نوفمبر 15. 2024

أخبار

تدمير ممنهج للمزارات الإيزيدية في إقليم عفرين الكردي يرتقي لمستوى فرمان… مزار الشيخ حميد نموذجاً

عفرين بوست ــ خاص

ما يحدث للكرد الإيزيديين في إقليم عفرين المحتل لا يقل في فظاعته وخطورته عن الفرمانات التي شهدها أتباع الديانة الإيزيدية على مر التاريخ، إذ يواصل مسلحو الميليشيات الإخوانيّة التضييق عليهم وهدم مزاراتهم المقدسة لإمحاء أيّ أثر لهذه الديانة الموغلة في القدم.

نشر الناشط الإعلامي “أحمد البرهو” مقطعاً مصوراً لمزار الشيخ حميد في قرية قسطل جندو الإيزيديّة، رصد فيه التخريب الكامل للمزار وتدنيس أضرحة القبور.

البرهو أرفق المقطع المصور بمنشور قال فيه: “خلال مرورك من قرية قطمة نحو قرية قسطل جندو سوف يصدفك بالطريق على اليسار مقبرة للإيزيديين تُعرف بمقبرة الشيخ حميد نسبة لوجود مزار يحمل نفس الاسم، هذا المزار يعتبر مقدساً وله خصوصية دينية لدى الإيزيديين، هذا المزار تم تدميره بشكل كامل، وكذلك القبور تم تخريب أغلبها خلال الخمس سنوات الأخيرة.

وأضاف “علماً أنّ الإيزيديين هم سكان المنطقة الأصليين ومتواجدين فيها منذ آلاف السنين”.

في المقطع المصور تظهر شجرة الأمنيات التي يعقد قاصدو المزار قطعاً من القماش بأغصانها تيمناً بتحقيقها، ويقول البرهو، ليس هذا غريباً، بل الغريب أن القبور كلها مدمرة بشكل كامل، عن قصد، وسأل: معقول، حتى القبور تتدمر؟ لا قبر أو قبران، بل عشرات القبور.

في حديثه المترافق مع المقطع المصور يقول البرهو: الأبشع بالموضوع، تخريب زيارة الشيخ التي تعتبر مقدسة عند أتباع الديانة الإيزيديّة، وهي مدمرة بشكل كامل. ويذكر أنه سبق أن زار المكان وكان حجم التخريب بسيطاً في القبة فقط.

عبّر البرهو عن استغرابه عن تخريب قبر شخص متوفى، وطرح جملة من الأسئلة، من قبيل: هذه الزيارة ما مدى إيذائها لشخص، هو مكان مقدس تابع لديانة محددة، وهم سكان المنطقة وأهل المنطقة الأساسيين، ولم يأتوا من منطقة أخرى.

ووصف البرهو عملية تخريب المزار بأنه “شيء مخزٍ”، وليطرح سؤالاً عريضاً: “كيف سيبني هؤلاء وطناً، وسيكون هناك تسامح وسوريا فيها أديان متعددة وفيها مذاهب وقوميات.

تضييق واعتقالات وحالة خوف

مع بدء الهجوم التركي والميليشيات الإخوانيّة التابعة لأنقرة على عفرين، بدأ إطلاق التهديدات بقتل وذبح وسبي الإيزيديين، ولدى السيطرة على القرى الإيزيدية دمروا المزارات الإيزيديّة وعملوا على إرغام الإيزيديين على ترك دينهم واعتناق الدين الإسلامي، كما فرضوا اللباس الإسلامي على النساء الإيزيديات، واستمر التضييق عليهم عبر إجبارهم على ارتياد المساجد والدروس الدينية في المساجد التي تم بناؤها في قراهم. كما تم منعهم من تأدية طقوسهم الدينيّة في المزارات والاحتفال بمناسباتهم وأعيادهم الخاصة.

لم يبق من الإيزيديين إلا كبار السن، وبلغت نسبة التهجير القسريّ أقصى حدٍّ بما يتجاوز 90% من عددهم الكامل الذين كان يتجاوز 25 ألف نسمة موزعين على 22 قرية، بعضها إيزيديّة بالكامل.  

وذكرت “لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سوريا”، في تقرير أصدرته في 12/5/2021 أنّ أتباع الديانة الإيزيدية يعيشون حالة من الخوف بعدما شنتِ الميليشيات المدعومة من تركيا والتي تسيطر على المنطقة حملة حصار واعتقالات استمرت لمدة أسبوع ضد المجتمع الإيزيدي في عفرين. كما ذكر التقرير أيضاً أنّ النساء الإيزيديات المحتجزات من قبل مسلحي الميليشيات، تم حثهن على اعتناق الإسلام أثناء الاستجواب في حادثة على الأقل. وسبق أن ذكر ذلك في تقرير للجنة صدر في سبتمبر 2020.

يذكر أنّ كلّ المزارات الإيزيدية تعرضت للتخريب والتدنيس اعتباراً من العدوان التركيّ، واستمرت عمليات التخريب المتعمدة بعد الاحتلال، وتأتي عمليات تخريب المزارات في سياق فتاوى التكفير واعتبارها من رموز الشرك بالله، ومن المزارات الإيزيديّة التي تم تخريبها: مزار بارسه خاتون، مزار جبل خانه في قرية قيبار، مزار شيخ بركات في قرية شاديره، ﻣﺰﺍﺭات ﺟﻠﺨﺎﻧﺔ وملك أدى وجبل خانه في قرية قيبار، مزار شيخ غريب في قرية سينكا، ﻣﺰﺍﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻱ في قرية ﻓﻘﻴﺮا، مزار الشيخ منان في قرية كفرجنة، مزار شيخموس (سلطان إبراهيم شيخموس العنزلي)، الشيخ علي في قرية باصوفان، 

والجدير بالذكر أنّه سبق أن تم رصد عدة عمليات تخريب تعرض لها مزار الشيخ حميد في قرية قسطل جندو وجرت فيه أعمال حفر ونبش بحثاً عن الآثار.  

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons