الإسلامية مَن بقي في المناطق التي احتلوها في الشمال السوري للرحيل ومنع الأهالي من العودة. إذ قالت مصادر المرصد السوري أن بعض الأهالي عادوا للاطمئنان على منازلهم في سريه كانيه\رأس العين، إلا أنهم وجدوها خاوية على عروشها، بعد عمليات السرقات والتعفيش التي نفذتها المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، كما أن المليشيات منعت مواطنين من إخراج ممتلكاتهم من بعض المنازل التي لم تسرق بعد.
في الثلاثين من نوفمبر\تشرين الثاني، خرجت الجمعة، عدة مظاهرات في مناطق متفرقة من ريف حلب، بينها إقليم عفرين، حيث تظاهر العشرات من المستوطنين مرددين شعارات تؤكد على أن حلب للـ «أحرار» وليست لـ إيران، وفقا للمرصد السوري. وكان مستوطنو عفرين، انجروا خلف الوعود والخدع التركية، تاركين ارضهم بموجب اتفاق روسي تركي، عقب وعود قطعها لهم بمنحهم منازل الكُرد و200 شجرة زيتون في عفرين لكل مستوطن. وعودٌ دفعت آلاف العوائل من مؤيدي تنظيم الإخوان المسلمين للخروج من أرياف دمشق وحمص وحماه وإدلب ودير الزور وغيرها، من مناطقها، لتنساق خلف مخططات الاتراك لهم للاستيطان في إقليم عفرين، بحجة مُحاربة “الانفصالية” ومؤيدي النظام. في حين يرى مراقبون أن المسلحين الإسلاميين لا يريدون سوى منطق سيادة الأكثرية الطائفية المزعومة التابعة للإخوان المسلمين وتركيا، التي تريد الاستحواذ على مقدرات البلاد ووضعها في خدمة التركي، ومنع باقي المكونات من استحصال حقوقهم، وأن تكون باقي المكونات توابع مأمورة من قبلهم ومن قِبل أنقرة.
اقتتال المليشيات..
في السادس من نوفمبر\تشرين الثاني، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة والرشاشات الخفيفة والمتوسطة، في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً. وأفادت مصادر لـ”المرصد السوري” أن الاشتباكات وقعت بالقرب من شارع الفيلات بين مسلحين من مليشيا “الجبهة الشامية” وآخرين من مليشيا ”أحرار الشرقية” وسط حالة ذعر سادت المنطقة نتيجة الرصاص الطائش، ولكن سبب الاشتباك بقي مجهولاً. وأكدت مصادر أهلية لـ”المرصد السوري” أن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، استنفرت وانتشرت في مناطق احتلالها شمال حلب. وكثيراً ما يدفع المدنيون الكُرد ثمن المواجهات العبثية بين مليشيات الاحتلال، التي تحدث نتيجة الفلتان الامني وغياب القانون والمحاسبة.
في الثامن من نوفمبر\تشرين الثاني، أغلق تنظيم “جبهة النصرة\هيئة تحرير الشام” وهو الفرع السوري من تنظيم القاعدة ويقوده المدعو ابو محمد الجولاني، يوم أمس الخميس ، معبر الغزاوية الواصل بين الريف الجنوبي لإقليم عفرين الكُردي المُحتل من جهة، ومحافظة إدلب من الجهة الاخرى. وقالت وسائل إعلامية تابعة للميليشيات الإسلامية أن تنظيم “النصرة” أغلق معبر قرية الغزاوية في الريف الجنوبي لعفرين بشكل نهائي أمام المسافرين والتجار دون معرفة الأسباب، مشيرةً إلى أن عشرات السيارات التي تحمل المسافرين والبضائع ما تزال عالقة على طرفي المعبر. وادعت تلك الوسائل أن سبب الإغلاق هو منع مسلحي ميليشيات “الجيش الوطني” التابعة للاحتلال التركي من الدخول إلى غرب حلب في ظل توتر تشهده مدينة كفرتخاريم شمال إدلب مع التنظيم. لكن تلك الادعاءات لا يبدو إنها صحيحة حيث لا تتحرك مليشيات الجيش الوطني إلا بأوامر تركية، كما أن المليشيات التابعة للاحتلال فرت من ادلب عندما دخلت في مواجهات سابقاً مع النصرة، وجلبت عائلاتها إلى عفرين للاستيطان فيها. وقالت تلك الوسائل إن التوتر في كفر تخاريم جاء عقب طرد مسلحي التنظيم من لجان جمع أموال “الزكاة” من معاصر الزيتون، ما دفع بالتنظيم لمحاصرة المدينة ومحاولة أقتحامها. وفي الوقت الذي يدعي فيه ذوي المسلحين من المليشيات الإسلامية المعروفة بـ الجيش الوطني، أن النصرة تفرض عليهم الاتاوات وتقاسمهم في ارزاقهم، فإن المسلحين وذويهم المستوطنين ينهبون عفرين بشكل مستمر منذ عام و8 شهور، فارضين اتاوات بالجملة على سكان عفرين الاصليين، إضافة للفوضى والفلتان الامني المتعمد.
في العاشر من نوفمبر\تشرين الثاني، أكد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم الكُردي المُحتل، إن المليشيات الإسلامية في حيي المحمودية والزيدية، الواقعان في مناطق مرتفعة بمركز المدينة، تعمد بشكل مستمر إلى قطع الطريق المؤدي لهما مروراً بدوار نوروز. وأضاف المراسل نقلاً عن سكان محليين كُرد، إن المليشيات تعمد إلى قطع الطريق عند “دوار نوروز”، خشية المفخخات التي ترسلها في العادة مليشيات منافسة لتلك التي تحتل الحيين، وهي في غالبها مليشيا “احرار الشرقية”. ويعد حي المحمودية في مدينة عفرين معقلاً للمسلحين المنحدرين من المناطق الشرقية في سوريا كـ “احرار الشرقية”، ويعرف عنهم قربهم الشديد من مسلحي داعش. ومنذ احتلال عفرين كان هؤلاء يسيرون حُفاة في شوارع المدينة قائلين إنهم لن يرتدوا الاحذية حتى يعودوا للمنطقة الشرقية، وكذلك يعرفون بشعرهم الطويل واللباس القصير الخاص بالجهاديين. ويشهد إقليم عفرين الكُردي المُحتل فوضى عارمة منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي آذار العام 2018، وسط انفجارات متكررة عبر سيارات ودراجات نارية مفخخة، أو عبوات ناسفة، نتيجة الخلاف بين الميليشيات الإسلامية على تقاسم أملاك مهجري عفرين، والرغبة في تهجير السكان الاصليين الكُرد.
في الرابع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، قالت وسائل إعلام موالية للاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، أن ثلاثة من مسلحي ما يعرف بـ مليشيا “جيش شهداء بدر”، وجدوا مقتولين صباح الخميس، في عفرين، دون إي معلومات عن الجهة المسؤولة، في عملية تصفية جسدية اعتادتها المليشيات للتخلص من منافسيها على السرقة أو كاسلوب لحل الخلافات في ظل انعدام القانون وسيادة شريعة الغاب، التي هيمنت منذ إطباق الاحتلال العسكري على إقليم عفرين الكُردي المُحتل. وقالت وسائل إعلام المليشيات الإسلامية أنه قد عُرف من القتلى المدعو “أحمد عمر الشاكر”، مذكرةً باستهداف سيارة تابعة لذات المليشيا ليل الامس الاربعاء، في بلدة الراعي شمال شرق حلب، الأمر الذي أسفر عن مقتل اثنين من متزعميها، وهم “أبو خلف” ويتبوئ ما يعرف بـ (نائب قائد الجيش)، والمدعو ”أبو القاسم” أحد متزعميه العسكريين. ولم تعهد عفرين خلال عهد الإدارة الذاتية أي عمليات تصفية او قتل خارج القانون، حيث تمكنت الإدارة الذاتية من فرض الامن عبر نظام امني متكامل من جهاز الاسايش إلى المرور إلى الجمارك والمخابرات والقوات الخاصة، فلم يسمح للعصابات المسلحة بأن تجد لنفسها موطئ قدم، وهو الحال الذي تعيشها جميع مناطق الاحتلال التركي وآخرها عفرين.
في السادس عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، أقدمت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، على إغلاق كافة الطرق الرئيسية ومداخل الشوارع الفرعية بذريعة وجود معلومات عن دخول ثلاث سيارات مُفخخة إلى المدينة. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، أن الميليشيات أغلقت الطرق كافة الطرق الرئيسية بالحواجز الحديدية، انطلاقاً من “دوار كاوا” وحتى “دوار نوروز”، كما كثفت من انتشار مسلحيها في أرجاء المدينة، بحجة دخول ثلاث سيارات مفخخة إلى مركز المدينة.
في السابع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، قُتل ثلاثة مستوطنين من ذوي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي في قرية “ستير/استارو” التابعة لمركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، وفقاً لمُراسل “عفرين بوست”. وأضاف المُراسل أن المستوطنين الثلاثة ينحدرون ن مدينة حرستا بريف دمشق، واستولوا على اراض واسعة في القرية، عقب تهجير الاحتلال التركي السكان الاصليين الكُرد من القرية. ورجح المراسل أن يكون سبب مقتلهم تنازعاً بينهم وبين المليشيا التي تحتل القرية، على أحقية أي من الطرفين في الاستيلاء على أملاك المهجرين الكرد وسلبها، حيث تنتشر مليشيا “فرقة الحمزة” في المناطق المحيطة بالقرية كقرية “جوقيه\جويق”، ما يشير بأصابع الاتهام لمسلحي المليشيا التي ينحدر غالبية مسلحيها إلى ريف حلب الشمالي وبخاصة التركمان. وتنتشر عمليات التصفية الجسدية في اوساط المليشيات الإسلامية للتخلص من منافسيها على السرقة، أو كاسلوب لحل الخلافات فيما بينها، نتيجة انعدام القانون وسيادة شريعة الغاب التي هيمنت منذ إطباق الاحتلال العسكري على إقليم عفرين الكُردي المُحتل.
في الثالث والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، شهدت بلدة راجو بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، استنفارا أمنياً كثيفاً، من قبل جنود الاحتلال التركي وعناصر استخباراته إلى جانب الميليشيات الإسلامية التابعة لها، دون أن تُعرف أسباب لحد الآن وفقا لمُراسل “عفرين بوست” في الناحية. وقال المُراسل أن قوات الاحتلال التركي كانت تمنع المارّة من التوقف على الأرصفة، وتطلب منهم الانصراف بسرعة، مشيراً لاحتمال زيارة شخصية كبيرة من قوات الاحتلال للبلدة. ويُعرف أن الاحتلال التركي عمد إلى ربط نواحي راجو، جنديرس و”شيه/شيخ الحديد” (الجهة الغربية للإقليم)، إدراياً وأمنيا بولاية هاتاي التركية، فيما ربطت نواحي بلبلة و”شرا\شران” و”موباتا\معبطلي” ومركز عفرين (الجهة الشرقية والشمالية) بولاية كلس التركية.
في السادس والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، جرح 5 أشخاص، نتيجة انفجار عبوة ناسفة بسيارة بالقرب من طريق راجو وسط إقليم عفرين الكُردي المُحتل، فيما قالت مصادر محلية إن عبوة ناسفة انفجرت داخل سيارة أمام مطعم الشلال في شارع “مبنى هيئة الصحة\السياسية سابقاً”، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح، نقلوا جميعهم إلى المشافي التركية. وذكرت المصادر ذاتها بأن التفجير خلف أضرار مادية في الأبنية والمحلات التجارية، وسط إنتشار عناصر ميليشيا “الشرطة العسكرية” وإغلاق الطرق الرئيسية المؤدية لمكان الحادثة. ولطالما حاولت المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين اتهام المقاتلين الكرد بتنفيذ تفجيرات إرهابية يقومون بها بين بعضهم البعض في إطار تنافسهم على ما يعتبرونها غنائم غزوهم لـ عفرين تحت راية المحتل التركي.
في الثامن والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، انفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة في سيارة أحد مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بحي الأشرفية في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل. وقال مراسل “عفرين بوست” في المركز أن سيارة عسكرية مُلغمة بعبوة ناسفة، انفجرت في منطقة طريق “ترنده\الظريفة” بالقرب من مثلجات الزيتوني ، ما أدى لأضرار مادية في موقع التفجير. بدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن مسلحاً من ميليشيا “فيلق الشام” كان على متنها، ما أدى لمقتله.
في التاسع والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، أكد مُراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، وقوع تفجير جديد اليوم الجمعة، بالقرب من مقر إحدى المليشيات التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. وذكر أن التفجير تم عبر تفجير سيارة مُلغمة على مقربة من مقر المدعو “أبو العيس” وهو أحد متزعمي تلك المليشيات، بالقرب من “دوار نوروز” حيث هرعت سيارات الاسعاف إلى موقع التفجير، مرجحاً سقوط قتلى وجرحى في صفوف المسلحين. ولطالما حاولت المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين اتهام المقاتلين الكُرد بتنفيذ تفجيرات إرهابية يقومون بها بين بعضهم البعض في إطار تنافسهم على ما يعتبرونها غنائم غزوهم لـ عفرين تحت راية المحتل التركي. فمنذ احتلال عفرين، قسمت المليشيات الإسلامية بإشراف الاحتلال التركي قرى عفرين ومناطقها إلى قطاعات، حيث تتمركز مليشيا مُعينة في كل قطاع، وتحتكر لنفسها الاستيلاء على أملاك الكُرد المُهجرين وسرقة أملاكهم والاستيلاء على بيوتهم. لكن خلاف تلك المليشيات على حصصها من المسروقات والنفوذ والحواجز، يدفعها في كثير من الحالات إلى تنفيذ تفجيرات تجاه منافسيها، ونسبها لتنظيم “داعش” أو القوات الكُردية، وهو أمر يتكرر في باقي المناطق التي يحتلها المسلحون من جرابلس إلى اعزاز.
في الثلاثين من نوفمبر\تشرين الثاني، ضربت ثلاثة تفجيرات أنحاء مختلفة من مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، خلال الأسبوع الفائت، دون أن تتبنى أي جهة مسؤوليتها عنها، في وقت تشهد فيه مناطق الاحتلال التركي، حالة من الفوضى والفلتان الأمني وغياب القانون. ففي السادس والعشرين من نوفمبر الجاري، ضرب تفجير شارع “هيئة الصحة” المعروف بالسياسية بالقرب من مطعم الشلال، عبر وضع عبوة ناسفة في صندوق سيارة أجرة مسفراً عن إصابة 5 أشخاص، بينهم سائق السيارة، الموطن الكُردي “حمودي” من أهلي بلدة بلبلة\بلبل. وعلمت “عفرين بوست” من مصادرها أن امرأة محجبة ركبت السيارة (أجرة) انطلاقاً من حارة الفيل بحي الأشرفية، وطلبت إيصالها إلى مكان ما في المدينة، إلا أنها طلبت من السائق التوقف في شارع السياسية بحجة شراء أدوية من صيدلية وزيرو، وما أن دخلت حتى انفجرت سيارة الأجرة، حيث كانت المنفذة وضعت حقيبة في صندوق السيارة. هذا ونشرت قناة موالية للميليشيات صورة امرأة قالت إنها التي نفذت التفجير دون أن تتوضح هويتها بعد، في ظل التجاهل المتعمّد من قبل سلطات الاحتلال التركي، وعدم جديتها في الكشف عن منفذي العمليات التفجيرية، علماً أنه لا يكاد يخلو شارع من كاميرات مراقبة! وما يثير الاستغراب أن المخابرات التركية بادرت إلى اعتقال السائق الكُردي رغم اصبته في التفجير، واحتفظت به مدة ثلاثة أيام للتحقيق معه. وأمس الجمعة، ضرب تفجير آخر مدينة عفرين، وبالتحديد في محيط “دوار نوروز” على الشارع الرئيسي، بواسطة سيارة مُفخخة، أسفر عن إصابة 4 أشخاص دون التمكن من معرفة هوياتهم، وفقا لمُراسل “عفرين بوست” في المدينة. وأكد المُراسل أن اشتباكات حصلت بين ميليشيا “الجبهة الشامية” وميليشيا “السلطان مراد” على طريق راجو وسط المدينة، عقب حدوث التفجير مباشرة. وبالصد نشرت قناة موالية للميليشيات الاسلامية صورة لشخصين التقطتها كاميرات المُراقبة، واتهمتهما بالوقوف وراء التفجير دون أن تكشف هو هويتهما. وأول أمس، صباح يوم الخميس، انفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة في سيارة أحد مسلحي بحي الأشرفية في مركز إقليم عفرين، وقال مراسل “عفرين بوست” في المركز أن سيارة عسكرية مُلغمة بعبوة ناسفة، انفجرت في منطقة طريق “ترنده\الظريفة” بالقرب من مثلجات الزيتوني ، ما أدى لأضرار مادية في موقع التفجير، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن مسلحاً من ميليشيا “فيلق الشام” كان على متنها، قد قتل.
آثار عفرين..
في الثاني عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، أظهرت مشاهد مصورة بثتها إحدى الوسائل الإعلامية الموالية للاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، تدريبات يقوم بها المسلحون في إحدى المواقع الاثرية بريف إقليم عفرين الكردي المحتل. وبث مقطع مصور في العشرين من سبتمبر الماضي، أظهر رتلاً من عشرات المسلحين وهم يتقدمون على وقع صيحات تحفيزية من قبل مدربيهم في المليشيا التي يعملون تحت لواءها، كما توجد سيارات عليها رشاشاتت متوسطة.وفيما بعد، يتوجه أحد متزعمي المسلحين إليهم بخطاب تعبوي إسلامي متشدد، تستخدمه عادة المليشيات التابعة للإخوان المسلمين في سبيل حض وتشجيع اليافعين على الانتساب والعمل ضمن صفوفهم، من خلال ذكر كلمات كالجهاد. وعقب ذلك، تظهر المشاهد المصورة إطلاق المسلحين للنيران الحية بشكل عنيف على تل عين دارة الاثري، كما اسمع اصوات رشقات من رشاشات متوسطة، إضافة إلى استخدام قذائق ار بي جي في إطلاق حقيقي على أهداف لما يكشف التصوير، لكن اللقطات اللاحقة تظهر تل عين دارا إثناء محاكاة أحد المسلحين صعوده، ما يبرز أن الاستهداف قد طاله بالقذيفة. ونتيجة كثافة الاطلاق الناري، تظهر المشاهد إثارة القذائق كمية كبيرة من الاتربة والدخان المتصاعد من مناطق في محيط التل، وعقب ذلك يظهر متزعم ملثم لتلك المليشيات المسمأة بـ “الجبهة الوطنية للتحرير”، مدعياً أنهم يتحضرون للتصدي لمن اسماهم العدو الروسي. وفي الوقت الذي يدعي فيه المسلح إنه ينوون محاربة روسيا من خلال تدريباتهم تلك، أظهرت الوقائع في شرق الفرات إن هؤلاء كـ “قتلة مأجورين” لا يمتلكون قرارهم، ويلتزمون بالتعليمات الصادرة إليهم من الاحتلال التركي وحسب، إذ سبق وانسحب هؤلاء من المناطق بتنسيق روسي مع الاحتلال التركي، مقتصرين قتالهم على مواجهة قوات سوريا الديمقراطية بناءاً على تعليمات المخابرات التركية. وتبين المشاهد التالية في المقطع المصور إطلاق المسلحين النار وقنابل يدوية بشكل مباشر على حرم الموقع الاثري وداخله، كما توجه بنادق المتطرفين نحو الحجارة الاثرية، ويجري استهدافها بشكل مباشر، دون اي اكتراث باهميتها او مكانتها للتراث والتاريخ العالميين. وعقب الغزو التركي لـ عفرين، كشفت لقطات مصورة عن تعرض مواقع أثرية تعود لعصور ما قبل الميلاد في مدينة عفرين ومحيطها بشمال سوريا لدمار وأضرار جسيمة، وأظهرت صور تم تداولها على الإنترنت، معبد عين دارة، الذي يرجع تاريخيا للعصر الحديدي ويضم بقايا كتل بازلت كبيرة منحوتة، ونقوشا على الجدران، قصفاً واضحاً بالطائرات والقذائف. وكان المرصد السوري رصد قصف الطائرات الحربية منذ بدء الغزو التركي المسمى “غصن الزيتون” في الـ 20 من كانون الثاني/يناير العام الماضي، على 3 مواقع أثرية، هي منطقة دير مشمش الأثرية في جنوب شرق عفرين، ومنطقة النبي هوري في شمال شرق عفرين، كما أغارت على منطقة عين دارة الأثرية في جنوب عفرين، وتسببت الضربات في أضرار مادية بمنطقتي النبي هوري ودير مشمش، فيما خلفت دماراً كبيراً في موقع عين دارة الأثري. وأثارت عملية استهداف المواقع الأثرية من قبل الطائرات الحربية للاحتلال التركي، سخط الأهالي الذين اتهموا القوات التركية بمحاولة محو آثار وتاريخ المنطقة، وأنها تتعمد استهداف هذه الآثار التي تدل على الحضارات التي شهدتها منطقة عفرين، ومحو آثار الشعب الكُردي من عفرين. وعقب عام من إطباق الاحتلال، أي في آذار العام 2019، احصت “عفرين بوست” عدد المواقع الأثرية التي تمت تدميرها أو النبش فيها وكانت حينها (9) مواقع أثرية على الأقل: وهي: (عين دارة- تقلكي – براد – النبي هوري – تلتين أثريين في قرية كمروك – تلة زرافكي الأثرية – موقع علبيسكي/كنيسة/ – كهوف بعرافا)، لكن ذلك الإحصاء لم يكن كاملاً في ظل منع الاحتلال للمواطنين الكرد من التنقل بين مناطق عفرين. وفي يوليو الماضي، ناشدت المديرية العامة للآثار والمتاحف التابعة للنظام السوري «المنظمات الدولية والشخصيات الاعتبارية والأكاديمية العالمية المهتمة بالثقافة وكل مهتم وحريص على الحضارة الإنسانية»، التدخل لحماية التراث الثقافي السوري، ووضع حد لـ «العدوان الجائر من القوات التركية» على المواقع الأثرية في عفرين. ولفت بيان صادر عنها إلى أن صورً وصلت من المنطقة أظهرت العثور على تماثيل ومنحوتات نادرة، تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد وإلى العصر الروماني (نتيجة اعمال الحفر العشوائي في تلال عفرين التي تحوي في غالبها بقايا أثرية هامة) ، وأشار البيان حينها إلى أن تلك الاعتداءات تجري في معظم مواقع عفرين الأثرية المسجلة على قائمة التراث الوطني ومن بينها “تل برج عبدالو” و”تل عين دارة” و”تل جنديرس” و”موقع النبي هوري”. فيما وصف مدير عام الاثار في سوريا الدكتور محمود حمود الاعتداءات التي يرتكبها الاحتلال التركي والمسلحون المتطرفون التابعون لتنظيم الغخوان المسلمين بـ “جرائم حرب يجب أن يحاسبوا عليها”. وقال الدكتور محمود حمود مدير الاثار في سوريا في تصريح لـRT، “إن عشرات المواقع في عفرين استباحها الأتراك وكل من ينضوي تحت رايتهم من الإرهابيين”، مشيراً إلى أن المديرية تلقت وثائق وصور تظهر استخدام “البلدوزرات” في البحث عن الآثار، وهو ما يؤكد أن “أعمال التخريب والاعتداء على المواقع الأثرية لم تتوقف أبدا، وأنها شملت جميع المواقع رغم أن المناشدة التي أطلقتها المديرية مؤخرا لم تذكر سوى أربع مناطق، هي التي تصل منها وثائق وصور”. وتحدث حمود عن عفرين بشكل خاص ووصفها بأنها “منطقة غنية جدا بالمواقع الأثرية، وأن التلال الأثرية التي تتعرض للنبش والسرقة، عبارة عن مدن أثرية فوق بعضها، فارتفاع التل يصل إلى 25 متراً ويتكون من طبقات تعود كل منها إلى فترة أو حضارة”. وقال الحمود حينها: “يحطمونها كلها بالبلدوزرات”، “يجرفون تلاً بحثاً عن كنوز ولقى أثرية، أي أنهم يدمرون حضارة كي يعثروا على لقى أثرية، وطبعاً المعروف أن التنقيب يجب أن يتم بأدوات دقيقة جداً، لكنهم يحطمون طبقة أثرية بحثاً عن لقى، إنهم يحطمون الحضارة السورية للأسف الشديد، كلها تتحطم على أياديهم الغبية والغادرة”. وكانت صور جديدة قد وصلت حينها للإعلام و المديرية أظهرت أن “أربع بلدوزرات تنقب في موقع واحد هو موقع تل برج عبدالو” يقول حمود، ويشير إلى أن ذلك يعني كم أن الموقع غني، بآثاره. وعن موقع عين دارة الذي قصفته القوات التركية قبل احتلال عفرين، وأدى ذلك إلى تدمير منحوتات بازلتية نادرة الوجود، أكد حمود أنه “منذ اللحظة الأولى للاحتلال بدؤوا التنقيب فيه، وحالياً هناك بلدوزر يجرف أمام المعبد تماما”.
في الثالث عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، عرض مستوطن يدعى “محمد العلوش” وينحدر من محافظة ادلب، قبل ايام صوراً للوحات فسيفسائية، لم يعلق عليها بشيء على صفحته في الفيسبوك، لكنه رد على تعليقات أصدقاء له استفسروا عن موقع اللوحات، حيث اجاب إنها في النبي هوري. وحول ذلك، قال مصدر خاص لـ “عفرين بوست” أن الصور التي عرضت على أساس أنها تنقيبات يقوم بها مسلحو المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، او اتباعهم من المستوطنين هي في الغالب “صحيحة”. واشار المصدر الذي لم يفضل الكشف عن اسمه لاسباب امنية تتعلق بوجود اقرباء له في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، وهو “خبير اثري” أن صوراً أخرى وصلت لهم لمنحوتات وصور فسيفسائية على أنها من عفرين، لكنهم لا يستطيعون تأكيد تلك، بحكم أن الحديث يدور عن اكتشافات عقب إطباق الاحتلال العسكري التركي. ومنذ إطباق الاحتلال العسكري التركي، استخدم جيش الاحتلال التركي ومسلحوه اجهزة متطورة للكشف عن الاثار والمعادن، وسبق أن أكد أهالي أن جيش الاحتلال اخرج كميات من الذهب المدفون في قرية بعرافا على الاقل، إضافة للحديث الدائم عن التنقيب في تلال عفرين الاثرية، والتي يؤكد خبراء الاثار تضمينها طبقات عدة، وبالتالي احتواء اثار من حقب مختلفة تعود لحضارات تعاقبت على المنطقة. ويسعى الاحتلال التركي إلى سرقة كافة الاثار التي تعود للتراث الإنساني العالمي، او تدميرها، كما فعل عندما قصف خلال غزو عفرين يناير العام 2018، تلال اثرية كتل عين دارة الاثري، وهو ذات التل الذي حوله مسلحو المليشيات التابعة للاخوان المسلمين إلى ساحة للتدريب العسكري، دون ادنى اعتبار لأهمية تلك المواقع التاريخية للبشرية جمعاء. ويشير المصدر لـ “عفرين بوست” أنهم تلقوا صوراً للوحات تاريخية أخرى، قيل أنه تم كشفها حوالي جنديرس ودير بلوط والمناطق المحيطة بهما، حيث تم سرقة لوحات فسيفسائية بغية بيعها في السوق السوداء. ونوه المصدر إلى أنه تم تدمير وسرقة الموقع الاثري في علبيسكه، وأنه تم كذلك تخريب تلال كـ تل عقربة وتل جلمة وتل سلور وتل دير بلوط، وتل قرية استير، وهي جميعها قد دمرت باليات ثقيلة كالبلدوزرات، إضافة إلى مجموعة من المدافن والقبور تعود إلى الفترة الرومانية على طريق عفرين راجو. وشدد المصدر أن المستوطنين العاملين لدى مليشيات الإخوان والاحتلال، قد تعمدوا خلال التقاط الصور عدم إطهار معالم الموقع الذي تم التصوير فيه، لكي لا يمكن تعقب المكان أو التأكد من كونه في عفرين أم لا. لكن الوقائع على الارض في عفرين تؤكد أن هؤلاء يقومون بالتنقيب العشوائي في عفرين، كما أن هؤلاء المستوطنين لا يخشون تعقبهم من قبل الاحتلال التركي كونهم يعملون لصالحه، وبالتالي كشفهم لأنفسهم هو دليل آخر على مدى اللامبألاة التي ينظرون بها للمجتمع الدولي ومؤسساته، الصامتة عن كل الجرائم المرتكبة بحق اهالي عفرين وحجرها وشجرها، وهو ما بات يدفعهم للكشف عن انفسهم ونشاطاتهم دون خشية من اي ملاحقة. وفي السياق، قال مصدر آخر من أهالي عفرين حول الصور التي عرضها المستوطن “محمد العلوش”، أن “هناك لوحة اكتشفت في قرية بليلكو، مُشابهة لتلك التي عرضها المستوطن، قائلاً: “من منطلق التشابه، يمكن القول بأن اللوحات المنشورة من قبل المستوطن محمد العلوش قد جرى تصويرها في عفرين”. كما عمدت الميليشيات الاسلامية إلى حفر ونبش تل قرية برج عبدالو بواسطة آليات ثقيلة، وجرى استخراج تماثيل كبيرة كتمثال الأسد الموجود على تل عين دارا الأثري، وفق ما بينته صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي. وتطرقت “عفرين بوست” يوم أمس إلى تقرير حول تعمد المليشيات الإسلامية تحويل مواقع اثرية إلى نقاط للتدريب العسكري، في إطار مساعيها لتدمير آثار عفرين وتخريبها، وتبرير سرقتها من خلال جعلها ساحة مفتوحة لمسلحين لا يمتلكون أدنى حس وطني، وقادرين على بيع البلاد بما فيها مقابل المال. وعلى صعيد منفصل، افتتح الاحتلال التركي معبرً في قرية “حمام” الحدودية التابعة لناحية جنديرس، وشق طريقاً حديثة حتى مركز الناحية، فيما يعتقد مراقبون أن المعبر قد أنشأ بغية سرقة خيرات المنطقة وثرواتها الباطنية، وخاصة محصول زيت الزيتون والآثار، لإرسالها إلى داخل تركيا، وليس كما يحاول أن يروج له الاحتلال بجلب المساعدات الإنسانية للاقليم عبره. فلطالما حاصرت تركيا طيلة سنوات الإقليم الكُردي، وطوقته من كافة الجوانب، إن كان بشكل مباشر او عبر مسلحي الإخوان المسلمين المعروفين بمسميات (الجيش الحر، الجيش الوطني) وغيرها.
مجالس الاحتلال..
في الرابع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، أصدر ما يسمى “المجلس المحلي” التابع للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، تعميماً يقضي بتخفيض عدد ساعات الانارة المنزلية إلى النصف، وذلك بعد الارتفاع الكبير الذي شهدته اسعار مادة المازوت، بحكم الغزو التركي لمناطق شمال سوريا الخاضعة لقوات سوريا الديمقراطية. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، أن مجلس الاحتلال المحلي عمّم قراراً على أصحاب المولدات الكهربائية، يقضي بتشغيل مولدات الأمبيرات الكهربائية لمدة خمس ساعات يومياً، بسعر /1500/ ليرة سورية للأمبير الواحد أسبوعياً، بعد أن كانت مدة الانارة عشر ساعات. ووصل سعر البرميل الواحد من المازوت\الديزل لنحو /95/ ألف ليرة سورية، بينما بلغ سعر ليتر البنزين بين 550-600 ليرة سورية. ويعود سبب ارتفاع أسعار المحروقات إلى الضرائب التي تفرضها ميليشيات الاحتلال التركي على صهاريج المحروقات القادمة من مناطق شرقي الفرات، وبدرجة أقل إلى انقطاع الطريق الدولي بسبب الغزو التركي. والقى ارتفاع سعر المازوت بظلاله على جوانب عدة للحياة، خاصة مع قرب حلول فصل الشتاء، ما زاد في مُعاناة السكان الاصليين الكُرد في إقليم عفرين المُحتل، حيث يُجابه هؤلاء الانتهاكات والجرائم المرتكبة من قبل مسلحي الميليشيات الإسلامية، إضافة لسياسة التفقير القائمة على السرقة والغلاء.
في الثلاثين من نوفمبر\تشرين الثاني، تشهد مدينة عفرين منذ نحو شهر، انقطاعاً تاماً لمياه لشرب، بعد توقف الاحتلال التركي عن إمداد محطة سد ميدانكي بالطاقة الكهربائية، والتي تم استجرارها في وقت سابق من مدينة الريحانية التركية. وأكد مراسل “عفرين بوست” في المدينة أن شركة المياه التي تديرها سلطات الاحتلال، لا تتوقف عن جباية فاتورة المياه البالغة ألفي ليرة سورية شهرياً، في ظل تهرّب المستوطنين من دفعها والجباية مِمَن تبقى من السكان الكُرد الأصليين فقط. وزاد انقطاع المياه من الأعباء المعيشية على سكان المدينة، مفاقماً من وضعهم المادي، حيث يضطرون لتحمل مصاريف إضافية من خلال التزود بمياه الشرب عن طريق الصهاريج، فيما يكلفهم شراء عشرة براميل من المياه مبلغ 3500 ليرة سورية، أي ما يعادل 10500 ليرة سورية شهرياً على أقل تقدير، عدا الأعباء المادية الأخرى. ويعاني الأهالي في عفرين عامة والمدينة خاصة، من استمرار أزمة مياه الشرب وفقدانها منذ احتلال الجيش التركي والميليشيات الإسلامية للإقليم في الثامن عشر من شهر آذار / مارس الماضي. ويعجز مجلس الاحتلال المحلي عن حل أزمة مياه الشرب، حيث لم يتم ضخ المياه من بحيرة ميدانكي منذ إطباق الاحتلال العسكري بشكل منظم حتى الوقت الحالي، فيما يرجع أحد اسباب نقص مياه عفرين إلى سرقتها وارسالها إلى منطقة إعزاز المجاورة للمنطقة من الجهة الشرقية، والتي تعتبر معقلاً للمتطرفين، واتخذتها قوات الاحتلال منطلقاً لعملياتها اثناء غزو عفرين إبان الحرب المُسمأة “غضن الزيتون”. كما يعود السبب الآخر إلى تعرض غالبية المرافق الخدمية والمؤسسات العامة في عفرين لعمليات نهب وسرقة واسعة على يد الميليشيات الإسلامية، مما أخرج الكثير منها عن الخدمة، وخاصة خطوط التوتر الكهربائي العالي والآبار الحكومية والمضخات والمولدات والآليات، عدا عن الممتلكات العائدة للمواطنين.
النظام السوري..
في الرابع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، قال مصدر خاص لـ “عفرين بوست”، أن مديرية التربية في حلب، والتي تعد المسؤولة عن توظيف المدرسين في عفرين وصرف مرتباتهم، عمدت خلال الشهر الاخير إلى اتخاذ اجراءات تعسفية بحق معلمي الإقليم الكُردي المُحتل، دون أي اعتبارات وطنية لتقدير وضعهم الخاص بحكم وقوعهم تحت سطوة الاحتلال والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين. وكشف المصدر أن المديرية عاقبت مسؤولي المجمع التربوي في عفرين، بسبب صرفهم مرتبات مدرسين من عفرين عن طريق زملاء لهم، نتيجة صعوبة المجيئ من عفرين إلى حلب بشكل شهري، مُدعيةً أنه يتوجب حضور المدرسين بشكل شخصي لقبض رواتبهم. وفي هذا السياق، اعتقلت سلطات النظام، مسؤولي المجمع التربوي في عفرين، بما فيها رئيسها لمدة يومين، حيث تقول مديرية التربية في حلب أنه يتعين حضور المدرسين بشكل شخصي لاستلام رواتبهم، رغم أن الإقليم الكردي يقع حالياً تحت الاحتلال التركي. واعتبر مدرسون من عفرين تلك العملية تصرفاً تعجيزياً، في ظل استحالة القدوم والذهاب بشكل شهري، لما فيه من مُخاطرة بالمرور على عشرات الحواجز التي تتبع لـ مليشيات إسلامية متطرفة تسمى (الجيش الحر، الجيش الوطني). ويسعى بعض المعلمين للبقاء في الإقليم، بغية الحفاظ على املاكهم وارزاقهم من النهب والسلب، حيث سيتم الاستيلاء عليها من قبل المسلحين وذويهم المستوطنين، فيما لو تركت خالية. وسيلجئ غالباً هؤلاء المدرسون إلى تقديم إجازة من الدوام بدون راتب لمدة عام، كي يضمنوا عدم فصلهم من وظائفهم، وأيضاً حماية ممتلكاتهم، لكنهم سيبقون دون مصدر دخل، كون رواتبهم مصدر دخلهم الوحيد.
في الثلاثين من نوفمبر\تشرين الثاني، تواصل قوات النظام منذ شهر ونيف، اعتقال المهندس الكُردي “عابدين بكر”، المنحدر من أهالي قرية “آنقلة” التابعة لناحية “شيه\شيخ الحديد”، دون ورود أية معلومات عن مصيره لحد الآن. واعتقل بكر في السادس عشر من أكتوبر الماضي، من قبل حاجز الفرقة الرابعة أثناء توجهه من مدينة كوباني إلى حلب عبر مدينة منبج، لزيارة عائلته هناك، لتسلمه بدورها إلى فرع الأمن العسكري، ومن حينها انقطعت أخباره عن ذويه، رغم أنه يعاني من وضع صحي سيء. وكان المهندس المدني عابدين بكر، اعتقل في فترة سابقة من العام الماضي على الطريق ذاته، إلا أنه أفرج عنه بعد قضائه نحو شهر من سجون النظام. وتمنع حواجز النظام السوري أهالي إقليم عفرين المٌحتل، من السفر براً إلى مناطق سيطرته، بناء على قيود المواطنين، دون توضيح الأسباب، وذلك منذ أن وقع الإقليم تحت نير احتلال الجيش التركي وميليشياته الإسلامية. ويُجبر ذلك المنع الأهالي على دفع مبالغ مالية طائلة للمهربين، أو السفر جواً من مطار القامشلي إلى دمشق ومنها إلى حلب، حيث يمتلك أغلب العفرينيين هناك عقارات ومحال تجارية، خاصة في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية وبستان الباشا وغيرها.
تغيير معالم..
في التاسع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، تطرقت “عفرين بوست” لتقرير مطول عرضه موقع بي بي سي البريطاني، نفت سيدة كردية الادعاءات التركية حول إدارة عفرين او حتى باقي المناطق المحتلة في شمال سوريا من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية والمجالس المحلية التابعة في مجملها لتنظيم الإخوان المسلمين. وقالت السيدة جيهان (62 عاماً) والتي كانت تعمل مديرة لمدرسة إعدادية في عفرين، وتركت عملها وتحولت إلى “الاهتمام بحقول الزيتون التي يتم نهبها باستمرار من قبل الفصائل الموالية لتركيا وعائلاتهم”، وخاصة بعد وفاة زوجها في يوليو/تموز الماضي، واصفةً الحالة التي يعيشها الأكراد في عفرين وقراها بالمزرية والظالمة قائلةً: “يتصرف العمال وكأنهم أصحاب الأرض، فالضباط الأتراك لا يحاسبونهم، بل يدّعون بأنهم لا يتدخلون بالأمور المحلية والحياة اليومية التي لها جهات معنية تقوم بذلك”. وتضيف: “لكن الحقيقة أعلمها كما يعلم الجميع، بأن الجهات المعنية هي من تنهب وتخطف وتقتل وتبتز، والأتراك على علم بكل ذلك إلا أنهم يغضون النظر عن جرائمهم بهدف دفعنا نحو النزوح عن بيوتنا وأراضينا كما فعل عشرات الآلاف من الأكراد في عفرين”، وتتقن جيهان اللغة التركية جيداً وتفهم ما يجري حولها، وتقول: “كل شيء هنا تحت إدارة وإشراف المسؤولين الأتراك الذي يتلقون أوامرهم من المركز في كل من ولايتي هاتاي (إسكندرون) وكلس التركيتين. وتقول: “هوياتنا الشخصية الرسمية غير معترف بها، بل يجب أن تكون صادرة من هاتاي، كما أنهم أدخلوا تعديلات في منهاجي القومية والتاريخ، وأصبحت الأعلام التركية وصور أردوغان في كل المدارس والمؤسسات الرسمية، وحتى العطل الرسمية السورية تم استبدالها بالتركية، فبتنا نحتفل بيوم تأسيس الجمهورية التركية وأصبح عطلة رسمية، وتم إلغاء الأعياد السورية مثل عيدي المعلم والأم”. وتتابع: “يجبروننا على بيع محصول الزيتون لهم بأبخس الأثمان، ثم تأتي الحكومة التركية لتشتري أطناناً من محصول زيت الزيتون وتبيعها في تركيا بل وحتى تصدّرها إلى خارج تركيا بعشرات الأضعاف”. ويأتبع الاحتلال التركي إقليم عفرين الكُردي إدارياً بولايتي هاتاي وكلس، ويُسجن المعتقلون السياسيون و من كان يتعامل مع مؤسسات الإدارة الذاتية السابقة، في المركز بأنقرة وليس في عفرين، وهذا ما حدث مع والد أميرة حسن التي تعيش في مدينة مانشستر البريطانية، والتي أخبرت بي بي سي أن والدها البالغ من العمر 70 عاماً مسجون في أنقرة منذ أكثر من عام لأنه كان متعاوناً مع مؤسسات الإدارة الذاتية السابقة في عفرين.
وفي التقرير ذاته، تحدث أحد الصحفيين عن عمليات التتريك التي طالت إقليم عفرين الكُردي المُحتل، من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. ويقول أحد الصحفيين المتابعين للأوضاع في عفرين والمناطق التي يحتلها الجيش التركي والمسلحون العاملون لديه: “لا مشكلة لدى الفصائل استبدال أسماء مدارس سميت بأسماء شهداء ورواد سوريا بأسماء تركية وعثمانية إرضاءً لتركيا، فعلى سبيل المثال، تمت تسمية أكبر ساحة في مدينة اعزاز باسم (حديقة الأمة العثمانية)، وأثار ذلك غضب بعض الأهالي الغيورين على البلد، فحذفوا كلمة العثمانية من المدخل، الأمر الذي أثار حفيظة الفصائل”. فيما تقول نوجين، وهي أم لطفلين في عفرين: ” الهيمنة التركية على شمال سوريا تشمل جميع جوانب الحياة، إذ أن التعيينات الإدارية التي تجري في عفرين وما حولها تأتي من السلطة المركزية في تركيا، سواء كان في مجال الإدارة أو التعليم أو حتى الخطابات العامة”. وتضيف: “المدارس والمستشفيات والمعابر والمؤسسات العسكرية كلها مزينة بالعلم التركي وأحياناً إلى جانبه علم المعارضة، بتنا في عفرين كمن يعيش في ظل الدولة العثمانية من كثرة الشعارات التي تمجد تركيا”. ومنذ بدء الاحتلال التركي لإقليم عفرين الكردي في آذار العام 2018، منحت سلطات الاحتلال بطاقات هوية مخصصة للأجانب، إلى السكان المحليين في عفرين، ونظريًا، جعلت بطاقات الهوية التركية من سكان عفرين الاصليين لاجئين داخل أراضيهم. فسعت حكومة أردوغان وميليشياتها من ما يسمى “الجيش الحر” منذ احتلالهم الإقليم في 18 آذار/مارس 2018، الى تغيير هوية عفرين السورية، بصبغها بالهوية التركية، عبر تغيير إسم الشوارع والميادين والمباني الحكومية والمستشفيات وغيرها ونشر ورفع صور رئيس وعلم تركيا، وإجبار طلاب المدارس على تقديم الشكر لأردوغان. وحول ذلك قالت وكالة رويترز: “بدأت تركيا بفتح مدارس عفرين وتعليم التلاميذ اللغة التركية والمساعدة في إدارة مستشفيات، توجد لافتات إرشادية باللغة التركية وقوة شرطة دربتها تركيا ومكتب بريد تركي”، وقامت سلطات الاحتلال بإزالة لافتة المشفى القديمة ووضعت واحدة جديدة وغيرت اسم مشفى آفرين إلى اللغة التركية. وبعد إحكام احتلالها لإقليم عفرين، بدأت تركيا بتغيير “ديموغرافيا” المنطقة باستبدال السكان الأصليين الكُرد، بآخرين تم جلبهم مع المسلحين من مناطق استعادها النظام السوري بعد طرد المليشيات الإسلامية التي تدين بالولاء لحكومة رجب طيب أردوغان. كما ادعى الاحتلال التركي أمتلاكه وثائق عثمانية لتبرير سيطرته على مدينتي جرابلس ومنبج في محافظة حلب، متذرعاً كذلك بوجود مقابر تعود لقادة عثمانيين في مناطق أخرى شمالي سوريا، لبسط نفوذها عليها. ومن إدلب إلى عفرين في حلب، لم تتوقف الأطماع التركية في السيطرة على المزيد من الأراضي السورية، بذريعة مواجهة قوات سووريا الديمقراطية، ولم يقتصر التدخل التركي في سوريا على قضم الأراضي، بل امتدت الهيمنة التركية لتشمل الكتب المدرسية ولافتات الطرق والمؤسسات العامة التي باتت تعج باللغة التركية. وأنشأت أنقرة على سبيل المثال شبكة كهرباء في مدينة جرابلس، حيث عُلقت صورة أردوغان على جدار في مستشفاها الرئيسي المدعوم من أنقرة، وفق تقرير نشرته “فرانس برس” في أكتوبر الماضي، فيما يُسمح في مكتب البريد هناك باستخدام الليرة التركية فقط، التي تراجعت إلى أدنى معدلاتها مقابل الدولار خلال الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد المستوردة من تركيا. كما روج الاحتلال التركي كذلك لافتتاح جامعة غازي عنتاب لثلاث كليات في بلدات تقع بتلك المنطقة بحسب ما نقلت “رويترز” عن الجريدة الرسمية التركية اكتوبر الماضي، وأضافت الصحيفة أن الجامعة ستفتح كلية للعلوم الإسلامية في اعزاز بسوريا، وأخرى للتربية في عفرين، وثالثة للاقتصاد وعلوم الإدارة في الباب.
في السادس والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، أعلنت وسائل إعلام تابعة للاحتلال التركي أن جامعة غازي عنتاب، افتتحت عدة كليات في مناطق غزوها المعروفة بـ “درع الفرات” و”غصن الزيتون” في شمال سوريا، والتي تم احتلالها بحجة محاربة داعش في جرابلس، وبهدف القضاء على الوجود الكردي في عفرين. وقال أحدهم ويدعي كونه باحثاً في كلية التربية التي افتتحتها جامعة غازي عنتاب في عفرين، ويسمى “خليل إبراهيم إيلغي”، إن الكليات الجديدة افتتحت في مدن الباب وأعزاز وعفرين وجرابلس؛ ما سيتيح للطلاب السوريين فرصة مواصلة تعليمهم الجامعي. وعلى طريقة كل الانظمة المستبدة، قال أن الجامعة التركية افتتحت كليات تابعة لها شمالي سوريا بناءً على مرسوم رئاسي، مضيفاً: “تم افتتاح مدرسة مهنية عليا في مدينة جرابلس، وكلية للتربية في عفرين، وكلية العلوم الإسلامية في أعزاز، وكلية العلوم الإدارية والاقتصادية في الباب”. مدعياً أن عدد الطلاب الذين تقدموا لاجتياز اختبار القبول بكلية التربية في عفرين بلغ 3 آلاف طالب، وأنه تم قبول 120 طالبا، مبيناً أنّ كلية التربية في عفرين تنقسم إلى 3 فروع هي قسم معلم الصف، وقسم الإرشاد النفسي، وقسم اللغة التركية. ويتناسى مسؤول الاحتلال التركي حربهم المدمرة على عفرين، والتي احتلت فيها ارضاً بقوة السلاح دون وجه حق، فتحولن كل ما عليها إلى غنائم للمسلحين، ولم تسلم منها حتى المدارس، إذ قامت مليشيات الاحتلال خلال العام 2018، بتحويل مدرسة الكرامة الى مقر للشرطة العسكرية، وثانوية البنات في حي عفرين الجديدة، بالقرب من ساحة آزادي، إلى مقر قيادة الشرطة، وتحويل المركز الثقافي إلى مقر لمليشيا “فرقة الحمزة”، ومدرسة فيصل القدور المتواجدة على طريق ناحية جنديرس إلى مقر للاستخبارات التركية. إضافة لتغيير أسماء المدارس المتواجدة، والشوارع الفرعية والرئيسية إلى اسماء تركيا ضمن خطة تهدف لتغيير ملامح المدينة الاصلية. كما حرم الغزو التركي الطلاب الكُرد في عفرين من التعلم بلغتهم الام، حيث تعمل تركيا على فرض هويتها وثقافتها عبر فرض اللغة التركية، إضافة إلى انتهاكات جسيمة أخرى، ففي الرابع من أغسطس \ آب العام 2018، قام جيش الاحتلال التركي وميلشياته، بتحويل مدرسة “ابتدائية شرا” في قرية خربة شرا إلى مقر للشرطة العسكرية التابعة للاحتلال التركي، وانتشر فيها ما يقارب المائة والخمسون مسلحاً. وبالإضافة إلى ذلك، قام الاحتلال بتحويل مدرسة “أمير غباري” في مركز مدينة عفرين إلى مقر استخباراتي تركي، يتم فيه تعذيب المدنيين، إضافةً إلى مدرسة ثانوية شرا التي تحوّلت إلى مقر أمني أيضاً. وفي الخامس عشر من نوفمبر العام 2018، نشرت وكالة الاناضول الرسمية التركية وصفحة “القوات الخاصة للبوليس التركي” المعروف بـ اختصار (PÖH)، صوراً تكشف عن قيامهم بتحويل مدرسة الى مقر عسكري. فيما تسبب الاحتلال التركي بإغلاق المعاهد المتوسطة والجامعة الوحيدة في عفرين، مما أفقد الآلاف من طلابها استكمال تحصيلهم الدراسي، في وقتٍ كان فيه المئات على أبواب التخرج، بعد وصولهم للعالم الدراسي الثالث ضمن جامعة عفرين. وفي الثالث من تموز\يوليو العام 2018، قالت وكالة رويترز: “بدأت تركيا في فتح مدارس عفرين والمساعدة في إدارة مستشفيات، وفي هذه المنطقة يدرس تلاميذ المدارس اللغة التركية كما توجد لافتات إرشادية باللغة التركية وقوة شرطة دربتها تركيا ومكتب بريد تركي”، كما قامت أنقرة بإزالة لافتة المشفى القديمة ووضعت واحدة جديدة وغيرت اسم مشفى آفرين إلى اللغة التركية. وفي سياق متصل نشر موقع (دوغروسي) المتخصص في الشأن التركي، لقطات من داخل مدينة عفرين وإحدى المدارس في المدينة، تظهر أحد عناصر مليشيا “الجيش الحر” وهو يعلم الطلاب عبارات الشكر لأردوغان وتركيا، فبعد احتلال الجيش التركي والمليشيات الإسلامية المتطرفة المتحالفة معها، لمركز مدينة عفرين، تم إسقاط تمثال “كاوا الحداد” الذي يعتبر من المعالم الثقافية لمدينة عفرين الكُردية، كما علق الجنود الأتراك العلم التركي في أنحاء عفرين.