عفرين بوست
بث مركز عفرين الإعلامي يوم الاربعاء، مقطعاً مصوراً يظهر تخريب وتدمير شواهد القبور في مقبرة قرية قوربة Qurbê التابعة لناحية جنديرس بريف إقليم عفرين الكردي التابع للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.
ووفقأ للمركز، يعود سبب تدمير المقابر في عفرين وقراها لمجموعة أسباب منها مرتبط بتوجهات دينية لمليشيات “الجيش الحر” حيث يعتبر وفق تفسيراتهم المتشددة للدين أن القبور يجب أن تكون مستوية بالأرض.
وأضاف المركز: “وبعضها متعلق بأغراض انتقامية من مقابر مكتوب عليها باللغة الكردية فوق الشواهد، وسبق أيضاً قيام هذه الجماعات بجرف مقابر مدنيين في قرى سنارة وكفرصفرة وزيارة حنان وكذلك مقبرة المقاتلين الكُرد وضحايا القصف في مقبرتي كفرصفرة(Kefirsefirê) وآفستا(Avêsta) في عفرين وغيرها من النواحي والقرى”.
ففي السابع عشر من فبراير \ شباط، تم قصف مقبرة ومزار “عبد الرحمن بن عوف”(Zaretê Ebdirehmên) في قرية كاني كاوركي(Kanî Gewirkê) بالسلاح الثقيل، وقال المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية أن “مقبرة ومزار عبد الرحمن” كانا هدفاً للقصف بالسلاح الثقيل، مضيفاً: “ما يؤكد أن هذا الغزو يستهدف حتى مقابرنا ومزاراتنا، بعد أن استهدف الأوابد الأثرية والبنية التحتية والأحياء والقرى الآهلة بالمدنيين”.
وفي العشرين من يونيو \ حزيران، قامت قوات الاحتلال التركي بتدمير قبر تاريخي يعود إلى العام 1636م، والمسماة بـ “المقبرة الفوقانية”(Goristana Jorîn) في قرية “سنارة”(Senarê) التابعة لناحية شيه(Şiyê)، ما تسبب بتدمير ما يزيد عن 500 قبر من أصل 1000 من مقابر أهالي القرية، والواقعة ضمن مقبرة “مزار علي داد”(Elî Dede) المعروف في المنطقة، كما أقدمت المليشيات الإسلامية على نبش قبر تاريخي في مزار قرية “قره جرنه”(Qerecirnê) التابعة لناحية شرا\شران(Şera)، والعبث بمحتوياته، وتدمير مزارات دينية للكرُد الإيزيديين ضمن المنطقة.
وفي الحادي عشر من أغسطس \ آب، دمرت قوات الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية العاملة معه تحت مسمى “الجيش الحر”، مقبرة الشهيدة “أفيستا خابور”(Avêsta Xabûr) التي تضم جثامين المئات من المقاتلين والمدنيين الكُرد المُرتقين خلال حرب التصدي للغزو التركي على عفرين، وجرت عملية التدمير بجرافة (تركس)، حيث كانت المقبرة تقع بالقرب من مدينة عفرين على طريق قرية “معراتيه\ماراتيه”(Maratê)، وسميت باسم المقاتلة الكُردية “أفيستا خابور”(Avêsta Xabûr) التي نفذت عملية استشهادية ضد إحدى الدبابات التركية وفجرتها، غداة الهجوم التركي على عفرين.
وأفادت معلومات أخرى بتدمير جيش الاحتلال التركي في وقتٍ سابق لمزار “الشهيد سيدو” القريب من قرية “كفر صفرة”(Kefirsefirê) بريف ناحية جنديرس(Cindirêsê)، والذي ضم هو الآخر جثامين المئات من شهداء وحدات حماية الشعب والمرأة، كما بث ناشطون صوراً سابقاً تظهر دماراً في “مقربة الشهيد رفيق”(Şehîd Refîq)، القريبة من قرية “ماتينى”(Metîna) بريف ناحية “شرا\شران”(Şera)، حيث توجد في عفرين ثلاث مقابر للشهداء هي، (مقبرة الشهيد رفيق، مقبرة الشهيد سيدو، ومقبرة الشهيد افيستا خابور).
وفي الخامس والعشرين من أغسطس \ آب، فرغت المليشيات الإسلامية التابعة لقوات الاحتلال التركي المقبرة التي تضم رفات الدكتور نوري ديرسمي وزوجته، إلى جانب رفات العديد من الشخصيات الوطنية والدينية في مقاطعة عفرين والذي يسمى “مزار حنان”(Zareta Henên)، التي تعتبر من المزارات القديمة في منطقة “عفرين”، وأكثرها شهرةً في حياة الناس، متحولةً مع الزمن إلى مقبرة كبيرة وعامة لأهل المنطقة، وضامةً لمدافن لشخصيات بارزة خُلّدت أسماؤهم في تاريخ المنطقة الكُردية، وهي تقع على مفرق قرية “مشآليه\مشعلة”(Meşalê) التابعة لناحية “شرا\شران”.
فعلى سبيل المثال: الدكتور “نوري ديرسمي” المولود في آذار 1894 في قرية آخزونيك التابعة لولاية ديرسم، أبوه إبراهيم، وأمه زليخة، ينتمي إلى عشيرة ملان، بدأ بممارسة السياسة وهو شاب، حيث قام بتأسيس اتحاد طلبة كُردستان مع بعض زملائه واستمر حتى المرحلة الثانوية، وتوفي الدكتور “نوري ديرسمي” في عام 1973، فيما وافت المنية زوجته “فريدة” فتوفيت في العام 1994 ودفنا في فناء مبنى المزار.
كما قامت المليشيات الإسلامية التابعة لجيش الاحتلال التركي بالاعتداء على المواقع الأثرية والتاريخية في كنيسة مار مارون وكنيسة جوليانوس التي تضم ضريح القديسين في قرية براد، والموجودة على لائحة موقع التراث العالمي، وتعد من أقدم الكنائس المسيحية في العالم حيث بنيت نهاية القرن الرابع للميلاد.