عفرين بوست-خاص
عرض مستوطن يدعى “محمد العلوش” وينحدر من محافظة ادلب، قبل ايام صوراً للوحات فسيفسائية، لم يعلق عليها بشيء على صفحته في الفيسبوك، لكنه رد على تعليقات أصدقاء له استفسروا عن موقع اللوحات، حيث اجاب إنها في النبي هوري.
وحول ذلك، قال مصدر خاص لـ “عفرين بوست” أن الصور التي عرضت على أساس أنها تنقيبات يقوم بها مسلحو المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، او اتباعهم من المستوطنين هي في الغالب “صحيحة”.
واشار المصدر الذي لم يفضل الكشف عن اسمه لاسباب امنية تتعلق بوجود اقرباء له في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، وهو “خبير اثري” أن صوراً أخرى وصلت لهم لمنحوتات وصور فسيفسائية على أنها من عفرين، لكنهم لا يستطيعون تأكيد تلك، بحكم أن الحديث يدور عن اكتشافات عقب إطباق الاحتلال العسكري التركي.
ومنذ إطباق الاحتلال العسكري التركي، استخدم جيش الاحتلال التركي ومسلحوه اجهزة متطورة للكشف عن الاثار والمعادن، وسبق أن أكد أهالي أن جيش الاحتلال اخرج كميات من الذهب المدفون في قرية بعرافا على الاقل، إضافة للحديث الدائم عن التنقيب في تلال عفرين الاثرية، والتي يؤكد خبراء الاثار تضمينها طبقات عدة، وبالتالي احتواء اثار من حقب مختلفة تعود لحضارات تعاقبت على المنطقة.
ويسعى الاحتلال التركي إلى سرقة كافة الاثار التي تعود للتراث الإنساني العالمي، او تدميرها، كما فعل عندما قصف خلال غزو عفرين يناير العام 2018، تلال اثرية كتل عين دارة الاثري، وهو ذات التل الذي حوله مسلحو المليشيات التابعة للاخوان المسلمين إلى ساحة للتدريب العسكري، دون ادنى اعتبار لأهمية تلك المواقع التاريخية للبشرية جمعاء.
ويشير المصدر لـ “عفرين بوست” أنهم تلقوا صوراً للوحات تاريخية أخرى، قيل أنه تم كشفها حوالي جنديرس ودير بلوط والمناطق المحيطة بهما، حيث تم سرقة لوحات فسيفسائية بغية بيعها في السوق السوداء.
ونوه المصدر إلى أنه تم تدمير وسرقة الموقع الاثري في علبيسكه، وأنه تم كذلك تخريب تلال كـ تل عقربة وتل جلمة وتل سلور وتل دير بلوط، وتل قرية استير، وهي جميعها قد دمرت باليات ثقيلة كالبلدوزرات، إضافة إلى مجموعة من المدافن والقبور تعود إلى الفترة الرومانية على طريق عفرين راجو.
وشدد المصدر أن المستوطنين العاملين لدى مليشيات الإخوان والاحتلال، قد تعمدوا خلال التقاط الصور عدم إطهار معالم الموقع الذي تم التصوير فيه، لكي لا يمكن تعقب المكان أو التأكد من كونه في عفرين أم لا.
لكن الوقائع على الارض في عفرين تؤكد أن هؤلاء يقومون بالتنقيب العشوائي في عفرين، كما أن هؤلاء المستوطنين لا يخشون تعقبهم من قبل الاحتلال التركي كونهم يعملون لصالحه، وبالتالي كشفهم لأنفسهم هو دليل آخر على مدى اللامبألاة التي ينظرون بها للمجتمع الدولي ومؤسساته، الصامتة عن كل الجرائم المرتكبة بحق اهالي عفرين وحجرها وشجرها، وهو ما بات يدفعهم للكشف عن انفسهم ونشاطاتهم دون خشية من اي ملاحقة.
وفي السياق، قال مصدر آخر من أهالي عفرين حول الصور التي عرضها المستوطن “محمد العلوش”، أن “هناك لوحة اكتشفت في قرية بليلكو، مُشابهة لتلك التي عرضها المستوطن، قائلاً: “من منطلق التشابه، يمكن القول بأن اللوحات المنشورة من قبل المستوطن محمد العلوش قد جرى تصويرها في عفرين”.
كما عمدت الميليشيات الاسلامية إلى حفر ونبش تل قرية برج عبدالو بواسطة آليات ثقيلة، وجرى استخراج تماثيل كبيرة كتمثال الأسد الموجود على تل عين دارا الأثري، وفق ما بينته صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتطرقت “عفرين بوست” يوم أمس إلى تقرير حول تعمد المليشيات الإسلامية تحويل مواقع اثرية إلى نقاط للتدريب العسكري، في إطار مساعيها لتدمير آثار عفرين وتخريبها، وتبرير سرقتها من خلال جعلها ساحة مفتوحة لمسلحين لا يمتلكون أدنى حس وطني، وقادرين على بيع البلاد بما فيها مقابل المال.
وعلى صعيد منفصل، افتتح الاحتلال التركي معبرً في قرية “حمام” الحدودية التابعة لناحية جنديرس، وشق طريقاً حديثة حتى مركز الناحية، فيما يعتقد مراقبون أن المعبر قد أنشأ بغية سرقة خيرات المنطقة وثرواتها الباطنية، وخاصة محصول زيت الزيتون والآثار، لإرسالها إلى داخل تركيا، وليس كما يحاول أن يروج له الاحتلال بجلب المساعدات الإنسانية للاقليم عبره.
فلطالما حاصرت تركيا طيلة سنوات الإقليم الكُردي، وطوقته من كافة الجوانب، إن كان بشكل مباشر او عبر مسلحي الإخوان المسلمين المعروفين بمسميات (الجيش الحر، الجيش الوطني) وغيرها.