عفرين بوست ــ متابعة
في توقيت انتخابيّ بغاية الحساسية نفذت أنقرة قصفاً بواسطة طائرة مسيّرة استهدف محيط مطار السليمانية المدنيّ، وتزامن ذلك بزيارة يقوم بها مظلوم عبدي بزيارة، وكانت برفقته ضابط أمريكيون. وفي ذلك في مسعى لتقديم إنجاز عسكريّ للناخبين الأتراك. إلا أنّ مراكز القرار الأمريكيّ أبدت امتعاضاً شديداً للسلوك التركي وهي بصدد إصدار حزمة عقوبات ضدها.
وضع المستشارون الأمنيون في البيت ملف محاولة اغتيال قائد قوات سوريا الديمقراطية على الطاولة أمام الرئيس جو بايدن – هناك اقتراحات بفرض عقوبات على قادة في تركيا على خلفيّة عملية الاستهداف باستخدام طائرة مسيّرة تركية التي نفذتها في مطار سليمانية بإقليم كردستان العراق.
وتشير الأجواء الحالية في واشنطن إلى تحضيراتٍ في الكونغرس ومجلس النواب الأمريكيّ بأنهما بصدد إصدار حزمة عقوبات ضد أنقرة تشمل الرئيس التركيّ أردوغان شخصياً وكذلك وزير دفاعه خلوصي آكار.
من الواضح أنّ حكومة أردوغان أرادت توجيه رسالة إلى الناخبين الأتراك توحي بقوتها وإمكانية تحدي واشنطن، إلا أنها وقعت في مطب استهداف مطار مدني وهو أمر يحظره القانون الدوليّ حتى في ظل ظروف الحرب والعمليات العسكريّة ضد دولة معادية، والاستهداف التركي جاء في وقت السلم، دون مسوغات.
العقوبات الأمريكيّة ضد حكومة أردوغان إن صدرت في هذا التوقيت الحساس فهذا يعني أنّ واشنطن حزمت أمرها، لتقف في الجبهة المناهضة لموسكو التي تدعم بقوة بقاء أردوغان وحزبه في السلطة، وسيكون ذلك بمثابة مشاركة مباشرة في التصويت في المعركة الانتخابيّة المرتقبة في الرابع عشر من مايو القادم في تركيا، وهو يعني أن واشنطن رفعت البطاقة الحمراء لإخراجِ أردوغان من اللعبة الانتخابية قبل حلولها.
أراد أردوغان التأثير في المزاج العام التركي في الانتخابات، فهل تقلب إدارة بايدن السحر على الساحر وتضع نهاية لسلطة أردوغان التي استمرت لأكثر من عقدين، وتذهب معها مشاريعه التوسعيّة وتدخله العسكريّ في العديد من الدول اعتباراً من سوريا؟