عفرين بوست-خاص
في إطار الاستعلاء والتفضيل، يزرع المستوطنون في عقول أطفالهم بأن الكُرد كفرة ولا يصومون في رمضان، في إطار محاولاتهم لزرع الحقد على السكان الأصليين الكُرد، الذين يستوطن هؤلاء في منازل المهجرين منهم!
والكفر او الالحاد هي إحدى المبررات التي يسوقها المسلحون وعوائلهم المستوطنون (وهم في مجموعهم من اتباع تنظيم الاخوان المسلمين المصنف ارهابياً)، لهم ليقوموا بتبرير عمليات السطو على منازل المهجرين، أو النوم في فراش تمت سرقتها من منازل العفرينيين، او تناول وجبات افطارهم في أدوات مسروقة من منازل الكُرد.
وذكر مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، أن عدداً كبيراً من الأطفال الكُرد يتعرضون لمضايقات بحجة أنهم كفرة ولا يصومون، ولا يقتصر ذلك على أطفال المستوطنين فحسب، بل يتعداه كذلك إلى المدرسين المستوطنين الذين جلبهم الاحتلال.
ورغم ان الغالبية الساحقة من أهالي عفرين يدينون بالإسلام، لكن الالتزام بالشرائع الدينية لم يكن يوماً لدى العفرينيين مقياساً للإنسان، فيما كانت الاخلاق والكرامة وعزة النفس هي التي تحدد قيمة الإنسان وكينونته لديهم.
ويؤكد السكان الاصليون الكُرد في عفرين أنهم قد يكونون غير ملتزمين بالصيام وفق ادعاء المستوطنين، لكنهم ليسوا لصوص ولم يتعدوا على أملاك غيرهم ولم يسرقوا من بيوت المهجرين، ولم يكونوا أدوات بيد الاحتلال لتقسيم بلادهم، ولم يرفعوا علماً لمحتل او يرحبوا به.
ومنذ بدء الحرب الاهلية السورية في العام 2011، تبنت المليشيات الإسلامية في تعاملها مع الشعب الكُردي رواية أنه مُلحد أو كافر، ليبرر من خلالها المسلحون الموالون لتنظيم الإخوان المسلمين المصنف ارهابياً، قتالهم ضد أبناء الشعب الكُردي.
وفي عفرين، استخدم المسلحون تلك الرواية لتبرير تهجير الكُرد من ارضهم، وسرقة املاكهم على أنها غنائم “الملاحدة والكفار الاكراد”، فيما سمح الاحتلال التركي على مدار الأيام الثلاث الأولى من اطباق الاحتلال العسكري، بسرقة كل شيء امام عدسات الكاميرات.
وخلالها، سرق مسلحو المليشيات الإسلامية (الجيش الحر، الجيش الوطني) عشرات الآلاف من الجرارات والسيارات والمعامل والورش الصناعية، إضافة إلى الاستيلاء على منازل المهجرين وسرقة ونهب كامل محتوياتها، وهي أفعال لا تزال مُستمرة منذ اطباق الاحتلال العسكري وحتى الوقت الحاضر!
كما تبنت تلك المليشيات والهيئات المدنية والسياسية التي يقودها تنظيم الإخوان المسلمون بشكل مباشر أو بشكل مستتر كـ (الائتلاف السوري المعارض)، الخطاب التركي المُعادي للشعب الكُردي، من خلال إطلاق صفة العمالة للنظام السوري على “وحدات حماية الشعب” لتبرير عدم قبولهم بالكُرد في صفوف المعارضة.
أما الوسائل الإعلامية الموالية للمليشيات الإسلامية، فقد انتهجت بروبوغاندا خاصة، بناءاً على تعليمات الاستخبارات التركية، لصقت من خلالها كلمة “الانفصالية” بكل جملة ترد فيها “وحدات حماية الشعب”، لتأليب باقي المكونات السورية على الكُرد، وزرع روح العداء فيهم تجاهه.
وتمكن الاحتلال التركي في الـ 18 من آذار العام 2018، من تحقيق المحال الذي كان يحلم به على مدار عقود، والمُتمثل بتهجير مئات الآلاف من سكان عفرين الأصليين الكُرد، وتوطين عوائل المليشيات الإسلامية (الجيش الحر، الجيش الوطني) المعروفة بولائها في المُجمل لتنظيم الإخوان المسلمين، بدلاً عنهم في الإقليم الكُردي.
ومنذ إطباق الاحتلال العسكري التركي، تسعى جماعة الاخوان المسلمين بمختلف السبل المادية والمعنوية، بغية تثبيت المستوطنين المتشكلين في غالبيتهم من عوائل المسلحين، للإقامة في إقليم عفرين الكُردي، مستفيدين من الدعم المالي المقدم من “قطر” التي تعتبر المُمول الأساس للتنظيم المصنف ارهابياً.