عفرين بوست ــ متابعة
جدد وزير الخارجيّة التركيّة رفض انسحاب قوات بلاده من شمالي سوريا والعراق رافضاً شرط دمشق للتصالح ومتحدياً دعوات الحكومة المركزية في بغداد وتهديدها باللجوء إلى مجلس الأمن. وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركيّة.
أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن قوات بلاده لن تنسحب في الوقت الراهن من شمالي سوريا ما يمثّل رفضاً واضحاً لأحد أهم شروط حكومة دمشق للمضي في مسار التصالح وتطبيع العلاقات بين البلدين.
كما رفض اوغلو انسحاب قوات بلاده من شمالي العراق في تحدٍ واضح لدعوات أطلقتها الحكومة المركزيّة في بغداد وهددت باللجوء إلى مجلس الأمن.
وقال جاويش أوغلو في مقابلة تلفزيونيّة متلفزة مساء أمس الاثنين “انسحابنا من شمال العراق وشمال سوريا يعني توقف عملياتنا العسكرية ضد الإرهاب واقتراب الإرهابيين من حدودنا وهذا يشكل تهديداً لأمننا القوميّ”.
وزعم أنّ التنظيمات الإرهابيّة ستملأ الفراغ الذي سيحدث في حال انسحبت القوات التركيّة من شمالي سوريا، وأن الأمن القوميّ وأمن الحدود بالغ الأهمية بالنسبة لأنقرة.
وأضاف: “لا نطمع في اقتطاع أجزاء من الأراضي السوريّة، ولا يمكننا الانسحاب من الشمال السوريّ إلا حين يستتب الأمن ويعود الاستقرار الكامل إلى تلك المناطق”.
وجاء تصريح جاوش عشية اجتماع رباعي بين وزراء دفاع روسيا وتركيا وسوريا وإيران اليوم الثلاثاء في موسكو، وذلك في سياق المسار التصالحيّ بين أنقرة ودمشق والذي ترعاه موسكو. وهو الاجتماع الثانيّ على مستوى وزراء الدفاع بعد اجتماعٍ عقد في 28/12/2022.
وسبق أنّ أدلى جاويش أوغلو بتصريح في 14/4/2023 أوضح فيه عدم القبول بالانسحاب من الأراضي السوريّة كشرطٍ مسبق للمحادثات مع دمشق.
ورداً على سؤال عن احتمال عقد لقاء بين الرئيسين التركيّ والسوري قال جاويش أوغلو: “نعم احتمال اللقاء قائم، لكن يجب أولاً تحضير خريطة طريق لهذا اللقاء تتضمن عدم فرض شروط مسبقة ودراسة المرحلة السياسيّة ومكافحة الإرهاب وإحلال الاستقرار في سوريا”. وأردف “التواصل مع النظام السوريّ مفيد إذا كنا نريد إعادة اللاجئين السوريين، وإذا كنا نريد مواصلة مكافحة الإرهاب بشكل أكثر فاعليّة، وإذا أردنا الحفاظ على وحدة أراضي سوريا”.
ويأتي حديث الوزير التركيّ مع زيادة وتيرة الحملات الانتخابيّة ومؤشرات استطلاعات الرأي التي تشير إلى تراجع في شعبيّة الحزب الحاكم، في محاولة للظهور بمظهر القوة وأن مسار التطبيع مع دمشق لا يخضع لإملاءات روسيّة، واستدراج الناخبين الأتراك باستثمار ذريعة الأمن القوميّ.
وكان نواب وزراء خارجية كل من تركيا وسوريا وإيران وروسيا، قد عقدوا في موسكو الثلاثاء 4/4/2023، اجتماعاً رباعيّاً عقب يوم من اللقاءات الثنائيّة التشاوريّة، ولم يصدر أي تصريح من ممثلي الدول المشاركة، باستثناء بيان مقتضب أصدرته وزارة الخارجية الروسية، أكد على “اتفاق الأطراف على الاستمرار في الاتصالات خلال الفترة القادمة”.
إلا أنّ صحيفة “الوطن” السوريّة المقربة من الحكومة نقلت عن مسؤولين سوريين أنّ الوفد السوريّ الممثل بأيمن سوسان نائب وزير الخارجية أصر خلال اللقاء الرباعيّ والمشاورات الثنائية، على انتزاع الضمانات المتعلقة بشرط انسحاب القوات التركيّة من كامل الأراضي السوريّة.