عفرين بوست
أظهرت صورة تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من المليشيات الإسلامية وأعضاء يما تسمى “مجالس الاحتلال”، وهم يقومون برفع إشارة الذئاب الرمادية أمام مركز الشرطة في ناحية جنديرس بريف إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا والمحتل من قبل الدولة التركية وميلشياتها الاسلامية.
وتُظهر الصور عداء المليشيات الاسلامية للشعب الكردي، حيث تعمل تبعاً لأوامر المخابرات الاحتلال التركية لتنفيذ سياسات عنصرية تجاه المكون الكردي، التي تسعى لاستفزاز الكُرد والسعي لتهجيرهم.
ويشير نشر المليشيات وأعضاء مجالس الاحتلال لتلك الصور إلى الفكر القومي المتطرف الذي تعمل على زرعه، وتطبيقه بحق المكون الأصلي في عفرين من الكُرد، حيث وسبق أن اشتكى سكان محليون في عفرين من التعامل العنصري الذي تمارسه المليشيات، ويتعداها إلى التعامل العنصري في المؤسسات المدنية كتلك التي تعمل تحت مسمى “مؤسسات إغاثية”، التي تقتصر في توزيع المساعدات الغذائية على المستوطنين القادمين من الغوطة وأرياف حمص ودمشق.
إقرأ أيضا… “الذئاب الرمادية”.. هل بدأ المستتركون الشعور بخطرها؟
وتعتمد الميليشيات التركية إلى ممارسة شتى صنوف الانتهاكات بحق المدنيين في عفرين، كالسرقة والنهب والاعتقال والخطف والابتزاز، وعلى صعيد السرقات، أكد المواطنون محليون أن الميليشيات الإسلامية عمدت في الفترة الاخيرة إلى قطع الكابلات الكهربائية الموجودة عند الدوار معراتيه، إضافة الى سرقة كابلات الهاتف من مركز البريد الأساسي في عفرين.
في المقابل، يؤكد مدنيون في عفرين أن المستوطنين القادمين من الغوطة يشعرون بخداع الاتراك لهم، خاصة عندما تمت مقايضة عفرين بالغوطة، ويتناقل هؤلاء الحديث عن تأكيدات بتخلي الاتراك عنهم عندما يحين الأوان لذلك.
ولا تعد هذه المرة الأولى التي يرفع فيها مسلحو المليشيات الإسلامية شعار الذئاب الرمادية، ففي الخامس والعشرين من فبراير \ شباط من العام الجاري، وأثناء الغزو التركي على عفرين، دنس مسلحو المليشيات التابعة لتركيا، رايةً كُردية وهي (العلم الرسمي المُعتمد في إقليم “كُردستان العراق”)، بعد أن سقطت في حوزتهم أثناء قيامهم باقتحام المنازل وسلب ممتلكاتها بريف عفرين.
وأصدر الائتلاف السوري المُعارض في 21 يناير / كانون الثاني، بياناً أعرب من خلاله عن دعمه ومساندته للعدوان العسكري التركي على “عفرين”، والذي شاركت فيها مليشيات إسلامية سورية تحت مسمى عملية “غصن الزيتون”.
وقام مسلحو المليشيات أثناء تدنيسهم للراية الكُردية، بإطلاق صيحات التكبير، كما شكلوا بأياديهم شعار “الذئاب الرمادية”، وهو تنظيم قومي تُركي، يميني مُتطرف، تشكل في أواخر 1960، ويعتبر الذراع المسلح الغير الرسمي لحزب “الحركة القومية” المُتطرف، والذي يعارض أي تسوية سياسية مع الأكراد في تركيا.
وتركز “الذئاب الرمادية” في أفكارها على تفوق العرق والشعب التركي، كما تسعى لتوحيد الشعوب التركية في دولة واحدة تمتد من البلقان إلى آسيا الوسطى، مُستلهمين ذلك من تاريخ الدولة العثمانية التي جمعت تحت سلطتها الكثير من الولايات في آسيا وأوروبا وأفريقيا، كما يحاول هذا التنظيم المُتطرف دمج الهوية التركية والدين الإسلامي في توليفة واحدة، وهو خطاب مُهيمن في أطروحاتهم، إضافة إلى مُعاداة القوميات الأخرى كالكُرد واليونان والأرمن والعرب أو المجموعات الدينية الأخرى كالمسيحيين واليهود وغيرهم.