مايو 11. 2024

أخبار

دولة الاحتلال التركيّ تكافئ متزعم ميليشيا متورط بانتهاكات ضد الإنسانية بشهادة جامعية

عفرين بوست ــ متابعة

تسعى دولة الاحتلال التركيّ لإضفاء شرعيّة شكلية على متزعمي الميليشيات التابعة لها، بكل الوسائل ومنها منحهم الجنسية التركيّة وحق التصويت في الانتخابات التركيّة، وحتى منحهم شهادات جامعيّة، رغم أنّهم بالأصل لا يحملون أدنى شهادات دراسيّة ومتورطون في ارتكاب انتهاكات وجرائم ضد الإنسانيّة.

تداولت مواقع إعلامية والتواصل الاجتماعي صور المدعو أحمد الهايس المعروف باسم أبو حاتم شقرا، متزعم ميليشيا “أحرار الشرقية” يرتدي زي التخرج، ويضع وشاح التخرج الذي كُتب عليه اسمه على أنّه متخرج من كلية العلوم السياسية” ــ جامعة ماردين.

أبو شقرا لم يحصل على شهادة الدراسة الثانوية، بل قام بتأمين شهادة دراسية مزورة من مكتب في منطقة الباب بمعدل 89%، بعد احتلال عفرين وقد تغاضت الاستخبارات التركية عن ذلك، وتم تداول تسجيله في كلية العلوم السياسية جامعة ماردين كما فعل المدعو “محمد حسين الجاسم/ أبو عمشة”، الذي سجل في كلية الحقوق. وهو ممن حصل على الجنسية التركيّة، وشارك في التصويت في الانتخابات التركية الأخيرة!

 من هو أبو شقرا؟

هو أحمد إحسان فياض الهايس ويُعرف باسم أبو حاتم شقرا نسبة إلى بلدة الشقرا غرب دير الزور التي ينحدر منها، كان يعمل قبل 2011 بالزراعة في قريته الشقرا، وكان أيضاً عامل بناء “طيان إسمنت” بالأردن لفترة وجيزة.

مع بدايةِ الأزمةِ انضمَّ إلى “حركة أحرار الشام”، وأصبح بعدها قائداً عسكريّاً فيها، وطُرد منها بعد سيطرة “داعش” على الرقة، بسببِ تجاوزاتٍ عديدة قام بها، منها سرقة أموال “أحرار الشام”.

انضم إلى “جبهة النصرة” المدرجة على قوائم الإرهاب الدوليّة، بعد سيطرتها على المنطقة الشرقيّة، ليهرب بعدها إلى محافظة إدلب ويستقر في مدينة سرمدا.

وفي عام 2016 شكّل تجمع “أحرار الشرقية” بعد حصوله على دعم خليجيّ بتمويل مقداره 500 ألف يورو، وبدأ بالعمل العسكريّ إلا أنّه سرعان ما غيّر منهجه وبدأ بفرض الإتاوات ونهب أموال المدنيين.

ويرتبط “أبو حاتم شقرا” بعلاقاتٍ قويةٍ مع تركيا، وحضر في أبريل عام 2018 اجتماعاً مع الرئيس التركيّ أردوغان، إلى جانب متزعمي الميليشيات الأخرى، بحسب موقع “أورينت”.

سجل حافل بالانتهاكات

شارك “أبو حاتم شقرا” في العدوان على تل أبيض ورأس العين، ويعتبر مسؤولاً عن تنفيذ إعدامات ميدانيّة بحق مدنيين، منها قتل السياسية الكردية هفرين خلف الأمين العام لحزب “سوريا المستقبل”، في 11/10/2019 ومرافقين كانا معها.

وذكر تقرير هيومن رايتس ووتش الذي صدر في 27/11/2019 ضلوع ميليشيا أحرار الشرقية بتنفيذ إعدامات ميدانيّة، وفي 28/7/2021، فرضت وزارة الخزانة الأميركية، عقوبات على “أحرار الشرقية”، واتهمتها بالقتل غير القانوني. وذكر القرار الأمريكي – أنّه قاد سجناً لـ”أحرار الشرقية” خارج مدينة حلب، وجرى إعدام مئات المعتقلين فيه، منذ عام 2018، إضافةً إلى تورّطه في تهريب النساء والأطفال الإيزيديين ودمج عناصر سابقين من (داعش) في صفوف فصيله.

كشف تحقيق لـ “بي بي سي عربي” تحت عنوان “مقتل صانعة سلام سورية”، نشر في 8/1/2020، أنَّ هناك أدلةٌ دامغةٌ تشيرُ إلى أنَّ هفرين خلف، قُتلت على أيدي مسلحين من الفصيل أثناء عملية “نبع السلام” العسكريّة التركيّة، ودعمت “بي بي سي” تقريرها بعدد من المقاطع المصورة والشهادات.

ومن الجرائم التي ارتكبتها ميليشيا “أحرار الشرقيّة” التسبب بقتل المواطن ريزان خليل من أهالي جقلا فوقاني في 31/1/2022، نتيجة ضربه على رأسه ما تسبب بنزيف دماغيّ، وكان محتجزاً لمدة أسبوعين لدى الميليشيا، ونُقل إلى مشفى في تركيا مع تدهور وضعه الصحيّ.

 أبو شقرا لديه سوابق وسجل حافل بالجرائم، ويتهمه ناشطون إيزيديون بالتورط في جرائم ضد الإنسانيّة بحق أهالي عفرين وأعزاز، بخاصة من الأقلية الإيزيديّة، إضافة إلى عمله بتجارة اختطاف واحتجاز الإيزيديين ضمن تلك المناطق.

ويشغل “أبو شقرا” منصب نائب متزعم “حركة التحرير والبناء” والتي تورط مسلحون منها يتبعون لميليشيا “جيش الشرقيّة” وهي أحد فصائلها، بمجزرة جنديرس التي راح ضحيتها أربعة مواطنين كرد من عائلة بيشمرك عشية عيد نوروز.

وانخرطت ميليشيا “أحرار الشرقية” في عمليات اختطاف وتعذيب ومصادرة ممتلكات خاصة من المدنيين، ومنع النازحين السوريين من العودة إلى ديارهم، وشيّدت مجمع سجون كبير خارج حلب حيث تم إعدام المئات منذ عام 2018 تحت إدارتها، واستخدمت هذا السجن لتنفيذ عمليات خطف واسعة النطاق مقابل فدية استهدفت شخصيات تجارية ومعارضة بارزة من محافظتي إدلب وحلب. وقامت ميليشيا “أحرار الشرقية” أيضا بدمج عناصر داعش السابقين في صفوفها. وقصفت ميليشيا “أحرار الشرقية” مخيم “ترحين” بريف حلب في 13 مايو 2019

ويتنقل أبو حاتم شقرا بين تركيا ومدينتي تل أبيض ورأس العين، وله 4 مقرات عسكريّة، (أحدها في مدينة رأس العين و3 في بلدة مبروكة بالحسكة وقرية تل خنزير بإدلب)، ويسيطر مسلحوه على المئات من منازل المدنيين والأراضي الزراعيّة والعقارات، وقد حولت الميليشيا ناحية راجو إلى مزرعة خاصة وهو المتحكم الحقيقيّ بالمؤسسات الأمنية المشكلة في ظل الاحتلال (الشرطة العسكرية والشرطة المدنيّة والقضاء). وسبق أن نشرت “عفرين بوست” تقارير حول علاقة “أحرار الشرقية” المتينة بداعش وضمها عناصر منه إلى صفوفها.

راكم المدعو “أبو حاتم شقرا” ثروة من أعمال النهب والسرقة والإتاوات والاستيلاء على الأملاك، ولديه مزرعة خاصة للخيول.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons