ديسمبر 23. 2024

واضعين العلم التركي على اكتافهم.. الاخوان المسلمون يحاولون نشر أفكارهم المتطرفة بين أطفال عفرين!

عفرين بوست-خاص

أظهر مقطع مصور بثته إحدى المنظمات العاملة تحت عباءة العمل الخيري، قيام مجموعة من فرقها بتعليم الأطفال في ناحية “شيه\شيخ الحديد”، للصلاة مع توزيع مجموعة من المقبلات على الأطفال لدفعهم نحو المشاركة معهم في تلك الأنشطة.

ويظهر في المقطع المصور مجموعة من الشباب اليافعين الذين يرتدون زياً موحداً عليه العلم التركي، وهم يقومون بتعليم الأطفال الصلاة والوضوء، وأشار ناشطون إلى أن تلك المجموعة تتبع لما يسمى بـ منظمة الهدى الخيرية.

واضعين العام التركي على اكتافهم.. الاخوان المسلمون يحاولون نشر أفكارهم المتطرفة بين أطفال عفرين!
واضعين العام التركي على اكتافهم.. الاخوان المسلمون يحاولون نشر أفكارهم المتطرفة بين أطفال عفرين!

ويقوم هؤلاء بتلقين الأطفال طريقة الصلاة، عبر تجميعهم حولهم على شكل حلقة، حيث تتواجد مجموعة من الأطفال بين ذكور واناث تتوسط أعمارهم ما بين 5 إلى 10 سنوات تقريباً، بينما يقوم أحد أعضاء تلك المجموعة بتلقين الأطفال، ومن ثم توزيع “أكياس شبيس\مقبلات” عليهم، بهدف دفعهم للمشاركة معه!

كما يبين المقطع المصور أحد الأطفال وهو يتلو آيات من القرآن الكريم، يعقبه طفل يشرح كيفية القيام بالوضوء، حيث يرافق المقطع المصور اغنية من الطراز الإسلامية تقول “شمس الهدى اشرقت!”.

وتشير اغنية “شمس الهدى اشرقت” إلى الرواية التي تتبناها المليشيات الإسلامية والمنظمات العاملة في كنفها، في التعامل مع الشعب الكُردي على أنه مُلحد أو كافر، وهي الحجة التي برر من خلالها الموالون لتنظيم الإخوان المسلمين (المصنف كتنظيم ارهابي في العديد من الدول العربية والغربية)، للقتال ضد أبناء الشعب الكُردي في عفرين، لتهجيره من ارضه، وسرقة املاكه على أنها غنائم “الملاحدة والكفار الاكراد”، عندما سمح الاحتلال التركي على مدار الأيام الثلاث الأولى من اطباق الاحتلال العسكري، بسرقة كل شيء امام عدسات الكاميرات.

واضعين العام التركي على اكتافهم.. الاخوان المسلمون يحاولون نشر أفكارهم المتطرفة بين أطفال عفرين!
واضعين العام التركي على اكتافهم.. الاخوان المسلمون يحاولون نشر أفكارهم المتطرفة بين أطفال عفرين!

وخلالها، سرق مسلحو المليشيات الإسلامية (الجيش الحر، الجيش الوطني) عشرات الآلاف من الجرارات والسيارات والمعامل والورش الصناعية، إضافة إلى الاستيلاء على منازل المهجرين وسرقة ونهب كامل محتوياتها، وهي أفعال لا تزال مُستمرة منذ اطباق الاحتلال العسكري وحتى الوقت الحاضر!

ورغم أن غالبية الكُرد العفرينيين مسلمون، بيد أن الإقليم يحوي اديان ومذاهب متعددة، في ظل انفتاح مجتمعي وسيادة روح التسامح والإخاء بين مختلف الأديان والمذاهب في عفرين.

وكانت تلك الروح السمحة العامل الأساس الذي منع تنظيم الاخوان المسلمين، من وضع قدم له في الإقليم الكُردي، رغم محاولته على مدار عقود عبر ما كان يقدمه من اغراءات مادية للمواطنين الكُرد الذين قد كان يسعى لجرهم نحو فكره المتطرف، حيث كان التنظيم يتلقى الدعم على الدوام من قبل تركيا، حتى قبل بدء الحرب الاهلية السورية.

ومع بدء الحرب الاهلية السورية في العام 2011، عمد تنظيم الاخوان المسلمون، إلى امتطاء صهوة جواد الحراك المدني عبر منظمات تستر بمسميات العمل الإنساني والإغاثي، لتمرير اجنداتهم المتطرفة والداعمة للعثمانية الجديدة.

ومنذ بدء الحرب الاهلية السورية، كان تنظيم الاخوان المسلمين يشترط على الشبان اليافعين الامتثال لأوامره، لقاء الحصول على الدعم المادي والإعلامي.

ففي العام 2012، رفضت تنسيقيات (شكلها بعض الشبان الكُرد المُغرر بهم)، العمل تحت عباءة المجلس الوطني الكردي في حلب حينها، واصرت على العمل تحت عباءة ما كان يسمى “مجلس ثوار حلب”، وذلك حفاظاً على الدعم الذي كان يقدم لهم من قبل ذلك المجلس، وهي في العموم مجالس كانت تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، وتتكفل تركيا بتقديم الدعم المادي والإعلامي واللوجستي لها.

ولم ينحصر العمل على الشق الميداني أو الإغاثي، بل شملها بطبيعة الحال عبر العمل المسلح، من خلال تشكيل العديد من المجاميع المسلحة تحت شعارات (الثورة والحرية)، كالمجاميع الكُردية ضمن الوية احفاد الرسول، لواء صلاح الدين الايوبي، المجلس العسكري الثوري الكردي “الكوملة”، وغيرها من المليشيات التي كانت تتلقى الدعم والتمويل من الإخوان المسلمين.

وتبنت تلك المليشيات والهيئات المدنية التي يقودها الإخوان المسلمون بشكل مباشر أو بشكل مستتر، الخطاب التركي التاريخي المُعادي للشعب الكُردي، من خلال إطلاق صفة العمالة للنظام السوري بـ “وحدات حماية الشعب” لتبرير عدم قبولها لهم في صفوف المعارضة، وانتهاج بروبوغاندا إعلامية لصقت من خلالها كلمة “الانفصالية” بكل جملة ترد فيها “وحدات حماية الشعب”.

ومع تطور الحرب الاهلية وتوالي انكسارات الاحتلال التركي، فقد الاخوان المسلمون أي آمال لهم باحتلال عفرين عبر ميليشياتهم التي تسيطر عليها الفوضى والفساد والاحتراب الداخلي على المصالح الشخصية والفئوية، اضطر الاحتلال التركي لشن عملية عسكرية استخدم فيها أعتى صنوف الاسلحة المقدمة لها نتيجة عضويته في حلف الشمال الاطلسي.

وتمكن الاحتلال التركي في الـ 18 من آذار العام 2018، من تحقيق المحال الذي كان يحلم به على مدار عقود، من خلال تهجيره مئات الآلاف من سكان عفرين الأصليين الكُرد، لتوطين عوائل المليشيات الإسلامية (الجيش الحر، الجيش الوطني) المعروفة بولائها في المجمل لتنظيم الإخوان المسلمين.

ومنذ إطباق الاحتلال العسكري التركي، تسعى جماعة الاخوان المسلمين بمختلف السبل المادية والمعنوية، بغية تثبيت المستوطنين المتشكلين في غالبيتهم من عوائل المسلحين، للإقامة في إقليم عفرين الكُردي، مستفيدين من الدعم المالي المقدم من “قطر” التي تعتبر الممول الأساس للجماعة.

وفي هذا الإطار، تتكشف الأهداف الحقيقية لهذه المنظمات المستترة باسم العمل الإنساني والخيري، والتي تهدف في الأساس إلى نشر التطرف بين أبناء المجتمع العفريني، من خلال سعيها لخلق حاضنة للفكر المتطرف، ومن ثم تأليب مكونات عفرين على بعضها، بحجة الانتماء الديني او المذهبي، وهو ما نجح به الاحتلال التركي بشكل ملحوظ في المناطق الكُردية جنوب شرق تركيا.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons