عفرين بوست-خاص
استهجن عدد من أهالي عفرين في الداخل تراجع تسليط الضوء على عفرين من قبل قوات سوريا الديمقراطية، خاصة مع تأمل الأهالي الموجودين في إقليم عفرين الكردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، بتوجه قسد لتحرير عفرين عقب إنهاء معارك الباغوز.
وبين عدد من المواطنين في حديثهم لـ “عفرين بوست” أنهم كانوا يتأملون أن تكثف قسد والإدارة الذاتية من جهودها الدبلوماسية بغية شن عملية عسكرية لتحرير الإقليم المحتل منذ عام وثلاث شهور.
وقال المواطن بافي جيان لـ “عفرين بوست”: “نحن موجودون في عفرين، لكننا ورغم الألم نتحمل، لأننا ندرك بأن هناك قوة تستطيع تخليصنا من هذا الظلام الذي نحيا فيه”.
في حين قال المواطن أبو شيار لـ “عفرين بوست”: “يدرك المسلحون التابعون للاحتلال أنهم غير قادرون على مواجهة المقاتلين الكُرد او شركائهم في قسد، لقد كانوا مرتعبين عندما انهت قسد حملة الباغوز، وحاولوا التودد لنا لكي نعفو عنهم في حال انقلبت الآية عليهم، لكنهم الآن يعودون إلى عنهجيتهم وهمجيتهم في التعامل معنا، لكونهم شعروا بأن الحملة العسكرية التي كان من المتوقع شنها، قد اجلت”.
ووفقأ للأخبار المتداولة، فإن سيناريوهات عدة مطروحة للوضع في عفرين، بغية طرد الاحتلال التركي منها أو تحييده، وحصر المعركة بين قسد والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين المصنف ارهابياً.
وهناك ثلاثة احتمالات رئيسية، أولها: أن تصطدم تركيا وروسيا في حال ألغى الاتراك صفقة الصواريخ الاس 400، وهو ما سيعني أن الروس سيغلقون المجال الجوي السوري امام الاحتلال التركي، وبالتالي التمهيد لعمل عسكري من جانب قوات النظام التي ستشارك غالباً “قوات تحرير عفرين” إلى جانبها في عفرين ومناطق اعزاز والباب وجرابلس ومارع.
اما الاحتمال الثاني: فيتمثل في إتمام الاتراك الصفقة الصاروخية مع روسيا، وهو ما قد يعني الصدام المباشر التركي الأمريكي، الامر الذي لن يكون النظام التركي واقتصاده المنهار قادراً على التصدي لتبعاته، حيث هزت سابقاً تغريدات للرئيس الأمريكي الاقتصاد التركي وافقدته الكثير من قيمته، مع احتمالات التصعيد العسكري حينها من جانب قسد ضد المليشيات الإسلامية.
اما الاحتمال الثالث: وهو ما يعمل الامريكيون على ترجيحه، فيتمثل في إيجاد صيغة توافقية بين قسد والاحتلال التركي، والتي سبق واشترطت فيها قسد الانسحاب التركي من عفرين، والكف عن تهديد مناطق الإدارة الذاتية، مقابل عقد اتفاقية للصلح بين الجانبين، وهو ما يبدو ان الاحتلال التركي غير راضٍ عنه تمام بعد.
وإلى جانب الضغوط الاقتصادية التي يمكن للولايات المتحدة تنفيذها، لا يبدو أن الانتخابات التي هزم فيها اردوغان بإسطنبول وانقرة بعيدة عن تلك الاحتمالات، حيث يشير البعض كذلك إلى صفقة (عفرين مقابل إسطنبول!).
ورغم أن هذه الاحتمالات تبقى تكهنات، إلا أن الثابت في المعادلة السورية أن لا حل للقضية السورية دون عفرين، ولا عفرين دون خروج الاحتلال التركي ومسلحيه منها.