عفرين بوست
فرض المليشيات الإسلامية التابعة الاحتلال التركي مجموعة جديدة من الضرائب على الأهالي الكُرد في ناحية شيه\ شيخ الحديد، بريف اقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.
وقالت مصادر محلية لعفرين بوست، أن المليشيات الإسلامية المعروفة بـ “العمشات”، او ما يسمى “لواء السلطان سليمان شاه” التي يقودها المدعو “محمد الجاسم أبو عمشة” فرضت مجموعة جديدة من الأتاوات على أهالي ناحية شيه\شيخ الحديد.
والأتاوة الجديدة التي فرضتها ميليشيات العمشات هي إجبار العائلات الكُردية على دفع ٥ تنكات إلى ١٠ تنكات الزيت (كل منها يحوي 16 كيلوغراماً من زيت الزيتون)، في قرى (مروانية\مروانة، انقاليه\انقله، هيكجة، سناريه\سنارة) وهي جميعها تابعة لناحية شيه\شيخ الحديد.
وسبق أن فرصت مجالس الاحتلال أتاوة خاصة بها مقدارها 15% من انتاج المحصول، فيما تعمل المليشيات الإسلامية بأوامر المخابرات التركية على فرض هذه الأتاوات بغية تفقير الأهالي ودفعهم إلى الهجرة من عفرين، لترك ارضهم وممتلكاتهم للمستوطنين الذين يتشكلون في الغالب من عوائل مسلحي المليشيات الإسلامية.
ففي ناحية شيه بريف عفرين، نصت فرمانات صادرة عن المليشيا العمشات على فرض أتاوات بنسب مختلفة من محصول الزيتون، حيث تم إجبار الأهالي أصحاب الأراضي الزراعية المتواجدين في الناحية على دفع 10 % من إنتاج محصولهم.
أما في حالة عدم وجود أصحاب الأراضي الزراعية في الناحية ونيابة الوكلاء عنهم فتم تحديد نسب أكبر على النحو التالي: – يتم دفع نسبة 15 % من إنتاج المحصول في حال كان الوكلاء على قرابة بأصحاب الأراضي من الدرجة الأولى (أب – أم – أخ – أخت).
– أما إذا كان الوكلاء من أهالي الناحية وليسوا على قرابة من أصحاب الأراضي فستكون نسبة الأتاوة 25% من إجمالي إنتاج المحصول.
– فيما يتم دفع نسبة 35 % من إنتاج المحصول إذا كان الوكلاء من “أنصار ومؤيدي ”وحدات حماية الشعب” وفق ما عمت به مليشيا “السلطان سليمان شاه”.
وفي الخامس والعشرين من نوفمبر، اختفت عائلة مكونة من 9 اشخاص معظمهم اطفال ونساء، في ناحية “شيه\الشيخ حديد” بريف عفرين، وبعد ساعات من اختفائها، تبين انها تعرضت لعملية اختطاف، حيث تلقى أحد اشقاء الرهائن اتصالا من الخاطفين يطالبونه فيها بفدية مقدارها 25 ألف دولار مقابل اخلاء سبيل افراد اسرته.
وحسب شهادة الاهالي، فان العائلة اختفت بعد مغادرتها محطة انطلاق الحافلات، واثناء البحث عنهم، وجدت أسماؤهم ضمن قائمة المغادرين للمحطة، وليس هناك معلومات عن مكان احتجازهم او الجهة التي قامت بعملية الاختطاف، وسط مخاوف على حياتهم.
وفي حديثه عن العملية، علق المرصد السوري لحقوق الانسان، على الانتهاكات المتواصلة التي تجري في منطقة عفرين، التي تحتلها تركيا وميلشياتها، قائلا: “لا يكاد ينتهي انتهاك حتى يلاحقه آخر، وبين الواحد والآخر مسافة ألم كبيرة”، واكد المرصد خبر قيام مجموعات مسيطرة على المنطقة باختطاف (رجل و7 نساء فوق سن الـ 18 وطفل).
واضاف المرصد، ان: تركيا وفصائلها الإسلامية سيطرت على عفرين في الـ 19 من آذار / مارس 2018، عقب عملية عسكرية شاركت فيها الذئاب الرمادية والطائرات التركية، تسببت بدمار ممتلكات المواطنين ومجازر، سقط فيها 380 مدني.
واشار المرصد الى عمليات التعذيب التي تقوم بها الفصائل التركية، وإعدامات طالت العديد من الاهالي، ناهيك عن تشريد مئات الالوف منهم، ومن تبقى من سكانها، ينالون حصتهم من الممارسات اللاإنسانية، كونهم رفضوا الخروج من ديارهم، التي تتعرض للـ (النهب، التعفيش، السرقة، والحجز)، وتنام عفرين على “انتهاك وتستفيق على صوت السلاح”، وسط صياح المتناحرين على المنهوبات، وتزداد الانتهاكات يوم بيوم.
علاوة على ذلك، وفي ذات الفترة، أفادت مصادر محلية أن الحاجز الأمني التابع لمليشيا” السلطان سليمان شاه” التي يقودها المدعو “محمد الجاسم او عمشة”، والذي يتواجد مسلحوه على المدخل الجنوبي لبلدة شيه\شيخ الحديد، يُلزم المواطنين بدفع مبلغ 1500 ليرة سورية على كل عبوة زيت الزيتون لقاء السماح بنقل المنتوج إلى مدينة جنديرس ومنها إلى عفرين المركز، فيما تفرض الحواجز الأخرى وعددها (7) مبلغ خمسمائة ليرة سورية ليصل مجموع الاتاوات إلى خمسة آلاف ليرة سورية عدا أجور النقل.
كما أفاد مصدر آخر أن ميليشيا “السلطان سليمان شاه” بقادة المدعو “محمد الجاسم/أبو عمشة” تقوم بفرض اتاوة على الأعمال الزراعية للمواطنين الكُرد وذلك في قرى (آنقلة – سنارة – أرندة) على أعمال الحراثة والكسح وغيرها، وأوضح المصدر «أن الميليشيا المذكورة تلزم المزارعين الكُرد في تلك القرى بدفع مبلغ /250/ ليرة سورية على كل شجرة زيتون لقاء السماح لهم بحراثة حقولهم! مما يزيد من التكاليف والأعباء المالية على المزارعين في ظل أعمال النهب والسرقة التي طالت موسم الزيتون الحالي»، فيما تبلغ أجرة فلاحة الشجرة الواحدة 125 ل.س.
وتعرف مليشيا العمشات بأنها سيئة الصيت، ففي نهاية أغسطس \ آب، انتشر مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي، أظهر فيه زوجة أحد عناصر ميليشيات “الجيش الحر” وتروي فيه قصة تعرضها للاغتصاب عدة مرات من قبل المدعو (محمد الجاسم أبو عمشة)، قائد مليشيا ‹لواء السلطان سليمان شاه› الذي يحتل ناحية “شيه\شيخ الحديد” بإشراف من أجهزة المخابرات التركية.
وقالت المدعوة “إسراء خليل”، وهي زوجة أحد عناصر مليشيا ‹السلطان سليمان شاه› أنها تعرضت للاغتصاب تحت تهديد السلاح لعدة مرات في بلدة “شيه\شيخ الحديد” من قبل المدعو “محمد الجاسم أبو عمشة”، الذي هددها بتصفيتها وتصفية زوجها وأطفالها إن تكلمت عن الأمر، وأنه كان يستفرد بها بحجج عديدة بينها عملها كمحققة مع المقاتلات الكرديات، لتكون حجة ويقوم باغتصابها.
وتشهد ناحية “شيه\شيخ الحديد” انتهاكات مستمرة وخطيرة على يد عناصر مليشيا ‹السلطان سليمان شاه› الذين قاموا بقتل نائب رئيس المجلس المحلي في البلدة “احمد شيخو” تحت التعذيب وقاموا بالاعتداء بالضرب على نساء الناحية تزامناً مع حملة اعتقالات.
ووفقاً للمعلومات المتاحة، ينحدر غالبية عناصر مليشيا “سليمان شاه” من عشيرة “الموالي” في ريف حماه، وتطلق المليشيا اسم “سليمان شاه” على نفسها، وهو يعتبر قائد قبيلة قايي من أتراك الأوغوز، ووالد “أرطغرل”، وجدّ “عثمان” الأول، مؤسس ما سمي “الدولة العثمانية”.
ويتهم ناشطون قادة المليشيا ومقاتليها، بعدد كبير من تهم الفساد، وأعمال السرقة والنهب، ويتم تداول مقاطع صوتية بين الحين والآخر لقادة في اللواء يتحدثون فيها عن عمليات جمع الأموال من الحواجز، وغيرها من الطرق غير المشروعة للحصول على المال في أماكن انتشارهم في ريف حلب.