عفرين بوست – متابعة
في ظل حالة الفوضى الفلتان الأمني التي تضرب مناطق الاحتلال التركيّ في الشمال السوريّ، أقدم مسلحون مجهولون الخميس 14/7/2022، على إطلاق الرصاص على المدعو “حسن الجمعة”، المتزعم في مليشيات “صقور الشمال” في قرية كمروك/معبطلي، وأردوه قتيلاً قرب قرية عين حجر بناحية موباتا/ معبطلي.
وذكر مراسل عفرين بوست أنَّ مسلحين مجهولين اعترضوا طريق السيارة الذي يستقلها المدعو “الجمعة” على الطريق الواصل بين قريتي كمروك وعين حجر بناحية موباتا/ معبطلي، الساعة 11:00 ليلاً يوم الخميس 14/7/2022، وفتحوا نيران بنادقهم الرشاشة باتجاه السيارة، فأصيب بطلقتين في الرأس، ما أدى لمقتله على الفور، وعُثر على جثته صباح اليوم الجمعة، ليتم نقلها إلى المشفى العسكري في مدينة عفرين، كما عثر بحوزته على مواد مخدرة.
وبحسب معلومات عفرين بوست، فإنّ القتيل “الجمعة” غيّر ولاءه عدة مرات، فقد كان يعمل ضمن الاستخبارات السوريّة في بداية الأزمة السوريّة، ويقوم بقمع المظاهرات في محافظة حلب وتسليم المطلوبين إلى أجهزة أمن النظام، ثم انضم إلى جبهة النصرة، لينشق عنها لاحقاً بعد سرقته آلاف الدولارات ويتوجه إلى تركيا، وبعد احتلال عفرين انضمّ إلى ميليشيا “صقور الشمال”، في ناحية معبطلي، وعُرف عنه بطشه بالمدنيين والاتجار بالموادِ المخدرة وخطف المدنيين بغية تحصيل فدى مالية منهم.
ومن خلال سلوك القتيل “الجمعة” وعلاقاته المعقدة، يبدو أنَّ أكثر من جهة لها مصلحة بتصفيته، وبخاصة العمل في الاتجار بالمخدرات، ولم تبنَّ أيّة جهة مسؤوليّة تصفيته.
ونشر العميد المنشق أحمد رحال منشوراً حول هذه الحادثة وقال: “جرائم تتكشف وأخرى أكثر منها ما تزال مستورة ومخفية”.
وفي تفاصيل حادثة القتل قال رحال: تبين في التحقيقات وبعد حضور عزاء القياديّ في ميليشيا “صقور الشمال” المدعو “حسن جمعة” الذي قتل بطلقتين في الرأس في بلدة قرب عفرين ومن خلال كاميرات المراقبة، قيام القيادي المدعو “ابو شقرا “بتتبع المغدور “حسن” لدى خروجه من مقر القيادة.. فاتبعه حتى قتله، وتكتم على الأمر، وعند اكتشاف أمره ادّعى بأن الجريمة هي جريمة شرف.. حيث ادّعى بأنّ “القتيل حسن” اغتصب أخته (أخت ابو شقرا) خلال عمله معه كمرافق وبقائه قرب بيته أثناء سفر أبو شقرا.
يتابع رحال: بالتحقيق تبين بأنّ جريمة الشرف التي ادّعاها “أبو شقرا” عارية عن الصحّة، لتتكشف جريمة أكبر وهي عبارة عن عصابة تهريب وتشليح وخطف ومخدرات، مشترك بها كل من “حسن” القتيل والقيادي “سلموش” وقيادي آخر اسمه “غويان” وأيضاً مرافق اسمه “فواز” وكانوا جميعهم تحت عين الاستخبارات التركيّة التي كشفت قيام أحدهم بإطلاق نار في تركيا، وبفتح خطوط تهريب ومخدرات، وقامت منذ فترة الاستخبارات بتفتيشِ بيوت عديدة ومنهم قادات في ميليشيا “صقور الشمال”، إلا أنّ جريمة “أبو شقرا “فتحت الباب على مصراعيه عن عصابة كبيرة للتهريب والخطف.
رواية العميد رحال تتضمن بعض التفاصيل الإجرائيّة إلا أنّها غير كاملة، لتبدو أكثر منطقيّة، إذ تنطوي الرواية على اتهام طرفٍ والثناء على آخر، وذلك لا يفسر طبيعة الصراع بين الميليشيات. فهو يذكر بشيء من الثناء أنّ متزعم “صقور الشمال” المدعو “حسن خيرية” باغت “هؤلاء” بقوةٍ ودعمِ تركي، واقتحم أمنيات الصقور بمساعدة ومؤازرة من مركزيات الصقور القوية “الأولى والثانية”، وحواجز بلدة كمروك.. واقتحم الأمنيّة وبيوتَ عدد كبير من قادة مركزيات وقطاعات الصقور، عرف منهم القيادي “سلموش” وقيادي آخر اسمه “غويان” الذي تمكن من الهرب، بينما اعتقل الأول وآخر اسمه فواز، واعتقلت قيادة الصقور أيضاً كل من ورد اسمه بالتحقيق أو تورط بتهريب الحشيش أو الخطف أو حتى ابتزاز بعض المدنيين الكرد في كمروك وغيرها، وشهدت كمروك يوم أمس حركة وقبضة أمنية شديدة جداً.. وإفراغ كلّ بيت يسكنه أي عنصر أو قيادي من المتورطين.
ووفقاً لرحال فإنّ عدد المعتقلين بالمئات، وهرب البعض، وصدر قرار من قيادة الصقور بتولي القياديّ أبو محمد رحال “سراقب” بإدارة بلدة كمروك بانتظار ما ستكشف عنه التحقيقات الجارية والتي على ما يبدو ستشرف عليها الجهات الأمنية التركيّة إضافة لقيادة الصقور.