ديسمبر 24. 2024

جامعة عفرين: من حاضنة لمئات الطلبة.. إلى (مطعم) في عهد مجلس الاحتلال!

جامعة عفرين: من حاضنة لمئات الطلبة.. إلى مطعم في عهد مجلس الاحتلال!

عفرين بوست-خاص

من حاضنة لمئات الطلاب العفرينيين، في ستة اختصاصات جامعية، وصل روادها إلى عامهم الثالث، بانتظار تخريج الدفعة الأولى بعد عام، إلى مجرد مبنىً لمجلس الاحتلال، ومطعم في حالات أخرى.

لم يدرك طلاب جامعة عفرين أن الاحتلال لن يسمح للكُرد بالعلم، وأن سيفعل ما استطاع اليه سبيلاً لحرمانهم من حقوقهم الإنسانية، لتطبيق شرائعه الاحتلالية، ويحول معها الجامعة كما غيرها من المرافق، من حاضنة للعلم والمعرفة إلى مطعم!

فتحت حجة العمل الإنساني، قام مجلس الاحتلال يوم أمس الاثنين\العشرين من مايو، بتنظيم مأدبة إفطار بمناسبة يوم اليتيم العالمي (وفق ادعاء مجلس الاحتلال).

وأظهرت الصور عشرات الطاولات المصطفة في باحة مبنى جامعة عفرين، التي حرم الاحتلال مئات الطلبة العفرينيين من تحصيل تعليمهم فيها، حيث وصل عدد الطلاب في العام 2016 إلى 340، فيما ارتفع العدد إلى أكثر من 525 طالب وطالبة في العام 2017، قبل أن يقع الاحتلال وينفرط عقد التعلم في عفرين.

وكانت قد افتتحت جامعة عفرين من قبل الإدارة الذاتية في السادس والعشرين من أكتوبر\تشرين الأول العام 2015، بثلاث كليات وهي (هندسة الكهروميكانيك – الاقتصاد – الأدب الكردي)، فيما كان يخطط لبناء مقر خاص بالجامعة على مساحة 50 هكتار على بعد 15 كم من مركز المدينة، لاستيعاب 10 آلاف طالب وطالبة.

وفي عامها الثاني، نفذت الجامعة وعودها بتوسيع الفروع، فأضافت ثلاث فروع جديدة كانت كليات الإعلام والطب والهندسة الزراعة، فيما كانت الخطة للتوسع أكثر في باقي الفروع موجودةً دائماً، كلما توفر لها الكادر المختص.

ووفرت جامعة عفرين فرصة التعلم للطلبة الذين فقدوا فرصتهم الدراسية في جامعة حلب نتيجة ظروف الحرب وانقطاع الطرق وحصار الإقليم على مدار سنوات من قبل المليشيات الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الحر” التابع لتنظيم الإخوان المسلمين المصنف ارهابياً، إضافة إلى الطلاب الذين حصلوا على شهاداتهم الثانوية من هيئة التربية التابعة للإدارة الذاتية في عفرين.

وواجهت الجامعة مشكلة وحيدة وهي عدم الاعتراف بها، إلا أن القائمين عليها أكدوا أن الغاية الأساسية من إنشاء الجامعة ليس الحصول على الاعتراف، بالقدر الذي يهتمون فيه بتعليم أبناء الإقليم، الذين سيضعون العلم الذي تلقوه فيها لخدمة أهاليهم مستقبلاً.

وخلال الأعوام التالية للافتتاح، سعت الجامعة إلى تطوير معداتها العلمية من مخابر خاصة بكلية الزراعة فقامت بتجهيز مخبر للكيمياء، ومخبر لغوي متعلق بتعلم اللغات الأجنبية، ومخبر الحاسوب، إضافة إلى مكتبة مخصصة للقراءة، تحتوي كتباً في مختلف المجالات، وكل ذلك كان برعاية من “الإدارة الذاتية”.

كما افتتحت الإدارة الذاتية مجموعة معاهد كـ المعهد الرياضي، المعهد الطبي، معهد الحاسوب والكهرباء، المعهد الزراعي، معهد إدارة الأعمال والمحاسبة، معهد الفنون المسرحية، بغية استوعاب الطلاب الذين يحصلون على الشهادة الثانوية الصادرة عن هيئة التربية بعفرين.

وبعيد إطباق الاحتلال العسكري التركي على الإقليم الكُردي، روج الاحتلال عبر مجلسه المحلي في عفرين أنه ينوي إعادة افتتاح الجامعة، حيث دعا مجلس الاحتلال المحلي، طلاب عفرين، إلى مراجعة مبنى رئاسة جامعة عفرين، لتقديم الأوراق الثبوتية اللازمة بهدف استكمال التحصيل العملي الجامعي.

وروجت حينها وسائل إعلام محسوبة على أطراف حزبية لتلفيقات ارادت عبرها تجميل صورة المحتل التركي، فقالت إنه «لن تجرى تغييرات كبيرة في الجامعة، حيث سيسمح للكادر التدريسي السابق والباقي في عفرين معاودة التدريس، وسوف يتمكن الطلاب السابقون استكمال تعليمهم الجامعي في الفروع التي كانوا يدرسون فيها سابقاً، بما في ذلك الأدب الكُردي».

مُزيدة في الشعر بيتاً، بالقول: «الرواتب سيدفعها الأتراك وبالليرة التركية، وأن الراتب الشهري للكادر التدريسي سيبلغ600 ليرة تركية (حوالي 150 دولار أمريكي)».

لكن الأيام اثبتت زيف الادعاءات التركية ومن روج لها، حيث تم تحويل مبنى الجامعة إلى مقر لمجلس الاحتلال، فيما ذهبت وعود الاحتلال ومجلسه أدراج الرياح، لتثبت من جديد للمنخدعين، أن الاحتلال يأتي ليدمر ويسرق وينهب ويخرب فقط، ولا يأتي ليبني، فليس هناك من أحد يبني سوى أبناء الإقليم، الذين هجر منهم 65%!

من حفل افتتاح الجامعة العام 2015
من حفل افتتاح الجامعة العام 2015
جانب من دوام الطلاب والطالبات من ابناء عفرين قبل احتلال التركي للإقليم
جانب من دوام الطلاب والطالبات من ابناء عفرين قبل احتلال التركي للإقليم
طلاب جامعة عفرين اثناء اداء امتحاناتهم قب احتلال الإقليم
طلاب جامعة عفرين اثناء اداء امتحاناتهم قبل احتلال الإقليم
مدخل جامعة عفرين قبل الاحتلال
مدخل جامعة عفرين قبل الاحتلال
بوابة الجامعة عقب الاحتلال التركي، حيث يرفع فوقها علم الاحتلال والمليشيات التابعة لتنظيم الاخوان المسلمين المصنف ارهابياً
بوابة الجامعة عقب الاحتلال التركي، حيث يرفع فوقها علم الاحتلال والمليشيات التابعة لتنظيم الاخوان المسلمين المصنف ارهابياً

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons