ديسمبر 23. 2024

عفرين خارج القانون وجرائم جنائيّة بلا مساءلة

عفرين بوست – خاص

تحولت عفرين في ظل الاحتلال التركيّ والميليشيات التابعة لأنقرة إلى غابة لا قانون فيها، ويتم الاحتكام إلى السلاح في كل المسائل وتتكرر جرائم السطو المسلح والقتل بأبشع الصور.

جريمةُ القتل الأخيرة كانت مروّعة، ووقعت صباح الإثنين 12/6/2023، وقتلت المواطنة “عوفة زعيم شيخ أحمد” (37 سنة) من أهالي قرية شيخ بناحية راجو، ذبحاً وعشرات الطعنات بالسكين في منزلها الكائن في دوار ماراته بمدينة عفرين المحتلة، بعد القتلِ أضرم اللصوص النار بالمنزل لإخفاء الجريمة، وسرقوا مصاغاً ذهبيّاً وأموالاً، وعُثر على المغدورة مضرّجة بالدم على درج البناء، وجرى إسعافها إلى المشفى لكنها فارقت الحياة نتيجة النزيف.

بقتلِ المواطنة الكرديّة عوفة شيخ أحمد، ارتفع عدد الضحايا والمغدورين المدنيين من أهالي إقليم عفرين والذين فقدوا حياتهم في ظل الاحتلال التركيّ منذ إطباق الاحتلال في 18/3/2018، إلى 287 شخصٍ بينهم 61 طفلاً و49 امرأة، وذلك في حوادث مختلفة الظروف والأسباب والملابسات، بينها عمليات إعدام وقتل عمدٍ وضربٍ مفضي إلى الموت وفي سياق عمليات سرقة للمنازل، والسلطات القضائية أفرجت عن متهمين محتجزين تمهيداً لإغلاق القضية وتقييدها ضد مجهول.

مساء السبت 3/6/2023 الساعة الثامنة، قُتلت المواطنة الكرديّة المسنة “قدرية إبراهيم علي” (70 سنة) من أهالي قرية كوباكه، برصاصة قيل إنها طائشة، وكانت في طريق عودتها إلى منزلها، ومرورها أمام مقر لميليشيا “محمد الفاتح”. ولم يعرف الجاني وكانت المدينة قد شهدت جولة من الاقتتال الفصائليّ.

في 20/3/2023 وعشية عيد نوروز الكرديّ القوميّ أقدم مسلحون من ميليشيا “جيش الشرقية” على ارتكاب مجزرة وقتل أربعة أشخاص من عائلة بيشمرك في ناحية جنديرس، والضحايا هم: ــ فرح الدين محمد عثمان (43 سنة) وابنه محمد فرح الدين عثمان (18 سنة). وشقيقاه: محمد محمد عثمان (42 سنة).، ونظمي محمد عثمان (45 سنة).

بعض الأمثلة الإضافيّة لجرائم القتل

قُتلت المواطنة “سلطانة خليل ناصرو” (60 سنة) بعدة رصاصات، واُختطف زوجها حمدي عبدو (70 سنة) من أهالي قرية براد في 9/7/2018، ليُعثر بعد 3 أيام عليه مقتولاً وعلى جسده آثار التعذيب والرجم بالحجارة وإطلاق نار، وسرق اللصوص مصاغاً وماشية من المنزل.

ليلة 8/11/2018 قتل لصوص المواطنة الكرديّة المسنة “عائشة نوري حنان” (80 سنة)، خنقاً في قرية برج عبدالو- ناحية شيروا، وسرقوا مصاغاً وأموالاً.

حوالي السابعة صباح السبت 8/6/2019، وقرب مفرق بلدة موباتا/معبطلي، على طريق عام عفرين – راجو، أقدم مسلحون مجهولون على قتلِ المواطنين عبد الرحمن شيخ أحمد بن بلال (36/ سنة) وحنان حنان بن حسين (34 سنة)، بينما كانا متوجهين إلى القرى بسيارتهما لبيع الخضار والفاكهة، ولاذ القتلة بالفرار، رغم وجود حواجز عسكريّة قريبة من موقع الجريمة.

في 25/8/2019، اقتحم لصوص منزل المواطن محي الدين أوسو (77 سنة)، بحي الأشرفية بمدينة عفرين وضربوه بعنفٍ ما أدى لوفاته مباشرةً، وفي 6/9/2019 توفيت زوجته المواطنة الكردية المسنة حورية محمد بكر (74 سنة) نتيجة الضرب المبرح الذي تعرضت له على أيدي لصوص مسلحين فأصيبت في منطقة القفص الصدريّ، ما سبب نزيف داخليّ أفضى للوفاة.

فجر يوم 4/10/2019، قُتل المواطن الكُردي عدنان رشيد أمير، في قرية ميدانكي بناحية “شرا\شران” بطلقة بالرأس بسبب تصديه لعملية سطو مسلح على محلات تجارية، من قبل مسلحين من ميليشيا “السلطان مراد”.

في 5/11/2019 قُتل المسن “سليمان حمكو”، متأثراً بالإصابة البليغة التي تعرض لها أثناء عملية سطو مسلح على منزله من قبل مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية” و“الحمزة” في قرية “كعنيه كوركه” التابعة لناحية جنديرس.

في 17/11/2019، قُتلت الفتاة العزباء نرجس ميرزا داوود (23 سنة) من قرية كيمار- ناحية شيروا، مع زميلها بالعمل علي الشاغوري من دمشق، بعدما تمّت سرقة مبلغ يُقدر بـ 3 ملايين ل.س، وعثر على جثمانيهما قرب قرية كمروك، وكانت الفتاة بصدد توزيع الرواتب.

18/4/2020 قتل لصوص المواطنة الكرديّة المسنة “فاطمة كنه” (80 سنة)، بخنقها وتعليقها إلى شجرة في منزلها بقرية هيكجه. واعتقل العديد من عائلة الشهيدة لإبعاد الشبهة عن القتلة.

في 22/8/2021 وُجدت جثة المواطن رضوان عبد الرحيم حنان في حقول الزيتون بين قريتي جوقة ودار كير بناحية موباتا/ معبطلي، وهو مقيّد اليدين وعلى جسده آثار التعذيب وكان قد خرج صباح على جراره إلى أرضه بغرض الفلاحة، وجاءت الجريمة بعد قصة طويلة للاستيلاء على منزله وممتلكات العائلة، كان واضحاً أنّه قُتل بطلق ناريّ في منطقة الصدر، وعلى جسده آثار تعذيب شديد وكان مكبل اليدين، كما وُجد مسدس عيار 10 مم، وهو سلاح الجريمة بجانب الجثة على ما يبدو. كان المواطن رضوان عبد الرحيم حنان يقيم في مدينة عفرين، وقد عاد في 19/8/2021، إلى قريته “كوندي مزن”

في 9/9/2019 تم تسليم جثة الشاب الكردي محمد حنيف حسين (30 عاماً) الذي كان محتجزاً وقُتل تحت التعذيب تحت التعذيب، وكان قد اُعتقل من منزله في 30/8/2019، واقتيد إلى سجن الميليشيا في بلدة راجو، بتهمة الانتماء لمؤسسات الإدارة الذاتية سابقاً، وقيل إنّ السلطات التركية اعتقلت القاتل المدعو “أيهم القباع”، ولكن سرعان ما أفرجت عنه، وأعيد للعمل في صفوف الميليشيا، وتمت بترقيته وتعيينه قائد “الشرطة المدنيّة” بالناحية.

القاتل نفسه ارتكب جريمة جديدة بعد ترقيته فقتل المواطن الكرديّ المسن شيخموس مصطفى قاسم (73 عاماً)، من أهالي بلدة ميدان أكبس – ناحية راجو، تحت التعذيب وذلك باليوم الرابع لاحتجازه في سجن الشرطة المدنيّة، وكانت ميليشيا “فيلق الشام قد اختطفت المسن شيخموس في 3/3/2021 وأربعة مواطنين آخرين.

هناك عشرات حوادث السطو المسلّح واقتحام منازل المواطنين الكرد بالقوة انتهت بجرائم قتل، وهناك أساليب أخرى للقتل منها التعذيب الشديد في السجون، حوادث إطلاق النار، الرصاص العشوائيّ خلال الاشتباكات في القرى والأحياء السكنيّة وحوادث الدهس بالعربات العسكريّة التابعة للقوات التركية والميليشيات التابعة له، وكذلك الموت قهراً على إثر حوادث اعتداء بدني على الأهالي وبخاصة المسنين. وكل هذه الجرائم مرت دون محاسبة. 

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons