عفرين بوست-خاص
مع إقتراب فصل الشتاء، بدأت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، مجددا قطع أشجار الزيتون من إقليم عفرين الكُردي المُحتل، بهدف تحويلها لحطب وبيعها في أسواق ريفي إدلب وحلب.
وقال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، إن عمليات قطع أشجار الزيتون المعمرة تتم من قبل الميليشيات الإسلامية في عفرين بشكل ممنهج، حيث تعمد إلى اقتلاع الأشجار بواسطة الآليات الثقيلة ومن ثم نقلها إلى مصانع محلية داخل المنطقة لتقطيعها.
وأضاف المراسل بأن ميليشيا “صقور الشمال” قامت خلال الأسبوع الماضي، باقتلاع وقطع قرابة 50 شجرة زيتون في أحد البساتين العائدة ملكيتها للمواطن “فهمي مناشه”، من سكان قرية “دراقليو” في ناحية “شرا\شران”، والمُهجر قسراً إلى منطقة الشهباء.
كما اقدمت الميليشيات الإسلامية على إضرام النيران قبل أيام في أحد البساتين الزراعية الواقعة بالقرب من قرية “ماتينه\ماتنلي” في ناحية “شرا\شران” أيضاً، ما تسبب باحتراق أكثر من مئتي شجرة زيتون مثمرة، ووفق مراسل “عفرين بوست” في “شرا\شران” فقد افتعلت الميليشيات الحريق بشكل متعمد بهدف قطع الأشجار وصناعة الفحم في عفرين ومن ثم تصديره إلى تركيا.
وظهر تجار ومستوطنون في تسجيلات مصورة خلال الفترة الماضية، عبر وسائل إعلام مقربة من الميليشيات، وهم يتحدثون عن قطع أشجار الزيتون في عفرين وجلبها إلى إدلب للتحطيب، في اعتراف واضح منهم على قطع الأشجار المعمرة والمثمرة.
وتحاول الميليشيات الإسلامية التغطية على عمليات قطع الأشجار الممنهج عبر إصدار المجالس المحلية التابعة للاحتلال التركي قرارات بمنع قطع الأشجار أو بيعها إلا بموجب رخصة صادرة عنها، وهو ما يمكن للمليشيات الحصول عليه بسهولة، لعجز مجالس الاحتلال عن الاعتراض على رغبات المسلحين.
وتبقى قرارات مجالس الاحتلال المحلية سيفاً مسلطاً فقط على رقاب المدنيين الكُرد، بغية ابتزازهم من قبل المسلحين للحصول على اتاوات كحصص من الاحطاب التي قد يقتطعونها من اشجارهم بغية التدفئة، وهو أمر معهود من قبلهم لأمتلاك السكان الكُرد خبرة واسعة في الاحتطاب.
ويتراوح سعر الطن الواحد من حطب الزيتون ما بين 40 إلى 50 ألف ليرة سورية، حيثُ تقوم الميليشيات بالاستفادة من الإيرادات المالية لصالحها الخاص، أما الحطب الطري لأشجار الرمان والجوز وغيرها فيتراوح سعر الطن الواحد من 20 إلى 30 ألفاً.
وشهدت عفرين منذ بدء الاحتلال التركي في 18 آذار العام الماضي، اقتلاع آلاف الأشجار الحراجية وأشجار الزيتون وغيرها، كما افتعلت الميليشيات حرائق في جبال المنطقة، بحجة وجود خلايا لـ “وحدات حماية الشعب”.