ديسمبر 23. 2024

بعد الاجتماع الرباعي لوزراء الدفاع.. بيانات وتصريحات متناقضة بين دمشق وأنقرة

عفرين بوست ــ متابعة

تباينٌ واضح في بيانات وزارتي الدفاع السوريّة والتركيّة حول الاجتماع الرباع لوزراء الدفاع الذي عُقد في موسكو أمس الثلاثاء 25/4/2023، ففيما تؤكد دمشق على مطلب لانسحاب التركي الأراضي السوريّة، أكد البيان التركيّ مناقشة مسار التطبيع ومكافحة “التنظيمات الإرهابيّة”.

وفي أول ردٍّ لوزارة الدفاع السوريّة بعد الاجتماع أكّدت خلال بيان لها أن “الاجتماع الرباعيّ لوزراء دفاع سوريا وروسيا وإيران وتركيا في موسكو بحث انسحاب القوات التركيّة من الأراضي السوريّة وكذلك تطبيق الاتفاق الخاص بالطريق الدولي المعروف باسم طريق M4″، بحسب ما نقلته وكالة سانا.

وقال بيان وزارة الدفاع التركيّة إنَّ الاجتماع الرباعيّ مع روسيا وسوريا وإيران في موسكو، ناقش الخطوات الملموسة التي يمكن اتخاذها لتطبيع علاقات أنقرة ودمشق. وأوضح البيان أنّ الاجتماع تناول أيضاً سبل تكثيف الجهود لإعادة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم.

وأضاف أنّ المجتمعين ناقشوا كذلك سبل مكافحة كافة التنظيمات الإرهابيّة والمجموعات المتطرفة على الأراضي السوريّة. وجرى الاجتماع “في أجواء إيجابيّة”، وشدد على احترام وحدة الأراضي السوريّة، وعلى أهميّة استمرار الاجتماعات الرباعيّة من أجل توفير الاستقرار في سوريا والمنطقة واستمراره وضرورة تكثيف الجهود الرامية لتعزيز الوضع الأمنيّ في سوريا.

وخلافاً للتصريحات التركيّة نفى مصدرٌ سوريٌّ ما جاء في البيان التركيّ، وقال لصحيفة «الوطن» السوريّة المقربة من الحكومة السوريّة: «لا صحة للبيان الذي بثته وزارة الدفاع التركيّة، والذي يتحدث عن خطوات ملموسة تتعلق بتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، وما حصل في الاجتماع بين وزراء دفاع سوريا وتركيا وروسيا وإيران كان للبحث في آلية انسحاب القوات التركيّة من الأراضي السوريّة، ولم يتطرق الاجتماع إلى أية خطوات تطبيعيّة بين البلدين».

وأضاف المصدر أنَّ «التطبيع أو العلاقة الطبيعيّة بين تركيا وسوريا تعني انسحاب القوات التركيّة من الأراضي السوريّة، وبغير الانسحاب لا تنشأ ولا تكون هناك علاقات طبيعيّة وأنّ الانسحاب هو أول مسألة يجب أن يتم حسمها في مباحثات التطبيع».

من جانبه أعلن وزير الدفاع الروسيّ سيرغي شويغو أنّه أجرى لقاءات ثنائيّة مع وزراء دفاع تركيا وإيران وسوريا المشاركين في الاجتماع الرباعي حول سوريا في موسكو.  وأفاد بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسيّة، أن شويغو بحث بلقاءات منفصلة مع وزير التركيّ خلوصي أكار، والإيرانيّ محمد رضا أشتياني والسوريّ علي محمود عباس العلاقات الثنائيّة وقضايا متعلقة بضمان الأمن العالميّ والإقليميّ.

وقالت وكالة فارس الإيرانيّة عقدت محادثات رباعيّة بين وزراء دفاع روسيا وإيران وسوريا وتركيا في موسكو، تم خلاله التأكيد على ضرورة تفعيل الجهود المشتركة لعودةِ اللاجئين السوريين إلى بلادهم في أسرع وقت ممكن. كما تمت مناقشة واستعراض الإجراءات الجارية في مجال توطيد الأمن في سوريا وتطبيع علاقاتها مع تركيا. وفي هذه المحادثات، تم إيلاء اهتمام خاص لمواجهة جميع أشكال التهديدات الإرهابية، ومكافحة داعش والجماعات المتطرفة الأخرى في سوريا.

وكان وزير الخارجي التركيّة مولود جاويش أوغلو قد استبق اجتماع وزراء الدفاع وأعلن في لقاء تلفزيونيّ عدم انسحاب قوات بلاده من سوريا في الوقت الحالي، مشيراً إلى أنَّ لقاء أردوغان والأسد يجب أن يكون “دون شروط مسبقة”. وقال أوغلو: إنّ “انسحابنا من شمال سوريا يعني توقف عملياتنا العسكرية ضد الإرهاب واقتراب الإرهابيين من حدودنا وهذا يشكل تهديدا لأمننا القومي”، مضيفاً أن “الإرهابيين” سيملؤون فراغ القوات التركية حال الانسحاب.

وتابع “لا نطمع في اقتطاع أجزاء من الأراضي السورية، ولا يمكننا الانسحاب من الشمال السوري إلا حين يستتب الأمن ويعود الاستقرار الكامل إلى تلك المناطق”.

وفيما كان من المنتظر أنّ يُعقد اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع، والذي أعلن أنَّه سيعقد في موسكو بداية مايو/ أيار المقبل، صرح خلوصي أكار وزير الدفاع التركيّ يوم أمس أنَّه «جرى الإعداد لعقد اجتماع بين وزراء دفاع ورؤساء استخبارات تركيا وروسيا وسوريا وإيران، الثلاثاء، في العاصمة الروسية موسكو». وأضاف أكار: «خططنا لعقد اجتماع رباعيّ في موسكو، وهدفنا هو حلّ المشكلات العالقة عن طريق الحوار، وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة بأقرب وقت ممكن». وأنّ الاجتماع هو بهدف تحضير الملفات الميدانية لمناقشتها في الاجتماع الذي سيعقد على مستوى وزراء الخارجية.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons